عدوى فَيروس العَوَز المَناعِيِّ البَشَرِي (HIV) عند الأطفال والمراهقين

حسبGeoffrey A. Weinberg, MD, Golisano Children’s Hospital
تمت مراجعته شعبان 1444

عدوى فيروس العَوَز المَناعيّ البشري (HIV) هي عدوى فيروسية تعمل تدريجيًا على تخريب كريات دم بيضاء مُعيَّنة وتجعل الأشخاص أكثر عرضة لأنواع أخرى من العدوى بوعض السرطانات وتسبب مُتلازمة العَوَز المَناعيّ البشري (الإيدز).

  • تنجُم عدوى HIV عن فيروس العوز المناعي البشري (HIV)، والذي يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، أو نقل الدم، وبالنسبة إلى الأطفال الصغار، عادةً ما يجري اكتسابه من الأم عند الولادة.

  • تنطوي علاماتُ العدوى عند الأطفال على تباطؤ النمو وتضخم العُقَد اللِّمفِية في عدة مناطق من الجسم وتأخر في النماء وعدوى بكتيرية متكرِّرة والتهاب الرئة.

  • يستند التشخيص إلى الاختبارات الدموية لعدوىHIV.

  • يمكن للأدوية المُضادَّة لفيروس العَوَز المَناعي البَشَري (العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، ويرمز له اختصارًا ART) أن تسيطر على تأثيرات عدوى HIV، وتسمح للأطفال بالعيش من دون مضاعفات.

  • يُعالج الأطفال بنفس الأدوية المُستخدمة عند البالغين.

  • يمكن للأمهاتُ المصابات بعدوى HIV وِقاية أطفالهن حديثي الولادة من انتقال العدوى إليهم عن طريق استعمال الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وتغذية صغارهنَّ بالحليب الصناعيّ الخاص بالمواليد الجدد وليس حليب الثدي؛ وبالنسبة إلى بعض النساء، إجراء ولادة قيصرية.

انظر أيضًا عَدوى فيروس العوز المناعي البشري عند البالغين.

هُناك نوعان من فيروسات العَوَز المَناعي البَشَري:

  • فَيروس العوز المناعي البشري من النوع الأوَّل

  • وفَيروس العوز المناعي البشري من النوع الثاني

تعدّ عدوى فيروس العوز المناعي البشري من النوع الأوَّل أكثر شيوعًا من عدوى فيروس العوز المناعي البشري من النوع الثاني في جميع المناطق الجغرافية تقريبًا؛ولكن، يقوم النوعان معًا وبشكلٍ تدريجيّ بتخريب انواع معيَّنة من كريات الدم البيضاء التي تُسمَّى الخلايا اللمفاويَّة، وهي جزء مهم من الدفاعات المناعية للجسم.عندما يجري تخريب هذه الخلايا اللِّمفَاوية، يصبح الجسم عرضةً للهجوم من قبل العديد من المكروبات المُعدِيَة الأخرى.يكون العديدُ من أعراض ومُضَاعَفات العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري، بما في ذلك الوفاة، نتيجة لهذه الحالات الأخرى من العدوى، وليس من عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري نفسها.

قد تؤدي عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري إلى أنواع مختلفة من العدوى المُزعجة بالمكروبات التي لا تُصيب الأشخاص السليمين عادةً،وهي تُسمَّى العدوى الانتهازية، لأنها تستفيد من ضعف الجهاز المناعي.قد تنجم العدوى الانتهازية عن فيروسات وطفيليات وفطريات، وفي بعض الأحيان، عن بكتيريا.

مُتلازمة العَوَز المَناعيّ البشري (الإيدز) هي أشد أشكال العدوى بفَيروس العَوَز المَناعي البَشَري،ويعدّ الطفل الذي لديه عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري مصابًا بالإيدز عندما يحدث على الأقل مرض مصحوب بمُضاعفات، أو عندما يكون هناك تراجعٌ ملحوظٌ في قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه ضدّ العدوى.

يُشكِّلُ الأطفال أو المراهقون اليافعون نسبة تصل إلى نحو 1% فقط من الأشخاص الذين تُشخَّص إصابتهم بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري في الولايات المتحدة،أصبحت عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري عند الأطفال نادرةً حاليًا، وذلك بسبب إجراء المزيد من الاختبارات ومُعالجة النساء الحوامل المصابات بعدوى فيروس العوز المناعي البشري.يمكن للعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية قبل وأثناء الولادة أن يساعد على منع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.على الرغم من أنه جرى الإبلاغ عن نَحو 9000 حالة من حالات العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري عند الأطفال والمراهقين اليافعين في الفترة ما بين عامَي 1983 و2015 ، إلَّا أنَّه جرى في العام 2019 تشخيص أقل من 60 حالة جديدة عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 13 عامًا.

على الرغم من أنَّ عدد الرضع والأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري الذين يعيشون في الولايات المتحدة، مستمرٌّ في التناقص، فإن عدد المراهقين والبالغين اليافعين المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري آخذ في الازدياد.وهذا العدد آخذ في الازدياد لأن الأطفال الذين أصيبوا بالعدوى وهم رُضع يبقون على قيد الحياة لفترة أطول، وتحدُث الحالات الجديدة عند المراهقين والبالغين اليافعين، خُصوصًا الرجال اليافعين الذين يمارسون الجنس مع الرجال.في عام 2019، جَرَى تشخيص حوالى 36,000 حالة عدوى جديدة بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري في الولايات المتحدة.من بين هذه الحالات الجديدة، كان 20٪ منها بين المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-24 سنة (كان معظمهم من عمر 18 عامًا أو أكثر).

في جميع أنحاء العالم، يُعدّ فيروس العَوَز المَناعي البَشَري مشكلة أكثر شُيُوعًا بين الأطفال،في العام 2021، كان حوالى 1.7 مليون طفل تحت عمر 14 مصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري.وفي كل عام، يحدُث نحو 160 ألف حالة جديدة، ويقضي نحو 100 ألف طفل نحبَهم.أدت البرامجُ الجديدة التي جرى وضعها لتقديم العلاج بمضادَّات الفيروسات القهقرية (ART) إلى النساء الحوامل والأطفال، إلى التقليل من العدد السنوي للحالات الجديدة من العدوى عند الأطفال، وتراجع معدل الوفيات بينهم بنسبةٍ تتراوح بين 33 إلى 50%،ومع ذلك، لا يزال الأطفال المصابون لا يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية بقدر ما يتلقاه البالغون تقريبًا.

انتِقالُ عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري

الأطفالُ حديثو الولادة والأطفال الصِّغار

يكون انتقالُ فيروس العوز المناعي البشري إلى الأطفال أكثر شُيوعًا عن طريق:

  • أم مصابة قبل الولادة أو في أثناء الولادة،

  • بعد الولادة عن طريق الإرضاع الطبيعي

بالنسبة إلى الرضع، تُكتسب عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري من الأم في جميع الحالات تقريبًا.يكتسب أكثر من 95% من الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري في الولايات المتحدة العَدوى من أمهاتهم، وذلك إمَّا قبل الولادة أو في فترةٍ قريبةٍ منها (يسمى الانتِقال العَمودِيّ أو انتقال المرض من الأم إلى الطفل).بالنسية إلى معظم الأطفال والمراهقين المتبقين الذين يتعايشون حاليًا مع عدوى HIV، فقد اكتسبوا العدوى من النشاط الجنسي الذي ينطوي على الاعتداء الجنسي في حالاتٍ نادرةٍ.

نظرًا إلى تحسّن إجراءات السلامة فيما يتعلق بفحص الدَّم ومنتجاته، لم تنجُم في السنوات الأخيرة أيَّ حالة عدوى تقريبًا عن استخدام الدَّم ومنتجاته في الولايات المتحدة أو كندا أو أوروبا الغربية.

لا يعلم الخبراء بدقة عدد النساء المصابات بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري واللواتي يلِدنَ كل عام في الولايات المتحدة، ولكنَّ تُقدِّرُ مراكز مُكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) عددهنَّ بنحو 3,000 إلى 5,000 امرأة.بدون العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، فإن ما حوالى 25 إلى 33% منهنَّ سينقلنَ العدوى إلى صغارهنَّ.غالبًا ما يحدث انتقال العدوى في أثناء المخاض والولادة،

يكُون خطر انتقال العدوى في أعلى درجاته عندَ الأمهات اللواتي:

  • اكتسبن العدوى في أثناء فترة الحمل أو في أثناء الرضاعة الطبيعية

  • يعانين من توعك شديد بسبب عدوى HIV

  • لديهن المزيد من الفيروس في أجسادهنَّ

ولكن، انخفض معدل انتقال العدوى بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة، وذلك من نحو 25% في العام 1991 إلى 1% أو أقل في العام 2019.جرى تقليل انتقال العدوى من الأم إلى الطفل بسبب الجهود المكثفة لاختبار ومُعالَجة الحوامل المصابات بالعدوى في أثناء الحمل والولادة معًا.

كما يمكن أن ينتقل الفيروس في حليب الثدي أيضًا،حيث يكتسب نَحو 12 إلى 14% من الرضع الذين لم يكونوا مصابين بالعدوى عند الولادة عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري إذا كانوا يتغذون عن طريق الرضاعة الطبيعية من أم مصابة بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.وفي معظم الأحيان، يحدث الانتقال في الأسابيع أو الأشهر القليلة الأولى من الحياة، ولكنه قد يحدث لاحقًا.يكُون انتقالُ العدوى عن طريق الرضاعة الطبيعية أكثر ميلاً لدى الأمهات اللواتي لديهن مستوى عالٍ من الفيروس في الجسم، بما في ذلك اللواتي اكتسبنَ العدوى في أثناء الفترة الزمنية التي كانوا يستخدمون فيها الرضاعة الطبيعية مع صغارهنَّ.

هل تعلم...

  • في الولايات المتحدة، انخفض معدل انتقال فيروس العَوَز المَناعي البَشَري من الأم المصابة إلى طفلها، من نَحو 25% في العام 1991 إلى 1% أو أقل في العام 2019.

المُراهقون

بالنسبة للمراهقين، فإن طرق انتقال عدوى فيروس العوز المناعي البشري هي نفسها عند البالغين:

  • الاتصال الجنسي غير المحمي

  • مشاركة الإبر الملوثة

يُواجه جميع المراهقين زيادةً في خطر العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري إذا كانوا يمارسون الجنس من دون حماية،كما يُواجه المراهقون الذين يتشاركون الإبر الملوثة عند تعاطي المخدرات عن طريق الحقن زيادةً في الخطر أيضًا.

في حالات نادرة جدًّا، انتقل فيروس العوز المناعي البشري عن طريق ملامسة الدَّم الملوث على الجلد؛وفي كل مثل هذه الحالات تقريبًا، كان سطح الجلد متهتكًا بسبب السحجات أو القرحات المفتوحة.على الرغم من أن اللعاب قد يحتوي على الفيروس، إلا أنه لم تسجل حالات لانتقال العدوى عن طريق السعال، أو التقبيل، أو العض.

لاينتقلفيروس العوز المناعي البشري عن طريق:

  • الطعام

  • الماء

  • لمس نفس الأدوات المنزلية (مثل الملابس، والأثاث، ومقابض الأبواب)

  • المُخالَطة الاجتماعية في المنزل أو مكان العمل أو المدرسة

أعراض عدوى فيروس العوز المناعي البشري عندَ الأطفال

بالنسبة إلى الأطفال الذين وُلِدوا ولديهم عَدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري، من النادر أن تظهر لديهم أعراض في الأشهر القليلة الأولى حتى إذا لم يتلقَّوا العلاج بمُضادات الفيروسات القهقرية (ART)،إذا بقي الأطفال بدون علاج، فستظهر الأعراض عادةً في عمر 3 سنوات تقريبًا، ولكن قد لا تظهر الأعراض عند بعض الأطفال حتى عمر 5 سنوات.

الأطفال المصابون بعدوى HIV غير معالجة

يتلقى معظم الأطفال المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري في الولايات المتحدة وفي البلدان الأخرى مرتفعة الدخل العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.ولكن، إذا لم يتلقَّ الأطفال المُعالجة، فتشتمل الأَعرَاض الشائعة لعدوى HIV على

  • النمو البطيء وتأخّر النضج

  • تَضخم العُقَد اللِّمفِية في عدة مناطق من الجسم

  • نوبات متكررة من العدوى البكتيرية

  • الإسهال المتكرر

  • عدوى الرئة

  • تضخم الطِّحال أو الكبد

  • عدوى فطرية في الفم (السُلاَق)

  • فقر الدم

  • مشاكل قلبية

  • التهاب الكبد

  • عدوى انتهازية

في بعض الأحيان يُعاني الأطفالُ الذين لا يتقلون العلاج من نوبات متكررة من العَدوى البكتيريَّة، مثل عدوى الأذن الوسطى (التِهاب الأُذُنِ الوُسطَى)، أو التهاب الجيوب، أو البكتيريا في الدَّم (تَجَرثُم الدَّم)، أو الالتهاب الرئويّ.يحدث التهاب رئوي (التِهاب رِئَوِي خِلاَلِي لمفاوي الخلايا lymphoid interstitial pneumonitis) لدى حَوالى ثلث الأطفال المصابين بعدوى HIV غير المعالجين، ويترافق مع سعال وصعوبة في التنفُّس.ويمكن أن تظهر مجموعة متنوعة من الأَعرَاض الأخرى والمُضَاعَفات مع تدهور جهاز المناعة عندَ الطفل.

إذا حدث مرض شديد، يُسمى الإيدز، لدى الرضع أو الأطفال الصغار الذين أُصيبوا بعدوى HIV، فإنَّهم يُصابون عادةً بنوبةٍ واحدةٍ على الأقلّ من الالتهاب الرئوي بالمُتَكَيِّسَةُ الرِّئَوِيَّة الجيروفيسيَّة (انظر الالتهاب الرئوي عند الأشخاص الذين يعانون من عوز مناعي).ويمكن أن تحدثَ هذه العدوى الانتهازية الخطيرة في عُمر مبكر يتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، ولكنها تحدث في معظم الأحيان عند الرضع في عمر يتراوح بين 3 إلى 6 أشهر والذين اكتسبوا عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري قبل أو عند الولادة.يحدث الالتهاب الرئويّ في وقتٍ ما عند أكثر من نصف الأطفال المصابين بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري والذين لم تجرِ مُعالجتهم.الالتهاب الرئويّ بالمتكيسة الجؤجؤية هو سبب رئيسي للوفاة بين الأطفال والبالغين المصابين بالإيدز.

بالنسبة إلى عدد كبير من الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري غير المعالجين، يحول الضررُ التفاقمي في الدماغ دُون تحقيق الأهداف النمائية أو يؤخرها، مثل المشي والكلام.كما قد يكون لدى هؤلاء الأطفال ضعف في الذكاء ورأس صغير بالنسبة إلى حجم الجسم أيضًا.تضعف المهارات الاجتماعية واللغوية والقدرة على ضبط العضلات تدريجيًا عند نسبة 20% من الأطفال المُصابين بالعدوى الذين لم تجرِ مُعالجتهم؛وقد يُصبِحون مشلولين بشكلٍ جزئيّ أو غير ثابتين عند الوقوف على أقدامهم، أو قد تصبح عضلاتهم صُلبَةً بعض الشيء.

يعدّ فقرُ الدَّم (أي التعداد المنخفض لكريات الدم الحمراء) شائعًا بين الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري إذا لم يُعالجوا وأصبحوا ضعفاء نتيجة ذلك ويشعرون بالتعب بسهولة.يعاني نحو 20% من الأطفال الذين لم تجرِ معالجتهم من مشاكل في القلب، مثل تسرّع نبضات القلب او عدم انتظامها أو فشل القلب.

كما من الشائع أيضًا أن يُصاب الأطفال الذين لم تجر معالجتهم (بالتهاب الكبد) أو التهاب الكلى.تُعدُّ السَّرطاناتُ غير شائعة بين الأطفال المصابين بالإيدز، لكن قد تحدث لمفومة لاهودجكين والأورام اللمفاوية في الدماغ بدرجة أكبر نوعًا ما بالمُقارنة مع الأطفال غير المُصابين بالعدوى.تُعدُّ ساركومةُ كابُوزي، وهي سرطان مرتبط بالإيدز يُصيب الجلد والأعضاء الداخلية، شائعةً بين البالغين المصابين بعدوى HIV ولكنها نادرة جدًا عند الأطفال المصابين بعدوى HIV.

يُعالج الأطفال المصابين بعدوى HIV باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقريَّة.

ولقد غيرت المُعالَجَة بمُضادات الفيروسات القهقرية بشكل كبير من الطريقة التي تتظاهر بها عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري عند الأطفال.يُعد العلاج بمُضادات الفيروسات القهقرية فعَّالًا جدًّا ويسمح بتدبير عدوى HIV كمرض مزمن.عند الخضوع إلى العلاج بمُضادات الفيروسات القهقرية، لا تظهر عادةً أية أعراض لعدوى HIV عند الأطفال المصابين بعدوى HIV.على الرغم من أنّ حالات الالتهاب الرئوي البكتيري وحالات العَدوَى البكتيرية الأخرى (مثل تجرثم الدَّم والتهاب الأذن الوسطى المتكرر) تحدث بشكل أكثر بعض الشيء عند الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، إلا أن حالات العدوى الانتهازية وفشل النمو تكون نادرة.

وعلى الرغم من أنّ العلاج المُضاد للفيروسات القهقرية يقلل بشكلٍ واضح من تأثيرات اضطرابات الدماغ والحبل الشوكي، إلَّا أنه تبدو هناك زيادة في معدل المشاكل السلوكية والنمائية والإدراكية عندَ الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.من غير الواضح ما إذا كانت هذه المشاكل ناجمة عن الإصابة بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري نفسها، أو الأدوية المستخدمة لمعالجة هذه العدوى، أو غير ذلك من العَوامِل البيولوجية والنفسية والاجتماعية الشائعة بين الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.

نظراً إلى أنَّ المُعالَجَة بمُضادَّات الفيروسَات القهقرية سمحت للأطفال والبالغين بالنجاة لسنوات عديدة، فإن المزيد من الأشخاص تحدث لديهم مُضاعفات طويلة الأمد لعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري،وتَنطوي هذه المُضَاعَفاتُ على البدانة ومرض القلب والسكّري وأمراض الكلى،ويبدو أنّ هذه المُضَاعَفات مرتبطة بالعدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري نفسها وبتأثيرات أدوية معيَّنة للعلاج المُضادّ للفيروسات القهقرية معًا.

تُشبه أعراض عَدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري التي جرى اكتسابها في اثناء فترة المراهقة الأعراضَ عند البالغين (انظر أعراض عدوى فيروس العوز المناعي البشري عند البالغين).

تشخيص عدوى فيروس العوز المناعي البشري عندَ الأطفال

  • بالنسبة للنساء الحوامل قبل الولادة، اختبار التحري قبل الولادة والاختبار في أثناء المخاض والولادة

  • بالنسبة للأطفال بعد الولادة، الاختبارات الدموية

  • بعد التَّشخيص، المُراقبة المتكررة

النساء الحوامل

يبدأ تشخيصُ العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري عند الأطفال بالتعرُّف إلى هذه العدوى عند النساء الحوامل، من خلال الفحص الروتيني للدم قبل الولادة.ينبغي إجراء اختبار عدوى HIV عند النساء في وقت مبكر من الحمل ومرة أخرى في الثلث الثالث من الحمل للكشف عن عدوى HIV المكتسبة حديثًا.

يمكن إجراءُ فحوصات سريعة لتحري فيروس العَوَز المَناعي البَشَري باستعمال عينة من الدم أو اللعاب عندما تكون النساء في مرحلة المخاض وفي وحدات التوليد في المستشفى.ويمكن أن تُعطي هذه الاختبارات النتائجَ في غضون دقائق إلى ساعات.

المواليد وجميع الأطفال دون 18 شَهرًا من العمر

بالنسبة إلى جميع الأطفال دُون عمر 18 شهرًا، فإن اختبارات الدَّم المعيارية للبالغين حول الأجسام المُضادَّة والمستضدات لفيروس العَوَز المَناعي البَشَري ليست مفيدة، لأن دم الرضيع الذي ولدته أم مُصابة بعدوى HIV يحتوي بشكلٍ دائم تقريبًا على أجسام مضادة لفيروس العَوَز المَناعي البَشَري انتقلت عبر المشيمة، حتَّى إذا لم يكُن الرضيع مُصابًا.

وهكذا، لتشخيص الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري بشكل أكيد عند الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 18 شهرًا، يجري استخدام اختبارات دموية خاصَّة تسمى اختبارات الحمض النووي، ويُرمز لها اختصارًا (NATs).يجري تأكيد تشخيص عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري إذا تمكنت اختبارات الحمض النووي من الكشف عن مادَّة جينية من فيروس العَوَز المَناعي البَشَري في دم الطفل (سواءً DNA أو RNA).

ينبغي إجراء اختبارات تضخيم الحمض النووي على فترات متكررة، وعادةً في أول أسبوعين من عمر الصغير وعندما يصل عمره إلى نحو شهرٍ، وبين عمر 4 و6 أشهُر.تساعد مثلُ هذه الاختبارات المتكررة على التعرف إلى معظم الرضع المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري قبل 6 أشهر من العمر.ولكن قد يجري اختبار بعض الرضع الذين يُواجهون زيادة كبيرة في خطر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي بشكلٍ متكرر أكثر.

ينبغي اختبار جميع الرضع في هذه الفئة العمرية إذا وُلِدوا من أمهات

  • مُصابات بعدوى فيروس العوز المناعي البشري

  • يُواجهن زيادةً في خطر هذه العدوى

الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 18 شهرًا والمراهقون

بالنسبة إلى الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 18 شهرًا والمراهقين، قد يجري استخدَام نفس الاختبارات الدموية الهادفة إلى تشخيص عَدوى فيروس العوز المناعي البشري عند البالغين.وهي اختبارات دموية تُستخدم للتَّحرِّي عن الأجسام المُضادَّة والمستضدات لفيروس العَوَز المَناعي البَشَري عادةً،(الأجسام المُضادَّة هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي للمساعدة على الدفاع عن الجسم ضد هجوم، والمستضدات هي المواد التي يمكن أن تُحرِّض استجابة مناعية في الجسم، انظر الاختباراتُ التي تتحرى عن الأجسام المُضادَّة أو مُستضدَّات المكروبات).

المراقبة

حالما يجري تشخيص عَدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، يقوم الأطباء باختبارات للدم بشكلٍ منتظم على فترات تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر، وذلك لمراقبة تعداد الخلايا اللمفاوية CD4+ (تعداد CD4)، وعدد جزيئات الفيروس في الدَّم (الحمل الفيروسي).

الخلايا اللمفية هي نوع خاص من كريات الدم البيضاء.يتناقص تعداد الخلايا اللمفية CD4+ مع تفاقم عَدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَريوإذا كان تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 منخفضًا، يكُون الأطفال أكثر ميلاً للإصابة بعدوى خطيرة ومُضَاعَفات أخرى لفيروس العَوَز المَناعي البَشَري، مثل أنواع معيَّنة من السَّرطان.

يزداد الحِمل الفيروسي مع تفاقم عَدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري،ويُساعد الحِمل الفيروسي على التنبؤ بمدى احتمال سرعة انخفاض تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 على مدار السنوات القليلة القادمة.

يساعد تعدادُ الخلايا اللمفاوية CD4 والحِمل الفيروسي الأطباءَ على تحديد متى يجري البدء باستخدام الأدوية المُضادَّة للفيروسات القهقرية، وما هي التأثيرات المُحتَملة للمُعالَجة، وما إذا كانت هناك أدوية أخرى قد يحتاجون إلى استخدامها للوقاية من العدوى المصحُوبة بمُضاعفاتٍ.

علاج عدوى فيروس العوز المناعي البشري عندَ الأطفال

  • الأدوية المُضادَّة للفيروسات القهقرية

  • المراقبة المستمرة

  • التشجيع على الالتزام بالمُعالجَة

الأدوية

ينبغي إعطاء جميع الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري العلاج المُضادّ للفيروسات القهقرية في أقرب وقت ممكن، ومن الناحية المثالية في غضون أسبوع إلى أسبوعين من التشخيص.تجري معالجةُ الأطفال بمُعظَم الأدوية المُضادَّة للفيروسات القهقرية المُستخدَمة مع البالغين (انظر العلاج الدوائي لعدوى فيروس العوز المناعي البشري).ولكن، لا تتوفر جميع الأدوية المستخدمة مع الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين والبالغين للأطفال الصغار، ويعود هذا بشكلٍ جزئيّ إلى أن بعضها لا يتوفر على شكل سائل.

يكون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية مصممًا خصيصًا للطفل، ولكن عادةً ما تشتمل المشاركات على ما يلي:

  • اثنان من مثبطات نوكليوزيد/نوكليوتيد المُنتَسِخَة العَكسِيَّة (NRTIs)، مع أي من

  • أحد مثبطات لإنزيم المُدمج (الإنتيغراز integrase) أو أحد مثبطات البروتياز

في بعض الأحيان، يُعطى مُثبِّط المنتسخة العكسيَّة غير النيوكليوتيديَّة مع اثنين من مثبطات نوكليوزيد المُنتَسِخَة العَكسِيَّة.

بشكل عام، تحدُث عند الأطفال نفس أنواع التأثيرات الجانبية التي تحدث عند البالغين، ولكنها تكون بمُعدَّل أقل بكثير عادةً؛غيرَ أنَّ التأثيرات الجانبية للأدوية قد تجعل المُعالَجةَ محدودةً أيضًا.

المراقبة

يقوم الطبيب بمراقبة فعالية المُعالَجة من خلال قياس كمية الفيروس في الدم (الحمل الفيروسي)، وتعداد الخلايا اللمفاوية CD4+ لدى الطفل بشكلٍ منتظم (انظر تشخيص العدوى بفيروس العوز المناعي البشري عند الأطفال).يقوم الأطباء بالعديد من الاختبارات الأخرى بشكلٍ روتينيّ، ويجرون اختبار الحمل للمراهِقات.

قد تكون الزيادة في أعداد الفيروس في الدَّم علامةً تُشير إلى أنه يكتسب مقاومة للأدوية أو أن الطفل لا يأخذ الأدوية.وفي كلتا الحالتين، قد يحتاج الطبيب إلى تغيير الأدوية.لمراقبة حالة الطفل، يقوم الطبيب بفحص الطفل وإجراء اختبارات دموية على فترات منتظمة كل 3 إلى 4 أشهُر،وتُجرَى اختباراتٍ دمويَّةٍ أخرى واختبارات بوليَّة على فترات منتظمة كل 6 إلى 12 شهرًا.

الالتزام بالخطة العلاجيَّة Adherence

الالتزام هو تناول الأدوية حسب التوجيهات.يُعدُّ الالتزام بجدول جرعات الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية الموصوفة أمرًا بالغ الأهميَّة.فإذا كان الأطفالُ يأخذون هذه الأدوية بشكلٍ أقلّ مما هو مفترض، فإنه يمكن أن يصبح فيروس العَوَز المَناعي البَشَري في أجهزتهم مقاومًا بشكل دائم لواحد من هذه الأدوية أو أكثر؛ولكن قد يكون من الصعب على الآباء والأطفال الاتباع والالتزام بالخطط العلاجية المعقدة، مما يمكن أن يحد من فعالية العلاج.لتبسيط الخطط العلاجية وتحسين الالتزام، قد يجري إعطاء أقراص تحتوي على ثلاثة أدوية أو أكثر.وقد يكون هناك حاجة لأخذ هذه الأَقراص مرةً واحدة فقط أو مرتين في اليوم.أصبحت الأشكال السائلة للأدوية ذات مذاق أفضل حاليًا، وهو ما حسّن من الالتزام.

قد يكون الالتزام بالأدوية المُضادَّة للفيروسات القهقرية أكثر صعوبة بالنسبة إلى المراهقين، وذلك بالمُقارنة مع الأطفال الأصغر سنًا؛كما يجدُ المراهقون صعوبةً أيضًا في الالتزام بالخطط العلاجية لأمراض مزمنة أخرى، مثل مرض السكّري والربو (انظر أيضًا المشاكل الصحية المزمنة عند الأطفال).ويرغبون في أن يكونوا مثل أقرانهم، ولكن يمكن أن يشعروا بأنهم مختلفون عنهم بسبب المرض الذي يُعانون منه؛وقد يكون إغفال الجرعات أو التوقف عن المعالجة طريقةً لإنكارهم الإصابة بالمرض.تنطوي المشاكلُ الإضافية التي قد تُعقد المعالجة وتُقلِّل من الالتزام عند المراهقين على:

  • ضعف احترام الذات،

  • اتباع أسلوب حياة فوضويّ وغير مُنظَّم،

  • الخوف من التمييز عن الآخرين بسبب المرض،

  • الافتقار إلى دعم العائلة أحيانًا،

بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون لدى المراهقين القدرة على فهم لماذا تكون الأدوية ضروريةً عندما لا يشعرون بالتوعُّك، وقد يشعرون بقلق كبيرٍ حول التأثيرات الجانبية.

على الرغم من التواصُل المتكرر مع فريق الرعاية الصحية للأطفال، فإن المراهقين الذين أصيبوا بالعدوى منذ الولادة قد يخافون أو ينكرون أن لديهم عدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري، أو لا يثقون في المعلومات التي يقدمها فريق الرعاية الصحية؛وبدلاً من المواجهة المباشرة مع المراهقين الذين لديهم نُظم داعِمة سيئة حول الحاجة إلى أخذ الأدوية، يقوم فريق الرعاية أحيانًا بمُساعدتهم على التركيز على مسائل عملية، مثل كيفية تجنب العدوى الانتهازية وكيفية الحصول على معلومات حول خدمات الصحة الإنجابية، والإسكان، والنجاح في المدرسة (انظر الانتقال إلى رعاية البالغين).

الوقاية من العدوى الانتهازية

للوقاية من الالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية، يعطي الأطباء دواء تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول للأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري تبعًا لأعمارهم و/أو مدى انخفاض تعداد الخلايا اللمفية CD4.يُعطى تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول لجميع الأطفال الرضع الذين وُلدوا لنساء مصابات بعدوى HIV وذلك بدءًا من عمر 4 إلى 6 أسابيع حتى يُظهر الاختبار عدم الإصابة بالعدوى.بالنسبة إلى الأطفال الذين لا يتحملون دواء تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول، يُمكن أن يُعطيهم الأطباء دواء دابسُون، أو أتوفاكون، أو بنتاميدين.

كما يجري أيضًا إعطاء الأطفال الذين لديهم ضعف ملحُوظ في الجِهاز المَناعيّ دواء أزيثروميسين أو كلاريثرومايسين، وذلك للوقاية من عَدوى معقدة بالمُتَفَطِّرَة الطَّيرِيَّة}، وذلك بحسب أعمارهم وتعداد الخلايا اللمفية CD4.يعدّ ريفابوتين دواءً بديلاً.

لقاحات الطفولة الروتينية

ينبغي أن يحصلَ جميع الأطفال تقريبًا المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري على التطعيمات الروتينية في مرحلة الطفولة، بما فيها

يوصى أيضًا بالتطعيم السنوي ضد الأنفلونزا (سواءً الحي أو المعطل) لجميع أفراد الأسرة.

يمكن أن تسبب بعضُ اللقاحات التي تحتوي على بكتيريا حية، مثل عُصَيَّة كالميت غورين bacille Calmette-Guérin ( تُستخدم للوقاية من السلّ في بعض البلدان خارج الولايات المتحدة)، أو فيروساتٍ حيَّة، مثل لقاح فيروس شلل الأطفال الفموي (لا يتوفر في الولايات المتحدة ولكنه لا يزال مستعملاً في أجزاء أخرى من العالم)، والحُماق، ولقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (اللقاح الثلاثي MMR)، مرضًا شديدًا أو قاتلاً عندَ الأطفال الذين لديهم فيروس العَوَز المَناعي البَشَري وضعف شديد في الجهاز المناعيّ؛ولكن يُوصي الأطباء بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (اللقاح الثلاثي MMR) الحيّ، ولقاح الحماق الحيّ، وفي بعض أنحاء العالم لقاح الحمى الصفراء الحي، ولقاح حمى الضنك الحي للأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري الذين ليس لديهم ضعف شديد في الجهاز المناعي.

ولكن، تكون فعالية أي لقاح أقل عند الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.يعدّ الأطفالُ المصابون بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري ولديهم تعداد منخفض جدًا للخلايا اللمفاوية +CD4، معرضين لأمراض يُمكن الوقاية منها عن طريق اللقاحات عندما يتعرضون لأحد هذه الأمراض (مثل الحَصبَة أو الكُزاز أو الحماق)، وذلك بغض النظر عما إذا أخذوا اللقاح الخاص بهذا المرض، وقد يُعطيهم الأطباءُ الغلوبين المناعيّ عن طريق الوريد.كما ينبغي أن يُؤخذ في الاعتبار أيضًا الغلُوبُولين المناعي الوريدي أو اللقاح الثلاثي المباشَر بالنسبة إلى أي فردٍ من أفراد الأسرة لم يأخذ اللقاح وتعرَّض إلى الحصبة.

القَضايا الاجتماعيَّة

بالنسبة للأطفال ضمن دور رعاية الأطفال أو المدرسة، أو إذا كان الطفل يحتاج إلى رعاية بديلة (foster care)، فيمكن للطبيب المساعدة في تقييم خطر تعرض الطفل للأمراض المعدية.بشكل عام، يكون انتقال العدوى، مثل الحُماق إلى الطفل المصاب بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري (أو إلى أي طفل لديه ضعف في جهاز المناعة)، أكثر خطورة من انتقال فيروس العَوَز المَناعي البَشَري من ذلك الطفل إلى الآخرين.ومع ذلك، ينبغي على الطفل الصغير المصاب بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري ولديه قرحات جلدية مفتوحة أو ينخرط في سلوك قد يكون خطيرًا مثل العض، ألَّا يلتحق بمراكز رعاية الأطفال.

ينبغي أن يشارك الأطفالُ المصابون بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري في العديد من النشاطات الروتينية في الطفولة، وذلك وفقًا لما تسمح به حالاتهم البدنية.حيثُ يُعزز التفاعل مع الأطفال الآخرين من النماء الاجتماعي واحترام الذات.نظرًا إلى الوصمة التي تترافق مع المرض وإلى الاستخدام الروتيني للإجراءات الوقائية العامّة في المدارس ومراكز الرعاية النهارية، وإلى حقيقة أن انتقال العدوى إلى الأطفال الآخرين مستبعدة جدًّا، فلن تكون هناك حاجة لأن يكون أي شخص من غير الآباء والطبيب وربما ممرضة المدرسة على معرفة بحالة الطفل المُصاب بعدوى فيروس العوز المناعي البشري.

عندما تتفاقم حالة الطفل، يكون من الأفضل إعطاء المُعالَجة في بيئةٍ تنطوي على أقل قيود ممكنة؛وإذا كانت الرعاية الصحية المنزلية والخدمات الاجتماعية متوفرةً، يستطيع الطفل قضاءَ المزيد من الوقت في المنزل بدلاً من المستشفى.

الانتقال إلى رعَاية البالغين

عندما يصل المُصابون بعدوى فيروس العوز المناعي البشري إلى عُمرٍ مُعيَّن (عادةً ما بين 18 إلى 21 سنة)، سينتقلون من رعاية الأطفال إلى رعاية البالغين.ويُعدُّ نموذج الرعاية الصحية للبالغين مُختلفًا بشكلٍ كبير، ولا ينبغي أن يقتصر الأمر على مُجرَّد إحالة المراهقين إلى عيادةٍ للبالغين من دُون تخطيط إضافيّ.

تميل الرعاية الصحية للأطفال إلى التركيز على الأسرة، وينطوي فريق الرعاية على فريقٍ متعدد الاختصاصات من الأطباء والممرضات والعاملين الاجتماعيين واختصاصيي الصحة النفسية،وقد يقوم مثل هذا الفريق برعاية المراهقين الذين اُصيبوا بالعدوى عند الولادة طوال حياتهم.

على النقيض من ذلك، يميل نموذج الرعاية الصحية النموذجية للبالغين إلى التركيز على الفرد، وقد يجري وضع ممارسي الرعاية الصحية المعنيين في مكاتب منفصلة تتطلب زيارات متعددة.غالبًا ما يقوم ممارسو الرعاية الصحية في عيادات ومكاتب رعاية البالغين بتدبير كميات كبيرة من المرضى، كما أن عواقب التأخير أو إغفال المواعيد (التي قد تكون أكثر شُيُوعًا بين المراهقين) هي أكثر صرامة.

يمكن أن يؤدي التخطيط للانتقال على مدى عدة أشهر وإجراء المناقشات مع المراهقين أو القيام بزيارات مشتركة مع ممارسي الرعاية الصحية للأطفال والبالغين، إلى انتقال سَلِسٍ وناجحٍ بشكلٍ أكثر.

مآل عدوى فيروس العوز المناعي البشري عندَ الأطفال

قبلَ أن يجري استخدام العلاج المٌُضاد للفَيروسَات القهقرية (ART)، قضى ما يتراوح بين 10 إلى 15% من الأطفال في البلدان ذات الدخل المرتفع وربما ما يتراوح بين 50 إلى 80% من الأطفال في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط نحبهم قبل العام الرابع من العُمر.ولكن في أيامنا هذه ومع استخدام العلاج بالأدوية المُضادة للفيروسات القهقرية، يعيش معظم الأطفال الذين وُلِدوا ولديهم عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري بشكل جيد حتى مرحلة البلوغ،وقام عدد متزايد من هؤلاء البالغون اليافعون الذين كانوا مُصابين بالعدوى عند الولادة بإنجاب أطفالٍ أو أصبحوا آباءً لأطفالهم؛

من غير المعروف ما إذا كانت عَدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري نفسها، أو المُعالجة المُضادة للفيروسات القهقرية المُعطَاة للأطفال المصابين بهذه العدوى في أثناء الفترات الحرجة من النمو والنماء، ستتسببان في تأثيراتٍ جانبية إضافية تظهر لاحقًا في الحياة.ولكن حتَّى الآن، لم تُلاحَظ مثل هذه التأثيرات الجانبية عند الأطفال المصابين بالعدوى عند الولادة أو قبلها والذين تلقوا معالجة مضادة للفيروسات القهقرية وأصبحوا حاليًا بالغين يافعين.

نظرًا إلى الطريقة التي يبقى فيها فيروس العَوَز المَناعي البَشَري مختبئًا في داخل خلايا الأشخاص، فإن الأدوية لا تتخلص منه بالكامل من الجسم.وحتى عندما لا تتحرَّى الاختبارات عن الفيروس، تبقى بعض الفيروسات في داخل الخلايا.في إحدى الحالات، أُعطِيَ طفلٍ وُلِد من أم لديها عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري ولم تتلقَّ مُعالجةً، جرعات عالية من العلاج المُضادّ للفيروس القهقري.وعلى الرغم من أنه جرى الانقطاع عن غير قصد عن تقديم العلاج المُضادّ للفيروس القهقري عندما كان الصغير في عمر 15 شهرًا وفي عمر 24 شهرًا، بقي الأطباء غير قادرين على التحري عن إعادة إنتاج (مضاعفة) فيروس العَوَز المَناعي البَشَري عند الطفل؛ولكنهم تمكَّنوا التحري عن الفيروس في وقت لاحق.تجري دراساتٌ بحثية لمعرفة ما إذا كان إعطاء جرعات عالية من العلاج المُضادّ للفيروس القهقري لكبح الفيروس، حتى لفترة قصيرة فقط، يؤدي إلى صحةٍ أفضل.

ينصح الأطباء الأشخاص في أي عمر بعدم الانقطاع عن المعالجة بمضادات الفيروسات القهقرية.

إذا لم يتلقَّ الأطفال المُصابون بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري الأدوية المُضادَّة للفيروسات القهقريَّة، تحدُث حالات العدوى الانتهازية، وبشكلٍ خاص الالتهاب الرئوي بالمتكيسة، ويكون المآل سيئًا.يُؤدِّي الاتِهاب الرِئَوِي بالمُتَكَيِّسَةِ الجُؤجُؤِيَّة إلى الوفاة عند ما يتراوح بين 5 إلى 40% من الأطفال المُعالَجين، وعندَ حَوالى 100% من الأطفال غير المُعالَجين.كما أن المآل يكون سيِّئًا أيضًا بالنسبة إلى الأطفال الذين يجري اكتشاف الفيروس عندهم مُبكرًا (خلال الأسبوع الأول من الحياة)، أو الذين تظهر لديهم أعراض في السنة الأولى من الحياة إذا لم يتلقوا العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية.

حتى اليوم، لا يوجد شفاء من عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان الشفاء ممكنًا،ولكن، ما هو معروف هو أنَّ عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري هي عدوى قابلة للعلاج، وأنَّ البقاء على قيد الحياة لفترةٍ طويلة أمر ممكن إذا جرى إعطاء المعالجة المُضادَّة للفيروسات القهقرية الفعَّالة.

الوقاية من عدوى فيروس العوز المناعي البشري عندَ الأطفال

(انظر أيضًا المُعالَجة الوقائيَّة من بعد التعرُّض).

الوقاية من نقل العدوى من الأم المصابة إلى الطفل

يُعدُّ العلاجُ الوقائي الحالي للنساء الحوامل المصابات بالعدوى فعالًا جدًا في الحدّ من انتقال العدوى؛ينبغي على النساء الحوامل المصابات بعدوى فيروس عوز المناعة البشري أن يبدأن العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART) عن طريق الفم.من الناحية المثالية، ينبغي أن يبدأ العلاجُ بمضاد الفيروسات القهقرية بعد وقت قصير من تشخيص الإصابة بالعَدوى وتكُون المُصابات جاهزاتٍ لمتابعة العلاج بحسب التوجيهات.ينبغي على النساء الحوامل المصابات بالعدوى ويخضعن إلى العلاج المُضاد للفيروسات القهقرية، مواصلة العلاج طوال فترة الحمل.كما ينبغي أيضًا أن تواصل النساء المصابات بفيروس العوز المناعي البشري الاستمرار في أخذ العلاج المُضاد للفيروسات القهقرية عندما يُحاولن الحمل.

بالإضافة إلى العلاج المُضاد للفيروسات القهقرية عند الأمهات، يجري في بعض الأحيان إِعطاءُ زيدوفودين عن طريق الوريد للأم في أثناء المخاض والولادة.ثم يَجرِي إعطاءُ الزيدوفودين لحديثي الولادة الذين تعرَّضوا إلى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري عن طريق الفم مرتين في اليوم خلال الأسابيع الأربعة إلى الستة الأولى من الحياة (في بعض الأحيان مع أدوية إضافية مُضادَّة للفيروسات عند بعض حديثي الولادة الذين يُواجهون زيادة كبيرة في خطر اكتساب عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري).تؤدي معالجة الأمهات والأطفال بهذه الطريقة إلى التقليل من معدل انتقال العدوى من 25 ٪ إلى 1 ٪ أو أقل.كما أنَّ الولادة القيصرية ، التي تُجرى قبل بدء المخاض، قَد تُقلل أيضًا من خطر اكتساب المواليد الجدد عَدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.قد يُوصي الأطباء بالولادة القيصرية للنساء اللواتي لم يجر ضبط العدوى لديهنَّ بشكلٍ جيِّد عن طريق استخدام العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.بعد الولادة، يستمرُّ العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لجميع النساء المصابات بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.

ونظرًا إلى أنَّ فيروس العَوَز المَناعي البَشَري يمكن أن ينتقل عن طريق الرضاعة الطبيعية وفي حليب الثدي، ينبغي اتخاذ قرار الإرضاع من الثدي فقط بعد استشارة ممارسي الرعاية الصحية وإجراء مناقشات لصنع القرار.

في البلدان التي تكون فيها مخاطر نقص التغذية والعدوى الناجمة عن المياه غير النظيفة أو الحليب الاصطناعي مرتفعة، ولا يتوفر حليب الأطفال الآمن بأسعار معقولة، فإن فوائد الرضاعة الطبيعية قد تفوق خطر انتقال فيروس العوز المناعي البشري.في هذه البلدان، قد تستمر الأمهات المصابات بعدوى فيروس العوز المناعي البشري ويخضعن للإشراف الطبي في الإرضاع طبيعيًا لمدة 12 شهرًا على الأقل من حياة الرضيع ثم فطام الرضيع بسرعة والانتقال إلى الطعام.وغالبًا ما يُعطى صغارهنَّ العلاج المضاد للفيروسات القهقرية طوال فترة الرضاعة الطبيعية.

ينبغي توصية الأمهات المصابات بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري بعدم التبرع بحليب الثدي إلى بنوك الحليب.

ينبغي على الأمهات المُصابات بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري عدم مضغ الطعام للرضع مسبقًا.

الوقاية من نقل العدوى من الأطفال المصابين إلى الآخرين

نظرًا إلى أنَّه قد لا يكون من المعروف ما إذا كان الطفل لديه فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، ينبغي أن تعتمد جميع المدارس ومراكز الرعاية النهارية إجراءات خاصة للتعامل مع الحوادث، مثل الرعاف، ولتنظيف وتعقيم السطوح الملوثة بالدم؛

وفي أثناء التنظيف، يُنصح المُوظفون بتجنب ملامسة الجلد للدم.ينبغي أن تكون القفازات الطبية متوفرةً بشكل روتيني، وينبغي غسل اليدين بعد إزالة القفازات.

ينبغي تنظيف وتعقيم السطوح الملوثة عن طريق محلول تبييض جرى تحضيره حديثًا ويحتوي على جزء واحد من مُنظِّف منزليّ لكل 10 إلى 100 جزء من الماء.

تُسمى هذه الممارسات بالاحتياطات العالمية وينبغي ألا يقتصر الالتزام بها على الأطفال المصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري فقط، بل ينبغي أن تُتّبع مع جميع الأطفال وفي جميع الحالات التي تنطوي على الدم.

الوقايَة من الانتقال للمراهقين

الوقاية بالنسبة إلى المراهقين هِيَ نفسها بالنسبة إلى الوقاية للبالغين،وينبغي أن تتوفر اختبارات فيروس العَوَز المَناعي البَشَري لجميع المراهقين، وينبغي تعليمهم كيفية انتقال هذا الفيروس وكيف يمكن تجنُّبه، بما في ذلك الامتناع عن السُّلُوكيات التي تنطوي على خطر كبيرٍ (مثل ماشركة الإبر الملوثة بالعدوى) والجنس أو اتباع ممارسات الجنس الآمن.

المعالجة الوقائية قبل التعرض

يمكن أن يُؤدِّي أخذ دواء مُضاد للفيروسات القهقرية قبل التعرض لفيروس العَوَز المَناعي البَشَري إلى التقليل من خطر عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري.وتُسمَّى مثل هذه المعالجة الوقاية بالوقاية قبل التعرض (PrEP).

تكُون الوقاية قبل التعرُّض أكثر فعالية إذا أخذ الأشخاص الدواء كل يوم، ولكن يمكن أن تكلفتها مرتفعةً، ويُوصي الأطباءُ حاليًا بالوقاية قبل التعرُّض بشكل أكبر للأشخاص غير المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري ولكنهم يواجهون زيادةً في خطر الإصابة، مثل الأشخاص الذين لديهم شريك جنسي مصاب بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، أو الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والعابرون جندريًا.كما قد يتلقَّى المراهقون الأكبر سنًّا الذين يُواجهون هذا الخطر المعالجة قبل التعرض أيضًا، ولكن تكُون مسائل السرية والتكلفة أكثر تعقيدًا من مشاكل هذه المعالجة عند البالغين.

ينبغي على الأشخاص الذين يستخدمون العلاج الوقائي ما قبل التعرض PrEP استخدام وسائل أخرى للوقاية من حالات العدوى الأخرى، بما في ذلك الاستخدام المستمر للواقيات الذكرية، وعدم تشارك الإبر أو المحاقن.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. إنهاء وباء فيروس العوز المناعي البشري Ending the HIV Epidemic: نصائح للمُساعدة على القضاء على الحالات الجديدة من عدوى فيروس العوز المناعي البشري من مراكز مُكافحة الأمراض والوقاية منها

  2. الانتقال من رعاية الأطفال إلى رعاية البالغين Transitioning from child to adult care من منظمة الصحة العالمية

  3. الوِقاية قبل التعرُّض (PrEP): شرح للأدوية التي تُشكِّلُ أقراص الادوية المستخدمة في الوقاية قبل التعرُّض من الجمعية الأمريكيَّة للصحة الجنسيَّة

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID