انسداد فرع الأبهر البطني

حسبMark A. Farber, MD, FACS, University of North Carolina;
Federico E. Parodi, MD, University of North Carolina School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

انسداد فرع الأبهر البطني هو حالة تضيق أو انسداد كلي لأحد الشرايين الكبيرة في البطن، والتي تتفرع عن الشريان الأبهر.

  • قد يحدث هذا الانسداد بسبب تصلب الشرايين، أو نمو شاذ لعضلة في جدار الشريان (خلل تنسج ليفي عضلي fibromuscular dysplasia)، أو خثرات دموية، أو غيرها من الاضطرابات.

  • يُسبب الانسداد أعراضًا تتعلق بنقص التروية الدموية في المناطق التي يغذيها الشريان، بما في ذلك الألم.

  • تُجرى اختبارات التصوير الشعاعي لتأكيد التشخيص.

  • تُعالج الحالة بإزالة الخثرة الدموية، أو رأب الوعاء الدموي angioplasty، أو أحيانًا الطعم المجازي الجراحي surgical bypass grafting.

يُعد الشريان الأبهر أضخم شريان موجود في الجسم.يصل الدم المُحمَّل بالأكسجين من القلب إلى الشريان الأبهر، الذي يقوم بتوزيعه إلى أنحاء الجسم من خلال شرايين أصغر حجماً تتفرع عنه.يُعد الأبهر البطني جزء الشريان الأبهر الذي يمر عبر تجويف البطن.تشمل الفروع الهامة للشريان الأبهر البطني كلًا من الشرايين التي تنقل الدم إلى:

  • الأمعاء (الشريان البطني celiac artery والشرايين المساريقية العلوية والسفلية superior and inferior mesenteric arteries)

  • الكلى (الشريانان الكلويان renal arteries)

  • الساقين (الشرايين الحرقفية iliac arteries)

يمكن لانسداد الشرايين التي تتفرع عن الشريان الأبهر أن يحدث بشكل تدريجي بطيء أو مفاجئ.

قد ينجم الانسداد المفاجئ (الحاد) لفروع الأبهر البطني عن خثرة دموية تتشكل في الشريان أو تنتقل إليه من مكان آخر (صمة embolism)، أو بسبب انفصال طبقات الشريان بشكل مفاجئ (تسلخ).

في حين ينجم الانسداد التدريجي البطيء لفروع الأبهر البطني عن تصلب الشرايين، والذي يحدث فيه تجمع رواسب كولسترول أو غيره من المواد الدهنية (عصائد أو لويحات تصلبية عصيدية) على جدران الشرايين، أو نمو شاذ لعضلة في جدار الشريان (خلل تنسج ليفي عضلي)، أو انضغاط الشريان بسبب نمو ورم بطني.

قد يحدث انسداد مفاجئ في شرايين الساقين، أو بدرجة أقل شيوعًا في الذراعين (انظر داء الانسداد الشرياني المحيطي Occlusive Peripheral Arterial Disease).

أعراض انسداد فرع الأبهر البطني

انقطاع مفاجئ في التروية الدموية، يُسبب ألمًا شديدًا فوريًا.قد يظهر الألم في البطن، أو الظهر، أو الساقين، وذلك بحسب الشريان المسدود.يحدث فشل الأعضاء والتنخر النسيجي في غضون ساعات ما لم تجرِ استعادة الجريان الدموي.

تتباين أعراض الانسداد التدريجي البطيء بحسب الشريان المصاب، وشدة الانسداد.

الأبهر السفلي والشريانان الحرقفيان الأصليان

يُسبب الانسداد المفاجئ للأبهر السفلي عند نقطة تفرعه إلى الشريانين الحرقفيين الأصليين ألمًا مفاجئًا في كلتا الساقين، وشحوب بشرتهما، وبرودتهما.لا يمكن جس نبض في الساقين، وقد يشعر المريض بخدر فيهما.يُسبب الانسداد المفاجئ لأحد الشريانين الحرقفيين أعراضًا في ساق واحدة فقط.تُشير هذه الأعراض إلى حالة إسعافية.

يمكن للتضيق التدريجي للأبهر السفلي أو الشريانين الحرقفيين الأصليين أن يُسبب تشنجًا وألمًا في أثناء المشي (عرج متقطع) يمكن أن يؤثر في الردفين والفخذين في كلتا الساقين.قد تصبح الساقان باردتين أو تبدوان شاحبتين، رغم أنهما عادةً ما تبدوان طبيعتين.يمكن للانسداد المزمن أن يُسبب أيضًا خلل انتصاب (عنانة).يُطلق على هذا المزيج من العرج وخلل الانتصاب أحيانًا اسم متلازمة لوريش Leriche syndrome.

الشريانان الكلويان

يمكن للانسداد المفاجئ الكامل لأحد الشريانين الكلويين أن يُسبب ألمًا مفاجئًا في جهة واحدة، وقد يبدو البول مدمى.تُشير هذه الأعراض لحالة إسعافية.

أما التضيق التدريجي المعتدل لأحد الشريانين الكلويين أو كليهما فقد لا يُسبب أعراضًا، أو قد يؤثر في الوظيفة الكلوية.في حالات نادرة، يمكن أن يساهم التضيق الكامل لأحد الشريانين الكلويين أو كليهما في حدوث الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم الوعائي الكلوي).يعاني أقل من 5% من أشخاص ارتفاع ضغط الدم من فرط ضغط الدم الوعائي الكلوي.ولكن، قد يكون من الصعب السيطرة على ارتفاع ضغط الدم الوعائي الكلوي.

الشريان المساريقي العلوي

يؤدي الانسداد المفاجئ الكامل في الشريان المساريقي العلوي إلى ألم بطني شديد، وغثيان، وتقيؤ، ويُعد حالة إسعافية.في البداية، يعاني معظم الأشخاص المصابين بالانسداد من تقيؤ، ورغبة ملحة بالتغوط.وقد تتفاقم حالة المريض بشدة، ويشكو من ألم بطني، وذلك لأن الشريان المساريقي العلوي يغذي أجزاء واسعة من الأمعاء بالدم.قد يشعر المريض بألم في البطن عندما يقوم الطبيب بجسها، إلا أن الألم البطني الشديد العفوي عادةً ما يكون أكثر وضوحًا من الألم بالجس، ويكون منتشرًا ومبهمًا.قد تكون البطن متورمة بدرجة خفيفة (تطبل البطن).عند استخدام السماعة الطبية، يمكن للطبيب في البداية سماع أصوات معوية بدرجة أقل من المستوى الطبيعي.أما في المراحل اللاحقة، فلا يمكن سماع أية أصوات معوية.يحتوي البراز في البداية على كميات ضئيلة من الدم، ثم لا يلبث أن يظهر بلون مدمى.ينخفض ضغط الدم، وقد يُصاب الشخص بصدمة نتيجة تموت أجزاء من الأمعاء (يُدعى تنخر أو غانغرينا).

عادةً ما يُسبب التضيق التدريجي للشريان المساريقي العلوي حدوث الألم بعد تناول كل وجبة في غضون 30-60 دقيقة، وذلك لأن الأمعاء تحتاج إلى المزيد من الدم في أثناء الهضم.يكون الألم مستمرًا، وشديدًا، وعادةً ما يكون متركزًا في السرة.قد يدفع هذا الألم الشخص للخوف من تناول الطعام، ولذلك فقد يخسر مقدارًا كبيرًا من وزنه.وبسبب تراجع التروية الدموية للأمعاء، فقد يتراجع امتصاص العناصر المغذية من خلال المجرى الدموي، مما يساهم أيضًا في خسارة الوزن.بالإضافة إلى ذلك، فقد يعاني المرضى الذين يشكون من الألم بعد تناول الوجبات من الغثيان، أو التقيؤ، أو الإمساك، أو الإسهال.

الشريان الكبدي والشريان الطحالي

عادةً ما لا يكون انسداد الشريان الكبدي أو الشريان الطحالي خطيرًا مثل انسداد أحد الشرايين الرئيسية المغذية للأمعاء.ولكن، يمكن لأجزاء من الكبد أو الطحال أن تتضرر نتيجة ذلك.قد لا يعاني المريض المصاب بانسداد الشريان الكبدي من أية أعراض، أو قد يعان من ألم بطني، وحمى، وقشعريرة، وغثيان، وتقيؤ، واصفرار لون البشرة وبياض العينين (يرقان).

قد لا يشتكي الشخص المصاب بانسداد الشريان الطحالي من أية أعراض، أو قد يعاني من ألم بطني، وحمى، وقشعريرة.

تشخيص انسداد فرع الأبهر البطني

  • اختبارات التصوير

عادةً ما يشتبه الأطباء بتشخيص الحالة بناءً على أعراض الشخص ونتائج الفحص السريري.يمكن تأكيد التشخيص من خلال اختبارات التصوير، مثل تخطيط الصدى، أو تصوير الأوعية الدموية المقطعي المحوسب، أو تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي، أو تصوير الأوعية الدموية التقليدي.

عادةً ما يُجرى تصوير الأوعية الدموية، وهو إجراء باضع يجري فيه إدخال قثطرة بلاستيكية في أحد الشرايين الكبيرة في الفخذ العلوي، وذلك عند استطباب الجراحة أو رأب الوعاء (وهي عملية فتح شريان مسدود عن طريق نفخ بالون صغير ضمنه).في مثل هذه الحالات، يكون الهدف من التصوير هو تزويد الطبيب بصور واضحة للشرايين المصابة قبل الجراحة، أو في أثناء إجراء رأب الوعاء.في حالات نادرة، يُستطب تصوير الأوعية الدموية لتحديد إمكانية إجراء الجراحة أو رأب الوعاء.في تصوير الأوعية الدموية، يجري حقن عامل تباين يمكن مشاهدته في صورة الأشعة داخل الشريان عن طريق قثطار بلاستيكي مرن.يساعد عامل التباين على رسم حدود باطن الشريان عند تصويره بالأشعة السينية.وهكذا، يمكن لتصوير الأوعية الدموية أن يُظهر بدقة قطر الشريان، وأن يكون أكثر دقة من التصوير بتخطيط الصدى في تحري بعض أنواع الانسدادات.

تقوم معظم المراكز الطبية باتباع طرق أقل بضعًا لتصوير الأوعية الدموية، مثل تصوير الأوعية الدموية المقطعي المحوسب CT angiography، أو تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA).وعوضًا عن إدخال قثطار مرن في أحد الشرايين الرئيسية، تستخدم هذه الاختبارات كميات ضئيلة من عامل تباين شعاعي يجري حقنها ضمن المجرى الدموي من خلال وريد الذراع باستخدام قثطار داخل وريدي قياسي.

علاج انسداد فرع الأبهر البطني

  • استعادة الجريان الدموي عن طريق رأب الوعاء أو إزالة الخثرة الدموية

يُعد الانسداد الحاد حالة طبية طارئة تستلزم إزالة الخثرة الدموية (استئصال الصمة embolectomy)، أو رأب الوعاء angioplasty، أو إجراء آخر (مثل حقن مادة دوائية لحل الخثرة، أو القيام بمجازة جراحية إسعافية emergency surgical bypass) بهدف استعادة الجريان الدموي للمنطقة المصابة.

الأبهر السفلي والشريانان الحرقفيان الأصليان

تُجرى الجراحة بشكل فوري في حالة الانسداد الكامل للشريان الأبهر السفلي والشريانين الحرقفيين الأصليين.تُزال الجلطة باستخدام قثطار يُدخل في أحد الشرايين، ومن ثم شفط أو حل الخثرة، أو عن طريق عمل قطع جراحي في الشريان في أثناء جراحة مفتوحة، وإزالة الصمة بشكل مباشر.

الشريانان الكلويان

يُجرى رأب الوعاء مع إزالة الخثرة الدموية، أو إدخال دعامة، أو الجراحة في حالات الانسداد الكامل للشريان الكلوي.وفي حال إجرائه بشكل فوري، فيمكن لهذا الإجراء استعادة الجريان الدموي والوظيفة الكلوية.

في رأب الوعاء ، يجري إدخال قثطار مزود ببالون في نهايته إلى الجزء المتضيق من الشريان، ومن ثم نفخ البالون لفتح الانسداد، وقد يُوضع أنبوب شبكي (دعامة stent) في موقع الانسداد للحفاظ على الوعاء الدموي مفتوحًا.تحتوي بعض أنواع الدعامات على مادة دوائية تتحرر ببطء drug-eluting stents، وتقي من عودة تشكل الانسداد.في حال سبب الانسداد المزمن أعراضًا، فقد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية أو رأب للوعاء.قد يكون من المفيد وصف أدوية مضادة للصفيحات.

لا تُستطب معالجة نوعية للانسداد التدريجي الخفيف في الشريان الكلوي طالما كان من الممكن السيطرة على ضغط الدم، وطالما أظهرت الاختبارات الدموية أن الكلى تعمل بشكل مناسب.في حال حدوث ارتفاع في ضغط الدم، فتُتسخدم الأدوية الخافضة لضغط الدم.غالبًا ما تُستخدم ثلاثة أنواع من خافضات ضغط الدم على الأقل.وغالبًا ما تُستخدم مثبطات الإنزيم المُحوّل للأنجيتونسين Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors.ينبغي مراقبة وظائف الكلى عند وصف مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين.إذا استمر ضغط الدم بالارتفاع وكان شديدًا، أو في حال تدهور الوظيفة الكلوية، فقد يُستطب رأب الوعاء أو جراحة المجازة bypass surgery لاستعادة الجريان الدموي إلى الكلية.

الشريان المساريقي العلوي

في حال الانسداد المفاجئ والكلي للشريان المساريقي العلوي superior mesenteric artery، فلا يمكن استعادة الجريان الدموي بسرعة كافية لإنقاذ حياة الشخص إلا عن طريق اتخاذ إجراء فوري مثل رأب الوعاء مع وضع دعامة، أو جراحة المجازة، أو معالجة دوائية.وللحفاظ على الوقت، قد يقوم الطبيب بإرسال الشخص مباشرةً إلى غرفة العمليات الجراحية بدلاً من إجراء الاختبارات التشخيصية في البداية.في أثناء الجراحة، قد يقوم الطبيب بإزالة الانسداد أو تجاوزه، أو قد يقوم أحيانًا باستئصال الجزء المصاب من الأمعاء.

قد يُعطَى المريض الأدوية الحالّة للخثرات أو الموسعة للشرايين في أثناء تصوير الأوعية، وذلك في حال تشخيص الانسداد بهذه الطريقة.تُعطى هذه الأدوية في الشريان بشكل مباشر، وقد تؤدي إلى إزالة الانسداد.قد يساعد هذا الإجراء على تجنب إجراء عمل جراحي.يعتمد احتمال نجاة الشخص أو الحفاظ على الأمعاء على سرعة استعادة الجريان الدموي.

قد يُساعد النتروغليسرين على تسكين الألم البطني في حال تضيق الشريان المساريقي العلوي بشكل تدريجي، ولكن تبقى الحاجة للجراحة قائمة بهدف توسيع الشريان.

الشريان الكبدي والشريان الطحالي

تُستطب الجراحة لإزالة الانسداد في الشريان الكبدي أو الشريان الطحالي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID