نقص السمع المفاجئ

حسبLawrence R. Lustig, MD, Columbia University Medical Center and New York Presbyterian Hospital
تمت مراجعته ذو القعدة 1443

نقص السمع المفاجئ هو حالة من نقص السمع المتوسط إلى الشديد الذي يتطور على مدى ساعات قليلة أو يُلاحظ عند الاستيقاظ من النوم.

عادة ما يؤثر نقص السمع على أذن واحدة فقط (ما لم يكن السبب دوائياً).قد يشكو الأشخاص من أعراضٍ أذنية أخرى وذلك بحسب سبب نقص السمع المفاجئ، ومن تلك الأعراض الرنين في الأذنين (الطنين)، أو الدوخة، أو إحساس كاذب بالدوران أو الحركة (دوار).تشير الإحصائيات إلى أن حَوالى 1 من أصل كل 5 آلاف إلى 10 آلاف بشخص يعاني من نقص السمع المفاجئ.بالنسبة لنقص السمع الذي يتطور تدريجيًا، انظر ضعف السمع.

أسباب فقدان السمع المفاجئ

تُصنف أسباب نقص السمع المفاجئ تحت ثلاثة تبويبات عامة:

  • أسباب غير معروفة

  • سبب واضح (مثل عدوى دماغية أو إصابة في الرأس)

  • حالات مستبطنة

الأَسبَاب غير المعروفة

في معظم الحالات، لا يمكن العثور على سبب واضح لنقص السمع المفاجئ.وبناءً على ذلك، فقد صاغ الأطباء العديد من النظريات.تتضمن الأَسبَاب المحتملة كلاً من العدوى الفيروسية (وخاصة العدوى بفيروس الهربس البسيط)، ومهاجمة الجهاز المناعي في الجسم للأذن الداخلية أو أعصابها (استجابة مناعية ذاتية)، وانسداد الأوعية الدموية الصغيرة في الأذن الداخلية أو الأوعية الدموية للأعصاب.ولعل أسبابا مختلفة تؤثِّر في أشخاص مختلفين.

سبب واضح

في كثير من الحالات المرضية الأخرى، يكون سبب نقص السمع المفاجئ واضحًا.تشمل هذه الأَسبَاب كلاً من

الإصابة في الرأس (مثل كسر العظم الصدغي في الجمجمة، أو ارتجاج دماغ شديد غير مترافق بكسر في الجمجمة) التي تلحق الضرر بالأذن الداخلية وتسبب نقص السمع المفاجئ.

تغيرات شديدة في الضغط (مثل تلك التي يمكن أن تحدث عند الغوص، أو بشكل أقل شيوعًا عند الانحناء من أجل رفع الاثقال) مما قد يسبب ثقباً (ناسوراً) بين الأذن الوسطى والداخلية.قد يوجد هذا الناسور في بعض الأحيان منذ الولادة، وقد يؤدي إلى نقص السمع المفاجئ أو يجعل الشخص أكثر عرضة لنقص السمع بعد إصابة في الرأس أو تغيرات الضغط.

العقاقير السامة للأذن هي العقاقير التي يكون لها آثار جانبية ضارة على الأذن.يمكن لبعض الأدوية أن تسبب نقص السمع بسرعة كأن يحدث ذلك في غضون يوم (وخاصة مع جرعة زائدة).يعاني عدد قليل من الأشخاص من اضطراب وراثي نادر يجعلهم أكثر عرضة لنقص السمع جراء تناول المضادَّات الحيوية من فئة الغليكوزيدات الأمينية.يجب على جميع الأشخاص الذين يستعملون هذه المضادَّات الحيوية إجراء اختباراتٍ دمويَّة في أثناء استعمال الدواء للتحرِّي عن ارتفاع مستويات الأدوية إلى درجة سامة قد تُسبِّبَ ضعف السمع.ينبغي أيضًا على المرضى الذين يتناولون أدوية تُطرح في البول، مثل الأمينوغليكوزيدات، فحص وظائف الكلى ومراقبتها لتجنب حدوث ضرر كلوي.

يمكن لعدد من أنواع العدوى أن تُسبب نقص السمع المفاجئ في أثناء أو مباشرة بعد الإصابة بحالة حادة من المرض.وتشمل هذه الأنواع من العدوى كلاً من التهاب السحايا الجرثومي، داء لايم، والعديد من أنواع العدوى الفيروسية.ولعل الأَسبَاب الفيروسية الأكثر شُيُوعًا في دول العالم المتقدمة هي النكاف وعدوى الهربس الدماغي البسيط.وتُعد الحصبة من الأَسبَاب النادرة جدًّا، لأن معظم الناس يَجرِي تطعيمهم ضد العدوى.

الاضطرابات المستبطنة

نادرًا ما يكون نقص السمع المفاجئ العرض الأول لبعض الاضطرابات التي يكون لها عادةً أعراض أولية أخرى.ومن الأمثلة على هذه الاضطرابات ورم العصب السمعي، والتصلُّب المتعدِّد، وداء مينيير، والسكتة الدماغية الناجمة عن انسداد فرع الشريان الذي يغذي مركز التوازن في الدماغ (المخيخ).في بعض الأحيان تُعاود عدوى الزهري نشاطها بعد الهجوع لدى الأشخاص الذين يعانون من عدوى فيروس العوز المناعي البشري HIV.يمكن لاستعادة النشاط تلك أن تسبب نقص السمع المفاجئ.

تتضمن الاضطرابات النادرة كلاً من مُتلازمة كوغان، حين تهاجم رد الفعل المناعية الأذن الداخلية (وسطح العين أيضًا)؛ بعض الاضطرابات التي تصيب الأوعية الدموية (التهاب الأوعية الدموية)؛ واضطرابات الدَّم مثل وُجودُ الغلوبولينِ الكِبرَوِيِّ بِالدَّم Waldenström macroglobulinemia، وداء الخلية المنجلية، وبعض أشكال ابيضاض الدم.

تقييم فقدان السمع المفاجئ

يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

يُعد نقص السمع المفاجئ بحد ذاته علامة تحذيرية.

متى ينبغي زيارة الطبيب

ينبغي على أي شخص يعاني نقصاً مفاجئًا في السمع أن يرى الطبيب على الفور لأن بعض أسباب تلك الحالة ينبغي علاجها بسرعة.إذا ظهرت على المريض أعراض اضطرابٍ في الجهاز العصبي غير نقص السمع، فقد يكون نقص السمع أحد أعراض اضطراب وظائف الأعصاب أو الدماغ.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يقوم الطبيب في البداية بتوجيه بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص وتاريخه الطبي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.من شأن ما يجده الطبيب في أثناء الفَحص السَّريري وتحري التاريخ الطبي للمريض أن يشير إلى سبب نقص السمع المفاجئ، ويساعد على تحديد الاختبارات التي قد تحتاج المريض للقيام بها.

سوف يتحرى الطبيب ما إذا كان نقص السمع يُؤثِّر في إحدى الأذنين أو كليهما وما إذا كان المريض تعرض لحادث معين، مثل الإصابة بالرأس أو الأذية في أثناء الغوص أو الإصابة بمرض معد.سوف يسأل الطبيب عن الأَعرَاض المصاحبة التي تصيب الأذن (مثل الطنين أو خروج مفرزات من الأذن) أو مركز التوازن (مثل فقدان التوازن في الظلام أو الشعور بالدوار) أو أجزاء أخرى من الدماغ والجهاز العصبي (مثل الصُّدَاع، أو الضعف البدني، أو تبدل حاسة التذوق).كما سيحاول الطبيب تحديد ما إذا كان الشخص يتناول حاليًا (أو مؤخراً) أدوية سامة للأذن.

سوف يركز الفَحص السَّريري على الأذنين والسمع وفحص الجهاز العصبي.

الجدول
الجدول

الاختبارات

عادة، يجب أن يخضع الأشخاص لتخطيط سمع (اختبار السمع).ما لم يعتقد الطبيب بأن المشكلة واضحة وتكمن في عدوى حادة أو تسمم دوائي للأذن، فغالبًا ما سيقوم أيضًا بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي المعزز بالغادولينيوم أو التصوير المقطعي المحوسب، ولاسيَّما عندما يكون نقص السمع أكبر في أذن واحدة.تُجرى الاختبارات الأخرى بناءً على السبب المحتمل.على سبيل المثال، ينبغي أن يخضع الأشخاص الذين يعانون من إصابة في الرأس للتصوير بالرنين المغناطيسي.كما ينبغي أن يخضع الأشخاص المعرضين لخطر العدوى المنتقلة بالجنس لاختبارات دم تتحرى عن الإصابة بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري والزهري.

علاج فقدان السمع المفاجئ

يجري توجيه العلاج إلى أي سبب معروف لنقص السمع المفاجئ.عندما يكون السبب مجهولًا، يجرب معظم الأطباء إعطاء الستيرويدات القشرية.بالإضافة إلى ذلك قد يصف الأطباء المضادات الفيروسية الفعالة ضد الهربس البسيط (مثل فالاسيكلوفير أو فامسيكلوفير)، على الرغم من عدم وجود أدلة جيدة على أن الأدوية المُضادَّة للفيروسات فعالة في هذه الحالة.

من جهةٍ أخرى، عندما يكون السبب مجهولاً فإن نَحو نصف الأشخاص يستعيدون سمعهم الطبيعي، في حين يستعيد أشخاص آخرون سمعهم جزئياً.عادةً ما يحدث التحسن، فيما لو كان حدوثه ممكناً، في غضون 10 إلى 14 يومًا.أما التعافي من التأثيرات الضارة للعقاقير السامة للأذن فيتباين بشكل كبير بحسب نوع الدواء وجرعته.بالنسبة للتسمم ببعض الأدوية (مثل الأسبرين ومدرات البول)، فإن السمع يعود في غضون 24 ساعة.أما التسمم بالمضادَّات الحيوية والمُعالجة الكِيميائيَّة فغالبًا ما يسبب نقص السمع الدائم إذا تجاوزت جرعات الدواء الحدود الآمنة.

النقاط الرئيسية

  • غالبًا ما يكون نقص السمع المفاجئ مجهول السبب.

  • يكون السبب واضحاً عند عددٍ قليلٍ من الأشخاص (مثل إصابة شديدة في الرأس، أو عدوى، أو استخدام أدوية يمكن أن تُلحق الضرر بالسمع).

  • في حالاتٍ نادرةٍ جدًّا، يكون نقص السمع المفاجئ أول علامة على الإصابة بحالة مرضية خفية.

  • يقوم الأطباء بإجراء قياس للسمع، وتصوير مقطعي محوسب، وتصوير بالرنين المغناطيسي، واختبارات أخرى للأسباب المشتبه بها.

  • يتركز العلاج على الأسباب المعروفة لنقص السمع المفاجئ.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. National Institute on Deafness and Other Communication Disorders: معلومات عن فقدان السمع واضطرابات التواصل الأخرى، ووظائف السمع، والتوازن، والتذوق، والشم، والصوت، والكلام، واللغة

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID