تشمُّع الكبد

حسبJesse M. Civan, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته شعبان 1443

تشمُّع الكبد هو تشوُّه كبير في بنية الكبد الدَّاخليَّة وهو يحدث عندما تُستبدل كمية كبيرة من نسيج الكبد الطبيعي بنسيج مُتندِّب غير وظيفي.يحدث النسيج المتندب عند تضرُّر الكبد بشكلٍ متكرِّر أو مستمر.كان تشمُّع الكبد يُعد سابقًا غير قابل للشفاء، ولكن الأدلة الحديثة تشير إلى أنه قابلٌ للشفاء في بعض الحالات.

  • تُعدُّ مُعاقرة الخمرة والتهاب الكبد الفيروسي المزمن والكبد الدُّهني غير النَّاجم عن الكحول الأَسبَاب الأكثر شيوعًا لتشمُّع الكبد.

  • تنطوي الأَعرَاض، عند حدوثها، على ضعف الشَّهية ونقص الوَزن والتعب وشعور عام بالتوعُّك.

  • ويمكن أن يحدث الكثير من المُضَاعَفات الخطيرة، مثل تجمُّع السائل في البطن (استسقاء البطن) ونزف في السبيل الهضمي وتدهور في وظيفة الدِّماغ.

  • يستنِدُ التَّشخيص إلى الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري ودراسات التصوير، وأحيَانًا إلى خزعةٍ.

  • يقوم الأطباء بمعالجة المُضَاعَفات، ولكنَّ الضَّرر النَّاجم عن تشمُّع الكبد يكون دائمًا.

  • يُواجه مرضى تشمُّع الكبد خطر سرطان الكبد، لذلك يستخدم الأطباء التصوير بتخطيط الصدى، وعند الضرورة، التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، والاختبارات الدموية بشكل منتظَمٍ للتحري عن السرطان.

يُعدُّ تشمُّع الكبد سببًا شائعًا للوفاة في مختلف أنحاء العالم،وفي الولايات المتحدة، يقضي حَوالى 35000 شخص نحبهم بسبب مضاعفات تشمُّع الكبد سنويًّا.

يمكن أن تُسبب اضطرابات أو أدوية أو ذيفانات مختلفة ضررًا متكررًا أو مستمرًا في الكبد.إذا كان الضَّرر مفاجئًا (حادًا) ومحدودًا، يقوم الكبد بإصلاح نفسه عادةً من خلال صنع خلايا كبديَّة جديدة وربطها بشبكة النسيج الضام (بنية داخلية) التي تُترك عند موت خلايا الكبد.يمكن أن يحدث الإصلاح والشفاء التام إذا كان في مقدور الأشخاص البقاء على قيد الحياة لفترة كافية،ولكن تُؤدِّي الأضرار المُتكرِّرة ومحاولات الكبد استبدال وإصلاح النسيجَ المُتضرِّر، تؤدي إلى حدوث تَّندُّب (تليُّف الكبد)،ولا يقوم النسيج المُتندِّب بأيَّة وظيفة،وعندما يكون التليُّف منتشرًا وشديدًا، تتشكَّل أشرطة من النسيج المتندِّب في أنحاء الكبد، ممَّا يؤدي إلى تدمير بنيته الداخلية وإضعاف قدرته على تجديد نفسه وأداء وظائفه،ويُسمَّى مثل هذا التَّندُّب الشديد تشمُّع الكبد.

نتيجة لضَعف وظيفة الكبد، يصبح الكبد أقلَّ قدرةٍ على:

  • تفكيك والتخلص من الأدوية والذيفانات والفضلات التي يُنتجها الجسم

  • معالجة الصفراء

  • إنتاج البروتينات التي تساعد على تجلُّط الدَّم (عوامل التخثُّر)

  • إنتاج الألبومين (وهو البروتين الذي يساعد على الحيلولة دون تسرُّب السائل من الأوعية الدَّمويَّة)

يُعالج الكبد الكثير من الأدوية والذيفانات وفضلات الجسم،حيث يُفكِّكها إلى مود تكون أقل ضررًا أو يسهُلُ طرحها من الجسم.يتخلص الكبد من المواد من خلال طرحها في إلى الصفراء، وهي سائل هضمي بني أو أصفر مُخضر تنتجه خلايا في الكبد،عندما تضعف قدرة الكبد على معالجتها، تتراكم هذه المواد في مجرى الدَّم؛ونتيجة لذلك، تزداد تأثيرات الكثير من الأدوية والذيفانات، بما فيها تأثيرات جانبية خطيرة أحيانًا.قد تحدث مثل هذه التأثيرات الجانبيَّة حتى عندما يأخذ الأشخاص جرعةً سبقَ لهم أخذها من دون تأثيرات سلبية.قد تحتاج أدوية إلى التوقف عن أخذها أو استعمالها بجرعاتٍ أقلّ وبحذر أكثر،وتنطوي بعض الأمثلة على الأدوية الأفيونية المفعُول وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج القلق أو الأرق.البيليروبين هو أحد فضلات الجسم الهامَّة يقوم الكبد بمعالجته والتخلص منه،وإذا عجزَ الكبد عن معالجة البيليروبين بالسرعة الكافية، فإنَّه يتجمَّع في الدَّم ويترسَّب في الجلد،وتكون النتيجة هي اليرقان (لون أصفر للعينين والجلد).

تنتقل الصفراء في داخل الكبد في قنواتٍ صغيرة (القنوات الصفراويَّة) تجتمع لتُشكِّل قنوات أكبر.وتخرج هذه القنوات الكبيرة من الكبدَ في نهاية المطاف لتتَّصل بالمرارة (التي تُخزِّن الصفراء) أو بالمعى الدَّقيق.تساعد الصفراء على تسهيل امتصاص الدهون في المِعَى وتحمل الذيفانات والفضلات إلى المِعَى بحيث يمكن طرحها في البراز.عندما يُؤدِّي النسيج المتندب إلى انسداد مجرى الصفراء عبر القنوات الصفراوية، لا يجري امتصاص الدهون، بما فيها الفيتامينات الذوَّابة في الشحوم (فيتامين (A وD وE وK) أيضًا،كما تنخفض الذيفانات والفضلات المطروحة من الجسم أيضًا.

يجري عادةً إعادة امتصاص جزءٍ كبيرٍ من الصفراء (أملاح صفراوية) إلى مجرى الدَّم من المعى وتعود إلى الكبد،ويقوم الكبد باستخلاص الأملاح الصفراويَّة ويُعيدُ استعمالها،ولكن عند حدوث تشمُّع الكبد، لا يستطيع استخلاص الأملاح الصفراويَّة بشكلٍ طبيعي،ونتيجة لذلك، لا يستطيع الكبد إنتاج كمية كبيرة من الصفراء، ممَّا يؤدي إلى المزيد من التأثير في هضم وطرح الذيفانات والفضلات.

بالإضافة إلى التأثير في وظيفة الكبد، يُمكن أن يُؤثر النسيج المتندب في جريان الدَّم إلى الكبد من الوريد البابي أيضًا (الذي ينقل الدَّم من المِعَى إلى الكبد).تؤدِّي هذه العرقلة إلى ارتفاع في ضغط الدَّم في الوريد البابي (فرط ضغط الدَّم البابي)،ويؤدي فرط ضغط الدَّم البابي إلى ارتفاع في ضغط الدَّم في الأوردة المُتَّصلة بالوريد البابي، بما فيها الأوردة في المعدة والمريء والمستقيم.

ينكمش الكبد مع استفحال التندُّب.

هل تعلم...

  • يُمكن أن يجعلَ تشمُّع الكبد لون الجلد والعينين أصفرَ ويُسبب تضخمًّا في الأنامل.

أسباب تشمع الكبد

تكون الأَسبَاب الأكثر شيوعًا لتشمُّع الكبد في الولايات المتحدة وسواها من الدول المتقدمة هي:

تنطوي إحدى الطرائق التي تُسبب فيها معاقرة الخمرة بشكل مزمن ضررَا في الكبد على التسبب في تراكُم الدهون ( كبد دهني)،يحدث الكبد الدهني غير الناجم عن الكحول (يسمى الكبد الدهني غير الكحولي) عادةً عند الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن أو السكري أو مقدِّمات السكري أو ارتفاع مستويات الكولسترول.

يمكن لأيِّ اضطراب أو دواءٍ أو ذيفان يُسببُ تليف الكبد (انظر الجدول بعض الحالات والأدوية التي يمكن أن تسبب تليف الكبد)، أن يُسبب تشمُّعَ الكبد.تنطوي بعض الأَسبَاب النوعيَّة على اضطرابات استقلابيَّة وراثيَّة مُعيَّنة، مثل فرط حمل الحديد (داء ترسُّب الأصبغة الدَّمويَّة)، وفرط حمل النحاس (داء ويلسون)، وعوز مضاد التربسين ألفا 1، والاضطرابات التي تضرُّ بالقنوات الصفراويَّة، مثل التهاب الأقنية الصفراوية الأوَّلي (PBC) والتهاب القنوات الصفراويَّة المُصلِّب الأوَّلي (PSC).

في العديد من أجزاء آسيا وأفريقيا، ينجم تشمُّع الكبد غالبًا عن:

أعراض تشمع الكبد

لا تظهر أيَّة أعراض عند الكثير من أشخاص تشمُّع الكبد ويبدون بصحَّة جيِّدة لسنوات.لا تظهر أيَّة أعراض عند حَوالى 33% من المرضى.

يشعر آخرون بالتَّعب وتوعُّك عام وتضعف شهيتهم ويفقدون الوزن:

  • قد تتضخَّم أناملهم (تسمى الحالة تعجُّر الأصابع clubbing).

  • يُمكن أن يحدث اليرقان، ممَّا يجعل الجلد وبياض العينين بلونٍ أصفر ويبدو لون البول داكنًا مثل الكُولا.

  • عندما يجري امتصاص الدهون والفيتامينات الذَّوَّابة في الدهون بشكلٍ ضعيفٍ، قد يصبح البراز فاتحًا ورخوًا وبكتلة ضخمة وبمظهر دهنيّ وكريه الرائحة بشكلٍ غير طبيعي (يُسمَّى إسهال دهني steatorrhea).

يُعاني الكثير من الأشخاص من سوء التغذية ونَقص الوَزن لأنهم فقدوا شهيتهم ولأنَّه يجري امتصاص الدهون والفيتامينات بشكلٍ ضعيف.قد يظهر عند المرضى طفحٌ جلديٌّ أرجوانيٌّ محمرٌّ من نقطٍ صغيرة أو من لطخاتٍ أكبر، وهو ينجُم عن نزفٍ من الأوعية الدَّموية الصغيرة في الجلد.

إذا حدث ضعف في وظائف الكبد لقترةٍ طويلةٍ، قد تحدث حكَّة عند الأشخاص على كامل الجسم، ويُمكن أن تترسب عُقيدات صفراء صغيرة في الجلد أو الأجفان.

قد تظهر أعراضٌ أخرى إذا كان تشمُّع الكبد ناجمًا عن معاقرة الخمرة بشكل مزمن، أو إذا كان لدى الأشخاص اضطراب مزمن في الكبد:

  • تضمُر عضلاتهم.

  • تصبح راحتا اليد بلون أحمر (تسمى حُمامَى راحِيَّة palmar erythema).

  • تتقلَّص أوتار اليد، مُسبِّبةً التواء الأصابع (تسمَّى الحالة تقفُّع دوبويتران Dupuytren contracture.

  • تظهر أوعية دموية صغيرة شبيهة بالعنكبوت (ورم وعائي عنكبوتي) في الجلد.

  • تتضخَّم الغدد اللعابية الموجودة في الخدين.

  • يحدث خللٌ وظيفيٌّ في الأعصاب خارج الدماغ والحبل الشوكي (الأعصاب المُحيطيَّة) (تسمى الحالة اعتلال الأعصاب المحيطيَّة).

  • يمكن أن تحدث ضخامةٍ في الثديين عند الرجال (تثدِّي الرجل gynecomastia) وتنكمش الخصيتان (ضمور الخصية)، وذلك لأن الكبد لا يستطيع تفكيك هرمونات الإستروجين (الهرمونات الأنثوية) كما يفعل عادةً.يحدث نقصٌ في كثافة الشعر تحت الإبطين.

مُضَاعَفات تشمُّع الكبد

يمكن أن يُسبب تشمُّع الكبد المُستفحل مشاكل إضافيَّة.

فرط ضغط الدَّم البابي

يُعدُّ فرط ضغط الدَّم البابي (ارتفاع ضغط الدَّم في الوريد البابي) أكثر المُضَاعَفات خطورةً،وعندما يتسبَّبُ في عودة الدَّم في الأوردة المُتَّصلة به، فإنَّ هذه الأوردة قد تتضخَّم وتنفتل (تسمَّى الحالة الدَّوالي الوريديَّة).يمكن أن تحدث الدَّوالي الوريديَّة في الطرف السفلي من المريء (دوالي المريء)، أو في المعدة (دوالى مَعديَّة)، أو في المستقيم (دوالي المستقيم).تكون الدَّوالي الوريديَّة هشة وعرضةً للنزف،وقد يتقيَّأ المرضى كمياَّتٍ كبيرةٍ من الدَّم عند حدوث نزفٍ من دوالي المريء أو المعدة (انظر النزف المعوي المعدي)،وإذا كان النزف بطيئًا ومستمرًا لفترةٍ طويلةٍ، قد يُسبب فقرَ الدَّم،أمَّا إذا كان النَّزف سريعًا وأكثر شدَّةً، فإنه قد يؤدي إلى صدمة ووفاة.

ارتفاع ضغط الدَّم داخل الرِّئة

يمكن أن يُسبب فرط ضغط الدَّم البابي ارتفاعًا في ضغط الدَّم في شرايين الرئتين (يُسمَّى ارتفاع ضغط الدَّم داخل الرِّئة)،ويُمكن أن تُسبب هذه المشكلة أعراضَ فشل القلب، مثل صعوبة التَّنفُّس، وخصوصًا عند الاستلقاء، والتَّعب.

استسقاء البطن

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدَّم البابي مع ضَعف وظائف الكبد إلى تراكُم السائل في داخل البطن (استسقاء البطن ascites)،ونتيجة لذلك، يتورَّم البطن وقد يشعر المرضى بضيق،كما قد تحدث عدوى في السَّائِل الموجود في البطن أيضًا (تسمَّى الحالة التهاب البريتوان الجرثومي التِّلقائي spontaneous bacterial peritonitis).

سوء امتصاص الشُّحوم والفيتامينات

يُمكن أن يُؤدِّي سوء امتصاص الشحوم، وخصوصًا الفيتامينات الذَّوَّابة في الشحوم، إلى الكثير من المشاكل مع مرور الزمن.على سبيل المثال، عندما يكون امتصاص فيتامين D ضعيفًا، يمكن أن تحدث هشاشة أو ترقق العظام.وعندما يجري امتصاص فيتامين K (الذي يُساعد على تخثُّر الدَّم) بشكلٍ ضعيفٍ، قد ينزف الأشخاص بشكل أكثر سهولة.

حالات عدم انتظام النَّزف

يُسببُ تشمُّع الكبد مشاكل أخرى يمكن أن تُؤثِّر في كيفية تخثُّر الدَّم (تجلُّط الدَّم المُضطَّرب).تجعلُ بعض المشاكل الأشخاص أكثر ميلًا للنزف،فعلى سبيل المثال، قد يتضخَّم الطحال،وقد يحتجزُ الطُّحال المُتضخِّم كريات الدَّم والصُّفيحات الدَّمويَّة،وبذلك، ينخفض عدد الصُّفَيحات الدَّمويَّة (التي تساعد على تجلُّط الدَّم) في مجرى الدَّم.كما يكون الكبد المُتضرِّرُ أقل قدرةً على إنتاج البروتينات التي تساعد على تجلط الدَّم أيضًا (عوامل التَّخثُّر)،

ولكن تجعلُ بعض مشاكل الكبد الدَّم أكثر ميلًا للتَّجلُّط،فمثلًا، يكون الكبد المتضرِّر أقل قدرة على إنتاج المواد التي تحول دُون تجلط الدَّم بشكلٍ كبير،وهكذا، قد تتشكل خثرات دموية، وخاصة في الأوعية الدموية التي تدخل الكبد (الوريد البابي أو الوريد الطحالي).

زيادة خطر العدوى

قد ينخفض عدد الكُريَّات البيض (تسمى الحالة قِلَّةُ الكُرَيَّاتِ البِيض leukopenia) لأنَّ الطحال المتضخم يحتجزها،وعندما يكون عدد الكريَّات البيض منخفضًا ويتراجع إنتاج الكبد من البروتينات التي تكافح العدوى، يزداد خطر حالات العدوى.

الفشل الكلوي

يمكن أن يؤدِّي فشل الكبد إلى الفشل الكلوي في نهاية المطاف، وهُوَ حالة تُسمَّى المُتلازمة الكَبِدِيَّةٌ الكُلوِيَّة hepatorenal syndrome (فشل كلوي كبدي المنشأ)،وفي هذه المُتلازمة، تكون كمية البول المُنتَجة والمطروحة من الجسم أقلّ، ممَّا يؤدِّي إلى تراكم مواد سامَّة في الدَّم،وفي نهاية المطاف، يُعاني المصابين بالمُتلازمة الكبديَّة الكلويَّة من صعوبةٍ في التنفُّس.يُمكن أن تُصبِح هذه المشكلة في الكُلَى شديدةً إلى درجة يحتاجُ المرضى فيها إلى غَسلَ الكُلى.

تدهور وظائف الدِّماغ

يمكن أن يتسبَّب فشل الكبد أيضًا في تدهور وظائف الدماغ (تُسمَّى الحالة الاعتلال الدِّماغي الكبدي)، وذلك لأنَّ الكبد المتضرر لا يستطيع التخلص من المواد السميَّة من الدَّم،ثم تنتقل هذه المواد السميَّة من خلال مجرى الدَّم وتتراكم في الدِّماغ.

سرطان الكبد

قد يحدث سرطان الكبد (الكارسينومة الخلويَّة الكبديَّة، أو الورم الكبدي) عند المصابين بتشمع الكبد.تُعد مراقبة سرطان الكبد، والتي تسمَّى أيضًا الترصد (التقييم الدوري)، ضرورية عند حدوث تشمع الكبد، لأنَّ الاكتشاف المُبكِّر لسرطان الكبد يجعل المُعالجة الشافية أمرًا ممكنًا.

الجدول
الجدول

تشخيص تشمُّع الكبد

  • اختبارات دمويَّة بما فيها اختبارات وظائف الكبد

  • فحوصات تصويريَّة في بعض الأحيان (مثل التصوير بتخطيط الصدى)

  • خزعة الكبد في بعض الأحيان

يشتبِهُ الأطباءُ عادةً بتشمُّع الكبد بشكلٍ قويّ استنادًا إلى أعراض الشخص، ونتائج الفحص السَّريري، وتاريخ من عوامل خطر هذا الاضطراب، مثل الإفراط المزمن في استعمال الكحول.غالبًا ما يُلاحظ الطبيب في أثناء الفحص السَّريري مشاكل تنجمُ عن تشمُّع الكبد عادةً، مثل تضخُّم الطحال أو تورُّم البطن (يُشيرُ إلى استسقاء البطن)، أو اليرقان، أو طفح يُشير إلى نزفٍ في الجلد،ويقوم الأطباء بعد ذلك عادةً بإجراء اختبارات للتَّحرِّي عن اضطراباتٍ أخرى يمكن أن تُسبِّبَ أعراضًا مماثلة.

الفحوصات المخبرية

تُجرَى اختبارات دمويَّة لتقييم حالة الكبد،وتكون النتائج طبيعية غالبًا لأنَّ هذه الاختبارات تكون غير حسَّاسة نسبيًا ويمكن أن يستمرَّ الكبد في أداء وظائفه لفترة طويلة رغم تضرُّره.يستطيع الكبد أداء وظائفه الرئيسيَّة حتَّى عندما يحدث نقص في وظائفه بنسبة 80%.يُجرى اختبار تعداد الدَّم الكامل للتحقق من فقر الدَّم، وقلة عدد الصفيحات، والمشاكل الأخرى في الدَّم.وتُجرى اختباراتٌ دمويَّة للتحقق من التهاب الكبد وأسبابٍ مُحتملةٍ أخرى غالبًا.

الفحوصات التصويرية للكبد

تستطيعُ الفحوصات التصويرية التعرُّف إلى تشمُّع الكبد المُستفحل، ولكنَّها لا تتعرَّف إلى التَّشمُّع المُبكِّر غالبًا.

  • يمكن أن يُظهِر تخطيط الصدى، أو التصوير المقطعي المحوسَب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي ما إذا كان هناك انكماش في الكبد أو وجود عيوبٍ في بنيته، ممَّا يشير إلى تشمُّع الكبد.يمكن لهذه الاختبارات التحري عن فرط ضغط الدَّم البابي واستسقاء البطن.

  • تساعد اختبارات التصوير المتخصصة (تخطيط المرونة العابر، وتخطيط المرونة بالرنين المغناطيسي، والتصوير بقوَّة الدفعة للإشعاع السمعيّ) على الكشف المبكر عن تشمع الكبد.

خزعة الكبد

في حال بقي التشخيص غير مُؤكَّد، يستخدم الأطباء خزعة الكبد (إزالة عيِّنة من النسيج لتفحصها تحت المجهر) لتأكيد التشخيص عادةً،كما تستطيع نتيجة فحص الخزعة والاختبارات الدََّمويَّة في بعض الأحيان أن تساعد الأطبَّاء على تحديد سبب تشمُّع الكبد أيضًا.

المراقبة

إذا جرى تأكيد تشمُّع الكبد، يُجرى تصوير بالأمواج فوق الصوتية مع أو بدون اختبارات دموية يمكنها الكشف عن وجود ورم كبدي (ألفا فيتوبروتين) بمعدل مرة كل ستَّة أشهر للتحقق من سرطان الكبد.وإذا كشف التصوير بتخطيط الصدى مشاكل تُشير إلى وجود سرطان، يقوم الأطباء عندها بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المُحوسَب بعد حقن مادة يمكن تمييزها في صورة الأشعَّة السِّينية (عامل تباين ظليل).

عند تأكيد الإصابة بتشمُّع الكبد، فقد يُجرى تنظيرٍ داخليٍّ للسبيل الهضمي العلوي (إدخال أنبوب مُعايَنة مرن) للتحري عن الدوالي، وخاصة عند وجود علامات لارتفاع ضغط الدم البابي في الدم واختبارات التصوير.ينبغي تكرار التنظير الداخلي بمعدل مرة كل 2 إلى 3 سنوات.ويقوم به الأطباء لعدة مرات إذا جرى التحري عن الدوالي.

يقوم الأطباء باختباراتٍ دمويَّة تُقيِّمُ عمل الكبد بشكلٍ منتظمٍ.

مآل تشمُّع الكبد

في جميع الحالات تقريبًا يكون تشمُّع الكبد دائمًا وقد يكون متفاقمًا ما لم يُعالج سببه.غالبًا ما يكون من الصعب التَّنبُّؤ بمدى السرعة التي سيستفحل فيها.يستنِدُ مآل أشخاص تشمُّع الكبد إلى سبب وشدَّة ووجود أعراضٍ واضطراباتٍ أخرى، ومدى فعاليَّة المعالجة.

يؤدِّي الامتناع الكامل عن شرب الكحول إلى الوقاية من حدوث المزيد من التَّندُّب في الكبد.إذا استمر الأشخاص في شرب الكحول، حتَّى بكميَّات صغيرة، يستفحِلُ تشمُّع الكبد، مُسبِّبًا مضاعفاتٍ خطيرة،

يُوحالما تحدث مُضاعفة رئيسية (مثل القيء المدمَّى أو تراكُم السَّائِل داخل البطن أو تدهور وظائف الدِّماغ)، يكون المآل سيئًا.

علاج تشمُّع الكبد

لا يُوجَد شفاء من تشمُّع الكبد،في جميع الحالات تقريبًا يكون تضرُّر الكبد دائمًا ومن غير المحتمل أن يعود إلى طبيعته مرة أخرى.

تنطوي المعالجة على

  • تصحيح أو معالجة السبب، مثل معاقرة الخمرة أو استعمال دواء أو التعرُّض لذيفان أو داء تَرسُّب الأصبغَة الدَّمَوية أو التهاب الكبد المزمن

  • معالجة المضاعفات فورَ حدوثها

  • زرع الكبد في بعض الأحيان

تكمُن طريقة لإيقاف تشمُّع الكبد في مراحله المُبكِّرة في تصحيح أو معالجة السبب،حيث تؤدِّي معالجة السبب إلى الوقاية من حدوث المزيد من الضرر عادةً، وتُسبب تحسنًا في حالة الشخص أحيانًا.

معالجة الأَسبَاب

يُعطَى المرضى لقاح التهاب الكبد A ولقاح التهاب الكبد B إذا لم يتلقوها من قبل.تُعطى هذه اللقاحات لحماية الكبد من المزيد من الأضرار الناجمة عن هذه الفيروسات، والضرر الذي قد يفاقم تشمع الكبد.

للوقاية من استفحال تشمُّع الكبد، ينبغي على الأشخاص التوقُّف عن شرب الكحول بشكلٍ كامل، حتَّى إذا لم يكُن الكحُول السبب الرئيسي لمشاكل الكبد لديهم (انظر الكحول/العلاج).يُمكن أن يُؤدِّي شُرب مجرَّد كمياتٍ متوسِّطةٍ من الكحول إلى ضررٍ شديدٍ في الكبد حالَما يحدُث تشمُّع الكبد.تجري معالجة أعراض السَّحب أو الامتِناع إذا حدثت.

ينبغي على المرضى إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يأخذونها، بما فيها الأدوية التي تُباعُ من دُون وصفةٍ طبيةٍ والمنتجات العشبيَّة والمُكمِّلات الغذائية، وذلك لأنَّ الكبد المُتضرِّر قد لا يكُون قادرًا على معالجتها (استقلابها).إذا احتاجَ الأشخاص إلى أخذ أدوية يجري استقلابها من قِبَل الكبد، ينبغي عليهم استعمال جرعات منخفضة جدًا من أجل تجنُّب المزيد من الضرر للكبد.كما قد يقوم الأشخاص أيضًا بأخذ دواء يُمكن أن يُسبب الضرر للكبد، وبالتالي يُسهِمُ في تشمُّع الكبد،وينبغي التوقف عن أخذ مثل هذه الأدوية كلما كان هذا ممكنًا، وتُستبدَل بأدوية أخرى عند الحاجة.

بالنسبة إلى داء تَرسُّب الأصبغَة الدَّمَوية، يُعد الفصد (phlebotomy) أفضل مُعالَجة.بالنسبة إلى داء ويلسون، يُستخدم دواء لإزالة النحاس من الجسم.بالنسبة لداء الكبد الدهني، يُعد إنقاص الوزن هو العلاج وينبغي السيطرة على داء السكري وارتفاع الكوليسترول بشكل مُحكم.

يُعالج التهاب الكبد المزمن الفيروسي بأدوية مُضادَّة للفيروسات، وتعالج اضطرابات الكبد المناعية الذاتية بالستيرويدات القشرية أو غيرها من الأدوية التي تؤثر في الجهاز المناعي.

بشكلٍ عام، يحتاج الأشخاص المُصابون بحالة متقدمة من تشمُّع كبد إلى زراعة الكبد، ولكن قد يُستخدم الزرع في بعض الأحيان لعلاج أسباب معينة لأمراض الكبد حتى قبل أن يتشمع الكبد.

معالجة المُضَاعَفات

تنطوي مُعالجة المُضاعفات على

  • بالنسبة إلى تراكُم السائل داخل البطن (عندما يكون تشمُّع الكبد مستفحلًا): التقليل من كمية الصوديوم في النظام الغذائي، وذلك لأنَّ الكمية الزائدة منه يمكن أن تُسهِم في تراكُم السائليُمكن أن تُساعِد أدوية على التخلُّص من السائل الفائض من خلال تقليلِ كمية البَول المُنتج.

  • بالنسبة إلى حالات نقص الفيتامين: الفيتامينات التكميليَّة

  • بالنسبة إلى الاعتلال الدماغي الكبدي: أدوية تساعد على ارتباط الذيفانات في المعى (في البراز)، ومضادَّات حيوية للتقليل من عدد البكتيريا في السبيل الهضمي والتي تنتج هذه الذيفانات

  • بالنسبة إلى النزف من دوالي السبيل الهضمي: حاصرات بيتا لخفض ضغط الدَّم في الأوعية الدَّمويَّة في الكبد، و/أو التطبيق الجراحي لأربطة مَرِنَة لربط الأوعية الدَّموية النَّازفة (تسمى الرَّبط بالمنظار الداخلي)

ولوضع الأربطة، يستخدِمُ الأطباءُ أنبوب مُعايَنة مرن (منظار داخلي) يجري إدخاله من خلال الفم.إذا تعذر استعمال حاصرات بيتا أو ربط الأشرطة المرنة، قد يستعمل الأطباء واحدًا من الإجراءات التالية:

  • حقن الأكيليت السيانيدي بالتنظير الداخلي: يُمرِّرُ الأطباء المنظار الدَّاخلي عبر الفم إلى السبيل الهضمي.وباستخدام المنظار، يحقنون السيانوأكريلات (مادة تشبه الصمغ) في الوريد النّازف.ويعمل الأكيليت السيانيدي على إغلاق الوريد النَّازف وبالتالي يتوقَّف النَّزف.

  • الطمس أو السدّ بطريق الوريد الراجع باستخدام البالون: بعد حقن مخدر موضعي، يُحدِثُ الأطباء شقًا صغيرًا في الجلد فوق وريدٍ كبي، وعادةً في العنق أو الأربية،ثمَّ يُدخلون أنبوبًا رفيعًا ومرنًا (قثطارًا) مع بالون مُفرَّغ من الهواء في طرفه إلى داخل الوريد ويُمررون الأنبوب إلى موضع النزف،ويُنفَخُ البالون لسدّ جريان الدَّم،ثم يجري حقن مادَّة تتسبَّب في تشكُّل نسيج متندب في الوريد أو قريبًا منه لإغلاقه وإيقاف النَّزف.

  • التحويلة البابيَّة الجهازيَّة داخل الكبد بطريق الوداجي: يقوم الأطبَّاء بإدخال قثطار في وريد في العنق، ويستخدمون التصوير بالأشعَّة لتوجيه القثطار وتمريره إلى الأوردة في الكبد.يُستَخدَم القثطار لتشكيل ممرٍّ (تحويلة) تصل الوريد البابي (أو أحد فروعه) مباشرة مع أحد الأوردة الكبديَّة التي تحمل الدَّم من الكبد إلى أكبر أوردة الجسم، والذي يُعيد الدَّم إلى القلب.وبالتالي، تجري إعادة توجيه معظم الدَّم الذَّاهب إلى الكبد عادةً بحيث يتجاوز الكبد،ويؤدي هذا الإجراء إلى خفض ضغط الدَّم في الوريد البابي لأن الضَّغط يكون أقل في الأوردة الكبديَّة.من خلال التقليل من هذا الضغط، تساعد التحويلة البابيَّة الجهازيَّة داخل الكبد بطريق الوداجي على تقليل النَّزف من الأوردة في السبيل الهضمي وتراكُم السائل داخل البطن.

زرع الكبد

بالنسبة إلى المرضى الذين يكونون مُرشَّحين مُناسبين، قد يستخدم الأطباءُ زرع الكبد،وإذا كان الزرع ناجحًا، يقُوم الكبد المزروع بوظائفه بالشكل الطبيعي، وينبغي أن تزول أعراض تشمُّع الكبد والفشل الكبدي.يُمكن أن يُنقِذ زرع الكبد أرواح أشخاص بحالات مستفحلةٍ من تشمُّع أو سرطان الكبد.يستنِدُ زرع الكبد عادةً إلى مدى احتمال الوفاة عند الأشخاص إذا لم يتلقَّوا زرع الكبد.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID