الكبد الدُّهني

(تَنَكُّس دُهنِي)

حسبDanielle Tholey, MD, Sidney Kimmel Medical College at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته جمادى الآخرة 1444

الكبد الدُّهني هو تراكم غير طبيعي لدهون مُعيَّنة (الشحوم الثلاثيَّة) داخل خلايا الكبد.

  • قد يشعر الأشخاص المصابون بتشحُّم الكبد بالتعب أو يعانون من انزعاج خفيف في البطن دون وجود أيِّ أعراضٍ أخرى.

  • يؤدي الكبد الدهني أحيانًا إلى الإصابة بداء كبدي متقدم ، مثل تليُّف وتشمُّع الكبد.

  • قد يكون من الضروري استئصال خزعةٍ من الكبد لتأكيد التَّشخيص وتحديد سبب وحجم الضَّرر.

  • يُركِّز الأطباء على السيطرة أو إزالة سبب الإصابة بتشحُّم الكبد، مثل المُتلازمة الاستقلابيَّة أو تناول كميَّات كبيرة من الكحول.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن داء الكبد).

قد يكون الكبد الدِّهني مصابًا بالالتهاب.يُسمَّى التهاب الكبد النَّاجم عن تشحُّم الكبد بالتهاب الكبد الدهني.قد يتحوَّل هذا الالتهاب إلى تندُّب (تليُّف).يتقدَّم التليف غالبًا إلى تشمُّع الكبد (التَّندُّب الذي يُشوِّه بنية الكبد ويُضعِف من أدائه لوظائفه).

يُسمَّى تشحُّم الكبد (مع أو من دون تليُّف) النَّاجم عن أيَِّ حالة ماعدا تناول كميات كبيرة من الكحول بداء الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD).يحدث داء الكبد الدهني غير الكحولي في معظم الأحيان عند الأشخاص الذين يُعانون من أحد عناصر المُتلازمة الاستقلابيَّة على الأقل، مثل:

  • زيادة وزن الجسم

  • ارتفاع مستويات الدهون في الدَّم (ثُلاثيّ الغليسيريد والكوليسترول)

  • مقاومة الأنسولين

يسمى التهاب الكبد النَّاجم عن داء الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.قد يتحوَّل هذا الالتهاب إلى تندُّب (تليُّف) وتشمُّع في الكبد.

أسباب الكبد الدهني

الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بالكبد الدهني في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغربية هي:

  • استهلاك كميَّات كبيرة من الكحول

  • البدانة

  • الحالات الشَّاذَّة الاستقلابيَّة، مثل زيادة وزن الجسم أو مقاومة الأنسولين (كما يمكن أن يحدث في داء السكَّري) ومستويات مرتفعة من الدُّهون (الشُّحوم الثلاثية و الكوليسترول) في الدَّم

  • السُّموم

  • استعمال عقاقير معيَّنة مثل الستيرويدات القشرية وتاموكسيفين وبعض عقاقير العلاج الكيميائي.

  • الاضطرابات الاستقلابيَّة الوراثيَّة

  • الحمل

تُسمَّى توليفة زيادة وزن الجسم ومقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية و/أو الكوليسترول بالمُتلازمة الاستقلابيَّة.تؤدي جميع هذه الحالات إلى تراكم الدُّهون في خلايا الكبد من خلال تحريض الجسم على إنتاج المزيد من الدُّهون أو من خلال المعالجة (الاستقلاب) وطرح الدهون ببطءٍ أكبر.ونتيجةً لذلك، تتراكم الدُّهون ثمَّ يَجرِي تخزينها داخل خلايا الكبد.لا يؤدِّي مجرَّد اتِّباع نظام غذائي غني بالدُّهون إلى الإصابة بتشحُّم الكبد.

تتراكم الدُّهون في الكبد في أواخر الحمل في حالاتٍ نادرة.يُسمَّى هذا الاضطراب تشحُّم الكبد الحَملي أو تنكُّس دهني صغير الحويصلات، حيث يُعدُّ اضطرابًا مختلفًا عن تشحُّم الكبد عادةً.

هل تعلم...

  • لا يُعدُّ تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، في حدِّ ذاته، سببًا في حدوث تشحُّم الكبد.

أعراض الكبد الدهني

لا تؤدِّي الإصابة بتشحُّم الكبد إلى ظهور أيِّ أعراض عادةً.ولكن يشعر بعض الأشخاص بالتعب أو بانزعاجٍ مُبهمٍ في البطن.يميل الكبد إلى أن يزداد حجمه ويمكن للأطباء اكتشافه خلال الفحص السريري.

تشخيص الكبد الدهني

  • الاختبارات الدَّمويَّة

  • اختبارات التصوير، مثل تخطيط الصدى

  • خزعة الكبد في بعض الأحيان

يستفسر الأطبَّاء عن تناول الشخص للكحول عند اشتباههم بتشحُّم الكبد.تكون هذه المعلومات جوهريَّة.يمكن أن يؤدي الاستعمال المستمرُّ والمفرط للكحول إلى إلحاق ضررٍ شديدٍ بالكبد.

من الضروري إجراء اختبارات دمويَّة للتَّحرِّي عن الحالات الشاذَّة في الكبد، مثل الالتهاب، وذلك لأنَّ الالتهاب قد يؤدي إلى حدوث تشمُّع في الكبد.كما يُفيد إجراء اختباراتٍ دمويَّةٍ إضافيَّة في استبعاد الأَسبَاب الأخرى لحدوث شذوذات الكبد، مثل التهاب الكبد الفيروسي.يمكن لتخطيط الصدى أو للتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن أن يكشف الدهون الزائدة في الكبد ولكن لا يمكنها دائمًا التمييز بين وجود التهاب أو تليُّف (انظر االفحوصات التصويرية للكبد والمرارة).وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لفحوصات تصويرية جديدة مثل تخطيط المرونة بالتصوير بالرنين المغناطيسي magnetic resonance elastography أو تخطيط المرونة بالموجات فوق الصوتية أن تحدد وجود مُتندِّب أو متشمِّع.ولكن، يمكن أن ترتفع درجة التليُّف بشكلٍ كاذب في بعض الأحيان بسبب ارتفاع محتوى الدهون عند الأشخاص الذين يُعانون من البدانة، وقد يحتاج الأشخاص إلى استئصال خزعة من الكبد.

اختزاع الكبد هو الاختبار الأكثر دقَّةً وقد يكون ضروريًّا لتأكيد التشخيص.ولإجراء الخزعة، يقوم الطبيب بتطبيق مخدِّر موضعي لتخفيف أيِّ ألم، ثم يُدخِلُ إبرةً مجوَّفة طويلة من خلال الجلد إلى الكبد للحصول على قطعة صغيرة من نسيج الكبد لفحصها تحت المجهر.يمكن أن تساعد الخزعة على معرفة وجود تشحُّم في الكبد، سواءً كان ناجمًا عن الكحول أو عن أسباب معيَّنة خاصَّة أخرى، وعلى معرفة شدَّة الضَّرَر الذي أصاب الكبد.

علاج الكبد الدهني

  • ضبط السبب أو إزالته

تركز مُعالَجَة تشحُّم الكبد على ضبط السبب أو إزالته،فمثلًا، يجب على الأشخاص القيام بما يلي:

  • التَّوقُّف عن أخذ أيِّ نوع من الأدوية التي يمكن أن تُسبِّبَ تشحُّم الكبد

  • إنقاص الوَزن

  • اتِّخاذ التَّدابير لضبط داء السُّكَّري أو خفض مستويات الشُّحوم الثلاثية

  • التوقُّف عن شرب الكحول

يمكن أن يؤدي الانخفاض في وزن الجسم بنسبة 5 ٪ إلى تقليل محتوى الدُّهون في الكبد، والانخفاض بنسبة 7 ٪ يمكن أن يُقلِّل من شدَّة الالتهاب والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، وقد يساعد الانخفاض بنسبة 10 ٪ على عكس التندُّب والتَّليُّف.

يحاول الأطباء في بعض الأحيان استعمال فيتامين E والثيازوليدينيديونات (مجموعة دوائيَّة تحتوي على روزيغليتازون وبيوغليتازون، والتي تستخدم في علاج داء السُّكَّري) لعلاج الكبد الدهني غير النَّاجم عن الكحول.إلَّا أنَّ الاختصاصيين يستخدمون هذه الأدوية بشكلٍ أقلّ لأنَّها تُسبِّبُ آثارًا سلبية غالبًا، وقد لا تُحدِث فرقًا على المدى الطويل.يجري تطوير علاجات دوائية جديدة في التجارب السريرية.يمكن للأطباء إحالة الأشخاص إلى اختصاصي الكبد لمناقشة ما إذا كانوا مرشحين جيدين لاستعمال هذه الأدوية الجديدة.

مآل الكبد الدهني

لا يُشكِّل وجود دهون زائدة في الكبد بحدِّ ذاته مشكلةً خطيرةً بالضرورة.فمثلًا، يمكن أن تزول الدهون في غضون ستَّة أسابيع عادةً بعد توقُّف الأشخاص عن شرب الكحول إذا كان هوَ السبب.إلَّا أنَّ عدم تحديد سبب حدوث تشحُّم الكبد وتصحيحه يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.فمثلًا، إذا استمر الأشخاص في شرب كميات كبيرة من الكحول أو إذا لم يَجرِ إيقاف استعمال الدواء المُسبِّب لتشحُّم الكبد، فقد تؤدي إصابة الكبد المتكررة في النهاية إلى حدوث تشمُّع في الكبد.

ويكون مآل النساء المصابات بتشحُّم الكبد الحملي شديدَ السوء.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID