لمحة عامة عن اضطرابات ترشيح الكلية

حسبFrank O'Brien, MD, Washington University in St. Louis
تمت مراجعته محرّم 1445

تحتوي كلّ كلية على حَوالى مليون وحدة ترشيح (كُبيبات glomeruli).تتكوَّن الكُبيباتُ من عددٍ كبيرٍ من العناقيد أو التجمّعات المجهريَّة المُشكَّلة من الأوعية الدَّمويَّة الدَّقيقة (الشُّعيرات الدَّموية) ذات المسام الصغيرة.وقد جرى تصميمُ هذه الأوعية الدَّمويَّة لتسريب السوائل من مجرى الدَّم إلى نظام من النُّبيبات المُصغَّرة.تقوم النُّبيباتُ بطرح وإعادة امتصاص المواد الكيميائية والمواد من السَّائِل بحيث تؤدي إلى تحويله إلى البول؛ثم يجري تصريف أو نزح البول من النُّبيبات إلى أنابيب أكبر بالتدريج حتى يُغادر الكلية.يسمح نظام الترشيح هذا عادةً بتسرُّب السَّائِل والجزيئات الصغيرة (ماعدا جزيئات البروتين أو الخلايا الدَّمويَّة - البيلة اللبروتينية غير المصحوبة بأعراض ومتلاممة البيلة الدموية) إلى النُّبيبات.

ويمكن تقسيمُ الأمراض التي تصيبُ الكُلى إلى 3 فئات وفقًا لطريقة تأثيرها في أجزاء مختلفة من الكُلى:

  • التهاب كُبيبات الكُلى (أو مُتلازمة الالتهاب الكُلوي) هو التهاب في الكُبيبات يؤدي إلى تسرُّب خلايا الدَّم والبروتين من الشُّعيرات الدَّمويَّة الكُبيبيَّة إلى البول، ويكون وراثيًّا في بعض الأحيان (يُسمَّى عندها التهاب الكلية الوراثي أو متلازمة آلبورت).

  • تحدث المُتلازمةُ الكُلائية عندما يؤدي تضرُّر الشُّعيرات الدَّموية في الكُبيبات إلى تسرُّب البروتينات إلى البول.

  • التهاب الكلية النُّبيبي الخلالي هو التهاب النُّبيبات أو الأنسجة المحيطة بها (النسيج الخلالي أو المَخْلى).

يكون لبعض الاضطرابات ملامح كلٍّ من التهاب كُبيبات الكُلى والمُتلازمةُ الكُلائية.

يؤدي حدوثُ اضطرابٍ منفصلٍ يُسمَّى اعتِلال الكُليَةِ الجَزرِيّ أو الارتجاعي reflux nephropathy ناجمٍ عن رجوع البول من المثانة إلى الكليتين إلى زيادة خطر عدوى السبيل البولي، ويمكن أن يتَسبَّب في حدوث التهابٍ وتندُّبٍ في الكليتين.

عَرض للسبيل البوليّ

لا يُعد التهابُ كبيبات الكلى، والمُتلازمةُ الكُلائية، والتهاب الكلية النُّبيبي الخلالي اضطرابات نوعيّة، بل فئات من الاضطرابات.يوجد الكثيرُ من الاضطرابات النوعية ضمن كلِّ فئة، وقد تتسبَّب الكثير من هذه الحالات في حدوث اضطرابات في كلِّ فئة؛فمثلًا، التهاب كُبيبات الكُلى الغشائي التَّكاثري هو التهاب خلايا الترشيح الكلوي بسبب ردَّة فعل مناعيَّة.قد تكون ردَّة الفعل المناعيَّة ناجمة عن أيٍّ من اضطرابات المناعة الذاتيَّة المُتعدِّدة، مثل الذئبة الحمامية المجموعيَّة أو العدوى أو حتى السَّرطان.

ينجم التهاب كُبيبات الكُلى غالبًا عن ردَّة فعلٍ مناعيَّة غير طبيعيَّة.يمكن أن تحدثَ ردَّة الفعل هذه بطريقتين:

  • يمكن أن ترتبط الأجسام المُضادَّة (بروتينات يصنّعها الجسم لمهاجمة جزيئات معيَّنة تسمى المُستضدَّات) مباشرة بخلايا الكُلى أو بجزيئات تُحتَجز فيها، مسبِّبةً الالتهاب.

  • ترتبط الأجسامُ المُضادَّة بالمستضدات خارج الكُلى، ويَجرِي حمل هذه الأجسام المُعقَّدة المكوَّنة من أجسام مضادَّة ومستضدَّات (أو المناعية) إلى الكُلى عبرَ مجرى الدَّم حيث تُحتَجَز في الكُبيبات، ممَّا يؤدي إلى حدوث التهاب.

تتراجع وظيفة الكلية عندما تتضرَّر كمية كافية من الكُبيبات.ونتيجة لذلك، ينخفض إنتاجُ البول وتتراكم الفضلات في الدَّم.كما تتراكم الخلايا الالتهابية والخلايا الكُبيبيَّة المصابة عندما يكون الضَّرر شديدًا، بحيث تُشكِّل ضغطًا على الشُّعيرات الدَّموية داخل الكُبيبات وتتداخل في الترشيح.وقد يحدث تندُّب يؤدِّي أيضًا إلى إضعاف وظيفة الكلية ويقلِّل من إنتاج البول.يمكن أن تتشكَّلَ جلطات دمويَّة صغيرة (خثرات دقيقة) في الأوعية الدَّموية الصغيرة في بعض الحالات، ممَّا يزيد من تراجع وظيفة الكلية.ينجم التهابُ كُبيبات الكُلى عن حالةٍ وراثيَّة في حالاتٍ نادرة.ويحدث التهابُ كُبيبات الكُلى بسبب التهاب الأوعية الدَّموية (التهاب الأوعية الدَّموية) في حالاتٍ أخرى.

وتؤدّي الإصابة بالمُتلازمةُ الكُلائية إلى تسرُّب كميَّات كبيرة من البروتين من الدَّم إلى البول.ويمكن أن يحدثَ هذا التَّسرُّب نتيجة الضَّرر الذي أصاب الكُبيبات من خلال إجراءاتٍ التهابيَّة أو غير التهابيَّة.ففي العمليات الالتهابية، تظهر خلايا الدَّم الحمر في البول.تنجم المُتلازمةُ الكُلائية عن التهاب، ولذلك تكون أعراضها مشابهة لأعراض التهاب كُبيبات الكُلى.بينما في العمليات غير الالتهابيَّة، لا تظهر خلايا الدَّم الحمر في البول.يمكن أن تكون بعض أشكال المُتلازمةُ الكُلائية شديدة؛حيث تصبح الكُبيبات مُتندِّبة ويحدث فشل كلوي (خسارة معظم وظيفة الكلية)ويكون تراجع وظيفة الكلية بسيطًا في الأشكال الأقلّ شدَّةً من المُتلازمةُ الكُلائية.

ينجم التهاب الكلية النُّبيبي الخلالي غالبًا عن ردَّة فعلٍ تحسُّسيَّة أو سُميَّة للدواء.وتظهر خلايا دم بيض أو نسيج مُتندِّب في الكلية المُصابة.كما يمكن أن تتسبَّبَ إصابة الكُلى بالعدوى (التِهاب الحُوَيضَة والكُليَة) في حدوث التهاب الكلية النُّبيبي الخلالي.عندما يتسبَّب الالتهابُ في إلحاق الضَّرر بالنُّبيبات والأنسجة المحيطة بها، فقد تصبح الكلى عاجزة عن القيام بوظائفها الطبيعية، مثل تركيز البول، ممَّا يؤدي إلى طرح بولٍ شديد التمديد.كما قد تصبح الكلى عاجزة عن طرح الفضلات من الجسم أو عن تحقيق توازن لإفراغ الحمض والصوديوم وغيره من الكهارل مثل البوتاسيوم.تكون نتيجة إصابة الكليتين بضررٍ شديدٍ هي الفشل الكُلوي.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. صندوق الكلية الأمريكي American Kidney Fund: معلومات شاملة عن أمراض الكلى، بدءًا من الوقاية إلى التعايش مع زرع الكلى، والحصول على المساعدة المالية القائمة على الاحتياجات.

  2. المعهد الوطني للسكري والأمراض الهضمية والكلوية (NIDDKD): معلومات عامة عن أمراض الكلى، بما في ذلك الاكتشافات البحثية والإحصائيات، وبرامج صحة المجتمع، وبرامج التواصل

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID