لمحة عامة عن الاضطرابات الوراثية

حسبJeffrey S. Dungan, MD, Northwestern University, Feinberg School of Medicine
تمت مراجعته ربيع الأول 1444

الاضطرابات الجينية هي أمراض تنجم عن شذوذات في واحد أو أكثر من الجينات أو الكروموزومات.تكون بعضُ هذه الاضطرابات موروثة أو قد تحدث بشكل عفوي.

  • تنتقل الأمراض الجينية الموروثة من جيل لآخر.

  • في حين أن الأمراض الجينية العفوية لا تنتقل من جيل لآخر، وإنما تحدث عندما تتضرر المادة الوراثية في نطفة الأب أو بويضة الأم أو البويضة الملقحة بشكل عفوي، أو بسبب دواء، أو مادة كيميائية، أو غير ذلك من العوامل المُضرة (مثل الأشعة السينية).

  • قبل أن تقرر المرأة الحمل، ينبغي عليها التشاور مع شريكها واختصاصي الرعاية الصحية حول خطر ولادة طفل مُصاب باضطراب جيني.

  • تتضمن عوامل الخطر لولادة طفل مُصاب باضطراب جيني كلاً من تقدم الأم في العمر، والتاريخ العائلي للإصابة بشذوذات جينية، ووجود قصة سابقة لإجهاض أو ولادة طفل مُصاب بعيب ولادي، ووجود شذوذ صبغي عند الأم أو الأب.

  • تتوفر فحوص التحري عن الاضطرابات الجينية لجميع النساء، ولكن أهمية إجرائها تكون أكبر إذا كان خطر إنجاب الزوجين لطفل مُصاب باضطراب جيني أعلى من الطبيعي.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن اضطرابات الصبغيّات والجينات) ولمحة عن العيوب الولادية.

ينبغي على الزوجين/الشريكين اللذين يُفكران بالإنجاب استشارة اختصاصي الرعاية الصحية حول احتمال إنجابهما لطفل مُصاب بشذوذات جينية (استشارة جينية قبل الولادة).يمكن للزوجين مناقشة الاحتياطات التي يمكن اتخاذها للوقاية من حدوث بعض الشذوذات الجينية.على سبيل المثال، يمكن للمرأة أن تتجنب التعرض للمواد السامة والإشعاع، أو يمكن أن تتناول مكملات حمض الفوليك للمساعدة على الوقاية من العيوب الخلقية في الدماغ أو الحبل الشوكي (عيوب الأنبوب العصبي)، مثل السنسنة المشقوقة.

ينبغي على الزوجين سؤال الطبيب حول ما إذا كان خطر إنجابهما طفلًا مصابًا بشذوذ جيني وراثي أعلى من خطر الأزواج الآخرين.فإذا كان الأمر كذلك، فيمكن إجراء اختبارات لتقدير تلك المخاطر بشكل أكثر دقة (تحرٍّ جيني).إذا أظهرت تلك الاختبارات خطرًا أعلى لانتقال شذوذات جينية خطيرة، فيمكن للزوجين أخذ الخيارات التالية بعين الاعتبار:

إذا كانت الزوجة حاملًا بالفعل، فسوف يشرح الطبيب الإجراءات التي يمكن القيام بها لفحص الجنين في أثناء الحمل (التشخيص الجيني قبل الولادة).كما سوف يشرح الطبيب الخيارات المتوفرة في حال تشخيص شذوذ جيني.يمكن لإنهاء الحمل أن يكون أحد تلك الخيارات.وفي بعض الحالات، قد يكون من الممكن علاج الشذوذ الجيني.قد يُحال الزوجان في بعض الأحيان إلى اختصاصي جيني لمناقشة هذه الأمور معه.قد ينصح الأطباء المرأة بالحصول على رعاية ما قبل الولادة في مركز يقدم خدمات أكثر شمولاً لحديثي الولادة.

ينبغي على الزوجين أن يأخذا وقتهما لكي يفهما جميع المعلومات، وألا يترددا في توجيه أية أسئلة تخطر ببالهما.

عوامل خطر الأمراض الجينية والعيوب الولادية

إن احتمال إنجاب طفل مُصاب بشذوذات جينية موجود في جميع حالات الحمل.

تواجه النسب التالية من كامل تعداد الأطفال حدوث شذوذات:

  • 0.5% للإصابة باضطراب صبغي.

  • 1 ٪ للإصابة باضطراب جين مفرد (مندلي mendelian).

  • 1 ٪ للإصابة باضطراب ناجم عن عيوب في عدَّة جينات.

وتكون النسبة المئوية أعلى للأطفال الذين يولدون ميتين ولديهم شذوذات.

ولكن يمكن لحالات محددة أن تزيد من ذلك الخطر.

الشذوذات الناجمة عن عوامل مختلفة

يمكن لبعض العيوب الولادية، مثل شق الشفة أو قبة الحنك أن تنجم عن شذوذات في واحد أو أكثر من الجينات بالإضافة إلى التعرض لعوامل أخرى، مثل المواد في البيئة المحيطة (وراثة متعددة العوامل multifactorial inheritance)وبهذا، فإن الجينات الشاذة تجعل الجنين أكثر عرضة للإصابة بعيوب ولادية، إلا أن العيب الولادي عادةً ما لا يحدث إلا في حال تعرض الجنين لمواد محددة، مثل أنواع محددة من المخدرات أو الكحول.وإن العديد من العيوب الولادية، مثل تشوهات القلب، تُورَّث بهذه الطريقة.

عيوب الأنبوب العصبي

عيوب الأنبوب العصبي هي عيوب ولادية في الدماغ أو الحبل الشوكي.ينمو الدماغ والحبل الشوكي من الجزء الجنيني المُسمَّى بالأنبوب العصبي.من الأمثلة على ذلك السنسنة المشقوقة spina bifida (حيث لا ينغلق العمود الفقري بشكل كامل، وبالتالي قد ينكشف الحبل الشوكي) وانعدام الدماغ anencephaly (حيث يكون جزء كبير من الدماغ والجمجمة مفقودًا).تشير الإحصائيات إلى أن عيوب الأنبوب العصبي تحدث بمعدل حالة واحدة لكل ألف ولادة في الولايات المتحدة الأمريكية.وفي معظم هذه العيوب، يُورّث المرض بسبب عدة عوامل (جينات غير طبيعية مع عوامل أخرى).تتضمن العوامل الأخرى كلاً من:

  • التاريخ العائلي: يزداد خطر إنجاب طفل مُصاب بعيب في الأنبوب العصبي في حال كان أحد أفراد العائلة، بما في ذلك أولاد الزوجين، بمثل هذا العيب.بالنسبة للأزواج الذين سبق لهم إنجاب طفل مُصاب بالسنسنة المشقوقة أو انعدام الدماغ، فإن خطر إنجاب طفل آخر مصاب بأحد هذين العيبين يبلغ 2-3%.بالنسبة للأزواج الذين أنجبوا طفلين مُصابين بأحد هذين العيبين، فإن احتمال إنجاب طفل ثالث مُصاب بأحدهما يبلغ 5-10%.ولكن، فإن حوالى 95% من حالات عيوب الأنبوب العصبي تحدث في العائلات التي لا يوجد لديها تاريخ إصابات سابقة بهذه العيوب.

  • عوز الفولات: قد يزداد خطر عيوب الأنبوب العصبي إذا كان النظام الغذائي فقيرًا بفيتامين الفولات.يمكن لمكملات الفولات أن تساعد على الوقاية من عيوب الأنبوب العصبي.ولذلك، تُوصى جميع النساء في سن الإنجاب بتناول مكملات الفولات، وخاصةً النساء الحوامل.كما تجري إضافة الفولات إلى المكملات الفيتامينية التي تُعطى قبل الولادة.

  • الموقع الجغرافي: يمكن لخطر عيوب الأنبوب العصبي أن يزداد بناءً على الموقع الجغرافي لإقامة الزوجين.على سبيل المثال، يكون خطر عيوب الأنبوب العصبي أعلى في المملكة المتحدة بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية.

ينجم عدد قليل من عيوب الأنبوب العصبي عن شذوذات وراثية في جينة واحدة، أو عن شذوذات صبغية، أو عن التعرض لأدوية محددة.

يُنصح بإجراء تشخيص قبل ولادي عن طريق بزل السلى والتصوير بتخطيط الصدى وذلك لجميع الأزواج الذين يواجهون خطرًا يبلغ 1% أو أكثر لإنجاب طفل مُصاب بعيوب الأنبوب العصبي.

الشذوذات الصبغية

يمكن الكشف عن العديد من الشذوذات الصبغية عن طريق الاختبارات الصبغية القياسية، وخاصة الشذوذات المتعلقة بزيادة عدد الصبغيات أو بنيتها.تحدث هذه الشذوذات في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة حالة واحدة لكل 250 ولادة لطفل حي، وتُعد مسؤولة عن حوالى نصف حالات الإسقاط التي تحدث في الثلث الأول من الحمل.تموت معظم الأجنة التي تعاني من شذوذات صبغية قبل الولادة.أما بين الولادات الحية، فإن متلازمة داون هي الشذوذ الصبغي الأكثر شيوعًا.

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر إنجاب طفل مُصاب بشذوذ صبغي:

  • عمر الأم: يزداد خطر إنجاب طفل مُصاب بمتلازمة داون مع زيادة عمر الأم، وذلك بشكل تدريجي ابتداءً من عمر 35.يبلغ احتمال إنجاب طفل مُصاب بمتلازمة داون حوالى 1 من كل 365 حالة بعمر 35 سنة وحالة من كل 100 حالة بعمر 40 سنة.

  • التاريخ العائلي: إن وجود قصة سابقة لإنجاب أطفال مصابين بشذوذات صبغية (بما في ذلك أبناء الزوجين) يزيد من هذا الخطر.إذا كان لدى الزوجين طفل مُصاب بالنوع الأكثر شيوعًا من متلازمة داون (تثلث الصبغي 21) وكان عمر المرأة يقل عن 30، فإن خطر إنجاب طفل آخر مُصاب بشذوذ صبغي يزداد بنسبة 1% تقريبًا.

  • العيوب الولادية عند الأطفال السابقين: إن إنجاب طفل حي مُصاب بعيب ولادي أو ولادة طفل ميت - حتى مع عدم التأكد ما إذا كانت لديه شذوذات صبغية أم لا- يزيد من خطر إنجاب طفل مُصاب بشذوذات صبغية.يُعاني حوالى 15% من الأطفال المولودين بعيوب خلقية وحوالى 5% من الأطفال الذين يولودون ميتين بدون وجود مشاكل ظاهرية لديهم من شذوذات صبغية.

  • حالات الإسقاط السابقة: قد يزيد حدوث عدة حالات إسقاط من خطر إنجاب طفل مُصاب بشذوذات صبغية.وإذا كانت لدى الجنين في الإسقاط الأول شذوذات صبغية، فإن الجنين في الإسقاط الثاني غالبًا ما تكون لديه شذوذات صبغية أيضًا، على الرغم من أنها قد لا تكون مماثلة للشذوذات التي كانت موجودة عند الجنين الأول.إذا عانت أمرأة من عدة حالات إسقاط، فينبغي تحليل صبغيات الزوجين قبل محاولتهما الإنجاب مجددًا.وفي حال العثور على شذوذات، فقد يُقرر الزوجان إجراء اختبارات تشخيصية قبل ولادية باكرة في الحمل التالي.

  • الشذوذات الصبغية عند الزوجين: يمكن في حالات نادرة أن تكون لدى الزوجين شذوذات صبغية بُنيوية تزيد من خطر إنجاب طفل مُصاب بشذوذات صبغية بنيوية.يمكن للشذوذات الصبغية لدى أحد الأبوين أو كليهما أن تزيد من خطر حدوثها عند الطفل، حتى وإن كان الأبوين يتمتعان بصحة جيدة بدون أية علامات جسدية على شذوذات جينية.يشتبه الأطباء بالشذوذات الصبغية عندما يواجه الزوجان عدة حالات إسقاط، أو مشاكل خصوبة، أو يُنجبا طفل يعاني من عيوب خلقية.بالنسبة لهؤلاء الأزواج، يزداد خطر إنجاب طفل مُصاب بشذوذ صبغي خطير، كما يزداد لديهم خطر حدوث الإجهاض.

قد لا تتمكن الاختبارات الصبغية القياسية من الكشف عن بعض الشذوذات الصبغية.تكون معظم تلك الشذوذات الصبغية دقيقة جدًا، بحيث لا يمكن رؤيتها بالمجهر، ولذلك تُسمى أحيانًا بالشذوذات تحت المجهرية (أو ضروب من تعدد النسخ copy-number variants).على سبيل المثال، قد يكون هناك جزء صغير جدًا مفقود من الصبغي (يُسمى خَبن ميكروي microdeletion)، أو قد يكون في الصبغي جزء إضافي صغير جدًا (تضاعف الجين الميكروي microduplication).من غير المعروف حتى الآن مدى انتشار الأخبان الميكروية أو التضاعفات الجينية الميكروية.ولكن، تشير الإحصائيات إلى أن حوالى 6% من الأطفال المصابين بعيوب خلقية بُنيوية يعانون من تلك الشذوذات، حتى وإن كانت نتائج الاختبارات الصبغية القياسية طبيعية.يمكن لاختبارات يُطلق عليها اسم المصفوفة الصبغية الميكروية (chromosomal microarray) أن تكتشف الأخبان الميكروية أو التضاعفات الجينية الميكروية.قد يقترح الأطباء إجراء اختبارات المصفوفة الصبغية الميكروية قبل الولادة في حالات خاصة، كما في حالة الاشتباه بعيوب خلقية عند الجنين.

هل تعلم...

  • يبلغ احتمال إنجاب طفل مُصاب بمتلازمة داون لأم تبلغ من العمر 35 عامًا حوالى 1 من كل 365 حالة.

  • يبلغ احتمال إنجاب طفل مُصاب بمتلازمة داون لأم تبلغ من العمر 40 عامًا حوالى 1 من كل 100 حالة.

الجدول
الجدول

الاضطرابات أحادية الجين

في اضطرابات الجين المفرد، يكون الخلل في أحد زوجي الجينات فقط.قد يُصاب الجين بطفرة، تؤثر في وظيفته الطبيعية، وقد تؤدي للإصابة بمرض أو عيب ولادي.يعتمد خطر الإصابة بمثل هذه الاضطرابات على ما إذا كان حدوث الاضطراب يستلزم وجود الطفرة الجينية في صبغي واحد من زوج الصبغيات (مثل جينة سائدة) أو يستلزم وجود الطفرة في كلا الصبغيين (مثل جينة متنحية).

كما يعتمد الخطر أيضًا على ما إذا كانت الجينة متوضعة على الصبغي X.يوجد عند الإنسان 23 شفعًا من الصبغيات في الحالة الطبيعية.يُحدد واحدٌ من تلك الأزواج الصبغية جنس الإنسان (الصبغيان الجنسيان X و Y).في حين يُطلق على بقية الصبغيات اسم الصبغيات الجسدية.يكون لدى النساء صبغيان من النوع X، في حين يكون لدى الرجال صبغي من النوع X وصبغي آخر من النوع Y.إذا كانت الطفرة الجينية متوضعة على الصبغي X، فيُسمى الاضطراب مرتبطًا بالصبغي X (مرتبط بالجنس).

إذا ورث الذكور جينة معيبة لاضطراب مرتبط بالصبغي الجنسي X، فسوف يُصابون بالاضطراب حتى وإن كانت الجينة متنحية وذلك لأنهم يمتلكون نسخة واحدة من الصبغي X وتحمل الجينة المعيبة.أي أنهم لا يمتلكون نسخة طبيعية من الصبغي X لكي تقهر الجينة المعيبة الموجودة على النسخة المصابة من الصبغي.وإذا ورث الجنين الذكر جينة سائدة مرتبطة بالصبغي الجنسي X، فعادةً ما ينتهي الحمل بالإجهاض.

ولكن، لا بد للإناث من أن يرثن جينين غير طبيعيَّين للإصابة باضطراب مرتبط بالصبغي الجنسي إذا كانت الجينة متنحية.إذا كانت الجينة الشاذة سائدة، فتحتاج الإصابة بهذا الداء إلى جينة واحدة فقط للاضطراب (من أحد الوالدين).

في حال وجود صلة قرابة بين الزوجين، فسوف يزداد احتمال حدوث نفس الطفرة في واحدة أو أكثر من الجينات المُسببة للاضطرابات الجسدية المُتنحية.وبالتالي، سوف يزداد خطر الإصابة بمثل هذه الاضطرابات.

الجدول
الجدول

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد: الاضطرابات الجينية: يقدم هذا الموقع تعريفات للجينات والصبغيات ومعلومات أساسية عن الوراثة، وخطر إنجاب طفل مصاب بعيب ولادي، واختبارات التشوهات الجينية والصبغية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID