داء باركنسون

(داء باركنسون)

حسبHector A. Gonzalez-Usigli, MD, HE UMAE Centro Médico Nacional de Occidente
تمت مراجعته رجب 1443

داء باركنسون هو اضطراب تنكسي يستفحل ببطء في مناطق محددة من الدِّماغ.وهو يتميز بالرُعاش عندما تكون العضلات في حالة راحة (رُعاش الراحة)، وزيادة توتر العضلات (التصلب أو الصَمَل)، وبطء الحركات الإرادية وصعوبة الحفاظ على التوازن (عدم الاستقرار الوضعي).بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص، يُصبح التفكير ضعيفًا أو يحدُث الخرف.

  • يحدُث داء باركنسون بسبب التنكس في جزء الدماغ الذي يُساعد على تنسيق الحركات.

  • غالبًا ما يكُون الرعاش الذي يحدُث عند استرخاء العضلات هُوَ العرض الأكثر وُضوحًا،

  • وتتيبس العضلات وتصبح الحركات بطيئة وغير منسقة ويجري فقدان التوازن بسهولة.

  • يضعُ الأطباءُ التشخيص استنادًا إلى الأَعرَاض.

  • يمكن أن تكُون التدابير العامة (مثل تبسيط المهام اليومية) والأدوية (مثل ليفودوبا مع كاربيدوبا) وأحيَانًا الجراحة، مفيدةً، ولكن هذا المرض من النوع المستفحل ويُؤدي في نهاية المطاف إلىعجز شديد وعدم القدرة على الحركة.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن اضطرابات الحركة).

داء باركنسون هو ثاني أكثر الاضطرابات التنكسية شُيُوعًا في الجهاز العصبي المركزي بعد داء ألزهايمر،وهو يُصيبُ:

  • حوالى 1 من كل 250 شخصاً في عُمرٍ أكبر من 40 عامًا

  • حوالى شخص واحد من أصل كل 100 شخص يبلغون 65 عامًا أو أكثر

  • حوالى شخص واحد من أصل كل 100 شخص يبلغون 80 عامًا أو أكثر

يبدأ داء باركنسون بين عمر 50 و79 عامًا عادةً،ونادرًا ما يحدث عند الأطفال أو المراهقين.

تتميز البَاَركِنسُونِيَّة بنفس أعراض داء باركنسون، ولكن تنجُم الأعراض عن حالات أُخرى مختلفة، مثل الضمور الجهازي المتعدد أو الشَّلَل فَوق النَّوَى المُتَرَقِّي progressive supranuclear palsy أو السكتة أو إصابة الرأس أو أدوية معينة.

التغيرات في داخل الدماغ

بالنسبة إلى داء باركنسون، تتنكس الخلايا العصبية في جزء من العقد القاعدية (تسمى المادة السوداء substantia nigra)،

والعقد القاعدية هي مجموعات من الخلايا العصبية الموجودة في عُمق الدماغ،وهِيَ تُساعِدُ على القيام بالآتي:

  • بدء وتنسيق الحركات العضلية الإراديَّة

  • كبح الحركاتُ اللاإرادية

  • تنسيق التغيرات في الوضعية

عندما يُطلق الدِّماغ دفعة كهربائية لتحريك عضلة (لرفع ذراع مثلًا)، تمر الدُفعَة عبر العقد القاعدية،وكما هي الحال في جميع الخلايا العصبية، تُطلق الخلايا العصبية في العقد القاعدية رسائل كيميائية (الناقلات العصبية neurotransmitters) تُحفز الخلية العصبية التالية في المسار على إرسال دُفعة.الناقل العصبي الرئيسي في العقد القاعدية هو الدوبامين،وينطوي تأثيره الكُلي على زيادة الدفعات العصبية إلى العضلات.

عندما تتنكس الخلايا العصبية في العقد القاعدية، فإنها تنتج كمية أقلّ من الدوبامين، ويقل عدد الوصلات بين الخلايا العصبية في العقد القاعدية،ونتيجةً لذلك، لا تستطيع العقد القاعدية ضبط حركات العضلة كما تفعل عادةً، مما يؤدي إلى حدُوث الرُعاش وبطء الحركة bradykinesia والميل إلى قلة الحركة (نَقص الحَراك hypokinesia)، ومشاكل في الوضعية والمشي، وفقدن شيء من التوازُن.

تحديد موضع العقد القاعدية

العقد القاعدية هي مجموعات من الخلايا العصبية المتموضعة في عمق الدماغ،وهي تنطوي على الآتي:

  • النَّواة الذَّنَبِيَّة caudate nucleus (بنية على شكل حرف C تُصبح مستدقة مثل الذيل الرقيق)

  • البَطامَة putamen

  • الكَرَة الشَّاحِبَة globus pallidus (توجد جانب البطامة)

  • النَّواة تَحتَ المِهادِ subthalamic nucleus

  • المادَّة السَّوداء substantia nigra

تُساعد العقد القاعدية على البدء بالحركات العضلية الإرادية وتنظيمها، وكبح الحركات اللاإراديَّة، وتنسيق التغيرات في الوضعية.

أسباب داء باركنسون

عند الإصابة بداء باركنسُون، يُشكِّلُ السينوكلين synuclein (بروتين موجود في الدماغ يُساعد على تواصل الخلايا العصبية) مجموعات تُسمَّى أجسام ليوي Lewy bodies في الخلايا العصبية.تتكون أجسام ليوي من السينوكلين شيء التطوِّي،ويمكن أن يتراكم السينوكلين في عدة مناطق من الدماغ، خُصوصًا في المادة السوداء (تتواجد في عُمق المخ)، ويؤثِّر في وظيفة الدماغ.غالبا ما تتراكم أجسام ليوي في أجزاء أُخرى من الدماغ والجهاز العصبي، مما يشير إلى أنها قد تُمارس دورًا في اضطرابات أخرى.بالنسبة إلى خرف أجسَام ليوي، تتشكل أجسام ليوي في جميع أنحاء الطبقة الخارجية من الدماغ (القشرة المخية)،وقد تُمارس أجسام ليوي دورًا في داء ألزهايمر أيضًا، وربما يفسر ذلك لماذا يكون لدى نحو ثلث المصابين بداء باركنسون أعرَاض داء الزهايمر ولماذا تظهر أعراض داء باركنسون عند بعض المصابين بألزهايمر.

يكون عند حوالى 10٪ من أشخاص داء باركنسُون باركنسون أقارب مصابين بالمرض أو أصيبوا به،وقد جرى الكشف عن العديد من الطفرات الجينية التي يمكن أن تُسبب داء باركنسون.

هناك أدلة متزايدة على أنَّ داء باركنسون هو جزء من اضطراب أكثر انتشارًا،وفي هذا الاضطراب، لا يتراكم السينوكلين في الدماغ فقط ، ولكن أيضًا في خلايا عصبيَّة في القلب والمريء والأمعاء وأماكن أخرى.ونتيجةً لذلك، يُسبِّبُ هذا الاضطراب أعراضًا أخرى، مثل خفَّة الرأس عندَ الوقوف، والإمساك وصعوبة البلع، وذلك استنادًا إلى مكان تراكم السينوكلين.

هل تعلم...

  • يُمكن أن يُسبب العديد من الاضطرابات الأخرى والأدوية أعراضاً مُشابهة لأعراض داء باركنسون.

  • من الصعب أحيانًا تشخيص داء باركنسون عند كبار السن، وذلك لأن الشيخوخة تُسبب بعض الأَعرَاض المُشابهة.

أعرَاض داء باركنسون

يبدأ داء باركنسون بشكلٍ مخاتل ويستفحلُ تدريجياً عادةً،

ويكون العَرَض الأول هو:

  • الرُعاش الذي يحدُث عند نَحو ثلثي الأشخاص،

  • مشاكل في الحركة أو ضعف في حاسة الشم عند معظم المرضى الآخرين

يكون للرعاش الخصائص التالية عادةً:

  • خشناً ونظمياً

  • يحدُث عادةً في يدٍ واحدة عندما تكون اليد في وضعية الراحة (رعاش الراحة)

  • غالبًا ما ينطوي على حركة اليد كما لو أنَّ المريض يقوم بلفّ أشياء صغيرة من حوله (يُدعى رُعاش دَحرَجَة الحَبَّة pill-rolling)

  • يقلّ عندما تتحرك اليد بشكل مقصود ويختفي تمامًا في أثناء النوم

  • قد يتفاقم بسبب الشدة الانفعالية أو التعب

  • قد يستفحل في نهاية المطاف ويُصيب اليد الأُخرى والذراعين والساقين

  • قد يؤثر أيضًا في الفكين، واللسان، والجبهة، والجفنين، وبدرجة أقل في الصوت

بالنسبة إلى بَعض الأشخاص، لا يحدُث الرعاش أبدًا.يصبح الرعاش في بعض الأحيان أقل وضوحًا مع تفاقم الاضطراب وتصبح العضلات أكثر تيبسًا.

كما يُسبب داء باركنسون الأَعرَاض التالية عادةً أيضًا:

  • التيبُّس (الصَمَل): تتيبُّس العضلات مما يجعل الحركة صعبة.عندما يُحاول الطبيب ثني زند الشخص للخلف أو تمديده، فإن الذراع تقاوم الحركة، وعندما تتحرك، تبدأ وتتوقف، كما لو أنَّها تتعرض إلى الرفع مثل سقَّاطة الباب (تُسمَّى صَمَل الدُّولاَب المُسَنَّن).

  • الحركات البطيئة: تصبح الحركات بطيئة وأصغر ومن الصعب البدء بها.يميل الأشخاص إلى الحركة بصورة أقل.وعندما تقل حركتهم، يُصبح التحرك أكثر صعوبة لأن المَفاصِل تتيبس وتَضعف العضلات.

  • صعوبة الحفاظ على التوازن والوضعية: تُصبح الوضعية منحنيةً ويصعُب الحفاظ على التوازن،وبذلك يميل الأشخاص إلى السقوط إلى الأمام أو الخلف.نظرًا إلى أنَّ الحركات تكون بطيئة، لا يستطيع الأشخاص تحريك أيديهم بسركةٍ كافيةٍ لتفادي السقوط غالبًا،تميل هذه المشاكل للحدوث في مرحلة لاحقة من المرض.

ويصبح المشي صعبًا، خُصوصًا عند القيام بالخطوة الأولى.بمجرد أن يجفل الأشخاص، يقومون بجرّ خطواتهم غالبًا وتكون هذه الخطوات قصيرة، ويقومون بثني الذراعين عند الخصر ويُأرجحون الذراعين قليلًا أو لا يقومون بذلك على الإطلاق،وعند المشي، يواجه بعض الأشخاص صعوبة في التوقف أو الاستدارة.عندما يستفحل المرض، يتوقف بعض الأشخاص عن المشي فجأةً لأنهم يشعرون وكأن أقدامهم ملتصقة بالأرض (يُدعى التجميد)،ويقوم أشخاص آخرين بتسريع خطواتهم عن غير قصد وتدريجيًا، ثم يتلكؤون في المشي فجأةً لتفادي السقوط،ويسمى هذا العَرَض المِشيَة التَسارُعِيَّة festination.

يمكن أن يُسهم التيبُّس وقلة الحركة في ألم العضلات والتعب،حيث يُؤثر تيبس العضلات في العديد من الحركات: التقلُّب في السرير وركوب السيارة أو النزول منها والوقوف بعد الجلوس على كرسي عميق.تستغرق المهام اليومية المعتادة (مثل ارتداء الملابس وتمشيط الشعر وتناول الطعام وتنظيف الأسنان بالفرشاة) وقتًا أطول.

نظرًا إلى أنَّ الأشخاص يواجهون صعوبة في ضبط العضلات الصغيرة في اليدين غالبًا، فإن المهام اليومية، مثل تزرير القميص وربط الحذاء، تُصبح صعبةً أكثر فأكثر.يكون خط اليد مهتزاً وصغيراً جدًّا عند معظم مرض داء باركنسون (الكتابة بحروف صغيرة micrographia)، وذلك لأن البدء بكل جرَّة قلم والحفاظ عليها يكون صعباً.قد يعتقد بعض الأشخاص عن طريق الخطأ أنَّ هذه الأَعرَاض هي ضعف،ولكن تكون القوة والإحساس طبيعيين عادةً.

تقلّ تعابير الوجه (مثل القناع masklike)، وذلك لأن عضلات الوجه التي تضبط التعبير لا تتحرك مثلما تفعل عادةً،وقد يجري الخلط بين قلَّة التعابير والاكتئاب، أو قد تتسبب في إغفال الاكتئاب.(يشيعُ الاكتئاب بين أشخاص داء باركنسون)،وفي نهاية المطاف، يُمكن أن يُعطي الوجه تعبير حملقة فارغة مع فمٍ مفتوح وقد لا تطرف العينان غالباً.في كثير من الأحيان، يسيلُ لُعاب الأشخاص أو يختنقون بسبب تيبُّس عضلات الوجه والحلق، مما يجعل البلع صعبًا،وغالبًا ما يتحدثون بصوتٍ منخفضٍ وفي رتابة وقد يتلعثمون لأنهم يجدون صعوبة في نطق الكلمات.

كما يُسبب داء باركنسون أعراضًا أُخرى أيضًا:

  • مشاكل النوم: حيث تكون هذه المشاكل بما فيها الأرق شائعةً، وغالباً لأنَّ الأشخاص يحتاجون إلى التبوُّل بشكلٍ متكرر أو لأن الأَعرَاض تتفاقم في أثناء الليل، مما يجعل التقلُّب في السرير أمرًا صعبًا.ويحدُث عادةً اضطراب في سلوك نوم حركات العين السريعة Rapid-eye-movement (نوم الرِّيم REM)،وفي هذا الاضطراب، قد تتحرك الأطراف، التي لا تتحرك عادةً في نومُ الريم، بشكلٍ مفاجئٍ وعنيف لأن الأشخاص يجسدون أحلامهم، وفي بعض الأحيان يسببون إصابة لشريك الفراش.قد تُسهم قلة النوم في الاكتئاب، واعتلال التفكير، والنعاس في أثناء النهار.

  • وقد تحدُث مشاكل في التبول،حيث قد يكون من الصعب البدء في عملية التبوُّل والحفاظ عليها (تُسمى الحالة التردد البولي urinary hesitancy)،وقد يكون لدى المرضى حاجة ملحة للتبول (طارئة)،ويشيع سلس البول.

  • يمكن أن تحدُث صعوبة البلع لأن المريء قد يُحرِّكُ محتوياته بشكلٍ أبطأ،ونتيجة لهذا، قد يشفط الأشخاص مُفرَزات الفم أو الطعام الذي يأكلونه أو السوائل التي يشربونها.يمكن أن يؤدي الشفط إلى التهابٍ رئويٍّ.

  • يمكن أن يحدُث إمساك لأن الأمعاء قد تُحرِّك محتوياتها بشكلٍ أبطأ.يمكن أن يؤدي الخمول وأخذ دواء ليفودوبا levodopa، وهو الدواء الرئيسي المستخدم لعلاج داء باركنسون، إلى تفاقم الإمساك.

  • قد يحدث انخفاض مفاجئ وشديد في ضغط الدم عندما يقف الشخص (نقص ضغط الدم الانتصابي orthostatic hypotension).

  • تظهر قُشور (التهاب الجلد المَثِّيّ seborrheic dermatitis) على فروة الرأس والوجه غالبًا، وأحيَانًا في مناطق أخرى.

  • يشيعُ فقدان حاسة الشمّ (فقد الشمّ anosmia)، ولكن قد لا يُلاحظ الأشخاص ذلك.

  • قد يحدُث الخرف عندَ نَحو ثلث أشخاص داء باركنسون، وعادةً ما يكون ذلك في مرحلة متأخرة من المرض.وعند الكثير من الأشخاص الآخرين، يكون التفكيرُ ضعيفًا ولكن قد لا يلاحظ الأشخاص هذا الأمر.

  • يمكن أن يحدُث،الاكتئاب، وأحيانًا قبل سنوات من ظهور مشاكل في الحركة،ويميل الاكتئاب إلى التفاقم عندما يُصبح داء باركنسون شديدًا أكثر،كما يُمكن أن يُفاقِم الاكتئاب من مشاكل الحركة أيضًا.

  • يمكن أن تحدُث الهلاوس والتوهُّمات والزوَر، خُصوصًا إذا حدث الخرف.قد يرى المرضى أو يسمعون أشياءً ليست موجودة (هلاوس)، أو يتمسكون بشدّة بمعتقدات معينة على الرغم من الأدلة الواضحة التي تتعارض معها (التوهمات)،وقد يصبحون مُرتابينَ ويعتقدون أن الآخرين ينوون لهم الأذى (الزوَر).تُعَدّ هذه الأَعرَاض من الأعراض الذُهانية لأنها تمثل ضعف الاتصال مع الواقع،والأعراض الذهانية هي السبب الأكثر شيوعًا لإدخال أشخاص داء باركنسون إلى مراكز الرعاية،وتزيدُ هذه الأَعرَاض من خطر الوفاة.

قد تحدُث أعراض نفسية بما في ذلك الأَعرَاض الذُهانية، بسبب داء باركنسون أو بسبب دواء يُستخدَمُ لمُعالجته.

كما يمكن أن تُتسبب الأدوية المستخدمة لعلاج داء باركنسون (انظر جَدول الأدوية المستخدمة لعلاج مرض باركنسون) في حدوث مشاكل أيضًا، مثل السلوك الوسواسي القهري أو صعوبة ضبط الدوافع، مما يؤدي على سبيل المثال إلى القمار القهري (إدمان القمار) أو تجميع وتكنيز الأشياء.

تشخيص داء باركنسون

  • تقييم الطبيب

  • التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي أحيانًا

  • في بعض الأحيان استخدام الليفودوبا لمعرفة إن كان مفيداً

يكون داء باركنسون أكثر ميلًا للوجود إذا كان لدى الأشخاص:

  • حركات بطيئة وقليلة،

  • رُعاش مميَّز،

  • صَمل عضليّ Muscle rigidity،

  • تحسن واضح وطويل الأمد (مستمر) في استجابة لدواء ليفودوبا

قد يصعب على الأطباء تشخيص المرض الخفيف والمُبكِر لأنه يبدأ بشكلٍ مخاتلٍ عادةً،ويكون التشخيص صعباً خُصوصًا بالنسبة إلى كبار السن، وذلك لأن الشيخوخة يمكن أن تسبب بعضًا من نفس المشاكل التي يسببها داء باركنسون، مثل فقدان التوازن والحركات البطيئة وتيبس العضلات والوضعية المنحنية.أحيانًا يجري تشخيص الرُعاش الأساسي عن طريق الخطأ على أنَّه داء باركنسون،

ولاستبعاد الأَسبَاب الأخرى للأعراض، يسأل الأطباء عن الاضطرابات السابقة والتعرض للسموم واستخدام الأدوية التي يمكن أن تسبب البَاَركِنسُونِيَّة.

الفحص السريري

في أثناء الفَحص السَّريري، يطلب الأطباءُ من الأشخاص القيام بحركات معينة يُمكنها أن تُساعد على وضع التَّشخيص،فعلى سبيل المثال، بالنسبة إلى أشخاص داء باركنسون، يختفي الرُعاش أو يقل عندما يطلبُ الأطباءُ منهم لمس الأنف بالإصبع،كما يعاني أشخاص داء باركنسون من صعوبةٍ في أداء الحركات المتناوبة بسرعة أيضًا، مثل وضع اليدين على الفخذين، ثم قلب اليدين بسرعة عدّة مرات للأمام وللخلف.

الاختبارات

لا توجد اختبارات أو فحوصات تصويرية يمكنها تأكيد التشخيص مباشرة،ولكن قد يستخدمُ الأطباء التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي للتحري عن اضطراب بنيوي قد يكون السبب في الأعراض.يمكن أن يُساعد التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (SPECT) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) على التحري عن شذوذات الدماغ التي تكون نموذجية للداء؛ولكن يجري حالياً استخدام التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني في مرافق الأبحاث فقط، ولا يمكنهما التفريق بين داء باركنسون والاضطرابات الأخرى التي تُسبب نفس الأعراض (الباركينسونية parkinsonism).

إذا كان التَّشخيص غير واضح، قد يُعطي الأطباء الشخص الليفودوبا، وهو دواء يستخدم لعلاج داء باركنسون،وإذا كان ليفودوبا يؤدي إلى تحسن واضح، فمن المحتمل أن يكون المرض هو داء باركنسون.

علاج داء باركنسون

  • تدابير عامَّة لضبط الأَعرَاض

  • العلاج الطبيعي والمهني

  • الليفودوبا أو الكاربيدوبا وأدوية أخرى

  • الجراحة في بعض الأحيان (بما في ذلك تحفيز الدماغ العميق)

يمكن أن تُساعد التدابير العامة المستخدمة لعلاج داء باركنسون الأشخاص على الأداء بشكلٍ أفضل،

ويمكن للعديد من الأدوية أن تجعل الحركة أكثر سهولة وتُمكِّن الأشخاص من العمل بفعالية لسنواتٍ عديدة.تنطوي المُعالجة الأساسية لداء باركنسون على:

  • الليفودوبا levodopa بالإضافة إلى الكاربيدوبا carbidopa،

وعادةً ما تكون الأدوية الأخرى أقل فاعلية من الليفودوبا، ولكنها قد تفيد بعض الأشخاص، خُصوصًا إذا كان الليفودوبا لا يُمكن تحمله أو كان غير ملائم،ولكن لا يوجد أي دواء يمكنه الشفاء من هذا المرض،

وقد تكون هناك حاجة إلى استخدام اثنين أو أكثر من الأدوية.بالنسبة لكبار السن، غالبًا ما يَجرِي تقليل الجرعات.يجري تجنب الأدوية التي تسبب الأعراض أو تفاقم منها، خُصوصًا الأدوية المضادة للذهان.

يمكن أن يكون للأدوية المستخدمة في علاج داء باركنسون تأثيرات جانبية مزعجة،وإذا لاحظ الأشخاص أيَّة تأثيرات غير مَألوفَة (مثل صعوبة ضبط الدوافع أو التَّخليط الذهنِي)، ينبغي عليهم إبلاغ طبيبهم حولها،وينبغي ألا يتوقفوا عن أخذ الدواء ما لم يخبرهم الطبيب بذلك.

يأخذ الأطباءُ في الاعتبار إجراء جراحيّ هُوَ التحفيز العميق للدماغ، وذلك إذا أصبح المرض مستفحلاً ولكن من دون خرف أو أعراض ذهانية، وكانت الأدوية غير فعَّالة أو ذات تأثيرات جانبية شديدة.

التدابير العامة

يمكن أن تُساعد تدابير بسيطة مختلفة أشخاص داء باركنسون على الحفاظ على الحركة والاستقلالية:

  • الاستمرار في القيام بأكبر عدد ممكن من النشاطات اليومية

  • اتباع برنامج تمارين رياضية منتظمة

  • تبسيط المهام اليومية، مثل استبدال أزرار الملابس بسحابات الفيلكرو Velcro اللاصقة أو شراء أحذية ذات سحابات الفيلكرو اللاصقة

  • استخدام أدوات مساعدة، مثل ساحِبة السحَّاب وخطافات الأزرار

يمكن أن يُساعد اختصاصيو العلاج الطبيعي واختصاصيو العلاج المهنيّ الأشخاص على تعلم كيفية إدراج هذه التدابير في نشاطاتهم اليومية، بالإضافة إلى نصحهم بممارسة تمارين لتحسين توتر العضلات والحفاظ على مجالٍ من الحركة.كما قد يوصي المعالجون أيضًا باستخدام أدوات مساعدة ميكانيكية، مثل المشاية بعجلات، وذلك لمساعدة الأشخاص على الحفاظ على استقلاليتهم.

يمكن أن يُصبح المنزل أكثر اماناً بالنسبة إلى أشخاص داء باركنسون عن طريق إحداث تغيُّرات بسيطة فيه، مثل:

  • إزالة قطع السجاد الصغيرة للوقاية من التعثر فيها

  • تركيب مقابض لليدين في الحمامات ودرابزين في الممرات وأماكن أخرى لتقليل خطر السقوط

بالنسبة إلى الإمسَاك، يمكن أن يُساعد ما يلي:

  • استهلاك نظام غذائي غنّي بالألياف وينطوي على أطعمة مثل الإجاص المجفف وعصير الفاكهة

  • ممارسة التمارين

  • شرب الكثير من السوائل

  • استخدام مليِّنَات البراز (مثل مُركَّز السَنامَكِّي senna concentrate)، أو المكملات (مثل بزور القَطُوناء psyllium)، أو الملينات المنبِّهَة (مثل البيساكوديل bisacodyl الذي يُؤخذ عن طريق الفم)، وذلك للحفاظ على انتظام عملية التغوط

قد تحدُّ صعوبة البلع من مدخول الطعام، ولذلك ينبغي أن يحتوي النظام الغذائي على مواد مغذية بشكلٍ جيدٍ.قد يؤدي بذل الجُهد للشم بعمق إلى تحسين القدرة على الشم وتعزيز الشهية.

الليفودوبا / الكاربيدوبا Levodopa/carbidopa

بشكل تقليدي، يُستخدم دواء ليفودوبا، الذي يُعطَى مع دواء كاربيدويا، أوَّل دواء يُستخدَم لعلاج داء باركنسون.وهذان الدواءان اللذان يجري أخذهما عن طريق الفم، هُما المُعالجة الأساسية لداء باركنسون،

ولكن عندما يجري أخذ الليفودوبا لفترة طويلة، قد يُؤدِّي إلى تأثيراتٍ جانبيةٍ ويُصبِحُ أقل فعالية،ولذلك اقترح بعض الخبراء أنه قد يكون من المفيد استخدام أدوية أخرى أولًا وتأخير استخدام الليفودوبا.ولكن تُشيرُ الأدلة الآن إلى أنه من المُحتمل أن تحدث التأثيرات الجانبية وتنخفض الفعالية بعد الاستخدام على المدى الطويل، وذلك لأن داء باركنسون يتفاقم ولا علاقة للتأثيرات الجانبية وانخفاض الفعالية عندما جرى البدء باستخدام الدواء.مع ذلك ونظرًا إلى أنَّ الليفودوبا قد يُصبح أقل فعالية بعد عدة سنوات من الاستخدام، فقد يصف الأطباء دواءً آخر للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 سنة والذين سيأخذون أدوية لعلاج المرض لفترةٍ طويلة.تنطوي الأدوية الأخرى التي قد يجري استخدامها على أمانتادين وناهِضات الدوبامين (الأدوية التي تعمل مثل الدوبامين، أي تُنبِّهُ نفس المستقبلات على خلايا الدماغ).وتستخدم مثل هذه الأدوية لأن إنتاج الدوبامين ينخفض عند الإصابة بداء باركنسون.

يقلّل الليفودوبا من تيبس العضلات ويحسن الحركة ويقلل الرُعاش إلى حد كبير.يؤدي استعمال ليفودوبا إلى تحسن كبير عند أشخاص داء باركنسون.يمكّن الدواء العديد من الأشخاص الذين لديهم شكل خفيف من المرض من العودة إلى مستوى النشاط الطبيعي تقريبًا، ويمكّن بعض الأشخاص طريحي الفراش من المشي مجددًا.

نادرًا ما يكون الليفودوبا مفيداً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أخرى يمكن أن تسبب أعراضًا مُشابهة لأعراض داء باركنسون (الباركنسونية)، مثل الضُمور الجهازي المتعدِّد والشَّلَل فَوق النَّوَى المُتَرَقِّي.

الليفودوبا هو طليعة الدوبامين.أي أنَّه يتحوَّل إلى الدوبامين في الجسم،ويحدث التحول في العقد القاعدية، حيث يساعد الليفودوبا على التعويض عن الانخفاض في الدوبامين بسبب المرض،ولكن قبل وصول الليفودوبا إلى الدماغ، يتحول بعض منه إلى الدوبامين في الأمعاء وفي الدم.يزيدُ وجود الدوبامين في الأمعاء والدم من خطر التأثيرات الجانبية مثل التقيُّؤ ونقص ضغط الدَّم الانتصابي والتبيُّغ.يُعطى الكاربيدوبا مع الليفودوبا للوقاية من تحول الليفودوبا إلى الدوبامين قبل وصوله إلى العقد القاعدية.ونتيجة لذلك، تكون التأثيرات الجانبية أقل، ويتوفر المزيد من الدوبامين للدماغ.

يمكن استخدام دومبيريدون في معالجة التأثيرات الجانبية لدواء ليفودوبا (والأدوية الأخرى المُضادَّة لِباركنسون)، مثل الغثيان، والقيء، وهبوط ضغط الدَّم الانتصابي.يقلل دومبيريدون، مثل كاربيدوبا، من كمية ليفودوبا التي تتحول إلى دوبامين في الأمعاء والجهاز القلبي الوعائي (القلب والأوعية الدموية)، حيث يزيد الليفودوبا من خطر الآثار الجانبية.

لتحديد أفضل جرعة من الليفودوبا تُعطى لشخص مُعين، ينبغي على الأطباء أن يقوموا بموازنة ضبط المرض مع حدُوث التأثيرات الجانبية والتي قد تحد من كمية الليفودوبا التي يمكن للشخص تحملها،وتنطوي هذه التأثيرات الجانبية على:

  • غثيان

  • تقيُّؤ

  • خفَّة الرأس

  • حركات لاإراديَّة (للفم والوجه والأطراف) تسمى خلل الحركة dyskinesias

  • كوابيس

  • هلاوس وزَوَر (أعراض ذهانية)

  • تغيرات في ضغط الدم

  • تخليط ذهنيّ

  • السلوك الوسواسي أو القهري أو صعوبة التحكم في الرغبات الملحة، وهو ما يؤدي على سبيل المثال إلى لعب القمار بشكل قهري أو الإنفاق الذي لا يمكن السيطرة عليه

في بعض الأحيان، يكون من الضروري استعمال ليفودوبا للحفاظ على الحركة على الرغم من أنَّه يُسبِّبُ الهلاوس، أو الزَوَر، أو التَّخليط الذهنِي.في مثل هذه الحالات، تستخدم مُضادات ذهان مُعينة للتقليل من هذه التأثيرات الجانبية (مثل كيتيابين quetiapine أو كلوزابين clozapine).

بعد أخذ الليفودوبا لمدة 5 سنوات أو أكثر، يبدأ أكثر من نصف الأشخاص بالتناوب بسرعة بين الاستجابة الجيدة للدواء وعدم الاستجابة، وهي تُسمَّى التأثيرات المتفاوِتة (on-off effects).وفي غضون ثوان، قد يتغير الأشخاص من كونهم قادرين على الحركة إلى حد ما إلى حالةٍ من الضعف الشديد وعدم القدرة على الحركة،وتصبح فترات القدرة على الحركة بعد كل جرعة أقصر، وقد تظهر الأعراض قبل موعد الجرعة التالية، أي فترة زوال التأثيرات.كما قد تكون الأعراض مصحوبة أيضًا بحركات لاإراديَّة بسبب استخدام الليفودوبا، بما في ذلك التلوِّي writhing أو فرط النشاط.يُمكن ضبط فترة زوال التأثيرات لفترةٍ من الزمن عن طريق:

  • أخذ جرعات أقل ولمرات أكثر،

  • الانتقال إلى استخدام شكل من أشكال الليفودوبا يجري إطلاقه بشكلٍ تدريجي أكثر في الدم (تركيبة مضبوطة التحرر).

  • إضافة ناهِض للدوبامين أو للأمانتادين.

ولكن بعد 15 إلى 20 سنة، يصبُح من الصعب كبح فترة زوال التأثيرات،ومن ثمَّ يأخذ الأطباء الجراحة في الاعتبار.

يمكن إعطاء تركيبة من ليفودوبا وكاربيدوبا (متوفرة في أوروبا) باستخدام مضخة موصولة بأنبوب تغذية يجري إدخاله في المعى الدقيق،تقوم المضخة بإيصال الليفودوبا بشكل مستمر، وبالتالي تحافظ على نفس مستوى الدواء مع التقليل من احتمال التأثيرات الجانبية.وتجري دراسة هذه التركيبة كعلاج للأشخاص الذين لديهم أعراض شديدة لا يمكن تخفيفها عن طريق الأدوية والذين لا يمكن علاجهم بجراحة الدماغ.ويبدو أن هذه التركيبة تقلل إلى حدٍ كبير من فترة زوال التأثيرات وتُحسِّن نوعية الحياة عند المرضى.

أدوية أخرى

عادةً ما تكون الأدوية الأخرى أقل فاعلية من الليفودوبا، ولكنها قد تفيد بعض المصابين بداء باركنسون، خُصوصًا في حال عدم تحمُّل الليفودوبا أو إذا كان غير كافٍ.

قد تكون ناهِضات الدوبامين التي تعمل مثل الدوبامين، مفيدةً في أي مرحلة من مراحل المرض،وهيَ تنطوي على:

  • براميبكسول Pramipexole وروبينيرول ropinirole (عن طريق الفم)

  • روتيغوتين Rotigotine (على شكل لصاقة جلدية)

  • أبومورفين Apomorphine (حقنة تحت الجلد)

قد تحدّ التأثيرات الجانبية من استخدام ناهِضات الدوبامين التي تؤخذ عن طريق الفم.عند نسبةٍ تتراوح بين إلى 1 إلى 2 ٪ من الأشخاص الذين يأخذون ناهِضات الدوبامين، قد تسبب هذه الأدوية سلوكًا قهريًا، بما في ذلك القمار القهري، والإفراط في التسوُّق، والنهم للطعام.وفي مثل هذه الحالات، يَجرِي التقليل من الجرعة، أو إيقاف استعمال الدواء واستبدال دواء آخر.

يجري إعطاء براميبكسول وروبينيرول عن طريق الفم،ويمكن استخدامهما أولاً بدلاً من الليفودوبا أو بالمشاركة مع للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا وفي مرحلة مُبكِّرة من داء باركنسون.ولكن، عندما تستخدم وحدها.من النَّادر أن تكون فعَّالةً لأكثر من بضع سنوات.أو يمكن استخدامهما مع الليفودوبا عند أشخاص داء باركنسون في مرحلة مستفحلة.يُؤخذ هذان الدواءان لثلاث مرات في اليوم عادةً.يُعد النعاس في النهار تأثيرًا جانبيًا شائعًا.

تُطبق لصاقة روتيغوتين الجلدية مرة واحدة في اليوم.يجري وضع اللصاقة بشكلٍ مستمر لمدة 24 ساعة، ومن ثم تُزال وتُستبدل.ينبغي وضع اللصاقة في مواضع مختلفة كل يوم للتقليل من خطر تهيج الجلد.يُستخدم روتيغوتين وحده، في مرحلةٍ مبكرة من المرض.

نظرًا إلى سرعة مفعول دواء أبومورفين، فهو يُستخدم للشفاء من فترة زوال تأثيرات دواء الليفودوبا، أي عندما يكون من الصعب البدء في الحركة،ولذلك يُسمى هذا الدواء العلاج الإنقاذي rescue therapy،وعادة ما يستخدم عندما يجمد الأشخاص في مكانهم، مما يمنعهم من المشي مثلًا.يستطيع الأشخاص أو شخص آخر (مثل أحد أفراد العائلة) حقن الدواء حتى 5 مرات في اليوم حسب الحاجة،وفي بعض البلدان، يتوفر الأبومورفين في تركيبة يمكن أن تُعطى باستخدام مضخة للأشخاص الذين لديهم أعراض شديدة عندما لا تكون الجراحة خيارًا.المضخة هي جهاز صغير يمكن تعليقه على حزام أو وضعه في الجيب.يجري إدخال أنبوب صغير من المضخة تحت الجلد.يُضخ الأبومورفين من الجهاز عبر الأنبوب تحت الجلد.يوفر هذا النظام الأبومورفين بشكل تلقائي وفقًا لجدول زمني منتظم.

ينتمي دواء راساجيلين وسيليجيلين إلى زُمرةٍ دوائيَّةٍ تسمى مثبطات أُكسيداز أُحادِيِّ الأَمين (مثبطات MAO).وهي تُبطئ من تفكك الليفودوبا إلى دوبامين، وبذلك تجعل مفعول الدوبامين يدوم لفترةٍ أطول في الجسم.يمكن استخدام هذه الأدوية بمفردها لتأجيل استخدام ليفودوبا، ولكن غالبًا ما تُعطى لاحقًا لتكمل مفعول ليفودوبا.ونظريًا إذا جرى أخذ مثبطات أُكسيداز أُحادِيِّ الأَمين مع أطعمة معيَّنة (مثل أنواع معينة من الجبنة) أو مشروبات معيَّنة (مثل النبيذ الأحمر)، أو أدوية معيَّنة، فيمكنها أن تُسبب تأثيراً جانبياً خطيراً يُسمَّى نَوبَة فَرطِ الضَّغط hypertensive crisis،ولكن يكُون هذا التأثير غير مُرجَّح عندما يُعالج داء باركنسون، وذلك لأن الجرعات المستخدمة تكون منخفضة وتكون مثبطات أُكسيداز أُحادِيِّ الأَمين (مثبطات أُكسيداز أُحادِيِّ الأَمين من النوع B)، وتحديدًا الراساغيلين، أقل ميلاً للتسبب في هذا التأثير.

تعمل مثبطات كاتيكولأو ناقلة الميثيل (إنتاكابون entacapone، أوبيكابون opicapone، وتولكابون tolcapone) على إبطاء تفكُّك الليفودوبا والدوبامين، ما يُطيل من تأثيراتهما، ولذلك تبدو كمُكمِّل مفيد لدواء الليفودوبا.وتُستخدم هذه الأدوية مع الليفودوبا فقط.قلَّما ما يستخدم تولكابون حاليًا لأنه يُسبب ضرراً في الكبد في حالاتٍ نادرة.ولكن، يُعد تولكابون أقوى من إنتاكابون وقد يكون مفيدًا إذا كانت فترة زوال التأثيرات شديدة أو طويلة الأمد.

تكون بعض مُضادات الكولين فعالةً في التقليل من شدة الرُعاش، ويمكن استخدامها في المراحل المبكرة لداء باركنسون أو في وقت لاحق لتكميل مفعول ليفودوبا.تنطوي الأدوية المُضادَّة للكولين والتي يشيع استخدامها على بينزتروبين benztropine وتريهكسيفينيديل trihexyphenidyl.تكون مُضادات الكولين مفيدة خصوصًا للأشخاص اليافعين الذين يكون الرعاش هُو أكثر عرض مزعج بالنسبة إليهم.يُحاول الأطباء تجنب استخدام هذه الأدوية عند كبار السن لأن لها تأثيرات جانبية مزعجة أيضًا (مثل التخليط الذهنيّ، والنعاس، وجفاف الفم، وتغيُّم الرؤية، والدوخة، والإمساك، وصعوبة التبول، وفقدان ضبط عملية التبول)، ولأن هذه الأدوية عندما تُؤخذ لفترةٍ طويلةٍ، تزيد من خطر التدهور الذهنيّ.قد تقلل هذه الأدوية من الرُعاش لأنها تكبح عمل الناقل العصبي الأستيل كولين acetylcholine، ويعتقد أن سبب الرُعاش هو اختلال توازن الأستيل كولين (كمية كبيرة جداً) والدوبامين (كمية قليلة جداً).

في بعض الأحيان تُستخدم أدوية أخرى ذات تأثيرات مضادة للكولين، بما في ذلك بعض مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وذلك لتكمِّل الليفودوبا أحيانًا،ولكن نظرًا إلى أنَّ هذه الأدوية تكون فعَّالة بشكلٍ خفيفٍ فقط ولأن العديد من التأثيرات المضادة للكولين تكون مزعجةً، نادرًا ما تستخدم هذه الأدوية لعلاج داء باركنسون.ومع ذلك، قد تكُون مضادَّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات tricyclic antidepressants مع التأثيرات المضادة للكولين مفيدةً مع الأشخاص الأصغر سنًا المصابين بالاكتئاب وداء باركنسون.

قد يُستخدم أمانتادين، وهو دواء يستخدم أحيانًا لعلاج الإنفلونزا، وحده لمعالجة الشكل الخفيف من داء باركنسون أو كمكمل لليفودوبا،ومن المحتمل أن يكون للأمانتادين تأثيرات كثيرة تجعله يعمل،فعلى سبيل المثال، يعمل هذا الدواء على تنبيه الخلايا العصبية لإطلاق الدوبامين،ويُستخدم في معظم الأحيان للمساعدة على ضبط الحركات اللاإرادية (خلل الحركة) التي تكون من التأثيرات الجانبية لليفودوبا.إذا جرى استخدام أمانتادين وحده، فغالبًا ما يفقد مفعوله بعد عدة أشهر.

الجدول
الجدول

التحفيز العميق للدماغ

قد يستفيد المرضى الذين يعانون من حركات لاإرادية أو التأثيرات المتفاوتة بسبب استخدام الليفودوبا على المدى الطويل من التحفيز العميق للدماغ.يجري زرع أقطاب كهربائية صغيرة جراحيًا في جزء من العقد القاعدية،تُرسِلُ الأقطاب الكهربائية كميات صغيرة من الكهرباء إلى المنطقة المحددة في العقد القاعدية المسؤولة عن الرُعاش.ويستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) لتحديد موضع المنطقة المحددة لتحفيزها؛ومن خلال تحفيز هذا الجزء، غالبًا ما يقلل التحفيز العميق للدماغ من الحركات اللاإرادية والرُعاش بشكلٍ كبيرٍ ويقلل من زمن الجزء الخامد للتأثيرات المتفاوتة.التحفيز العميق للدماغ مُتاح فقط في المراكز المتخصصة.

إجراءات أخرى

يُستخدَم في جراحة التصوير بالموجات فوق الصوتية المركزة التصوير بالرنين المغناطيسي للتعرف إلى مناطق الدماغ المتأثِّرة بداء باركنسون.ثم يجري تطبيق الموجات فوق الصوتية المركزة على المنطقة المستهدفة لتخريبها.لا ينطوي هذا الإجراء على جراحةٍ باضِعَةٍ.

في بعض البلدان، يقوم الأطباء بإزالة جراحيَّة لجزء صغير من الدماغ تأثر بشدة، أو يستخدِمُون مسبارًا كهربائيًا صغير لتخريب هذا الجزء من الدماغ.

يمكن لهذه الإجراءات أن تخفِّفُ من الأعراض.

وإذا كان هذان الإجراءان غيرَ ناجحين، قد يستخدِمُ الأطباءُ التحفيز العميق للدماغ في جزءٍ مختلف منه.

الخلايا الجذعية Stem cells

أظهرت زراعةُ الخلايا الجذعية في الدماغ والتي كان يعتقد في السابق أنها معالجة محتملة لداء باركنسون، أنَّها غير فعالة وذات تأثيرات جانبية مزعجة.

مُعالجة الأَعرَاض النفسية

تجري مُعالجة الأعراض الذُهانِيَّة والأعراض النفسية الأخرى، سواء كانت ناجمة عن داء باركنسون نفسه أم عن دواء أم عن شيءٍ آخر.

تُستخدم أحيانًا مضادات ذهان معينة - مثل الكويتيابين quetiapine، أو الكلوزابين clozapine، أو البيمافانسين pimavanserin - لعلاج الأعراض الذهانية عند كبار السن المصابين بداء باركنسون والخرف.تتميز هذه الأدوية، خلافًا لأنواع أخرى من مضادات الذهان، بأنها لا تُفاقم أعراض داء باركنسون.تكون جيدة التحمل عند الأشخاص الأصغر سنًا وتساعد على السيطرة على الأعراض الذهانية التي تحدث عند المصابين بخرف داء باركنسون أو تلك الناجمة عن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج داء باركنسون.يُعد كلوزابين Clozapine أكثر فعالية، ولكن استخدامه محدود لأن له تأثيرات جانبية خطيرة (مثل انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء) ويتطلب اختبارات دموية متكررة للتحقق من هذه التأثيرات.تشير أدلة حديثة إلى أن بيمافانسيرين pimavanserin يمكن أن يعالج الأعراض الذهانية بشكل فعال دون مفاقمة أعراض داء باركنسون.بالإضافة إلى ذلك، من الضروري عدم إجراء اختبارات دم متكررة.

تستخدم مضادَّات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب،وفي بعض الأحيان تُستخدم مضادَّات الاكتئاب ذات التأثيرات المضادة للكولين (مثل أميتريبتيلين amitriptyline)،كما أنها قد تساعد على تقليل الرُعاش أيضًا،ولكن العديد من مضادَّات الاكتئاب الأخرى تكون فعّالة جدًّا ولها تأثيرات جانبية أقل؛وهي تنطوي على مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، مثل فلوكستين fluoxetine وباروكسيتين paroxetine وسيتالوبرام citalopram وإسسيتالوبرام escitalopram، ومُضادات اكتئاب أخرى، مثل فينلافاكسين venlafaxine وميرتازابين mirtazapine وسيليغيلين وبوبروبيون.

يمكن أن تساعد مُعالجة الأعراض النفسية على تقليل المشاكل المتعلقة بالحركة، وعلى تُحسين نوعية الحياة وفي بعض الأحيان، على تأخير الحاجة إلى وضع المرضى في دور الرعاية.

مقدم الرعاية ومسائل نهاية الحياة

نظرًا إلى أنَّ داء باركنسون مستفحل، يحتاجُ الأشخاص في نهاية المطاف إلى المساعدة على القيام بالنشاطات اليومية العادية، مثل الأكل والاستحمام وارتداء الملابس واستخدام المرحاض.يُمكن أن يستفيد مُقدِّمو الرعاية من التعلم حول التأثيرات البدنية والنفسية لداء باركنسون وحول الطرائق التي تُمكِّنُ الأشخاص من الأداء بشكلٍ جيد قدر المستطاع،ولأن هذه الرعاية تكون متعبة وتسبب الشدة، قد يستفيد مقدمو الرعاية من مجموعات الدعم.

في نهاية المطاف، يصبح معظم أشخاص داء باركنسون عاجزين بشكلٍ شديد وغير قادرين على الحركة،وقد لا يتمكنون من تناول الطعام، حتى مع وجود المساعدة،ويحدُث الخرف عند نَحو ثلث المرضى.نظرًا إلى أن البلع يُصبح صعبًا بشكلٍ متزايد، فإن الوفاة الناجمة عن الالتهاب الرِئَوِي الشَفطِيّ (عدوى بالرئة بسبب استنشاق السوائل من الفم أو المعدة) تكون خطراً.بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تكون دور المسنين أفضل مكان للرعاية،

وقبل أن يُصبح الأشخاص عاجزين، ينبغي عليهم أن وضع توجيهات مُسبقة تُشير إلى نوع الرعاية الطبية التي يرغبون فيها في نهاية العمر.

للمزيد من المعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. الجمعية الأمريكية لداء باركنسون APDA: يوفر هذا الموقع معلومات لدعم وتثقيف المصابين بداء باركنسون، بالإضافة إلى مقدمي الرعاية.كما يوفر روابط إلى الموارد ذات الصلة، مثل مجموعات الدعم ودروس التمارين.

  2. مؤسسة مايكل جيه فوكس لأبحاث داء باركنسون: يوفر هذا الموقع معلومات حول دوره في التأكد من أن السياسات الحكومية تسرع في تطوير علاجات جديدة ومحسنة لداء باركنسون، وبشأن طرق لتحسين نوعية الحياة للمصابين داء باركنسون وأسرهم، بما في ذلك مجموعات الدعم والتطبيب عن بعد.

  3. مؤسسة باركنسون (PDF): يصف هذا الموقع داء باركنسون وأعراضه ويقدم نصائح حول التعايش مع داء باركنسون وفرصة للتواصل عبر الإنترنت مع أشخاص آخرين مصابين بداء باركنسون.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID