التهاب اللثة هو شكل خفيف من أمراض النسج الداعمة للأسنان.
ينجم التهاب اللثة في كثير من الأحيان عن عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط السني بشكل كافٍ أو مناسب، كما يمكن أن ينجم عن حالات مرضية، أو استخدام بعض الأدوية.
تأخذ اللثة عند التهابها لوناً أحمر وتصبح متورمة وتنزف بسهولة.
غالبًا ما يجري اعتماد التشخيص بناءً على فحص طبيب الأسنان للثة المريض.
تساعد الصحة الفموية الجيدة، وتنظيف الأسنان بشكل يومي، بالإضافة إلى التغذية الكافية، على القضاء على التهاب اللثة والوقاية منه، كما يمكن للغسول الفموية أن تكون مفيدة في هذا الصدد.
يُعد التهاب اللثة من الحالات الشائعة جدًّا، والتي تُصبح اللثة فيها حمراء ومتورمة ونازفة بسهولة.يمكن لالتهاب اللثة أن يُسبب بعض الألم في مراحله المبكرة، وقد لا يُسبب أية آلام تذكر.أما التهاب اللثة غير المعالج فقد يتطور إلى التهاب للنسج الداعمة للسن، وهو حالة مرضية أكثر شدة قد تؤدي في النهاية إلى فقدان الأسنان.
Image provided by Jonathan A.Ship, DMD.
وينقسم التهاب اللثة إلى نوعين:
التهاب اللثة الناجم عن اللويحة البكتيرية (طبقة البليك)
التهاب اللثة غير الناجم عن اللويحة البكتيرية
التهاب اللثة الناجم عن اللويحة البكتيرية
يمكن القول بأن جميع حالات التهاب لثة تكون ناجمة عن تراكم اللويحة البكتيرية، وهي طبقة رقيقة تتكون بشكل رئيسي من البكتيريا، واللعاب، وبقايا الأطعمة، والخلايا المتموتة التي تترسب بشكل مستمر على الأسنان.القلح السني هو لويحة جرثومية متصلبة.وغالبًا ما تتراكم اللويحة البكتيرية على سطوح الأسنان بسبب
عدم العناية بنظافة الأسنان بصورة كافية، باستخدام الفرشاة والخيط السني
مع غياب التفريش المناسب، تبقى اللويحة البكتيرية على خط اللثة وتتراكم بين اللثة والأسنان (لا يحدث التهاب اللثة في الأماكن التي تكون فيها الأسنان مفقودة).كما تتراكم الترسبات أيضًا حول الترميمات السنية الرديئة، وحول الأسنان المجاورة لتعويضات سنية رديئة، وحول أجهزة تقويم الأسنان.عندما تتراكم اللويحة البكتيرية على سطوح الأسنان لأكثر من 72 ساعة، فيمكن أن تتصلب وتتحول إلى قلح، لا يمكن إزالته تماما بالفرشاة والخيط.
يؤدي تراكم اللويحة البكتيرية إلى تشكل جيوب بين اللثة والأسنان.يمكن للبكتيريا التي تعيش في هذه الجيوب أن تسبب التهاب اللثة بالإضافة إلى النخور في جذور الأسنان.تبدو اللثة حمراء ومتورمة وتصبح فضفاضة بدلًا من أن تكون ثابتة وملتصقة بشكل محكم بالعظم السنخي والأسنان.كما تصبح اللثة قابلة للنزف بسهولة، وخاصة في أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة أو عند تناول الطعام.الناس عادة لا يكون الألم.
يُعد التهاب اللثة الناجم عن تراكم اللويحة البكتيرية من الحالات التي يمكن الوقاية منها من خلال العناية الفموية الجيدة - وذلك بالاستخدام اليومي لفرشاة الأسنان والخيط السني.كما يمكن استخدام بعض أنواع الغسول الفموية للمساعدة في السيطرة على انتشار اللويحة البكتيرية.أما القلح الذي قد يتشكل على السطوح السنية، فلا يمكن إزالته إلا عند طبيب الأسنان أو اختصاصي الرعاية السنية dental hygienist.يحتاج الشخص العادي إلى تنظيف أسنانه في عيادة طبيب الأسنان أو اختصاصي الرعاية السنية (يُسمى تقليح وتنظيف وقائي) بمعدل مرة كل 6 إلى 12 شهراً.أما الأشخاص المصابين بحالات مرضية في الفم، أو بحالات أخرى تؤثر سلباً في صحة الفم فتزيد من خطر التهاب اللثة أو خطر النخور السنية، فيحتاج أولئك الأشخاص لتنظيف أسنانهم في عيادة طبيب الأسنان أو اختصاصي الرعاية السنية .تتمتع اللثة بقدرة مميزة على التعافي مجدداً، وذلك بسبب التروية الدموية الغزيرة فيها، شريطة إزالة تراكمات القلح واللويحة البكتيرية، واتباع الشخص لقواعد وشروط العناية الفموية الصحيحة.
بالإضافة إلى سوء العناية الفموية، يمكن لالتهاب اللثة الناجم عن تراكم اللويحة البكتيرية أن ينجم أو يتفاقم بسبب
تناول أَدوِية محددة
التبدلات الهُرمونِيَّة
الإيدز AIDS
التهاب اللثة الدوائي
يمكن لتناول بعض الأدوية أن يؤدي إلى تضخم أنسجة اللثة (فرط تنسج hyperplasia)، مما يزيد من صعوبة إزالة اللويحة البكتيرية من على سطوح الأسنان، ويزيد بالتالي من خطر الإصابة بالتهاب اللثة.يمكن أن ينجم فرط التنسج اللثوي عن تناول الفينيتوين (الذي يُستخدم في السيطرة على الاختِلاجَات العصبية)، أو تناول السيكلوسبورين (الذي يُستخدم من قبل الأشخاص المقبلين على عمليات زرع الأعضاء)، أو تناول حاصرات قناة الكالسيوم، مثل نيفيديبين (الذي يُستخدم للسيطرة على ضغط الدَّم واضطراب النظم القلبي).كما يمكن لاستخدام موانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، أو التعرض للرصاص أو البزموت (الذي يستخدم على نطاق واسع في صناعة مستحضرات التجميل) أو المعادن الثقيلة الأخرى مثل النيكل (المستخدم في صناعة المجوهرات) أن تزيد جميعها من خطر التهاب اللثة.
ينبغي السيطرة على الحالات الطبية التي تسبب أو تفاقم من التهاب اللثة.أما إذا كان من الضروري للأشخاص تناول الأدوية التي تُسبب تضخماً في اللثة، فقد يُستطب القطع الجراحي للنسج اللثوية الزائدة في هذه الحالة.ولكن، يمكن للعناية الفموية الجيدة، وإجراء تنظيف الفم الاختصاصي في عيادة طبيب الأسنان بشكل متكرر، أن يُبطئ من وتيرة تضخم الأنسجة، وتقليل الحاجة لإجراء العمل الجراحي.
التهاب اللثة الناجم عن العوز الفيتاميني
يمكن للعوز الفيتاميني في حالاتٍ نادرة، أن يسبب التهاب اللثة.يمكن لـ عوز الفيتامين C (داء الاسقربوط) أن يؤدي إلى التهاب ونزوف في اللثة (انظر أيضًا التهاب النسج الداعمة للأسنان).وقد تظهر كدمات أو نقاط حمراء أو أرجوانية في الفم.
كما يمكن لعوز النياسين (البلاغرا) أن يسبب أيضًا التهابًا ونزوفاً في اللثة، كما يؤهب لبعض أنواع العدوى الفموية، مثل السُلاق، أو التهاب اللسان.وفي هذا الحالة تبدو الشفاه متشققة وبلون أحمر، ويبدو اللسان أملساً وبلون أحمر فاتح، وقد تظهر قرحات على بطانة الفم أو سطح اللسان.
من النادر حدوث هذه الأشكال من العوز الفيتاميني في الولايات المتحدة الأمريكية.
يُعالج عوز الفيتامين C وعوز النياسين بتناول مكملات كل منهما، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الطازجة.
التهاب اللثة الناجم عن التغيرات الهُرمونِيَّة
يمكن للحمل أن يفاقم من التهاب اللثة الخفيف، وذلك بسبب التغيرات الهُرمونِيَّة المرافقة له.وقد تساهم بعض النساء الحوامل عن دون قصد في تفاقم المشكلة من خلال إهمالهن العناية الفموية بسبب الشعور بالغثيان والإرهاق في الصباح (وعكة الصباح).كما يمكن لأي تخريش بسيط في أثناء فترة الحمل، بسبب تراكم القلح أو ترميمات الأسنان ذات الحواف الخشنة، أن يسبب حالة تدعى الورم الحملي، حيث يبدو بشكل كتلة حمراء طرية ناجمة عن فرط نمو نسيج اللثة (الأورامُ الحُبيبيَّة القيحيَّة).يمكن لنسيج اللثة المتضخم أن ينزف بسهولة إذا تعرض لأذية، وكثيراً ما يتداخل الدم مع الطعام.
إذا كانت المرأة الحامل تتجاهل نظافة الفم بسبب غثيان الصباح و / أو التعب ، يمكن لأطباء الأسنان اقتراح طرق للحفاظ على نظافة الأسنان واللثة دون زيادة الغثيان سوءًا.ويمكن لتنظيف الأسنان بفرشاة ناعمة وبدون معجون أسنان، أو شطف الفم بمياه مالحة بعد التفريش أن يساعد في هذا الصدد.أما الورم الحملي المزعج، فمن الممكن استئصاله جِراحيًا.إلا أن هذه الأورام تميل للنكس بعد الجراحة، ولا تشفى بشكل نهائي إلا بعد انتهاء الحمل.
يمكن للدخول في سن اليأس أن يكون مسؤولاً عن الإصابة بالتهاب اللثة التوسفي، وهو حالة مؤلمة غير مفهومة بشكل كامل بعد، وتكون أكثر شُيُوعًا عند النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس.في هذه الحالة، تنزف الطبقات الخارجية من اللثة بسهولة وتنفصل عن الطبقات التي تقع دونها (توسّف)، مما يؤدي إلى انكشاف النهايات العصبية الموجودة فيها.يمكن للطبقات الخارجية من نسيج اللثة أن تصبح فضفاضة بحيث يمكن قشطها باستخدام عود قطني أو باستخدام تيار هوائي.
إذا تطورت الإصابة بالتهاب اللثة التقرحي أثناء انقطاع الطمث، فقد تساعد المعالجة المعيضة بالهرمونات على تدبير الحالة.خلاف ذلك، يمكن لطبيب الأسنان وصف الستيرويدات القشرية بشكل غسول فموية أو مراهم يَجرِي تطبيقها على المناطق الملتهبة مباشرةً.
التهاب اللثة الناجم عن ابيضاض الدم
يمكن لابيضاض الدَّم أن يسبب التهابًا في اللثة.يكون التهاب اللثة العلامة الأولى على الإصابة بابيضاض الدم لدى نَحو 25٪ من الأطفال المصابين به.يمكن لتسلل خلايا ابيِضَاض الدَّم نحو اللثة أن يسبب التهابًا فيها، ومما يزيد الأمر سوءاً تراجع قدرة اللثة على مكافحة العدوى.وفي النهاية، تصبح اللثة متورمة ومؤلمة وحمراء وتنزف بسهولة.يستمر النزف في كثير من الأحيان لعدة دقائق أو أكثر، وذلك لأن الدَّم لا يتخثر بصورة طبيعية عند الأشخاص المصابين بابيضاض الدم.وفي حالات أقل شيوعًا، يمكن للسرطان أن يتشكل في أنسجة اللثة.
يمكن للمرضى المصابين بالتهاب اللثة الناجم عن ابيِضَاض الدَّم وقاية أنفسهم من النزف اللثوي عن طريق المسح برفق على الأسنان واللثة بقطعة من الشاش أو الإسفنج بدلا من تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط.كما يمكن لطبيب الأسنان أن يصف غسولاً فموياً حاوياً على الكلورهيكسيدين للسيطرة على اللويحة البكتيرية والوقاية من العدوى الفموية.وعندما يمر ابيِضَاض الدَّم بمرحلة هجوع (تختفي الدلائل على الإصابة بالسرطان)، فيمكن للعناية الجيدة بالأسنان أن تساعد على استعادة صحة اللثة.
التهاب اللثة غير الناجم عن اللويحة البكتيرية
يحدث التهاب اللثة غير الناجم عن اللويحة البكتيرية لدى نسبة بسيطة من الأشخاص.وتشمل الأَسبَاب كلاً من العدوى، والحساسية، والأمراض المختلفة الأخرى، والإصابات.
التهاب اللثة الناجم عن العدوى
يمكن للعديد من أنواع العدوى الفيروسية أن تسبب التهابًا في اللثة.التهاب اللثة والفم الهربسي الحاد هو عدوى فيروسية مؤلمة تحدث في اللثة وأجزاء أخرى من الفم، وتنجم عن العدوى بفيروس الهربس.تُحيل هذه العدوى اللثة إلى اللون الأحمر الفاتح، وتُسبب ظهور العديد من القرحات البيضاء أو الصفراء داخل الفم.
عادةً ما يتحسن التهاب اللثة والفم الهربسي الحاد من تلقاء نفسه في غضون أسبوعين دون أي علاج.لا تساعد المبالغة في العناية الفموية على علاج الحالة، لذلك يجب على الشخص تفريش أسنانه بلطف عندما تكون العدوى مؤلمة.قد يوصي طبيب الأسنان باستخدام غسول فموي مخدر لتخفيف الألم الحاصل في أثناء تناول الطعام والشراب.
يمكن للالتهابات الفطرية أن تسبب التهاب اللثة أيضًا.تتواجد الفطريات في الحالة الطبيعية في الفم بكميات ضئيلة جدًّا.إلا أن استخدام المضادَّات الحيوية أو تدهور الصحة العامة للشخص قد يزيد من أعداد الفطريات في الفم.داء السلاق (داء المبيضات) هو عدوى فطرية ناجمة عن فرط نمو الفطريات، وخاصة Candida albicans، ويتظاهر ببقع بيضاء أو حمراء تُسبب تخريش اللثة.ويمكن للبقع التي تُغطي اللسان وزوايا الفم أن تترك سطحاً نازفاً عند كشطها.
يمكن علاج داء السلاق باستخدام المضادات الفطرية، مثل النيستاتين بشكل غسول فموي أو بشكل أقراص تذوب ببطء في الفم.كما ينبغي أيضًا نقع التعويضات السنية المتحركة في محلول النيستاتين ليلاً.كما يمكن للعناية الجيدة بالفم والأسنان وعلاج جميع المشاكل السنية، مثل إصلاح التعويضات السنية سيئة الانطباق، أن تساعد على علاج الحالة.
التهاب اللثة الناجم عن الأسنان المنطمرة (التواج)
يمكن لالتهاب اللثة أن يحدث في اللثة المحيطة بتاج سن منطمر (السن الذي لم يبزغ بشكل كامل).يُدعى الالتهاب في هذه الحالة باسم التواج، أو التهاب حوائط السن pericoronitis، حيث تتورم اللثة فوق السن الذي لم يبزغ بشكل كامل.ويمكن للطية اللثوية المتوضعة فوق السن البازغ جزئياً أن تحبس داخلها السوائل والفضلات الطعامية والبكتريا.
يكون التواج أكثر شُيُوعًا حول الأرحاء الثالثة السفلية (أضراس العقل السفلية).وفي حال بزغت الأرحاء الثالثة العلوية قبل السفلية، فقد يؤدي ذلك إلى العض على الطية اللثوية على الرحى الثالثة السفلية البازغة جزئياً، مما يفاقم من شدة التواج.يمكن للعدوى أن تتطور وتنتشر إلى الحلق أو الخد.تختفي الطية اللثوية وتتعافى الحالة بمجرد بزوغ السن بشكل كامل.
يمكن لطبيب الأسنان غسل المنطقة تحت الطية اللثوية باستخدام تيار مائي مالح، وذلك للتخلص من الفضلات الطعامية والبكتريا.كما يمكن توصية الشخص بالقيام بالشيء ذاته في المنزل، سواءً باستخدام مزيج من الماء والملح أو باستخدام غسول فموية حاوية على بيروكسيد الهيدروجين أو الكلورهيكسيدين.وإذا أظهر التصوير بالأشعَّة السِّينية بأن السن المنطمر لن يبزغ بشكل كامل من تلقاء نفسه، فقد يقرر الطبيب قلع السن المقابل له، ووصف المضادات الحيوية للمريض لبضعة أيام قبل أن يقلع السن السفلي أيضًا.وفي بعض الأحيان يقرر طبيب الأسنان إزالة السن السفلي المسبب للتواج على الفور.
للمزيد من المعلومات
في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.
■: يوفر هذا المصدر العام معلومات عن صحة الفم، بما في ذلك التغذية والإرشادات حول اختيار المنتجات التي تحمل علامة الموافقة من الجمعية الأمريكية لطب الأسنان.كما يوفر نصائحٌ حول العثور على طبيب أسنان وكيفية وتوقيت زيارته.
المعهد الوطني لأبحاث طب الأسنان والأبحاث القحفية الوجهية: يُغطِّي هذا الموقع الحكومي مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بصحة الفم والأسنان (باللغتين الإنجليزية والإسبانية)، بما في ذلك تعاريف المصطلحات الشائعة وأحدث المعلومات عن التجارب السريرية المتعلقة بأمراض الفم والأسنان.