الالتهابُ الرئوي هَو عدوى في الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين (الأسناخ) والنسج المحيطة فيها،
وهُو يُعَدّ من أكثر أسباب الوفيات شيوعًا في مُختلف أنحاء العالم.
غالبًا ما يكون الالتهاب الرئوي هُوَ المرض النهائي الذي يُسبب الوفاة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى خطيرة ومزمنة.
يُمكن الوقاية من بعض أنواع الالتهاب الرئوي عن طريق التحصين (التمنيع immunization)،
في الولايات المتحدة، يُصاب حَوالى 4 إلى 5 ملايين شخص بالالتهاب الرئوي كل عام (لا تشمل حالات الالتهاب الرئوي الناجمة عن كوفيد-19)، ويقضي 55,000 منهم نحبهم.ويُعَدّ الالتهاب الرئوي في الولايات المتحدة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي الذي يحدث بالتزامن مع الأنفلونزا، السبب الرئيسيّ الثامن للوفاة، وهُو السبب المُعدي الرئيسي للوفاة.الالتهاب الرئوي هو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة من بين أنواع العدوى التي تحدث عند الإقامة في المُستشفى، وهو السبب الإجمالي الأكثر شيوعا للوفاة في البلدان غير المُخدّمة طبيًا بشكل كافٍ.يُعدُّ الالتهاب الرئوي أحد أكثر أنواع العدوى الخطيرة شُيوعًا عند الأطفال والرضع.
(انظر أيضًا لمحة عامة عن الجهاز التنفُّسي).
أسباب الالتهاب الرئوي
ينجُم الالتهاب الرئويّ عن مكروبات مُختلفة، مثل البكتيريا والفيروسَات والمُتفطِّرات والفطريات والطفيليَّات.تُعدُّ حالات الالتهاب الرئوي بالبكتيريا أو الفيروسات أكثر شُيُوعًا من الالتهاب الرئويّ بالمتفطرات أو الفطريات أو الطفيليَّات.وتختلف المكروبات النوعيَّة استنادًا إلى عمر الشخص وصحته ومكان إقامته وعوامل أخرى.وقد يُمارِسُ أكثر من مكروب واحد دورًا،فعلى سبيل المثال، تترافق الأنفلونزا (عدوى فيروسية) مع الالتهاب الرئوي البكتيري غالبًا،
يتعرض المجرى التنفسي والأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين إلى المكروبات بشكلٍ مستمر.يكون الأنف والحلق مليئين بالبكتيريا وأحيَانًا الفيروسات، ويستنشق الأشخاص وبشكلٍ منتظمٍ من الهواء أو يشفطون من السبيل الهضمي أو الفم أو الحلق، كميات صغيرة من هذه المكروبات.عادةً ما يجري التعامل مع هذه المكروبات بسرعة من قبل آليات الدفاع في الرئتين، والتي تنطوي على:
مُنعكَس السعال cough reflex، والذي يساعد على طرد المخاط والمواد الغريبة
الخلايا التي تبطن مسالك الرئة، مما يحول دُون أن تغزو المكروبات الرئتين ويدفع المخاط والمواد الغريبة إلى الأعلى بحيث يمكن إخراجها مع السعال
بروتينات تُنتجها خلايا الرئتين، وهِيَ تهاجم المكروبات
كريات الدم البيضاء داخل الرئتين والتي هي جزء من الجهاز المناعي الطبيعي وهي تُحارب المكروبَات أيضًا
يحدث الالتهاب الرئوي عندما:
لا تعمل آليات الدفاع بشكلٍ صحيح
عند استنشاق كمية كبيرة من البكتيريا تطغى على الدفاعات الطبيعية
عند دخول مكروبات تكون مُعدِية بشكل خاص
يبدأ الالتهاب الرئوي عادةً بعد استنشاق (شفط) مكروبات من المسالك الهوائية العليا إلى الرئتين، ولكن في بعض الأحيان تنجُم العدوى عن عدم توازن الكائنات الدقيقة في المسالك الهوائية والرئتين والذي ينجم عن استنشاق كائنات دقيقة من الهواء، أو انتقالها إلى الرئتين عن طريق المجرى الدَّموي، أو غزوها للرئتين مباشرةً من موضع عدوى قريب.
تصنيفات الالتهاب الرئوي
يُعدُّ مكان تواجد الأشخاص عند الإصابة بالالتهاب الرئوي أمرًا مهمًا، وذلك لأن مكروبات مختلفة تميل إلى التواجد في بيئات مختلفة،وعادةً ما تكون المكروبَات الموجودة في بعض الأماكن، مثل المستشفيات، أكثر خطورة وأكثر مقاومة للمضادات الحيوية من المكروبات التي تتواجد في أماكن أخرى.كما أنَّ بعض الأشخاص في بيئات معيَّنة يكونون أكثر ميلاً لأن تكون لديهم اضطرابات تجعلهم أكثر ميلاً للإصابة بالالتهاب الرئوي.تنطوي بعض تصنيفات الالتهاب الرئوي على:
الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع، وهوَ يُصيبُ الأشخاص الذين يعيشون في المجتمع
الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى، وهُوَ عدوى يجري اكتسابها في المستشفى
بالنسبة إلى الالتهاب الرئوي المرتبط بتقديم الرعاية الصحية، وهو عدوى مكتسبة من مركز رعاية صحية غير المستشفى، مثل دور المسنين أو مركز غسل الكُلى، فيُعد مجموعة فرعية من الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع، لأن هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن نفس الكائنات الدقيقة التي يُحتمل أن تُصيب أشخاصًا آخرين يعيشون في المجتمع.
تنطوي التصنيفات الأخرى للالتهاب الرئوي على:
الالتهاب الرئوي الشفطيّ، وهُوَ يحدث عندنا يجري شفط كميات أو جزيئات أكبر (على سبيل المثال، اللعاب أو الطعام أو القيء) ولم تجرِ تصفيتها من الرئتين.يمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي الشفطي عند الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في البلع، مثل الأشخاص الذين تعرضوا إلى السكتة والأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستوى الوعي بسبب الأدوية المُهدِّئة أو الكحول أو لأسباب أخرى
الالتهاب الرئوي الانسدادي، وهُوَ يحدث عندما يُؤدِّي انسدادٌ في ممرات الهواء في الرئتين (ناجم عن ورم مثلًا) إلى تراكم البكتيريا خلف الانسداد
الالتهاب الرئويّ "المُتجوِّل"، وهُوَ مصطلح غير طبي يستخدم لوصف حالة خفيفة من الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع، ولا يحتاج إلى الراحة في السرير أو إلى دخول المستشفى،بل حتَّى أنَّ بعض الأشخاص يشعرون بأنَّ حالاتهم جيِّدة بشكلٍ يكفي للتوجه للعمل وممارسة النشاطات اليومية الأخرى.
عوامل خطر الالتهاب الرئوي
قد يحدث الالتهاب الرئوي من بعد الجراحة، خُصوصًا جراحة البطن، أو من بعد الإصابة (الرضح)، خُصوصًا إصابة الصدر، وذلك لأن الألم الذي تُسببه هذه الحالات يحول دُون أن يتنفس الأشخاص بعمق وأن يسعلوا.إذا لم يتنفس الأشخاص بعمقٍ ولم يسعلوا، تكُون المكروبات أكثر ميلًا لأن تبقى في الرئتينِ وتسبب العدوى.تنطوي شريحة الأشخاص الآخرين الذين لا يتنفسون بعمق ولا يسعلون على الذين يعانون من الضعفِ أو طريحي الفراش أو المصابين بالشلل أو فاقدي الوعي،ويواجه هؤلاء الأشخاص خطر الالتهاب الرئويّ أيضًا.
هناك سِمَة حرجة أخرى هي ما إذا كان الالتهاب الرئوي يحدث عند شخص سليم أو شخص لديه ضعف في الجهاز المناعي؛ويكون الشخص الذي يعاني من ضعف في جهاز المناعة أكثر ميلاً للإصابة بالالتهاب الرئوي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي الناجم عن البكتيريا والفيروسات الغير عادية، وحتى الفطريات أو الطفيليات.كما أن الشخص الذي يعاني من ضعفٍ في الجهاز المناعي قد لا يستجيب للمعالجة بشكلٍ جيدٍ كالشخص الذي يتمتع بجهاز مناعي سليم،تنطوي شريحة المرضى الذين قد يكون لديهم ضعف في جهاز المناعة على من:
يخضعون لعلاج بعقاقير مُعيَّنة (مثل الستيرويدات القشرية أو عقاقير المعالجة الكيميائية)
لديهم أمراض معينة، مثل مُتلازمة العوز المناعيّ المُكتَسب (الإيدز) أو أنواع مختلفة من السرطان
يكون جهازهم المناعي غير مكتمل النماء، كما هي الحال بالنسبة إلى الرضع والأطفال الصغار
لديهم جهاز مناعي ضعيف بسبب مرض شديد
تنطوي الحالات الأخرى التي تؤهب الأشخاص للإصابة بالالتهاب الرئوي على اضطراب استعمال الكحول، وتدخين السجائر، واستعمال الشيشة الإلكترونية، ومرض السكّري، وفشل القلب، والتقدُّم في العمر (على سبيل المثال، في عمرٍ أكبر من 65 عامًا)، والداء الرئويّ الانسدادي المزمن (COPD)، وذلك لأن هذه الاضطرابات يمكن أن تضعف آليات الدفاع في الرئتين أو جهاز المناعة.
أعراض الالتهاب الرئوي
العرض الأكثر شُيُوعًا للالتهاب الرئوي هَو:
السعال الذي يُنتج البلغم (مخاط لزج أو متغير اللون)،
وتنطوي الأَعرَاض الأخرى الأكثر شُيُوعًا للالتهاب الرئوي على:
الألم في الصدر
القشعريرة
الحُمَّى
ضيق النَّفس
ولكن قد تختلف هذه الأَعرَاض استنادًا إلى مدى انتشار العدوى في الرئتين ونوع المكروب الذي تسبب بالإصابة.
يعاني المصابين بالالتهاب الرئوي في بعض الأحيان من أعراض هضمية، مثل الغثيان والإسهال وضعف الشهية (القهم anorexia).
تختلف الأعراض بشكلٍ أكبر عند الرضَّع وكبار السن،وقد لا تحدث الحمى،وقد لا يحدث ألم في الصدر، أو قد لا يستطيع الأشخاص إيضاح أن لديهم ألم في الصدر.في بعض الأحيان يكون العرض الوحيد هو سرعة التنفُّس أو الرفض المفاجئ لتناول الطعام،وأحيانًا قد يكون التَّخليط الذهنِي المفاجئ هُوَ العلامة الوحيدة للالتهاب الرئوي عند كبار السن.
مُضَاعَفات الالتهاب الرئوي
تنطوي المُضَاعَفات الشائعة على:
انخفاض مستويات الأكسجين في مجرى الدم
انخفاض في ضغط الدَّم إلى درجة يهدد فيها حياة المريض
إصابة شديدة في الرئة (مُتلازمةُ الضائِقة التنفُّسية الحادة)
يمكن أن يحول الالتهاب الرئوي الشديد دُون وصول الأكسجين إلى مجرى الدم، مما يجعل الأشخاص يشعرون بضيق النَّفس.يمكن أن تكون المستويات المنخفضة من الأكسجين مهددةً للحياة.
تستطيع المكروبات المسببة للالتهاب الرئوي أن تدخل مجرى الدم، أو تكون استجابة الجسم للعدوى مفرطة، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الذي يمكن أن يهدد الحياة، وهي حالة تسمى الإنتان.
يُمكن أن تؤدي بعض الالتهابات الرئوية إلى حدُوث خراج الرئة أو الدبيلة.والخراج هو جيب من القيح داخل النسيج،ويتشكَّل خراج الرئة عندما تموت منطقة صغيرة من الرئة ويتشكَّل تجمُّع من القيح في مكانها.الدبيلة هي تجمُّع للقيح في الحيِّز بين الرئة وجدار الصدر.
يمكن لعدوى شاملة أو التهاب شديد في استجابة للعدوى أن يُسببا إصابة شديدة في الرئتين يُمكنها أن تظهر على شكل مُتلازمةُ الضائِقة التنفُّسية الحادة.تُسبب مُتلازمةُ الضائِقة التنفُّسية الحادة ضيقًا في النَّفَس مع تنفس سريع وضحل عادةً.يحتاج مرضى مُتلازمة الضائقة التنفُّسية الحادة إلى دعم التنفُّس باستخدام التهوية الميكانيكية لفترة طويلة من الزمن عادةً.
تشخيص الالتهاب الرئوي
تصوير الصدر بالأشعَّة السِّينية عادةً، ولكن في بعض الأحيان تصوير مقطعي محوسب للصدر
أحيانًا يُجرى اختبار للتعرف إلى المكروبَات المسببة للالتهاب الرئوي
يقُوم الطبيب بالتحري عن الالتهاب الرئوي من خلال الاستماع إلى الصدر باستخدام سماعة الطبيب،حيث يُؤدِّي الالتهاب الرئوي إلى إصدَار أصوات مميَّزة عادةً،وتنجم هذه الأصوات غير المألوفة عن تضيُّق أو انغلاق المسالك الهوائيَّة أو امتلاء الأجزاء التي تكون عادةً مليئةً بالهواء في الرئتين بخلايا التهابية وسائل، وهي عملية تسمى التصلُّد consolidation.في مُعظَم الحالات، يجري تأكيد تشخيص الالتهاب الرئوي عن طريق الأشعَّة السِّينية للصدر، ولكن يقوم الأطباء بتصوير مقطعيّ محوسب للصدر أحيانًا.بالنسبة إلى الحالات الخفيفة، قد يُقرِّرُ الأطباء المعالجة استنادًا إلى الأَعرَاض ونتائج الفحص السَّريري.
بالنسبة إلى الأشخاص الذين تكون حالاتهم شديدة بما يكفي لإدخالهم إلى المستشفى، يقوم الأطباء غالبًا بتفحص عينات من البلغم والدم والبول وذلك في مُحاولة للتعرف إلى المكروب الذي يُسبب الالتهاب الرئويّ.بالنسبة إلى الأشخاص الذين تكون حالاتهم شديدة جدًا والأشخاص الذين لديهم مشكلة معروفة في الجهاز المناعي، أو عند البحث عن بعض المكروبات غير العادية، سيأخذ الأطباء أحيانًا عينات من البلغم عن طريق إعطاء معالجة بالبخار تجعل الشخص يسعل بعمق (التحريض على إنتاج البلغم)، أو يقومون بإدخال منظار القصبات (أنبوب مرن صغير مجهز بكاميرا) في المسالك التنفسية.تكون عينات البلغم التي جرى الحصول عليها عن طريق تحريض السعال وخصوصاً تلك التي جرى أخذها عن طريق منظار القصبات، أقل ميلاً لأن تحتوي على اللعاب وأكثر ميلاً من عينات البلغم لأن تتيح لاختبار استنبات المخاط بالتعرُّف إلى المكروب المسبب للالتهاب الرئويّ.
من المهم جدًا أن يتعرف الأطباءُ إلى الكائن الحي الذي يسبب الالتهاب الرئوي عندما تكون حالات الأشخاص شديدة، أو عندما يكون لديهم اضطراب في الجهاز المناعي أو لا يستجيبون للمُعالجة بشكلٍ جيِّد،ولكن، وعلى الرغم من هذه الاختبارات، إلا أنه لا يُمكن التعرُّف بشكلٍ حاسمٍ إلى المكروب المُعيَّن عند معظم المصابين بالالتهاب الرئويّ.
الوقاية من الالتهاب الرئوي
الطريقة الأكثر فاعلية للوقاية من الالتهاب الرئوي هي التوقُّف عن التدخين،
كما تساعد تمارين التنفس العميق والعلاج لإزالة المخاط والإفرازات من الرئتين على الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأشخاص الذين يواجهون زيادة في الخطر، مثل الذين أجريت لهم جراحة في الصدر أو البطن والذين لديهم ضعف.
يُمكن أن تُساعِد اللقاحات على الوقاية من الالتهاب الرئوي.في بعض الأحيان، عندما يُخالِطُ شخصٌ لم يأخذ اللقاح شخصاً يُعرف بأن لديه فيروس يمكن أن يُسبب الالتهاب الرئويّ (مثل الأنفلونزا )، سيقوم الأطباء بوصف مُضادات للفيروسات مُعيَّنة في محاولة للوقاية من العدوى والالتهاب الرئوي.
اللقاحات التي تقي من الالتهاب الرئوي
تتوفَّر لُقاحات تُؤمِّنُ وقاية جزئية ضد الالتهاب الرئوي الناجم عن:
المستدمية النزلية Haemophilus influenzae من النوع باء (عند الأطفال فقط)
جدري الماء (الحُماق؛ عند الأطفال فقط)
■كوفيد-19■
علاج الالتهاب الرئوي
المضادات الحيوية وأحيانًا الأدوية المضادة للفيروسات أو المضادة للفطريات أو المُضادَّة للفطريات
المُعالَجات لدعم التنفُّس
يحتاج المصابين بالالتهاب الرئوي إلى إزالة المخاط والمفرزات من الرئتين وقد يستفيدون من تمارين التنفس العميق.يجري إعطاء الأكسجين لمرضى الالتهاب الرئوي الرئوي الذين يُعانون من ضيق النفس أو لديهم مستويات منخفضة من الأكسجين في الدم، وعادة عن طريق أنبوب صغير من البلاستيك في المنخرين (القنيَّة الأنفية nasal cannula).على الرغم من أن الراحة جزء مهم من المُعالَجة، إلا أن الراحة الكاملة في السرير يمكن أن تكون ضارة، ويجري تشجيع الأشخاص على التحرك بشكلٍ متكرر والنهوض من السرير والجلوس في الكرسي.
عادة يجري البدء باستخدَام المضادات الحيوية عندما يُشتبه بالإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي، حتى قبل أن يجري التعرف إلى المكروب.يُقلل الاستخدام الفوريّ للمضادات الحيوية من شدة الالتهاب الرئوي وفرصة حدوث مُضاعفات يُمكن أن يُؤدي بعض منها إلى الوفاة.
المضادَّات الحيوية
عند اختيار مُضادّ حيوي، يأخذ الأطباء في اعتبارهم أي مكروب قد يكون هُوَ السبب،وقد تعطي عوامِل عديدة فكرة عن المكروب المسبب للالتهاب الرئوي:
نوع الالتهاب الرئوي (الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع، الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفيات، الدَّاء الرِّئوي الانسدادي، الالتهاب الرئوي الشفطي)
عمر الشخص
ما إذا كان الجهاز المناعي للشخص يعمل بشكلٍ سليم
ما إذا كان لدى الشخص اضطرابات رئوية أخرى
شدة الالتهاب الرئوي
ما إذا كان الشخص قد أُعطي مضادَّات حيوية عن طريق الوريد في غُضون الـ 90 يومًا الأخيرة
معلومات حول المكروبَات الشائعة في المنطقة المحلية وما هي المضادات الحيوية القادرة على القضاء عليها
أية معلومات متاحة من الاختبارات التشخيصية، مثل التعرف إلى بكتيريا نوعيَّة
يختار الطبيب بشكلٍ عام مضادًا حيويًا له طيف أوسع في التأثير، أي أنَّ المضاد الحيوي فعّال ضد مجموعة كبيرة من المكروبات، حتى تلك التي تقاوم بعض المضادات الحيوية، وذلك في الحالات التالية:
عندما يكون الالتهاب الرئوي شديدًا
عندما لا يعمل الجهاز المناعي للشخص بشكلٍ سليم
عندما يكون الشخص مصابًا بالالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى، أو لديه عوامل خطر أخرى للإصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن مكروب مقاوم لبعض المضادات الحيوية (على سبيل المثال، العيش في دار لرعاية المسنين أو عدم القدرة على القيام بنشاطات الحياة اليومية والعلاج الحالي بالمضادات الحيوية)
قد يُعطى الأطباء مضادًا حيويًا مختلفًا في وقت لاحق، وذلك من بعد التعرف إلى المكروب ومدى تأثره بالمضادات الحيوية المختلفة.
من الجدير بالملاحظة أن المضاد الحيوي ذو الطيف الأوسع في التأثير يقتل أيضًا البكتيريا الطبيعية التي تعيش في الأمعاء، ويمكن أن يؤدي إلى إسهال شديد يمكن أن يهدد الحياة، وهي حالة تسمى التهاب القولون المُحدَث بالمطثية العسيرة أو التهاب القولون المرتبط بالمضادات الحيوية؛ولذلك لا يُستخدَم المضاد الحيوي "ذو الطيف الواسع" إلا في الظروف المذكورة أعلاه.وبالمُقارَنة، بالنسبة إلى الأشخاص المُصابين بالتهاب رئوي أقل شدة ومن يتمتعون بصحة جيدة بشكلٍ عام، يجري اختيار مضاد حيوي له طيف أقل في التأثير ويكون عادةً مناسبًا لأكثر المكروبَات شيوعًا والتي تسبب الالتهاب الرئوي.وعلى الرغم من أن هذه المضادات الحيوية يمكن أن تسبب الإسهال أيضًا، إلا أنه يحدث بشكلٍ أقلّ شيوعًا،وتكون هذه المضادات الحيوية فعَّالةً عادةً، وتُقلل هذه الطريقة من خطر التهاب القُولون المُحدَث بالمطثية العسيرة والذي يكون أكثر شيوعًا مع استخدام مُضاد حيويّ ذو تأثير أوسع.
الأدوية المُضادَّة للفيروسات والأدوية المُضادَة للفطريَّات
المضادَّات الحيوية ليست مفيدة في معالَجة الالتهابات الرئوية الفيروسية؛ومع ذلك يجري إعطاء أدوية نوعيَّة مُضادة للفيروسات في بعض الأحيان إذا جرى الاشتباه في عدوى فيروسية معيَّنة، مثل الأنفلونزا، أو كوفيد-19، أو الحُماق.بالنسبة للأنفلونزا، يمكن لأنواع محددة من الأدوية المضادة للفيروسات (مثل الأوسيلتاميفير oseltamivir أو الزاناميفير zanamivir) أن تقلل من مدة وشدة المرض إذا بدأ الأشخاص بأخذ الأدوية في غضون 48 ساعة من بدء الأعراض،ومع ذلك وبمجرد إصابة الشخص بالتهاب رئوي بفيروس الأنفلونزا، لا يكون الأطباء متأكدين من أنَّ الأدوية المضادة للفيروسات ستكون مفيدةً، ولكنهم يستمرون في إعطاء هذه الأدوية للشخص عادةً.يمكن أن يحدث التهاب رئويّ بكتيري من بعد العدوى الفيروسية غالبًا،وفي هذه الحالة، يقوم الأطباء بإعطاء مضادات حيوية للأشخاص،
وفي حالاتٍ نادرة، يكون فطر أو طفيليّ هو السببَ في الالتهاب الرئوي، ويجري إعطاء دواء مضاد للفطريات أو للطفيليات.
الرعاية المنزلية في مقابل الرعاية في المستشفى
يستطيع المصابين بالالتهاب الرئويّ ولكن ليست حالاتهم شديدة البقاء في المنزل وأخذ المضادات الحيوية عن طريق الفم غالبًا.بالنسبة إلى كبار السن أو الرضع أو الأشخاص الذين يعانون من ضيق النفس أو الذين حالاتهم شديدة أو الذين لديهم مرض في القلب أو الرئة، يجري إدخالهم إلى المستشفى عادةً ويُعطون مضادات حيوية عن طريق الوريد أو مضادات للفيروسات أو مضادات للفطريات؛ثُمَّ يقوم الأطباء باستبدال هذه المضادات الحيوية بأخرى يجري أخذها عن طريق الفم من بعد بضعة أيام عادةً.كما يحتاجُ المرضى الذين تستدعي حالاتهم دخول المستشفى إلى أكسجين إضافي وسوائل في الوريد أيضًا.قد يحتاج بعض المرضى الذين تكون حالاتهم شديدة إلى التهدئة واستخدام المنفسة بشكلٍ مؤقت (جهاز يدفع الهواء إلى الرئة وخارجها عبر أنبوب يجري إدخاله في الحلق).