لمحة عامة عن التَّسمُّم

حسبGerald F. O’Malley, DO, Grand Strand Regional Medical Center;
Rika O’Malley, MD, Grand Strand Medical Center
تمت المراجعة من قبلDiane M. Birnbaumer, MD, David Geffen School of Medicine at UCLA
تمت مراجعته المعدل شوّال 1446
v828152_ar

التَّسمُّم هو التأثير الضَّار الذي يحدث عند ابتلاع أو استنشاق مادة سامة أو عند ملامستها للجلد أو العينين أو الأغشية المخاطية، كتلك الموجودة في الفم أو الأنف.

  • تشمل المواد التي يُحتمل أن تسبِّب التسمم كلاً من الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية وتلك التي تُباع بدون وصفة طبية، والعقاقير غير المشروعة، والغازات، والمواد الكيميائية، والفيتامينات، والأطعمة، والفطر، والنباتات، وسموم الحيوانات أو الحشرات.

  • لا تتسبب بعض السموم في آثار صحية دائمة، في حين أن بعضها الآخر يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة أو الوفاة.

  • ويعتمد التَّشخيص على الأَعرَاض وعلى المعلومات المأخوذة من الشخص المسموم والحاضرين، ومن الاختبارات البوليَّة والدَّمويَّة أحيَانًا.

  • ولذلك، يجب حفظ الأدوية دائمًا في عبواتها الأصلية التي لا يمكن للأطفال العبث بها، وبعيدًا عن متناولهم.

  • تنطوي المعالجة على دعم وظائف جسم الشخص، ومنع امتصاص المزيد من السُّم، وزيادة إطراح السُّم، وفي بعض الأحيان إعطاء ترياق نوعي.

يُعاني أكثر من مليوني شخص من أحد أنواع التَّسمُّم في الولايات المتحدة سنويًّا.وتُعدُّ العقاقير والأدوية—المصروفة بموجب وصفةٍ طبيَّة أو من دون وصفةٍ طبيَّة والمَحظورة—مصدرًا شائعًا للتسممات الخطيرة والوفيات المرتبطة بالتَّسمُّم (انظر التَّسمُّم بالأسيتامينوفين والتسمم بالأسبرين)وتشتمل السمومُ الشائعة الأخرى على الغازات (مثل أحادي أكسيد الكربون)، والمنتجات المنزليَّة (انظر التَّسمُّم بالمواد الكاوية)، والمنتجات الزراعيَّة، والنباتات، والمعادن الثقيلة (مثل الحديد و الرصاص)، والفيتامينات، وسُمُّ حيوان أو حشرة، وأنواع الطعام (ولاسيَّما أنواع مُعيَّنة من الفطر والأسماك ذات العظام والرخويات).إلَّا أنَّ تناول (ابتلاع) أي مادة تقريبًا بكمياتٍ كبيرة قد يؤدي إلى حدوث تسمُّم.

التَّسمُّم العَرَضي أو الحادثي

التَّسمُّم هو السبب الأكثر شُيُوعًا للحوادث غير المُميتة في المنزل.ويكون الأطفالُ الصغار مُعرَّضين بشكلٍ خاص للتَّسمُّم العَرَضي في المنزل بسبب الفضول والميل إلى الاستكشاف، وكذلك كبار السن، والذين ينجم في كثيرٍ من الأحيان عن التَّخليط الذهنِي حول كيفية تناول أدويتهم.ونظرًا إلى تشارك الأطفال غالبًا في الأقراص والمواد التي يعثرون عليها، قد يكون الأشقاء وزملاء اللعب قد تعرَّضوا إلى التسمُّم أيضًا.قد يحدث التسمم العرضي أيضًا بسبب أخطاء الأدوية وعند العمال الصناعيين (من خلال التعرض للمواد الكيميائية السامة).

التَّسمُّم المُتَعمَّد

قد يكون التَّسمُّم أيضًا محاولةً مُتعمَّدًة للقيام بالقتل أو الانتحار.يستعمل معظمُ البالغين الذين يحاولون الانتحار بالتسمم أكثر من دواء واحدٍ كما قد يتناولون الكحول.يمكن استعمال التسميم لإضعاف الشخص (كما هي الحال عند الاعتداء الجنسي أو السَّرقة).في حالاتٍ نادرةٍ، يعاني الأهل من نوعٍ معيّنٍ من الأمراض النفسية التي قد تدفعهم إلى تسميم أطفالهم للتسبب في مرضهم، وبالتالي الحصول على الرعاية الطبية (اضطراب يسمى الاضطراب المُفتَعل المفروض على الغير، والذي كان يُسمى في السابق مُتلازمة مونخهاوزن بالوكالة).

أعراض التسمم

تختلف الأَعرَاضُ الناجمة عن التسمم باختلاف نوع السُّم والكميَّة التي يتعرَّض لها الشَّخص والعمر والصحة الكامنة للشخص الذي يتعرض للسم.لا تكون بعض السموم شديدة القوَّة، ويقتصر تأثيرها على حدوث مشاكل عند التعرض لفترات طويلة أو عند تكرر استعمال كميات كبيرة منها.بينما تكون السموم الأخرى شديدة القوَّة بحيث يمكن أن تُسبِبَ قطرة على الجلد أعراضًا شديدة.

تتسبَّب بعض السموم في ظهور أعراضٍ في غضون ثوان، في حين أنَّ البعض الآخر لا يُسبِّبُ ظهور الأعراض إلَّا بعد ساعاتٍ أو أيامٍ أو حتى سنوات.وتُسبَّبُ بعض السموم ظهورَ بعض الأَعرَاض الواضحة حتى تتضرَّر الأعضاء الحيويَّة - مثل الكلى أو الكبد - بشكلٍ دائمٍ في بعض الأحيان.

تؤديالسُّموم المُبتَلعة والمُمتَصَّة عبر الجلد أو أنسجة الجسم الأخرى إلى ظهور أعراض في كامل الجسم، لأنَّها غالبًا ما تحرم خلايا الجسم من الأكسجين أو تنشط أو تمنع عمل الإنزيمات والمستقبلات.قد تشتمل الأعراضُ على حدوث تغيُّرات في الوعي، وفي درجة حرارة الجسم، وفي مُعدَّل ضربات القلب، والتنفس، وعدد من الأعراض الأخرى، وذلك بحسب الأعضاء المُصابة.

المواد الكاوية أو المُهيِّجة تؤدِّي إصابة الأغشية المخاطيَّة في الفم والحلق والسبيل الهضمي والرئتين إلى الشعور بالألم والسعال والقيء وضيق النَّفَس.

يمكن أن يتسبَّب تعرُّض الجلد للسموم في ظهور أعراضٍ مختلفة، مثل، الطفح الجلدي والألم وظهور نفطات.كما يمكن أن يؤدي التَّعرُّض المديد للسُّموم إلى حدوث التهابٍ في الجلد.

قد يؤدي تعرُّض العين للسموم إلى إلحاق الضَّرر بالعين، ممَّا يَتسبَّب في الشعور بألمٍ، واحمرارٍ، وضعف في الرؤية.

الإسعافات الأولية للتسمم

تكون على رأس الأولويات في مساعدة الشخص المُتسمِّم هو ألَّا يصاب الحاضرون بالتسمُّم أيضًا.

إذا بدا الشخص شديد المرض، يجب استدعاء المساعدة الطبيَّة الطارئة (911 في معظم مناطق الولايات المتحدة).كما يجب على الحاضرين إجراء الإنعاش القلبي الرئوي عند الضرورة.أمَّا إذا لم يبدُ على الشخص المرض الشديد، فيمكن للحضور الاتصال بأقرب مركزٍ للسيطرة على السُّموم للحصول على المشورة.في الولايات المتحدة، يمكن التواصلُ مع مركز السُّموم المحلي من خلال الرقم 800-222-1222.يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات من موقع مراكز السموم الأمريكية على الويب (www.aapcc.org).إذا كان المتصل يعرف أو يمكنه معرفة نوع السُّم والكمية المُتناوَلة، فيمكن البدء بالمعالجة في الموقع غالبًا إذا كان هذا الموصى به من قبل مركز السُّموم.

يجب حفظُ عبوات السموم وجميع العقاقير والأدوية التي قد يكون قد استعملها الشخص المسموم (بما في ذلك المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية) وتسليمها للطبيب أو لموظفي الإنقاذ.قد يوصي مركزُ السموم بإعطاء الشخص المسموم الفحم المُنَشَّط قبل الوصول إلى المستشفى، وقد يُوصى في حالاتٍ نادرة استعمال شراب عرق الذهب للتَّحريض على التقيؤ، وخصوصًا إذا كان ينبغي على الشخص أن يسافر بعيدًا للوصول إلى المستشفى.ولكن، ما لم يُطلب على وجه التحديد القيام بتلك الإجراءات، فيجب عدم استعمال الفحم المُنَشَّط وشراب عرق الذهب في المنزل أو من قِبَل أوائل الحاضرين أو المستجيبين (مثل موظفي الإسعاف).ولشراب عرق الذهب تأثيراتٌ لا يمكن التنبؤ بها، وغالبًا ما يُسبِّبُ القيء لفترات طويلة، وقد لا يزيل كميَّاٍت كبيرةٍ من السُّم من المعدة.

ولذلك، ينبغي إبعاد الأشخاص المُعرَّضين للغاز السام عن مصدر التَّسمُّم بسرعة، ويُفَضَّل أن يكون إلى الهواء النقي في الخارج، ولكن يجب إجراء محاولات الإنقاذ من قِبَلِ المُتخصِّصين.كما يجب مراعاة التدريب والاحتياطات الخاصة لتفادي سيطرة الغازات السامة أو المواد الكيميائية في أثناء محاولات الإنقاذ.(انظر أيضًا نظرة عامة على الحوادث التي تنطوي على أسلحة إصابات جماعية).

عند انسكاب كميَّات من المواد الكيميائية، يجب نزع جميع الملابس المُلوَّثة، بما في ذلك الجوارب والأحذية والجواهر على الفور.يجب غسل الجلد جيِّدًا بالماء والصابون.وإذا تعرَّضت العينان للمواد الكيميائيَّة، يجب شطفهما جيِّدًا بالماء أو بالمحلول الملحي النظامي.ينبغي على عمَّال الإنقاذ توخِّي الحذر لتجنُّب تلويث أنفسهم.

تشخيص التسمم

  • تحديد السُّم

  • اختبارات بوليَّة ودمويَّة في بعض الأحيان

  • صور بالأشعَّة السِّينية للبطن في حالاتٍ نادرة

تكون معرفة السُّم مفيدةً للعلاج.تُسَهِّل المُلصقاتُ الموجودة على الزجاجات والمعلومات الأخرى من الشخص أو من أفراد العائلة أو من زملاء العمل على الطبيب أو مركز السموم تحديدَ السُّموم.ولكن، في حالة عدم توفُّر المُلصقات، يمكن تحديد هويَّة الأدوية غالبًا من خلال العلامات والألوان على الأقراص أو المحافظ.ومن غير المرجَّح أبدًا أن تستطيع الاختبارات المعمليَّة تحديد السُّم، حيث يتعذَّر التَّعرُّف بسهولةٍ على الكثير من الأدوية والسموم أو قياس مستوياتها في المستشفى.قد تساعد الاختبارات الدَّمويَّة والبوليَّة على تحديد طبيعة السُّم في بعض الأحيان.يمكن للاختبارات الدَّمويَّة أن تكشفَ عن شِدَّة التَّسمُّم في بعض الأحيان، ولكنَّ هذه الاختبارات تكون مقتصرةً على عددٍ قليل جدًّا من السموم.

يقوم الأطباء بفحص الأشخاص للتَّحرِّي عن علامات تُشير إلى التعرض لنوعٍ معيَّنٍ من المادة.فمثلًا، يتحرَّى الأطباء عن علامات الإبر أو يتعقَّبون العلامات التي تُشير إلى أنَّ هؤلاء الأشخاص قد حُقِنوا بالمخدِّرات (انظر تعاطي العقاقير غير المشروعة عن طريق الحقن).كما يقومون بفحص الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ مُميَّزة لأنواعٍ مُعيَّنة من التَّسمم.ويهتمُّ الأطباء بمعرفة ما إذا كان لدى الأشخاص آثار من دواء أو مادة على جلدهم، أو ما إذا كانت اللصاقات الدوائية الخاصة بالأدوية المُمتصَّة عن طريق الجلد مخفية في طيَّات الجلد أو على سقف الفم أو تحت اللسان.

بالنسبة لبعض حالات التَّسمُّم، قد تُظهِر صورة الأشعَّة السِّينية للبطن وجود وموضع المواد التي تمَّ تناولها.تشتمل السمومُ التي قد تكون مرئيَّةً في صورة الأشعَّة السِّينية على الحديد، والرصاص، والزرنيخ، والمعادن الأخرى، والحُزَم الكبيرة من الكوكايين أو غيرها من الأدوية المَحظورة التي جَرَى ابتلاعها أو وَضعها في تجاويف الجسم (مثل المستقيم أو المهبل) بحيث يمكن تهريب الأدوية أو إخفاؤها عن مسؤولي إنفاذ القانون (انظر تعبئة وحشو الجسم).كما يمكن تمييزُ البطاريات والمغانط في صورة الأشعَّة السِّينية، وكذلك الأنياب والأسنان والأشواك الغضروفية والأجزاء الحيوانية الأخرى التي قد تتفكَّك وتبقى كجزءٍ لا يتجزَّأ من الجسم بعدَ هجوم الحيوان أو التَّعرُّض للتسمُّم (عضة حيوان أو أيُّ ملامسة أخرى تؤدي إلى دخول السّم إلى جسم الشخص).

اختبار العقاقير

يمكن الآن شراء مجموعة أدوات لتحديد العقاقير غير المشروعة في البول دون وصفة طبية.يمكن أن يوجد اختلافٌ كبيرٌ في دقة هذه المجموعات.وبالتالي، ينبغي عدم اعتبار النتائج دليلاً على أنَّ عقارًا غير مشروع معيَّنًا قد استُعمِل أو لم يُستَعمَل.ومن الأفضل إجراء الاختبارات بالتشاور من الاختصاصيين.وإذا أُجريَت الاختبارات من دون إشراف الاختصاصيين، فينبغي مناقشة النتائج مع اختصاصي لديه خبرة في اختبار العقاقير غير المشروعة.يمكن للاختصاصي مساعدة الأشخاص على تفسير نتائج الاختبار واستخلاص النَّتائج المناسبة.

الوقاية من التسمم

في الولايات المتحدة، أدَّى الاستعمال الواسع الانتشار لعبوات الدواء المقاومة للأطفال مع أغطية السلامة إلى حدوث انخفاض كبير في عدد الوفيات النَّاجمة عن تسمُّم عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 5 سنوات.ولتجنُّب حدوث التسمم العَرَضي، ينبغي الاحتفاظ بالأدوية وغيرها من المواد التي يحتمل أن تكون خطرة في عبواتها الأصلية وبعيدًا عن متناول أيدي الأطفال.يجب عدم وضع المواد السامة، مثل المبيدات الحشريَّة ومواد التنظيف، في زجاجات أو أكواب الشرب حتَّى لفترة وجيزة.يجب قراءة جميع المُلصقات قبل استعمال أو إعطاء أيَّة أدوية أو استعمال المنتجات المنزلية.وتشتمل التدابيرُ الوقائية الأخرى على:

  • وضع الملصقات بشكلٍ واضح على المنتجات المنزلية

  • حفظ الأدوية (وخاصة المواد الأفيونية) والمواد السامة أو الخطرة في الخزائن التي تكون مغلقة وبعيدة عن متناول الأطفال

  • استعمال أجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون

ينبغي التخلص بطريقة آمنة من الأدوية التي انتهت صلاحيتها أو التي لم تُستخدم بعد إكمال العلاج.توفر العديد من المستشفيات، والصيدليات، والمنظمات الحكومية حاويات للتخلص من الأدوية أو لديها برامج تسمح للأشخاص بتسليم أو إرسال الأدوية بالبريد للتخلص منها بشكل آمن.يمكن التخلص من العديد من الأدوية مع النفايات المنزلية.ينبغي إزالتها من عبواتها الأصلية وخلطها بمادة لا تجذب الحيوانات (مثل التراب، أو القهوة المطحونة، أو فضلات القطط) ووضعها في حاوية قمامة لا يمكن للأطفال الوصول إليها.يمكن التخلص من بعض الأدوية عبر المرحاض أو المغسلة، لكن هناك أدوية أخرى لا يناسبها هذا النوع من التخلص.يمكن للأشخاص العثور على معلومات على المواقع الإلكترونية للهيئات الصحية الحكومية المحلية أو الوطنية أو الاتصال بالصيدلية المحلية للحصول على نصائح حول كيفية التخلص من الأدوية بشكل صحيح.

يُؤدِّي خفض كمية مسكن الألم المصروف دون وصفة طبية، الموجودة في عبوةٍ واحدة، إلى تقليل شِدَّة التَّسمم، ولاسيَّما مع الأسيتامينوفين أو الأسبرين أو الإيبوبروفين.يمكن أن تساعد علامات التَّعريف المطبوعة على الأقراص والمحافظ من قِبَل الشركة الُمصنِّعة للدَّواء على منع وقوع الصيادلة واختصاصيي الرعاية الصحية في تشوُّش أو أخطاء، وغيرهم.

هل تعلم...

  • في الولايات المتحدة، يمكن التواصل مع مركز السموم المحلي عن طريق الاتصال بالرقم 1-800-222-1222.

علاج التَّسمُّم

يجب إدخال بعض الأشخاص الذين تعرَّضوا للتَّسمُّم إلى المستشفى.ويتعافى معظم الأشخاص بشكلٍ كامل عند تَلقِّيهم رعاية طبيّّة عاجلة.

تعدّ مبادئ مُعالَجَة جميع حالات التَّسمُّم متماثلة:

  • دعم الوظائف الحيويَّة، مثل التنفُّس وضغط الدَّم ودرجة حرارة الجسم ومُعدَّل ضربات القلب

  • منع حدوث المزيد من الامتصاص

  • زيادة طرح السُّم

  • استعمال مضادَّات سم مُعيَّنة (مواد تطرح أو تُعطِّل أو تعاكس تأثيرات السُّم) عند توفُّرها

  • الوقاية من إعادة التَّعرُّض للسُّموم

الهدفُ المعتاد من المعالجة في المستشفى هو الحفاظ على استقرار الحالة الطبية للأشخاص والحفاظ على حياتهم حتى زوال السُّم أو تعطيله من قِبَل الجسم.في نهاية المطاف، يتمُّ تعطيل معظم السُّموم في الكبد أو يجري تمريرها إلى البول.

توفيرُ الرِّعايَة الدَّاعمة

يحتاج التَّسمُّم إلى المعالجة في كثيرٍ من الأحيان، والتي تُسمَّى الرعاية الدَّاعمة، وذلك لتحقيق استقرار حالة القلب وضغط الدَّم والتنفس حتى زوال السُّم أو تعطيله.فعلى سَبيل المثال، قد يحتاج الشخصُ الذي أصبح شديد النُّعاس أو مصابًا بالغيبوبة إلى استعمال أنبوبٍ للتنفس يتمُّ إدخاله في الرُّغامى.ثم يتمُّ توصيلُ الأنبوب بجهاز التنفس الاصطناعي الذي يدعم تنفُّس الشخص.يمنع الأنبوبُ دخول القيء إلى الرئتين، ويضمن جهاز التنفس الاصطناعي حدوث التنفس الكافي.

كما قد يكون من الضروري استعمال علاجٍ لضبط الاختلاجات أو الحمَّى أو القيء.إذا تَسبَّبَ السُّمُّ في حدوث ارتفاعٍ في درجة الحرارة، فقد يكون من الضروري تبريد الشخص، كأن تُستَعمَل بطانيَّة تبريد أو من خلال تطبيق ماءٍ بارد أو ثلج على الجلد في بعض الأحيان.

من الضروري إجراءغسل الكلية الدَّموي إذا توقَّفت الكلى عن العمل.إذا كان الضَّررُ الذي أصاب الكبد واسعًا، فقد يكون من الضروري معالجة فشل الكبد.وإذا كان الضَّرر الشديد الذي أصاب الكبد أو الكلى مُستمرًّا، فقد يكون من الضروري إجراء زرعٍ للكبد أو للكلى.

إزالة السُّم من العينين والجلد

ينبغي غسل السموم الموجودة في العين أو على الجلد بكميات كبيرة من ماء الصنبور أو خليط الملح والماء (محلول ملحي).يكون غسل البشرة بالماء والصابون مفيدًا أحيانًا.

بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للسموم التي يمكن امتصاصها عبر الجلد أو التي تسبب أضرارًا عند ملامستها للجلد أو الأغشية المخاطية، فينبغي إزالة الملابس الملوثة بالمادة السامة بحذر لتجنب التعرض الإضافي.

منع امتصاص السُّم

يجري امتصاص عدد قليل جدًّا من السموم المبتلعة بسرعة بحيث لا يمكن محاولة اتخاذ تدابير لإبعادها عن مجرى الدم.ومع ذلك، فإن هذه التدابير فعالة فقط لبعض السموم والمواقف.

الفحم النشط هو مسحوق أسود جرت معالجته على نحو يمكن تناوله لأغراض طبية عند الحاجة.يُستَعملُ في بعض الأحيان في أقسام طوارئ المستشفيات عند الأشخاص الذين ابتلعوا السموم.حيث يرتبط الفحم المنشط بالسُّم الذي ما زال في السبيل الهضمي، ممَّا يمنع امتصاصه إلى الدَّم.يُستَعمل الفحم النشط عن طريق الفم عادةً إذا كان الشخص متنبهًا ومُتعاونًا.لا يُنصح بإدخال الفحم المنشط من خلال أنبوب يُوضع في الأنف أو الفم عند الأشخاص غير المتعاونين أو الغائبين عن الوعي.يقوم الأطباءُ في بعض الأحيان بإعطاء الفحم النشط كل 4-6 ساعات للمساعدة على تنظيف الجِّسم من السُّم.لا يقوم الفحم بتعطيل جميع السموم؛فمثلًا، لا يرتبط الفحم النشط بالكحول، أو الحديد، أو بالكثير من المواد الكيميائية المنزليَّة.يمر الفحم عبر الجهاز الهضمي ويتم التخلص منه في النهاية مع البراز.

يجري الآن تجنب إجراء إفراغ المعدة (تحريض القيء أو غسل المعدة) باستعمال شراب عرق الذهب أو استعمال أنبوب لصب الماء في المعدة، وهو إجراء كان شائعًا في الماضي، لأنه لا يزيل سوى كمية صغيرة من السم ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة.

إرواء كامل الأمعاء هي طريقة معالَجة تهدف لإخراج السُّم من السَّبيل الهضمي.يجري استعمالُ هذه الطريقة من حينٍ لآخر، كما في تديبر التسمم الخطير النَّاجم عن السموم التي تنحشر في السبيل الهضمي أو التي تحتاج إلى دفع (مثل حزم المخدرات المخبأة والمُهربة) أو السُّموم التي يتمُّ امتصاصها ببطء (مثل بعض الأدوية المديدة) أو التي لا يقوم الفحم المنشط بامتصاصها (مثل الحديد والرصاص).

زيادة التَّخلُّص من السُّم

إذا استمرَّ السُّمُّ في تهديده للحياة رغم استعمال الفحم النشط والترياق، فقد يكون من الضروري استعمال معالجات أكثر تعقيدًا للتخلُّص منه.المُعالجَات الأكثر شُيُوعًا هي غَسل الكُلى وترشيح الدَّم بالفحم.

وعند القيام بغَسل الكُلى، يَجرِي استعمال الكلية الاصطناعية (مِديال dialyzer) لترشيح السُّموم مباشرةً من مجرى الدَّم.وللقيام بذلك، يتمُّ إدخال أنبوبين صغيرين (قثطارين) في الأوعية الدَّموية، أحدهما لتصريف الدَّم من الشريان والآخر لإعادة الدَّم إلى الوريد.ويجري تمرير الدَّم من خلال مُرشِّحاتٍ خاصة تزيل المادة السَّامة قبل إعادتها إلى الجسم.

تستخدم قلونة البول (urine alkalinization) في بعض الأحيان .وعند القيام بهذا الإجراء، يُعطى محلول يحتوي على بيكربونات الصوديوم (المادة الكيميائية في صودا الخبز) عن طريق الوريد لجعل البول أكثر قلوية أو أساسيًّا (عكس الحموضة).يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة كمية بعض الأدوية (مثل الأسبرين والباربيتورات) التي تُطرَح في البول.

المُضادَّات

لا يتوفَّر لمعظم السموم والأدوية والعقاقير ترياقات نوعيَّة (خلافًا للتصوُّر الشائع من التلفزيون والأفلام)، إلَّا أنَّ لبعضها مثل هذه المُضادَّات.وتنطوي بعضُ الأدوية الشائعة التي قد تحتاج إلى مضادَّات تسمُّم معيَّنة على الأسيتامينوفين (الترياق هو إن-أسيتيلسيستين) والأفيونات مثل الهيروين والفينتانيل (الترياق هو نالوكسون).كما توجد مُضادَّات لبعض اللدغات واللسعات السامة (انظر لدغات الأفاعي).ليس من الضروري استعمال المضاد عند كلِّ شخصٍ أُصيبَ بالتَّسمُّم؛حيث يتعافى الكثير من الأشخاص من تلقاء أنفسهم.ولكن في حالات التَّسمُّم الشديد، قد يكون المضاد منقذًا للحياة.

تقييم الصحة النَّفسيَّة

يحتاج الأشخاص الذين يحاولون الانتحار عن طريق التَّسمُّم إلى تقييم صحَّتهم النَّفسيَّة واستعمال العلاج المناسب.

للمزيد من المَعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. مراكز السموم الأمريكية: يمثل مراكز السموم الموجودة في الولايات المتحدة والتي تقدم خدمات مجانية وسرية (24/7) من خلال خط المساعدة الخاص بالسموم (1-800-222-1222).

  2. التخلص من الأدوية غير المستعملة: ما الذي ينبغي أن تعلمه: معلومات عن كيفية التخلص بأمان من الأدوية غير المستخدمة

  3. PoisonHelp.org: للحصول على مساعدة مجانية وسرية على الإنترنت حول سموم مُعيَّنة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID