عدم تكافؤ حجم الحدقتين

(تفاوت الحدقتين)

حسبChristopher J. Brady, MD, Wilmer Eye Institute, Retina Division, Johns Hopkins University School of Medicine
تمت مراجعته جمادى الأولى 1445

الحدقة هي المركز الأسود للعين.تتسع الحدقة لأكبر درجة في الضوء الخافت، وتتضيق لأدنى درجة في الإضاءة الخافتة.عادة ما تكون كلا الحدقتان بنفس الحجم، وتستجيبان للضوء بشكل متساوٍ.يسمى عدم التكافؤ في حجم الحدقتين عند الشخص نفسه بتفاوت الحدقتين anisocoria.

إذا كان حجم الحدقتين غير متساوٍ، فقد يلاحظ الشخص الفارق بينهما.وفي أغلب الأحيان، لا يمكن ملاحظة عدم تكافؤ حجم الحدقتين إلا من قبل الطبيب في أثناء الفحص.وعادة ما لا يسبب تفاوت حجم الحدقتين أية أعراض، ويمكن أن يواجه الشخص أحيانًا صعوبة في التركيز على الأشياء القريبة.ويمكن أحيانًا لبعض الحالات المستبطنة أن تُسبب أعراضًا أخرى مثل الألم والاحمرار في العين، وفقدان الرؤية، وتدلي الجفن، والرؤية المزدوجة، والصُّدَاع.غالبًا ما تكون هذه الأَعرَاض الأكثر وضوحًا السبب في طلب الأشخاص للرعاية الطبية غالبًا، وذلك أكثر من عدم تكافؤ حجم الحدقتين.

أسباب عدم تكافؤ حجمي الحدقتين

السبب الأكثر شيوعًا لعدم تكافؤ حجمي الحدقتين هو

  • تفاوت الحدقتين الفيزيُولوجي

تفاوت الحدقتين الفيزيولوجي هو اختلاف حجم حدقتي العين بشكل طبيعي؛دون أن يكون هناك اضطراب مرضي.يحدث ذلك عند حَوالى 20٪ من الأشخاص مدى الحياة، ويُعد الاختلاف طبيعيًا ولا يستدعي أي تدخل علاجي.وتستجيب كلا الحدقتان للنور والظلام بشكل طبيعي لدى هؤلاء الأشخاص، دون أن يترافق ذلك بأية أعراض.

وفي حالات أقل شيوعًا، قد ينجم عدم تكافؤ حجمي الحدقتين عن

  • اضطرابات العين

  • اضطرابات الجهاز العصبي

يمكن للحدقة الأكبر حجمًا أو الأصغر حجمًا أن تكون غير الطبيعية، وذلك اعتمادًا على السبب.في كثير من الأحيان، تكون الحدقة الأكبر حجمًا غير قادرة على التضيق بشكل طبيعي.ولكن، في بعض الأحيان، كما هي الحال في مُتلازمة هورنر، فإن الحدقة الأصغر تكون غير القادرة على التوسع.إذا كانت الحدقة الأكبر حجمًا هي غير الطبيعية، فإن الفرق بين حجمي الحدقتين يكون أكبر في الضوء الساطع.أما إذا كانت الحدقة الأصغر هي غير الطبيعية، فإن الفرق بين حجمي الحدقتين يكون أكبر في الضوء الخافت.

تشمل اضطرابات العين التي تسبب عدم تكافؤ حجمي الحدقتين كلًا من العيوب الخلقية وإصابات العين.كما يمكن لبعض الأدوية التي تُطبق في العين أن تؤثِّر في الحدقة.يمكن لهذه الأدوية أن تكون قطرات تهدف إلى مُعالَجَة اضطرابات العين (مثل، هوماتروبين الذي يُستخدم لعلاج بعض الاضطرابات أو الإصابات، أو بيلوكاربين الذي يُستخدم لعلاج الزرق)، أو قد تكون أَدوِيَة أو مواد دخلت إلى العين عن طريق الخطأ (مثل سكوبولامين الذي يُستخدم في علاج دوار الحركة، أو نباتات مثل جيمسونويد، أو بعض المبيدات الحشرية).يمكن لالتهاب القزحية وأنواع معينة من الزرق أن تُسبب عدم تكافؤ حجمي الحدقتين، إلا أن هذا العَرَض غالبًا ما يكون أقل أهمية أمام ما يعانيه المريض من ألم شديد في العين.

أما اضطرابات الجهاز العصبي التي تسبب عدم تكافؤ حجمي الحدقتين فهي تلك التي تؤثِّر في العصب القحفي الثالث أو أجزاء معينة من الجهاز العصبي الودي أو نظير الودي (الجهاز العصبي اللاإرادي).تحمل هذه المسارات الإشارات العصبية إلى الحدقة والعضلات التي تتحكم في العين والجفن.وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز العصبي تؤثِّر في الحدقة كثيرًا ما يُعانون من تدلي الجفن، والرؤية المزدوجة، و/أو الانحراف العيني الواضح.تشمل اضطرابات الدماغ التي يمكن أن تؤثِّر في هذه المسارات كلاً من السكتات الدماغية، والنزف الدماغي (العفوي أو الناجم عن إصابة في الرأس)، والأورام والعدوى في حالات أقل شيوعًا.أما الاضطرابات خارج الدماغ التي تؤثِّر في الجهاز العصبي الودي فتشمل الأورام والإصابات التي تحدث في الرقبة أو الجزء العلوي من الصدر.تُشير مُتلازمة هورنر إلى مزيج من تضيق الحدقة وتدلي الجفن وغياب التعرّق حول العين المصابة.تنجم مُتلازمة هورنر عن انقطاع التوصيل العصبي من الأعصاب الودية المؤدية إلى العين أيًا كان سببه.

الجدول
الجدول

تقييم عدم تكافؤ حجمي الحدقتين

يكون الهدف الأول للطبيب هو تحديد ما إذا كانت الحدقتان دائمًا غير متكافئتين في الحجم، أو أن الحالة ناجمة عن سبب عارض، مثل تناول دواء، أو مادة كيميائية، أو مرض.وبعد ذلك، يصبح الهدف تحديد ما إذا كانت المشكلة تكمن في الحدقة الأكبر أو الأصغر حجمًا.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

يمكن لبعض الأعراض والعلامات أن تستدعي القلق عند الأشخاص الذين يعانون من عدم تكافؤ حجمي الحدقتين.وتشتمل على

متى ينبغي زيارة الطبيب

يجب على المرضى الذين تظهر لديهم أي من العلامات التحذيرية مراجعة الطبيب على الفور.في حين يجب على المرضى الذين لا تظهر لديهم أي من العلامات التحذيرية، ولكنهم يعانون من أعراض أخرى، الاتصال بالطبيب.يمكن للطبيب أن يقرر مدى الحاجة إلى السرعة في العلاج بناءً على أعراض المريض.أما الأشخاص الذين لاحظوا عدم تكافؤ حجمي الحدقتين لديهم دون أن يترافق ذلك مع أية أعراض، فيمكنهم الانتظار عادةً لأسبوع أو أسبوعين لزيارَة الطَّبيب.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يسأل الطبيب في البداية بعض الأسئلة حول أعراض الشخص وتاريخه الطبي، بما في ذلك بعض الأسئلة حول التدخين.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.من شأن ما يجده الطبيب في أثناء الفَحص السَّريري وتحري التاريخ الطبي للمريض أن يشير إلى سبب عدم تكافؤ حجمي الحدقتين (انظر جدول بعض أسباب وسمات تفاوت الحدقتين) ويساعد على تحديد الاختبارات التي ينبغي القيام بها.

سوف يسأل الطبيب الشخص متى لاحظ عدم تكافؤ حجمي الحدقتين لديه، وما إذا كان يعاني من مشاكل رؤية في الضوء أو الظلام، وما إذا كان يشكو من أية أعراض أخرى.تشمل الأَعرَاض الهامة الأخرى كلاً من تدلي الجفون، والرؤية المزدوجة، والألم المترافق مع التعرض للضوء الساطع، وفقدان الرؤية، والألم في العين.أما الأَعرَاض الهامة الأخرى غير العينية فتشمل الصُّدَاع، والدوخة أو فقدان التوازن، والسعال، والألم في الصدر، وضيق التنفُّس.سوف يسأل الطبيب الشخص ما إذا تعرض لإصابة حديثة في الرأس أو العين، وما إذا كان يستخدم قطرات عينية، وما إذا كان أصيب سابقًا بأي اضطراب في العين أو خضع لجراحة عينية.

يركز الفَحص السَّريري على الرأس والعينين.يقوم الطبيب بفحص الحدقة في غرفة مضيئة تارةً ومظلمة تارةً أخرى.سوف يتحرى الطبيب ما إذا كانت عينا الشخص تتحركان بشكل طبيعي عندما يطلب من الشخص تتبع حركة إصبعه بعينيه صعودًا وهبوطًا، يسارًا ويمينًا ونحو العينين.يقوم الطبيب بفحص عين المريض بشكل كامل، وعادة ما يكون ذلك باستخدام المصباح الشِّقّي (وهي أداة تمكن الطبيب من فحص العين بتكبير عالٍ).ويجري تقييم الأعراض العينية الأخرى حسب الضرورة.قد يستخدم الطبيب القطرات العينية لاختبار كيفية استجابة الحدقة للأدوية التي تتسبب تضيّق أو توسع الحدقة.

قد يقوم الطبيب أحيانًا بمعاينة صور قديمة للشخص (الصورة الشخصية على بطاقة الهوية مثلًا) لتحري ما إذا كانت الحدقتان متساويتان حجمًا أم لا أو إذا كان الجفن (أو الأجفان) متدليًا.

عادة ما يشير وجود أعراض عينية، مثل الألم، أو الاحمرار، أو الرؤية الضبابية، أو الحساسية للضوء إلى وجود اضطراب في العين.وإذا كان المريض يشكو من تدلي الجفون، أو ضعف الرؤية، أو الصُّدَاع، أو صعوبات في التوازن، فغالبًا ما يشير ذلك إلى الإصابة بمُتلازمة هورنر أو شلل العصب القحفي الثالث (ربما بسبب اضطرابًا في المخ).وإذا كانت أعراض المريض تقتصر فقط على الرؤية الضبابية التي حدثت مؤخرًا، وخاصة عند التركيز على الأشياء القريبة، فقد يكون سبب المشكلة لديه توسع الحدقة الناجم عن دواء معين.أما المرضى الذين لا يعانون من أية أعراض أو تشوهات أخرى، فغالبًا ما تكمن المشكلة لديهم في حالات مزمنة، مثل عدم تكافؤ حجمي الحدقتين الفيزيُولوجي، أو عيوب خلقية في القزحية، أو الحدقة المتوترة (حدقة إيدي) Adie pupil (انظر جدول بعض أسباب وسمات تفاوت الحدقتين).

الاختبارات

عادة ما تكون الاختبارات غير ضرورية ما لم يشتكي الشخص من أعراض أخرى.غالبًا ما يحتاج المرضى الذين يعانون من مُتلازمة هورنر أو شلل العصب القحفي الثالث إلى إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو تصوير مقطعي محوسب (CT).قد يحتاج المرضى الذين يعانون من مُتلازمة هورنر أيضًا إلى إجراء تصوير مقطعي محوسب للصدر.

علاج عدم تكافؤ حجمي الحدقتين

قد تكون مُعالَجَة عدم تكافؤ حجمي الحدقتين غير ضرورية بحد ذاتها.ولكن، قد يكون من الضروري علاج السبب المستبطن

النقاط الرئيسية

  • عدم تكافؤ حجمي الحدقتين هو حالة شائعة جدًا، وغالبًا ما يكون مجرد تباين طبيعي.

  • يقوم الطبيب بفحص الحدقتين في وسط مضيء ووسط مظلم للمساعدة على تحديد السبب.

  • كما قد يقومون أيضًا بفحص صورة قديمة للشخص أو رخصة القيادة الخاصة به، وإجراء اختبارات تشخيصية أخرى.

  • إذا ترافقت تلك الحالة مع تدلي الجفن أو الرؤية المزدوجة فقد تشير إلى اضطراب خطير.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID