الأعراض العينية الأخرى

حسبChristopher J. Brady, MD, Wilmer Eye Institute, Retina Division, Johns Hopkins University School of Medicine
تمت مراجعته جمادى الأولى 1445

هناك عدد من الأَعرَاض والمشاكل الأخرى التي يمكن أن تؤثر في العينين، بما في ذلك التغيرات في مظهر العينين، وعمى الألوان، وجفاف العينين، والوهج والهالات، وضعف إدراك العمق، والحكة في العينين، والحساسية للضوء، والعمى الليلي.

ضعف إدراك العمق

إدراك العمق هو القدرة على تحديد الموقع النسبي للأجسام في الفراغ.قد يعاني المرضى المصابون بضعف إدراك العمق من صعوبة في تحديد أي الجسمين أقرب من الأخر.

الشبكية هي نسيج استشعار الضوء في مؤخرة العين.فهي سطح ثنائي الأبعاد يبدو مثل شريحة فيلم يمكنها إنتاج صورة ثنائية الأبعاد فقط.يعمل الدماغ على دمج الصورتين ثنائيتي الأبعاد الواردتين من كل عين لتكوين مشهد ثلاثي الأبعاد (الرؤية التجسيمية stereopsis)وتسمح هذه الرؤية التجسيمية للأشخاص بإدراك العمق.يمكن للاضطرابات التي تصيب العيون (مثل الحَول strabismus) أن تؤثر في الرؤية التجسيمية.

ولكن، من الجدير ذكره بأن الرؤية التجسيمية تكون فعالة فقط في نطاق المشاهدة القريب، كالذي يكون في حدود متناول اليد.أما إذا كانت الأجسام تبعد أكثر من ثلاثة أمتار، فتكون المعلومات المأخوذة من عين واحدة لإدراك العمق (مثل الحجم الظاهري للجسم) أكثر فائدة في تحديد الموقع النسبي للجسم بالمقارنة مع الرؤية التجسيمية.ولهذا السبب، فإن الشخص الذي يرى بعين واحدة يواجه صعوبة أكبر في صب كوب الشاي، في حين أنه يواجه صعوبة أقل في رَكن السيارة في الموقف المخصص لها.

الإبهار البصري والهالات الضوئية Glare and Halos

يعاني بعض الأشخاص من رؤية توهج أو هالات ضوئية حول الأضواء الساطعة، وخاصةً عند القيادة ليلاً.تكون هذه الأعراض أكثر شيوعًا بين البالغين الأكبر سنًا والأشخاص الذين خضعوا لأنواع محددة من جراحة تصحيح المشاكل الانكسارية أو الذين يعانون من أنواع محددة من الساد العيني.قد يحدث الإبهار البصري والهالات الضوئية عند الأشخاص الذين اتسعت حدقة العين لديهم، كما يحدث عند تطبيق قطرة عينية موسعة للحدقة قبل إجراء الفحص العيني.عندما تتوسع حدقة العين كثيراً، يصبح الضوء قادرًا على المرور من خلال الجزء المحيطي لعدسة العين، وعندها ينكسر بشكل مختلف عن انكسار الضوء في الأجزاء المركزية من العدسة، مما يُسبب رؤية التوهج البصري.

يُجري الطبيب فحصًا للعين.يمكن في بعض الحالات التخلص من الأعراض المزعجة عن طريق علاج العامل المسبب لها (مثل علاج الساد العيني).وفي حالات أخرى، ينبغي على الأشخاص اتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل تجنب قيادة السيارات في ظروف مظلمة أو بعد تطبيق القطرات المخصصة لإجراء فحص عيني، وتجنب النظر بشكل مباشر إلى الأضواء الساطعة عند قيادة السيارات.

العمى الليلي

كثيرًا ما يعاني البالغون الأكبر سنًا من صعوبة في الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة.ويشار إلى ذلك أحيانًا باسم العمى الليلي.غالبا ما ينتج العمى الليلي عن الساد العيني (إعتام عدسة العين cataract)، كما يمكن للعمى الليلي أن يكون عَرَضًا لبعض أشكال التنكس الشبكي، مثل التهاب الشبكية الصباغي.تتسع الحدقة في عيون بعض البالغين الأكبر سنًا ببطء، وتستغرق وقتًا أطول للتكيف مع الإضاءة الخافتة.ينبغي أن يركز الفحص العيني على تحري الساد العيني، وأن يُستخدم فيه المنظار العيني.تُعالج الحالة بعلاج السبب.يمكن تحسين الإضاءة المنزلية، وخاصة في المطبخ وفوق السلالم وغيرها من الأمكنة التي يمكن أن يتعرض فيها الشخص للسقوط، بالإضافة إلى تحسين إجراءات السلامة في المنزل عمومًا.

عمى الألوان

قد يعجز الأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان (dyschromatopsia) عن تمييز ألوان معينة، أو قد يرون ألوانًا معينة بدرجة كثافة لونية مختلفة عن الأشخاص العاديين.مثلًا، في الشكل الأكثر شُيُوعًا لعمى الألوان (عمى الأحمر-الأخضر)، يكون الأشخاص أقل قدرة على التمييز بين الأخضر الداكن والأخضر الفاتح، أو الأحمر الداكن والأحمر الفاتح، أو كليهما.عند إشارات المرور الضوئية، يمكن إرشاد الأشخاص الذين يعانون من عمى اللونين الأحمر والأخضر بإشارات أخرى غير لونية.

كثيرًا ما تكون التغييرات خفيفة، بحيث أن العديد من الأشخاص لا يدركون بأنهم يعانون من عمى الألوان.

عادة ما يكون عمى الألوان موجودًا منذ الولادة، ويُعزى في معظم الحالات إلى جينة متنحية مرتبطة بالصبغي X، ما يعني بأنها لا تصيب سوى الذكور.ولكن يمكن للنساء اللواتي لا يتأثرن عادة بهذه الجينة أن يمررنها إلى أطفالهن.

تنجم معظم حالات عمى الألوان عن عوز نسبي أو شذوذ في أحد أنواع الخلايا الشبكية المسؤولة عن استشعار الضوء (المستقبلات الضوئية).يُعد العمى اللوني أحمر-أخضر، أحد الأمثلة على عمى الألوان، وهو الشكل الأكثر شيوعًا منه.قد ينجم العمى اللوني أزرق-أصفر، عن اضطراب يُصيب العصب البصري، وعادًة ما يكون مكتسبًا وليس موروثًا.كما قد ينجم عمى الألوان في بعض الحالات عن مشكلة في كيفية تفسير الدماغ للألوان (وليس مشكلة في العينين).

قد يُجرِى اختبار عمى الألوان عند شخصٍ ما في حال كان أحد أفراد أسرته يعاني من اضطراب في رؤية الألوان.وقد يُجرِي الاختبار أحيانًا إذا كان الشخص يعاني من صعوبة في مطابقة الألوان.قد لا ينتبه بعض الأشخاص إلى إصابتهم بعمى الألوان إلا عندما يَجرِي اختبارهم للحصول على وظيفة أو شهادة تتطلب القدرة على التمييز بين الألوان (مثل قيادة الطائرة).

لا يتوفر حتى الآن أي علاج لعمى الألوان.

الحساسية للضوء

عادةً ما تحدث الحساسية للضوء light sensitivity عند التعرض لنور الشمس المبهر، أو عند الخروج من بيئة مظلمة إلى أشعة الشمس الساطعة.ويمكن أن تنجم هذه الحساسية أيضًا عن الأدوية الموسعة للحدقة (mydriatics).ولكن، يمكن للألم الناجم عن الضوء الساطع (رهاب الضوء photophobia) أن يكون عَرَضًا للصداع النصفي (الشقيقة) أو بعض الاضطرابات العينية، مثل تلك التي تنطوي على التهاب أو عدوى في الجزء الأمامي من العين (التهاب العنبية)، أو اضطراب في القرنية (مثل التهاب القرنية)، أو إصابة في العين.كما قد ينجم أيضًا عن التهاب السحايا (والذي عادة ما يترافق بصداع شديد وصلابة في الرقبة).

يحاول الطبيب أولًا التفريق بين حساسية الضوء ورهاب الضوء.ويمكن عادةً تحديد سبب حساسية الضوء أو رهاب الضوء من خلال أعراض الشخص وفحص العين.يكون المصباح الشِّقّي مفيدًا بشكل خاص للكشف عن الاضطرابات التي تسبب رهاب الضوء.يمكن الحدّ من حساسية الضوء ورهاب الضوء عن طريق حماية العينين من الضوء (من خلال ارتداء النظارات الشمسية مثلًا).عندما يكون رهاب الضوء ناجمًا عن التهاب داخل العين، فيمكن أن تساعد القطرات العينية الموسعة للحدقة على تخفيف الألم.

الحكة في العينين

قد تنجم الحكة في العين عن الحساسية، وعادة ما تكون مصحوبة بدُماع عيني (سيلان الدمع من العينين).كما قد تنجم الحكة عن التهاب الجفون وجفاف العين.قد تنجم الحكة في حالات أقل شُيُوعًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو عدوى بالطفيليات (مثل القمل أو غيره).عادةً ما يمكن تشخيص الاضطرابات التي تسبب الحكة باستخدام المصباح الشِّقّي.وريثما يجري علاج سبب الحكة، يمكن تطبيق قطع قماشية باردة على العين مما قد يساعد على تسكين الأعراض قليلًا.

جفاف العين

قد ينجم الإحساس بجفاف العينين عن مجموعة متنوعة من الأَسبَاب، بما في ذلك ضعف إنتاج الدموع، أو سرعة تبخر الدموع، وفي حالات أقل شيوعًا جراحة الانكسار، أو عوز الفيتامين A (وهو حالة نادرة في الدول المتقدمة)، أو مُتلازمة شوغرن.وقد تتعرض العين للجفاف بسبب الشيخوخة.(انظر أيضاً التهاب القرنية والملتحمة الجاف.)

يمكن للطبيب قياس غزارة الدمع عند المريض، وخاصة عند الاشتباه بالإصابة بمُتلازمة شوغرن.وقد يحاول الطبيب أيضًا تحري ما إذا كانت الدموع تتبخر بسرعة كبيرة.ولمعرفة ذلك، يضع الطبيب كمية صغيرة من صبغة صفراء (فلوريسئين) في عين مفتوحة، ثم يقيس مقدار الوقت الذي تحتاج الدموع كي تتبخر.يمكن علاج جفاف العين في أثناء النهار بتطبيق قطرات عينية تعوض عن نقص إفراز الدموع (الدموع الاصطناعية).أما في الليل، فيمكن تطبيق مرهم قبل النوم للحد من جفاف العين صباحًا.

التغيرات في مظهر العينين

يمكن أن تظهر البقع الداكنة (المُصطبغة) على القزحية أو الملتحمة.تكون بعض البقع موجودة منذ الولادة، في حين أن بعضها الآخر قد يظهر مع التقدم في السن.وعلى الرغم من أن معظم هذه البقع لا تكون خطيرة أو ذات أهمية، إلا أنه من الضروري تقييمها من قبل اختصاصي طب العيون للتأكد من أن الإصابة ليست سرطانية.

يمكن للصلبة أن تأخذ لونًا أصفرًا عند الأشخاص المصابين باليرقان (كذلك يصبح لون الجلد أصفرًا في هذه الحالة).

يمكن للجفون أن تتدلى ptosis.قد يحدث تدلي الجفون عند الأشخاص الذين يعانون من الوهن العضلي الوبيل والاضطرابات التي تسبب ضَرَر الأعصاب.

تكون العينان في بعض الأحيان مفتوحتان بشكل واسع ومتبارزتان، وعادة ما تكونان متبارزتان نحو الأمام (جحوظ).يمكن أن يحدث الجحوظ عند الأشخاص المصابين بداء غريفز.

يحتاج المرضى الذين يعانون من هذه الأَعرَاض إلى إجراء فحص عيني وطبي عام.وتعالج الحالة بعلاج السبب.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID