التهاب البنكرياس المزمن

حسبMichael Bartel, MD, PhD, Fox Chase Cancer Center, Temple University
تمت مراجعته شعبان 1443

التهاب البنكرياس المزمن هو التهاب طويل الأجل في البنكرياس يؤدي إلى تدهور لا يُمكن الشفاء منه في بنية ووظائف البنكرياس.

  • تُعد معاقرة الخمرة وتدخين السجائر سببين رئيسيين لالتهاب البنكرياس المزمن.

  • قد يستمر ألم البطن أو يحدث ويزول.

  • يستندُ التَّشخيص إلى الأَعرَاض وتاريخ لالتهاب البنكرياس الحاد المتكرر ومعاقرة الخمرة ونتائج فحوصات تصويرية واختبارات وظائف البنكرياس.

  • تنطوي المعالجة على تجنُّب الكحول والسجائر وتعديل النظام الغذائي وأخذ مُكمِّلات إنزيم البنكرياس والقيام بتدابير لتخفيف الألم.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن التهاب البنكرياس).

البنكرياس هِيَ عضو في الجزء العلوي من البطن، يقوم بإنتاج هرمون الأنسولين ويفرز السَّائِل البنكرياسي عبر القناة البنكرياسيَّة إلى الجزء الأول من المعى الدَّقيق(الاثناعشري).يحتوي السَّائِل البنكرياسي على إنزيمات هاضمة تساعد على هضم الطعام.

بالنسبة إلى التهاب البنكرياس الحاد، يحدث الالتهاب بسرعة ويهدأ خلال بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.

بالنسبة إلى التهاب البنكرياس المزمن، يكون الالتهاب مستفحلًا ويستمر لفترةٍ طويلةٍ، ممَّا يُسبب ضررًا دائمًا وتندبًا (تليفًا) بالبنكرياس،ويكُون هذا التليف العلامة الرئيسية لالتهاب البنكرياس المزمن.مع استفحال التهاب البنكرياس المزمن، تتخرب الخلايا التي تُنتج الإنزيمات الهاضمة في السَّائِل البنكرياسي ببطءٍ مع مرور الزمن.

تحديد موضع البنكرياس

أسباب التهاب البنكرياس المزمن

في الولايات المتحدة، ينجُم نحو نصف حالات التهاب البنكرياس المزمن عن استهلاك الكحول بشكلٍ مفرطٍ،كما يُواجه الأشخاص الذين يدخنون السجائر زيادةً في خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن أيضًا.

تنطوي الأَسبَاب الأقل شيوعًا لالتهاب البنكرياس المزمن على اضطرابات وراثيَّة، مثل التليُّف الكيسي أو التهاب البنكرياس الوراثي أو التهاب البنكرياس المناعي الذاتي.وفي حالاتٍ نادرة، تؤدي نوبة شديدة لالتهاب البنكرياس الحاد إلى حدوث تندُّب دائم في البنكرياس (تليف)، ممَّا يؤدي إلى حدوث التهاب البنكرياس المزمن.يحدث التهاب البنكرياس المزمن عند بعض الأشخاص عندما تنسد القناة البنكرياسية بحصى أو ورم.

لا يوجد سببُ واضح لبعض حالات التهاب البنكرياس المزمن ( مجهولة السبب).في البلدان المدارية (مثل، الهند وأندونيسيا ونيجيريا)،يحدث التهاب البنكرياس المزمن مجهول السبب عندَ الأطفال والبالغين اليافعين (يُسمَّى التهاب البنكرياس المداري).

أعراض التهاب البنكرياس المزمن

يكون ألم البطن عرضًا رئيسيًا لالتهاب البنكرياس المزمن.تختلفُ شدَّة الألم في الجزء العلوي من البطن، وقد تستمر النوبات أو الهجمات لعدَّة ساعات أو أسابيع عديدة.يميل الألم إلى أن يُصبح مستمرًا في مرحلةٍ لاحقةٍ من المرض.يتفاقم الألم بعد وجبات الطعام عادةً، ويمكن أن يخفّ عند الجلوس في وضعٍ مستقيم أو عند الميل إلى الأمام.

مع استفحال التهاب البنكرياس المزمن وتخرُّب الخلايا التي تُنتِجُ الإنزيمات الهاضمة، قد يتوقف الألم في البطن.

يكُون قُصور البنكرياس العرضَ الرئيسي الآخر لالتهاب البنكرياس المُزمِن،وقُصور البنكرياس هُوَ انخفاض في كمية الإنزيمات الهاضمة في السَّائِل البنكرياسي.مع انخفاض كمية الإنزيمات الهاضمة، يجري تفكيك الطعام بشكلٍ ناقصٍ،ولا يحدث امتصاص مناسب للطعام الذي جرى تفكيكه بشكلٍ ناقصٍ (سوء امتصاص)، وقد يكون براز الشخص كبير الحجم، وذو رائحة كريهة بشكل غير مألوف، ودهنيًا (الإسهال الدهني).يكون البراز بلون فاتح وقد يحتوي حتَّى على قطيرات دهنية.كما قد تُوجَد ألياف عضليَّة غير مهضومة في البراز أيضًا.كما يؤدي الامتصاص الناقص للطعام إلى سوء في التغذية، وعوز الفيتامينات، وفقدان الوزن أيضًا.

مُضَاعَفات التهاب البنكرياس المزمن

يمكن أن يحدث تجمُّعٌ للسائل يُسمَّى الكيسة الكاذبة البنكرياسيَّة.يُمكن أن تنزف الكيسة الكاذبة أو تتمزَّق، وقد تُسبب الكيسات التي توسَّعت الألمَ أو انسدادًا في الاثناعشري أو في الأقنية الصفراويَّة.

وفي نهاية المطاف، قد تتخرَّب خلايا البنكرياس التي تُنتج الأنسولين، ممَّا يؤدِّي إلى الإصابة بداء السُّكَّري بشكلٍ تدريجي.

يُواجه مرضى التهاب البنكرياس المزمن زيادةً في خطر سرطان البنكرياس.

تشخيص التهاب البنكرياس المزمن

  • فُحوصات تصويرية

  • اختبارات وظائف البنكرياس

  • الاختبارات الدَّمويَّة في بعض الأحيان

يشتبه الطبيب في التهاب البنكرياس المزمن بسبب الاعراض عند الشخص وتاريخ من نوبات التهاب البنكرياس الحاد أو معاقرة الخمرة بشكلٍ مفرطٍ.يستخدم الأطباء نتائج الفحوصات التصويرية واختبارات وظائف البنكرياس لوضع التشخيص.

هل تعلم...

  • ينبغي على أي شخص مصاب بالتهاب البنكرياس المزمن تجنُّب الكحول والتدخين.

الفحوصات التصويرية

قد يستخدم الأطباءُ تصوير البطن بالأشعَّة السِّينية للتَّحرِّي عن ترسُّبات الكالسيوم في البنكرياس، وتكون هذه الترسبات موجودة عند بعض أشخاص لتهاب البنكرياس المزمن.

قد يُجرى التصوير المقطعي المحوسب (CT) للبطن لإظهار تغيُّرات التهاب البنكرياس المزمن وللتحري عن مضاعفات، مثل الكيسة الكاذبة.

يستخدمُ الكثير من الأطباء حاليًّا نوعًا خاصًا من التصوير بالرنين المغناطيسي يسمى تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة بالرنين المغناطيسي،حيث يُظهر هذا الفحص التصويري الأقنية الصفراوية والبنكرياسية بشكل أكثر وضوحًا من التصوير المقطعي المُحوسَب.

يُتيح تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة التنظيري بالطريق الراجع للأطباء استعراض القناة الصفراويَّة والقناة البنكرياسيَّة.ونادرًا ما يستخدم الأطباء هذا الاختبار لتشخيص التهاب البنكرياس المزمن، ولكنَّهم قد يستخدمونه عند الحاجة إلى معالجة مُعيَّنة للقناة البنكرياسيَّة، مثل وضع أنبوب (دعامة) من خلال انسداد، أو إزالة حصاة موجودة في القناة.

التصويرالتنظيري بالأمواج فوق الصوتيَّة (تمرير أنبوب معاينة مرن مع مسبار تخطيط الصدى موصول به عبر الفم إلى المعدة والجزء الأول من المعى الدَّقيق)، هو فحص تصويري آخر يساعد على كشف التشوهات في البنكرياس والقناة البنكرياسية.

نظرًا إلى أنَّ المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن يُواجهون زيادةً في خطر سرطان البنكرياس، يجعلُ أي تفاقُمٍ للأعراض أو تضيُّق في قناة البنكرياس الأطباءَ يشتبهون في السرطان.وفي مثل هذه الحالات، من المرجَّح أن يُجري الطبيب اختباراتٍ دمويَّة، و/أو التصوير بالرنين المغناطيسي، و/أو التصوير المقطعي المُحوسَب، و/أو التصويرالتنظيري بالأمواج فوق الصوتيَّة.

فهم تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية التنظيري بالطريق الراجع (ERCP)

ينطوي تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية التنظيريّ بالطريق الرَّاجع على استخدام صبغة ظليلة على الأشعة عبر منظار يجري إدخاله في الفم وعبر المعدة إلى داخل الاثناعشريّ.يجري حقن الصبغة الظليلة على الأشعة في القناة الصفراوية من بعد مَصَرَّةُ أودي sphincter of Oddi مباشرةً،ومن ثمَّ ترجع الصبغة الظليلة على الأشعة إلى القناة الصفراوية وغالبًا ما تُظهِرُ القنوات البنكرياسية.

كما يمكن أيضًا استخدام أدوات جراحيَّة مع المنظار، مما يُساعد الطبيب على إزالة الحصاة من القناة الصفراوية أو إدراج أنبوب (الدعامة) لتجاوز القناة الصفراوية المسدودة بسبب التندب أو السرطان.

اختبارات وظيفة البنكرياس

بالنسبة إلى التهاب البنكرياس المزمن، قد يوصي الأطباء بإجراء اختبارات للبنكرياس أيضًا لمعرفة كيف تقوم بوظائفها.تساعد هذه الاختبارات الأطباء على تحديد ما إذا كان هناك قصور في البنكرياس يُمكن أن يُسبب سوء الامتصاص.قد يُجرَى تفحص للبراز حول مستويات الشحوم أو إنزيم هضميّ مثل الإيلاستاز،حيثُ يُشير انخفاض مستويات الإيلاستاز إلى قصور في البنكرياس.

اختبارات الدم

تكون اختبارات الدم أقل فائدة في تشخيص التهاب البنكرياس المزمن بالمقارنة مع فائدتها في تشخيص التهاب البنكرياس الحاد، ولكنَّها قد تشير إلى ارتفاع مستويات الأميلاز والليباز (إنزيمان تُنتجهما البنكرياس).كما يمكن استعمال اختبارات الدم أيضًا للتَّحرِّي عن مستوى السُّكَّر (الغلوكوز) في الدَّم، والذي قد يكون مرتفعًا.

علاج التهاب البنكرياس المزمن

  • ضبط الألم

  • مُكمِّلات إنزيم البنكرياس

  • تدبير السُّكَّري

يختلف مآل التهاب البنكرياس المزمن بين شخصٍ وآخر.

وحتى إذا لم يكُن الكحول هو السبب، ينبغي على جميع المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن تجنُّب شرب الكحول والتَّوقُّف عن التدخين.

ضبط الألم

يُعدُّ ضبط الألم الجزء الأكثر تحدِّيًا في تدبير التهاب البنكرياس المزمن، وتُركِّز المُعالجَات على التقليلِ من الألم وإبطاء استفحال المرض.قد يؤدي تناول أربع أو خمس وجبات في اليوم مُكوَّنة من طعامٍ قليل الشحوم إلى التقليل من إنتاج إنزيمات البنكرياس وتخفيف الألم.

في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى المُسكِّنات الأفيونيَّة لتخفيف الألم.لا تنجح تدابير تخفيف الألم كثيرٍ من الأحيان، مما يستدعي استعمال كميات متزايدة من المواد الأفيونية، الأمر الذي قد يضع الشخص في مواجهة خطر الإدمان على استعمالها.قد يوصي الأطباء باستعمال أدوية إضافيَّة للألم، مثل مضادَّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات والغابابنتين والبريغابالين ومُثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، ويصفونها إما وحدها أو في توليفةٍ مع المواد الأفيونيَّة لتدبير الألم المزمن، ولكن تختلف النتائج بين شخصٍ وآخر.تكون نتائج المعالجة الدَّوائيَّة للألم في التهاب البنكرياس المزمن غير مرضية غالبًا.

قد يقوم الأطباء بإعطاء الستيرويدات القشرية لعلاج التهاب البنكرياس المناعي الذاتي.

قد يستعمل الأطباء المنظار الداخلي (أنبوب معاينة مرن) للقيام بالمعالجة في بعض الأحيان.قد تُستخدَم المعالجة بالمنظار الدَّاخلي مع تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة التنظيري بالطريق الرَّاجع لتصريف القناة المسدودة بالتَّندُّب (تضيُّق stricture) أو الحَصى أو كليهما.قد يؤدي هذا الإجراء إلى تخفيف الألم.

قد يستخدم الأطباءُ تفتيت الحصاة (إجراء ينطوي على استعمال موجات صادمة لتفتيت الحَصيَات) لمعالجة الحصى الكبيرة أو المُنحشرة في قناة البنكرياس.

قد تكون المعالجة الجراحيَّة خيارًا إذا توسَّعت أقنية البنكرياس أو عند وجود كتلة التهابيَّة في إحدى مناطق البنكرياس.فمثلًا، عند توسع القناة البنكرياسيَّة، يؤدِّي تكوين مجازة من البنكرياس إلى المعى الدَّقيق إلى تخفيف الألم عند حَوالى 70 إلى 80 ٪ من الأشخاص،وفي حال لم يكن هناك توسع في القناة، قد يحتاج الأطباءُ إلى استئصال جزء من البنكرياس.يعني استئصال جزءٍ من البنكرياس أنَّ الخلايا التي تنتج الأنسولين تُستأصلُ أيضًا، وقد يحدث مرض السكري.يستخدمُ الأطباء المعالجة الجراحية فقط مع الأشخاص الذين توقفوا عن معاقرة الخمرة والذين يستطيعُون تدبير أية حالة من السكري تحدث.

في بعض الأحيان، يمكن أن تُسبِّبَ الكيسة الكاذبة البنكرياسيَّة ألمًا عندما تتوسَّع، وقد تحتاج إلى تصريفها (إزالة الضغط) بالتنظير الداخلي أو عبر الجلد فوقها.

مُكمِّلات الإنزيم البنكرياسي

قد تُخففُ مُكمِّلات الإنزيم البنكرياسي الألمَ المزمن من خلال تقليل إنتاج إنزيمات البنكرياس.رغم أنَّه غالبًا ما يُجرِّبُ الأطباء العلاج الإنزيمي لأنَّه آمن وتأثيراته الجانبية قليلة، قد لا يُخفف من الألم بشكل كبيرٍ.

وبالنسبة للأشخاص اذلين لديهم قصور في البنكرياس، فإنَّ أخذ أقراص أو كبسُولات تحتوي على خُلاصات إنزيم البنكرياس مع الوجبات يمكن أن يقلل من دهنية البرازا ويُحسِّن امتصاص الطعام، ولكنَّ من النادر أن يجري التخلص من هذه المشاكل.ينبغي أخذ المُكمِّلات مع وجبات الطعام.أحيانًا يوصي الأطباءُ الأشخاص بأخذ حاصر الهستامين 2 (H2) أو مُثبِّط مضخة البروتون (أدوية تُقلِّلُ من إنتاج حمض المعدة أو تحول دون إنتاجه) مع مُكمِّلات إنزيم البنكرياس.مع المُعالجة بإنزيمات البنكرياس، يكتسبُ الشخص بعض الوزن عادةً، ويكون عدد مرات التبرز في اليوم أقل، ولا تظهر قطيرات دهنية في برازه، ويشعر بتحسن بشكلٍ عام.إذا كانت هذه التدابير غيرَ فعَّالة، يُمكن أن يحاول الشخص التقليل من مدخول الدهون بشكل أكثر،كما قد يحتاج أيضًا إلى مُكملات الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون (فيتامين A وD وE وK).

تدبيرُ السُّكَّري

(انظر أيضًا معالجة السُّكَّري).

نادرًا ما تساعد الأدوية الخافضة لسكر الدَّم والتي تُؤخَذُ عن طريق الفم على معالجة السُّكَّري النَّاجم عن التهاب البنكرياس المزمن.يحتاجُ الأشخاص إلى الأنسولين بشكلٍ عام، ولكنَّه يمكن أن يُسبب مشكلة، وذلك لأنَّه يكون لدى الأشخاص مستويات منخفضة من الغلوكاغون أيضًا، وهو هرمون يعمل على مُوازَنة تأثيرات الأنسولين.تُؤدِّي زيادة الأنسولين في مجرى الدَّم إلى انخفاضٍ في مستويات الغلوكوز (السكر) في الدَّم، ممَّا يُمكن أن يُسبب غيبوبة نقص سكر الدَّم hypoglycemic coma (انظر أعراض نقص السُّكَّر في الدَّم).

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID