الرُّكود الصَّفراوي

حسبDanielle Tholey, MD, Sidney Kimmel Medical College at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته جمادى الآخرة 1444

الرُّكود الصفراوي هو تراجع أو توقُّف جريان الصفراء.الصفراء هي السائل الهضمي الذي ينتجه الكبد.

  • يمكن أن يحدث الركود الصفراوي نتيجة وجود اضطرابات في الكبد أو في القناة الصفراويَّة أو في البنكرياس.

  • يبدو الجلد وبياض العينين بلونٍ أصفر مع الشعور بحِكَّة في الجلد ويصبح البول داكن اللون وقد يُمسي البراز فاتح اللون مع انبعاث رائحة كريهة.

  • من الضروري إجراء اختباراتٍ معمليَّة وفي كثيرٍ من الأحيات تصويريَّة لتحديد السبب.

  • تختلف المعالجة باختلاف السبب، ولكنَّ استعمال الأدوية قد يُساعد على تخفيف الحِكَّة.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الكبد والمرارة، والمرارة والسَّبيل الصفراوي، ولمحة عامة عن داء الكبد).

تؤدي الإصابة بالرُّكود الصَّفراوي إلى إضعاف جريان الصفراء في إحدى المراحل بين خلايا الكبد (التي تُنتج الصفراء) والاثناعشري (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة).ويؤدي توقف جريان الصفراء إلى خروج البيليروبين الصِّباغي (فضلات تتشكَّل عند تفكُّك خلايا الدَّم الحمراء القديمة أو المُتضرِّرة) إلى مجرى الدَّم حيث يتراكم.ينضمُّ البيليروبين إلى الصفراء في الكبد عادةً، وينتقل عبر الأقنية الصفراوية إلى السَّبيل الهضمي حيث يَجرِي طرحه خارج الجسم.يجري طرح معظم البيليروبين عن طريق البراز، ولكن يَجرِي طرح كمية صغيرة منه عبرَ البول.

صورة ترسيمية للكبِد والمَرارة

أسباب الركود الصفراوي

تنقسم أسباب الرُّكود الصَّفراوي إلى مجموعتين: أسباب تنشأ داخل الكبد وأخرى تنشأ خارجه.

الأَسبَاب التي تنشأ داخل الكبد

تنطوي الأسباب على التهاب الكبد الحاد، وداء الكبد المرتبط بالكحول، والتهاب الأقنية الصفراويَّة الصفراوي الأوَّلي مع التهاب وتندُّب الأقنية الصَّفراوية، وتشمُّع الكبد النَّاجم عن التهاب الكبد الفيروسي B أو C (مع التهاب وتندُّب الأقنية الصَّفراوية أيضًا)، واستعمال أدوية معيَّنة (مثل أموكسيسيلين / كلافولانات وكلوربرومازين وأزاثيوبرين وموانع الحمل الفمويَّة)، والتأثيرات الهرمونية في جريان الصفراء خلال فترة الحمل (وهي حالة تُسمَّى ركود صفراوي حملي)، والسرطان الذي انتشر إلى الكبد.

الأَسبَاب التي تنشأ خارج الكبد

تشتمل الأَسبَاب على وجود حصاة في القناة الصَّفراويَّة وتضيُّق (تضيق) القناة الصفراويَّة وسرطان القناة الصفراويَّة وسرطان البنكرياس والتهاب البنكرياس.

أعراض الرُّكود الصفراوي

يُعدُّ اليرقان والبول الدَّاكن والبراز الفاتح اللون والحِكَّة المُعمَّمة أعراضًا مُميِّزة للركود الصَّفراوي.اليرقان هو اصفرار لون الجلد والعينين والذي ينجم عن ترسُّب كميَّة زائدة من البيليروبين في الجلد، وينجم لون البول الدَّاكن عن طرح كمية زائدة من البيليروبين من خلال الكُلى.يمكن الشعور بحِكَّةٍ في الجلد بسبب تجمُّع المنتجات الصفراويَّة في الجلد.يمكن للخدش إلحاق الضَّرر بالجلد.قد يصبح لون البراز فاتحًا نتيجة منع مرور البيليروبين إلى الأمعاء المسدودة، ممَّا يحولُ دون خروجه من الجسم عن طريق البراز.قد يحتوي البراز على الكثير من الدُّهون (حالة تُسمَّى إسهال دهني)، لأنَّ الصفراء لا تستطيع دخول الأمعاء للمساعدة على هضم الدُّهون الموجودة في الأطعمة.وقد يكون البراز الدهنيُّ كريه الرَّائحة.

كما يعني نقص الصفراء في الأمعاء أنَّ امتصاص الكالسيوم وفيتامين D يكون سيِّئًا.يؤدي استمرار الرُّكود الصفراوي إلى حدوث نقصٍ في هذه العناصر الغذائية ممَّا قد يُسبِّب فقدان الأنسجة العظميَّة.كما أنَّ امتصاص فيتامين K (الضروري لتجلُّط الدَّم) يكون ضعيفًا من الأمعاء، ممَّا يؤدي إلى الميل إلى سهولة حدوث نزف.

تؤدي الإصابة لفترة طويلة باليرقان بسبب الرُّكود الصَّفراوي إلى تحوُّل لون البشرة إلى لونٍ موحل وإلى ترسُّب الدُّهون الصفراء في الجلد.يعتمد ظهور أعراضٍ أخرى مثل الألم البطني أو نقص الشهيَّة أو التقيؤ أو الحمَّى على سبب حدوث الرُّكود الصفراوي.

تشخيص الركود الصفراوي

  • الاختبارات الدَّمويَّة

  • يُجرى اختبار تصوير التخطيط بالصدى عادةً عندما تكون نتائج فحص الدَّم غير طبيعيَّة

  • خزعة الكبد في بعض الأحيان

يشتبه الطبيب بالإصابة بالرُّكود الصفراوي عند الأشخاص المصابين باليرقان، حيث يحاول تحديد ما إذا كان السبب من داخل أو خارج الكبد اعتمادًا على الأعراض وعلى نتائج الفحص السَّريري.

يُشير الاستعمال الحديث للأدوية التي يمكنها التَّسبُّب بحدوث الركود الصفراوي إلى أنَّ السبب من داخل الكبد.كما يُشير ظهور الأوعية الدَّموية العنكبوتية الصغيرة المرئية في الجلد (تسمى ورم وعائي عنكبوتي) والطحال المُتضخِّم وتجمُّع السوائل داخل البطن (استسقاء البطن)- والتي هي علامات لأمراض كبديَّة مزمنة- إلى وجود سبب داخل الكبد.

بينما تشتمل النتائج التي تشير إلى أنَّ السَّبب من خارج الكبد على أنواعٍ معينة من ألَم البَطن (مثل آلام متقطعة في الجانب العلوي الأيمن من البطن، وأحيَانًا في الكتف الأيمن أيضًا) وتضخُّم المرارة (يُشعَرُ به أثناء الفَحص السَّريري أو يُكتَشف بواسطة دراسات التصوير).

لا تشير بعض الأعراض (مثل فقدان الشهية، والغثيان، والتقيؤ) إلى مصدر السبب سواءً كان من داخل الكبد أو من خارجه.

وتُجرى اختباراتٌ دمويَّةٌ عادةً لقياس مستويات إنزيمين (الفوسفاتيز القلوية وناقلة الببتيد غاما غلوتاميل) يكونا شديدا الارتفاع عند الأشخاص المصابين بالرُّكود الصَّفراوي.ولكن، إذا كان مستوى الفوسفاتاز القلوي مرتفعًا جدًا وكان مستوى أنزيم ناقلة غاما-غلوتاميل طبيعيًا، فإن سبب ارتفاع مستوى الفوسفاتاز القلوي قد لا يكون الركود الصفراوي.يُشير اختبار الدَّم الذي يقيس مستوى البيليروبين إلى شدَّة الرُّكود الصَّفراوي وليس إلى سبب حدوثه.

تُجرى دراسة تصويريَّة بتخطيط الصدى غالبًا إذا كانت نتائج فحص الدَّم غير طبيعيَّة.قد يُجرى تصويرٌ مقطعيٌّ مُحوسَب أو في بعض الأحيان تصوير بالرنين المغناطيسي بالإضافة إلى تخطيط الصدى أو بدلًا عنه.وقد يُجرى فحصٌ لخزعةٍ من الكبد إذا تبيَّن أنَّ السبب من داخله، حيث إنَّ نتيجة فحصها تُحدِّدُ التشخيص عادةً.

أمَّا إذا تبيَّن أنَّ السبب هو وجود انسداد في الأقنية الصَّفراويَّة، فمن الضروري عادةً استعمال طريقة تصويرٍ توفِّر صورًا أشدُّ دقَّةً لهذه الأقنية الصَّفراويَّة.يجري تنفيذ أحد الإجراءات التالية عادةً:

  • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية التنظيري بالطريق الراجع، حيث يَجرِي إدخال أنبوب مشاهدة مرن (منظار داخلي) من خلال الفم إلى الأمعاء الدقيقة، ويَجرِي حقن عامل تباين ظليل للأشعة (والذي يمكن تمييزه في صورة الأشعَّة السِّينية) من خلال أنبوبٍ في الأقنية الصفراويَّة والبنكرياسيَّة (ERCP).ثمَّ، يَجرِي أخذ صورة بالأشعَّة السِّينية.

  • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة بالرَّنين المغناطيسيّ :هو تصوير بالرنين المغناطيسي للأقنية الصفراويَّة والبنكرياسيَّة، مع وجود تقنيات متخصِّصة تُستَعملُ لجعل السَّائِل الموجود في الأقنية يبدو مشرقًا بينما تظهر الأنسجة المحيطة داكنة.

  • التنظير بتخطيط الصدى: يجري الحصول على الصور من خلال مسبار تخطيط الصدى الذي يجري إدخاله مع أنبوب مشاهدة مرن (منظار داخلي) عبر الفم إلى الأمعاء الدقيقة.

علاج الركود الصفراوي

  • تُعالجُ انسدادات القناة الصفراويَّة بالجراحة أو بالتنظير الدَّاخلي

  • تختلف معالجة الانسدادات الدَّاخليَّة في الكبد باختلاف سبب حدوثها

  • تُعالَج الحِكَّة باستعمال الكولسترامين

يمكن معالجة انسداد الأقنية الصفراويَّة عادةً بالعلاج الجراحي أو التنظيري (باستعمال أنبوب مشاهدة مرن مع الأدوات الجراحية المرافقة).

يمكن معالجة الانسداد داخل الكبد بطرائق مختلفة وفقًا لسبب حدوثه.يوصي الطبيب بإيقاف استعمال الأدوية عند الاشتباه بأنَّها سبب حدوث الحالة.وإذا كان التهاب الكبد الحاد هو السبب، فإنَّ الرُّكود الصَّفراوي واليرقان يزولان خلال سير التهاب الكبد عادةً.يُنصح الأشخاص المصابون بالركود الصفراوي بتجنُّب أو التوقف عن استعمال أيَّة مادة سامة للكبد، مثل الكحول وبعض الأدوية.

يمكن استعمال الكولسترامين، الذي يُستَعمل عن طريق الفم، في معالجة الحِكَّة.يرتبط هذا الدواء ببعض المنتجات الصفراويَّة في الأمعاء، لذلك لا يمكن إعادة امتصاصها نظرًا لتهيُّج الجلد.

يمكن أن يؤدي استعمال فيتامين K إلى تحسين تجلُّط الدَّم مالم يوجد ضررٌ شديدٌ في الكبد.

يجري استعمال مُكمِّلات الكالسيوم وفيتامين D غالبًا عند استمرار الرُّكود الصَّفراوي، إلَّا أنَّ تأثيرها في منع فقد النسيج العظمي يكون محدودًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID