لمحة عامّة عن فقر الدَّم

حسبEvan M. Braunstein, MD, PhD, Johns Hopkins University School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1443

فقرُ الدَّم anemia هو حالةٌ ينخفض فيها عددُ كريَّات الدَّم الحمر.

تحتوي كريَّاتُ الدَّم الحمر red blood cells على الهيموغلوبين، وهذا البروتين يُمكِّنها من حمل الأكسجين من الرئتين وإيصاله إلى جميع أجزاء الجسم.وعندما ينقص عددُ كريَّات الدَّم الحمر أو يقلُّ مستوى الهيموغلوبين فيها، لا يستطيع الدمُ حملَ ما يكفي من الأكسجين.ويؤدِّي نقصُ إمداد الأكسجين في النُّسُج إلى أعراض فقر الدم.

أسباب فقر الدم

لفقر الدَّم أسبابٌ عديدة، لكن يمكن تصنيفُ معظمها ضمنَ ثلاث آليَّات رئيسيَّة تؤدِّي إلى فقر الدم:

  • فقدان الدَّم (النَّزف المفرط)

  • نقص إنتاج الكريَّات الحمر

  • فرط تخرُّب الكريَّات الحمر

الجدول
الجدول
الجدول
الجدول

فقرُ الدَّم الناجم عن النزف المفرِط

قد ينجم فقرُ الدَّم الناجم عن النزف المفرِطوقد يكون النزفُ مفاجئًا، مثلما يحدث في الإصابات والرضوض أو خلال الجراحة.ولكن يغلب أن يكون النزفُ تدريجيًا ومتكرِّرًا، لاسيَّما بسبب المشاكل في القناة الهضميَّة أو المسالك البوليَّة أو بسبب الدورات الطمثيَّة الغزيرة.ويؤدِّي النزفُ المزمن إلى نقص مستويات الحديد عادةً، ممَّا يتسبَّب في تفاقم فقر الدَّم (انظر فقر الدم بعوز الحديد).

فقرُ الدَّم الناجم عن نقص إنتاج الكريَّات الحمر

قد ينجم فقرُ الدَّم عن عدم إنتاج الجسم ما يكفي من الكريَّات الحمر (انظُر أيضًا تشكيل خلايا الدَّم).فإنتاجُ الكريَّات الحمر يحتاج إلى العديد من العناصر الغذائيَّة (المغذِّيات)،وأهمُّها الحديدُ والفيتامين B12, والفولات (حمض الفوليك folicacid)، لكنَّ الجسمَ يحتاج أيضًا إلى كمِّياتٍ زهيدة من الفيتامين C والريبوفلافين riboflavin والنُّحاس، بالإضافة إلى التوازن الصحيح بينَ الهرمونات، لاسيَّما الإريثروبويتين erythropoietin (هرمون ينبِّه إنتاجَ الكريَّات الحمر).ومن دون هذه العناصر الغذائيَّة والهُرمونات، يكون إنتاجُ الكريَّات الحمر بطيئاً وغيرَ كافٍ، أو تصبح هذه الكريَّاتُ مشوَّهة وغير قادرة على حمل ما يكفي من الأكسجين.

يمكن للالتهاب المزمن، أو العدوى، أو السرطان أن يثبط أيضًا إنتاج الكريَّات الحمر.وفي ظروف أخرى، يحدث غزوٌ لنشيج نقي العظم bonemarrow space (بابيضاض الدَّم leukemia أو اللِّمفومة lymphoma أو سرطان منتقِل من مكان آخر)، ممَّا يؤدِّي إلى نقصٍ في إنتاج الكريَّات الحمر.

فقرٌ الدَّم الناجم عن زيادة تخرُّب الكريَّات الحمر

قد يحدث فقرُ الدَّم أيضًا عندما يتعرَّض الكثيرُ من الكريَّات الحمر للتخريب؛فالكريَّاتُ الحمر تعيش نحو 120 يوماً في العادة،وتقوم الخلايا الكاسحة أو الكانسَة scavengercells في نقي العظم والطحال والكبد باكتشاف وتخريب الكريَّات الحمر التي اقتربت من نهاية حياتها أو تجاوزتها.ولكن، عندما يجري تخريبُ الكريَّات الحمر باكراً (انحلال الدَّم hemolysis)، يحاول نقيُ العظم التعويضَ عن ذلك بإنتاج كريَّات جديدة بشكلٍ أسرع.وعندما يتجاوز تخريبُ الكريَّات الحمر ما يُنتَج منها، يحدث فقرُ الدَّم الانحلاليّ hemolytic anemia.ويعدُّ فقرُ الدَّم الانحلاليّ غيرَ شائع نسبيًا، مقارنة بفقر الدَّم الناجم عن النزف المفرِط ونقص إنتاج الكريَّات الحمر.يمكن أن يحدثَ فقرُ الدَّم الانحلاليّ بسبب اضطراباتٍ في الكريَّات الحمر نفسِها، لكنه أغلب ما ينجم عن اضطراباتٍ أخرى تؤدِّي إلى تخرُّب هذه الكريَّات الحمر.

أعراض فقر الدم

تتفاوت الأَعرَاضُ حسب شدَّة فقر الدم، وسرعة ظهوره؛فبعضُ الأشخاص المصابين بفقر دم خفيف، لاسيَّما عندما يحدث ببطء، لا يكون لديهم أعراضٌ مطلقًا؛بينما قد يعاني بعضُهم الآخر من أعراض تظهر مع المجهود البدني فقط.وقد يؤدِّي فقرُ الدَّم الأكثر شدَّةً إلى أعراض حتى خلال الراحة،وتكون الأَعرَاضُ أكثرَ شدَّةً عندما يحدث فقرُ الدَّم الخفيف أو الشديد بسرعة، كما في النزف الذي يحصل عندَ تمزُّق وعاءٍ دمويّ.

غالباً ما يؤدِّي فقرُ الدَّم الخفيف إلى التعب والإرهاق والشُّحوب.وبالإضافة إلى هذه الأَعرَاض، قَد يؤدِّي فقرُ الدَّم الأكثر شدَّةً إلى الإغماء والدوخة والعطش الشديد والتعرُّق وتسرُّع النبض وضعفه وتسرُّع التنفُّس.وقد يُؤدي فقرُ الدَّم الشديد إلى تشنُّجات مؤلمة في الساقين في أثناء ممارسة التمارين، وضيق النَّفس وألم في الصدر، لاسيَّما عندَ وجود اضطراب في الدوران الدموي في الساقين أو بعض أنماط أمراض الرئتين أو القلب.

كما قد تعطي بعضُ الأَعرَاض مؤشِّرات على سبب فقر الدَّم أيضًا؛فعلى سبيل المثال، يشير البرازُ القطراني الأسود، أو وجود دم في البول أو البراز، أو السعال المدمَّى، إلى أنَّ فقر الدَّم ناجمٌ عن النَّزف.يشير البولُ الداكن أو اليرقان (اصفرار الجلد أو بياض العينين) إلى أنَّ تخرُّبَ خلايا الدَّم الحمراء قد يكون هو سبب فقر الدم.كما قد يشير الشعورُ بالحرق أو النخز في اليدين أو القدمين إلى عوز فيتامين B12.

فقرُ الدَّم عندَ كبار السنّ

يميل الكثيرُ من الاضطرابات التي تسبِّب فقرَ الدَّم، لاسيَّما السرطان، بما في ذلك سرطانات الدَّم متلازمة خلل التنسج النقوي والورم النِّقوي المتعدِّد، إلى أن تكونَ أكثرَ شيوعاً عندَ كبار السنّ؛وبذلك، يُصاب الكثيرُ من هؤلاء بفقر الدَّم.ويعدُّ فقر الدَّم بالأمراض المُزمنة (الناجم عن التهاب مزمن، أو عدوى، أو سرطان) وفقرُ الدَّم بعوز الحديد الذي ينُجم عن النزف غير الطبيعي، من الأسباب الأكثر شُيوعاً لفقر الدَّم عندَ كِبار السنّ.فقرُ الدَّم ليس نتيجة طبيعية للشيخوخة، ولذلك ينبغي البحث دائمًا عن السبب عند التعرُّف إليه.

تعدُّ أعراضُ فقر الدَّم هي نفسها تقريبًا في المسنِّين والشباب.عندما يكون فقرُ الدَّم خفيفًا، يكون كبارُ السنّ أكثرَ ميلًا للإصابة بالتشوُّش الذهني أو الاكتئاب أو الهياج أو الكسل من الشباب.كما قد يُصابون بالرَّنح وصعوبة المشي.ويمكن أن تؤثِّرَ هذه المشاكلُ في العيش بشكلٍ مستقلّ.ولكن، لا تظهر أعراضٌ عندَ بعض المسنِّين المصابين بفقر دم خفيف، لاسيَّما عندما يحدث فقرُ الدَّم بشكلٍ تدريجيّ، مثلما يُشاهدَ عند كبار السن غالبًا.

في كبار السنّ، فقرُ الدَّم الناجم عن عوز الفيتامين B12 يمكن أن يلتبس مع الخرف، لأنَّ هذا النوعَ من فقر الدم قد يؤثِّر في الوظيفة الذهنيَّة.

الإصابةُ بفقر الدَّم قد تقلِّل من متوسِّط العمرالمتوقَّع عندَ كبار السنّ.ولذلك، يعدُّ تحديدُ السبب وتصحيحُه ضروريًا جدًّا.

تشخيص فقر الدم

  • الاختبارات الدموية

في بعض الأحيان، يُكتَشَف فقرُ الدَّم قبلَ أن يلاحِظ الشخصُ الأَعرَاضَ، وذلك عندَ إجراء اختباراتٍ دمويَّة روتينيَّة.

المستوياتُ المنخفضة من الهيموغلوبين والهيماتوكريت (النسبة المئويَّة لكريَّات الدَّم الحمراء في كامل حجم الدم)، التي تُلاحظ في عيِّنةٍ دمويَّة، تُثبِت فقرَ الدَّم؛كما تساعد اختباراتٌ أخرى، مثل فحص عيِّنةٍ دمويَّة تحت المجهر، أو فحص عيِّنة من نقي العظم بدرجةٍ أقلّ شيوعًا، على تحديد سبب فقر الدم.

علاج فقر الدم

  • علاج سبب فقر الدم

  • نَقل الدَّم عند الحاجة

يعتمد علاج فقر الدم على تحديد السبب

بالنسبة للأشخاص المصابين بنزف شديد، يُعد إيقاف النزف هو الإجراء الأكثر إلحاحًا.على سبيل المثال، إذا كان الجرح ينزف بشكلٍ كبيرٍ، فيمكن للضغط أن يوقف النَّزف وقد تكون هناك حاجة إلى الجراحة.يمكن إيقاف النَّزف في السبيل المعدي المعوي، مثل الناجم عن قرحة، عن طريق التنظير أو تدابير أخرى.على سبيل المثال، قد يتطلب النزف المزمن في الرحم، استخدام موانع الحمل الفموية أو استئصال الأورام الليفية الرحمية.

غالبًا ما ينجم الإنتاج غير الكافي لخلايا الدم عن كمية غير كافية من الفيتامينات أو العناصر الغذائية اللازمة لتكوين الدم، مثل الحديد أو فيتامين B12.

قد يحتاج الأشخاص الذين تم تدمير خلايا الدم الحمراء لديهم قبل أوان ذلك (انحلال الدم) إلى العلاج بالأدوية المثبطة لجهاز المناعة.

وفي نهاية المطاف، إذا كان فقرُ الدَّم شديدًا أو يُسبِّبُ أعراضًا فقد يُستطب نقل الدَّم وقد يكون منقذًا للحياة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID