لمحة عامّة عن الجهاز العصبي المستقل أو اللاإرادي

حسبPhillip Low, MD, College of Medicine, Mayo Clinic
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

يُنظِّم الجهازُ العصبي المستقل بعضَ عمليات الجسم، مثل ضغط الدَّم ومعدل سرعة التنفُّس.ويعمل هذا النظامُ تلقائيًّا (بشكلٍ مستقل)، دون جهد شعوري من الشخص.

ويمكن أن تؤثّر اضطراباتُ الجهاز العصبي المستقل في أي جزء أو عملية في الجسم.يمكن أن تكونَ الاضطراباتُ المُستقلَّة قابلة للعكس أو مُتفاقّمة.

تشريحُ الجهاز العصبي المستقلّ

يُعدُّ الجهازُ العصبي المُستقل جزءًا من الجهاز العصبي الذي يُعصِّبُ الأعضاء الداخلية بما في ذلك الأوعية الدموية والمعدة والأمعاء والكبد والكلى والمثانة والأعضاء التناسلية والرئتين والحدقتين والقلب والعرق واللُّعاب والغدد الهضمية.

ينقسم الجهازُ العصبي المستقلّ إلى قسمين رئيسيين:

  • وُدّي Sympathetic

  • لاوُدّي Parasympathetic

بعدَ أن يتلقى الجهازُ العصبي المستقل معلومات عن الجسم والبيئة الخارجية، فإنَّه يستجيب من خلال تنبيه عمليات الجسم، والذي قد يتم من خلال القسم الودي، أو تثبيطها، والذي قد يتم من خلال القسم اللاودّي.

يشتمل مسارُ العصب اللاإرادي على خليتين عصبيتين،توجد إحداهما في جذع الدماغ أو الحبل الشوكي؛وهي متّصلة بالخلية الأخرى من خلال الألياف العصبية، وتكون موجودة ضمن مجموعة من الخلايا العصبية (تسمّى عُقدَة مُستَقِلِّيَّة autonomic ganglion).تتّصل الأليافُ العصبية الصَّادرة عن هذه العقدة بالأعضاء الداخلية أو الأحشاء.تتوضَّع معظمُ عقد القسم الودّي خارج الحبل الشوكي على جانبيه مباشرةً.بينما تتوضَّع عقد القسم اللاودّي بالقرب من الأعضاء التي تتَّصل بها أو في داخلها.

وظيفةٌ الجهاز العصبي اللاإرادي أو المستقلّ

يتحكّم الجهازُ العصبي اللاإرادي في عمليات الجسم الداخلية مثل:

  • ضغط الدَّم

  • مُعدَّلات سرعة القلب والتنفس

  • درجة حرارة الجسم

  • الهضم

  • الاستقلاب (وبذلك يُؤثِّر في وزن الجسم)

  • توازن الماء والكهارل (مثل الصُّوديوم والكالسيوم)

  • إنتاج سوائل الجسم (اللعاب والعرق والدموع)

  • التَّبوُّل

  • التَّبرُّز

  • الاستجابة الجنسيَّة

يجري التحكّمُ في الكثير من الأجهزة بشكلٍ رَئيسيَ إمَّا من قبل القسم الودّي أو اللاودّي.يكون للقسمين تأثيران متعاكسان على العضو نفسه في بعض الأحيان؛فعلى سَبيل المثال، يزيد القسمُ الودّي من ضغط الدَّم، بينما يقوم القسم اللاودّي بخفضه.وبشكلٍ عام، يعمل القسمان سويَّةً لضمان استجابة الجسم للحالات المختلفة بشكلٍ مناسب.

بشكلٍ عام، يقوم القسم الودّي بما يلي:

  • تحضير الجسم لحالات التوتّر أو الطوارئ - المُحارَبَة أَو الفِرار fight or flight

وبذلك، يزيد القسم الودّي سرعة القلب وقوة تقلصاته، ويوسّع (أو يمدّد) المسالك الهوائيَّة لجعل التنفس أسهل.يؤدي إلى تحرير الجسم للطَّاقة المُخزَّنة فيه.يزيد قوّة العضلات.كما يتسبَّبُ هذا القسم في تعرُّق راحتي اليدين وتوسُّع الحدقة وانتصاب الشعر.ويبطئ عمليات الجسم التي تكون أقلّ أهمية في حالات الطوارئ، مثل الهضم والتَّبوُّل.

يقوم القسم اللاودي بما يلي:

  • يتحكّم في عمليَّات الجسم في الحالات الطبيعيَّة.

يقوم القسمُ اللاودي عادةً بالصيانة والاسترداد عادة،حيث يُبطئ مُعدَّل ضربات القلب ويُخفِّض ضغط الدَّم.ويُنشِّط السبيلَ الهضمي لمعالجة الطعام وطرح الفضلات.تُستعمَل الطاقة من الطعام المُعالَج لإصلاح وبناء الأنسجة.

يتدخَّل القسمان الودّي واللاودّي في النشاط الجنسي، كما تتدخَّل أجزاء من الجهاز العصبي التي تتحكم في الأفعال الإراديَّة، وتنقل الإحساس من الجلد (الجُملَة العَصَبِيَّة الجَسَدِيَّة somatic nervous system).

يُستَعملُ مِرسالان كيميائيَّان رئيسيان (ناقلان عصبيان) للتواصل داخل الجهاز العصبي اللاإرادي:

  • الأسيتيل كولين Acetylcholine

  • النورإبِينِفرين Norepinephrine

تُسمَّى الأليافُ العصبية التي تُنتِج الأسيتيل كولين الألياف الكولينية المفعول cholinergic fibers.وتُسمَّى الألياف التي تُنتِج النورإبِينِفرين الألياف الأدرينالية المفعول adrenergic fibers.وبشكلٍ عام، يكون للأسيتيل كولين تأثيرات لاودِّيَّة وللنورإبِينِفرين تأثيرات ودّية.إلَّا أنَّه يوجد للأستيل كولين بعض التأثيرات الودّية؛فهو على سبيل المثال يُنشِّط التَّعرق أو يجعل الشعر ينتصب في بعض الأحيان.

الجهازُ العصبي اللاإرادي Autonomic Nervous System

الجدول
الجدول

أسباب الاضطرابات اللاإرادية

يمكن أن تنجمَ الاضطراباتُ المُستقلَّة عن اضطراباتٍ تُلحِق الضَّرر بالأعصاب اللاإرادية أو بأجزاء الدماغ التي تساعد على التحكم في عمليات الجسم، أو قد تحدث من تلقاء نفسها من دون سببٍ واضح.

الأَسبَابُ الشائعة للاضطرابات اللاإرادية هي:

تشمل الأَسبَابُ الأقل شُيُوعًا على ما يلي:

ما تزال الاضطرابات اللاإرادية التي تحدث مع كوفيد-19 قيد الدراسة.ويمكن أن يُسبِّبَ عدم التحمل الانتصابي orthostatic intolerance، وبشكل أقل شيوعًا الاعتلال العصبي اللاإرادي.يصف عدم التحمُّل الانتصابي الخلل في عمل الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يحدث عندما يقف الشخص. وتشتمل الأَعرَاض على الشعور بخفَّة في الرأس، وتغيُّم الرؤية، والضغط في الرأس، والخفقان، والارتعاش، والغثيان، وصعوبة التنفُّس.وقد يحدث حتى الفقدان في الوعي.

أعراضُ الاضطرابات اللاإرادية

يمكن أن تكونَ الصعوبة في بدء الانتصاب والمحافظة عليه (ضعف الانتصاب) من الأعراض المبكرة للاضطراب اللاإرادي عند الرجال.

تُتسبَّب الاضطراباتُ اللاإرادية في حدوث دوخة أو خفَّة في الرأس عادةً نتيجة الهبوط الشديد في ضغط الدَّم عندَ وقوف الشخص (نقص ضغط الدَّم الانتصابي).

يمكن أن تتراجع غزارة التَّعرُّق عند المرضى أو تتوقَّف، وبذلك يصبحون غير متحملين للحرارة.وقد تكون العينان والفم بحالة من الجفاف.

وبعدَ تناول الطعام، قد يشعر الشخصُ المصاب باضطراب لاإرادي بشبعٍ مُبكِّرٍ أو حتى يتقيأ نظرًا لشدَّة بُطء تفريغ المعدة (يسمّى خَزَل المَعِدَة gastroparesis).يُسرِّب بعضُ الأشخاص البول لاإراديًا (سلس البول)، وذلك بسبب فرط نشاط المثانة غالبًا.وفي المقابل، يواجه بعضهم الآخر صعوبةً في تفريغ المثانة (احتباس البول)، وذلك لأن المثانة غير نشطة.وقد يحدث الإمساك أو يمكن أن تتراجع القدرة على التَّحكُّم بالتَّبرُّز.

ويمكن للحدقتين ألَّا تتَّسعا أو تتضيَّقا (تتقبَّضا) مع تغيُّر شدَّة الضُّوء.

تَشخيصُ الاضطرابات اللاإرادية

  • تقييم الطبيب

  • اختبارات لتحديد تَغيُّرات ضغط الدَّم في أثناء مناوراتٍ مُعيَّنة

  • تَخطيط كَهرَبِيَّة القَلب Electrocardiography

  • اختبارات التَّعرق

يمكن للأطباء التَّحرِّي عن وجود علامات اضطرابات لاإرادية في أثناء الفَحص السَّريري، مثل نَقْص ضَغْطِ الدَّمِ الاِنْتِصابِيّ orthostatic hypotension.حيث يقومون مثلًا بقياس ضغط الدَّم وسرعة القلب في أثناء استلقاء الشخص أو جلوسه وبعدَ وقوفه، للتَّحرِّي عن مدى تغيُّر ضغط الدَّم عند تغيير وضعيَّة الشَّخص.عندما يقف الشخص، يواجه الدم في أوردة الساقين صعوبة أكبر في الوصول إلى القلب مجدّدًا بسبب تأثير الجاذبية.ونتيجة لذلك، ينخفض ضغطُ الدم.وللتعويض، يضخ القلب بقوة، وتزداد سرعة القلب.ولكن، تكون التغيُّرات في مُعدَّل ضربات القلب وضغط الدَّم بسيطة وعابرة.أما إذا كانت التغيّراتُ أكبر أو أطول، فقد يكون الشخص مصابًا بنقص ضغط الدَّم الانتصابي.

كما يُقاسُ ضغط الدَّم باستمرار في أثناء قيام الشخص بمناورة فالسالفا (محاولة الزفير بقوة دون ترك الهواء يخرج عن طريق الأنف أو الفم - على غرار الشَّدِّ في أثناء التَّبرُّز).ويُجرى تخطيط كهربية القلب لتحديد ما إذا كان معدل ضربات القلب يتغير كما يحدث عادةً في أثناء التنفُّس العميق ومناورة فالسالفا.

ويمكن إجراء اختبار إمالة الطاولة للتَّحرِّي عن مدى تغيُّر ضغط الدَّم ومُعدل ضربات القلب عندَ تغيير الوضعية.وفي هذا الاختبار، يُقاس ضغط الدَّم قبلَ وبعد إمالة الشخص إلى الوضعية القائمة عندما يكون الشخص مستلقيًّا في وضعية الاستلقاء على طاولة عموديَّة.

ويمكن أن يساعد اختبارُ إمالة الطاولة ومناورة فالسالفا الأطبَّاء على معرفة ما إذا كان انخفاض ضغط الدَّم ناجمًا عن اضطراب في الجهاز العصبي المستقل.

ويقوم الأطباءُ بفحص الحدقتين للتَّحرِّي عن ردَّات الفعل غير الطبيعية أو عن حدوث نقصٍ في استجابتهما لتغيُّرات الضوء.

كما يُجرىاختبار التعرّق أيضًا.ولإجراء اختبار التَّعرّق، يَجري تنبيه الغدد العرقية بواسطة أقطاب كهربائية مملوءة بأسيتيل كولين، وموضوعة على الساقين والساعد.ثم، يَجرِي قياس حجم العَرَق لمعرفة ما إذا كان إنتاجه طبيعيًّا.وقد يشعر الشخصُ بحرقة طفيفة في أثناء الاختبار.

وفي اختبار التَّعرُّق النَّاظم للحرارة، يجري تطبيق صبغة على الجلد، ويوضَع الشخص في حُجرة مغلقة ودافئة لتنشيط التَّعرُّق،حيثُ يؤدي العرق إلى تغيير لون الصبغة.وبعد ذلك، يمكن للأطباء تقييم نمط نقص العرق، وهذا ما قد يساعدهم على تحديد سبب اضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي.

ويمكن إجراءُ اختبارات أخرى للتحري عن الاضطرابات التي قد تُسبب الاضطراب اللاإرادي أو المستقلّ، بما في ذلك الاختبارات الدموية.

علاج الاضطرابات اللاإرادية

  • معالجة السبب إذا جَرَى تحديدُه

  • تخفيف شدَّة الأَعرَاض

تُعالج الاضطراباتُ التي قد تسهم في الاضطراب اللاإرادي.وإذا لم توجد اضطراباتٌ أخرى أو إذا لم تُعالج مثل هذه الاضطرابات، يكون التركيز على تخفيف الأعراض.

ويمكن أن تُساعدَ التدابير البسيطة، وأحيانًا الأدوية، على تخفيف بعض أعراض الاضطرابات اللاإرادية:

  • نقص ضغط الدَّم الانتصابي: يُطلب من المرضى رفع أعلى السرير بنحو 10 سم والنهوض ببطء.وقد يفيد ارتداء لباس ضاغط أو داعم، مثل مشدّ البطن أو الجوارب الضَّاغطة.يساعد تناولُ المزيد من الملح والماء على المحافظة على حجم الدَّم في الأوعية، ومن ثَمّ المحافظة على ضغط الدَّم.وفي بعض الأحيان يَجرِي استخدام الأدوية.يساعد الفلودروكورتيزون Fludrocortisone على الحفاظ على حجم الدَّم، ومن ثمّ المحافظة على ضغط الدَّم.كما يُساعد الميدورين Midodrine في الحفاظ على ضغط الدَّم من خلال تضييق الشرايين (انقباضها).تؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم.

  • نقص أو غياب التَّعرُّق: إذا حدث نقص في التَّعرُّق أو توقَّف، فمن المفيد تجنّب الوجود في البيئات الحارَّة.

  • سلس البول: يمكن استعمالُ أوكسي بوتنين Oxybutynin أو ميرابيغرون mirabegron أو تامسولوسين tamsulosin أو تولتيرودين tolterodine عن طريق الفم لإرخاء عضلات المثانة المُفرطة النشاط.وقد يُفيد استخدامُ قثطَار يُدخَل إلى المثانة عندَ استمرار السَّلس.ويمكن أن يتعلَّم المرضى إدخاله بأنفسهم.

  • احتباس البول: إذا حدث احتباسُ البول نتيجةً لعدم تقلُّص المثانة بشكلٍٍ طبيعي، فيمكن تعليم الأشخاص طريقة إدخال القثطار (أنبوب مطاطي رفيع) عبر الإحليل إلى المثانة بأنفسهم،حيثُ يتيح القثطار تصريفَ البول المُحتبس في المثانة إلى الخارج، ويؤدي إلى إراحة المريض.يُدخَل القثطار عدَّة مرات في اليوم، ويُزال بعد تفريغ المثانة.يمكن استخدام بِيثانيكول Bethanechol لزيادة توتُّر المثانة، ومن ثَمَّ المساعدة على تفريغها.

  • الإمساك: يوصى باتّباع نظام غذائي غني بالألياف، وبمُليِّنات البراز.وقد يكون من الضروري استعمال الحقن الشَّرجيَّة عند استمرار الإمساك.

  • ضُعف الانتصاب: تنطوي المعالجةُ عادةً على استعمال أدوية تؤخذ عن طريق الفم، مثل سيلدينافيل، أو تادالافيل، أو فاردينافيل.وتُستخدم في بعض الأحيان أجهزة التضييق (أربطة وحلقات تُوضع عند قاعدة القضيب) أو أجهزة التَّخلية.

الجدول
الجدول
quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID