لمحة عامة عن إهمال الطفل وإساءة معاملته

حسبAlicia R. Pekarsky, MD, State University of New York Upstate Medical University, Upstate Golisano Children's Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

ينطوي سوء معاملة الطفل على جميع أنواع إساءة المعاملة والإهمال لطفل دون سن 18 عامًا من قبل أحد الوالدين أو مقدم الرعاية أو شخص آخر يمارس دور الوصاية (مثل رجال الدين، أو المدرِّبين، أو المدرسين) الذي يؤدي إلى ضرر، أو احتمال حدوث ضرر، أو التهديد بإلحاق الأذى بالطفل.إهمال الطفل هو الفشل في تلبية الاحتياجات الجسدية والعاطفية الأساسية للطفل.إساءة معاملة الطفل هي القيام بأشياء مؤذية للطفل.

  • من العوامل التي تزيد من خطر إهمال الأطفال وإساءة معاملتهم كون ذوي الطفل من الشباب، أو العازبين (single parenting)، أو قد تعرضوا أنفسهم لإساءة المعاملة أو الأهمال في الطفولة، أو يعانون من ضغوط شخصية أو عائلية (مثل انعدام الأمن الغذائي، أو الشدة المالية، أو عنف الشريك الحميم، أو العزلة الاجتماعية، أو مشاكل الصحة النفسية، أو اضطراب تعاطي المخدرات).

  • قد يبدو الأطفال الذين يتعرضون للإهمال أو سوء المعاملة متعبين، أو جائعين، أو قليلي النظافة، أو يعانون من إصابات جسدية، أو مشاكل عاطفية أو نفسية، أو قد لا تظهر عليهم علامات واضحة على سوء المعاملة أو الإهمال.

  • ينبغي الاشتباهُ بإساءة المعاملة عندما يُشير نموذج الإصابات الجديدة والسابقة إلى أنها لم تكن عرضية، أو عندما لا تتطابق الإصابات مع تفسير مقدم الرعاية، أو عندما لا يكون الأطفال قادرين من ناحية نمائية على القيام بأشياءٍ يُمكن أن تُؤدي إلى إصابتهم (مثل أن يقوم رضيعٌ بتشغيل الفرن).

  • ينبغي وقاية الأطفال من التعرّض إلى المزيد من الضرر عن طريق وسائل قد تنطوي على دور للخدمات الوقائيَّة للأطفال، أو وكالات إنفاذ القوانين والاستشفاء، وتقديم المشورة لمقدمي الرعاية، وتقديم المساعدة للعائلة من خلال توفير الرعاية الآمنة والملائمة.

ينطوي الإهمال على عدم تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال، أي البدنيَّة والطبية والتعليمية والعاطفية،

ويمكن أن تكون إساءة المعاملة بدنيةً أو جنسيةً أوعاطفية؛

يحدُث إهمال الأطفال وإساءة معاملتهم مع بعضهما بعضًا غالبًا ومع أشكال أخرى من العنف الأسري، مثل عنف الشريك الحميم intimate partner،وبالإضافة إلى الأذى المباشر، يزيد الإهمال وإساءة المعاملة من خطر المشاكل الطويلة الأمد، بما في ذلك مشاكل الصحة النفسية واضطرابات استعمال المواد.كما تترافق إساءة معاملة الأطفال بمشاكل في مرحلة البلوغ أيضًا، مثل البَدانة ومرض القلب والدَّاء الرِّئَوِي الانسدادي المُزمِن.

قد يتعرض الأطفال للإهمال أو الإساءة من قبل الآباء ومقدمي الرعاية الآخرين أو الأقارب، أو الأشخاص الذين يعيشون في منزل الطفل، أو الأشخاص الذين لديهم مسؤوليات رعاية من وقت لآخر (مثل المعلمين، والمدربين، ورجال الدين).

في العام 2020، جرى تقديم 3.9 مليون بلاغ عن إساءة معاملة محتَملة للأطفال إلى الخدمات الوقائيَّة للأطفال (CPS) في الولايات المتحدة، وانطوت هذه البلاغات على 7.1 مليون طفل.ومن بين هذه البلاغات، جرى التحقيق في نحو 2.1 مليون بلاغ بالتفصيل وجرى التعرف إلى نحو 618,000 ألف طفل تعرضوا لإساءة المعاملة أو الإهمال.تكون البنات أكثر عرضة بقليل من سوء المعاملة بالمقارنة مع الأولاد.ويُواجه الرضع والأطفال الصغار زيادةً في خطر إساءة المعاملة.

من بين الحالات التي تم الكشف عنها في العام 2020، تعرض 76.1٪ من الأطفال للإهمال (بما في ذلك الإهمال الطبي)، وتعرض 16.5٪ منهم للإيذاء الجسدي، وتعرض 9.4٪ منهم للإيذاء الجنسي، وتعرض 0.2٪ منهم للاتجار بالجنس.ولكن، كان العديد من الأطفال ضحايا لأنواع متعددة من سوء المعاملة.

في العام 2020، قضى حوالى 1,750 طفلاً نحبهم في الولايات المتحدة بسبب الإهمال أو سوء المعاملة، وكان نصفهم تقريبًا دون السنة الأولى من العمر.وكان حوالى 73% من هؤلاء الأطفال ضحايا للإهمال، كما كان 43% ضحايا إساءة المعاملة البدنية التي حدثت مع أو من دُون أشكال أخرى من سوء المعاملة.كان حوالى 80٪ من الجناة من أحد الأبوين الذي يقوم بهذا الفعل بمفرده، مع بعضهما، أو بالشراكة مع أشخاص آخرين.

عوامل خطر إهمال الطفل وإساءة مُعاملته

ينجم الإهمالُ وإساءة المُعاملة عن توليفةٍ معقدة من العَوامِل الفردية والأسرية والاجتماعية؛ويُمكن أن يُؤدي كون أحد الوالدين عازبَا، أو يواجه ضغوطًأ مادية أو انعدامًا في الأمن الغذائي، أو مصابًا باضطراب استعمال المواد، أو لديه مشاكل نفسية (مثل اضطراب الشخصية أو نقص احترام الذات)، أو وجود مزيج من هذه العوامل، إلى أن يُصبح أكثر ميلاً لإهمال الطفل او إساءة معاملته.

جرى التعرف إلى الإهمال بشكلٍ أكثر تكرارًا باثنتي عشر مرة عند الأطفال الذين يعيشون في ظلّ الفقر، بالمقارنة مع الأطفال الذين يعيشون في بحبوحةٍ.ولكن جميع أنواع إساءة المعاملة بما فيها الاعتداء الجنسي، تحدث في جميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية.

يكون البالغون الذين تعرضوا إلى الاعتداء البدني أو الجنسي في أثناء الطفولة يكونون أكثر ميلاً لإساءة معاملة أطفالهم أيضًا.كما يُواجه الأشخاص الذين أصبحوا آباءً لأوَّل مرَّة والآباء المراهقون والآباء الذين لديهم العديد من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، زيادةً في خطر إساءة معاملة أطفالهم أيضًا.يزداد احتمال إساءة معاملة الأطفال عندما تكون الأمهات مدخنات، أو مصابات باضطراب استعمال المواد، أو تعرضن لعنف الشريك الحميم في أثناء الحمل.

في بعض الأحيان، لا تتشكَّل الروابط العاطفية القوية بين الآباء والأطفال؛ويحدث هذا الضعف في الارتباط بشكل أكثر شُيُوعًا مع الرضَّع الخُدج أو الأطفال المرضى الذين جرى فصلهم عن آبائهم في مرحلة الطفولة المبكرة أو مع الأطفال غير المرتبطين بيولوجيًا (على سبيل المثال، أبناء أحد الزوجين)، ويزيد من خطر إساءة المعاملة.

أنواع إهمال الطفل وإساءة معاملته

هناك عدد من الأنواع المختلفة لإهمال الأطفال وإساءة معاملتهم؛تحدث الأنواع أحيانًا في نفس الوقت.الأنواع الأربعة الرئيسية هي

بالإضافة إلى ذلك، فإن التسبب بظهور أَعرَاض طبية بشكلٍ متعمد، أو الكذب بشأنها، أو المبالغة بها عند الطفل بما يؤدي إلى مداخلات طبية قد تكون ضارة هو شكل من أشكال سوء المعاملة يسمى إساءة معاملة الأطفال في بيئة طبية.

الإهمال

الإهمالُ هو الفشل في توفير أو تلبية احتياجات الطفل الأساسية من الناحية البدنية والعاطفية والتعليمية والطبية؛وقد يترك الوالدان أو مقدمو الرعاية الطفلَ في عهدة شخص يُعرف بكونه مُعتديًا، أو قد يتركون طفلًا وحده من غير إشراف.هناك أشكال عديدة للإهمال؛

وبالنسبة إلى الإهمال البدنيّ، قد يفشل الآباء أو مقدمو الرعایة في توفیر ما يكفي من الطَّعَام والملبس والمأوى والإشراف والوقاية من الأذى المُحتَمل؛

أما بالنسبة إلى الإهمال العاطفي، فقد يفشل الآباء أو مقدمو الرعاية في توفير الحنان أو الحب أو أنواع أخرى من الدعم العاطفي.قد يجري تجاهل الأطفال أو رفضهم أو منعهم من التفاعل مع الأطفال الآخرين أو البالغين.

وأما بالنسبة إلى الإهمال الطبي، فقد لا يتمكن الوالدان أو مقدمو الرعاية من الحصول على رعاية مناسبة للطفل، مثل المعالجة اللازمة للإصابات أو اضطرابات الصحة البدنية أو النفسية،وﻗﺪ يقوم الآباء بتأجيل الحصول على رعاية طبية عندما يكون الطفل مريضاً، مما يضعه في مواجهة خطر أن تزداد شدة المرض لديه وحتى الوفاة.

وبالنسبة إلى الإهمال التعليمي، قد لا يقوم الآباء أو مقدمو الرعاية بتسجيل الطفل في المدرسة، أو قد لا يتأكدون من أن الطفل يذهب إلى المدرسة في بيئة متفق عليها، مثل المدرسة العامة أو الخاصة أو في المنزل.

يختلف الإهمال عن إساءة المعاملة من ناحية أنَّ الآباء ومقدمي الرعاية لا يتعمّدون التسبب بالضرر للطفل الذي يقومون برعايته في كثير من الحالات.

وينجُم الإهمال عادةً عن توليفةٍ من العوامل، مثل سوء الأبوة وضعف المهارات في التعامل مع الشدَّة والنظم العائلية غير الداعمة وظروف الحياة التي تسبب الشدَّة.يحدث الإهمال غالبًا في الأسر الفقيرة التي تتعرض إلى الشدة المالية والبيئية، خُصوصًا الأسر التي يُعاني الآباء فيها من اضطراباتٍ نفسية غير معالجة أيضًا (عادةً ما تكون الاكتئاب، أو الاضطراب ثنائيّ القطب، أو الفُصَام)، أو اضطراب استعمال المواد، أو لديهم ضعف في القدرات الفكرية.قد يواجه الأطفال في الأسر التي يُعيلها شخص واحد خطرَ الإهمال بسبب انخفاض الدخل وقلة الموارد المتاحة.

الاعتداءُ الجسدي

الاعتداء الجسدي هُوَ إساءة معاملة الطفل بدنياً أو التسبب بالضرر له، بما في ذلك إيقاع الأذى بسبب العقوبة البدنية المفرطة،وتنطوي الأمثلة المحددة على رجّ الطفل وإسقاطه وضربه وعضّه وحرقه (على سبيل المثال عن تعريضه إلى حرارة عالية أو حرقه بالسجائر).

قد يتعرض الأطفالُ في أي عمر إلى الاعتداء الجسدي، ولكن يكون الرضع والأطفال الدارجون عرضة بشكلٍ خاص لهذه المشكلة.حيث يواجهون بشكل خاص خطر تكرار نوبات الاعتداء لأنهم غير قادرين على التعبير عن أنفسهم.كما يواجه مقدمو الرعاية في أثناء هذه الفترات تحديات لأن الأطفال عادةً ما يمرون بأشياء تجعل مُقدمي الرعاية أكثر ميلًا لأن يُصبحوا مُحبَطين ويفقدوا السيطرة على اندفاعاتهم.وتنطوي هذه الأشياء المحبطة على نوبات الغضب والتدريب على استخدام المرحاض ونماذج النوم المُتقلِّب والمغص.

يُعدُّ الاعتداء الجسدي السبب الأكثر شُيُوعًا للإصابة الخطيرة في الرأس عند الرضع.وتُعدُّ إصابات البطن الناجمة عن الاعتداء الجسدي أكثر شيوعًا بين الأطفال الدارجين بالمقارنة مع الرضع.كما يواجه الرُّضَّع والأطفال الصغار زيادةً في خطر إصابات الرأس والعمود الفقري، لأنَّ رؤوسهم كبيرة بالمقارنةً مع أجسامهم ولأن عضلات الرقبة تكون أضعف لديهم.يأتي الاعتداء الجسدي (بما في ذلك القتل) ضمن الأَسبَاب العشرة الرئيسية للوفاة عند الأطفال.وبشكل عام، ينخفض خطر الاعتداء الجسدي للطفل في أثناء السنوات الدراسية الأولى.

يرتبط كل من الفقر، والأبوّة الشابة أو العازبة (كون المسؤول عن الرعاية هو أحد الأبوين بعمر شاب، ويعيش بمفرده/بمفردها) بزيادة خطر الاعتداء الجسدي.وتُسهم الشدة العائلية في الاعتداء الجسدي.قد تنجُم الشدَّة عن البطالة أو التغيير المتكرر لمكان السكن أو العزلة الاجتماعية عن الأصدقاء أو أفراد العائلة، أو عن العنف الأسري المستمر.يمكن للآباء أن يُحبطوا بسهولة، وبالتالي قد يشكلون مصدرًا محتملًا أكثر للإساءة الجسدية تجاه الأطفال الذين لديهم سلوكيات صعبة (مثل سرعة الانفعال، أو التطلب، أو فرط النشاط)، أو لديهم احتياجات خاصة (إعاقات نمائية أو جسدية).

غالباً ما يجري تحريض الاعتداء الجسدي عن طريق أزمة في خضمّ حالات أخرى من الشدَّة؛وقد تكون الأزمة هِيَ فقدان وظيفة أو وفاة في العائلة أو مشكلة تتعلق بالانضباط.قد یتصرف الآباء الذین يعانون من اضطراب استعمال المواد بشكلٍ متهور وغير منضبط تجاه أطفالھم.كما أن الأطفال الذين يُعاني آباؤهم من مشاكل في الصحة النفسية يُواجهون زيادةً في خطر الاعتداء أيضًا.

قد لا يكون الآباء الذين تعرضوا إلى الإهمال أو إساءة معاملتهم عندما كانوا أطفالاً ناضجينَ عاطفيًا، أو قد يكون لديهم نقص تقدير للذات.وقد يرى الآباء المسيئون أطفالهم كمصدر لعاطفة غير محدودة وغير مشروطة، ويتطلعون إلى أن يتلقَّوا منهم الدعمَ الذي لم يحصلوا عليه مطلقًا،ونتيجة لذلك، قد يكون لديهم توقعات غير واقعية لما يمكن لأطفالهم توفيره لهم، وقد يصبحون محبطين بسهولة ويكون ضبطهم لاندفاعاتهم ضعيفًا، كما قد يكونون غير قادرين على منح ما لم يتلقوه أبدًا.

الاعتداءُ الجنسي

يعدّ أي تصرُّف مع طفل بهدف الإرضاء الجنسي لشخص بالغ أو طفل أكبر بشكل واضح (من الناحية النمائية أو الزمنية) أو أكثر قوة اعتداءًا جنسيًا (انظر العِشقُ الجنسي للأطفال).

تنطوي الاعتداءات الجنسية على

  • الإيلاج في المهبل أو الشرج أو الفم عند الطفل

  • لمس الطفل بنيَّةٍ جنسية، ولكن من دون إيلاج (تحرش جنسي)

  • إظهار المُعتدي لأعضائه التناسلية أو عرض صور إباحية للطفل

  • مشاركة الرسائل التي تحمل إيحاءات أو صورًا جنسية (عادةً عن طريق الهاتف المحمول) مع إلمراسات ذات محتوى جنسي (sexting) أو نشر صور لطفل

  • إرغام الطفل على المشاركة في فعلٍ جنسي مع شخص آخر

  • استخدام الطفل في إنتاج صور إباحية

لا ينطوي الاعتداء الجنسي على اللعب الجنسي بين الأطفال؛في اللعب الجنسي، يقوم الأطفال الأقران الذين يكونون بنفس العمر والمرحلة النمائية بالنظر إلى الأعضاء الجنسية لبعضهم بعضًا أو ملامستها من دون قوَّة أو ترهيب.عند محاولة تحديد ما إذا كان ينبغي اعتبار حالة معينة بين الأطفال اعتداءً جنسيًّا، فمن المهم مراعاة الاختلافات في المقدرة، مثل أعمار الأطفال وقوتهم وحجمهم ومدى شعبيتهم؛تختلف القوانين من وِلاية إلى أخرى حول كيف تفيد الاعتبارات العمرية في التفريق بين اللعب والاعتداء.يُعد كل من العمر الفعلي والفرق العمري بين الطفلين من العوامل المرعية في قوانين الولايات المختلفة.كلما ازداد الفرق في السن، أصبح الاختلاف أكبر في النضج العاطفي والفكري والحالة الاجتماعية بين الطفل الأكبر سنًا والطفل الأصغر سنًّا؛وتكون هذه الاختلافات كبيرةً جداً في مرحلةٍ ما (4 سنوات في العديد من الأنظمة القضائية) بحيث لا يمكن القول من ناحية شرعية إنَّ الطفل الأصغر سناً "يُوافِقُ" على ممارسة هذا الأمر مع طفل أكبر منه.

عند بلوغ 18 عامًا من العُمر، تتراوح نسبة البنات اللواتي تعرضن إلى الاعتداء الجنسي بين 12 إلى 25% تقريبًا، وبين 8 إلى 10% بالنسبة إلى الأولاد؛ويكون معظمُ الجناة من الأشخاص الذين يعرفهم الطفل.

تزيد حالات معيَّنة من خطر التحرش الجنسي؛كما تُؤدِّي العزلة الاجتماعية أو نقص احترام الذات أو وجود أفراد من العائلة تعرضوا إلى الاعتداء الجنسي أيضًا، أو ارتباط الأطفال بعصابة، إلى زيادةٍ في هذا الخطر أيضًا.

سُوءُ المُعاملة العاطفية

يُعدُّ استخدام كلمات أو أفعال لإساءة معاملة الطفل نفسيًا سُوء معاملة عاطفية؛ويجعل سُوء المعاملة العاطفية الأطفالَ يشعرون بأنَّ لا قيمة لهم أو أنّ لديهم عيبًا أو غير محبوبين أو غير مرغوب فيهم أو أنهم في خطر أو أن قيمتهم تكمن فقط عندَ تلبية احتياجات شخصٍ آخر.

ينطوي سوءُ المعاملة العاطفية على:

  • التوبيخ العنيف بالصياح أو الصراخ

  • الاستهانة بقدرات الطفل وإنجازاته

  • تشجيع السُّلُوك المنحرف أو الإجرامي، مثل ارتكاب الجرائم أو استعمال الخمر أو العقاقير

  • التنمر (البلطجة) أو التهديد أو تخويف الطفل

يميل سُوء المعاملة العاطفية إلى أن يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن.

اعتبارات خاصة

إساءةُ معاملة الأطفال في المرافق الطبية

في هذا النوع الأقل شُيُوعًا من إساءة معاملة الأطفال (كان يُسمَّى في السابق مُتلازمة مونخهاوزن بالوكالة ويسمّى حاليًا اضطراب مُفتَعل مفروض على الغير)، يحاول مقدم للرعاية وعن عمد جعل الأطباء يعتقدون بمرض طفل سليم.ويقُوم مقدم الرعاية عادةً بإعطاء معلومات خاطئة عن الأعراض عند الطفل، كأن يُصرح مثلاً بأنَّ الطفل يتقيَّأ أو يشكو من ألم في البطن عندما لا يلاحظ بأن الطفل يتقيأ أو يشتكي.ولكن يقومُ مقدمو الرعاية أحيانًا بأشياء للتسبب في الأعراض أيضًا، مثل إعطاء الطفل أدوية.وفي بعض الأحيان يجعل مقدمو الرعاية الأمر يبدو كما لو أنَّ الطفل مريض عن طريق إضافة دم او موادّ أخرى إلى عينات استُخدِمت في الفحوصات المخبرية.

يخضع ضحايا هذا النوع من إساءة المعاملة للأطفال إلى اختبارات ومعالجات غير ضرورية وضارة أو يحتمل أن تكون ضارة، بما في ذلك الإجراءات أو العمليات الجراحية.

العَوامِلُ الثقافية

تنطوي الثقافات المختلفة على طرائق مختلفة لتأديب الأطفال،فبعضها يستخدم العقاب البدني، ويعني هذا أية عقوبة بدنية وتسبب الألم،ويُعدُّ العقاب البدني الشديد الذي ينطوي على الجَلد whipping والحرق اعتداء بدنيًّا؛ولكن بالنسبة إلى العقاب البدني بدرجاتٍ أقل، مثل الضرب على الأرداف، يكون الخط الفاصل بين السلوك المقبول اجتماعيًا والاعتداء غيرَ واضح ضمن الأعراف الاجتماعية المختلفة.

كما تختلف الممارسات الطبية في الثقافات المختلفة أيضًا.تُعد بعض الممارسات الثقافية (مثل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث) اعتداءً في الولايات المتحدة.ولكن غالبًا ما تُؤدِّي علاجات شعبية معيَّنة (مثل الضغط على الجلد بقطعة نقدية معدنية والحجامة coining and cupping) إلى كدمات أو حروق بسيطة يمكن أن تبدو كما لو أنها نتيجة لعقاب بدنيّ شديد، ولكنها ليست كذلك في حقيقة الأمر.

وقد سجلت أحيانًا حالات إخفاق لأعضاء جماعات دينية مُعيَّنة في الحصول على مُعالجةٍ لطفل لديه اضطراب يهدد حياته (مثل الحماض الكيتوني السكّري أو التهاب السحايا)، مما أدى إلى وفاة الطفل.ويُعَدّ مثل هذا الفشل إهمالاً عادةً، بغض النظر عن نية الآباء أو مقدمي الرعاية.عندما يكون الأطفالُ مرضى وغير سليمين، غالبًا ما يحتاجُ رفض العلاج الطبي إلى إجراء مزيد من التحري، وأحيانًا إلى التدخل القانونيّ.

بالإضافة إلى ذلك، يرفض بعض مقدمي الرعاية في الولايات المتحدة تطعيم أطفالهم لأنهم يعتقدون أن اللقاحات ليست آمنة أو لأسباب دينية (انظر مخاوف التطعيم في مرحلة الطفولة).ومن غير الواضح ما إذا كان رفض اللقاحات، في الوقت الذي يكون هذا السلوك مضرًا بالطفل، يمكن اعتباره إهمالًا طبيًا من الناحية القانونية.

أعراض إهمال الطفل وإساءة معاملته

تختلف أعراضُ الإهمال وسوء المعاملة بشكلٍ جزئيّ استنادًا إلى طبيعة ومدة الإهمال أو سوء المعاملة، وإلى الطفل وإلى الظروف الخاصة،وبالإضافة إلى الإصابات الجسدية الواضحة، تنطوي الأَعرَاض على مشاكل عاطفية ومشاكل الصحة النفسية؛وقد تحدُث هذه المشاكل مباشرةً أو لاحقًا، وقد تستمرّ.

في بعض الأحيان، يبدو أن لدى الأطفال الذين تعرضوا إلى سوء المعاملة أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD، ويجري تشخيصها عن طريق الخطأ على أنَّها هذا الاضطراب.

الإهمالُ البدنيّ

قد يظهر الأطفال الذين تعرضوا إلى إهمال بدنيّ ناقصي التغذية أو مُتعبين أو مُتسخين، أو قد يفتقرون إلى الملابس المناسبة وقد يفشلون في النماء،وقد يتغيبون عن المدرسة بشكلٍ متكرر.وفي الحالات الشديدة، قد يعيشون وحدهم أو مع أشقَّاء ومن دون إشراف من بالغين.قد يُصبِحُ الأطفال الذين لا يوجد من يُشرف عليهم مرضى أو يتعرضون إلى إصابات؛وقد يتأخر النماء البدني والعاطفي لديهم؛ويقضي بعض الأطفال المهملين نحبهم بسبب الجوع أو التعرَّض.

الاعتداءُ البدنيّ

تُعدُّ الكدمات أو الحروق أو علامات العض أو الخدوش بعض علامات الاعتداء البدنيّ؛وقد تأخذ هذه العلامات شكل الجسم الذي جرى استخدامه للتسبب فيها، مثل حزام أو مصباح أو سلك توصيل.قد يكون على جلد الأطفال بصمات أصابع أو علامات مستديرة لأناملَ ناجمة عن الصفع أو الإمساك بقبضة اليد والرجّ.قد تكون الحروق الناجمة عن السجائرِ أو الحرق واضحةً على الذراعين أو الساقين أو أجزاء أخرى من الجسم؛وقد يكون الجلد عند الأطفال الذين جرى تكميم أفواههم متثخّنًا أو متندّبًا في زوايا الفم؛كما قد تكون بقع من الشعر مفقودة أو قد تتورم فروة الرأس عند الأطفال الذين جرى اقتلاع شعرهم.ويمكن أن تكون الإصابات الشديدة في الفم أو العين أو الدماغ أو الأعضاء الداخلية الأخرى موجودةً ولكنها غير مرئية؛

ولكن غالبًا ما تكون علامات الاعتداء الجسدي مخاتلةً؛فعلى سبيل المثال، قد تظهر كدمات صغيرة أو نقاط أرجوانية مائلة إلى اللون الأحمر على الوجه أو العنق أو كليهما.قد يكون لدى الأطفال علامات إصابات قديمة، مثل عظام مكسورة بدأت بالالتئام فعليًا؛وأحيَانًا تؤدي الإصابات إلى تشويه في المظهر.

قد يُعاني الطفل الدَّارج الذين جرى تغطيسه عن قصد في ماءٍ ساخنٍ (كما هيَ الحال في حوض الاستحمام) من حروقٍ سمطية scald burns،وقد تكون هذه الحروق على الأرداف، وقد تكُون على شكل كعكة مُحلَّاة doughnut.لا تظهر الحروق على الجلد الذي لم يُغمر في الماء أو جرى ضغطه على الأرضية الباردة لحوض الاستحمام؛وقد يسبب رش الماء الساخن حروقًا صغيرة في أجزاء أخرى من الجسم.

قد يكون لدى الرضَّع إصابة في الدماغ ناجمة عما يُسمَّى حاليًا الرضّ المؤذي في الرأس (AHT)؛وينجم هذا النوع من الرض عن رج رأس الطفل أو ضربه بعنف على جسم صلب.جرى استبدال الرضّ المؤذي في الرأس بمصطلح "متلازمة الطفل المهزوز shaken baby syndrome"، وذلك لأنَّ الحالة قد تنطوي على أكثر من الرجّ؛وقد يكون الرضع الذين يعانون من الرضّ المؤذي في الرأس سريعي الاهتياج أو يتقيَّؤون، أو قد لا تكون لديهم علامات واضحة للإصابة، ولكن يبدون نائمين بعمق.ويعود هذا الوسَن إلى ضرر وتورُّم في الدماغ قد ينجمان عن نزف بين الدماغ والجمجمة (النزف تحت الجافية).كما قد يُعاني الرضع من نزف الشبكية retinal hemorrhage في الجزء الخلفي من العين أيضًا،وقد تكون الأضلاع والعظام الأخرى مكسورةً.

قد يبدُو الأطفال الذين تعرضوا إلى سُوء المعاملة لفترةً طويلة خائفين ومهتاجين؛وغالبًا ما ينامون بشكلٍ سيِّئ؛وقد يكونون مُكتئبين وقلِقين وتظهر عليهم أعراض الكرب التالي للرضح،ويكونون أكثر ميلاً للتصرُف بطرق عنيفة أو انتحارية.

الاعتداءُ الجنسي

تُعدُّ التغيرات في السُّلُوك من العلامات الشائعة للاعتداء الجنسيّ؛وقد تحدث مثل هذه التغيّرات فجأة وقد تكون متطرفة.قد يصبح الأطفال عدوانيين أو منعزلين أو يُصابون بالرهاب أو اضطرابات النوم.ويمكن أن يُظهِر الأطفال الذين تعرضوا إلى اعتداءٍ جنسيّي سلوكًا جنسيًا، مثل لمس أنفسهم بشكل مفرط أو لمس الآخرين بطرائق غير لائقة؛وقد تظهر مشاعر متضاربة عند الأطفال الذين تعرضوا إلى الاعتداء الجنسي من قبل أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة الآخرين،وربَّما يشعرون بأنهم قريبون عاطفيًا من المعتدي ولكنهم تعرضوا للخيانة.

كما قد يؤدي الاعتداء الجنسي إلى حدُوث إصابات جسدية أيضًا،ويمكن أن تظهر عند الأطفال كدمات أو تمزُّقات أو نزف في مناطق حول الأعضاء التناسلية أو الشرج أو الفم؛وقَد تجعل الإصابات في المناطق التناسلية والمستقيم من الصعب على الطفل المشي والجلوس في البداية؛وقد تحدث مُفرَزات مهبلية أو نزف أو حكة عند البنات؛وقد تحدث إصابة بأحد أنواع العدوى المنتقلة بالجنس مثل السَّيَلان، أو المُتَدَثِّرَة، أو عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، أو عدوى أخرى.وقد يحدُث حمل.

سوءُ المعاملة العاطفية والإهمَال

بشكل عام، يميل الأطفالُ الذين تعرَّضوا إلى سوء المعاملة العاطفية إلى الشعور بعدم الأمان والقلق حول ارتباطاتهم الشخصية مع الآخرين، وذلك لأنهم لم يجر تلبية احتياجاتهم بشكلٍ مستمر أو متوقع.تختلف النتائج الأخرى استنادًا إلى الطريقة المحددة التي تعرض فيها الأطفال لسوء المعاملة العاطفية؛وقد يكون لدى الأطفال نقص في احترام الذات.ويمكن أن يبدو الأطفال الذين يجري ترويعهم أو تهديدهم خائفين ومنعزلين،وقد يشعرون بعدم الأمان وعدم الثقة وبالخجل وبقلق شديد لإرضاء البالغين؛وربَّما يتواصلون بطريقة غير ملائمة مع الغرباء.قد يكون الأطفال غير المسموح لهم بالتفاعل مع الآخرين مُحرجين في المواقف الاجتماعية، ويواجهون صعوبة في تشكيل علاقات طبيعية؛قد يرتكب آخرون الجرائم أو يُصابون باضطراب تعاطي المَواد.ويمكن أﻻ يذهب اﻷﻃﻔﺎل الأكبر ﺳﻨًﺎ إلى اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺑشكلٍ منتظمٍ، وﻗﺪ ﻻ يكون أداؤهم جيداً عندما يَحضُرون الحصص الدراسية، أو ﻗﺪ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓﻲ ﺗشكيل ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ واﻷﻗﺮان.

بالنسبة إلى الرُضع الذين تعرضوا إلى الإهمال العاطفيّ، فهم يفشلون في النماء عادةً، وقد يبدون غير عاطفيين أو غير مهتمين بمحيطهم،ويمكن أن يرى الآخرون سلوكهم عن طريق الخطأ على أنه إعاقة ذهنية أو اضطراب جسدي.قد يفتقر الأطفال الذين تعرضوا إلى الإهمال العاطفيّ إلى المهارات الاجتماعية، أو يكونون بطيئين في اكتساب مهارات التحدث واللغة.

هل تعلم...

  • يعرف معظم ضحايا الاعتداء الجنسي من اعتدى عليهم.

تشخيص إهمال الطفل وإساءة معاملته

  • فحص الطبيب

  • صور للإصابات

  • بالنسبة إلى الاعتداء البدني، تُجرى فُحوصات مخبرية أو فحوصات تصويريَّة أحيانًا، مثل الأشعَّة السِّينية والتصوير المقطعي المحوسب

  • بالنسبة إلى الاعتداء الجنسي، تُستخدم اختبارات للتحري عن العدوى وأحيانًا جمع عينات من سوائل الجسم والشعر والمواد الأخرى للحصول على أدلة للطب الشرعي

يكون من الصعب غالبًا التعرّف إلى الإهمال وسوء المعاملة ما لم يظهر أنَّ الأطفال يُعانون من نقص شديدٍ في التغذية، أو تكون إصابتهم واضحة، أو ما لم يشهَد آخرون على الإهمال أو الاعتداء؛وقد لا يجري التعرف إلى الإهمال والاعتداء لسنوات.

هناك أسباب عديدة لعدم التعرف إلى الإهمال وسوء المعاملة؛فقد يشعر الأطفالُ الذين تعرضوا إلى الاعتداء بأن هذا الأمر جزء طبيعي من الحياة، وقد لا يتحدثون عنه،وغالبًا ما يتردد الأطفال الذين تعرضوا إلى الاعتداءِ البدنيّ والجنسيّ في الإدلاء بمعلومات حول إساءة معاملتهم بسبب العار أو التهديدات بالانتقام، أو حتى الشعور بأنهم يستحقون ما حدث لهم.يستطيعُ الأطفال الذين تعرضوا إلى الاعتداء الجسدي ولديهم القدرة على التواصل التعرُّف إلى من اعتدى عليهم ووصف ما حدث لهم إذا جرى سؤالهم مباشرةً.ولكن، قد يكون الأطفالُ الذين تعرضوا إلى الاعتداء الجنسيّ أقسموا على عدم البوح بالأمر، أو يكونون في حالة شديدة من الرض بحيث لا يتمكنون من التحدث حول الاعتداء، وقد يصل الأمر إلى درجة إنكاره عندما يجري استجوابهم بشكلٍ دقيق.

عندما يشتبه الأطباء في الإهمال أو أي نوع من الاعتداء، يبحثون عن علامات لأنواع أخرى من الاعتداء؛كما يقومون أيضًا بتقييم كامل الاحتياجات البدنية والبيئية والعاطفية والاجتماعية للطفل.يقوم الأطباء بملاحظة التفاعلات بين الطفل ومقدمي الرعاية كلما أمكن ذلك؛ويقومون بتوثيق تاريخ الطفل عن طريق كتابة ما قاله حرفيًا والتقاط صور لأية إصابات.

الإهمالُ وسوء المعاملة العاطفية

قد يَجرِي التعرُّف إلى الطفل المهمل من قبل ممارسي الرعاية الصحية في أثناء تقييم لمسألة غير ذات صلة، مثل إصابة أو مرض أو مشكلة سلوكية؛وقد يلاحظ الأطباءُ أن الطفل لا ينمو جسديًا أو عاطفيًا بمعدل طبيعي، أو أنَّه أغفل العديد من اللقاحات أو مواعيد زيارة الطبيب؛وغالبًا ما يكون المعلمون والعاملون الاجتماعيون أول من يُلاحظ هذا الإهمال.قد يتعرَّف المعلمون إلى طفلٍ مهمل بسبب الغياب المتكرر وغير المبرر عن المدرسة.

يجري التعرف إلى سوء المعاملة العاطفية في أثناء تقييم مشكلة أخرى عادةً، مثل ضعف الأداء في المدرسة أو مشكلة سلوكية،ويجري تفحُّص الأطفال الذين تعرضوا إلى سوء معاملة عاطفية للتحري عن علامات الاعتداء البدني والجنسي.

الاعتداءُ الجسدي

قد يجري الاشتباهُ في الاعتداء الجسدي عندما تظهر عند الرضيع غير القادر على التجوُّل (المشي عن طريق التمسُّك بقطعة أثاث) كدمات أو إصابات خطيرة أو إصابات بسيطة ظاهريًا في العُنق.ويجري تقييم الرضع الذين يبدو عليهم النعاس أو الخمول بشكل غير معهود للتحري عن إصابات في الدماغ.قد يجري الاشتباه في الاعتداء عندما يكون لدى الطفل الدارج أو الطفل الأكبر سنًا كدمات في مواضع غير مألوفة، مثل الكدمات على الساقين من الخلف والأرداف.عندما يكون الأطفالُ يتعلمون المشي، غالبًا ما تحدث الكدمات؛ ولكن مثل هذه الكدمات تحدث عادةً في مناطق عظمية بارزة على الجزء الأمامي من الجسم، مثل الركبتين والساقين والذقن والجبين.

كما يمكن أن يجري الاشتباه بالاعتداء أيضًا عندما يبدو أن الآباء لا يعرفون سوى القليل عن صحة الطفل، أو يبدون غير مهتمين أو قلقين أكثر من اللازم حول إصابة خطيرة.وقد يتردد الأهل الذين يُسيئون معاملة أطفالهم في وصف كيفية حدُوث الإصابة للطبيب أو الأصدقاء؛وقد لا يتناسب الوصف مع عمر وطبيعة الإصابة أو قد تتغير القصة في كل مرة يجري فيها سردها؛وقد لا يسعى الآباء المسيئون للطفل للحصول على مُعالجة لإصابته.

إذا اشتبه الأطباء في اعتداءٍ جسديّ، يقومون بالتقاط صور للإصابات الخارجية عادةً (مثل الكدمات).وقد يقومون بتصوير الدماغ (التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي؛ويستخدمون التصوير بالأشعَّة السِّينية أحيَانًا للتحري عن علامات إصابات سابقة؛وغالباً إذا كان الطفل دُون 3 سنوات من العمر، يجري تصوير جميع عظامه بالأشعة السينية للتحقُّق من الكسور.

كسور في أضلاع القفص الصدري عند طفل
إخفاء التفاصيل
تُظهر هذه الصورة الشعاعية كسور ضلعية عند طفل (المُشار إليها باللون الأحمر) والتي تقترح تعرض الطفل للعنف.
PHOTOSTOCK-ISRAEL/SCIENCE PHOTO LIBRARY

الاعتداءُ الجنسي

يَجرِي تشخيصُ التحرش الجنسي استنادًا إلى سرد الطفل أو الشاهد للحادثة غالباً؛ولكن، نظرًا إلى أنَ العديدَ من الأطفال يترددون في التحدث عن الاعتداء الجنسي، فقد يجري الاشتباه فيه فقط لأن سلوك الطفل يصبح غير طبيعي.ينبغي أن يشتبه الأطباء في الاعتداء الجنسي عند وجود عدوى منتقلة بالجنس عند طفل صغيرٍ.

إذا اشتبه الأطباءُ بتعرض طفل لاعتداء جنسي، فسوف يقومون بفحصه.إذا حدث الاعتداء المشتبه به في غضون 96 من وصول الطفل إلى مرفق طبي، فعادةً ما يقومون أيضًا بجمع الأدلة القانونية حول اتصالٍ جنسيّ مُحتَمل، مثل مسحات سوائل الجسم وسطُوح الجلد.غالبًا ما تستخدِمُ هذه المجموعة من الأدلة ما يُعرف باسم عدَّة الاغتصاب rape kit.ويقوم الأطباء بالتقاط صور لأية إصابات واضحة.بالنسبة إلى بعض المجتمعات، يقوم ممارسو الرعاية الصحية الذين تلقَّوا تدريبًا خاصًا على تقييم الاعتداء الجنسي عندَ الأطفال بهذا الفحص؛كما يقوم الأطباء أيضًا بإجراء اختبارات للعدوى المنتقلة بالجنس عادةً؛ وعند الاقتضاء، يقومون باختبارات للحمل.

الوقاية من إهمال الطفل وإساءة معاملته

إنَّ أفضل طريقة للوقاية من إساءة معاملة الطفل وإهماله هي إيقاف حدوثهما قبل بدئهما،وتُعدُّ البرامج التي توفر الدعم للآباء وتُعلِّمُهم مهارات إيجابية في تربية الأطفال مهمة جدًا وضروريةً.يستطيعُ الآباءُ تعلم كيفية التواصل بشكل إيجابي والانضباط الملائم والاستجابة إلى حاجات أطفالهم الجسدية والعاطفية،كما تساعد برامج الوقاية من إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم على تحسين العلاقات بين الآباء وأطفالهم أيضًا، وتُقدِّم دعمًا اجتماعيًا للآباء؛

وقد تُعقد هذه البرامج الخاصة بدعم الآباء في منازلهم أو في المدارس أو في العيادات الطبية أو في عيادات الصحة النفسية أو غيرها من الأماكن ضمن السياق المجتمعي؛وقد تنطوي البرامج على جلسات فردية أو جماعية.

علاج إهمال الطفل وإساءة معاملته

  • مُعالَجة الإصابات

  • تدابير لضمان سلامة الطفل، وتتضمن إبلاغ الجهات المختصة وفي بعض الأحيان نقل الطفل بعيدًا عن المنزل

تجري مُعالجة جميع الإصابات الجسدية والاضطرابات؛ويجري إدخال بعض الأطفال إلى المستشفى لعلاج الإصابات أو نقص التغذية الشديد أو اضطرابات أخرى،وتحتاج بعضُ الإصابات الشديدة إلى جراحةٍ.بالنسبة إلى الرضَّع الذين قد يكون لديهم رضّ مؤذٍ في الرأس، يجري إدخالهم إلى المستشفى عادةً؛وأحياناً يَجرِي إدخال الأطفال السليمين إلى المستشفى لوقايتهم من المزيد من سوء المعاملة إلى أن يتوفر لهم مكان آمن.يمكن أن يكونَ للاعتداء الجسدي، خُصوصًا الرض في الرأس، تأثيرات طويلة الأمد في نمو الطفل؛وينبغي تقييم جميع الأطفال الذين يعانون من رضوض في الرأس لأنهم قد يحتاجون إلى خدمات التدخل المبكر، مثل العلاج بالكلام واللغة والعلاج المهنيّ.

يجري إعطاءُ بعض الأطفال الذين تعرضوا إلى اعتداء جنسي أدوية للوقاية من العدوى المنتقلة بالجنس، وأحيانًا ينطوي هذا على أدوية للوقاية من عدوى فيروس العوز المناعي البشري.يحتاج الأطفال الذين يُشتَبه في تعرضهم للاعتداء إلى دعمٍ فوري؛وتجري إحالةُ الأطفال الذين تعرضوا إلى اعتداء جنسيّ، وحتَّى الذين يبدون غير متأثيرن في البداية، إلى ممارس رعاية الصحة النفسية، وذلك لأنَّ المشاكل الطويلة الأمد شائعة.هناك حاجةٌ إلى المشورة النفسية على المدى الطويل غالباً،ويقوم الأطباء بإحالة الأطفال الذين لديهم أنواع أخرى من سوء المعاملة للاستشارة إذا حدثت مشاكل سلوكية أو عاطفية.

السلامَة الفورية للطفل

المُخبرون المكلفون هم أشخاص مسؤولون قانونيًا عن الإبلاغ فورًا عن أية حالة مشتبه فيها حول إهمال أو إساءة معاملة للطفل، وذلك إلى الخدمات الوقائيَّة للأطفال (CPS).هناك الكثير من الأشخاص الذين يعدون مخبرين مكلفين، وهم الذين يكونون على اتصال مع الأطفال في سياق عملهم أو الأنشطة التطوعية، وليس فقط الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية.وتنطوي هذه الشريحة من الأشخاص على المعلمين والعاملين في مجال رعاية الأطفال ومقدمي الرعاية البديلة ورجال الشرطة والموظفين المسؤولين عن الخدمات القانونية.وينبغي على ممارسي الرعاية الصحية، ولكن ليس بشكلٍ إلزاميّ، إخبار الآباء بأنه يجري إعداء تقريرٍ وفقًا للقانون وأنه قد يجري الاتصال بهم وإجراء مقابلة معهم وربما زيارتهم في المنزل.استناداً إلى الظروف، قد يَجرِي تبليغ وكالة إنفاذ القانون المحلية أيضًا،

كما يُشجع أيضًا الأشخاص الذين لا يُعدون مخبرين مكلفين ولكنهم يعلمون أو يشتبهون بحالة إهمال أو اعتداء، على الإبلاغ عنها، رغم أنهم في الإطار القانوني غير ملزمين بالقيام بذلك.ولا يمكن إلقاء القبض أو رفع قضية على أي شخص يقدم تقريرًا عن اعتداء استنادًا إلى سبب منطقي وبحسن نية.يُمكن الإبلاغ عن حالات الاعتداء أو الحصول على المساعدة من خلال الاتصال بالخط الوطني الساخن لإساءة معاملة الأطفال 1-800-4-A-CHILD (1-800-422-4453).

تجري دراسة الحالات التي جرى الإبلاغ عنها لمعرفة ما إذا كانت بحاجة إلى المزيد من التحقيق؛وفي حال كانت هناك حاجة إلى المزيد من التحقيق، يتولَّى الأمر ممثلون عن الوكالة المحلية للخدمات الوقائية للأطفال، حيث يعملون على تحديد الحقائق ويقدمون توصيات.قد ينصح ممثلو الوكالة بخدمات اجتماعية (للأطفال وأفراد الأسرة)، أو بدخول المستشفى مؤقتًا بهدف الحماية، أو وضع الأطفال مع أقاربهم بشكلٍ مؤقت، أو تأمين رعاية بديلة بشكلٍ مؤقت بهدف تأمين الدعم الغذائي عند الحاجة.يقوم الأطباءُ، والعاملون الاجتماعيون، وممثلو الوكالة المحلية للخدمات الوقائية للأطفال بتحديد ما ينبغي فعله استنادًا إلى الحاجات الطبية المباشرة للطفل وشدة الإصابات واحتمال تعرضه إلى المزيد من الإهمال أو سوء المعاملة.

رعاية المُتابَعة Follow-up care

يحاول فريق من الأطباء وغيرهم من ممارسي الرعاية الصحية والعاملين الاجتماعيين التعامل مع أسباب وتأثيرات الإهمال وسوء المعاملة،ويعمل هذا الفريق مع النظام القانوني لتنسيق رعاية الطفل.يساعد الفريقُ أفرادَ الأسرة على فهم حاجات الطفل وعلى الحُصول على موارد محليَّة؛فعلى سبيل المثال، قد يكون الطفل الذي لا يستطيع والداه تحمل تكاليف الرعاية الصحية، مؤهلاً للحصول على المساعدة الطبية من الولاية.يمكن أن تُوفِّر البرامج المجتمعية والحكومية الأخرى العون على تأمينِ الطعام والمأوى؛ويمكن توجيه الآباء الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المواد أو مشاكل الصحة النفسية إلى برامج المعالجة المناسبة.

وتتوفر برامج الأبوَّة ومجموعات الدعم في بعض المناطقِ؛قد تحتاجُ العائلةُ إلى اتصالٍ دوريّ أو مستمر مع عاملٍ اجتماعيّ أو محامي الضحية، أو كليهما.

نقل الطفل إلى مكان آخر من غير المنزل

ينطوي الهدف النهائي من خدمات وِقاية الأطفال على إعادة الأطفال إلى بيئةٍ أسرية آمنة وسليمة؛واستنادًا إلى طبيعة سوء المعاملة وعوامل أخرى، قد يعود الأطفال إلى منازلهم مع أفراد عائلاتهم أو قد يجري نقلهم من منازلهم ووضعهم مع أقاربهم، أو في حالات من الرعاية البديلة حيثُ يكون مقدمو الرعاية قادرين على وِقاية الطفل من المزيد من سوء المعاملة؛وغالبًا ما يكون هذا الوضع مؤقتاً، فعلى سبيل المثال، إلى أن يحصل الآباء على سكن أو عمل أو إلى أن تجري جدولة الزيارات المنزلية المنتظمة من قبل عاملٍ اجتماعيّ.لسوء الحظ، يُعدُّ تكرار الإهمال أو سوء المعاملة شائعين؛

وبالنسبة إلى الحالات الشديدة من الإهمال أو سوء المعاملة، يمكن أن يُؤخذ في الاعتبار نقل الطفل إلى مكان من غير المنزل لفترةٍ طويلةٍ، أو قد يجري إنهاء حقوق الوالدين بشكلٍ دائم؛وفي مثل هذه الحالات، يبقى الطفل تحت رعاية بديلة حتى يَجرِي تبنِّيه أو يصبح بالغًا،

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. الخط الساخن الوطني لمساعدة الأطفال (1-800-4-A-CHILD): خط ساخن سري على مدار 24 ساعة ولسبعة أيام في الأسبوع مزود بمُستشارين متخصصين في معالجة الأزمات يمكنهم المساعدة في التدخل، وتقديم المعلومات، والإحالات إلى أقسام الطوارئ وتوفير الدعم

  2. مؤسسة كيمبي لوقاية وعلاج الأطفال من سوء المعاملة والإهمال: مصدر للمعلومات حول الوقاية والتوعية بخصوص إساءة معاملة الأطفال والمنافحة عنهم

  3. National Parent Helpline® (1-855-4-A-PARENT): مورد للآباء الذين يسعون للحصول على التوجيه والدعم ليصبحوا آباء أكثر قوة

  4. Prevent Child Abuse America: مؤسسة خيرية تركز على الوقاية من إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم من خلال توفير الموارد والمعلومات للآباء ومقدمي الرعاية

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID