الحُماض

حسبJames L. Lewis III, MD, Brookwood Baptist Health and Saint Vincent’s Ascension Health, Birmingham
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

ينجُم الحُمَاض عن فرط إنتاج الحمض الذي يتراكم في الدَّم أو فقدان كمية كبيرة من البيكربونات من الدَّم (الحُماض الاستقلابيّ)، أو عن تراكم ثاني أكسيد الكربون في الدَّم والذي يُسببه الضعف في وظائف الرئة أو التنفُّس الخفيض depressed breathing (الحُماض التنفُّسي).

  • تزداد حموضة الدَّم عندما يتناول الأشخاص موادّ تحتوي على الحمض أو تُنتِجه أو عندما لا تُخرِجُ الرئة ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون عند الزفير.

  • يُعاني المصابين بالحُماض الاستقلابيّ من الغثيان والتقيُّؤ والتَّعب غالبًا، وقد يتنفَّسون بشكلٍ أسرَع وأعمق من الطبيعيّ.

  • يُعاني المصابين بالحماض التنفُّسي من الصُّدَاع والتَّخليط الذهنِي غالبًا، وقد يبدو التنفُّس لديهم سطحياً وبطيئاً أو كليهما.

  • تُبيِّنُ الاختبارات على عينات الدَّم انخفاض مستوى باهاء الدم عن المعدَّل الطبيعيّ عادةً.

  • يقُوم الأطباءُ بمُعالَجة سبب الحُماض.

(انظُر لمحة عامة حول التوازن الحمضي القاعدي).

إذا طَغت زيادة في الحموضة على نُظم ضبط القاعدة والحمض في الجسم، سيُصبِحُ الجسم حمضياً؛ومع انخفاض باهاء الدَّم (يصبح أكثر حمضية)، يَجرِي تحفيز أجزاء الدماغ التي تنظم التنفُّس وذلك حتى يُصبح التنفُّس أسرع وأعمق (التعويض التنفُّسي)،ويزيد التنفُّس السريع والعميق من كمية ثاني أكسيد الكربون التي تخرج مع الشهيق، وهو ما يزيد من مستوى pH الدم ليعود إلى المستوى الطبيعي مجددًا.

كما تُحاول الكلى أيضًا التعويض عن طريق إفراز المزيد من الحمض في البول،ولكن يُمكن أن تطغى هاتان الآليتان معًا إذا استمرَّ الجسم في إنتاج الكثير من الحمض، ممَّا يُؤدِّي إلى حُماض شديد ومشاكل في القلب وغيبوبة في نهاية المطاف.

يُشيرُ مقياس باهاء الدَّم إلى حُموضة أو قلويَّة أيّ محلول، بما في ذلك الدَّم.

باهاء الدَّم

تجري الإشارة إلى الحُموضة والقلويَّة على مقياس باهاء الدَّم، وهو يتراوح بين 0 (حُموضة قويَّة) إلى 14 (قلويَّة أو قاعديَّة قويَّة)،ويكون باهاء الدَّم بدرجة 7.0 في منتصف هذا المقياس مُحايداً.

يكُون الدَّم قاعدياً بعض الشيء بشكلٍ طبيعيّ، مع مجال طبيعيّ لباهاء الدَّم يتراوح بين 7.35 إلى 7.45.يُحافِظُ الجسم عادةً على باهاء الدَّم قريباً من 7.40.

أسباب الحماض

يَجري تصنيف الحماض استِنادًا إلى أسبابه الأولية مثل:

  • الحُماض الاستقلابيّ،

  • الحُماض التنفُّسيّ

الحماض الاستقلابيّ

يحدُث الحُماض الاستقلابيّ عندما تزداد كمية الحمض في الجسم من خلال ابتلاع مادَّة حمضية أو يُمكن تفكيكها لتُصبِح حمضيَّة، مثل كُحول الخشب (الميثانول) أو مانع التجمُّد antifreeze (غليكول الإيثيلين ethylene glycol) أو جرعة كبيرة من الأسبرين (حمض أسيتيل ساليسيليك acetylsalicylic acid).كما أنَّ هناك العديد من الأدوية الأخرى والسُّموم التي يُمكن أن تُسبب الحُماض.

كما يُمكن أن يحدث الحُماض الاستقلابيّ أيضًا بسبب التمثيل الغذائيّ غير الطبيعيّ.يُنتجُ الجسم كميات زائدة من الحمض في المراحل المستفحلة من الصدمة (الحماض اللبني) وفي السكّري من النوع الأوَّل غير المضبوط بشكلٍ جيد (الحُماض الكيتوني السكّري

وقَد يُؤدِّي حتى إنتاج كميات طبيعية من الحمض إلى الحُماض عندما لا تعمل الكلى بشكلٍ طبيعيٍّ (فشل الكلى) وبالتالي لا يُمكنها إفراز كمياتٍ مناسبة من الحمض في البول.

كما يحدُث القلاء الاستقلابيّ أيضًا عندما يفقدُ الجسم الكثير من القاعدة،فعلى سبيل المثال، يُمكن فقدان البيكربونات عبر السبيل الهضمي بسبب الإسهال.

الحُماض التنفُّسي

يحدُث الحماض التنفُّسي عندما لا تقوم الرئتان بإخرَاج ثاني أكسيد الكربون بشكل مناسب (التهوية غير الملائمة)، وهي مشكلة يمكن أن تحدث في اضطرابات تؤثر في الرئتين بشكلٍ شديدٍ (مثل الداء الرئوي الانسِدادي المُزمن [COPD]، والالتهاب الرئوي الشديد، وفشل القلب، والرَّبو).

كما يُمكن أن يحدُث الحماض التنفُّسي أيضًا عندما تُؤدِّي اضطرابات في الدماغ أو في أعصاب أو عضلات الصدر (مثل مُتلازمة غيلان باريه أو التصلُّب الجانبي الضموري) إلى إضعاف التنفُّس،وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُصاب الشخص بالحُماض التنفُّسي عندما يتباطأ تنفُّسه بسبب فرط التهدئة كنتيجة للمُسكِّنات الأفيونية أو الكحول أو الأدوية القويَّة التي تُحرِّض على النَّوم (المُهدِّئات)،ونتيجة لهذا البطء في التنفُّس، قد ينخفِضُ مُستوى الأكسجين في الدَّم.

يُمكن أن يُؤدِّي اضطراب التنفُّس في أثناء النوم (مثل انقطاع النَّفس في أثناء النوم) إلى إيقاف التنفس بشكلس متكررٍ لفترة تكفي للتسبب في الحُماض التنفُّسي المؤقت.

أعراض الحُماض

بالنسبة إلى الحُماض الاستقلابيّ، قد لا تظهر أيَّة أعرَاض عند الأشخاص ولكنهم يُعانون عادةً من:

  • التَّعَب

  • الغثيان

  • التقيُّؤ

قَد يُصبِحُ التنفُّس أعمق وأسرَع بعض الشيء (نظرًا إلى أنَّ الجسم يُحاول تصحيح الحُماض عن طريق إخراج المزيد من ثاني أكسيد الكربون).عندما يتفاقم الحُماض، يبدأ الأشخاص بالشعور بضعفٍ شديدٍ ونُعاسٍ وقد يشعرون بالتخليط الذهنيّ وبغثيان مُتزايد،وفي نهاية المطاف وبالنسبة إلى الحالات الشديدة، قد تحدُث مشاكل في القلب ويمكن أن ينخفض ضغط الدم، ممَّا يؤدِّي إلى الصدمة والغيبوبة والوفاة.

بالنسبة إلى الحُماض التنفُّسي، تنطوي الأعراض المُبكِّرَة على:

  • النعاس (الوَسَن drowsiness)

  • الصُّدَاع

قَد يستفحِلُ النعاس إلى الذُّهُول stupor والغيبوبة لأنَّ مستوى الأكسجين في الدَّم يُصبح غير كافٍ،ويمكن أن يحدُث الذهول والغيبوبة خلال لحظات إذا توقف التنفُّس أو أصبح ضعيفاً بشكلٍ شديدٍ، أو خلال ساعات إذا أصبح التنفُّس ضعيفاً بشكلٍ أقلّ شدَّةً.

تشخيص الحُماض

  • الاختبارات الدموية

يحتاج تشخيص الحماض بشكلٍ عام إلى قياس باهاء الدَّم وثاني أكسيد الكربون في عَيِّنَة من الدَّم الشرياني، ويجري أخذ هذه العيِّنة من الشريان الكعبري في المعصم عادةً.يجري استخدَام الدَّم الشرياني لأنه لا يُمكن بشكلٍ عام الاعتماد على الدَّم الوريدي عند قياس حالة الباهاء في الجسم.

لمعرفة المزيد عن سبب الحُماض، يقوم الأطباء أيضًا بقياس مستويات البيكربونات في الدم،ثم يقومون باختباراتٍ إضافية للدَّم من اجل تحديد السبب المحدَّد.

علاج الحُماض

  • مُعالَجة السَّبب

  • أحيَانًا السوائل مع البيكربونات عن طريق الوريد

في جميع الحالات تقريبًا، يجري توجيه مُعالَجة الحُماض لإزالة السَّبب،ومن النادر أن يقوم الأطباء بإعطاء أدوية قلويَّة ببساطة، مثل البيكربونات، وذلك لمُعالَجة الحُمَاض.

بالنسبة إلى الحماض الاستقلابيّ، تستنِدُ المُعالجة إلى السبب في المقام الأوَّل.فعلى سبيل المثال، قد تكون هناك حاجة إلى المُعالَجة لضبط السكَّري بالأنسولين أو لإزالة المادة السامة من الدَّم في حالات التسمم.

بالنسبة إلى الحماض التنفُّسيّ، تهدُف المُعالَجة إلى تحسينِ وظائف الرئة.قد تكُون الأدويَة التي تفتح المَسالِك الهَوائيَّة (مُوسِّعَات المَسالِك الهَوائيَّة مثل ألبوتيرول) مفيدةً لمن يُعانون من أمرَاض الرئة مثل الربو والداء الرئوي الانسدادي المُزمن.يُمكن أحيانًا إبطال التهدئة الناجمة عن الأدوية أو موادّ أخرى عن طريق الترياقات.قد يحتاج المرضى الذين يُعانون من ضعفٍ شديدٍ في التنفُّس لأيّ سبب كان، إلى التهوية الميكانيكيَّة لمُساعدتهم على التنفُّس.

كما يمكن أيضًا مُعالَجة الحماض الشديد مباشرةً عندما لا يستجيب لمُحاولات مُعالَجة السبب،وفي مثل هذه الحالات، قد يجري إعطاء البيكربونات عن طريق الوريد،ولكن يُمكن أن تكون البيكربونات مفيدةً بشكلٍ مُؤقَّت فقط (ينبغي الاستمرار بعلاج السبب) وقَد تُسبب الضرر—‏على سبيل المثال، عن طريق فرط تحميل الجسم بالصوديوم والماء.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID