لمحة عامة عن الوظيفة الجنسية وخلل الوظيفة الجنسية عند الرجال

تُعد الوظيفة الجنسية الطبيعية عند الرجال تفاعلاً معقدًا بين العقل والجسد.حيث تتفاعل الأجهزة العصبية، والدورانية، والهرمونية مع الجسد لتحفيز الاستجابة الجنسية.وإن التنسيق الدقيق والتوازن بين هذه الأجهزة يضبط استجابة الرجل الجنسية.

الرغبة الجنسية هي رغبة الشخص بممارسة النشاط الجنسي.يمكن لهذه الرغبة أن تُثار بالأفكار، أو الكلمات، أو المشاهد، أو الروائح، أو اللمسات.تؤدي الرغبة الجنسية إلى أولى مراحل دورة الاستجابة الجنسية، وهي الحماس.

يتصاعد هذا الحماس أو التهيج الجنسي.في أثناء مرحلة الحماس، يُرسل الدماغ إشارات عصبية باتجاه الحبل الشوكي ومن ثم القضيب.تستجيب الشرايين التي تزود النسيج الانتصابي بالدم (الأجسام الكهفية corpora cavernosa والجسم الاسفنجي corpus spongiosum) عن طريق التوسع.تزيد الشرايين المتوسعة بشكل كبير من تدفق الدم باتجاه هذه المناطق، والتي تتمدد وتمتلئ بالدم.يؤدي هذا التمدد إلى تطبيق ضغط على الأوردة التي تُصرف الدم في الحالة الطبيعية من القضيب، مما يُبطئ من الجريان الدموي، وينحبس الدم ضمن القضيب.يؤدي انحباس الدم ضمن القضيب إلى صلابته وحدوث الانتصاب.كما يزداد التوتر العضلي في جميع أنحاء الجسم.

وفي المرحلة التالية (الطور الأعظمي plateau stage) يكون الحماس والتوتر العضلي على أشدهما.

تُعد رعشة الجماع orgasm أو النشوة الجنسية climax ذروة المتعة الجنسية.في رعشة الجماع، يزداد التوتر العضلي في أنحاء الجسم، وتتقلص عضلات الحوض، ويلي ذلك حدوث القذف.

يحدث القذفعندما تُحفز الأعصاب التقلصات العضلية في العضو الذكري، والحويصلات المنوية، وغدة البروستات، وأقنية البربخ epididymis والقناة الناقلة للمني (الأسهر vas deferens).تؤدي هذه التقلصات بمُجملها إلى دفع المني من خلال الإحليل.كما تؤدي تقلصات العضلات حول الإحليل إلى دفع المني بشكل أقوى خارج القضيب.كما ينقبِضُ عُنق المثانة لمنع السائل المنوي من العودة إليها.

الأعضَاء التناسليَّة عندَ الذكُور

على الرغم من أن القذف ورعشة الجماع يحدثان في نفس الوقت، إلا أنهما حادثتان منفصلتان.إذ يمكن في حالات نادرة أن يحدث القذف بدون رعشة جماع.كما يمكن أن تحدث رعشة الجماع بدون قذف، وخاصةً قبل البلوغ، أو كتأثير جانبي لبعض الأدوية (مثل مضادات الاكتئاب) أو بعد الجراحة (مثل استئصال القولون أو غدة البروستات).عادةً ما تكون رعشة الجماع ممتعة للغاية.

وفي المرحلة النهائية يعود الجسم إلى الوضعية غير المُثارة.حالما يحدث القذف أو رعشة الجماع، تتقلص شرايين القضيب، وتتقلص العضلات الملساء في الجسم الكهفي والجسم الاسفنجي، مما يُقلل من انحباس الدم ويزيد من جريانه في القضيب، مما يُسبب انكماش القضيب وتليّنه.لا يمكن للرجل استعادة الانتصاب لمدة من الزمن بعد بلوغ رعشة الجماع، وغالبًا ما تكون هذه المدة بحدود 20 دقيقة أو أقل عند الشباب، وقد تكون أطول من ذلك عند الرجال الأكبر سنًا.تزداد المدة بين انتصابين عند الرجل مع تقدمه في السن.

يُعد النشاط الجنسي أقل إجهادًا من النشاطات الجسدية المتوسطة أو الشديدة، ولذلك فعادةً ما تكون ممارسته آمنة لمرضى القلب.وعلى الرغم من أن خطر النوبة القلبية يرتفع في أثناء النشاط الجنسي بشكل أكبر من وضعية الراحة، إلا أن الخطر يبقى ضئيلاً بشكل عام.

وبغض النظر عن ذلك، فإن الرجال النشطين جنسيًا والمصابين بأمراض قلبية ووعائية (مثل الذبحة الصدرية، وارتفاع ضغط الدم، والفشل القلبي، واضطراب النظم القلبي، وانسداد الشريان الأبهر (تضيق الأبهر aortic stenosis)) يكونون بحاجة لاستشارة الطبيب قبل القيام بالنشاط الجنسي.عادةً ما يكون النشاط الجنسي آمنًا إذا كانت الإصابة القلبية أو الوعائية بسيطة، أو كانت تُسبب القليل من الأعراض فقط، وكان ضغط الدم طبيعيًا.أما إذا كانت الإصابة القلبية الوعائية متوسطة أو شديدة، أو كان الرجل يعاني من إصابات أخرى تزيد من خطر النوبة القلبية، فقد يكون من الضروري إجراء بعض الاختبارات لتقييم أمان النشاط الجنسي.إذا كانت الإصابة القلبية شديدة، أو كان الرجل يعاني من تضخم في القلب يعيق جريان الدم من البطين الأيسر (اعتلال عضلة القلب الانسدادي obstructive cardiomyopathy)، فينبغي عليه الامتناع عن ممارسة الجنس إلى أن ينجح العلاج في تخفيف شدة الأعراض.

ينبغي على المريض استشارة الطبيب فورًا بعد الإصابة بنوبة قلبية حول سلامة القيام بنشاط جنسي.تُشير الرابطة الأمريكية لطب القلب AHA إلى أنه من الممكن العودة إلى ممارسة النشاط الجنسي بعد أسبوع من الإصابة بنوبة قلبية إذا كان النشاط الجسدي المتوسط أو الخفيف لا يُسبب ألمًا في الصدر أو ضيقًا في التنفس.

ولكن تناول الأدوية المُقوية جنسيًا من زمرة سيلدينافيل sildenafil، أو فاردينافيل vardenafil، أو آفانافيل avanafil، أو تادالافيل tadalafil يُعد خطيراً عند الرجال الذين يتناولون النتروغليسرين، وذلك لأن ضغط الدم لديهم قد ينخفض بدرجة كبيرة.

تتضمن اختبارات تقييم آمان الممارسة الجنسية مراقبة القلب وتحري أية علامات على سوء التروية الدموية في أثناء الجري على بساط كهربائي treadmill.في حال أظهر الاختبار ضعف التروية الدموية في أثناء ممارسة التمارين الرياضية، فقد يزيد ذلك من خطر النوبة القلبية في أثناء النشاط الجنسي بشكل كبير.