التحرّي عن السرطان

حسبRobert Peter Gale, MD, PhD, DSC(hc)
تمت مراجعته ربيع الأول 1444

تُستخدم اختبارات التحري للكشف عن احتمالية وجود مرض قبل ظهور أعراضه.عادةً ما لا تكون اختبارات التحري حاسمة بشكل مطلق.حيث يجري تأكيد تلك النتائج أو نفيها باستخدام المزيد من الفحوصات والاختبارات.

تُجرى الاختبارات التشخيصية عندما يشتبه الطبيب في إصابة شخص ما بالسرطان (انظر أيضًا تشخيص السرطان).

يحدد الأطباء ما إذا كان الشخص معرضًا بشكل خاص لخطر الإصابة بالسرطان قبل اتخاذ قرار إجراء اختبار التحري، كأن يكون ذلك بسبب العمر، أو الجنس، أو تاريخ العائلة المرضي، أو التاريخ المرضي السابق، أو عوامل نمط الحياة.وفي هذا الصدد، تُقدم جمعية السرطان الأمريكية تعليمات إرشادية لتحري السرطان، ويجري استخدامها على نطاق واسع.كما قامت جمعيات أخرى أيضًا بوضع تعليمات إرشادية خاصة بها.قد تختلف التوصيات والتعليمات الإرشادية بين الجمعيات المختلفة، وهذا يتوقف على تقدير خبراء تلك الجمعيات لقوة وأهمية الأدلة العلمية المتاحة.

على الرغم من أن اختبارات التحري قد تساعد على إنقاذ الحياة، إلا أنها قد تعطي نتائج كاذبة (إيجابية أو سلبية):

  • النتائج الإيجابية الكاذبة: هي النتائج التي تقترح وجود سرطان ولكنه غير موجود بالفعل

  • النتائج السلبية الكاذبة: هي النتائج التي لا تظهر أي دليل على وجود سرطان، على الرغم من وجوده بالفعل

يمكن للنتائج الإيجابية الكاذبة أن تؤدي إلى ضغوط نفسية لا داعي لها، وقد تتطلب إجراء اختبارات أخرى باضعة أو مكلفة.يمكن أن تعطي النتائج السلبية الكاذبة إحساسًا زائفًا بالأمان، في الوقت الذي يكون فيه الشخص مصابًا بالسرطان.ولهذه الأسباب، فإن عددًا قليلًا فقط من اختبارات التحري تُعد موثوقة بما فيه الكفاية للأطباء لاستخدامها بشكل روتيني.

عند النساء، يُعد كل من اختبار لطخة بابانيكولاو (Pap) واختبارات الأنواع الفرعية عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) لتحري سرطان عنق الرحم، والتصوير الشعاعي للثدي للكشف عن سرطان الثدي، من أكثر اختبارات التحري شيوعًا.وقد نجح كلا الاختبارين في الحدّ من معدلات الوفيات الناجمة عن هذه السرطانات في فئات عمرية معينة.

أما عند الرجال، فيُستخدم قياس مستويات مستضد البروستات النوعي (PSA) في الدم للتحري عن سرطان البروستات.إذ غالبًا ما تكون مستويات PSA مرتفعة لدى الرجال المصابين بسرطان البروستات، لكن تلك المستويات قد تكون مرتفعة أيضًا عند الرجال الذين يعانون من تضخم غير سرطاني (حميد) في البروستات.بناءً على ذلك، فإن العائق الرئيسي لاستخدام اختبار PSA كاختبار تحري هو العدد الكبير من النتائج الإيجابية الكاذبة، والتي تُفضي عموماً إلى إجراء اختبارات باضعة أكثر لتأكيدها، مثل اختبار خزعة البروستات.ويدرك الأطباء حاليًا أنه لا يمكن لجميع سرطانات البروستات التي تُكتشف بواسطة الخزعة أن تُسبب مشاكل.ومع تباين التوصيات والتعليمات الإرشادية من الجمعيات الطبية المختلفة، فلم يحدد بعد ما إذا كان ينبغي استخدام اختبارPSA بشكل روتيني للكشف عن سرطان البروستات.بأية حال، ينبغي على الرجال مناقشة إجراء اختبار PSA مع الطبيب.

يمكن استعمال عدَّة اختبارات للتحري عن سرطان القولون، ينبغي على الأشخاص مناقشة الاختبار الذي سيستخدمونه مع الطبيب.يتضمن اختبار التحري الشائع لسرطان القولون تحري وجود الدم الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة (الدم الخفي) في البراز.يُعد العثور على دم خفي في البراز مؤشراً على وجود مشكلة في مكان ما من السبيل الهضمي.قد تكون المشكلة هي السرطان فعلاً، ولكن هناك قائمة طويلة من الاحتمالات الأخرى، مثل القرحات، والبواسير، والرتوج diverticulosis (جيوب صغيرة في جدار القولون)، والأوعية الدموية غير الطبيعية في جدران الأمعاء، وجميعها قد تسبب أيضًا تسرب كميات صغيرة من الدم إلى البراز.بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الأسبرين، أو أي مضاد التهاب غير ستيرويدي (NSAID)، أو حتى تناول اللحوم الحمراء، قد يُسبب ظهور نتائج اختبار إيجابية بشكل مؤقت.كما يُجرى اختبارٌ آخر للتحرِّي عن وجود الحمض النووي DNA الشاذ في البراز، والذي يكون مصدره سرطان القولون.تُستخدم أيضًا الاختبارات المتوفرة في العيادات الخارجية لتحري سرطان القولون، مثل التنظير السيني sigmoidoscopy، وتنظير القولون، ونوع خاص من التصوير المقطعي المحوسب للقولون (CT colonography).

يتوفر تحري سرطان الرئة مع التصوير المقطعي المحوسب الرئوي للأشخاص الذين يدخنون السجائر أو سبق لهم التدخين خلال السنوات الـ 15 الماضية.ينبغي مناقشة فوائد ومخاطر التحري عن سرطان الرئة مع الطبيب.

قد يوصى أحيانًا بإجراء الفحص الذاتي الروتيني لتحري علامات السرطان.ولكن، وربما باستثناء سرطان الخصية، لم يثبت أنَّ التحرِّي المنزلي باستخدام الفحوص الذاتيَّة فعَّالٌ في كشف السَّرَطان، لذلك حتى وإن كان الأشخاص يقومون بإجراء فحوصات منزلية، فمن المهم أيضًا اتباع توصيات اختبارات التحري.

يمكن إجراء بعض اختبارات التحري في المنزل، مثل التحقق من وجود الدم في البراز، وذلك عن طريق وضع كمية صغيرة من البراز على بطاقة خاصة وإرسالها بالبريد إلى المختبر لتتم معالجتها.يجب أن يدفع ظهور نتيجة غير طبيعية المريض إلى زيارة الطبيب للتحقق من الأمر.

الواسمات الورمية هي مواد تفرزها أورام معينة في المجرى الدموي.وقد كان يُعتقد في البداية أن قياس مستويات هذه العلامات هو وسيلة ممتازة لفحص الأشخاص الذين لا تظهر لديهم علامات الإصابة بالسرطان.ولكن تبين أن الواسمات الورمية كثيراً ما تتواجد (بدرجة معينة) في دم الأشخاص الذين لا يعانون من السرطان.وهكذا، فإن العثور على الواسمات الورمية في دم شخص معين لا يعني بالضرورة أنه مصاب بالسرطان، وبالتالي فإن دورها محدود للغاية في تحري السرطان.

الجدول
الجدول

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. الجمعية الأمريكية للسرطان: توصيات للتحري عن السرطان

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID