الرِعايَة البَديلة

يتكفَّل الآباء بالتبني المؤقت برعاية يومية للطفل، ولكن في مُعظم الحالات لا تكون لديهم سلطة قانونية للتفويض بالمُعالجة الطبية.على الرغم من أن التفاصيل تختلف بحسب الولاية، إلَّا أنَّه بشكلٍ عام يحتفظ الآباءُ الحقيقيون ببعض مسؤوليات اتخاذ القرار والقدرات على منح الموافقة لأطفالهم حتى تنص المحكمة على غير ذلك.غالباً ما يكون للوكالة المحلية للخدمات الاجتماعية، والتي تُسمَّى في كثير من المجتمعات المحلية إدارة الخدمات الاجتماعية، القدرة القانونية على التفويض بالعلاجِ الطبي واتخاذ القرارات القانونية للأطفال تحت الرعاية.

يأتي معظمُ الأطفال في الرعاية البديلة من عائلات واجهت مشقات من أجل توفير بيئات منزلية آمنة تربوية تنطوي على المحبة.وهم يأتون من عائلات تكون فقيرة غالبًا ويكون مستوى التعليم للأب العازب أو الأم العازبة متدنيًا، ويُعاني فيها الآباء من مشاكل استعمال المواد أو حالات الصحة النفسية غير المعالجة.غالبًا ما تكون الحياة المنزلية فوضوية، وغالبًا لا تتم تلبية الاحتياجات الطبية ومُعالجة الأسنان.

يتم إيداع غالبية الأطفال في دور الرعاية من قبل وكالة خدمة اجتماعية بسبب تعرض الطفل للاضطهاد، أو الإهمال، أو كليهما.يكون معظم الباقين مراهقين جرى وضعهم في دور رعاية من قِبَل نظام قضاء الأحداث.ويجري وضع عدد قليل جدًا من الأطفال طواعية من قبل الآباء.بالنسبة إلى العديد من الأطفال الذين قد يجري وضعهم في الرعاية البديلة، يوضعون مع العائلة الكبيرة extended family أو الأصدقاء، وهِيَ تسمى "رعاية القرابة kinship care"، وعادةً لا تخضع هذه الرعاية إلى إشراف وكالات الخدمة الاجتماعية.قد يعيش المراهقون في منازل جماعية أو مرافق إيوائية علاجيَّة residential treatment facilities.

ومن المؤلم جدًا بالنسبة إلى الطفل أن يجري إبعاده عن عائلته.بالنسبة إلى الرعاية البديلة أو التَّربَوِيَّة، قد يحصل الأطفال على زيارات متكررة إلى عائلاتهم أو زيارات محدودة فقط تحت الإشراف.

عندما ينتقل الأطفال للعيش تحت رعاية بديلة، فهم غالبًا ما يتركون وراءهم الأحياء التي كانوا يسكنون فيها والمجتمعات المحلية التي ترعرعوا فيها والمدارس التي تعلموا فيها ومُعظم ممتلكاتهم الشخصية.يشعر العديد من الأطفال والمراهقين في الرعاية البديلة بالقلق والتردد وعدم القدرة على ضبط حياتهم،ويشعر الكثيرون بالغضبِ والرفض والألم بسبب الانفصال أو يحدُث لهم شعور عميق بالخسارة،ويشعر البعض بالذنب معتقدين أنهم كانوا السبب في زعزعة أركان عائلاتهم الأصلية.غالبًا ما يُغيظ الأقران الأطفالَ حول كونهم في رعاية بديلة، مما يعزز التصورات بأنهم مختلفون نوعًا ما أو تافهُون.

يتعرض الأطفال في الرعاية البديلة إلى مشاكل صحية مزمنة ومشاكل سلوكية وانفعالية ونمائية أكثر مما يتعرض إليه غيرهم من الأطفال،كما أنهم يكونون أقل ميلاً لتلقي الرعاية الطبية أو النفسية المناسبة لمشاكلهم؛ولكن، يتكيَّف معظمُ الأطفال في الرعاية البديلة بشكلٍ جيد طالما أن الوضعَ مستقر والعائلة البديلة ماهرة في تلبية احتياجات الطفل العاطفية.تُقدم المشورة للعديدُ من الأطفال في دور الرعاية البديلة.

يعود لاحقًا أكثر من نصف الأطفال في الرعاية البديلة إلى عائلاتهم الأصلية.ويجري لاحقًا أيضًا تبني بعض الأطفال في الرعاية البديلة، وذلك من قبل عائلتهم البديلة في مُعظم الأحيان.يعود الأطفال الآخرون إلى أحد أقاربهم أو تُصبح اعمارهم غير مناسبة للبقاء تحت الرعاية البديلة؛ويجري بعد ذلك نقل عدد صغير من الأطفال إلى وكالة أخرى للرعاية البديلة إذا لم يكن الوضع مُناسبًا، أو إذا كانت العائلة البديلة تنتقل إلى منطقة أخرى؛للأسف، يتجاوز بعض اليافعين في الرعاية البديلة السنّ القانونية ويخرجون من هذه الخدمة دُون أن يتكون لديهم إحساسٌ بالانتماء إلى أيَّة عائلة.