التَّورُّم خلال مرحلة متأخِّرة من الحمل

حسبEmily E. Bunce, MD, Wake Forest School of Medicine;
Robert P. Heine, MD, Wake Forest School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

مع تقدم الحمل، يمكن أن تتجمَّع السوائل في الأنسجة، ولاسيَّما في القدمين والكاحلين وأسفل الساقين عادةً، ممَّا يؤدي إلى تورُّمها وظهورها منتفخة.يُعدُّ تجمُّع القليل من السَّائِل خلال فترة الحمل طبيعيًّا، وخصوصًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.وتُسمَّى هذه الحالة وذمة.وفي بعض الأحيان، تصاب الأصابع أيضًا بتورم خفيف.إذا كان التورم أكثر من خفيف في اليدين أو إذا كان هناك تورم في الوجه، فينبغي تقييم المرأة من قبل الطبيب.

يتجمَّع السَّائِل خلال الحمل بسبب إنتاج الغدد الكظرية للمزيد من الهرمونات التي تجعل الجسم يحتفظ بالسوائل (الألدوستيرون والكورتيزول).كما تتراكم السوائل بسبب إعاقة الرَّحم المُتضخِّم لجريان الدَّم من الساقين إلى القلب.ونتيجةً لذلك، تتجمع السوائل في أوردة الساقين وترتشح إلى الأنسجة المحيطة بها.

أسباب التَّورُّم في مراحل الحمل المتأخرة

أسباب شائعة

خلال الحمل عادةً، التَّورُّم هو

  • وذمة طبيعية مرتبطة بالحمل

الأَسبَاب الأقلُّ شيوعًا

بدرجةٍ أقلُّ شيوعًا، ينجم التَّورُّم خلال فترة الحمل عن اضطراب (انظر جدول بعض أسباب وملامح التورم في أثناء المرحلة المتأخرة من الحمل).يمكن لمثل هذه الاضطرابات أن تكون خطيرة.وهي تشتمل على ما يلي؛

في مقدمات الانسمام الحملي، وهو اضطراب لا يحدث إلا خلال فترة الحمل، يرتفع ضغط الدم ومستويات البروتين في البول.يمكن أن تتجمَّع السوائل مُسبِّبةً حدوث تورُّمٍ في الوجه أو اليدين أو الأقدام وزيادةً إضافية في الوزن؛ وتعاني معظم النساء المصابات بالتسمم الحملي، وليس جميعهن، من تورم.وإذا كانت مقدمات الانسمام الحملي شديدة فقد تحلق الضرر بالأعضاء، مثل الدماغ أو الكلى أو الرئتين أو الكبد، ويتسبَّبُ بحدوث مشاكلَ عند الطفل.

عند الإصابة بخُثار الوريد العميق تتشكَّل جلطات الدَّم في الأوردة الموجودة في أعماق جزءٍ من الجسم، وغالبًا في الساقين.يزيد الحمل من خطر هذا الاضطراب بعدَّة طرق.خلال فترة الحمل، يُنتِجُ الجسم المزيد من البروتينات التي تساعد على تجلِّط الدَّم (عوامل التخثُّر)، والتي ربما تهدف إلى منع حدوث الكثير من النزف أثناء الولادة.كما تؤدي التغيُّرات الحاصلة خلال فترة الحمل إلى بقاء الدَّم في الأوردة، ممَّا يزيد من فرصة تشكُّل الجلطات.إذا كانت المرأة الحامل أقل حركة، تزداد فرصة بقاء الدَّم في أوردة الساق وتشكُّل جلطة.قد تتداخل الجلطات مع جريان الدَّم.إذا انفصلت جلطة دمويَّة فيمكنها الانتقال عبر مجرى الدَّم إلى الرئتين ممَّا يعيق جريان الدَّم فيهما.يكون هذا الانسداد مُهدِّدًا للحياة (يسمى انصِمام رِئَوِيّ).

يؤدي اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة، وهو حالة نادرة ولكنها خطيرة إلى ضيق التنفس والإرهاق، بالإضافة إلى التورُّم.

عوامل الخطر

يزداد خطر الإصابة بمقدمات الانسمام الحملي، والخثار الوريدي العميق، واعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة بسبب حالات مختلفة (عوامل خطر).

تنطوي عَوامل الخطر لمقدمات الانسمام الحملي على

تتضمن عوامل الخطر المتوسطة لمقدمات الانسمام الحملي

  • الحمل الأول

  • البدانة

  • التاريخ العائلي للإصابة بمقدمات الانسمام الحملي

  • الأصل الأفريقي

  • الدخل المادي الأقل

  • بلوغ 35 عامًا من العمر أو أكثر

  • الإخصاب في المختبر In vitro fertilization

  • عوامل التاريخ الشخصيّ (على سبيل المثال، ولادة أطفال سابقين بوزن منخفض عند الولادة أو صغيرين بالنسبة لعُمر الحمل، ونتائج الحمل الضائرة السابقة، ووجود فاصل يزيد عن 10 سنوات بين حالات الحمل)

بالنسبة لخُثار الوريد العميق، تنطوي عوامل الخطر على ما يلي:

  • إصابات سابقة بالخُثار الوريدي العميق

  • اضطرابات تجلُّط الدَّم الوراثية

  • إصابة في أحد أوردة الساق بحيث تمنع جريان الدَّم بشكل طبيعي.

  • اضطرابٌ يجعل الدَّم أكثرَ عرضةً للتجلُّط، مثل السرطان أو مشاكل القلب أو الكلية

  • تدخين السجائر

  • عدم الحركة، كما قد يحدث بعد المرض أو الجراحة

  • البدانة

بالنسبة إلى اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة، تشمل عواملُ الخطر الأخرى ما يلي:

  • بلوغ 30 عامًا من العمر أو أكثر

  • تشخيص إصابة سابقة باعتلال عضلة القلب أو مشكلة قلبية أخرى

  • الأصل الأفريقي

  • الحمل بأكثر من جنين واحد

  • مُقدمات الانسِمام الحمليّ

  • ارتفاع ضغط الدَّم الذي كان موجودًا قبل الحمل

تقييم التورم في مراحل الحمل المتأخرة

ينبغي على الأطباء أولاً استبعاد الإصابة بخُثار الوريد العميق، ومقدمات الانسمام الحملي، والاضطراب القلبي، وغير ذلك من الأَسبَاب المحتملة قبل تشخيص الوذمة الفيزيولوجية الطبيعية.

العَلامات التحذيريَّة

عند النساء الحوامل اللواتي يُعانين من تورُّم الساقين، تكون الأَعرَاض التالية مدعاةً للقلق:

  • تورم متوسط أو شديد في اليدين (تبدو اليدان منتفختين بشكل ملحوظ و/أو لا يمكن إزالة الخاتم من الإصبع)

  • تورُّم يزداد بشكل مفاجئ في أي جزء من الجسم

  • اقتصار التَّورُّم على ساقٍ واحدة أو الربلة، وخصوصًا إذا كانت المنطقة دافئة أو حمراء أو مؤلمة عند الضغط عليها أو عند وجود حمَّى

  • ضغط الدَّم 140/90 ملم زئبقي أو أعلى

  • صداع شديد ومستمر، أو تغيرات في الرؤية، أو تخليط ذهني، أو ألم شديد في الجزء العلوي من البطن، أو صعوبة في التنفس—وهي أعراض قد تكون ناجمة عن مقدمات الانسمام الحملي

  • ألم في الصدر أو صعوبة في التنفُّس—وهي أعراض قد تكون ناجمة عن الخثار الوريدي العميق

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب على النساء التَّوجُّه إلى المستشفى مباشرةً إذا كانت لديهن أي من العلامات التحذيرية.

وينبغي على النساء اللواتي لا يحملنَ علامات التحذير مراجعة الطبيب، ولكن التأخير لعدة أيام لا يكون ضارًا عادةً.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطباء أولًا عن التَّورُّم وعن الأعراض الأخرى وعن التاريخ الطبي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.غالبًا ما تُشير نتائج دراسة التاريخ الطبي والفحص السريري إلى سبب التورُّم وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح التورم في أثناء المرحلة المتأخرة من الحمل).

يستفسر الأطبَّاء عمَّا يلي:

  • عندما يبدأ التورم

  • كم المدَّة التي استمر فيها

  • عما إذا كان أيُّ نشاط (مثل الاستلقاء على الجانب الأيسر) يَحُدُّ أو يزيدُ من شدَّته

كما يستفسر الأطبَّاء عن الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بخثار الوريد العميق ومقدمات الانسمام الحملي، واعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة.

تسأل النساء عن الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى السبب.يجري سؤالهنَّ عمَّا إذا كانوا قد أُصيبوا بخُثار وريدي عميق، أو انصمام رئوي، أو مقدمات انسمام حملي، أو ارتفاع ضغط الدَّم، أو مشاكل قلبية، بما في ذلك اعتلال عضلة القلب.

ويتحرَّى الأطبَّاء خلال الفَحص السَّريري الأدلة على سبب خطير للتورم.وللتحرِّي عن أعراض مقدمات الانسمام الحملي، يقوم الأطباء بقياس ضغط الدَّم والاستماع إلى أصوات القلب والرئتين، وقد يفحصون المنعكسات اللاإرادية لدى المرأة، ويفحصون الجزء الخلفي من العينين باستعمال منظار العين (جهاز محمول يشبه مصباح يدوي صغير).كما يتحرى الأطباء مناطق التورم، وخاصة في الساقين، واليدين، والوجهيجري فحص أي مناطق متورمة لمعرفة ما إذا كانت حمراء، أو دافئة، أو مؤلمة بالجس.

الجدول
الجدول

الاختبارات

ويمكن عند الاشتباه في وجود مقدمات الانسمام الحملي إجراء قياسٍ لمستوى البروتين في عَيِّنَة بول، ويتم إجراء تعداد دم كامل، واختبارات للكهارل، واختبارات لوظائف الكلى والكبد.تُشير إصابة جديدة بارتفاع ضغط الدَّم بالإضافة إلى ارتفاع مستوى البروتين في البول إلى الإصابة بمقدمات الانسمام الحملي.إذا كان التَّشخيص غير واضح، يُطلَبُ من المرأة جمع بول 24 ساعة، ويَجرِي قياس البروتين في ذلك الحجم من البول.كما قد يشير ارتفاع ضغط الدَّم مع الصُّدَاع، أو التغيُّرات في الرؤية، أو الألم البطني، أو نتائج اختبارات الدم أو البول غير الطبيعية، إلى الإصابة بمقدِّمات الانسمام الحملي.

ينبغي عند الاشتباه بخُثار الوريد العميق إجراء تصويرٍ بتخطيط الصدى الدوبلري للساق المصابة.يمكن لهذا الاختبار إظهار الاضطرابات في جريان الدَّم الناجم عن الجلطات الدَّمويَّة في أوردة الساق.

في حال الاشتباه باعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة، فينبغي إجراء تخطيط كهربي للقلب، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، وتخطيط صدى القلب، واختبارات دموية للتحقق من وظائف القلب.

علاج التَّورُّم في مراحل الحمل المتأخرة

عندما ينجم التَّورُّم عن اضطراب، فتجري معالجة ذلك الاضطراب.

يمكن خفض حجم التَّورُّم الذي يحدث خلال الحمل عادةً من خلال القيام بما يلي:

  • الاستلقاء على الجانب الأيسر، ما يؤدي إلى إبعاد الرحم عن الوريد الكبير الذي يُعيد الدَّم إلى القلب (الوريد الأجوف السفلي)

  • الاستراحة بشكل متكرر مع رفع الساقين

  • استعمال جوارب الدَّعم المرنة

  • ارتداء ملابس فضفاضة لا تُعيق جريان الدَّم، وخصوصًا في الساقين (مثل، عدم ارتداء الجوارب التي تحتوي على أشرطة ضيقة حول الكاحلين أو الربلتين)

النقاط الرئيسية

  • يُعدُّ حدوث بعض التَّورُّم في الساقين والكاحلين أمرًا طبيعيًّا (طبيعي) خلال الحمل ويحدث خلال الثلث الثالث من الحمل.

  • يمكن للأطباء تحديد الأَسبَاب الخطيرة للتَّورُّم اعتمادًا على نتائج الفَحص السَّريري وقياس ضغط الدَّم واختبارات الدم والبول، وأحيَانًا التصوير بتخطيط الصدى.

  • إذا كان الحمل في حدِّ ذاته هو السبب، فيمكن خفض حجم التَّورُّم من خلال الاستلقاء على الجانب الأيسر ورفع الساقين من حين لآخر، وارتداء جوارب داعمة، وارتداء ثياب لا تحد من الجريان الدموي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID