الومضات الضوئية والأجسام الطافية

حسبChristopher J. Brady, MD, Wilmer Eye Institute, Retina Division, Johns Hopkins University School of Medicine
تمت مراجعته جمادى الأولى 1445

الومضات الضوئية هي إحساس الشخص برؤية ومضات ساطعة، أو أضواء، أو إشعاعات ضوئية غير صادرة عن مصدر ضوئي خارجي.الأجسام الطافية في العين هي بقع أو خيوط تبدو متحركة ضمن الحقل البصري للشخص، إلا أنه لا وجود لها على أرض الواقع.تُعد الومضات والأجسام الطافية من الحالات الشائعة.

أسباب الومضات الضوئية والأجسام الطافية

تحدث الومضات الضوئية عندما تتحفز الشبكية بشيء ما يقع خلف مصدر الضوء في المشهد، والشبكية هي البنية الحساسة للضوء في مؤخرة العين.يدفع هذا التحفيز شبكية العين لإرسال إشارات إلى الدماغ.قد يفسر الدماغ الإشارة كومضة ضوئية مفاجئة بسيطة قد تبدو مثل البرق أو البقع أو النجوم (ترائي الومضات photopsia).قد يحدث ترائي الومضات عند فرك العينين.

تُشاهَد الأجسام الطافية عندما يُلقي جسم ما في كرة العين ظلّه على الشبكية، التي هي البنية الحساسة للضوء في مؤخرة العين.وغالبًا ما يفسر الدماغ هذا الإحساس على أنه جسم مرئي أو أشياء تطفو في المجال الخارجي للرؤية.قد يعتقد الشخصُ بأنَّه يشاهد سربًا من الذباب أو البعوض، أو مجموعة من البقع، ولكنه يدرك بعدها أنَّ ذلك غير موجود فعليًا.

نظرة داخل العين

السبب الأكثر شُيُوعًا للأجسام الطافية والومضات الضوئية هو

  • انكماش المادة الهلامية التي تملأ مقلة العين (الخِلط الزجاجي)

في المراحل المبكرة من الكهولة، قد يلاحظ الأشخاص من حين لآخر خيوطًا عائمة في مجال الرؤية لإحدى أو كلتا العينين، وهو ما يكون مرتبطًا بتقلص الخلط الزجاجي.نادرًا ما يشير هذا النوع من الأجسام الطافية (تُسمى العوائم الزجاجية التقلصية أو مجهولة السبب) إلى أي شيء ضار.ومع ذلك، يستمر الخِلط الزجاجي في الانكماش في عمر يتراوح بين نَحو 50 إلى 75 سنة، وقد ينفصل عن الشبكية من حين لآخر.يمكن لهذه الانفصالات الشبكية أن تحفز الشبكية، وتوهم بوجود ضوء، يُفسره الدماغ كومضات.ومع الوقت، ينفصل الخِلط الزجاجي بشكل كامل عن الشبكية (انفصال الخِلط الزجاجي vitreous detachment) كجزء طبيعي من الشيخوخة.

تشمل الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا ولكن الأكثر خطورة

  • انفصال الشبكية

  • تمزق شبكية العين

  • النزف في الخِلط الزجاجي

  • التهاب الخِلط الزجاجي

يمكن لصداع الشقيقة أن يُسبب أعراضًا بصرية في بعض الأحيان.قد تكون هذه الأَعرَاض البصرية عبارة عن خطوط بيضاء وامضة خشنة تظهر في البداية في منتصف مجال الرؤية ومن ثم تنتشر في كامل مجال الرؤية (لا تبدو كأجسام مفردة كما هو حال الأجسام الطافية).ثم تتلاشى من تلقاء نفسها في غضون 20 دقيقة، حيث تختفي أولًا من مجال الرؤية المحيطي ثم من مركز مجال الرؤية.ليس من الضروري أن تترافق هذه الحالة مع صداع.تُدعى هذه الأَعرَاض بالشقيقة البصرية أو المرئية.كما قد يشتكي المرضى من أعراض مماثلة أو فقدان الرؤية في جزء من العين لمدة 10 إلى 60 دقيقة، وغالبًا ما يكون ذلك قبل بدء الصُّدَاع النصفي (تسمى أورة الشقيقة migraine aura).في هذه الحالات تكون الأَعرَاض ناجمة عن ظاهرة في الدماغ، وليس في شبكية العين.

وقد تنجم الومضات الضوئية أحيانًا عن ضربة على الجزء الخلفي من الرأس ("رؤية نجوم")، ربما بسبب تحفيز جزء الدماغ المسؤول عن تفسير الرؤية.

في حالات نادرة، يمكن للأورام العينية (مثل الورم اللمفي) والتهاب الخلط الزجاجي أن يكونا من أسباب الأجسام الطافية.يمكن للأجسام الغريبة في العين أن تسبب ظهور الأجسام الطافية، ولكن عادة ما تُسبب أيضًا أعراضًا أخرى، مثل فقدان البصر، أو الألم العيني، أو احمرار العين والتي تسبب إزعاجًا أكبر من إزعاج الأجسام الطافية.

الجدول
الجدول

تقييم الومضات الضوئية والأجسام الطافية

لا تتطلب جميع حالات الومضات الضوئية أو الأجسام الطافية تقييمًا فوريًا من قبل الطبيب.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

يمكن لبعض الأَعرَاض والسمات أن تكون مدعاة للقلق عند الأشخاص الذين يشكون من ظهور الأجسام الطافية أو الومضات الضوئية في مجال الرؤية لديهم.وتشتمل على

  • الزيادة المفاجئة في أعداد الأجسام الطافية

  • ومضات ضوئية متكررة مشابهة لومضات البرق

  • فقدان كامل أو جزئي للرؤية (يشعر المريض غالبًا وكأن جزءًا من مجال رؤيته مغطى بستارة أو ظل)

  • إجراء جراحة عينية مؤخرًا أو تعرض العين لإصابة

  • ألم في العين

متى ينبغي زيارة الطبيب

على الرغم من أن معظم حالات الأجسام الطافية والومضات الضوئية لا تكون خطيرة، إلا أن ترافق ظهور الأجسام الطافية مع إحدى العلامات التحذيرية يستدعي زيارة طبيب العيون في أقرب وقت ممكن.فقد يكون المريض مصابًا باضطراب في الجسم الزجاجي أو شبكية العين، وفي هذه الحالة فإن الانتظار لبضعة أيام، أو حتى بضع ساعات أحيانًا، قد يؤدي إلى فقدان دائم للرؤية.أما المرضى الذين لا تظهر لديهم أي من العلامات التحذيرية والذين بدأوا يلاحظون بعض الأجسام الطافية و الومضات الضوئية في مجال الرؤية لديهم فيمكنهم زيارة الطبيب في أقرب فرصة، على الرغم من أن التأخر لبضعة أيام أو أكثر لن يكون ضارًا على الأرجح.والمرضى الذين يشتكون من ظهور الأجسام الطافية أو الومضات الضوئية بين الحين والآخر، دون أن يترافق ذلك مع أية أعراض أخرى، فينبغي أن يخضعوا لفحص عيني في مرحلة ما، ولكن التوقيت ليس حرجًا جدًا.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يقوم الطبيب في البداية بتوجيه بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص وتاريخه الطبي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.من شأن ما يجده الطبيب في أثناء الفَحص السَّريري وتحري التاريخ الطبي للمريض أن يُشير غالبًا إلى سبب ظهور الأجسام الطافية أو الومضات الضوئية، وأن يحدد الاختبارات التي قد يحتاج المريض إلى القيام بها (انظر جدول بعض أسباب وسمات الومضات الضوئية والأجسام الطافية).

سوف يطلب الطبيب من الشخص أن يصف الأجسام الطافية أو الومضات الضوئية التي يشاهدها، ثم يوجه له الأسئلة التالية

  • متى لاحظ ظهور الأعراض لأول مرة

  • ما هي خصائص الأجسام أو الوامضات المُشاهَدة (مثل الشكل والحركة والتكرار)

  • هل تظهر الأعراض للمريض في عين واحدة أو في كلتا العينين

  • هل يرى الشخص أضواء وامضة، أو يعجز عن الرؤية في جزء من مجال الرؤية أو يبدو مغطىً بستار

  • هل تعرض الشخص سابقًا لإصابة في العين أو خضع لجراحة عينية

  • هل يعاني المريض من أَعرَاض أخرى (مثل عدم وضوح الرؤية، احمرار العين، الألم العيني، الصُّدَاع)

  • هل يعاني الشخص من قصر النظر

  • هل يعاني الشخص من اضطرابات قد تؤثِّر في الرؤية، مثل مرض السكّري أو اضطرابات الجهاز المناعي

يُعد الفحص العيني الجزء الأكثر أهمية من الفَحص السَّريري.من خلال الفحص العيني يتحرى الطبيب حدة البصر، وحركات العينين، واستجابة بؤبؤ العين للضوء.ويتحرى الطبيب أيضًا وجود احمرار في العينين، والمجال البصري للمريض بحثًا عن أية مساحات عمياء.

التنظير العيني هو الجزء الأكثر أهمية من فحص العين.يستخدم الطبيب أولًا قطرة عينية لتوسيع البؤبؤ.ثم يستخدم الطبيب منظار العين ophthalmoscope (ضوء مع عدسات مكبرة تضيء الجزء الخلفي من العين) لفحص باطن عين الشخص، بما في ذلك أكبر قدر ممكن من شبكية العين.إذا وجد الطبيب بأن سبباً خطيراً قد يقف وراء ظهور الأجسام الطافية أو الومضات الضوئية، فمن الضروري جدًا استشارة طبيب العيون المختص.اختصاصي طب العيون هو الطبيب الذي تخصص في فحص وعلاج الاضطرابات العينية (سواءً بشكل جراحي أو غير جراحي).

يتم قياس الضغط في العين (الضغط داخل الحجاج) بعد وضع قطرة من مادة مخدرة في العين.

بعد ذلك يقوم الطبيب بوضع قطرة من صباغ الفلوريسئين في العين ومن ثم يستخدم المصباح الشِّقّي لفحص العين بأكملها (أداة تمكن الطبيب من فحص العين تحت التكبير العالي).

الاختبارات

يمكن للأطباء العامين في كثير من الأحيان اكتشاف الأَسبَاب الأقل خطورة للأجسام الطافية والومضات الضوئية من خلال الفحص المباشر، أما عند الاشتباه بوجود اضطراب خطير، فلا بد من إحالة الشخص إلى طبيب العيون الاختصاصي لوَضع التَّشخيص.يُجري طبيب العيون اختباراً تنظيرياً أكثر دقة وتفصيلاً للعين، ويمكن أن يجري المزيد من الاختبارات.على سبيل المثال، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار لتحديد ماهية الكائنات الدقيقة التي سببت عدوى التهاب الجسم الزجاجي.

علاج الومضات الضوئية والأجسام الطافية

لا تتطلب الأجسام الطافية الناجمة عن انكماش الخِلط الزجاجي أي علاج. والخِلط الزجاجي هو المادة الهلامية التي تملأ الجزء الخلفي من مقلة العين.كما تنجُم العديد من الومضات عن تقلص المادة الزجاجية ولا تحتاج إلى مُعالجة.

في بعض الأحيان إذا كان لدى الشخص العديد من الأجسام الطافية التي تتداخل مع الرؤية، فيمكن للطبيب استخدام إبرة مجوفة لإزالة الخِلط الزجاجي من العين واستبداله بماء مالح.يسمى هذا الإجراء الجراحي باستئصال الزجاجية vitrectomy.ولكن، يعتقد العديد من الأطباء بأن الأجسام الطافية ليست سبباً كافيًا لاستئصال الزجاجية، وذلك لأن الإجراء قد يؤدي إلى انفصال الشبكية أو إعتام عدسة العين cataract ولأن الأجسام الطافية قد تبقى في نهاية المطاف رغم استئصال الزجاجية.

تعالج الاضطرابات الأخرى التي تسبب الأَعرَاض.على سبيل المثال، يُعالج انفصال شبكية العين جراحيًا.وتستخدم العقاقير المُضادَّة للميكروبات لعلاج العدوى المُسببة لالتهاب الجسم الزجاجي.

النقاط الرئيسية

  • نادرًا ما تكون الحالة خطيرة عند المرضى الذين يعانون من ظهور الأجسام الطافية أو الومضات الضوئية دون أن يترافق ذلك بأي من العلامات التحذيرية.

  • قد يحتاج المرضى الذين يشكون من ظهور أجسام طافية أو ومضات ضوئية مترافقة بأي من العلامات التحذيرية إلى إحالتهم إلى طبيب العيون الاختصاصي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID