فقدان حاسة الشم

(فقد الشم)

حسبMarvin P. Fried, MD, Montefiore Medical Center, The University Hospital of Albert Einstein College of Medicine
تمت مراجعته شوّال 1444

يُعرف فقدان حاسة الشم anosmia بأنه عدم قدرة الشخص على شم الروائح بشكل كامل.ضعف حاسة الشم hyposmia هو فقدان جزئي لحاسة الشم.يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بفقدان حاسة الشم التعرف على المواد ذات الطعم المالح والحلو والحامض والمر، إلا أنهم قد يعجزون عن التمييز بين نكهات محددة.وتعتمد القدرة على معرفة الفرق بين النكهات في الواقع على الرائحة، وليس على المستقبلات الذوقية في اللسان.ولذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من فقدان حاسة الشم غالبًا ما يشكون من فقدان حاسة الذوق أيضًا وعدم الاستمتاع بالطعام.

يؤدي فقدان مستقبلات الشم بسبب الشيخوخة إلى انخفاض القدرة على الشم لدى كبار السن. عادةً ما يلاحظ الشخص تغير قدرته على الشم بعمر 60 عامًا.وبعد السبعين من العمر تحدث تغييرات جوهرية في قدرة الشخص على الشم.

أسباب فقدان حاسة الشم

يحدث فقدان حاسة الشم غير الناجم عن الشيخوخة عند تورم أو انسداد المجاري الأنفية بما يمنع الروائح من الوصول إلى منطقة الشم، أو عند تضرر أجزاء من منطقة الشم أو الأعصاب التي تصلها بالدماغ (انظر الجدول بعض أسباب وسمات فقدان حاسة الشم).تقع منطقة الشم، حيث يتم الكشف على الروائح، في أعلى الأنف (انظر كيف يحس الشخص بالنكهات المختلفة).

الأَسبَاب الشائعة

تشمل الأَسبَاب الأكثر شيوعًا كلاً من

وتُعد إصابة الرأس من الأَسبَاب الشائعة لفقدان حاسة الشم الدائم، كما قد يحدث في الحوادث المرورية.يمكن لإصابة الرأس أن تتلف أو تخرِّب الألياف العصبية الشمية (زوج الأعصاب القحفية التي تربط المستقبلات الشمية بالدماغ) التي تمر عبر سقف التجويف الأنفي.يمكن في بعض الأحيان أن تشمل الإصابة كسر العظم الذي يفصل تجويف الدماغ عن التجويف الأنفي (الصفيحة المصفوية cribriform plate).يمكن للأضرار التي تلحق بالأعصاب الشمية أن تنجم أيضًا عن العدوى (مثل الخراجات) أو الأورام بالقرب من الصفيحة المصفوية.

ومن الأَسبَاب الأخرى الشائعة العدوى في المجاري التنفسية العليا، وخاصة الإنفلونزا.يُقدر البعض بأن الإنفلونزا قد تكون مسؤولة عن 25% من حالات ضعف حاسة الشم أو فقدانها.كما يمكن لداء ألزهايمر وغيره من الاضطرابات التنكسية في الدماغ (مثل التصلُّب المتعدِّد) أن يسبب ضررًا في الأعصاب الشمية، ممَّا يؤدي عادةً إلى فقدان حاسة الشم.

الأَسبَاب الأقل شيوعًا

يمكن للأدوية أن تساهم في الإصابة بفقدان حاسة الشم عند الأشخاص المعرضين لذلك.كما يمكن للناميات، والأورام، وأنواع العدوى الأنفية، والحساسية الموسمية (التهاب الأنف التحسسي) أن تؤثر في القدرة على الشم.يمكن للعدوى الخطيرة في الجيوب الأنفية أو المُعالجَة الشعاعيَّة لسرطان ما أن تسبب في بعض الأحيان فقدان مؤقت (قد يستمر لأشهر) أو دائم في حاسة الشم أو الذوق.يمكن لهذه الحالات أن تلحق الضرر بالمستقبلات الشمية أو تدمرها بشكل كامل.لا يزال تأثير التبغ على حاسة الشم غير مؤكد بعد.

يمكن في حالات نادرة جدًّا أن يكون فقدان الشم حالة ولادية.

قد يكون فقدان حاسة الشم أو ضعف حاسة الشم عرضًا مبكرًا من أعراض كوفيد-19، وهو مرض تنفسي حاد يمكن أن يكون شديدًا.تنجم عدوى كوفيد-19 عن نوع من فيروسات كورونا يسمى سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2).

تقييم فقدان حاسة الشم

يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

إذا ترافق فقدان الشم مع علامات خاصة فقد يشكل ذلك مصدر قلق خاص، وهذه العلامات هي:

  • إصابة مؤخرة في الرأس

  • أعراض اضطراب في الجهاز العصبي، مثل الوهن، أو خلل في التوازن، أو صعوبة الرؤية أو الكلام أو البلع

  • ظهور الأعراض بصورة مفاجئة

  • التفشي المحلي أو العالمي لكوفيد-19

متى ينبغي زيارة الطبيب

يجب على الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات تحذيرية مراجعة الطبيب على الفور.بينما يمكن للآخرين استشارة الطبيب عندما تسنح الفرصة بذلك.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سيقوم الطبيب في البداية بتوجيه الأسئلة للشخص حول الأعراض التي يشكو منها، ويتحرى تاريخه الطبي، ثم يبدأ بفحصه سريرياً.من شأن ما يجده الأطباء في أثناء تحري التاريخ المرضي والفحص السريري أن يقترح السبب ويحدد الاختبارات التي ينبغي إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح فقدان الشم).

يسأل الأطباء متى وكيف بدأ فقدان حاسة الشم، ومدة استمراره.كما يسألون أيضًا ما إذا كان قد بدأ قبيل أو بُعيد نوبة من الزكام، أو نوبة من الأنفلونزا، أو إصابة في الرأس.كما سيتحرى الطبيب الأعراض الأخرى، مثل سيلان أو انسداد الأنف، وما إذا كانت المفرزات الأنفية رائقة، أو دموية، أو سميكة، أو ذات رائحة كريهة.كما يتحرى الطبيب أية أعراض عصبية، وخاصة تلك التي تتعلق بالحالة الذهنية للمريض (مثل مشاكل الذاكرة قصيرة الأمد) أو تتعلق بالأعصاب القحفية (مثل ضعف الرؤية أو صعوبة في الكلام أو البلع).

تتضمن الأسئلة حول تاريخ الشخص الطبي ما إذا أصيب باضطرابات في الجيوب، أو خضع لجراحة في الرأس، وما إذا كان يعاني من الحساسية، أو يتناول أية أدوية وعقاقير غير مشروعة، أو سبق له التعرض لمواد كيميائية أو أبخرة.

سيقوم الطبيب خلال الفَحص السَّريري بتحري أي تورم أو التهاب أو سلائل (بوليبات) في المجاري الأنفية أو خروج مفرزات منها.كما سيقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي كامل يركز فيه بشكل خاص على الحالة الذهنية وسلامة الأعصاب القحفية.

الجدول
الجدول

الاختبارات

لاختبار حاسم الشم، يقوم الطبيب بوضع مادة ذات رائحة عطرية شائعة (مثل الصابون، أو أعواد الفانيليا، أو القهوة أو القرنفل) تحت واحدة من فتحتي أنف الشخص في كل مرة.ثم يطلب من الشخص تحديد الرائحة.كما يمكن أيضًا اختبار حاسة الشم بشكل منهجي أكثر باستخدام مجموعة اختبار الشم التجارية القياسية.تتطلب المجموعة الواحدة من الشخص حك واستنشاق العديد من عينات الروائح ومحاولة التعرف إليها.تحتوي مجموعة أخرى على عينات مخففة من المواد الكيميائية ذات الرائحة النافذة.يفَحص الطَّبيب إلى أي مدى يمكن للشخص شم رائحة المادة الكيميائية مع تقليل تركيزها في كل مرة، إلى أن يعجز الشخص عن شمها نهائياً.

في حالة الاشتباه بكوفيد-19، يتم عمل اختبار فيروسي، ويعالج الشخص طبقًا للبروتوكولات المحلية، بما في اتباع إرشادات العزل.

إذا لم يكن هناك سبب واضح لفقدان الشم، فقد يلجأ الطبيب لإجراء تصوير مقطعي محوسب (CT) أو تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للرأس (بما في ذلك الجيوب) لتحري أي شذوذات بنيوية (مثل الأورام، أو الخراجات، أو الكسور).

علاج فقدان حاسة الشم

يعالج الطبيب أولًا سبب فقدان الشم.فعلى سبيل المثال، يمكن مُعالَجَة الأشخاص الذين يعانون من عدوى وتخريش في الجيوب باستنشاق البخار، أو البخاخات الأنفية، أو المضادَّات الحيوية، أو الجراحة في بعض الأحيان.ولكن حاسة الشم قد لا تعود دائمًا حتى بعد نجاح علاج التهاب الجيوب.يتم استئصال الأورام جراحيًا أو معالجتها شعاعياً، ولكن مثل هذه المعالجة لا تعيد القدرة على الشم عادةً.يتم استئصال السلائل الأنفية، ما قد يساعد على استعادة القدرة على الشم ثانيةً.يجب على المرضى المدخنين التوقف عن استهلاك التبغ.

لا توجد مُعالجَات لفقدان حاسة الشم بحد ذاته.إذا كان المريض لا يزال قادرًا على شم الروائح بدرجة محدودة، فقد يكون من المفيد إضافة عوامل النكهة المركزة إلى الطَّعَام، مما يُعيد للمريض إحساس التمتع بمذاق الأطعمة.تُعد أجهزة الكشف عن الدخان مهمة في جميع المنازل، إلا أنها تكتسب أهمية خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشم، لأنهم لا يستطيعون استنشاق رائحة الدخان.يوصي الأطباء الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشم بتوخي الحذر قبل تناول المواد الغذائية المخزنة أو استخدام الغاز الطبيعي لأغراض الطهي أو التدفئة لأنهم قد يجدون صعوبة في الكشف عن المواد الغذائية الفاسدة واكتشاف تسرب الغاز.

النقاط الرئيسية

  • قد يكون فقدان حاسة الشم جزءًا من الشيخوخة الطبيعية.

  • تشمل الأَسبَاب الشائعة عدوى الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب الجيوب، وإصابات الرأس.

  • وعادة ما يحتاج الطبيب لإجراء اختبار التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي إذا لم يكن سبب فقدان الشم واضحًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID