اضطرابات الموصل القحفي العُنقيّ

حسبMichael Rubin, MDCM, New York Presbyterian Hospital-Cornell Medical Center
تمت مراجعته صفر 1445

اضطرابات المَوصِل القِحفي العنقيّ Craniocervical junction هي تشوهات في العظام التي تربط الرأس بالعُنق،(تعني cranio القِحف، وتعني cervical العُنق).

  • قد تكون هذه الاضطرابات موجودةً عند الولادة، أو تنجم عن إصابات أو اضطرابات تحدث لاحقًا.

  • يُعدُّ ألم العُنق والصداع من المشاكل الشائعة، ولكن إذا أُصيبَ الحبل الشوكي أو الجزء السفلي من الدماغ (جذع الدماغ)، قد يواجه الأشخاص صعوبة في الإحساس بالاهتزاز والألم ودرجة الحرارة؛ وقد تكون عضلاتهم ضعيفةً ويُعانون من الدوخة وضعف الرؤية.

  • يشتبه الأطباء في التَّشخيص استنادًا إلى الأَعرَاض، ويستخدمون التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لتأكيده.

  • لتخفيف الضغط على الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب، يستخدم الأطباء طريقة الجر أو يحركون الرأس يدويًا، ثم يقومون بتثبيت العُنق، ولكن تحتاج الحالة إلى جراحة أحيانًا.

يتكون المَوصِل القِحفي العُنقي من العظم الذي يُشكل قاعدة الجمجمة (العَظم القَذالِيّ occipital bone)، والعظم الأول والثاني في العمود الفقري (موجودان في العُنق)، وهُما الفَهقَة atlas والمِحوَر axis.تُعدُّ الاضطرابات التي تُؤثِّرُ في الفتحة الكبيرة في أسفل العظم القذالي (تسمى الثُّقبَةُ العُظمَى foramen magnum) مصدر قلقٍ خاصٍ، وذلك لأن بُنى مُهمَّة تمر عبر هذه الفتحة،وتنطوي هذه البنى على الجزء السفلي من الدماغ (جذع الدماغ) والذي يرتبط بالعمود الفقري، بالإضافة إلى بعض الأعصاب والأوعية الدموية.

قد تنطوي اضطرابات المَوصِل القِحفي العنقي على عظام تكون:

  • ملتحمةً مع بعضها بعضًا،

  • تشكلت بشكلٍ غير طبيعي أو كانت ناقصة النمو،

  • غيرَ متراصفة (منزاحة عن موضعها بشكلٍ سيِّئ)

قد تكون العظام المنزاحة عن موضعها منفصلةً بشكلٍ كاملٍ (مخلوعة) أو منزاحةً عن موضعها بشكلٍ جزئيّ (مخلوعة جزئياً subluxed).

يمكن لاضطرابات الموصل القحفي العنقي أن تُسبب ضغطًا على الأجزاء السفلى من الدماغ، أو على الجزء العلوي من الحبل الشوكي، أو على الأعصاب القريبة؛ويمكن أن تكون الأَعرَاض الناتجة خطيرةً؛وتتضمن الشلل، والضعف، وفقدان الإحساس.

أسباب اضطراباتُ الموصِل القحفي العُنقيّ

قَد تكُون اضطرابات المَوصِل القِحفي العنقيّ موجودة عندَ الولادة (خَلقية)، أو يجري اكتسابها لاحقًا.

الموجودةُ عند الولادة

تُؤثِّرُ بعضُ اضطرابات الوصل القحفي العنقي—تُسمى الاضطرابات المعزولة—في المَوصِل القِحفي العنقيّ فقط.بينما تنجُم اضطرابات المَوصِل القِحفي العنقيّ الأخرى عن حالات تُصيبُ العديد من الأجزاء الأخرى في الجسم أيضًا (الاضطرابات العامة أو الجهازية).

تنطوي الاضطرابات المعزولة على التالي:

  • خَلعٌ فَهقِيٌّ مِحوَرِيّ جزئيّ atlantoaxial subluxation أو خلع كامل: تنزاح الفقرتان الأولى والثانية من العمود الفقري عن موضعهما بشكلٍ سيِّئ، وتطبقان في بعض الأحيان ضغطًا على الحبل الشوكي.

  • التحام الفَهقَة atlas assimilation: يندمِجُ العظم القذالي مع أول فقرة من العمود الفقري.

  • نَقص تَّنَسُّج الفَهقَة atlas hypoplasia: يحدث نقص في نمو الفقرة الأولى من العمود الفقري.

  • الانغلاف القاعدي: يجري دفع جزء من العظم الفقري نحو الأعلى وجزئيًا داخل الجمجمة.نتيجة لذلك، يصبح العنق أقصر، ويُطبق ضغطًا على أجزاء من الدماغ، والأعصاب، والحبل الشوكي.

  • تَشَوُّه كليبل-فايل Klippel-Feil malformation: تندمج الفقرتان الأولى والثانية من العمود الفقري، أو تندمج الفقرة الأولى من العمود الفقري مع الجمجمة.ونتيجة لذلك، تتحدد حركة العنق.لا يُسبِّبُ هذا الاضطراب مشاكل أخرى عادةً، باستثناء تضرُّر الحبل الشوكي أحيانًا بعدَ إصابة بسيطة.

  • العظم السنِّي الشكل os odontoideum: ينفضل جزء من الفقرة الثانية في العمود الفقري عن بقية الفقرة الثانية.

  • تَفَلطُحُ القاعِدَة Platybasia: يتفلطح العظم في قاعدة الجمجمة (العظم القذالي).وغالبًا ما تترافق هذه الحالة مع تشوه خياري Chiari malformation (تبارز المخيخ الذي يضبط التوازن، من خلال الفتحة في العظم القذالي).وقد يضغط المخيخ المتبارز على جذع الدماغ أو الحبل الشوكيّ.يعاني الأشخاصُ المصابون بهذا الاضطراب من قصر في الرقبة.

قَد تُسبب الاضطرابات العامة نفس التشوهات مثل الاضطرابات المعزولة، ولكن تحدث التشوهات كجزء من اضطراب يصيب الجسم بأكمله، مثلما هِيَ الحال في المشاكل الآتية:

  • الاضطرابات التي تُؤثِّرُ في تشكُّل العظام عند الأطفال (مثل الوَدانَة achondroplasia): تُؤثرُ هذه الاضطرابات في جميع العظام التي تنمو حديثًا، خُصوصًا العظام الطويلة في الذراعين والساقين.قد تكون العظام الطويلة قصيرة بشكل غير طبيعي ومشوهةً، مما يُسبب القَزامَة dwarfism.كما تتسبب هذه الاضطرابات أحيانًا في تضييق الفتحة الموجودة في العظم القذالي أو اندماج العظم القذالي مع الفقرة الأولى من العمود الفقري (تمثُّل الأطلس atlas assimilation) أيضًا، مما يُشكِّلُ ضغطًا على جذع الدماغ أو الحبل الشوكي.

  • مُتلازمة داون أو داء عَديدِ السَّكاريدِ المُخاطِيّ mucopolysaccharidosis (اضطراب وراثي نادر يُضعِف قدرة الجسم على مُعالجة الكربوهيدرات) أو تَكَوُّن العَظمِ النَّاقِص osteogenesis imperfecta (اضطراب وراثي نادر يؤدي إلى أن تُصبح العظام هشَّةً): تُسبب هذه الاضطرابات أعراضًا مختلفة قد تنطوي على سوء تراصف أول فقرتين في العمود الفقري.

المُكتسبَة

قد تظهر اضطرابات المَوصِل القِحفي العنقيّ في وقت لاحق من الحياة،ويمكن أن تنجُم عن إصابات أو اضطرابات معينة؛

وقد تؤثر هذه الإصابات في العظام أو الأربطة أو كليهما،وهي تنجُم عادةً عن حوادث السيارات أو الدراجات الهوائيَّة أو السقوط أو الغوص غالبًا،وتكون بعض الإصابات قاتلة بشكلٍ فوري.

تنطوي الاضطرابات الأكثر شُيُوعًا التي تُؤثر في بنى القحف العنقيّ على:

كما يمكن أن تُؤثر الأورام في البنى القحفية العنقية أيضًا،وإذا انتشرت الأورام إلى عظام العنق (الأورام النقيليَّة إلى العُنق)، قد تنزاح الفقرتان الأولى والثانية عن موضعهما بشكلٍ سيِّئ،ويمكن أن يظهر ورم عظمي نادر بطيء النمو يسمى الورم الحبلي chordoma، أو ورم دمائي شائع غير سرطاني وبطيء النمو في الموصل القحفي العنقيّ يُسمى الورم السحائي ويضغط على الدماغ أو الحبل الشوكي.

أعراض اضطراباتُ الموصِل القحفي العُنقيّ

قد تبدأ الأَعرَاض بعد إصابة طفيفة في العنق أو من دُون سبب واضح.

يعاني أشخاص اضطراب المَوصِل القِحفي العنقيّ من ألم في العنق عادةً، ويترافق معه صداع غالبًا ما يبدأ في مؤخرة الرأس؛يُؤدي تحريك الرأس إلى تفاقم ألم العنق والصداع عادةً، ويُمكن أن يُحرِّض السعالُ أو الانحناءُ للأمام الألمَ.قد ينتشر ألم الرقبة في الذراعين.

إذا كان هناك ضغط على الحبل الشوكي، قد يشعر الشخص بضعفٍ في الذراعين أو الساقين، وقد يواجه صعوبةً في تحريكهما،وقد يكون غيرَ قادر على الإحساس بمكان أطرافه (يُسمى الإحساس بالوضعيَّة) أو يشعُر بالاهتزاز.عندما يحني المريضُ عنقه للأمام، قد يشعر بصدمة كهربائية أو إحساس بالوخز يمتد نزولاً على الظهر، وغالبًا إلى الساقين (تسمى علامة ليرميت Lhermitte sign)،وفي بعض الأحيان، يصبح الأشخاص أقل حساسية للألم ودرجة الحرارة في اليدين والقدمين.

استناداً إلى الاضطراب المحدد، قد تكون العُنق قصيرة أو وَتراء webbed أو ملتوية في وضعية غير طبيعية،و قد تكون حركة الرأس محدودة.

يُمكن أن يُؤثر الضغط على أجزاء من الدماغ أو الأعصاب القحفية (التي تربط الدماغ مباشرةً بأجزاء مختلفة من الرأس والعنق والجذع) في حركات العين،وقد يُعاني المرضى من الرؤية المزدوجة أو عدم القدرة على تحريك العينين في اتجاهات معينة، أو قد تتحرك العينان بشكلٍ لاإرادي بطرائق معينة (تسمى الرأرأة nystagmus).قد تحدث بحة في الصوت عند المرضى ويواجهون صعوبةً في البلع،وقد يُصبِح الكلام متداخلاً slurred،وقد يفقدون التناسق.يُصابُ بعض الأشخاص بانقِطاعُ النَفَس في أثناء النوم.وينطوي هذا الاضطراب الخطير على توقف التنفس أثناء النوم بشكلٍ متكررٍ ولفترة طويلة عادةً، بحيث يُؤدي إلى انخفاضٍ في كمية الأكسجين وزيادة في كمية ثاني أكسيد الكربون في الدم بشكلٍ مؤقت.

يمكن أن يؤدي تغيير وضعية الرأس أحيانًا إلى الضغط على الشرايين، مما يُضعف التروية الدموية إليه،ثُمَّ قد يفقد الأشخاص الوعي، أو يشعرون بخفَّة في الرأس، أو التخليط الذهني، أو الضعف، أو قد يسقطون، غالبًا دون سابق إنذار.وقد يكون لديهم إحساس بالدَوّار vertigo،وتتأثر الرؤية وحركة العين أحيانًا.

بالنسبة إلى العديد من أشخاص تشوُّه خياري، يتشكَّل تجويف في الحَبل الشوكي (تَكَهُّفُ).وقد يفقدون القدرة على الشعور بالألم ودرجة الحرارة في العنق وأعلى الذراعين وأجزاء من الظهر؛وقد يشعرون بضعفٍ في العضلات أو تصبح العضلات مشلولةً، خُصوصًا في اليدين.

تشخيص اضطراباتُ الموصِل القحفي العُنقيّ

  • الفُحوصَات التصويرية

إذا ظهرت المشاكل أو تفاقمت بشكل مفاجئ، ينبغي على الأشخاص زيارَة الطَّبيب فورًا.ويُعدُّ تشخيصُ ومُعالجة اضطرابات المَوصِل القِحفي العنقيّ بشكلٍ مُباشر من المسائل الضرورية، حيث يُمكن أن يؤديا إلى زوال الأَعرَاض أحيانًا أو الوقاية من الإعاقة الدائمة.

يشتبه الأطباء في اضطراب المَوصِل القِحفي العنقي إذا كان لدى الأشخاص:

  • ألم في العنق أو صداع في الجزء الخلفي من الرأس، بالإضافة إلى مشاكل تنجم عادةً عن الضغط على الأجزاء السفلية من الدماغ أو الجزء العلوي من الحبل الشوكي

  • حركة لاإرادية معيَّنة للعين (رأرأة)

يمكن تأكيد التشخيص عن طريق الفحوصات التصويرية، والتي تنطوي عادةً على التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).لأن المشاكل التي تظهر أو تتفاقم بشكل مفاجئ تُعد حالة طوارئ، وتستلزم إجراء اختبار تصوير مباشرةً.ويُظهر التصويرُ المقطعي المحوسب العظمَ بشكلٍ أفضل من التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد يجري استخدامه بشكلٍ أكثر سهولة في قسمٍ للطوارئ،وإذا لم يكُن التصوير بالرنين المغنطيسي والتصوير المقطعي المحوسب متوفرين، يُستخدَم التصوير بالأشعَّة السِّينية.

إذا كانت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المُحوسب غير حاسمة، قد يستخدم الأطباء تصوير النخاع myelography مع التصوير المقطعي المحوسب؛وفي هذا الإجراء، يجري أخذ صور بالأشعة السينيَّة بعد حقن عامل تباين ظليل يمكن رؤيته بالأشعة السينية، في الحيِّز حول الحبل الشوكي.

إذا أشار التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المُحوسب إلى وجود تشوهات تؤثر في الأوعية الدموية، يستخدم الأطباءُ تصوير الأوعية الذي يُعطي صورًا مفصلة لأوعية الدم.وقد يستخدم الأطباء تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (وهو فحص تصويري يُستخدم فيه مجال مغناطيسي قوي وموجات راديوية ذات تردد مرتفع جدًّا بدلًا من الأشعَّة السِّينية)، أو تصوير الأوعية المقطعي المُحوسب (فحص تصويري ينطوي على التصوير المقطعي المحوسب من بعد حقن مادة ظليلة للأشعة) أو تصوير الأوعية التقليدي (تُستخدم فيه الأشعَّة السِّينية من بعد حقن مادة ظليلة للاشعة).

علاج اضطراباتُ الموصِل القحفي العُنقيّ

  • إعادة التراصف، وجر وتثبيت البُنَى المُتأثِّرَة

  • ربما الجراحة

  • مُعالجَات أخرى استنادًا إلى السبب

إذا كانت بنى المَوصِل القِحفي العنقيّ تضغطُ على الدِّماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب، يُحاول الأطباءُ إعادة تراصف (ردّ) هذه البنى عن طريق استخدام الجرّ أو تحريك الرأس في وضعيات مختلفة يدويًا؛وقد تُخفف هذه الطرائق من الضغط.بعد إعادة تراصف البنى، يُستخدم جهاز لمنع الرأس والعنق من الحركة (تثبيتهما).

تستلزم المشاكل التي تظهر أو تتفاقم بشكل مفاجئ إعادة التراصف الفوري.

تحتاج إعادة تراصف البنى إلى الجر عادةً،وتنطوي هذه الطريقة على استخدام جهاز يجري تثبيته على الرأس ويُحيط به (يدعى تاج أو حلقة الهالَةٌ halo crown or ring)،وقد يكون من الضروري بقاء هذا الجهاز في مكانه لمدة 5 إلى 6 أيام.بعد إعادة تراصف البُنَى، يجري وصل الحلقة الهالية بسناد حول جذع الشخص،يُثبت السناد، الذي يُسمى أيضًا بالتاج الطوقي، العنق.وينبغي أن يبقى في مكانه لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعًا.بعد تطبيق الجهاز، يستخدم الأطباء التصوير بالاشعة السينية للتأكد من أن البنى مثبتة بشكلٍ آمن في تراصف صحيح،

وإذا لم تُجدِ طريقة الجر أو تحريك الرأس يدويًا نفعًا، تُستخدَم الجراحة لتخفيف الضغط أو لتثبيت البنى أو للغرضين معًا.إذا كان السبب هو التهاب المَفاصِل الروماتويدي، فغالبًا ما تكون هناك حاجة إلى الجراحة.يستخدِمُ الأطباءُ أجهزةً مختلفةً، مثل الألواح أو القضبان المعدنية مع البراغي، وذلك لتثبيت البنى في مكانها بشكلٍ آمنٍ حتى تلتحم العظام وتصبح مستقرةً.

إذا كانت المشاكل ناجمةً عن ورم عظمي انتشر (أعطى نقائل)bmg0.3SAKAAHEBMG0.3sakaahe، فغالبًا ما يكون من المفيد استخدام المُعالجة الإشعاعية وسِناد العُنق neck brace للتقليل من حركة الرقبة،

وإذا كان السببُ هو داء باجيت العظميّ، فقد تكون أدوية مثل البيسفسفونات (التي تزيد كثافة العظام) أو الكالسيتونين مفيدةً.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID