ألم الصَّدر

حسبAndrea D. Thompson, MD, PhD, University of Michigan;
Michael J. Shea, MD, Michigan Medicine at the University of Michigan
تمت مراجعته محرّم 1444

يُعَدّ ألم الصدر شكوى شائعة جدًّا.وقد يكون هذا الألم حادًّا أو كليلاً، على الرغم من أنَّ بعضَ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب صدري يَصِفون إحساسَهم بالانِزعَاج أو الضيق أو الضغط أو الغاز أو الحرقان أو الوجع.ويكون لدى الأشخاص أحيَانًا ألم في الظهر أيضًا، أو في الرقبة، أو في الفك، أو في الجزء العلوي من البطن، أو في الذراع.وقد تظهر أعراضٌ أخرى أيضًا، مثل الغثيان أو السعال أو صعوبة التنفُّس، اعتمادًا على سبب ألم الصدر.

يدرك العديدُ من الأشخاص جيدًا أن ألم الصَّدر هو تحذير من اضطرابات محتملة تهدِّد الحياة، وهذا يتطلب السعيَ إلى تقييم أصغر الأعراض.كما يقوم أشخاص آخرون، بما في ذلك العديد من المصابين بأمراض خطيرة، بالتقليل من شأن هذه التحذيرات أو تجاهلها.

أسباب الألم الصدري

تسبب العديد من الاضطرابات ألمًا أو انزعاجًا في الصدر.ولا تنطوي كل هذه الاضطرابات على القلب.وقد يحدث ألم الصدر أيضًا بسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي أو الرئتين أو العضلات أو الأعصاب أو العظام.

الأسباب الشائعة

وعمومًا، فإنَّ الأسباب الأكثر شُيُوعًا لألم الصدر هي:

تشتمل المتلازماتُ التاجية الحادَّة Acute coronary syndromes (النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرة) على انسداد مفاجئ لشريان في القلب (الشريان التاجي) يوقف تدفق الدَّم إلى منطقة من مناطق عضلة القلب.وإذا تموَّت جزء من عضلة القلب لأنه، لا يتلقى ما يكفي من الدم، يسمّى هذا التأثير بالنوبة القلبية (احتشاء عضلة القلب myocardial infarction).في الذبحة الصدرية المستقرَّة، يحدّ التضيُّق المزمن لأحد الشرايين التاجية (على سبيل المثال عن طريق تصلُّب الشرايين) من تدفق الدَّم عبر هذا الشريان؛وبذلك يسبِّب نقص هذا التدفق الدموي ألمًا في الصدر عندما يجهد الأشخاص أنفسَهم.

الأسبابُ الخطِرة على الحياة

تعدُّ بعضُ أسباب ألم الصَّدر خطرةً على الحياة مباشرةً؛ ولكن باستثناء النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرَّة، فهذه الاسباب هي أقلّ شيوعًا:

وتتراوح الأسبابُ الأخرى من تهديداتٍ خطيرة محتملة إلى اضطرابات مزعجة فقط.

تقييم الألم الصدري

يجب تقييمُ المرضى المصابين بألم في الصدر من قبل الطبيب.ويمكن للمعلومات التالية أن تُساعدَ الأشخاص على تحديد مدى حاجتهم لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقُّع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامَات التحذيريَّة

إنّ وجودَ بعض الأَعرَاض والخصائص لدى الأشخاص، الذين يعانون من ألم أو انزعاج في الصدر، يدعو للقلق.ويشتمل ذلك على:

  • ألم شديد أو عاصر

  • ضِيق في التنفُّس

  • التعرُّق

  • الغَثيان أو القيء

  • ألم في الظهر، أو الرقبة، أو الفك، أو البطن العلوي، أو أحد الكتفين أو الذراعين

  • الإصابة بالدوخة أو الإغماء

  • الإحساس بتسرُّع أو عدم انتظام ضربات القلب

متى ينبغي زيارةُ الطبيب

على الرغم من أنَّ أسباب ألم الصَّدر ليست خطيرة دائمًا، ولكن بما أن بعضَ هذه الأسباب تهدِّد الحياة، فيجب على الفئات التالية من الأشخاص طلب الرعاية الفورية في قسم الطوارئ:

  • أولئك الذين يعانون من ألم جديد في الصدر (ومستمر لعدَّة أيام)

  • أولئك الذين لَديهم علامة تحذيريَّة

  • أولئك الذين لديهم اشتباه في حدوث أو ظهور أزمة قلبية (على سبيل المثال، لأنَّ الأَعرَاض تشبه أعراض أزمة قلبية سابقة لديهم)

يجب على هؤلاء الأشخاص الاتصال بخدمات الطوارئ (911)، أو يجب أخذهم إلى قسم الطوارئ في أسرع وقت ممكن.ولكن، يجب على المرضى عدم محاولة الذهاب بأنفسهم إلى المستشفى.

إنّ ألم الصدر الذي يستمر لمدة ثواني (أقل من 30 ثانية) نادراً ما ينجم عن اضطرابٍ في القلب.ويحتاج المرضى المصابون بألم صدري يستمرّ لمدة قصيرة جدًّا إلى زيارَة الطَّبيب، ولكن لا تكون هناك حاجة لخدمات الطوارئ عادةً.

ولكن، يجب على الأشخاص المصابين بألم في الصدر، والذي يستمر لفترة أطول من ذلك (أسبوع أو أكثر)، أن يذهبوا لزيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن، ولكنهم ليسوا بحاجة للتوجه إلى المستشفى ما لم تظهرعلامات تحذيرية أو يزداد الألم سوءًا أو يتكرر كثيرًا؛ وفي هذه الحالة، يجب عليهم الذهاب إلى المستشفى مباشرةً.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يقوم الطبيبُ في البداية بتوجيه الأسئلة للشخص حولَ الأعراض التي يشكو منها، ويتحرَّى تاريخه الطبي، ثم يبدأ بفحصه سريريًا.وما يجدونه من التاريخ الطبي وخلال الفَحص السَّريري غالبًا ما يشير إلى سبب ألم الصَّدر، وإلى الاختبارات التي قد يحتاج الطبيب إلى إجرائها.

ولكن، تتداخل الأَعرَاض الناجمة عن اضطرابات الصدر الخطيرة وغير الخطيرة، وتختلف اختلافا كبيرًا؛فعلى سبيل المثال، على الرغم من أن النوبة القلبية النموذجية تسبِّب ألم كليلاً وشديدًا في الصدر، لكنَّ بعضَ الأشخاص المصابين بالنوبة القلبية يعانون من انِزعَاج خفيف في الصدر فقط أو يشكون من عسر الهضم أو ألم في الذراع أو الكتف فقط (الألم الرجيع أو المحوَّل - انظر الشكل ما هو الألم الرجيع).ومن ناحية أخرى، إن الأشخاص المصابين بعسر الهضم قد يكون لديهم انزعاج في المعدة فقط، وأولئك الذين يعانون من ألم في الكتف قد يكون سببه العضلات.وبالمثل، على الرغم من أنَّ الصدر يكون ممضًا عند لمسه لدى الأشخاص الذين يعانون من ألم جدار الصدر العضلي الهيكلي، يمكن أن يكون الصدر أيضًا حساسًا أو ممضًّا لدى الأشخاص المصابين بالنوبة القلبية.وهكذا، يقوم الأطباءُ عادةً بإجراء اختبارات على الأشخاص الذين يعانون من ألم في الصَّدر.

الجدول
الجدول

الاختبارات

بالنسبة للبالغين المصابين بألم مفاجئ في الصدر، تجَرى اختباراتٌ لاستبعاد الأسباب الخطيرة.وبالنسبة لمعظم الأشخاص، تشتمل الاختباراتُ الأوَّلية على ما يلي:

  • قياس مستويات الأكسجين بجهاز استشعار يُوضَع على أحد الأصابع (قياس التأكسُج النبضي)

  • تخطيط كهربيَّة القلب

  • صورة بالأشعة السينية للصدر

إذا كانت الأَعرَاض تشير إلى وجود متلازمة الشريان التاجي الحادة (نوبة قلبية أو ذبحة صدرية غير مستقرة)، أو إذا لم يكن هناك سببٌ آخر واضح (وخاصة لدى الأشخاص المعرَّضين لمخاطر عالية)، يقيس الأطباء عادةً مستويات المواد التي تشير إلى ضَرَر القلب (الواسمات القلبية) في الدَّم (في مرَّتين منفصلتين على الأقلّ خلال بضع ساعات)، ويجرون تخطيط كهربيَّة القلب بشكل متكرِّر.

ولكن، إذا لم تُظهر هذه الاختباراتُ متلازمة الشريان التاجي الحادة، يقوم الأطباء في كثير من الأحيان بإجراء اختبار الجهد أو تصوير الأوعية المقطعي المحوسب قبل أن يعود الأشخاص إلى منازلهم، أو في غضون بضعة أيام.ولكن، إذا جَرَى استخدام واسم قلبي أحدث، يُسمَّى التروبونين عالي الحساسية، ولم يُظهِر هذا الاختبار دليلاً على ضَرَر القلب، فقد لا يكون من الضروري إجراء المزيد من الاختبارات.وفي اختبار الجهد، يُجرَى تخطيط كهربيَّة القَلب أو اختبار تصويري (مثل تخطيط صدى القلب) في أثناء ممارسة الرياضة (باستخدام جهاز السير أو البساط المتحرِّك في كثير من الأحيان)، أو بعدَ إعطاء الدواء لجعل القلب يضرب بسرعة أو لزيادة تدفُّق الدم في الشرايين التاجية (مثل ديبيريدامول -دَواءٌ مُضَاد لِتكدُّس الصفيحات)

عند الاشتباه بوجود انصمام رئوي، يُجرَى تصوير الأوعية المقطعي المحوسب للرئتين (تصوير مقطعي محوسب باستخدام عامل تباين ضمن الوريد) أو تصوير الرئة .أمَّا إذا كان احتمال وجود الانصمام الرئوي كبيرًا نوعًا ما، فإنه يُجرَى فحص للدَّم لكشف الجلطات (اختبار المثنوي-دي) في كثير من الأحيان.ولكن، عندما تكون نتيجة هذا الفحص سلبية، فإنَّ وجود الانصمام الرئوي أمر غير محتمل؛ ولكن، إذا كانت نتيجة هذا الفحص إيجابية، فغالبًا ما يُجرَى فحوصات أخرى، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية للساقين أو تصوير الأوعية المقطعي المحوسب.

وفي الأشخاص المصابين بألم في الصدر لفترة طويلة من الزمن، يكون من غير المحتمل وجود تهديداتٌ مباشرة لحياتهم.يجري معظمُ الأطباء في البداية صورة بالأشعة السينية للصدر فقط، ومن ثم يقومون بإجراء اختباراتٍ أخرى بناءً على الأعراض لدى الشخص ونتائج الفحص.

علاج الألم الصدري

تجري معالجة الاضطرابات المعيَّنة والمحدَّدة.وإذا كان السببُ ليس حَميدًا بشكلٍ واضح، يجري إدخال الأشخاص إلى المستشفى أو وحدة المراقبة لمراقبة القلب وإجراء تقييم أكثر شمولًا عادةً.يُعالج الألم بالأسيتامينوفين، وهو أحد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، أو الأفيونيَّات إلى أن يُوضَع التَّشخيص.

نقاط رئيسيّة

  • قد يكون سببُ ألم الصَّدر هو وجود اضطرابات خطيرة تهدِّد الحياة، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من آلام جديدة في الصدر (في غضون أيام قليلة) الحصول على الرعاية الطبية الفورية.

  • وتتداخل أعراض الاضطرابات التي تهدد الحياة وغير المهددة للحياة، لذلك تكون هناك حاجة إلى الاختبارات لتحديد السبب عادةً.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID