سَرطانُ البروستات

حسبJ. Ryan Mark, MD, Sidney Kimmel Cancer Center at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته ربيع الثاني 1445

يبدأ سرطان البروستات في غدة البروستات، وهي عضو موجود عند الذكور فقط.

  • يزداد خطرُ الإصابة بسرطان البروستات مع زيادة عمر الرجال.

  • لا تحدث الأَعرَاضُ، مثل صعوبة التبوُّل والحاجة إلى التبوُّل بشكلٍ متكرِّر ومُلَحٍّ ووجود الدَّم في البول، إلاَّ بعدَ وصول السَّرَطان إلى مراحل متقدِّمة عادة.

  • كما يمكن أن ينتشرَ السَّرَطان، لاسيَّما إلى العظام أو العُقَد اللِّمفِية.

  • قد يُجري الأطباء فحصًا للمستقيم بالإصبع (المسّ الشرجي) واختبارًا للدَّم (المستضد النوعي للبروستات) للتأكُّد من سرطان البروستات لدى الرجال الذين ليس لديهم أعراض.

  • وعندَ الاشتباه بالسَّرطان، يُجرى التصويرُ وتُؤخَذ خزعة من نسيج البروستات.

  • وقد تنطوي المعالجة على الترصد النشط، وإزالة غدَّة البروستات، والمُعالجة الشعاعيَّة أو الهُرمونِيَّة أو الأدوية الجَديدة لإبطاء نموِّ السرطان.

وبين الرجال في الولايات المتحدة، يعدُّ سرطانُ البروستات أكثرَ أنواع السَّرَطان شُيُوعًا وواحدًا من الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا لوفَيَات السرطان.وفي كلِّ سنة، يَجرِي تشخيص أكثر من 288,300 حالة جديدة، ويموت نحو 34,700 شخصًا بسرطان البروستات (تقديرات 2023).تزداد فرصةُ الإصابة بسرطان البروستات مع التقدُّم في السن، وتكون أكبر بالنسبة:

  • الرجال من ذوي البشرة السوداء، خُصوصًا من منطقة البحر الكاريبي

  • الرجال الذين لديهم أقرباء مصابون بالمرض

  • الرجال الذين لديهم أقرباء مصابين بأنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الثدي أو سرطان المبيض

ينمو سرطانُ البروستات ببطءٍ شَديد عادة، وربما يستغرق عدَّةَ عقود ليسبِّب الأَعرَاض.وهكذا، لاسيَّما وأنَّه يحدث في كثيرٍ من الأحيان في كبار السنّ من الرِّجال، لذلك يكون عدد الرجالُ الذين لديهم سرطان البروستات أكثر بكثير من عدد الذين يموتون بسببه؛حيث يموت العديدُ من الرجال المصابين بسرطان البروستات لأسبابٍ أخرى دون أن يعرفوا أبدًا أن لديهم سرطان البروستات.ولكنَّ بعض أنواع سرطان البروستات تنمو بسرعة أو تنتشر خارج البروستات.

ولا يزال سببُ سرطان البروستات غيرَ معروف.

أعراض سرطان البروستات

لا يسبِّب سرطانُ البروستات أيَّة أعراض عادة، حتَّى يصل إلى مرحلة متقدِّمة.وفي بعض الأحيان، تظهر أعراضٌ مشابهة لتلك التي تحدث في فرط تنسج البروستات الحميد، بما في ذلك صعوبةُ التبوُّل والحاجة المتكرِّرة والمحلَّة إلى التبوُّل.ولكنَّ هذه الأَعرَاض لا تظهر إلاَّ بعدَ أن ينمو السَّرطان بدرجة كبيرة تكفي لضغط الإحليل ومنع تدفُّق البول جزئيًّا.وفي وقتٍ لاحق، قد يسبِّب سرطانُ البروستات ظهورَ الدم في البول أو عدم القدرة المفاجئ على التبوُّل.

وفي بعض الرجال، تحدث أعراضُ سرطان البروستات بعدَ أن ينتشر (يسبِّب نقائل) فقط.والمناطقُ الأكثر إصابة عندَ انتشار السَّرَطان هي العظام (الحوض أو الأضلاع أو الفقرات عادة).تميل النقائل العظمية إلى أن تكونَ مؤلمة، وقد تضعف العظم إلى درجة تجعله ينكسر بسهولة.ويصيب السرطانُ الذي ينتشر إلى العمود الفقري الحبلَ الشوكي عادة، ويمكن أن يسبِّب الألمَ أو الخدر أو الضعف أو سَلَس البول.وبعدَ أن ينتشرَ السرطان، يصبح فقرُ الدَّم شائعًا.

هل تعلم...

  • يموت كثيرٌ من الرجال الذين يعانون من سرطان البروستات لأسبابٍ أخرى، دون أن يعرفوا أنَّ لديهم هذا السرطان.

  • تنمو بعضُ سرطانات البروستات ببطءٍ شديد، بحيث قد لا تتطلب العِلاج.ولكن، يكون بعضُها الآخر عدوانيًّا، وينمو وينتشر بسرعة.ومع ذلك، لا يستطيع الأطباءُ أن يعرفوا دائمًا سرطانَ البروستات الذي سوف يكون عدوانيًّا.

تشخيص سرطان البروستات

  • اختبارات التحري الدموية (مع أو بدون فحص المستقيم بالإصبع [DRE])

  • الخزعة

  • اختبارات التصوير

قد يشتبه الأطباءُ في سرطان البروستات بناءً على الأَعرَاض، أو نتائج فحص المستقيم بالإصبع، أو نتائج التحرِّي باختبارات الدم.اختبار التحرِّي الدَّموي الأكثر استخدامًا هو قياسُ مستويات المستضدّ النوعي للبروستات (PSA).وهو مادَّة تُنتَج من نسيج غدة البروستات فقط.

بالنسبة إلى بعض الرجال، يوصي الأطباء بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي يركز على البروستات للحصول على صور مفصلة قد تشير إلى سرطان أكثر عدوانية.يقوم اختصاصي الأشعة الذي يقرأ صور الرنين المغناطيسي بتحديد المناطق غير الطبيعية التي قد تساعد الأطباء على اختيار المناطق التي سوف تؤخذ الخزعة منها (ولكن لا يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أن يُغني عن الخزعة).

عندما تشير نتائجُ هذه الاختبارات إلى السَّرطان، يُجرَى التصوير بالموجات فوق الصوتية عادة؛ففي الرجال الذين يعانون من سرطان البروستات، قد أو قد لا يكشف هذا التصويرُ السرطانَ، ولكنَّه يُستخدَم لتوجيه خزعة البروستات.

إذا كانت نتائجُ فحص المستقيم بالإصبع أو اختبار المستضدّ النوعي للبروستات تشير إلى سرطان البروستات، يجري أخذُ عيِّنات نسيجيَّة من البروستات وتحليلها (خزعة).وعند القيام بأخذ خزعة، يحصل الأطباء أولًا على صور للبروستات عادة عن طريق إدخال مسبار الموجات فوق الصوتية (تِرجام transducer) في المستقيم (التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المستقيم)؛يمكن الحصول على عَيِّنَة الخزعة بواسطة مسبار المستقيم أو من خلال الجلد بين المستقيم وكيس الصفن (عبر العجاني).وفي العادة، يَجرِي أخذ 10 إلى 12 عينة من البروستات.يزيد أخذ عدد من العيّنات من احتمال كشف السَّرطان الصَّغير؛يستغرق هذا الإجراءُ حوالى 20 دقيقة، ويكون تحت التخدير الموضعي عادة.

إذا عُثر على السرطان في عينة من الخزعة، يساعد تحديدُ درجة ومرحلة النسيج الأطباءَ على معرفة المسار المحتمل للسرطان وأفضل مُعالَجَة له.

تحديدُ الدرجة Grading

يعدُّ نظامُ غليسون غريد غروب (The Gleason Grade Group) الطريقةَ الأكثر شُيُوعًا لتجديد مرحلة سرطان البروستات (في السابق كان يُستخدم نظام غليسون سكورينغ Gleason Scoring).وبناءً على الفحص المجهري للأنسجة التي جَرَى الحصول عليها بالخزعة، يُعطى رقم اعتمادًا على درجة تشوُّه الخَلايا.تمنح النسخة الحالية من نظام النقاط هذا كل درجة من السرطان عدد نقاط يتراوح بين 1 إلى 5 نقطة، في حين كانت النسخة الأقدم (نظام غليسون سكورينغ) تمنح نقاطًا تتراوح بين 6 إلى 10.وكلَّما ارتفع العددُ (الدرجة العالية)، كان السرطانُ أكثرَ عدوانية، وأرجح ميلًا للانتشار.

غليسون غريد غروب 1 = غليسون سكورينغ 6 (3+3)

غليسون غريد غروب 2 = غليسون سكورينغ 7 (3+4)

غليسون غريد غروب 3 = غليسون سكورينغ 7 (4+3)

غليسون غريد غروب 4 = غليسون سكورينغ 8

غليسون غريد غروب 5 = غليسون سكورينغ 9 و 10

يتنبَّأ كل من مؤشر غليسون غريد، ومستوى PSA، والمرحلة السريرية معًا بالمآل بشكل أفضل من أيٍّ منها لوحدها، وتساعد على توجيه قرارات العلاج المناسبة.

تحديدُ المرحلة

يُصنَّف سرطانُ البروستات إلى مراحل وفقًا لثلاثة معايير:

  • مدى انتشار السَّرطان داخل البروستات

  • انتشار السَّرَطان إلى العُقَد اللِّمفِية في مناطق قريبة من البروستات

  • ما إذا كان السَّرَطان قد انتشر إلى العظام أو أعضاء أُخرى بعيدة عن البروستات (السَّرطان النَّقيلي)

وغالبًا ما تُجرى اختباراتٌ لتحديد مرحلة السَّرَطان عندَ تشخيصه.ولكن، قد لا تكون مثلُ هذه الاختبارت ضرورية عندَ يكون احتمالُ انتشاره خارج البروستات منخفضًا للغايَة.ويعدُّ احتمالُ الانتشار منخفضًا عندما تكون غليسون غروب 2 أو أقلّ، ومستوى المستضدّ النوعي للبروستات PSA أقلّ من 10 نانوغرام/مل، ولم يخترق السَّرَطان سطحَ الغدَّة.تكشف نتائجُ فحص المستقيم بالإصبع، والتصوير بالموجات فوق الصوتيَّة، والخزعة مدى انتشار السَّرَطان داخل البروستات.

إذا لم يكن احتمالُ الانتشار منخفضًا، يطلب الأطباء عادة إجراءَ التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للبطن والحوض.وفي بعض الأحيان، يُجرَى التصويرُ بالرنين المغناطيسي للبروستات باستخدام وشيعة خاصَّة تُدخَل في المستقيم.ويمكن إجراءُ فحص عظمي بالطب النووي في الأشخاص الذين يعانون من ألم في العظام، أو الذين لديهم مستوى عالٍ جدًّا للمتستضدّ النوعي للبروستات (PSA) أو قيمة عالية لغليسون غريد غروب.

وعندَ الاشتباه بالانتشار إلى الدماغ أو الحبل الشوكي، يُجرَى التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتلك الأعضاء.

تحري سرطان البروستات

بما أنَّ سرطانَ البروستات شائع، وقاتل في بعض الأحيان، ولأن الأَعرَاض قد لا تظهر رغم تقدُّم السرطان، يوفِّر العديدُ من الأطباء اختبارات التحرِّي للرجال الذين ليس لديهم أي أعراض.

ولتحرِّي سرطان البروستات، يقوم الأطباءُ بالفحص الإصبعي للمستقيم وفحص الدَّم لقياس مستويات المستضد النوعي للبروستات (PSA).وإذا كانت غدَّة البروستات صلبة، ومتضخِّمة بشكلٍ غير منتظم، أو فيها كتلة، أو إذا كان مستوى PSA مرتفعًا، يكون سرطان البروستات أكثرَ احتمالاً.ولكن، يمكن لمستويات PSA أن تكونَ مضلِّلة؛فقد يكون مستواه طبيعيًا رغم وجود سرطان البروستات، كما يمكن أن يكون مرتفعًا لأسبابٍ أخرى غير سرطان البروستات.وتزداد مستوياتُ PSA عادةً مع التقدُّم في السن، وفي بعض الاضطرابات مثل فرط تنسج البروستات الحميد والتهاب البروستات.

ويفيد التحرِّي في كشف السرطانات العدوانية في وقت مبكِّر - عندما يمكن تحقيق الشفاء منها.ولكن، تتباين آراء الخبراء حول فائدة وتوقيت الفحص نظرًا لأسباب عديدة:

  • قد تكون نتائج فحوصات التحري إيجابية عند الكثير من الرجال الذين لا يوجد لديهم أي سرطان.

  • تنمو بعضُ سرطانات البروستات ببطءٍ شديد، بحيث قد لا تتطلب العِلاج.

  • في حالاتٍ نادرة، قد لا تُكتشف أنواع السرطان الأكثر شدة بواسطة اختبارات PSA القياسية.

ويُؤخَذ التحرِّي باستخدام المستضد النوعي للبروستات بعين الاعتبار لدى الرجال الأكبر سنًا من 50 عامًا، وفي بعض الأشخاص الأصغر سنًا ولديهم عوامل خطر، مثل كونهم ذوي بشرة سوداء أو لديهم تاريخٌ عائلي لسرطان البروستات.وقد تنخفض مَنَافِعُ التحرِّي مع التقدُّم في السن؛تُشيرُ توصياتُ فرقة عمل الخدمات الوقائية في الولايات المتحدة إلى أنَّ الرجالَ الذين تتراوح أعمارهم بين 55-69 عامًا (ولكن ليس أولئك الذين يبلغون من العمر 70 عامًا أو أكثر) يجب أن يناقشوا فوائد التحرّي باستخدام المستضد النوعي للبروستات مقابل أضراره مع طبيبهم.

قد يكشف التحرِّي سرطاناتٍ من المحتمل أن لا تؤذي أو تقتل الشخص حتى ولو لم تُكتَشف.وفي مثل هذه السَّرطانات، يمكن أن تكون التأثيراتُ الجانبية للعلاج (على سبيل المثال، عدم القدرة على الانتصاب أو سلس البول) أكثرَ ضررًا من ترك الأمر دون مُعالَجَة السَّرطان.وبما أنَّه ليست من الواضح دائمًا في وقتٍ مبكِّر من الحالة ما هي سرطانات البروستات التي سوف تكون عدوانية (على سبيل المثال، السرطانات ذات القيمة المنخفضة لغليسون غريد غروب وتلك التي تنطوي على جزء صغير من البروستات)، لذلك كان الأطباء سابقًا يوصون بعلاج جميع الرجال الذين أظهرت الخزعة وجودَ السَّرَطان لديهم.وبالتالي، فإن عدد الرجال الذين عولجوا من سرطان البروستاتا أكبر بكثير ممن كانوا سيموتون أو يصابون بمضاعفات خطيرة من السرطان.ونتيجةً لذلك، فإنَّ العديدَ من الرجال المعالجين لم يستفيدوا من العلاج، ولكنهم تعرضوا لخطر التأثيرات الجانبية.ولكن في الآونة الأخيرة، ومع تحسُّن فهم سرطان البروستات، أصبح الأطباء يقدمون خيار المراقبة الدقيقة (الترصد النشط) لبعض الرجال الذين تكون نتيجة اختبار الخزعة لديهم إيجابية، وتأخير العلاج إلى أن تُظهر نتائج الفحوص الدورية والاختبارات الحاجة للعلاج (على سبيل المثال، إذا كان السرطان يتضخم أو يصبح أكثر عدوانية).

وبما أنَّ أفضلَ مسار للعمل لا يزال غيرَ واضح، ولأن الرجالَ قد يكون لديهم قِيَم وتفضيلات مختلفة، يجب على الرجال مناقشة أضرار وفوائد التحرِّي والخزعة والعلاج مع طبيبهم.فعلى سَبيل المثال، الرجال الذين يفضِّلون المخاطرة وتحمُّل الاحتمال الكبير للتأثيرات الجانبية الناتجة عن العلاج على الخطر الصغير جدًّا للوفاة الناجمة عن سرطان البروستات، قد يختارون الخضوعَ للتحرِّي.أمَّا الرجالُ الذين لا يرغبون في المخاطرة بالآثار الجانبية للعلاج ما لم يكن ضروريًا للغاية فقد يختارون عدمَ الخضوعَ لهذا التحرِّي.

علاج سرطان البروستات

  • الجراحة

  • المُعالجة الشعاعيَّة

  • العلاج الهرموني

  • المراقبة النشطة دون علاج (على سبيل المثال، للرجال الذين يواجهون خطرًا منخفضًا للإصابة بالسرطان)

يمكن أن يكون الاختيارُ بين خيارات العلاج معقَّدًَا.وبما أنَّ الدراسات التي لم تقارن مُعالَجَة بأخرى مباشرة، لذلك فالأطباء قد لا يكونون متأكدين من العلاج الأكثر فعَّالية.وعلاوةً على ذلك، بالنسبة لبعض الرجال، لا يكون الأطباء متأكِّدين ممَّا إذا كان العلاج سوف يطيل أمدَ الحياة.ويشتمل مثلُ هؤلاء الرجال على الذين لا يَتوقَّع أن يعيشوا طويلاً جدًّا (إما بسبب كبر السن أو مشاكل صحِّية خطيرة)، والذين لديهم مستويات المستضد النوعي للبروستات (PSA) منخفضة ولديهم سرطان بدرجة منخفضة مقتصر على البروستات.وهكذا، فإن الرجال الذين لا يُتوقع لهم العيش لفترة طويلة غالبًا ما يتَّخذون القرارَ من خلال الموازنة بين درجة الانزعاج في التعايش مع السرطان بمقابل التأثيرات الجانبية المحتملة للعِلاج.كما يحتاج الرجال الذين لديهم انخفاض في مستوى المستضد النوعي للبروستات (PSA) والمُصابين بسرطانٍ منخفض الدرجة ويقتصر على البروستات إلى الموازنة بين الفائدة من علاج السرطان الذي قد لا يُسبب لهم الضرر مرة أخرى والتأثيرات الجانبية المحتملة للعلاج.قد تسبِّب الجراحة، والمُعالجة الشعاعيَّة، والعلاج الهرموني سلسَ البول، أو ضعف الانتصاب (خَلَل الوظيفَة الجنسيَّة)، أو مشاكل أخرى.ولهذه الأَسبَاب مجتمعة، تُمثِّل تفضيلات الرجال الأهمِّية الأكبر في اختيار العلاج لسرطان البروستات بالمقارنة مع كثيرٍ من الاضطرابات الأخرى.

استراتيجيات العلاج

ينطوي علاجُ سرطان البروستات عادة على واحدة من 3 إستراتيجيات بحسب عدوانية السرطان ومدى انتشاره:

  • الترصد النشط

  • المعالجة الشافية

  • العلاج الملطِّف

يعني الترصد النشط أنَّ الأطباءَ لا يعطون أيَّ مُعالَجَة إلا إذا كانَ السرطانُ يتفاقم أو يتغيَّر.وميزةُ هذه الإستراتيجية هي تجنُّب أو تأجيل التأثيرات الجانبية المحتملة للعلاج.وينبغي أخذ الترصد النشط بعين الاعتبار للرجال الذين لا يُحتمل أن ينتشرَ السَّرَطان لديهم أو يسبب أَعرَاضًا.فعلى سَبيل المثال، فإنَّ معظم السرطانات تقتصر على منطقة صغيرة داخل البروستات، وذات القيمة المنخفضة لغليسون غريد غروب، وتنمو ببطء شَديد.وبذلك، فإنَّ الرجال الأكبر سنًّا، لاسيَّما أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة أخرى، هم أكثر عرضة للموت لأسبابٍ أخرى قبل أن تقتلهم هذه السرطانات أو تتسبَّب في أعراض لديهم.أمَّا في في الرجال الأصغر سنًّا، لاسيَّما أولئك الذين هم في صحَّة جيدة، فحتَّى السَّرطان البطيء النمو قد يسبِّب مشاكلَ في نهاية المطاف.لدى مثل هؤلاء الرجال، قد يكون الترصد النشط أقلَّ تفضيلاً، ولكن مع ذلك ينبغي أن يبقى خيارًا مطروحًا.في الترصد النشط، يسأل الأطباءُ بشكلٍ دوري عن الأَعرَاض، ويطلبون قياس مستوى PSA، ويقومون بفحص المستقيم بالاصبع، ويكررون أخذ الخزعات (مع أو بدون إرشاد بالرنين المغناطيسي) لتحديد ما إذا كان السَّرَطان يسبِّب الأَعرَاض، أو ينمو بسرعة، أو أنه قد انتشر.وإذا أظهرت الاختبارات نموًّا أو انتشارًا، يَعرِض الأطباء العلاج الشافي أو الملطِّف.

ويهدف العلاجُ الشافي إلى إزالة أو قتل كامل السرطان؛ ويشتمل على:

  • الجراحة

  • المُعالجة الشعاعيَّة

  • وفي حالات أقلّ، العلاج بالتبريد (التَّجميد) أو بفائق الصوت عالي التردّد

المعالجة الشافية (وتُسمَّى النوعيَّة أيضًا) هي إستراتيجية شائعة للرجال المصابين بسرطان مَحصور في البروستات ومن المحتمل أن يسبِّب أعراضًا مزعجة أو الموت.وتشتمل هذه السرطانات على تلك التي تنمو بسرعة، وكذلك بعض السرطانات الصغيرة البطيئة النموّ لدى الرجال الذين يُرجَّح أن يعيشوا لبعض الوقت (ربما 10 أو 15 سنة على الأقلّ).وهؤلاء الرجال هم عادة أولئك الأصغر سنًا الذين يتمتَّعون بصحَّة جيِّدة، (وخاصة أولئك الذين تقلُّ أعمارهم عن 60)، أو كلاهما.ولكن، لا تكون المعالجَة شافية مطلوبةً إذا كان السرطانُ قد انتشر على نطاق واسع، ولكن يمكن أن يستفيدَ منها بعضُ الرجال الذين يعانون من السرطانات التي انتشرت إلى المنطقة خارج البروستات فقط.ومن المرجَّح أن تسبِّب هذه السرطانات أعراضًا في فترة قصيرة نسبيًا.ولكن، من الأرجح أكثر أن تكونَ المعالجَة الشافية ناجحة في السرطانات التي لا تزال محصورة في منطقةٍ قريبة من البروستات.يمكن أن تطيل المعالجَة الشافية الحياةَ، وتقلل أو تزيل الأَعرَاض الشديدة الناتجة عن بعض أنواع السرطان.وعلى الرغم من أنَّ التأثيراتَ الجانبية أقل شُيُوعًا في المُعالجَات الحديثة، لكنَّها لا تزال تحدث وتقلِّل من نوعية الحياة.ويمكن أن تشتمل، على سَبيل المثال، على خلل القدرة على الانتصاب، وبنسبة أقلّ غالبًا، على سلس البول (في معظم الأحيان نتيجة للجراحة) والألم أو النزف في أثناء التغوُّط والتهيُّج أو النزف عندَ التبوُّل (نتيجة المُعالجة الشعاعيَّة).

تهدف المعالجةُ الملطِّفة إلى مُعالَجَة الأَعرَاض بدلًا من شفاء السرطان.وتشتمل المُعالجَاتُ الملطفة على:

  • العلاج الهرموني

  • المُعالجة الكِيميائيَّة

  • المُعالجة الشعاعيَّة

يعدُّ العلاجُ الملطِّف هو الأنسب للرجال الذين يعانون من سرطان البروستات المنتشر، وغير القابل للشفاء؛حيث يمكن إبطاءُ نمو أو انتشار هذه السرطانات عادة أو وقفهما مؤقَّتا، مما يؤدِّي إلى تخفيف الأَعرَاض.وعلاوةً على محاولة إبطاء نموِّ السَّرَطان وانتشاره، قد يحاول الأطباءُ تخفيفَ الأَعرَاض الناتجة عن تأثيرات السَّرطان في الأعضاء والأنسجة الأخرى (مثل العظام).ولكن، بما أنَّ هذه المُعالجَات لا يمكن تشفي من السرطان، لذلك تزداد الأَعرَاضُ سوءًا في نهاية المطاف.ويحدث الموتُ بسبب المرض في نهاية المطاف.

الجِراحَة

يعدُّ استئصالُ البروستات جراحيًا (استئصال البروستات prostatectomy) مفيدًا للسرطان الذي يقتصر على البروستات.ولكن، لا يَجرِي استئصالُ البروستات عادة إذا أظهرت اختبارات تحديد المرحلة أنَّ السرطانَ قد انتشر.ويكون استئصالُ البروستات فعالاً جدًّا في الشِّفاء من السرطانات ذات الدرجة المنخفضة والتي تنمو ببطء، ولكنَّه يكون أقلّ فعَّالية في السرطانات ذات الدرجة العالية والتي تنمو بسرعة.ومن المرجَّح أن تكونَ هذه السرطانات قد انتشرت، حتَّى وإن لم يَكن كشفها ممكنًا باختبارات تحديد المرحلة في وقت التَّشخيص.

يتطلَّب استئصالُ البروستات التخديرَ العام أو النخاعي، والإقامة في المستشفى لليلةٍ واحدة، وإجراء شقٍّ جراحي.وبعدَ الجراحة، يجب أن يُوضَع للرجال قثطار في القضيب لمدَّة أسبوع أو أسبوعين إلى حين شفاء الاتِّصال بين المثانة والإحليل .لا يُعطي الأطباء العلاج الكِيميائي أو العلاج الهرموني قبل أو بعد الجراحة بشكل روتيني.بالنسبة للرجال الذين يُكتشف أن سرطان البروستات لديهم عدواني (ذو درجة عالية وسريع النمو) في وقت الجراحة وتزداد لديهم مستويات PSA، يؤخذ بعين الاعتبار إجراء العلاج الإشعاعي (مع العلاج الهرموني) بعد الجراحة.

قد يؤدِّي استئصالُ البروستات إلى خلل دائم في الانتصاب وسلس البول.وقد يحدث ضعفُ الانتصاب هذا لأن الأعصابَ المتجهة إلى القضيب والتي تتحكَّم بالانتصاب تمرّ عبرَ البروستات، وقد تتضرَّر في أثناء الجراحة.كما قد يحدث سلسُ البول، لأن جزءًا من العضلة العاصرة التي تغلق الفتحة في الجزء السفلي من المثانة يجب إزالتُها في أثناء الجراحَة.إلَّا أنَّ معظم الرجال يستعيدون السيطرة في غضون 6 أشهر بعد استئصال البروستات.يكون تعافي وظيفة الانتصاب أكثر تباينًا، ويعتمد ذلك جزئيًا على وظيفة الانتصاب عند الرجل قبل الجراحة، وعلى عدوانية سرطان البروستات، والتقنية الجراحية المستخدمة.

وتشتمل تقنيَّات أو طَرائق استئصال البروستات على استئصال البروستات الجذري المفتوح، واستئصال البروستات الجذري بالتنظير، واستئصال البروستات الجذري بمساعدَة الروبوت.في استئصال البروستات الجذري المفتوح، تَجرِي إزالة غدَّة البروستات بأكملها، والحويصلين المنويين، وجزء من الأسهر من خلال شقٍّ في أسفل البطن، أو في المنطقة الواقعة بين الصفن والشرج في حالاتٍ نادرة.كما يمكن إزالة العُقَد اللِّمفِية للتحقق من وجود السَّرَطان فيها أيضًا.أمَّا في استئصال البروستات الجذري التنظيري أو استئصال البروستات الجذري التنظيري بمساعدَة الروبوت، فتَجرِي إزالة البنى نفسها، ولكن يكون هذان الإجراءان من خلال شقوقٍ صغيرة، ويؤدي عادةً إلى آلام أقل بعد الجراحة، وفقدان دم أقل، وتعافٍ أسرع.

واستئصالُ البروستات الجذري، بغضِّ النظر عن الأسلوب، هو عمليَّة جراحيَّة تُجرَى في مُحَاولة لمُعالَجَة سرطان البروستات.يَعيش أكثر من 90٪ من الرِّجال المُصابين بالسرطان المقتصِر على البروستات 10 سنوات على الأقلّ بعدَ استئصال البروستات الجذري.ولذلك، فالرجالُ الأصغر سنًّا، الذين يمكن التوقُّع أن يعيشوا ما لا يقلّ عن 10 إلى 15 سنة أخرى، هم الأكثر ميلًا للاستفادة من استئصال البروستات الجذري.ولكنَّ هذا الإجراءَ يسبِّب تسرُّب بعض البول في ما يصل إلى 10٪ من الرجال.كما يحدث سلسُ البول المؤقَّت في معظم الرجال، وقد يستمرّ لعدَّة أشهر.ويكون هذا السَّلسُ أقلّ ميلًا للحدوث في الرجال الأصغر سنَّا.

وتحدث درجةٌ من ضعف الانتصاب في معظم الرجال بعدَ استئصال البروستات الجذري، وخاصَّة أولئك الذين لديهم صعوبة فيه قبلَ الجراحة.يمكن أن يُجرَى استئصالُ البروستات عادة بطريقة تجعل بعضَ الأعصاب اللازمة لإنجاز الانتصاب محفوظة، وهذا الإجراء يُسمَّى استئصال البروستات الجذري الحافِظ للأعصاب nerve-sparing radical prostatectomy.وهذا الإجراءُ لا يمكن أن يُستخدَم لعِلاج السَّرَطان الذي غزا الأعصابَ والأوعية الدموية في البروستات.ويعدُّ استئصالُ البروستات الجذري الحافظ للأعصاب أقلّ ميلًا من استئصالُ البروستات الجذري غير الحافظ للأعصاب للتسبُّب في اختلال الانتصاب.يكون تشخيصُ معظم الحالات لدى الرجال في وقت مبكِّر، وبذلك يمكن علاجُها باستئصال البروستات الجذري الحافِظ للأعصاب.

وتحدث إعاقة في تدفُّق البول بسبب تَضيُّق جزء من المثانة أو تندُّب الإحليل (تضيُّق الإحليل) في 7 إلى 20٪ من الرجال.ولكن، يمكن علاجُه بسهولة عادة (انظر انسداد المسالك البولية: المعالجة).

المُعالجةُ الشعاعيَّة

يمكن أن تشفي المُعالجةُ الشعاعيَّة من السرطانات التي تقتصر على البروستات، وكذلك السَّرطانات التي غزت الأنسجةَ المحيطة بالغدَّة.ولكن، على الرغم من أن المُعالجَةَ الشعاعيَّة لا يمكن أن تشفي من السَّرَطان الذي انتشر إلى أعضاء بَعيدة، لكن يمكن أن تساعدَ على تخفيف الألم الناجم عن انتشار سرطان البروستات إلى العظام.

يُعطي الأطباء في بعض الأحيان العلاج الشعاعي بعدَ الجِراحة لعلاج المناطق المحيطة بالبروستات أو عند وُجِود المستضد النوعي للبروستات في الدَّم بعدَ الجراحة.يُشير وجود المستضد النوعي للبروستات (PSA) في الدَّم بعد الجراحة إلى أنَّ الجراحة لم تستأصل السرطان بأكمله.

وبالنسبة لمراحل عَديدة من سَرطان البروستات، تكون معدَّلاتُ البقاء على قيد الحياة لمدَّة 10 سنوات بعدَ المُعالجَة الشعاعيَّة مرتفعةً مثل تلك التي تتحقَّق بالجراحَة تقريبًا.وأكثر من 90٪ من الرِّجال المُصابين بسرطان البروستات المقتصر على الغدَّة يعيشون 10 سنوات على الأقلّ بعدَ خضوعه للمُعالجة الشعاعيَّة.يمكن تطبيقُ المُعالجة الشعاعيَّة كما يلي:

  • المُعالجة الشعاعيَّة بحزمةٍ خارجيَّة (تستخدم لعِلاج السَّرَطان ضمنَ غدَّة البروستات، وسرطان البروستات الذي انتشر إلى العظام)

  • الزرعات أو الطُّعوم المشعَّة (تُستخدَم لعِلاج السَّرَطان منخفض الخطورة ضمن غدَّة البروستات، ولكن ليس لسرطان البروستات التي انتشر إلى العظام)

  • الرَّاديوم-223 (عامل وريدي يُستخدَم لعِلاج سرطان البروستات الذي انتشر إلى العظام، ولكن ليس السَّرَطان داخل غدَّة البروستات)

في المُعالجة الشعاعيَّة بحزمة خارجيَّة يُستخدَم جهاز لإرسال حُزَم من الإشعاع نحوَ البروستات والأنسجة المحيطة بها.كما يُستخدَم التصويرُ المقطعي المُحوسَب (CT) غالبًا للمساعدة على تركيز الحزمة الشعاعيَّة بشكل أكثر دقَّة على السَّرَطان عن طريق تحديد البنى المُصَابة بشكلٍ دقيق.ويُسمَّى هذا الأسلوبُ المُعالجَةَ الشعاعيَّة المُكيَّفة ثلاثيَّة الأبعاد three-dimensional conformal radiation therapy.وتُعطَى هذه المُعالَجَة لمدَّة 5 أيام في الأسبوع، على مَدى 7-8 أسابيع عادة.على الرَّغم من أنَّ درجةً معيَّنة من خلل الانتصاب يمكن أن تحدثَ في ما يصل إلى 40٪ من الرجال، لكنَّها أقلّ ميلًا للحُدوث خلال الفترة المباشرة التالية للمُعالجَة الشعاعيَّة بالمقارنة مع الفترة المباشرة ما بعدَ استئصال البروستات.ولكن، بعدَ أشهر أو سنوات، يبدو أنَّ احتمالَ التعرُّض لضعف الانتصاب بعدَ المُعالجَة الشعاعيَّة مماثلٌ لما يحدث بعدَ استئصال البروستات.سَلسُ البول نادرٌ عندَ استخدام المُعالجَة الشعاعيَّة المكيَّفة ثلاثية الأبعاد.(المُعالجَة الشعاعيَّة المُعدَّلَةُ الشِدَّة) IMRT (intensity-modulated radiation therapy) و المُعالجَة الشعاعيَّة التجسيميَّة للجسم stereotactic body radiation therapy هما تعديلان على المُعالجَة الشعاعيَّة المعياريَّة.وفي بعض الأحيان، بالنسبة إلى السرطانات الأكثر عدوانية، يعطي الأطباء أيضًا العلاج الهرموني لمدة تصل إلى سنتين أو ثلاث سنوات، بالإضافة إلى المُعالجة الشعاعيَّة.

وتحدث الندباتُ التي تضيِّق الإحليل وتُعِيق تدفقَ البول (تضيُّق الإحليل) في نَحو 5 إلى 10 ٪ من الرِّجال المعالجين بحزمة إشعاعية علاجية خارجية.وتشتمل التأثيراتُ الجانبيَّة المزعجة الأخرى، ولكن المؤقَّتة عادة، على الحرقة في أثناء التبوُّل، والحاجة إلى التبوُّل بشكلٍ متكرِّر، ووجود الدَّم في البول، والإسهال الذي يكون مُدمَّى في بعض الأحيان، والتهاب المستقيم الشعاعي (يسبِّب تهيُّجَ المستقيم والإسهال عادة)، والرغبة الفجائيَّة بالتبرُّز.في حالاتٍ نادرة، يُصاب الرجال بسرطانات في الأعضاء المحيطة (المثانة والمستقيم) بسبب العلاج الإشعاعي.

هناك شكل مختلف من المعالجة الشعاعية بحزمة خارجية هو العلاج بحزمة البروتون، وهي تستعمل شكلًا مختلفًا من الإشعاع يسمَح بتطبيق الإشعاع بشكلٍ أكثر دقَّة على الخلايا السرطانية مع تجنّب الخلايا السليمة.وقد تبيَّن أنَّ العلاج بحزمة البروتون مُفيدٌ للسَّرطانات الأخرى، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت آثاره الجانبية في سرطان البروستات أقلّ من المعالجة الشعاعيَّة الخارجيَّة الشعاعيَّة المعياريَّة.

تتضمن التطورات الحديثة في العلاج الإشعاعي لسرطان البروستات

  • وضع علامات حول البروستات لتحسين استهدافها

  • استخدام إبرة عبر المستقيم لوضع فاسحات الهيدروجيل في المستقيم للتقليل من التأثيرات السامة للإشعاع (تتحلل فاسحات الهيدروجيل هذه في نهاية المطاف وتُمتص في الأنسجة)

  • تقسيم الجرعات الكبيرة من الإشعاع مع مرور الوقت وإعطاءها على مدى أقصر (أيام أو أسابيع أقل) بالمقارنة مع الإشعاع التقليدي

يمكن إدخالُ غرسات مشعَّة في البروستات (المعالجة الشعاعيَّة الموضعيَّة brachytherapy).وهذه الغرساتُ تكون بشكل قطع صَغيرة من المواد المشعَّة شَبيهة بالبذور.يحقن الأطبَّاءُ الغرساتِ في غدَّة البروستات من خلال المنطقة بين الصَّفَن والشرج، باستخدام الموجات فوق الصوتيَّة أو بتوجيه التصوير المقطعي المُحوسَب.ويمكن أن تُنجَز المعالجة الشعاعيَّة الموضعيَّة في أقلّ من ساعتين، وهي لا تتطلَّب جلسات علاجية متكرِّرة، ويمكن تطبيقها باستعمال التخدير الشوكي أو النخاعي.كما أنَّ المُعالجةَ الشعاعيَّة الموضعيَّة يمكن أن تعطي جرعاتٍ عالية من الإشعاع للبروستات أيضًا، في حين غالبًا ما تتجنَّب الأنسجةَ المحيطة السليمية وتسبِّب تأثيرات جانبية أقلّ.ولكن، قد تسبب هذه المُعالجَة الشعاعيَّة الموضعيَّة تضيُّقَ الإحليل في ما يصل إلى 10٪ من الرِّجال.وينخفض النشاطُ الإشعاعي للبذور مع مرورِ الوقت.وقد تُطرَح هذه البذورُ في وقتٍ لاحق مع البول.يجب على الرِّجال المُعالَجين بهذه البذور تجنُّب المُخالطة الوَثيقَة مع النساء الحَوامِل والأطفال الصِّغار لفترة من الزمن بعدَ هذا الإجراء، لأنَّ النشاطَ الإشعاعي يمكن أن يكونَ ضارًّا بالجَنين أو الطفل الصَّغير.تكون معدلاتُ الشفاء لمدَّة 10 إلى 15 سنة بعدَ المُعالجَة الشعاعيَّة الموضعيَّة مماثلةً للمعدَّلات التي نحصل عليها بالمُعالجَات الأخرى بالنسبة لبعض الرِّجال.ويُنصَح في بعض الأحيان بالعلاج المشترك بين المُعالجَة الشعاعيَّة الموضعية والمُعالجة الشعاعيَّة بحزمةٍ خارجيَّة للسَّرَطانات الأكثر عدوانيَّة.تتوفَّر الطعومُ المُؤقَّتة للمعالجة الشعاعيَّة الموضعيَّة (التي تحتاج إلى إقامة في المستشفى لليلة واحدة) في بعض المراكز.

الراديُوم 223 هو دواءٌ يُعطَى عن طريق الوَريد، حيث ينبعث منه نوعٌ معيَّن من الإشعاع (إشعاع ألفا).وعلى عكس المُعالجة الشعاعيَّة بحزمة خارججيَّة والمُعالجة الشعاعيَّة الموضعيَّة، لا يَجرِي توجيهُه إلى هدف معيِّن.يُستخدَم الرَّاديُوم 223 لعِلاج النَّقائل العظميَّة من سرطان البروستات، وليس سَرطان البروستات نفسه في الغدَّة.عندما يصبح الراديُوم 223 في مَجرى الدم، يتَّجه نحو مناطق العظام المصابة بسَرطان البروستات، حيث يساعد على تخريب الخلايا السَّرطانية.وبما أنَّه يستهدف الأنسجةَ العظمية ولا يُبعثِر الإشعاع (مثل حُزَم الإشعاع أو البذور)، لذلك فقد يتجنَّب الأنسجةَ المجاورَة ولا يضرُّ بها إشعاعيًا.

تستخدم الأمواج فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة (HIFU) طاقة مكثفة من الموجات فوق الصوتية، حيث يجري تطبيقها من خلال مسبار يُوضَع في المستقيم لتخريب أنسجة البروستات.وقد جرى استخدامها لسنوات عديدة في أوروبا وكندا، وأصبحت متاحة على نحو أكثر شيوعًا مؤخرًا في الولايات المتحدة.لا يزال دور هذه التكنولوجيا في تدبير سرطان البروستات قيد التطوير.تعد الأمواج فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة (HIFU) الخيار الأنسب لعلاج سرطان البروستات الذي ينكس بعد الجراحة والسرطانات ذات الخطر المنخفض التي يمكن فيها معالجة الأورام المفردة من خلال العلاج البؤري (تقنية موجهة بالتصوير لتدمير النسيج السرطاني بشكل مباشر إما بواسطة بالليزر أو الكهرباء).

العلاج بالتبريد

العلاج بالتبريد هو تخريب خلايا سرطان البروستات عن طريق تجميدها، والذي يتحقق من خلال استخدام مسبار تبريد يوصل غاز الأرغون إلى النسيج السرطاني، ثم يتبعه إذابة الجليد.لا يُعد العلاج بالتبريد الخيار العلاجي المفضل في الولايات المتحدة، ولكن من الممكن استخدامه في حال فشل العلاج الشعاعي.تنطوي الآثار الجانبية لهذا الإجراء على انسداد التدفق البولي من المثانة (انسداد فتحة المثانة)، وسلس البول، وضعف الانتصاب، والألم أو الإصابة في المستقيم.

المعالجةُ الهرمونيَّة

بما أنَّ معظمَ سَرطانات البروستات تتطلَّب هرمون التِّستوستيرون لكي تنمو أو تنتشر، لذلك يمكن أن تبطئ المُعالجَاتِ التي تعمل على منع تأثير هذا الهرمون (العلاج الهرموني) من تفاقم هذه الأورام.ويُستخدَم العلاجُ الهرموني عادة لتأخير انتشار السَّرَطان الذي يعود أو ينكس بعدَ الجراحة أو المُعالجَة الشعاعيَّة، أو لعلاج سرطان البروستات المنتشر (المُتنقِل).ويُشرَك العلاجُ الهرموني في بعض الأحيان مع المُعالجَاتِ الأخرى مثل العلاج الإشعاعي.لا يكون العلاجُ الهرموني شافيًا بحد ذاته، ولكنه قد يؤدي إلى إطالة أمد الحياة، وكذلك التخفيف من الأعراض.غيرَ أنَّ العلاجَ الهرموني من المرجَّح في نهاية المطاف أن يفقد فعَّاليته، فيتفاقم المرض.

تشتمل الأدويةُ الهُرمونِيَّة المستخدَمة لعلاج سرطان البروستات في الولايات المتحدة على لوبروليد، وغوسريلين، وتريبتوريلين، وبوسريلين، وهيستريلين، وديغارليكس، وريلوغوليكس وهي تمنع الغدةَ النُّخامِيَّة من تحفيز أو تنبيه الخُصيتين لتكوين هرمون التستوستيرون.ما عدا ريلوغوليكس (الذي يُعطى عن طريق الفم)، تُعطَى هذه الأدويةُ عن طريق الحقن في عيادَة الطَّبيب كلّ 1، أو 3، أو 4، أو 12 شهرًا، خلال بقية حياة الرجل عادة.وبالنسبة لبعض الرجال، قد لا يُعطَى هذا العلاج إلاَّ لمدَّة سنة أو سنتين، وربَّما يُستأنَف في وقتٍ لاحِق.

ويمكن أن تُستخدَم الأدوية التي تعيق عملَ التِّستوستيرون (مثل فلوتاميد وبيكالوتاميد ونيلوتاميد) أيضًا.وتُؤخَذ هذه الأدويةُ يوميًّا عن طَريق الفم.

وقد تشتمل التأثيراتُ الجانبية للعلاج الهرموني على الهبَّات الساخنة وهَشاشة العظام ونقص الطاقة ونقص كتلة العضلات وزيادة الوزن السَّائل (زيادة سوائل الجسم) وضعف الرغبة الجنسيَّة وقلَّة شعر الجسم وضعف الانتصاب وتضخم الثديين (التثدِّي).

وينطوي أقدمُ شكل من أشكال العِلاج الهرموني على إزالة كلتا الخُصيَتين (استئصال الخصية بالجانبين bilateral orchiectomy).وتُعادِل تأثيراتُ استئصال الخصية بالجانبين على مستوى هرمون التستوستيرون تلك التي تنتجها أدوية ليوبروليد وغوسريلين وبوسريلين، والأدوية ذات الصِّلة.وتجعل التأثيراتُ الجسدية والنفسية لاستئصال الخصية بالجانبين، والمُعالجَات الهُرمونِيَّة الأخرى، هذه المُعالجَات صعبةَ القبول بالنسبة لبعض الرجال.

يُنصح الأطباءُ بالقيام بالتمارين البدنية، وأخذ فيتامين D ومكملات الكالسيوم، والتوقّف عن التدخين، وتجنّب الإفراط في شرب الكحول عند الرجال الذين يتلقون العلاج الهرموني للمساعدة على تقليل الأعراض.

وفي الرجال الذين يعانون من سرطان البروستات المنتشر، قد يصبح العلاجُ الهرموني غيرَ فعَّال بعدَ بضع سنوات.وعندما يتفاقم السَّرَطان في نهاية المطاف، على الرغم من العلاج الهرموني، قد لا يعيش الرجالُ سوى بضع سنوات أخرى.

الأدوية الأخرى

يُسمَّى السرطانُ الذي لا يستجيب للمعالجة الهرمونيَّة، التي تُنقِص بنجاح مستويات هرمون التستوستيرون، سرطان البروستات المقاوم للخصاء

وفي الآونة الأخيرة، أصبح العديدُ من المُعالجَات الأخرى التي تطيل الحياةَ متاحًا، ويُستخدَم في وقتٍ مبكِّر لعِلاج سرطان البروستات النقيلي، سواءً في المعالجة الأولية بالعلاج الهرموني أو عندما يفشل العلاج الهرموني.وتشتمل هذه المُعالجَاتُ على سيبوليوسيل-T (لقاح يستهدف خَلايا سرطان البروستات)، وأبيراتيرون، وإنزالوتاميد، وأبالوتاميد، ودارولوتاميد (من أنواع العلاج الهرموني الفموي)، وديكوتاكسل، وكابازيتاكسيل (عقاقير كيميائية) ومثبطات بوليميراز (PARP) بولي (ADP-ribose) عند الأشخاص الذين لديهم سرطان البروستات المقاوم للخصاء (CRPC) مع عيوب في إصلاح الدنا أو الطفرات الجينية BRCA1/2.كما يمكن للرَّاديُوم-223 المُعطى عن طريق الوريد أن يطيلَ أمدَ الحياة و يمنع حدوث مُضَاعَفات خطيرة بسبب الانتشار إلى العِظام (مثل تضَرُّر الحبل الشوكي).ويجري حاليًا تحرّي وجود مُعالجَات جديدة باستعمال لجائن شُعاعية radioligands جزيئية صغيرة تستهدف مُستضد الغشاء النوعي للبروستات.

ويمكن استخدامُ الأدوية التي تُعطى لعِلاج هشاشة العظام، مثل حمض زوليدرونيك ودينوزوماب، لتَعزيز قوَّة العظام التي جَرَى إضعافها من قبل السَّرَطان أو العلاج الهرموني الذي يميلُ إلى إضعاف العظام.وهذه الأدويةُ تساعد على مُعالَجَة ومنع بعض مشاكل، مثل الألم والميل إلى الكسور.

الجدول
الجدول

المتابَعَة

بعدَ كلِّ أشكال المعالجة، تُقاس مستويات PSA على فتراتٍ منتظمة (كل 3 إلى 4 أشهر للسنة الأولى عادة، وبعدَ ذلك كلّ 6 أشهر لبقية حياة المصاب بالسَّرطان).وبعدَ شهر واحد من الجراحة، ينبغي ألا يوجد PSA في الدَّم.أمَّا بعدَ المُعالجة الشعاعيَّة، فينخفض PSA ببطء أكثر، ولا يصبح غيرَ قابل للكشف عادة، ولكن يجب أن يبقى مستقرًا عندَ مستوى منخفض.قد تشير الزياداتُ في مستوى PSA إلى أنَّ السَّرَطان قد نَكَس.

مآل سرطان البروستات

يعدُّ المَآل بالنسبة لمعظم الرجال المصابين بسرطان البروستات جيِّدًا جدًّا؛فمعظم الرجال الأكبر سنًا الذين يعانون من سرطان البروستات يميلون للعيش مثل الرجال الآخرين في سنِّهم والذين لديهم الحالة الصحية العامة نفسها وليس لديهم سرطان البروستات.وبالنسبة لكثير من الرجال، من الممكن حدوثُ هَدأَة طويلة الأجل long-term remission أو حتى شفاء.

ويعتمد المآلُ على درجة السَّرَطان ومرحلته؛فالسرطانُ عالي الدرجَة ينطوي على مآلٍ سيِّء ما لم يعالج في وقتٍ مبكِّر جدًّا.كما أنَّ السَّرطانات التي انتشرت إلى الأنسجة المحيطة بها تكون ذات مآل سيِّئ أيضًا.ولا يشفى سَرطان البروستات النَّقيلي.ويعيش معظمُ الرجال الذين يعانون من السَّرَطان المنتشر نَحو 1-3 سنوات بعدَ التَّشخيص، ولكنَّ بعضَهم يعيش لسنواتٍ عديدة.

الوقايَة من سرطان البروستات

لا تتوفر حتى الآن طرق مُؤكدة للوقاية بشكلٍ موثوق من الإصابة بسرطان البروستات، ولكن يُعد اتباع نمط حياة صحي طريقةً معقولة.ويشمل ذلك

  • ممارسة التمارين الرياضية

  • اتباع نظام غذائي متوازن (يتضمن الحدّ من تناول اللحوم الحمراء والدهون المشبعة، وتناول وفرة من الخضروات الورقية)

  • الحد من تناول الكحول

  • تجنّب التدخين

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID