اضطراب القلق الاجتماعي

حسبJohn W. Barnhill, MD, New York-Presbyterian Hospital
تمت مراجعته محرّم 1445

يتميز اضطراب القلق الاجتماعي بالخوف أو القلق من بعض المواقف الاجتماعيَّة أو الأداء الاجتماعيّ.وغالبًا ما يَجرِي تجنُّب هذه المواقف أو تحمُّلها على حساب الكثير من الضيق والانزعاج.

والبشر هم حيواناتٌ اجتماعية، وتؤثِّر قدرتُهم على التماسك بشكلٍ مريح في المواقف الاجتماعية بالنسبة للعَديد من الجوانب المهمَّة في حياتهم، بما في ذلك الأسرةُ والتعليم والعمل والترفيه والتعارف والعلاقات.

في اضطراب القلق الاجتماعي، تُسبب بعض المواقف أو الأشياء شعور الأشخاص بالخوف والقلق ويجعلونهم يتجنبون هذه الأشياء.فالخوف والقلق لا يتناسبان مع الخطر الفعلي

ولكن، على الرغم من أنَّ بعضَ القلق في المواقف الاجتماعية أمرٌ طبيعي، فإنَّ الأشخاصَ الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي يكون لديهم الكثير من القلق، ممَّا يدفعهم إمَّا إلى تجنُّب هذه المواقف الاجتماعية أو المعاناة من الضِّيق.ويعاني حوالى 13٪ من الناس من اضطراب القلق الاجتماعي في وقتٍ ما من حياتهم.يصيب هذا الاضطرابُ نَحو 9٪ من النساء و 7٪ من الرجال سنويًا.

كان بعضُ البالغين الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماع خجولين عندما كانوا أطفالًا، في حين أن الآخرين لم تظهر لديهم أعراض قلق كبيرة إلا بعد سن البلوغ.

يشعر الأشخاصُ الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي بالقلق من أن يبدو أداؤهم أو أعمالهم أو تصرُّفاتهم غير مناسبَة.وفي كثيرٍ من الأحيان، يشعرون بالقلق من أن يكون ذلك واضحًا - لذلك يتعرَّقون أو يُصَابون باحمرار الوجه أو التقيُّؤ أو الارتعاش أو يتهدَّج صوتهم.كما يشعرون بالقلق أيضًا من فقدان سلسلة أفكارِهم أو عدم قدرتهم على إيجاد الكلمات للتعبير عن أنفسهم.

وترتبط بعضُ أشكال القلق الاجتماعي بحالاتٍ محدَّدة من الأداء، ممَّا يؤدِّي إلى القلق عندما يكون على الشخص أداء نشاط معيَّن في الأماكن العامة فقط؛بينما لا يؤدِّي نفسُ النشاط عندَ قيام الشخص به وحدَه إلى أيِّ قلق.وتشتمل الحالاتُ التي تؤدِّي عادة إلى القلق بين المصابين باضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:

  • الخطابة أو الحديث أمام العامَّة

  • الأداء العلني، مثل القراءة في الكنيسة أو العزف على آلة موسيقيَّة

  • تناول الطعام مع الآخرين

  • مقابلة أناس جُدُد

  • المحادثة

  • توقيع وثيقة أمام الشُّهُود

  • استخدام حمَّام عام

قد تظهر أعراض القلق الاجتماعي لدى بعض الأشخاص في حالة واحدة أو حالات قليلة محددة، بينما تظهر لدى البعض الآخر في نطاق أوسع من الظروف.وفي كلا النوعين من اضطراب القلق الاجتماعي، يخشى الأشخاص من أنّ يكون أداؤهم أقلّ من توقّعات الآخرين أو من النقد في المُداولات الاجتماعية، ويشعرون بالحرج أو الخذلان أو الرفض أو الإساءة من الآخرين.

وقد يدرك أو لا يدرك الأشخاص أنَّ مخاوفَهم مفرطة.

تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي

  • تَقيِيم الطَّبيب، وذلك استنادًا إلى معايير التشخيص النفسية القياسية

يشخص الأطباء اضطراب القلق الاجتماعي عندما يشعر الناس بالخوف أو القلق الذي يشمل كل ما يلي:

  • شَديد، وموجود لمدَّة 6 أشهر أو أكثر

  • وجود مَخاوف من واحدٍ أو أكثر من المواقف الاجتماعيَّة

  • يحدث دائمًا تقريبا في نفس الوضع أو الظروف

  • ينطوي على الخوف من تقييمٍ سلبي من قِبَل الآخرين

  • يؤدي بالشخص إلى تجنُّب الحالة أو الموقف أو تحمُّلها بشكلٍ غير مريح

  • لا يتناسب مع الخطر الفعلي

  • يسبِّب ضائقةً كبيرة أو يضعف بشكل كبير من الأداء

كما يستبعد الأطباءُ اضطرابات الصحة النفسيةَ الأخرى التي يمكن أن تسبِّب أعراضًا مماثلة، مثل رُهاب المَيَادين أو اضطراب الهلع أو اضطراب تشوُّه صورة الجسم.

علاج اضطراب قلق المرض

  • المعالجة بالتعرُّض

  • العلاج السُّلوكي المعرفي

  • مضادَّات الاكتئاب، وهي مثبِّطات استرداد السِّيروتونين الانتقائية (SSRIs) عادة

شأنه شأن اضطرابات القلق الأخرى، تتباين شدة اضطراب القلق الاجتماعي مع مرور الوقت.في كثير من الأحيان، يستمرّ القلق الاجتماعي إذا تُرك من دون علاج، ممَّا يَتسبَّب في لجوء الكثير من الأشخاص إلى تجنُّب الأنشطة التي يودُّون القيامَ بها لولا ذلك.لا يلتمس الكثير من الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي العلاج أبدًا، وبدلاً من ذلك يلجؤون إلى استراتيجياتهم الخاصة للتعامل معه.على سبيل المثال، قد يتجنبون المواقف الاجتماعية، أو يقومون بـ "التطبيب الذاتي" بالكحول أو الماريجوانا، أو قد يجاهدون أنفسهم على القيام بالواجبات الاجتماعية دون رغبة بذلك.ولكن، هناك خيارات علاجية فعالة لاضطراب القلق الاجتماعي.

ويكونالعلاجُ بالتعرُّض فعَّالًا في هذه الحالة.ولكن، قد لا يكون من السَّهل الترتيبُ للتعرُّض لفترة طويلة بما فيه الكفاية للسماح للشخص أن يعتادَ على الوضع المثير للقلق، وعدم الانزعاج في هذا الوضع؛فعلى سَبيل المثال، الأشخاصُ الذين يخشون التحدُّث أمام رئيسهم قد لا يكونون قادرين على ترتيب سلسلة من جلسات الحديث أمامَ ذلك الرئيس.قد تساعد المواقف البديلة، مثل الانضمام إلى مجموعة مجتمعية تساعد في التحدث أمام الجمهور أو قراءة كتاب للمقيمين في دار رعاية المسنين.

كما قد يفيد العلاجُ السُّلوكي المعرفي أيضًا.وفي هذا العلاج، يتعلَّم الأشخاص القيامَ بما يلي:

  • استخدام طرائق الاسترخاء

  • تحديد أنماط التفكير والسُّلوك التي قد تُثير القلق أو الذعر

  • تعديل أنماط التفكير تلك

  • تعديل السُّلوك وفقًا لذلك

غالبًا ما يمكن أن تفيد مضادَّات الاكتئاب، مثل مثبِّطات استرداد السِّيروتونين الانتقائية والبنزوديازيبينات (أَدوِيَة مضادَّة للقلق)، الأشخاصَ الذين يعانون من القلق الاجتماعي.ويُفضَّل استعمالُ مثبِّطات استرداد السِّيروتونين الانتقائية عادة، لأنَّها على عكس البنزوديازيبينات، من غير المرجَّح أن تتداخل مع العلاج المعرفي السُّلُوكي.وتؤثِّر البنزوديازيبينات في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، ويمكن أن تسبِّب النعاس ومشاكل في الذاكرة.

يمكن استخدام حاصرات بيتا لتقليل معدل ضربات القلب المتزايد والارتعاش والتعرق الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بالضيق بسبب أدائهم في الأماكن العامة ، ولكن هذه الأدوية لا تقلل القلق بحد ذاتها.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. المعهد الوطني للصحة النفسية واضطراب القلق الاجتماعي National Institute of Mental Health, Social Anxiety Disorder: معلومات عامة عن العديد من جوانب اضطراب القلق الاجتماعي، بما في ذلك إحصائيات الانتشار

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID