ضيق التنفُّس

(ضيق التنفُّس)

حسبRebecca Dezube, MD, MHS, Johns Hopkins University
تمت مراجعته ربيع الثاني 1445

ضيقُ التنفُّس - أو ما يدعوه الأطباء الزلَّة dyspnea - هو شعور غير مريح لوجود صعوبة في التنفُّس.ويصف المرضى ضيق التنفُّس، ويشتكون منه، بشكلٍ مختلف حسب السبب؛

حيث يزيد معدلُ وعمق التنفس في أثناء ممارسة الرياضة عادةً، وعلى المرتفعات العالية، ولكن نادرًا ما تسبِّب هذه الزيادة الانزعاج.كما يزداد معدلُ التنفس أيضًا في أثناء الراحة عند الأشخاص الذين يعانون من عددٍ من الاضطرابات، سواءٌ أكانت بسبب الرئتين أو أجزاء أخرى في الجسم؛فمثلًا، يتنفس الأشخاص الذين يعانون من الحُمَّى بشكلٍ أسرع عمومًا.

وفي حالة الإصَابَة بضيق التنفُّس، يكون التنفس سريعًا ومصحوبًا بإحساس نفاد الهواءّ،حيث يشعر المرضى أنهم لا يستطيعون التنفُّس بسرعة أو بعمق كافٍ.كما أنهم قد يلاحظون أنَّ هناك حاجة لبذل الجهد لتوسيع الصدر عند الشهيق أو لطرد الهواء عندَ الزفير.وقد يكون لديهم أيضًا شعورٌ غير مريح بأنَّ هناك حاجة ملحَّة للشهيق قبل انتهاء الزفير، وأحاسيس أخرى مختلفة توصف بضيق في الصدر غالبًا.

ويمكن أن تظهر أعراضٌ أخرى، مثل السُّعَال أو ألم الصدر حسب سبب ضيق التنفُّس.

أسباب ضيق التنفس

يحدث ضيق التنفُّس (البُهر) عادةً بسبب اضطرابات في الرئتين أو القلب (انظر جدول بعض أسباب ضيق التنفّس وملامحه).

وتشمل الأسبابُ الأكثر شُيُوعًا بشكلٍ عام على :

الانصمام الرئوي (انسداد مفاجئ في أحد شرايين الرئة، وعادةً بسبب جلطة دموية)؛ ويعدّ أقلَّ الأسباب شيوعًا، ولكنه سبب خطير.

أما السببُ الأكثر شُيُوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزمن في الرئة أو القلب فهو

  • تدهور أو تفاقم مرضهم

ولكن، قد يظهر لهؤلاء الأشخاص أيضًا اضطرابٌ آخر؛فمثلًا ، قد يتعرض الأشخاصُ الذين يعانون من الربو منذ فترة طويلة لأزمة قلبية، أو قد يُصاب الأشخاص الذين يعانون من فشل القلب المزمن بالالتهاب الرئوي.

الاضطراباتُ الرئويَّة

غالبًا ما يعاني المرضى المصابون باضطرابات رئويَّة من ضيق التنفُّس عندما يجهدون أنفسهم جسديًا؛ففي أثناء ممارسة الرياضة أو الجهد، يقوم الجسم بإنتاج المزيد من ثاني أكسيد الكربون، ويستهلك المزيد من الأكسجين.و يُسرّع مركزُ التنفُّس في الدماغ من عملية التنفُّس عند انخفاض مستويات الأكسجين في الدَّم، أو عندَ ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم.أمَّا إذا كان القلب أو الرئتان لا يعملان بشكلٍ طبيعي، فإن بذل قليل من الجهد يمكن أن يزيدَ من معدَّل التنفُّس وضيق التنفُّس بشكلٍ كبير.إنَّ الإصَابَة بضيق التنفُّس أمر مزعج، حيث يتجنب الأشخاص التعرُّض لأي مجهود.وقد يظهر ضيقُ التنفُّس حتى عندما يكون الشخص في أثناء الراحة إذا أصبح الاضطراب الرئوي أكثر شدَّة.

كما قد يظهر ضيقُ التنفُّس بسبب:

  • الاضطراب الرئويَّة المقيِّدة أو الحاصِِرة Restrictive lung disorders

  • الاضطراب الرئويَّة الانسداديَّة Obstructive lung disorders

في الاضطراب الرئويَّة المقيِّدة (مثل التليف الرئوي مجهول السبب)، تصبح الرئة متصلِّبة، وتتطلب المزيد من الجهد للتوسع في أثناء الاستنشاق أو الشهيق.وقد يسبّب الانحناء الشديد في العمود الفقري (الجنف) تقييد التنفُّس أيضًا، لأنه يقلّل من حركة القفص الصدري.

أمَّا في الاضطرابات الانسداديَّة (مثل داء الانسداد الرئوي المزمن أو الربو)، فتزداد مقاومة تدفق الهواء بسبب تضيُّق المسالك التنفسية.ويمكن أن يُسحَب الهواء إلى الداخل عادةً بسبب توسُّع مجرى التنفس في أثناء الشَّهيق.ولكن، بسبب تضيُّق المسالك التنفسية في أثناء الزفير، لا يمكن طرد الهواء من الرئتين بشكل طبيعي، ممَّا يؤدي إلى ظهور صوت أزيز وضجيج في التنفس.ويحدث ضيق التنفُّس بسبب حبس كمية كبيرة من الهواء في الرئتين بعدَ الزفير.

يصاب المرضى الذين يعانون من الربو بضيق التنفُّس عندما يتعرَّضون لنوبة؛لذلك، ينصح الأطباء الأشخاص عادةً بإبقاء جهاز الاستنشاق في متناول اليد لاستخدامه في حال التعرُّض للنوبات،حيث يساعد الدواء الموجود في جهاز الاستنشاق على فتح مجرى التنفس.

فشلُ القلب Heart failure

يضخّ القلب الدَّم من خلال الرئتين؛فإذا كان هذا الضخُّ غير كافٍ (يسمى فشل القلب)، قد يسبِّب تراكمَ السوائل في الرئتين - وهو اضطراب يسمى الوذمة الرئوية pulmonary edema.ويسبب هذا الاضطراب ضيق التنفُّس الذي غالبًا ما يكون مصحوبًا بشعور بالأختناق أو ثِقَل في الصدر.كما قد يسبب تراكمُ السوائل في الرئتين أيضًا ضيقًا في مجرى التنفس، ويسبب الأزيز - وهو اضطراب يسمى بالربو القلبي.

وقد يعاني بعضُ الأشخاص المصابين بقصور القلب من ضيق التنفس الاضطجاعي orthopnea، وضيق التنفس الليلي الانتيابي paroxysmal nocturnal dyspnea، أو كليهما.ويعني ضيق التنفس الاضطجاعي حدوثَ ضيق في التنفُّس عند استلقاء الشخص، ويتوقَّف عند الجلوس.أمَّا ضيق التنفس الليلي الانتيابي فيعني التعرُّض لنوبة مفاجئة ومخيفة غالبًا تسبِّب انقطاع النفس في أثناء النوم،حيث يستيقظ المريض وهو يلهث، ويجب عليه الجلوس أو الوقوف لالتقاط أنفاسه.ويعدّ هذا الاضطرابُ حالةً شديدة من ضيق التنفس الاضطجاعي، وعلامة على قصور القلب الشديد.

فقرُ الدم Anemia

عندما يُصاب الأشخاص بـ فقر الدَّم أو يفقدون كميةً كبيرة منه بسبب إصابةٍ ما، تقلّ لديهم كُريات الدَّم الحمراء.تقوم كُريات الدَّم الحمراء بنقل الأكسجين إلى الأنسجة، لذلك فإن كمية الأكسجين التي يجري نقلها تنخفض عندَ هؤلاء الأشخاص.ومعظمُ الأشخاص الذين يعانون من فقر الدَّم يشعرون بالراحة أكثر عند الجلوس من دونِ حِراك.لذلك، فهم غالبًا ما يشعرون بضيق في التنفس في أثناء أداء أي نشاط بدني، لأنه لا يمكن للدم أن ينقل كميةً زائدة من الأكسجين التي يحتاجها الجسم؛وبذلك، يقومون بالتنفس بسرعة وعمق كجهدٍ انعكاسي في محاولة لزيادة كمية الأكسجين في الدم.

الأسبابُ الأخرى

قد يشعر الأشخاص بضيق في التنفس ويلهثون بسرعة إذا تراكمت كمية كبيرة من الحمض في الدَّم (يُسمى الحُماض الأيضي أو الاستقلابي).ويعدّ الفشلُ الكلوي الشديد، والتفاقم المفاجئ لداء السُكري، وتناول بعض الأدوية أو السموم من مسبِّبات الحُماض الاستقلابي.و قد يساهم فقر الدَّم وفشل القلب في ضيق التنفُّس عند الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي.

ويشعر الأشخاص الذين يعانون من متلازمة فرط التهوية أنهم لا يستطيعون الحصولَ على ما يكفي من الهواء، ويتنفَّسون بعمق وسرعة.وتسبِّب هذه المتلازمة قلقًا عادةً، ولكن لا تسبِّب مشاكل بدنية.ويصيب كثيرًا من الأشخاص، الذين تعرضوا لهذه المتلازمة، الذعر، وقد يتعرضون لألم في الصدر، وربما يعتقدون أنهم أصيبوا بأزمة أو نوبة قلبية.وقد يحدث لديهم تغير في حالة الوعي يُوصف عادةً بالشعور بأن الأحداث التي تحدث حولهم بعيدة، وقد يشعرون بوخزٍ في اليدين والقدمين وحول الفم.

تقييم ضيق التنفس

تساعد المعلوماتُ التالية الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لتقييم الطبيب، ومعرفة ما يمكن توقعه في أثنائه.

العَلاماتُ التحذيريَّة

تعدُّ الأَعرَاضُ الآتية مصدرَ قلق في الأشخاص الذين يعانون من ضيق في التنفس:

  • ضيق في التنفُّس في أثناء الراحة

  • الهياج أو التخليط الذهني أو تدني مستوى الوعي والإدراك

  • الانزعاج الصدري، أو الشعور بانقباض أو تسرُّع أو تخطي نبضات القلب (الخفقان)

  • نقص الوَزن

  • التعرُّق الليلي

متى ينبغي زيارةُ الطبيب

يجب على المرضى الذهاب إلى المستشفى فورًا إذا كانوا يعانون من ضيق في التنفُّس في أثناء الراحة، أو ألم في الصدر، أو الخفقان، أو الهياج، أو التخليط الذهني، أو انخفاض مستوى الوعي، أو صعوبة في الشهيق والزفير.كما قد يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى اختبارات وعلاج فوري، والقبول في المستشفى أحيانًا.ويجب على الأشخاص الآخرين التواصل مع الطبيب،حيث يحدِّد مدى الحاجة الملحَّة لتقييم الحالة بناءً على طبيعة ومستوى خطورة الأعراض التي يعانون منها، والعمر، وأيّ حالات طبية كامنة.وفي غضون بضعة أيام يجري تقييم حالتهم عادةً.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يقوم الطبيبُ في البداية بتوجيه بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص وتاريخه الطبي،ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.وما يجده الأطباءُ في تاريخ المريض الطبي والفَحص السريري يشيرُ غالبًا إلى السَّبب وإلى الاختبارات اللازمة للحالة (انظر جدول بعض أسباب ضيق التنفّس وملامحه).

يطرح الأطباء الأسئلة لتحديد:

  • بداية ظهور ضيق التنفس

  • هل بدأ بشكل مفاجئ أم تدريجيًا

  • منذ متى يشعر الشخص بضيق التنفس

  • وهل تسبَّبت به أي ظروف أو حالات أو جعلته أسوأ (مثل البرد، أو الجهد، أو التعرُّض لمسببات الحساسية، أو الاستلقاء)

كما يُسأل الشخص أيضًا عن تاريخه الطبي السابق (بما في ذلك تعرضه لأي اضطرابات في الرئة أو القلب)، وتاريخ التدخين، وعن تعرُّض أي فرد من أفراد العائلة لارتفاع ضغط الدَّم أو ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وعوامل الخطر للانصمام الرئوي (مثل الاستشفاء الحديث، أو الجراحة، أو السفر لمسافات طويلة).

ويركِّز الفحص السريري على القلب والرئتين؛حيث يصغي الأطباء إلى الرئتين لكشف أي احتقان ، أو أزيز، أو أي أصوات غير طبيعية تدعى بالخَراخر crackles؛ويستمعون إلى القلب لكشف النفخات القلبية (تشير إلى اضطراب في صِمامات القلب).ويشير تورُّم كِلا الساقين إلى فشل القلب، أمَّا تورم ساق واحدة فقط فقد يعني وجود جلطة دموية في الساق.وقد تتفتَّت جلطة الدَّم في الساق، وتنتقل إلى الأوعية الدموية في الرئتين، مسبِّبةً الانصمام الرئوي.

الجدول
الجدول

الاختبارات

يقيس الأطباءُ مستويات الأكسجين في الدَّم باستخدام جهاز استشعار يوضع على الإصبع (قياس التأكسج النبضي)، للمساعدة على تحديد شدَّة المشكلة.ويطلبون أشعة سينية للصدر عادةً، إلا إذا كان الشخص مصابًا بنوبة بسيطة لاضطراب مزمن تم تشخيصه سابقًا، مثل الربو أو فشل القلب؛حيث تُظهر الأشعة السينية أدلَّة على انخماص الرئة أو الالتهاب الرئوي، وعلى عدد من المشاكل القلبية والرئوية الأخرى.ويتم تخطيط كهربيَّة القلب (ECG) عند العديد من البالغين للتأكد من قصور تدفق الدَّم إلى القلب.

تُجرَى اختبارات أخرى بناء على نتائج الفحص (انظر جدول بعض أسباب ضيق التنفُّس وملامحه).أمَّا اختبارات تقييم مدى عمل الرئتين (اختبارات وظائف الرئة)، فيتم إجراؤها عندما يشير فحص الطبيب إلى وجود اضطراب رئوي، ولكن لا يظهر أي تشخيص له عند التصوير بالأشعة السِّينية.ويمكن أن تقيسَ اختبارات وظائف الرئة درجة التقييد أو الانسداد، وقدرة الرئتين على نقل الأكسجين من الهواء إلى الدم.وقد تشتمل المشاكلُ الرئوية على شذوذات تقييدية وانسدادية، وكذلك النقل غير الطبيعي للأكسجين.

تُجرَى اختبارات تصويرية متخصِّصة للرئتين، مثل تصوير الأوعية المقطعي المحوسَب أو تفرُّس التهوية والتروية (V/Q) (تصويرالرئتين بالنظائر المشعة)، لدى الأشخاص الذين يعانون من خطر متوسِّط أو مرتفع للانصمام الرئوي.وبالنسبة للأشخاص الأقل عرضة للانصمام الرئوي، يتم القيام بفحص المثنوي-دي.حيث يساعد تحليل الدم هذا على تحديد أو استبعاد وجود جلطة دموية.وتكمن أهمية الاختبارات الأخرى قي تشخيص ومواصلة تقييم فقر الدم، ومشاكل القلب، وبعض مشاكل الرئة المحدَّدة.

اختبار مختبري

علاج ضيق التنفس

تقوم مُعالَجَة ضيق التنفُّس على السبب؛

فالمرضى الذين يعانون من انخفاض مستوى الأكسجين في الدَّم، يجري إعطاؤهم الأكسجين الإضافي باستخدام قنيَّات الأنف البلاستيكية أو قناع من البلاستيك يُلبس على الوجه.أمَّا في الحالات الشديدة، لاسيَّما إذا لم يستطع الأشخاص التنفس بعمق أو بسرعة كافية، فيمكن استخدام مساعدات للتنفس عن طريق جهاز تنفس اصطناعي باستخدام أنبوب تنفُّس يُدخَل في الرُّغامَى أو قناع مناسب للوجه.

ويمكن حقنُ المورفين بالوريد للحد من القلق والانِزعَاج من ضيق التنفُّس عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مختلفة، بما في ذلك النوبةُ القلبية والانصمام الرئوي، وأي داء انتهائي.

نقاط رئيسيَّة

  • يحدث ضيقُ التنفُّس عادةً بسبب اضطرابات الرئة أو القلب.

  • وأكثر الأسباب شيوعًا لحدوث ضيق التنفُّس، عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الرئة المزمن (مثل داء الانسداد الرئوي المزمن) أو اضطراب في القلب (مثل قصور القلب)، نوبة للاضطراب المزمن هذا؛ ولكن قد يظهر لدى هؤلاء الأشخاص مشكلة جديدة (مثل النوبة القلبية) التي تساهم في ضيق التنفُّس أو تسبِّبه.

  • ويجب على المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس في أثناء الراحة، أو انخفاض مستوى الوعي، أو التَّشويش الذهنِي، أن يراجعوا المستشفى فورًا للتقييم الطارئ.

  • يقيس الأطباءُ مستويات الأكسجين في الدَّم باستخدام جهاز استشعار يوضع على الأصبع (قياس التأكسج النبضي pulse oximetry) لتحديد شدَّة المشكلة.

  • كما يقومون بتقييم حالة الأشخاص الذين لا يحصلون على كمِّية كافية من الدَّم والأكسجين للقلب (نقص تروية عضلة القلب) والانصمام الرئوي، ولكن قد تكون أعراضُ مثل هذه الاضطرابات غامضة أحيانًا .

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID