الغَرغَرينَة الغازيّة gas gangrene هي عدوى مهدّدة للحياة تُصيب الأنسجة العضلية، تنجم بشكل رئيسي عن عدوى بكتيريا المِطَثِّيَّة الحَاطِمَة Clostridium perfringens اللاهوائية، والعديد من الأنواع الأخرى من المطثية clostridia.
قد تحدث العدوى بالغَرغَرينَة الغازيّة بعد بعض العمليات الجراحية أو الإصابات.
تتشكل بثور تحتوي على فقاعات غازية بالقرب من المنطقة المصابة، وتتسرّع ضربات القلب ومُعدل التنفس، مع حدوث ألم في موضع العدوى غالبًا.
تشير الأَعرَاض إلى التَّشخيص، ويُمكن إجراء اختبارات تصوير أو زرع مخبري لعينات مأخوذة من النسج المُصابة عادة.
تُعالج الحالة بجرعات عالية من المضادَّات الحيوية، والاستئصال الجراحي للأنسجة المتموتة أو المصابة.
الغَرغَرينَة الغازيّة هي عدوى بالمطثيات سريعة في الأنسجة العضلية، وقد تؤدي إلى الموت بسرعة في حال عدم علاجها.
تحدث بضعةُ آلاف من حالات العدوى بالغنغرينة الغازيّة سنويًا.
تعيش المطثيات Clostridia في غياب الأكسجين.وتُصنّف مع البكتيريا اللاهوائية.بما أنّ بكتيريا المطثية تعيش في غياب الأُكسِجين، فإنها تتكاثر بشكل جيد في الأنسجة المتضررة كثيرًا، وفي الجروح العميقة جدًا.تبدي هذه الأنسجة ضعفًا في تدفق الدَّم، ومن ثَمّ انخفاض مستويات الأكسجين.
تنجم معظمُ حالات عدوى الأنسجة الرخوة بالمطثيات، بما في ذلك الغنغرينة الغازية، عن المِطَثِّيَّة الحَاطِمَة.تظهر عدوى النسج الرخوة بالمطثيات في غضون ساعات أو أيّام من الإصابة، وقد تستغرق العدوى بضعة أيام لكي تظهر أحيانًا.
تشتمل العدوى بالمطثيات في النسج الرخوة على
حالات العدوى في الطبقة الداخلية من الجلد والأنسجة الرخوة المحيطة بها (التِهابُ النسيج الخلوي)، والذي قد يكون مؤلمًا جدًا
حالات العدوى الأعمق في النسيج الليفي حول العضلات التي تُسمَّى اللفافة (التهاب اللفافة fasciitis) أو العضلات (التهاب العضل myositis)، التي تكون مؤلمةً عادةً
نادرًا ما تنتشر العدوى الجلدية وتصبح خطيرة.
في بعض الأحيان تنتج البكتيريا الموجودة في الأنسجة الرخوة كميات كبيرة من الغاز كمفضلات.ويمكن للغاز أن يُشكل فقاعات وبثورًا في الأنسجة.وفي كثيرٍ من الأحيان، تؤدي العدوى إلى سدّ الأوعية الدموية الصغيرة.ونتيجة لذلك، تتموت الأنسجة المصابة بالعدوى.تساعد الأنسجة المتموتة على انتشار العدوى بالمطثيات على نحو أسرع.من المرجّح أن تحدث الغنغرينة الغازية عند إصابة العضلات بالعدوى أكثر من إصابة الجلد فقط.
أسباب الغنغرينة الغازية
تحدث الغنغرينة الغازيّة بعد الإصابات أو الجراحة عادةً.وتتضمن الإصابات التي تزيد من خطر العدوى الجروح:
العميقة والشديدة
الجروح التي تصل إلى العضلات
الجروح الملوّثة بالفضلات، أو الخضراوات المُتحللة، أو البراز البشري
الجروح المحتوية على نسيج متموّت أو مهروس
أمّا العمليات الجراحية التي تزيد من خطر هذه العدوى فتتضمّن:
العمليات الجراحية في الأمعاء الغليظة (القولون) أو المرارة
وفي حالاتٍ نادرة، تحدث الغنغرينة الغازية من دون وجود إصابة أو جراحة - عادةً عند الأشخاص المصابين بسرطان القولون أو بالتهاب الرَّتج أو اضطراب يُقلِّل من جريان الدَّم إلى الأمعاء أو يؤدي إلى تسرُّب عبر جدار الأمعاء.قد تتخلَّق الغنغرينة الغازية عندما تتسرّب الجراثيم التي تعيش في الأمعاء إلى خارجها.يمكن لهذه البكتيريا أن تنتشرَ بشكل واسع.
أعراض الغنغرينة الغازية
تسبّب الغنغرينة الغازية ألمًا شديدًا في المنطقة المصابة بالعدوى.في البداية تكون المنطقة متورمة وشاحبة، ثم تُصبح حمراء، ومن ثم برونزية، وفي النهاية خضراء مسودة.تكون المنطقة متوتّرة ومؤلمة عند لمسها.غالبًا ما تتشكّل بثرات كبيرة الحجم.قد تكون الفقاعاتُ الغازية مرئية ضمن البثرة، أو يمكن جسها تحت الجلد، وعادةً ما يكون ذلك بعد تفاقم العدوى.تكون رائحة السوائل التي تنزح من الجرح نتنة أو متعفّنة.
ويصبح المريض محمومًا ومتعرّقًا، وقلقًا جدًا.وقد يتقيأ.ويزداد معدل ضربات القلب والتنفُّس غالبًا.قد يتحول لون الجلد إلى الأصفر، مما يُشير إلى الإصابة باليرقان.تنجم هذه التأثيرات عن الذيفانات التي تنتجها البكتيريا.
ويبقى الشخص متيقّظا حتى وقت متأخّر من مرضه، عندما ينخفض ضغط دمه بشكل خطير (الصدمة)، ويُصاب بالغيبوبة.يتبع ذلك بسرعة حدوث فشل كلوي ومن ثم الوفاة.
وفي حال عدم العلاج، تحدث الوفاة بنسبة 100% من الأشخاص المصابين بالعدوى.وحتى مع العلاج، يموت العديد من الأشخاص.
تشخيص الغنغرينة الغازية
الفحص السريري وزرع عينة من سوائل الجرح
الجراحة الاستكشافية أو الخزعة للحصول على عينة من النسيج في بعض الأحيان
يعتمد التَّشخيص على الأعراض ونتائج الفَحص السَّريري عادةً.
يجري أخذ صور بالأشعَّة السِّينية للتحقق من وجود الفقاعات الغازيّة في نسج العضلات، أو يُجرى تصوير مقطعي محوسب CT أو بالرنين المغناطيسي MRI لتحري مناطق النسيج العضلي المتموّت.تدعم نتائج هذه الاختبارات التَّشخيص.ولكن، قد تحدث الفقاعات الغازية أيضًا في حالات أخرى من العدوى اللاهوائية.
يجري فحص السوائل النازّة من الجرح تحت المجهر لتحرّي المطثيات، وإرسالها إلى المختبر بهدف زرع البكتيريا، إن كانت موجودة.كما يُؤكِّدُ وجودَ اندحاس القلب.ولكن، ليس من الضروري أن يُعاني جميع الأشخاص المصابين بعدوى المطثية من الغَرغَرينَة الغازيّة.
غالبًا ما يتطلب تأكيدُ التشخيص إجراء جراحة استكشافية أو استئصال عينة من نسيج الجرح لفحصها تحت المجهر (خزعة) والتحقّق من التغيرات النموذجية في العضلات.
علاج الغنغرينة الغازية
المضادَّات الحيوية
الجراحة لإزالة جميع الأنسجة المتموّتة والمصابة بالعدوى
ينبغي البدءُ بالمعالجة بشكل فوري عند الاشتباه بالغنغرينة الغازيّة.
تعطى جرعات عالية من المضادَّات الحيوية (بنسلين وكليندامايسين عادةً).تجري إزالة جميع النسج المتموتة والمصابة بالعدوى جراحيًّا.في الحالات الشديدة، قد يكون البتر ضروريًّا على نحو نادر.
قد يكون من المفيد أيضًا العلاج بالأُكسِجين مفرط الضغط، إلّا أن مثل هذه المعالجة قد لا تتوفر دائمًا.
الوقاية من الغنغرينة الغازية
ينبغي تنظيف إصابات الجلد بشكلٍ شامل.ينبغي على الأشخاص الاتصال بطبيبهم إذا كانت المنطقة المصابة متضخمة وأصبحت متورمة، وحارَّة، وحمراء، ومؤلمة بالجس لأنَّهم قد يحتاجون إلى استعمال المضادات الحيوية.يواجه الأشخاص المصابون بالسكري وغيره من الاضطرابات التي تُضعف الجهاز المناعي زيادةً في خطر الإصابة بالعدوى المرتبطة بالإصابة وينبغي تقييمهم بأسرع وقت ممكن.
يقوم الأطباء بالإجراءات التالية للوقاية من العدوى الخطيرة والغرغرينة الغازية عند الأشخاص الذين لديهم جروح أو الذين يخضعون لعملية جراحية:
تنظيف الجروح بشكل كامل
إزالة الأجسام الغريبة والأنسجة المتموّتة من الجروح
إعطاء المضادَّات الحيوية عن طريق الوريد قبل وفي أثناء وبعد العمليات الجراحية في البطن للوقاية من العَدوَى
لا يتوفر لقاح ضد العدوى بالمطثيات