الاعتلال الدِّماغي الكبدي

(اِعتِلاَل دِمَاغِي بَابِي مَجمُوعِيّ؛ الاعتلال الدِّماغي الكبدي، غَيبوبَة كَبِدِيَّة)

حسبDanielle Tholey, MD, Sidney Kimmel Medical College at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته جمادى الآخرة 1444

الاعتلال الدِّماغي الكبدي هو تدهور وظائف الدِّمَاغ والذي يصيب الأشخاص المصابين بمرض كبدي شديد نتيجة تراكم المواد السَّامة التي يُزيلها الكبد من الدَّم عادةً ووصولها إلى الدِّماغ.

  • يُصيب الاعتلال الدِّماغي الكبدي الأشخاص المصابين باضطراب طويل الأمد (مزمن) في الكبد.

  • يمكن أن يتنشَّط الاعتلال الدِّماغي الكبدي عند حدوث نزفٍ في السبيل الهضمي أو عدوى أو عدم استعمال الأدوية الموصوفة أو شدَّة نفسيَّة أخرى.

  • يُعاني الأشخاص من التَّخليط الذهني والتَّشوُّش والنُّعاس مع حدوث تغيُّرات في الشخصيَّة والسلوك والمزاج.

  • يعتمد الأطباء عند وضع التَّشخيص على الأَعرَاض ونتائج الفحص ومدى الاستجابة للمعالجة.

  • قد يُفيد استبعاد السبب المُنشِّط والحدُّ من استعمال اللاكتولوز (مُليِّن) و ريفاكسيمين (مُضادّ حَيَويّ) في إزالة الأعراض.

(انظر أيضًالمحة عامة عن داء الكبد).

تمرُّ المواد المُمتصَّة إلى مجرى الدَّم من الأمعاء عبر الكبد، حيث تجرِي إزالة السموم بشكلٍ طبيعي.تكون الكثير من هذه السموم (مثل الأمونيا) عبارة عن منتجات تفكُّك طبيعية لهضم البروتين.فعند تَعذُّر إزالة السموم بسبب اختلال وظائف الكبد، تحدث الإصابة بالاعتلال الدِّماغي الكبدي .كما قد تتجاوز بعض السموم الكبدَ بشكلٍ كامل من خلال وصلاتٍ غير طبيعية (تسمَّى الأوعية الرادفة) والتي تتشكَّل بين الجهاز الوريدي البابي (الذي يُغذِّي الكبد بالدَّم) والدَّورة الدَّمويَّة.تتشكل هذه الأوعية نتيجة داء الكبد وارتفاع ضغط الدَّم البابي (ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي، وهو الوريد الكبير الذي ينقل الدَّم من الأمعاء إلى الكبد).

كما قد يُتيح الإجراء الذي يُستَعمل في معالجة فرط ضغط الدَّم البابي (يُسمَّى تحويلة بابيَّة مجموعيَّة) تجاوز السموم للكبد.تكون النتيجة نفسها بغضِّ النَّظر عن السبب: يمكن للسموم أن تصلَ إلى الدِّماغ وأن تؤثِّرَ في وظيفته.لا يكون الأطباء متأكدين بشكلٍ دقيقٍ من المواد المسؤولة عن التأثير في الدِّماغ.ولكن يبدو أنَّه يوجد دورٌ للمستويات المرتفعة لمنتجات تفكُّك البروتين في الدَّم، مثل الأمونيا.

يتنشَّط الاعتلال الدِّماغي عادةً عند الأشخاص المصابين باضطراب كبدي طويل الأمد (مزمن) نتيجة عوامل مثل:

  • الإصابة بالعدوى

  • عدم الالتزام في استعمال الأدوية

  • حدوث نزف في السبيل الهضمي، مثل حدوث نزف من الأوردة المُتضخِّمة المُنفتلة (الدَّوالي) في المريء (دوالي مريئيَّة)

  • الإصابة بالتَّجفاف

  • وجود عدم توازن شاردي

  • أخذ عقاقير مُعيَّنة وخصوصًا الكحول أو بعض المهدِّئات أو مسكنات الألم أو مُدرَّات البول

أعراض الاعتلال الدِّماغي الكبدي

الأَعرَاض هي تلك النَّاجمة عن اختلال وظائف المخ، وخصوصًا انخفاض درجة الانتباه والتَّخليط الذهنِي.تحدث تغيُّرات طفيفة في التفكير المنطقي والشخصيَّة والسُّلُوك في المراحل المُبكِّرة.قد يتغيَّر مزاج الشخص ويمكن أن تَضعُفَ محاكمته.ويمكن أن يحدث اضطرابٌ في أنماط النوم الطبيعيَّة.قد يصبح الأشخاص مكتئبين أو قلقين أو مُتهيِّجين.يمكن أن يُعانوا من صعوبةٍ في التركيز.

قد تكون رائحة نَفَس الشخص شبيهةً برائحة حلوى مُتعفِّنة في جميع مراحل الاعتلال الدِّماغي.

ويُعجزُ الأشخاص عن المحافظة على ثبات أيديهم عند مدِّها بعيدًا عند الذراع مع تقدُّم الأعراض، ممَّا يؤدي إلى تحريك الأيدي بحركات خفقيَّة غير مُهذَّبة (لاثباتيَّة).قد تنتفض عضلاتهم بشكل لا إرادي أو بعد تعرُّضهم لصوت أو ضوء أو حركة مفاجئة أو لأيِّ منبِّهٍ آخر.ويسمى هذا النَّفضان رَمَع عضلي.كما يُعاني الأشخاص من النُّعاس والتَّخليط الذهني عادةً، ويحدث بطءٌ في حركاتهم وكلامهم.ومن الشائع أن يُعاني الأشخاص من التَّوهان.ويصبح الأشخاص المصابون بالاعتلال الدِّماغي مُتهيِّجين ومنفعلين في بعض الأحيانوقد يفقد الأشخاص وعيهم ويدخلون في غيبوبة في نهاية المطاف مع استمرار تدهور وظائف الكبد.تنتهي الغيبوبة بحدوث الوفاة رغم استعمال العلاج غالبًا.

تشخيص الاعتلال الدِّماغي الكبدي

  • تقييم الطبيب

  • الاختبارات الدموية

  • اختبار للحالة النَّفسيَّة في بعض الأحيان

  • إجراء تخطيط لكهربيَّة الدِّماغ في بعض الأحيان

يعتمد التَّشخيص بشكلٍ رئيسيٍّ على الأَعرَاض ونتائج الفحص ومدى استجابة الشخص للعلاج.حيث يستفسر الأطباء عن مُنبِّهاتٍ محتملة لاعتلال الدماغ (مثل عدوى أو دواء) لتحديد الأَسبَاب المحتملة.ذلك أنَّهم يُجرون الاختبارات الدَّمويَّة لتحديد المحرضات، ولاسيَّما الاضطرابات التي يمكن معالجتها (مثل حالات العدوى أو نزف في السبيل الهضمي)، ولتأكيد التَّشخيص.ويجري قياس مستوى الأمونيا أيضًا.حيث يكون مستواه مرتفعًا بشكلٍ غير طبيعي (يُشير إلى وجود خلل في وظائف الكبد)، إلَّا أنَّه لا يمكن دائمًا اعتماد قياس المستوى كوسيلةٍ لوضع تشخيص الاعتلال الدِّماغي.

ويمكن أن يُجري الأطبَّاء اختباراتٍ للحالة النَّفسيَّة للتَّحرِّي عن التَّغيُّرات الطفيفة التي تحدث في المراحل المبكرة من الاعتلال الدِّماغي الكبدي.كما يمكن إجراء تخطيط لكهربيَّة الدِّماغذلك أنَّ تخطيط كهربيَّة الدِّماغ يُفيد في اكتشاف حالات الشذوذ في نشاط الدِّماغ ولكنَّه يعجز عن تمييز الاعتلال الدِّماغي الكبدي عن الأَسبَاب المحتملة الأخرى.

وقد يكون من الصَّعب تمييز الإصابة بالاعتلال الدِّماغي الكبدي في مراحله الأولى عند كبار السِّن وذلك لأنَّ أعراضه الأولى (مثل اضطراب أنماط النَّوم والتخليط الذهني الخفيف) يمكن أن تُنسبَ إلى الإصابة بالخَرَف أو أن يُصنَّف بشكلٍ خاطئ على أنَّه هَذيان.

علاج الاعتلال الدِّماغي الكبدي

  • إزالة المحرضات

  • إزالة المواد السَّامَّة من الأمعاء

يحاول الأطبَّاء إزالة أية محرضات للاعتلال الدِّماغي، مثل حالات العدوى أو الأدوية.

كما يُحاولون إزالة المواد السامة من الأمعاء لأنَّها يمكن أن تُسهم في حدوث الاعتلال الدِّماغي.حيث يمكنهم استعمال واحدةٍ أو أكثر من التدابير التالية:

  • لاكتولوز: اللاكتولوز، هو سكَّر اصطناعي يُستعمل كمُليِّن يؤخذ عن طريق الفم، حيث يعمل على تسريع مرور الطعام.ونتيجةً لهذ التأثير وغيره من التَّاثيرات، فإنَّه يعمل على الحدِّ من كمية النَّشادر التي يمتصُّها الجسم.

  • المضادَّات الحيويَّة: قد يقوم الأطبَّاء بوصف استعمال المضادَّات الحيوية (مثل ريفاكسيمين) التي تُستَعملُ عن طريق الفم ولكن دون أن يَجرِي امتصاصها من الأمعاء.تبقى هذه المضادَّات الحيوية في الأمعاء، حيث يمكنها خفض عدد الجراثيم التي تُشكِّل السموم خلال عملية الهضم.

يُعدُّ الاعتلال الدِّماغي الكبدي من الحالات العكوسة (القابلة للإصلاح) عند معالجته في كثيرٍ من الأحيان .يمكن الشفاء بشكلٍ كاملٍ من الاعتلال الدِّماغي الكبدي وخصوصًا عندما يكون سبب حدوثه قابلًا للإصلاح.إلَّا أنَّ الأشخاص المصابين باضطرابٍ مزمنٍ في الكبد معرَّضون لحدوث نوبات اعتلال دماغي في المستقبل.وتحتاج بعض الحالات إلى العلاج المستمر.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID