اضطراب الاهتمام/الاستثارة الجنسية

كثيرًا ما يكون سبب اضطراب الاهتمام/الاستثارة الجنسية غير معروف.الأَسباب المعروفة هي

• العوامل النفسية، مثل ضعف التواصل بين الشركاء وغير ذلك من مشاكل العلاقة، والاكتئاب، والقلق، والشدة النفسية الناجمة عن الصورة السلبية الذاتية للجسد، والمشتتات

• التجارب الجنسية غير المرضية

• العوامل الجسدية، مثل بعض الاضطرابات المزمنة، وانقطاع الطمث، والمُتلازمة البولية التناسلية لسن اليأس، واستعمال أدوية معينة، والإرهاق، والوهن

يمكن لبعض الاضطرابات المزمنة (مثل داء السكري أو التصلُّب المتعدِّد) أن تلحق الضَّرر بالأعصاب، و/أو تقلل من جريان الدَّم إلى منطقة الأعضاء التناسلية.

ويمكن لاستخدامُ بعض الأدوية، بما في ذلك مضادَّاتُ الاكتئاب (خاصة مثبِّطات استِرداد السَّيروتونين الانتقائية)، والمواد الأفيونيَّة، وبعض مضادَّات الاختلاج، وحاصرات بيتا، أن تقلل من الرغبة الجِنسيَّة، كما يمكن أن يؤدِّي شرب كميات كبيرة من الكحول إلى مثل ذلك.

تختبر العديد من النساء تراجعًا في الاهتمام الجنسي بعد انقطاع الطمث بسبب الشيخوخة الطبيعية أو الاستئصال الجراحي للمبيضين.تتراجع مستويات الإِسترُوجين والبروجسترون بشكل واضح بعد انقطاع الطمث.ينخفض التستوستيرون تدريجيًا مع التقدم في السن ولكنه لا يتغير فجأة عند انقطاع الطمث.

ولكن، عمومًا، يكون اضطراب الاهتمام/الاستثارة الجِنسيَّة هو أمر شائع بين النساء السليمات الشابَّات كما هي الحالُ لدى النساء الأكبر سنًّا.ومع ذلك، فإن التغيُّراتِ في الهرمونات الجِنسيَّة تسبِّب نقص الاهتمام أحيانًا.فعلى سَبيل المثال، في النساء الصَّحيحات الشابَّات، قد يؤدي الانخفاض المفاجئ في مستويات الهرمونات الجِنسيَّة، مثلما قد يحدث خلال الأسابيع القليلة الأولى بعدَ الولادة، إلى نقص الاهتمام الجِنسي.وفي النساء في منتصف العمر والمسنَّات، قد تنخفض الرغبة الجِنسيَّة، ولكن لم يجرِ إثبات وجود صلة بين الانخفاض والهرمونات.

انخفاض الإستروجين الذي قد يحدُث عند سنّ اليأس، وأن يتسبب بالمُتلازمة البولية التناسلية لسن اليأس (التي تُسبِّبُ أعراضًا تُؤثِّرُ في المهبل، والفرج، والسبيل البولي).في هذه المتلازمة، يمكن لنسيج المهبل أن يصبح رقيقًا وجافًا وأن يصبح صعب التمطيط.نتيجة لذلك، يمكن للمعاشرة الجنسية أن تصبح مزعجة أو مؤلمة.كما قد تشعر النساء المصابات بهذه المتلازمة بالحاجة الملحة للتبول وقد يُصبن بشكل متكرر بعدوى السبيل البولي.يمكن لهذه الأعراض أن تجعل النساء أقل اهتمامًا بالجنس.

كما يمكن للتحفيزُ الجنسي غير الكافي أن يساهم أيضًا في اضطراب الاهتمام/الاستثارة الجنسية.

• تَقيِيم الطَّبيب المُعتمد على معايير مُحدَّدة

عادة ما يشخص الأطباء اضطراب الاهتمام/الاستثارة الجنسية استنادًا إلى تاريخ المرأة ووصف المشكلة والمعايير المنصوص عليها في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders، النسخة الخامسة (DSM-5)، الذي نشرته الرابطة الأمريكية للطب النفسي.تتطلب هذه المعايير غياب أو نقص ثلاثة على الأقل مما يلي:

• الاهتمام بالنشاط الجنسي

• المبادرة بالنشاط الجنسي والاستجابة لمبادرة الشريك

• الاستثارة أو الشعور بالمتعة في جميع مراحل النشاط الجنسي تقريبًا

• التخيلات أو الأفكار الجنسية أو المثيرة

• الأحاسيس الجسدية في منطقة الأعضاء التناسلية أو أي مكان آخر في أثناء النشاط الجنسي

• الاهتمام أو الاستثارة استجابة للمحفزات الجنسية—المكتوبة، أو المنطوقة، أو المرئية

ينبغي أن تتواجد هذه الأَعرَاض لمدة لا تقلّ عن 6 أشهر وأن تسبِّب بضائقة كبيرة عند المرأة.

يجري فحصُ الحَوض إذا كان الإيلاج في أثناء النشاط الجنسي يسبِّب الألم.

• معالجة السبب، إن أمكن

• التدابير العامة

• العلاجات النفسية

• الأدوية

تُقدم الرعاية للنساء المصابات باضطراب الاهتمام/الاستثارة الجنسية بشكل أفضل من قبل فريق من عدة تخصصات من اختصاصيي الرعاية الصحية (فريق متعدد التخصصات).قد يشمل الفريق متعدد التخصصات كلاً من أطباء الرعاية الأولية أو طب النساء، والمستشارين الجنسيين، واختصاصيي الألم، والمعالجين النفسيين، والمعالجين الفيزيائيين.

ولعل واحدًا من أكثر التدابير المفيدة للنساء المصابات باضطراب الاهتمام/الاستثارة الجنسية هي تحديد الأشياء التي تحفّزهنّ وإعلام الشريك بها.وقد تحتاج النساءُ إلى تذكير شريكهنّ بأنهنّ بحاجة إلى أنشطة تحضيرية - قد تنطوي على اللمس - بهدف الاستعداد للنشاط الجنسي؛فعلى سَبيل المثال، قد يرغبنَ في التحدّث بشكل حميمي، ومشاهدة فيديو رومانسي أو جنسي، أو الرقص.كما قد ترغب النساءُ في القبلة، أو العِناق، أو الاحتضان.وقد يرغبنَ بالمزيد من المداعبة الابتدائية أو أشكال مختلفة منها (كأن يلمسَ الشريك أجزاء مختلفة من جسمهنّ، ثم الثديين أو الأعضاء التناسليَّة) قبلَ الانتقال إلى الجِمَاع أو أي نشاط جنسي آخر ينطوي على الإيلاج.وقد يجرِّب الأزواجُ تقنيات أو أنشطة مختلفة (بما في ذلك الخيالُ والدمى الجنسية) للعثور على المحفِّزات الفعَّالة.

كما يمكن أن للتدابيرُ الموصى بها لعلاج خَلَل الأداء الجنسي بشكل عام أن تفيد في زيادة الرغبة الجِنسيَّة أيضًا.على سبيل المثال، قد يكون من المفيد التخلص من المشتتات (مثل جهاز التلفاز في غرفة النوم) واتخاذ تدابير لتحسين الخصوصية والشعور بالأمان.قد يوصي الأطباء باستخدام المحفزات المثيرة للغاية (مثل مقاطع الفيديو) والتخيلات.

عادةً ما يركز العلاجُ على العَوامِل التي تسهم في نقص الاهتمام بالجنس وضعف الاستجابة للتحفيز الجنسي، مثل الاكتئاب، وضعف تقدير الذات، والمشاكل في العلاقة.

قد تستفيد بعضُ النساء من المُعالجَات النفسانية، لاسيَّما القائمة على العلاج المعرفي القائم على الوعي باللحظة.ينطوي التيقّظُ على التركيز على ما يحدث في الوقت الراهن.يجمع العلاج المعرفي القائم على الوعي باللحظة، وهو يَجرِي في مجموعاتٍ صغيرة، ما بين التيقّظ الذهني والعلاج السُّلُوكي المَعرفي عادة.ويمكن أن يفيد مع الإثارة، والنشوة، والرغبة بالنشاط الجنسي.

قد يقوم الأطباء بإحالة النساء اللواتي يعانين من اضطراب الاهتمام/الاستثارة الجنسية إلى استشاري أو معالج جنسي أو معالج نفسي.

وتعتمد المُعالجَاتُ الأخرى على السَّبب؛فعلى سَبيل المثال، إذا كانت الأدوية قد تسهم في المشكلة، يَجرِي إيقافها إن أمكن.