أمراض المُرتَفعات

(داء المُرتفعات Mountain Sickness)

حسبAndrew M. Luks, MD, University of Washington
تمت مراجعته ربيع الأول 1446

يحدُث داء المرتفعات بسبب نقص الأكسجين في المرتفعات الشَّاهقة، ويؤثر في متسلقي الجبال، وهواة المشي لمسافات طويلة، والمتزلجين، وغيرهم ممن يسافرون إلى ارتفاعات عالية.

موارد الموضوعات

  • وتنطوي الأَعرَاض على الصُّدَاع والإرهاق و الغثيان أو فقدان الشهية والتهيُّج، وفي الحالات الأكثر خطورة، على ضيق النَّفس والتخليط الذهنيّ وحتى الغيبوبة.

  • يستنِدُ الأطباء عند تشخيص داء المرتفعات إلى الأعراض بشكلٍ رئيسيّ.

  • قد تنطوي المُعالجة على الراحة والنزول إلى ارتفاعٍ أكثر انخفاضًا وأحيانًا الأدوية وتقديم أكسجينٍ إضافيّ أو كليهما.

  • قد يستطيع الأشخاص الوِقاية من هذه الاضطرابات عن طريق الصعود ببطءٍ وأحيَانًا عن طريق أخذ أدوية.

مع زيادة الارتفاع، تبقى نسبة الأكسجين في الهواء ثابتة، ولكن ينخفض الضغط الجوِّي وتقل كثافة الهواء ممَّا يُؤدِّي إلى نقصٍ في كمية الأكسجين.على سبيل المثال وبالمُقارنة مع الهواء على مستوى سطح البحر، يحتوي الهواء على ارتفاع 5800 متر على نصف كميَّة الأكسجين فقط.في دنفر، وهي عاصمة ولاية كولورادو وتقع على ارتفاع 1,615 متراً فوق مستوى سطح البحر، يحتوي الهواء على كمية من الأكسجين أقل بنسبة 20%.

يستطيع معظم الأشخاص الصعود إلى ارتفاعٍ يتراوَح بين 5,000 إلى 6,500 قدم (1,500 إلى 2,000 مترٍ) في يومٍ واحدٍ من دون مشاكل، ولكن تُصاب نسبة تصل إلى حَوالى 20% من الأشخاص الذين يصعدون إلى ارتفاع 8,000 قدم (2,500 متر) ونسبة تصل إلى 40% من الأشخاص الذين يصعدون إلى ارتفاع 14,000 قدم (4,340 متر)، بشكلٍ من أشكال داء المرتفعات.وتحدث المعدلات المرتفعة للغاية لهذه الأمراض عند حجاج جبال الهيملايا في النيبال وعند متسلقي الجبال الذين يصعدون إلى جبل كليمنجارو في كل من تنزانيا وكينيا.ومن المعروف أن كلا المكانين يجذبان المتسلقين الذين يصعدون بسرعة كبيرة، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بداء المرتفعات.ومن العوامل الأخرى التي تُسهم في الإصابة بداء المرتفعات الحد الأقصى للارتفاع الذي جرى الوصول إليه وارتفاع المنطقة التي ينام فيها الشخص.

تنطوي الأعضاء الأكثر شُيوعًا للتأثُّر بداء المُرتفعات على:

عَوامل الخطر

يختلِفُ خطر الإصابة بمرض المرتفعات بشكلٍ كبيرٍ من شخصٍ إلى آخر،ولكن بشكل عام، يزداد الخطر عند الأشخاص الذين يصعدون إلى أكثر من 2,000 متر (5,000 إلى 6,500 قدم) وينطبق عليهم واحد على الأقل مما يلي:

  • أصيبوا بداء المرتفعات في السابق

  • يعيشون عند مستوى سطح البحر أو على ارتفاع منخفض جداً

  • يصعدون إلى ارتفاع كبيرٍ بسرعةٍ كبيرة

  • يجهدون أنفسهم بشكل مفرط

  • النوم في ارتفاعاتٍ شاهقة جداً

بالنسبة إلى المرضى الذين يُعانون من اضطراباتٍ مثل الربو، والسكَّري، وداء الشرايين التاجيَّة، والدَّاء الرئويّ الانسدادي المُزمن الخفيف لا يُواجهون زيادةً في خطر الإصابة بداء المُرتفعات.ولكن قد يُواجه مثل هؤلاء الأشخاص صُعوبات مع هذه المشاكل الطبية المُزمنة في الارتفاعات الشاهقة بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدَّم (نقص تأكسُج الدَّم hypoxemia).

ولا يبدو عموماً أن الربو يتفاقم في المرتفعات الشاهقة،

كما أنَّ قضاء أقلّ من بضعة أسابيع في الارتفاعات الشاهقة (ولكن أقلّ من 10,000 قدم [3,000 متر]) لا يبدو أنَّه يُشكِّلُ خطراً للمرأة الحامل أو الجنين.

لا تُعدُّ اللياقة البدنيَّة واقيًا من داء المرتفعات.

الأقلَمة acclimatization

يتأقلمُ الجسم في نهاية المطاف مع الارتفاعات الشاهقة عن طريق زيادة التنفُّس، وذلك من خلال إنتاج المزيد من كريات الدم الحمراء لنقل الأكسجين إلى النُّسُج ومن خلال القيام بتعديلاتٍ أخرى.يستطيع مُعظم الأشخاص التأقلُم مع ارتفاعاتٍ تصِلُ إلى 3,000 متر خلال أيامٍ قليلة.يحتاج التأقلُم مع ارتفاعات شاهقةٍ جدًّا إلى العديد من الأيام أو الأسابيع، ولكن يستطيع بعض الأشخاص في نهاية المطاف مُمارسة نشاطات طبيعية تقريبًا على ارتفاعاتٍ تتجاوز 17500 قدمٍ (حوالى 5300 مترٍ)؛ولكن لا يستطيع أي شخص التأقلم بشكلٍ كاملٍ مع الإقامة لفترةٍ طويلة الأمد في مناطق تزيد عن هذا الارتفاع.

هل تعلم...

  • قد يحدُث التباسٌ بين أعراض داء المرتفعات الحادّ (AMS) وصداع الخمر hangover والإنهاك البدنيّ والشقيقة أو مرض فيروسيّ.

أعراض داء المرتفعات

داء المُرتفعات الحادّ (AMS)

داء المُرتفعات الحادّ هُو شكلٌ خفيفٌ لمرض المُرتفعات وهو الشكل الأكثر شُيُوعًاً.ولا يحدُث هذا الداء عادةً إلا إذا كان الارتفاع على الأقل 8,000 قدم (حوالى 2,400 متراً)، ولكن يمكن أن يَحدُثَ على ارتفاعات أقل عند الأشخَاص الذين هُم عرضة بشكلٍ كبير.تظهر الأَعرَاض غالبًا خلال فترةٍ تتراوح بين 6 إلى 10 ساعات من الصعود وهي تنطوي عادةً على الصُّداع وعرض واحدٍ أو أكثر، مثل الدَّوخة وضعف الشهيَّة والغثيان والتقيُّؤ والتَّعب والضعف أو التهيُّج.يصِفُ بعض الأشخاص الأعراضَ على أنَّها تُشبِهُ ما يحدث في صداع الخمر.تستمرُّ الأَعرَاض لفترةٍ تتراوح بين 24 إلى 48 ساعةً عادةً.في حالات نادرة، يتفاقم داء المرتفعات الحادّ إلى شكلٍ أكثر شدَّة لمرض المرتفعات يُعرَف بالوذمة الدِّماغية في المرتفعات الشاهقة.

وذمة دماغية في المرتفعات الشاهقة HACE

الوذمة الدِّماغية في المرتفعات الشاهقة هي حالة نادرة ولكن من المحتمل أن تُشكل تهديدًا على الحياة، حيث يتورَّم فيها الدِّماغ بالسائل.يُعاني المرضى الذين لديهم هذه الحالة من الصُّدَاع والتَّخليط الذهنِي وتكون خطواتهم عند المشي غير ثابتة وغير مُنسَّقة (الرَّنح ataxia).إذا لم يَجرِ التعرف إلى الاضطراب ومعالجته في مرحلة مبكرة، قد يدخُل الأشخاص المُصابون في غيبوبة.قد تتفاقم هذه الأَعرَاض بسرعة من كونها خفيفة لتُصبِح مُهددة الحياة بالخطر خلال بضعة أسابيع.

وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة HAPE

وذمة الرِّئة في المرتفعات الشَّاهقة هِيَ تراكُم للسائل في الرئتين وتحدُث عادةً خلال فترةٍ تتراوَحُ بين 24 إلى 96 ساعةً من بعد الصُّعود سريعاً إلى ارتفاع يتجاوز 8,000 قدم (2,400 مترٍ)،ويمكن أن تَحدث عندَ الأشخاص حتى لو لم يكن لديهم أعراض داء المرتفعات الحاد.وتُعدُّ هذه الحالة مسؤولة عن مُعظم الوفيَّات بسبب مرض المُرتفعات.قد يُصاب الأشخاص الذين يعيشون على ارتفاعات شاهقة بنوعٍ من وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة يُعرف باسم وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة للمُقيمين في المناطق المرتفعة، حتى إذا لم ينزلوا ومن ثم يعودوا من ارتفاع منخفضٍ.يمكن أن يُصاب الأشخاص الذين يعيشون على ارتفاعات عالية وينزلون إلى ارتفاعٍ منخفضٍ، مثلما هي الحالة عند قضاء إجازة، بوذمة رئوية عند الصعود من جديد إلى منطقة سكنهم، وهي ظاهرة تُعرف باسم عودة الدخول reentry إلى وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة.

قد تزيدُ العدوى التنفُّسية، حتى الخفيفة منها، من خطر وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة.تتفاقمُ الأَعرَاض في الليل عندما يستلقي الأشخَاص ويُمكن أن تُصبِح أكثر شدَّةً بسرعة إذا لم تجرِ مُلاحظة وذمة الرِّئة في المرتفعات الشَّاهقة ومُعالجتها بشكلٍ سريعٍ.تنطوي الأَعرَاض الخفيفة عادةً على السعال الجاف وضيق النَّفس من بعد بذل مُجرَّد جهد بسيط،وتنطوي الأَعرَاض المُتوسِّطة على ضيق النَّفس عند الراحة ومسحة من اللون الأزرق على الجلد والشفتين والأظافر (زُرقَة cyanosis).تنطوي الأَعرَاض الشديدة على اللهاث عند التنفُّس gasping for breath ووبلغم وردي اللون أو مُدمَّى وزُرقة شديدة وخروج أصوات غرغرة أو خرخرة gurgling عند التنفُّس.قد تتفاقم وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة بسرعة وتؤدي إلى فشل تنفسي وغيبوبة ووفاة في غضون ساعات قليلة.

أعراضٌ أخرى

من الشائع أن يحدُث انتِفاخٌ في اليدين والقدمين، وعلى الوجه عندَ الاستيقاظ.يُسبِّبُ هذا الانتفاخ انزعاجاً بسيطاً ويزول عادةً خلال أيام قليلة أو مع النزول لمنطقة أقل ارتفاعاً.

كما يُعدُّ الصُّداع من دُون أيَّة أعراض أخرى لداء المرتفعات الحاد شائعاً أيضًا.

يُمكن أن تحدُث نُزوفٌ في شبكية العين (مناطق صغيرة من النَّزف في الشبكية في مُؤخِّرة العين) من بعد الصعود إلى ارتفاعاتٍ تتجاوز 9000 قدم (2700 مترٍ)،وهذه النُّزوف شائعة في الارتفاعات التي تتجاوز 16,000 قدم (4,800 متر).لا تظهر عند المرضى أيَّة أعراض عادةً ما لم يحدث النزف في جزء العين المسؤول عن الرؤية المركزيَّة (اللطخة الصفراء macula).في مثل هذه الحالات، قد يلاحظ الأشخاص بقعة عمياء صغيرة من دُون ألم في العين.تشفى نزوف الشبكية على مدى أسابيع من دون أن تُسبِّب مشاكل على المدى الطويل.ينبغي على المرضى الذين تظهر لديهم بُقع عمياء في الرؤية عند التسلُّق أو الارتحال في المرتفعات الشاهقة النزول إلى ارتفاعات أقلّ وطلب المزيد من التقييم الطبي.يُمكن الصعود من جديد إلى ارتفاعٍ شاهقٍ حالما يتوقَّف النزف.

تشخيص داء المرتفعات

  • تقييم الطبيب

  • بالنسبة إلى وذمة الرِّئة في المرتفعات الشَّاهقة، صُورة بالأشعَّة السِّينية للصدر وقياس مُستويات الأكسجين في الدَّم، في حال توفَّر ذلك

يُشخِّصُ الأطباء مرض المرتفعات استنادًا إلى الأعراض بشكلٍ رئيسيّ.بالنسبة إلى أشخاص وذمة الرِّئة في المرتفعات الشَّاهقة، يستطيع الأطباء عادةً سماع صوت سائل في الرئتين من خلال استخدام السمَّاعة stethoscope.يُمكن أن تُساعد صورة بالأشعَّة السينيَّة للصدر وقياس كمية الأكسجين في الدَّم على تأكيد التشخيص.

يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب للرأس أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ للمساعدة على تأكيد تشخيص الوذمة الدماغية في المرتفعات الشاهقة، ولكنه ليس ضروريًا بشكل عام.

ما هو داء المُرتفعات المُزمن؟

تحدُث مُعظم حالات داء المرتفعات عند الأشخاص الذين يصعدون بسرعة إلى ارتفاعاتٍ شاهقةٍ،ولكن يُصاب البعض بأمراض مرتبطة بالمرتفعات فقط من بعد العيش لفترةٍ طويلةٍ في ارتفاعٍ شاهقٍ.

داء المُرتفعات المُزمن (داء مونج) هو مرض يُصيبُ بعض الأشخاص الذين يعيشون في ارتفاعات شاهقةٍ تتجاوز حوالى 3,000 متر لسنواتٍ أو أشهرٍ عديدة.تنطوي الأَعرَاض على التعب وضيق النَّفس وأوجاع وآلام ولون أزرق للشفتين والجلد (زُرقة).بالنسبة إلى الأشخاص، يُعوِّضُ الجسم نقص الأكسجين بشكلٍ مُفرِطٍ عن طريق فرط إنتاج كريات الدم الحمراء،وتجعل كريات الدم الحمراء الزائدة الدَّمَ لزجاً إلى درجةٍ تجعل من الصعب على القلب ضخّ ما يكفي من الدَّم إلى الأعضاء في جميع أنحاء الجسم.

يُساعِدُ فصد phlebotomy الدَّم بشكلٍ دوريّ على تأمين راحةٍ مُؤقتة، ولكن يُعدُّ النزول إلى مرتفعات منخفضة أكثر مُعالجة فعَّالة؛كما يُؤمِّنُ دواء أسيتازولاميد acetazolamide الراحة في بعض الأحيان.يحتاج الشفاء بشكلٍ كاملٍ إلى أشهُر،ويحتاج المرضى إلى البقاء في مرتفعات مُنخفِضة.

يُعد داء مونج شائعًا في جبال الأنديز، ولكن جرت مشاهدته أيضًا في مجتمعات تعيش في مناطق شاهقة الارتفاع في كولورادو.في مناطق أخرى من العالم (في التيبت مثلًا)، يُصاب بعض الأشخاص الذين يعيشون في أرض منخفضة وانتقلوا للعيش في ارتفاعات عالية بشكل مختلف من مرض المرتفعات المزمن يتميز بارتفاع ضغط الدم في الرئتين وتراجع في وظائف الجانب الأيمن من القلب، دون فرط إنتاج كُريَّات الدَّم الحمراء.

علاج داء المرتفعات

يُعد النزول إلى ارتفاعٍ مُنخفضٍ أفضل مُعالجة لجميع أشكال مرض الارتفاعات الحاد.

  • بالنسبة إلى الأعراض الخفيفة لداء الجبال الحاد (AMS)، ينبغي التوقف عن الصعود (مثل التوقف عن الصعود إلى ارتفاعاتٍ أعلى) وعلاج الأَعرَاض بالأدوية

  • بالنسبة إلى داء المرتفعات الحاد الشديد أو الذي يشفى ببطء، النزول إلى ارتفاع منخفض والعلاج بالأدوية

  • بالنسبة إلى الوذمة الدماغيَّة في المرتفعات الشاهقة (HACE) والوذمة الرئوية في المرتفعات الشاهقة (HAPE)، النزول الفوري إلى ارتفاعات منخفضة والأدوية (في حال عدم إمكانية النُّزول، يجري أخذ أدوية والأكسجين المكمِّل أو غرفة الضغط المفرط المحمولة)

لا يحتاج الأشخاص الذين لديهم انتفاخ في اليدين والقدمين والوجه ولكن لا توجد لديهم أعراض أخرى لداء المرتفعات إلى مُعالجة.حيث يزول الانتفاخ لوحده من بعد بضعة أيام أو من بعد النزول.يُعدُّ النوم السيئ مشكلة شائعة في الارتفاعات الشاهقة، حتى بالنسبة إلى الأشخاص السليمين، وهو ليس بحد ذاته سبباً للنزول إلى مناطق أقل ارتفاعاً.

ينبغي على مرضى داء المرتفعات الحادّ الخفيف (AMS) التوقُّف عن الصعود والحُصول على فترة من الراحة،وينبغي عليهم عدم الصعود إلى ارتفاعات شاهقةٍ إلى أن تختفي الأعراض.وتنطوي المُعالَجة الأخرى على السوائل والأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل إيبوبروفين، للمساعدة على تخفيف الصُّداع.لا تُعالِجُ السوائل داءَ المرتفعات الحادّ الخفيف، ولكنها تزيل التَّجفاف الذي يمكن لأعراضه أن تُشبه أعراض داء المرتفعات الحادّ الخفيف.تتحسن حالات معظم أشخاص داء المرتفعات الحاد في غضون يومٍ أو يومين.في بعض الأحيان، قد يُعطَى دواء أسيتازولاميد أو دواء ديكساميثازون للمُساعدة على تخفيف الأَعرَاض.

إذا كانت أعراض داء المرتفعات الحادّ الخفيف شديدةً أكثر، أو إذا استمرَّت الأعراض أو تفاقمت على الرغم من المُعالجة، ينبغي على الشخص النزول إلى منطقة أقل ارتفاعاً، ويُفضَّل أن تكون أقل ارتفاعاً بما يتراوح بين 1650 إلى 3200 قدم (500 إلى 1000 متر).يُساعد النُّزول على التخفيف من الأعراض بسرعة غالبًا.كما يُعطى الشخص السوائل أو الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والأسيتازولاميد أو الديكساميثازون.

إذا أُصِيب الشخص بوذمة دماغيَّة في المرتفعات الشاهقة، ينبغي عليه النزول مباشرةً إلى ارتفاع أقل انخفاضًا قدر الإمكان.وينبغي أن يأخذ الأكسجين ودواء ديكساميثازون.قد تجري إضافة أسيتازولاميد Acetazolamide.

ينبغي على مرضى وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة النزول إلى منطقة أقل ارتفاعاً مُباشرةً.وينبغي إعطاء الأكسجين في حال توفُّره.قد يكون نيفيديبين مفيدًا بشكلٍ مُؤقَّت عن طريق التقليلِ من ضغط الدَّم في الشرايين المتَّجهة إلى الرئتين.ينبغي تجنُّب الإجهاد الشديد في أثناء النزول، وذلك لأنَّه يمكن أن يُفاقِم من الوذمة الرئوية.يمكن للأشخاص الذين يهبطون بسرعة أن يتعافوا من الوذمة الدماغية في المرتفعات الشاهقة في غضون 24 إلى 48 ساعة عادةً.يجري إدخال معظم المصابين بالوذمة الدماغية في المرتفعات الشاهقة إلى المستشفى، ولكن يمكن تخريج بعضهم من المشفى مع وصف الأكسجين الإضافي إذا كان لديهم أفراد عائلة أو أصدقاء يمكنهم مراقبة إعطائه (على سبيل المثال، أولئك الذين يعيشون في المناطق ذات الموارد الطبية الكافية مثل مجتمع منتجعات التزلج).

عندما لا يُمكن النزول إلى ارتفاعات أقل انخفاضًا بشكلٍ فوريّ ويكون الأشخاص مرضى بشكل خطير بسبب داء المرتفعات الحاد (AMS) الشديد، أو الوذمة الدماغية في المرتفعات الشاهقة (HACE)، أو وذمة الرئة في المرتفعات الشاهقة (HAPE)، يُمكن استخدام حقيبة مُفرطة الضغط لكسب المزيد من الوقت.وهي عبارة عن كيس محمول من القماش بوزنٍ خفيفٍ وبحجم كبير يكفي لاحتواء شخصٍ بشكلٍ كاملٍ ويعمل بمضخَّة يدويَّة.يجري إغلاق الحقيبة بشكلٍ مُحكم والشخص في داخلها، ومن ثمَّ تجري زيادة الضغط الداخلي فيها باستخدام المضخَّة.تُحاكي زيادة ضغط الهواء الانخفاض في الارتفاع،ويبقى الشخصُ في الحقيبة إلى أن تزول الأعراض.تُعد الحقيبة مفرطة الضغط مفيدةً مثل الأكسجين الإضافي الذي لا يتوفَّر عادةً عند تسلُّق الجبال، ولكنها ليست بديلاً عن النُّزول.

الوقاية من داء المرتفعات

  • الصعود البطيء (زيادة الارتفاع ببطء)

  • في بعض الأحيان أسيتازولاميد أو ديكساميتازون

سُرعة الصُّعود rate of ascent

يُعدُّ الصُّعود ببطء أفضل طريقة للوِقاية من مرض المرتفعات،ويكون الارتفاع الذي ينام فيه الشخص أكثر أهميَّة من أقصى ارتفاع وصل إليه في أثناء اليوم.يُعدُّ ضبط سرعة الصُّعود (يُسمَّى الصُّعود المُتدرِّج) أساسياً للنشاط في أي ارتفاعٍ يزيد عن 8,000 قدم (2,400 مترٍ).بالنسبة إلى الارتفاعات التي تزيد عن 10,000 قدم (3,000 متر)، ينبغي على مُتسلِّقي الجبال أو الرحَّالة عدم زيادة ارتفاع مكان النوم لأكثر من 1,600 قدم (500 متر) في اليوم، وينبغي أن يحصلوا على يوم راحة (النوم في نفس المرتفع) كل 3 إلى 4 ليالٍ قبل النوم في أيَّة مرتفعاتٍ شاهقة.إذا كان الأشخاص لا يستطيعون الحدّ من الصعود اليومي إلى أقل من 1,600 قدمًا (500 متر)، ينبغي عليهم الحدّ من متوسط الصعود على إجمالي الارتفاع إلى أقل من 1,600 قدمًا (500 متر) في اليوم.وقد يتطلب هذا إضافة أيام راحة.في أثناء أيَّام الراحة، يكون التنزُّه في النهار سيراً على الأقدام نحو ارتفاعاتٍ أعلى مقبولاً طالما يعود الأشخاص إلى ارتفاعات مُنخفِضة عندما يحين موعد نومهم.

تختلِف قُدرة الأشخاص على الصُّعود من دون أن تظهر لديهم أعراض،ولذلك ينبغي ضبط سرعة التسلُّق عند المجموعة بحيث تكون مناسبة للشخص الذي تأقلم مع الارتفاع الشاهق على نحوٍ هُوَ الأبطأ.

تزول الأقلَمة بسرعة،إذا نزل الأشخاص الذين تأقلمت أجسادهم على المرتفعات إلى مستوياتٍ مُنخفِضةٍ لأكثر من بضعة أيَّام، ينبغي عليهم اتِّباع الصعود المتدرِّج مرَّة أخرى عندما يصعدون من جديد نحو الارتفاعات.

الأدوية

يُمكن أن يُقلِّل دواء أسيتازولاميد الذي يُمكن البدء بأخذه في الليلة السابقة للصعود، من احتمال الإصابة بأمراض المرتفعات،وإذا جرى أخذ الأسيتازولاميد بعد بدء المرض، فقد يُساعِدُ على التخفيفِ من الأعراض.ينبغي التوقُّف عن أخذ هذا الدواء عند الشُّروع بالنزول أو بعد إمضاء بضعة أيام في ذروة الارتفاع.كما يستطيع دواء ديكساميثازون dexamethasone، وهُوَ بديل عن الأسيتازولاميد، أن يُقلل أيضًا من احتمال الإصابة بداء المرتفعات الحادّ ويُعالج أعراضه.

قد يُساعد أخذ مُسكِّنات مثل مُضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة على الوِقاية من الصُّداع الناجم عن الارتفاعات الشاهقة.

ينبغي على الأشخاص الذين تعرَّضوا في السابق إلى نوباتٍ من وذمة الرِّئة في المرتفعات الشَّاهقة البقاء في حالة تأهُّب لأيَّة أعراض لعودة الحالة والنزول مُباشرةً في حال ظهرت الأعراض.كما ينصحُ بعض الأطباء مثل هؤلاء الأشخاص بأخذ دواء نيفيدبين أو تادالافيل عن طريق الفم، وذلك كتدبير وقائيّ.

تدابير عامة

قد يُساعِدُ تجنب الجُهد الشديد ليومٍ أو يومين من بعد الوصول على الوِقاية من أمراض المرتفعات،وينبغي تجنب مُعاقرة الخمرة بكميات كبيرة والمُسكِّنات الأفيونيَّة والمُهدِّئات، خُصُوصًا قبل فترةٍ قصيرةٍ من النَّوم.ينبغي أن يُدرِك الأشخاص الذين اعتادوا شُرب الكافيين أنَّ هناك احتمال في حدوث صُداع ناجم عن الامتناع عن الكافيين caffeine-withdrawal في حال توقَّفوا عن استهلاك الكافيين في أثناء قيامهم بالتنزُّه.

تُمكِّنُ اللياقة البدنية من بذل مجهود أكثر في المرتفعات، ولكنها لا تُؤمِّنُ الوقاية ضد أي شكل من أشكال مرض المرتفعات الحاد.يُمكن استخدام دواء أسيتازولاميد لتحسين النَّوم الذي يتعرَّض إلى العرقلة عند العديد من الأشخاص الذين يقصدون المرتفعات الشاهقة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID