إعتام عدسة العين

الحلّ الوحيد الذي يوفر علاجًا للساد العيني هو الجراحة.لا توجد قطراتٌ عينية أو أدوية يمكن أن تشفي من الساد.يمكن إجراءُ جراحة الساد عند شخص أيًا كان عمره، وهي عمومًا جراحة آمنة حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات قلبية أو السكّري.

في معظم الحالات، يجب أن يخضعَ الأشخاصُ لعملية جراحية فقط عندما تكون رؤيتهم ضعيفة بسبب إعتام عدسة العين بحيث يشعرون بعدم الأمان أو عدم الراحة أو عدم القدرة على أداء المهام اليومية.لا توجد فائدة من استئصال الساد قبلَ ذلك الحين.يمكن للساد في حالات نادرة جدًّا أن يسبب تغييرات مرضية في العين، مثل التهاب العين أو زيادة الضغط داخل العين (الزرق glaucoma)، والتي تستدعي في حال حدوثها استئصال الساد بأسرع وقت.

غالبًا ما تُجرى جراحة الساد باستخدام مخدر موضعي (بشكل حقن أو قطرات عينية) لتخدير سطح العين.كما يمكن إعطاءُ المرضى دواءً مهدئًا.يمكن في حالات نادرة اللجوءُ إلى التخدير العام عند الأطفال أو البالغين الذي لا يمكنهم المحافظة على هدوئهم وثباتهم في أثناء العمل الجراحي.

يقوم الطبيبُ في أثناء الجراحة بإجراء شق صغير في العين وإزالة الساد عن طريق تفتيته بالأمواج فوق الصوتية وإزالة الأجزاء المتفتتة من حجرة العدسة (استحلاب العدسة phacoemulsification).قد يستخدم الأطباءُ الليزر خلال مراحل معيّنة من جراحة الساد (تقنية يُطلق عليها اسم ليزر الفيمتو ثانية femtosecond lase)، وذلك بهدف إجراء الشقوق وتنعيم الساد بحيث يكون من الأسهل إزالته بالموجات فوق الصوتية.في الحالات التي لا يتوفر فيها استحلاب العدسة، يمكن للأطباء ببساطة إزالة العدسة في أثناء الجراحة دون استخدام الموجات فوق الصوتية.تُدعى هذه التقنية باستخلاص الساد التقليدي خارج المحفظة conventional extracapsular cataract extraction.

وبعد أن يتمكن الطبيبُ من إزالة جميع أجزاء الساد، يقوم عادة بوضع عدسة بلاستيكية أو سيليكونية (عدسة داخل العين) ضمن حجرة العدسة.ولكن قد لا يكون وضع العدسة داخل العين في مكانها إجراءً آمنًا دائمًا.إذا تعذّر على الطبيب وضع العدسة الجديدة في مكانها، فينبغي على الأشخاص ارتداء النظارات السميكة أو العدسات اللاصقة بعد إزالة الساد.

الطعم العيني

فيديو

تستغرق جراحةُ السادة عادة نَحو 30 دقيقة، ويمكن للشخص العودة إلى المنزل في اليوم نفسه.لا حاجة عادة إلى إجراء غرز (قطب) لأن الشق الجراحي في العين يكون صغيرًا ويلتئم من تلقاء نفسه.

يجب على المريض اتخاذ ترتيبات مسبقة للحصول على مساعدة إضافية في المنزل لبضعة أيام بعد الجراحة، لأن الطبيب قد يوصيه بتجنب بعض النشاطات، مثل الانحناء أو رفع الأجسام الثقيلة.قد يعاني المريض من تغيرات في الرؤية لفترة قصيرة بعد الجراحة، مثل تشوش الرؤية والانِزعَاج من الضوء الساطع.

يُستخدم قطرات عينية بشكل ستيرويد قشري، ومضاد التهاب غير ستيرويدي (NSAID)، ومضاد حيوي لبضعة أسابيع بعد الجراحة وذلك للتخفيف من الالتهاب، والوقاية من العدوى، وتعزيز الشفاء.في بعض الأحيان ، تُحقن المضادات الحيوية، أو الستيرويدات القشرية، أو الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية في العين بعد الانتهاء من الجراحة، وهي خطوة تقلل من الحاجة إلى استخدام القطرة العينية بعد الجراحة.كما تُوصف نظارات أو واقيات بلاستيكية لارتدائها في أثناء النوم لحماية العين من الإصابة إلى أن تتعافى بشكل كامل، وهو ما يحدث عادةً في غضون بضعة أسابيع.ويُطلب من المريض تجنّب فرك العين، أو رفع الأشياء الثقيلة، أو الانحناء المفرط إلى الإمام.ينبغي على المريض زيارة الطبيب في اليوم التالي بعد الجراحة، وبعد ذلك بحوالى أسبوع واحد ثم شهر واحد.إذا كان الشخصُ يعاني من الساد في كلتا العينين، فكثيرًا ما ينتظر الطبيب عدة أشهر ريثما تتعافى العين الأولى لإزالة الساد من العين الأخرى.

يلاحظ الكثيرُ من الأشخاص تحسن الرؤية البعيدة في غضون أسابيع قليلة بعد جراحة الساد.يحتاج جميعُ الأشخاص تقريبًا إلى استخدام نظارات القراءة (الرؤية القريبة)، كما سيحتاج بعضُ الأشخاص إلى استخدام نظارات للحصول على أفضل رؤية بعيدة ممكنة.

يمكن للعدسات داخل العين متعددة البؤر الجديدة multi-focal lenses أن تعزز الرؤية البعيدة والقريبة بشكل جيد وأن تعفي الشخص من ارتداء النظارات، على الرغم من أن تلك العدسات قد تؤدي إلى فقدان التباين ورؤية خطوط نجمية وهالات ضوئية ليلاً.يقوم الطبيبُ بإجراء الحسابات قبل الجراحة لتحديد القوة المطلوبة للعدسة الاصطناعية.وهكذا، فمن الممكن أن ينتقلَ المريضُ من ارتداء نظارات سميكة جدًّا قبل الجراحة إلى ارتداء نظارات أرق بكثير بعد ذلك.يُساعد استخدامُ الأجيال الجديدة من العدسات متعددة البؤر على التخلص من النظارات نهائيًا أو اقتصار استخدامها على حالات محددة فقط، مثل قيادة السيارة في أثناء الليل أو القراءة في ضوء خافت أو استخدامها للرؤية متوسطة المدى مثل مشاهدة شاشة الكمبيوتر.يمكن لبعض العدسات الأخرى أن تُصحّح اللابؤرية astigmatism في العين، مما يُقلل أيضًا من الحاجة إلى النظارات بعد الجراحة.

من النادر حدوثُ مُضَاعَفات خطيرة بعد جراحة الساد.من شأن متابعة الحالة عند المريض أن تساعدَ على كشف أي مضاعفات غير مرغوبة وعلاجها.تتضمّن هذه المضاعفاتُ كلًا من:

• قد يصاب الشخصُ بعدوى (التهاب باطن المقلة) أو نزف خطير في العين، ممّا قد يؤدي إلى فقدان البصر.

• ارتفاع ضغط العين بدرجة كبيرة جدًّا، وهو ما قد يؤدي إلى الزرق أو انزياح العدسة في حال عدم علاجه.

• انتفاخ شبكية العين أو انفصالها.

• يمكن في حالات نادرة أن تتدهورَ الرؤية بعدَ الجراحة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في شبكية العين، مثل اعتلال الشبكية السكّري.

يمكن للطبقة الشفافة الرقيقة (المحفظة capsule) التي تُترك بعد استئصال العدسة أن تصبح متغيّمة، وتعيق الرؤية.تحدث هذه المشكلة، التي يطلق عليها الساد الثانوي (أو إعتام الكبسولة الخلفية posterior capsule opacification) في حَوالى 25% من حالات جراحة الساد، بعد أشهر أو حتى سنوات من زراعة العدسة الاصطناعية.وتُعالج الحالةُ بالليزر عادة، حيث يُجرى ثقب صغير في الكبسولة الضبابية للسماح للضوء بالدخول من خلاله.