الانصمام الرِّئوي

حسبVictor F. Tapson, MD, Cedars-Sinai Medical Center
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

الانصمامُ الرئوي هو انسدادُ أحد الشرايين الرئوية بمادة صلبة يحملها مجرى الدَّم (الصمَّة embolus) - تكون جلطة دموية (خثرة thrombus) عادة أو مادَّة أخرى في حالات نادرة.

  • ينجم الانصمامُ الرئوي عن جلطة دموية عادةً، رغم أنَّه يمكن لموادّ أخرى أن تُشكِّل الصِّمَّات وتسدَّ الشريان.

  • تختلف أعراضُ الانصمام الرئوي، ولكنَّها تشتمل على ضيق النَّفس عادة.

  • يقوم الأطباءُ في كثير من الأحيان بتشخيص الانصمام الرئوي من خلال التحري عن وجود انسداد في أحد الشرايين الرئوية بتصوير الأوعية المقطعي المحوسب (CT) أو بإجراء مسحٍ أو تفرُّس للرئة.

  • لعلاج الانصمام الرئوي، تُستخدم الأدويةُ المضادَّة للتخثر لتسييل الدم ولمنع زيادة حجم الصِّمَّات في أثناء إذابة الجسم للجلطات؛ وقد توجد ضرورة إلى اتخاذ تدابير أخرى (مثل الأدوية أو الإجراءات الفيزيائية التي تفتت الجلطات الدموية، أو الجراحة) لدى الأشخاص المعرَّضين لخطر الوفاة.

  • وللوقاية من الانصمام الرئوي، يمكن إعطاء الأدوية المضادة للتخثر (تسمى أحيانًا مُميِّعات الدَّم) للأشخاص المعرضين لخطر كبير.

تحمل الشرايينُ الرئوية الدَّم من الجانب الأيمن من القلب إلى الرئتين.ثم يأخذ الدَّم الأكسجين من الرئتين وينتقل به إلى الجانب الأيسر من القلب.ثم يُضَخّ الدم من الجانب الأيسر من القلب إلى باقي أجزاء الجسم لتزويد الأنسجة بالأكسجين.بعد ذلك يعود الدم إلى الجانب الأيمن من القلب عن طريق الأوردة.وعندما يحدث انسدادٌ في أحد الشرايين الرئوية بواسطة الصمة، قد لا يستطيع الأشخاص الحصول على كمية كافية من الأكسجين في الدَّم.

قد تُسبّب الصماتُ الكبيرة (الصمات الرئوية الكتلية أو الجسيمة massive pulmonary أو الشديدة الخطورة) انسدادًا كبيرًا، بحيث لا يستطيع الجانب الأيمن من القلبُ ضخّ ما يكفي من الدَّم عبر الشرايين الرئوية، فينخفض ضغط الدم.قد يؤدي ضخُّ كميَّة زهيدة من الدَّم، أو تعرُّض القلب لإجهادٍ شديدٍ، إلى إصابة الشخص بالصدمة ووفاته.في بعض الأحيان، يؤدي انسدادُ المجرى الدموي إلى تموّت جزء من النسيج الرئوي،يُسمى الاحتشاء الرئوي.

يقوم الجسمُ بتفكيك الجلطات الصغيرة بسرعة أكبر من الجلطات الكبيرة، ممَّا يحدُّ من الضرر.أمّا الجلطاتُ الكبيرة فتستغرق وقتًا أطول بكثير لكي تتفتت.قد لا تتفتت الجلطات وتشكل ندبات لأسباب غير معروفة لدى نسبة ضئيلة من الأشخاص، مما قد يسبب ارتفاعًا مزمنًا في ضغط الدم في الشرايين الرئوية (ارتفاع ضغط الدم الرئوي) ويسبب أعراضًا بعيدة المدى، بما في ذلك ضيق التنفس والوذمة (أو التورم) في الأطراف السفلية.

يحدث الانصمامُ الرئوي عند حَوالى 350,000 شخص سنويًا ويتسبب في حدوث 85,000 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة.وهو يُصيبُ البالغين بشكلٍ رئيسي.

أسباب الانصمام الرئوي

السبب الأكثر شيوعًا للانصمام الرئوي هو

  • الجلطة الدَّموية

تتشكل الجَّلطةُ الدَّمويَّة عادةً في أحد أوردة الساقين أو الحوض عندما تنخفض سرعة جريان الدَّم أو يتوقف، كما قد يحدث في أوردة الساقين عندما يبقى الشخص في وضعيَّةٍ واحدة لفترة طويلة بعد إصابة ما (مثل كسر الورك) أو الخضوع لجراحة كبيرة أو الجلوس لفترات طويلة في أثناء السفر.وتشمل الأسبابُ الأخرى الحالات التي تجعل الدم أكثر عرضة للتخثر أو وجود مادة غريبة في مجرى الدم (مثل القثطار الوريدي).

قد لا يكون سببُ تجلّط الدم في الأوردة واضحًا، ولكن في كثير من الأحيان تكون الحالاتُ المُهيِّئة (عوامل الخطر) واضحة.تشتمل هذه الحالاتُ على ما يلي:

  • التقدّم في العمر، لاسيّما بعمر أكبر من 60 عامًا

  • اضطراب تجلُّط الدَّم (ازدياد خطر التَّجلُّط الذي يُسمَّى حالة فرط الخَثوريَّة hypercoagulable state)

  • السَّرطان

  • القثاطسر التي تُدخَل في وريد كبير لإعطاء الأدوية أو المغذّيات (قثاطير وريديَّة مستقرَّة أو دائمة)

  • اضطرابات نقي العظم التي تجعل الدمَ شديد الكثافة (فرط اللزوجة hyperviscosity)

  • فشل القلب

  • ضعف الحركة (على سبيل المثال، بعدَ الجراحة أو المرض أو في أثناء قيادة السيارة لفترة طويلة أو السفر المطوَّل جوًا)

  • حالات العدوى (تُسبِّبُ بعض حالات العدوى الخطيرة التهابًا جهازيًا واسع النطاق مما يؤهب لحدوث التَّجلُّط؛ قد يحفز فيروس سارس-كوف-2، المسبب لعدوى كوفيد-19، حدوث الجلطات)

  • إصابة في الحوض أو الورك أو الساق

  • اضطراب في الكلى يسمّى المُتلازمة الكلائيَّة nephrotic syndrome

  • جراحة كبرى خلال الأشهر الثلاثة الماضية

  • البدانة

  • الحمل أو النُفاس

  • جلطة دموية سابقة

  • داء الكُريات المنجلية Sickle cell disease

  • التدخين

  • السكتة الدماغية

  • استعمال هرمون الإِسترُوجين، مثلًا كعلاج لأعراض انقطاع الطمث أو في وسائل منع الحمل (في هذه الحالة يكون الخطرُ مرتفعًا بشكل خاص بين النساء اللواتي تزيد أعمارهنّ على 35 عامًا أو المدخِنات)

  • استخدام مُعدِّلات مستقبلات الإِسترُوجين(مثل رالوكسيفين raloxifene أو تاموكسفين tamoxifen)

  • استخدام العلاج التعويضي بالتستوستيرون

يدخل الأشخاصُ الذين يجلسون لفترات طويلة دون حركة (كما يحدث في أثناء السفر الجوي) في نطاق الخطر.

يُعتقد بأن الأشخاص المصابون بعدوى كوفيد-19 يواجهون خطرًا أعلى للإصابة بالانصمام الرئوي.وقد يكون الخطر أعلى لأن الأشخاص المرضى أو المنومون في المستشفى قد يكون لديهم ضعف في الحركة، ولكن المرض نفسه قد يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بجلطات الدم.

وبنسبةٍ أقل، تتشكل جلطات دمويَّة في أوردة الذراعين أو في الجانب الأيمن من القلب.وفي أحيان نادرة، تُكتَشف الجلطاتُ في الجانب الأيمن من القلب، ويُشار إليها كجلطة عابرة (clot in transit).تتوجَّه الجلطة إلى الرئتين عادةً بمجرَّد تحرُّرها في مجرى الدَّم.

أنواع غير مَألوفَة من الصمّات

لا يقتصر سببُ الانسداد المفاجئ في شريان الرئة على الجلطات الدموية؛حيث يمكن لمواد أخرى أن تتسبَّب في حدوث الصِّمَّات.

  • يمكن للدهون أن تصلَ إلى الدم من نقيِّ العظام عندما يُكسر عظم طويل أو في أثناء جراحة العظام، وتَشكُّل الصمة.كما يمكن للدُّهون أن تُفلتَ في بعض الأحيان، كما في إجراءات شفط الدهون والتطعبمبها.

  • ويمكن للسائل الأمنيوسي الذي يضغط على أوردة الحوض في أثناء الولادة المصحوبة بمضاعفات أن يُشكِّل صمَّة.

  • قد تتفكَّك كتلٌ من الخلايا السرطانية، وتصل إلى مجرى الدَّم لتُشكل صِمّات وَرميَّة.

  • وقد تُشكل فقاعات الهواء صِمَّات إذا انفُتِح القَثطَار في أحد الأوردة الكبيرة (الأوردة المركزية) عن غير قصد نحو الهواء.كما قد تتشكَّل الصماتُ الهوائية عند القيام بإجراءٍ على الوريد (كما يحدث عند إزالة الجلطة الدموية).وهناك خطر إضافي يتمثل في الغوص تحت الماء (لأن النتروجين المنحل في الدم والأنسجة بتركيز أعلى تحت الضغط المرتفع يشكل فقاعات مع انخفاض الضغط؛ وهو ما يعرف باسم "داء الغواص" أو "داء تخفيف الضغط").

  • كما يمكن للمواد المصابة بالعدوى تشكيل الصمة والانتقال إلى الرئة.تتضمَّن الأَسبَابُ الاستخدام غير المشروع للعقاقير عن طريق الحقن الوريدي، وبعض حالات عدوى صمامات القلب والتهاب الوريد مع تشكّل الجلطة الدموية والعدوى (التهاب الوريد الخثاري الإنتاني).

  • يمكن إدخالُ مادة أجنبية في مجرى الدم، ويحدث ذلك عادة عن طريق حقن مواد غير عضوية في الوريد مثل التالك أو الزئبق عن طريق حقن متعاطي المخدرات، حيث قد تُشكِّل صماتٍ وتنتقل إلى الرئتين.

  • قد يدخل الاسمنت العظمي الطبي في حالاتٍ قليلة إلى مجرى الدم بعد إجراء يسمى رأب الفقرات.

أعراض الانصمام الرئوي

تختلف أعراضُ الانصمام الرئوي باختلاف شدَة انسداد الشريان الرئوي وصحّة الشخص بشكل عام؛فمثلًا، قد يُعاني الأشخاصُ المصابون بمرض آخر، مثل الدَّاءِ الرِّئَوِيِّ الانسداديِ المُزمِن (COPD) أو دَاء الشِّريَان الإكليلي (التاجي)، من أعراضٍ مُعيقةٍ أكثر.

قد لا تُسبّب الصماتُ الصغيرة أيَّة أعراض، ولكن عندما تظهر الأعراض فإنها تحدث فجأة على الأغلب.

يمكن أن تشتملَ أعراض الانصمام الرئوي على ما يلي:

  • ضيق النَّفَس

  • ألم الصدر

  • الشعور بخفَّة في الرأس أو الإغماء

قد يكون ضيقُ النَّفس هو العرض الوحيد، لاسيَّما إذا لم يحدث احتشاء رئوي.يكون التَّنفُّسُ متسرِّعا جدًّا في كثير من الأحيان، وقد يشعر الشخص بالقلق أو التململ، ويبدو كأنَّه يعاني من نوبة قلق.

يعاني بعضُ الأشخاص من ألمٍ في الصدر.ويمكن أن تصبحَ ضربات القلب سريعة أو غير منتظمة أو كليهما.

تكون الأعراضُ الأولى للانصمام الرئوي عند بعض الأشخاص، ولاسيَّما المصابين بصمَّات ضخمةٍ، هي الشعور بخفَّة الرأس أو فقدان الوعي.وقد ينخفض ضغطُ الدَّم بشكلٍ خطير (حالة تسمّى الصدمة)، ويصبح الجلدُ باردًا، وقد يميل الجلد الفاتح إلى اللون الأزرق في حين يميل الجلد الداكن إلى اللون الرمادي (زرقة cyanosis)، ويمكن ان يموتَ الشخص بشكل مفاجئ.

وقد تكون أولى أعراض الانصمام الرئوي عندَ كبار السن التَّخليطَ الذهنِي أو تدهور الوظائف الذهنية.تنجم هذه الأَعرَاضُ عادةً عن حدوث انخفاض مفاجئ في قدرة القلب على توفير ما يكفي من الدَّم الغني بالأكسجين إلى الدماغ، وباقي الأعضاء.

الاحتشاءُ الرئوي Pulmonary infarction

يحدث الاحتشاءُ الرئوي عندما لا يتلقَّى بعضُ النسيج الرئوي كفايته من الجريان الدموي والأكسجين، وبالتالي يتموت نتيجة انسداد أحد الأوعية الدموية الرئوية بالصمة الرئوية.وتظهر أعراضُ احتشاء الرئة على مدى ساعات.إذا حدث احتشاء رئوي، قد يسعل الشخصُ بلغمًا ملطخًا بالدم، ويشعر بألمٍ حادّ في الصدر عندَ الشَّهيق، ويعاني من حمَّى في بعض الحالات.تستمرّ أعراضُ الاحتشاء عدة أيام غالبًا، ولكنَّ شدَّتها تنخفض تدريجيًّا بشكلٍ يومي.

الصِّمَّاتُ المُعاودة

يمكن أن يحدث ارتفاعٌ في ضغط الدَّم في الأوعية الدموية في الرئتين (يُسمَّى فرط ضغط الدَّم الرئوي) بشكلٍ متكرِّرٍ عند أولئك الأشخاص الذين لديهم صمات متكرِّرة، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانصمامي الخثاري المزمن.وهذه الزيادةُ في ضغط الدم يمكن أن تُسبِّبَ أعراضًا، مثل ضيق النَّفَس وتورّم الكاحلين أو الساقين واالضعف، حيث تميل إلى الحدوث تدريجيًّا خلال أشهر أو سنوات.

تشخيص الانصمام الرئوي

  • تصوير الأوعية المقطعي المحوسَب CT أو تصوير الساقين بتخطيط الصدى أو إجراء مسح للتَّروية الدَّمويَّة في الساقين أو توليفة من هذه الاختبارات

يشتبه الأطباءُ في حدوث انصمام رئوي اعتمادًا على أعراض الشخص وعوامل الخطر، مثل الجراحة الحديثة أو الفترة الطويلة من الراحة في الفراش، أو وجود ميل لتكوين جلطات دمويَّة.

قد يكون من السهل نسبيًّا تشخيصُ الانصمام الرئوي الكبير، لاسيَّما عند معاناة الشخص من حالات واضحة قد تسبّب الانصمام الرئوي، مثل علامات تجلط الدَّم في إحدى الساقين.ومع ذلك، وفي كثير من الحالات، تكون الأعراضُ غائبة أو تلتبس بأعراض اضطرابات أخرى مثل الالتهاب الرئوي، أو النوبة القلبية، أو الربو والذي هو سببٌ مهم لصعوبة تشخيص الصمّة الرئوية في كثير من الأحيان.

ويمكن لبعض الاختبارات الروتينية أن توفّر علامات على الانصمام الرئوي.ومع ذلك، لا يمكن لهذه الاختبارات تأكيد تشخيص المرض.

الاختباراتُ التي تشير إلى الانصمام الرئوي

قد تكشف الأشعَّة السِّينية الصدر في حالات نادرة عن تغيّرات طفيفة في أنماط الأوعية الدموية، تحدث بعدَ الانصمام؛ وقد تكشف عن علامات احتشاء رئوي.ومع ذلك، فإنَّ نتائجَ الأشعَّة السِّينية تكون طبيعية عادةً؛ وحتى عندما تكون غير طبيعية، فإنها لا تُمكِّن الأطباء من تأكيد التشخيص.

يمكنلتخطيط كهربيّة القلب (ECG) إظهارَ الشذوذات في بعض الأحيان.ويمكن لهذه الشذوذات أن تدعم أو تشير إلى تشخيص الانصمام الرئوي، ولكن لا يمكنها تأكيده.

يُقاس مستوى الأكسجين في الدَّم باستخدام مِجَسٍّ يوضع على طرف الإصبع (قياس التأكسج النبضي).وبما أنَّ الانصمامَ الرئوي يسدُّ الشرايين الرئوية، فقد يكون مستوى الأكسجين في الدم منخفضًا.كما يأخذ الأطباءُ في بعض الأحيان عَيِّنَة دموية من الشريان ويقيسون مستوى الأكسجين والغازات الأخرى فيها.

يحكم الأطباءُ أولًا على مدى احتمال حدوث الانصمام الرئوي استنادًا إلى معلومات، مثل خطر إصابة الشخص بالانصمام الرئوي وشدة الأعراض ونتائج الاختبارات المبكّرة (مثل الأشعَّة السِّينية للصدر ومستوى الأكسجين في الدَّم)؛والأهم من ذلك، أن الانصمام الرئوي يعتبر غير محتمل إذا كانت عوامل الخطر غائبة تمامًا.

فإذا كان احتمالُ الاصابة بالانصمام الرئوي غير مرجَّح، يُعادُ إجراء فحص الدم لقياس مستوى مادة تُسمّى د-ديمر أو المثنوي د D-dimer.قد يكون هذا الاختبار هو الاختبار الوحيد المطلوب إذا كان الانصمام الرئوي غير محتمل.فإذا كان مستوى المثنوي-دي طبيعيًا، يكون احتمال حدوث صمة رئوية منخفضًا جدًا.على الرغم من أن انخفاضَ مستوى المثنوي-دي عند الأشخاص من ذوي الخطر المنخفض يعني أنّ الانصمام الرئوي غير مرجّح، إلَّا أنَّ المستوى المرتفع لا يعني بالضرورة أنَّ الانصمام الرئوي مرجّح.يمكن أن تتسبَّب اضطراباتٌ أخرى، مثل العدوى أو الإصابة، في أن يكون مستوى المثنوي-دي مرتفعًا، لذلك ينبغي إجراء اختبارات إضافية لتأكيد التشخيص.

اختبار مختبري

وإذا بدا أنّ الانصمام الرئوي أكثر احتمالًا أو إذا كانت نتيجة اختبار المثنوي-دي غير طبيعية، فينبغي إجراء اختبارات أخرى، حيث تكون واحدًا أو أكثر من الإجراءات التالية عادةً:

اختباراتُ تشخيص الانصمام الرئوي

يعدّ تصويرُ الأوعية المقطعي المحوسَب أحدَ أنواع التصوير المقطعي المحوسب.وهو سريع وغير باضع، ودقيقٌ إلى حدٍّ ما، وخصوصًا في تحرِّي الجلطات الكبيرة.وللقيام بهذا الاختبار، يُحقَن عامل تباين (مادّة ظليلة) في الوريد؛حيثُ تنتقل هذه المادة إلى الرئتين عن طريق الشرايين الرئوية، ويقوم ماسح التصوير المقطعي بتوفير صور للدَّم في الشرايين لتحديد ما إذا كان هناك انصمامٌ رئوي يعيق الجريان الدَّموي.يُعدُّ تصويرُ الأوعية المقطعي المحوسب الاختبار التصويري الأكثر استخدامًا لتشخيص الانصمام الرئوي.وقد يشيرُ هذا الاختبارُ إلى درجة الضخّ القلبي أيضًا.

فحص التهوية/التروية الرئويَّة هو تصوير غير باضع ودقيق إلى حدٍّ ما، ولكنَّ إجراءه يستغرق وقتًا أطول من الأشعَّة المقطعية؛يُعدُّ فحصُ التهوية/التروية تصويرين في الواقع، أحدهما يقيس التنفُّس (التهوية) والآخر يقيس الجريان الدموي (التروية).يُجرى الاختباران معًا عادةً ولكن يمكن إجراؤها بشكل منفصل أيضًا.

بالنسبة لتصوير التروية الرئوية، تُحقَن كمية صغيرة من المادة المشعة في الوريد وتنتقل عبر الشرايين الرئوية، وهي تنتقل إلى الرئتين، وترسم الإمداد الدَّموي للرئة.تستبعد النتائج الطبيعية تمامًا للتروية وجود انصمام رئوي.وتدعم نتائجُ الفحص غير الطبيعية إمكانية وجود انصمام رئوي، ولكنها قد تشير أيضًا إلى إمكانية وجود إضطرابات أخرى.يلجأ الأطباء إلى تصوير التروية الرئويَّة في بعض الأحيان إذا كان لدى الشخص مشكلة في الكلى تمنع تصوير الأوعية الدموية المقطعي، لأنَّ عامل التباين المستخدم في التصوير المقطعي قد يلحِق ضررًا أكبر بالكلى.

في تصوير التهوية الرئوية، يستنشق الشخصُ غازًا غير ضار يحتوي على كمية ضئيلة من المادة المشعة التي تتوزَّع في الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين (الأسناخ).ويمكن بعدَ ذلك مشاهدة المناطق، التي يتحرَّر فيها ثاني أكسيد الكربون ويُؤخذ الأكسجين، على جهاز التصوير أو التفرُّس scanner.

ومن خلال مقارنة تصوير التهوية مع نمط إمدادات الدَّم الموضَّح في تفرُّس التروية، يستطيع الأطباء عادةً تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من انصمام رئوي.

يُعدُّ تصويرُ الساقين بتخطيط الصدى من الإجراءات غير الباضعة، ويمكنه تحديد الجلطات في الساقين التي تُعدُّ المصادر المعتادة للانصمام الرئوي.لا يستبعد غياب الجلطات في أوردة الساق وجود الانصمامَ الرئوي.ومع ذلك، إذا كشف التصوير بالموجات فوق الصوتية عن وجود جلطات دموية، وكان الشخص يعاني من صعوبة طفيفة في التنفس دون أن يترافق ذلك بانخفاض في ضغط الدم أو زيادة في معدل ضربات القلب، يُعالج الأشخاص أحيانًا كما لو كانوا مصابين بانصمام رئوي دون إجراء المزيد من الاختبارات، لأنَّ معالجة كلتا الحالتين هي نفسها في الغالب.

نادرًا ما تكون هناك حاجة إلى تصوير الأوعية الدموية للشريان الرئوي لتشخيص الانصمام الرئوي الحاد.

اختباراتٌ للصمات الخطيرة أو المعاودة

قد يُظهرتخطيطُ صدى القلب موضع الجلطة الدموية في الأذين الأيمن أو البطين الأيمن من القلب.وقد تساعد نتائجُ هذا الاختبار الأطباءَ على تحديد شدة الانصمام من خلال إظهار أنّ الجانب الأيمن من القلب مُجهدٌ بسبب محاولة دفع الدَّم عبر الجلطات.

وفي حالة الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر واضحة للجلطات الدمويّة أو الجلطات المعاودة، قد يقوم الأطباء بقياس مستوى البروتينات في الدَّم أيضًا لتحديد ما إذا كان أحد اضطرابات التخثّر هو السبب.

علاج الانصمام الرئوي

  • العلاج الدَّاعم

  • منع تخثّر الدم

  • وضع مُرشِّح الوريد الأجوف السفلي في بعض الأحيان

  • في بعض الأحيان العلاج الحال للخثرة عن طريق الوريد أو من خلال قثطار يوضع في الشريان الرئوي

  • في بعض الأحيان إزالة الخثرة عن طريق تطبيق شفط من خلال قثطار

تبدأ مُعالَجَةُ الانصمام الرئوي بمعالجة الأَعرَاض.ويُعطى الأكسجين إذا كانت مستوياتُه في الدَّم منخفضة.وقد تعطى المسكّناتُ لتخفيف الألم عندَ الحاجة.إذا كان ضغط الدَّم منخفضًا، تُعطى سوائل عن طريق الوريد، وكذلك أدوية لرفع ضغط الدَّم في بعض الأحيان.قد يكون من الضروري استخدام التهوية الميكانيكية (أنبوب التنفس) في حالة حدوث فشل تنفسي.

منعُ تخثُّر الدَّم

تُعطى الأدوية المضادة للتخثر لمنع جلطات الدم الموجودة من الانتقال إلى الرئتين وتكوين جلطات إضافية.تنطوي الخياراتُ على الهيبارين، وفوندابارينوكس، ومضادَّات التخثر ذات المفعول المباشر التي تُعطى عن طريق الفم، مثل أبيكسابان، وريفاروكسابانر، وإدوكسابان، ودابيغاتران، وأحيانًا الوارفارين.

يُعطى أحد أشكال الهيبارين، ويُسمى الهيبارين غير المجزأ، عن طريق الوريد عادةً، بحيث يكون تأثيره سريعًا، ويمكن عكس هذا التأثير بسرعة.ولكن، يحتاج الهيبارين إلى اختبارات دموية متكرّرة لمراقبة التأثير والاستمرار في الاستشفاء.يتم إعطاء نوع مختلف من الهيبارين يسمى الهيبارين ذو الوزن الجزيئي المنخفض ودواء يسمى فوندابارينوكس عن طريق الحقن تحت الجلد مرة أو مرتين في اليوم.كما تسمح هذه الميزة أيضًا باستخدام هذه الأدوية بعد تخريج الشخص من المستشفى ويكون تأثير الدواء أكثر قابلية للتنبؤ به إلى مستويات لا تحتاج إلى القياس.

عندما يستخدم إيدوكسابان أو دابيغاتران، يجب على الأطباء إعطاء العلاج بالهيبارين (بالوريد أو بالحقن تحت الجلد) خلال أوّل بضع أيام من العلاج قبلَ إعطاء إيدوكسابان أو دابيغاتران، ويتطلّب ذلك بقاء الشخص في المستشفى في بعض الأحيان.وعلى النقيض من ذلك، عندَ استخدام دواء ريفاروكسان أو أبيكسابان، يكون العلاج بالهيبارين غير ضروري في بعض الأحيان إذا كانت الصمات الرئوية صغيرة.عندما يختار الأطباء العلاج بالوارفارين، يُستعمَل كل من الهيبارين والوارفارين خلال الأيَّام الأولى القليلة من العلاج، ومن ثَمَّ تقتصر المعالجةُ على الوارفارين بعد ذلك.

يتطلَّب العلاجُ بالوارفارين إجراء اختبارات دوريَّة للدَّم للتأكد من سيولة الدَّم بالشكل الكافي الذي يمنع تكوّن الجلطات، ولكنَّه ليس مائعًا لدرجة أن يُسبب نزف الدَّم (يُسمّى منع التخثر المفرط).يجري تعديل جرعة الوارفارين بشكلٍ مُتكرِّرٍ بناءً على نتائج اختبارات الدَّم.يتداخل الوارفارين مع أنواعٍ كثيرةٍ ومختلفة من الطعام ومع العقاقير، والمكملات وهو ما قد يؤدي إلى تمييع الدَّم أو زيادة لزوجته بدرجة كبيرة.وفي حالة حدوث منع التخثر المفرط، يمكن أن يحدثَ نزفٌ شديد في عدد من أعضاء الجسم.

ونظرًا لأنَّ الكثيرَ من الأدوية قد تتداخل مع الوارفارين، يجب على الأشخاص الذين يتناولونه أن يتأكدوا من طبيبهم قبل تناول أية عقاقير أو مكملات، بما في ذلك تلك التي يمكن الحصولُ عليها من دون وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين أو الأسبرين، وخلطات الأعشاب، والمكمّلات.كما قد يكون من الضروري تناولُ الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من فيتامين K (الذي يؤثر في تجلُّط الدَّم)، مثل البروكلي والسبانخ واللفت وغيرها من الخضار الورقية الخضراء والكبد والكريب فروت وعصير الكريب فروت والشاي الأخضر، إمَّا بكميات محسوبة أو أن يجري تجنُّب أكلها.

تتميَّز مضادَّاتُ التخثُّر الفموية ذات المفعول المباشر، مثل أبيكسابان، وريفاروكسابان، وإدوكسابان، ودابيغاتران، بمزايا عديدة أكثر من الهيبارين أو الوارفارين.وكما هي الحالُ في الوافارين، يمكن أن تؤخذَ عن طريق الفم، ولكن لا حاجة إلى ضبط الجرعة وإجراء الاختبارات لمراقبة مستوى مضادَّات التَّخثُّر.وعلاوةً على ذلك، فإنَّ هذه الأدويةَ لا تتداخل مع الطَّعَام أو الأدوية الأخرى غالبًا؛ كما أنَّ احتمالَ تسبُّبها في حدوث أنواع شديدة من النزف مقارنة بالوارفارين يكون أقلّ.ولكن، يجب دائمًا تناول مضاد ريفاروكسابان مع الطعام.

تختلف مدَّة استعمال مُضادَّات التَّخثُّر باختلاف حالة الشخص.فإذا كان الانصمامُ الرئوي ناجمًا عن عامل خطر قابل للعكس مثل الجراحة، يُستعمَل العلاج لمدة 3 أشهر.أمَّا إذا كان السببُ هو مشكلة طويلة الأمد، مثل اضطراب تخثر، فقد يستمر إعطاء الدواء إلى أجلٍ غير مُسمَّى.فعلى سبيل المثال، يقوم الأشخاصُ المصابون بانصمامٍٍ رئويٍّ مُعاودٍ، ناجم عن اضطراب تخثري وراثي أو سرطان غالبًا، باستعمال مضادات التخثر إلى أجل غير مسمى عادةً.وقد أظهرت دراساتٌ بحثية حديثة أنه بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يستمر استعمال دواء ريفاروكسان أو أبيكسابان لمدة أطول من 6 أشهر، فإنَّ التقليلَ من الجرعة يقلل من خطر النزف، ولا يزال يمنع معظم الجلطات المتكررة.

العلاجُ الحالُّ للخثرة

تقوم الأدوية الحالَّة للخثرة ("أدوية تفتيت الجلطات") مثل الألتيبلاز (tPA) بتفكيك وحلِّ الجلطات الدَّمويَّة.ولكن، نظرًا لأنَّ هذه الأدوية يمكن أن تُسبِّبَ نزفًا خطيرًا أو مُميتًا، يكون استعمالها مقتصرًا عادةً على معالجة الأشخاص الذين يبدو أنَّهم مُعرَّضون لخطر الموت بسبب الصّمَّة الرِّئويَّة.وباستثناء الحالات الحرجة، لا تُعطى هذه الأدوية عادةً للأشخاص الذين خضعوا لجراحة خلال الأسبوعين الماضيين أو الحوامل أو الذين أصيبوا بسكتة دماغية حديثة أو لديهم عامل خطورة آخر متزايد للنزف.

التَّدابيرُ الفيزيائيَّة

يمكن أن يحاول الأطباءُ في بعض الأحيان تفكيك أو إزالة الصّمَّة باستخدام قثطار يُدخل في الشريان الرئوي إذا بدا أنَّ الشخص مُعرَّضٌ للوفاة نتيجة وجود صِمَّة رئويَّة ضخمة.

وقد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية في بعض حالات الانصمام الشديدة.يمكن أن تكون إزالة الصِّمَّة من الشريان الرئوي إجراءً مُنقذًا للحياة.كما تُستخدم الجراحة لإزالة جلطات الشريان الرئوي الطويلة الأمد التي تُسبِّبُ ضيقًا مستمرًّا في النَّفَس وحالات ارتفاع في ضغط الدَّم في الشريان الرئوي (ارتفاع ضغط الدَّم الرِّئوي الانصمامي الخثاري [CTEPH]).

يمكن وضعُ المُرشِّح بواسطة قثطرة في الوريد الرئيسي في البطن الذي ينقل الدَّم من الساقين والحوض إلى الجانب الأيمن من القلب.كما يمكن استخدام مثل هذا المُرشِّح عند معاودة الصمات رغم المعالجة المضادَّة للتخثر، أو عندَ عدم القدرة على استخدام مضادَّات التخثُّر بداية لسبب ما مثل النزف المستمر..يقوم مُرشِّح عادةً بمنع انتقال الجلطات التي تتكوَّن في الساقين أو الحوض إلى الشريان الرئوي.تتميَّز المُرشِّحاتُ الحديثة بأنَّها قابلة للإزالة (قابلة للاسترجاع)حيث تساعد عملية الإزالة على الوقاية من بعض المضاعفات التي قد تحدث عند ترك المُرشِّحات في مكانها بشكلٍ دائم.

مُرشِّحاتُ الوريد الأجوف السفلي : طريقة للوقاية من الانصمام الرِّئوي

يستخدم الأطباء عادة الأدويةَ التي تَحدُّ من تخثر الدَّم للوقاية من الانصمام الرئوي.ولكن، قد يوصون بوضع مرشح الوريد الأجوف السفلي (IVC) بشكلٍ مؤقت أو دائم في الوريد الأجوف السفلي.ويُوصَى باستعمال هذا الجهاز المرشح عادةً عند تعذُّر استخدام الأدوية التي تحدُّ من التخثّر، كما هي الحالُ عند معاناة الشخص من نزفٍ أيضًا.يمكن أن يحتجز المرشحُ الصِّمَّات قبل أن تصل إلى القلب، ولكنَّه يسمح بجريان الدَّم بحرية.تتفكَّك الصمَّات التي يجري احتجازها من تلقاء نفسها في بعض الأحيان.

مآل الانصمام الرِّئوي

يكون احتمالُ حدوث الوفاة بسبب الانصمام الرئوي شديدَ الانخفاض، ولكن يمكن للانصمام الرئوي الضخم أن يُسبِّبَ الموتَ المفاجئ.تحدث معظمُ الوفيات قبل الاشتباه في التشخيص، وغالبًا ما يحدث ذلك في غضون ساعات قليلة من حدوث الانصمام.تشتمل العَوامِلُ المهمّة المؤثّرة في التشخيص على ما يلي:

  • حجم الصِّمَّة

  • حجم الشرايين الرئوية المسدودة

  • عدد الشرايين الرئوية المسدودة

  • التأثير في قدرة القلب على ضخّ الدَّم

  • الحالة الصحّية العامة للشخص

تنطوي العَوامِلُ التي تساعد على تحديد المآل على مؤشرات كيفية استجابة الجسم، مثل ضغط الدم، ومعدّل ضربات القلب، ومستوى الأكسجين، وما إذا كانت هناك حاجة للأدوية للمساعدة على رفع ضغط الدم.

يكون الشخصُ المصاب بمشكلة خطيرة في القلب أو الرئة أكثرَ عرضة للوفاة بسبب الانصمام الرئوي.كثيرًا ما ينجو الشخصُ الذي تكون وظائف القلب والرئة لديه طبيعية ما لم تتسبَّب الصِّمَّة بسدّ نصف الشرايين الرئوية أو أكثر.

هل تعلم...

  • الانصمام الرئوي هو أحدُ أكثر الأَسبَاب شُيُوعًا للوفيات غير المفسَّرة.

الوقاية من الانصمام الرِّئوي

بما أن الصمة الرئوية قد تكون خطرة وصعبة العلاج، يحاول الأطباءُ الوقاية من تشكّل جلطات الدَّم في أوردة الأشخاص المعرّضين للخطر.وعمومًا، يجب على الأشخاص، لاسيَّما المُعرَّضين لخطر التَّجلُّط، أن يحاولوا أن يكونوا نشطين وأن يتحرَّكوا قدرَ المُستطاع؛فمثلًا، عندَ السفر على متن طائرة لفترة طويلة، يجب أن يحاول الأشخاص النهوض من الكرسي والتحرّك كلَّ ساعتين.

يقوم الأطباءُ باختيار مضادَّات التخثُّر أو تدابير الوقاية الفيزيائية أو توليفة من التدابير اعتمادًا على سبب تعرّض الشخص لخطر الانصمام الرئوي والحالة الصحّية الكامنة لديه.

استعمالُ مضادَّات التخثُّر في الانصمام الرِّئوي

يُستعمَل دواء مضاد للتخثر (يسمّى مُميِّع الدَّم أيضًا) لدى بعض الأشخاص، وغالبًا ما يكون الهيبارين.

يأتي الهيبارين بشكلين:

  • غير مجزأ

  • ذي وزن جزيئي منخفض

يبدو أن كلًا من الهيبارين غير المجزأ والهيبارين ذي الوزن الجزيئي يتمتعان بنفس الفعالية.الهيبارين هو أكثر الأدوية الشَّائع استعمالها للتقليل من احتمال تشكُل الجلطات في أوردة ربلة الساق بعدَ أي نوع من العمليات الجراحية الكبرى، وخاصة جراحة الساقين؛الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي هو شكل أكثر قابلية للتنبؤ به من الهيبارين غير المجزأ، ويستخدم عادة للوقاية من الجلطات عندَ الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية تنطوي على خطر كبير للتسبّب بجلطات، مثل استبدال الورك أو الركبة.جرعات صغيرة من الهيبارين، إما الهيبارين غير المجزأ أو منخفض الوزن الجزيئي، يجري حقنها تحت الجلد مباشرةً، وذلك في غضون 6 إلى 12 ساعة بعد الجراحة عادةً.من الناحية المثالية، تُعطى جرعات إضافية إلى أن ينهض الشخص ويمشي مجددًا (وأحيانًا لفترة أطول).

يستفيد الأشخاص المنوَّمون في المستشفى والمعرَّضون بشكلٍ كبير للإصابة بالانصمام الرئوي (مثل الذين يعانون من فشل القلب، أو عدم الحركة، أو مرض خطير، أو السمنة أو الذين تعرّضوا للجلطات في السابق) من الجرعات الصغيرة من الهيبارين، حتى وإن لم يخضعوا لجراحة.لا يزيد الهيبارين بجرعة منخفضة من تواتر المضاعفات النَّزفية الشديدة، ولكن يمكن للهيبارين أن يزيد من نزِّ الدَّم الخفيف من الجروح.

يمكن استخدام الوارفارين، وهو مضاد تخثر يُعطى طريق الفم، للأشخاص الذين يواجهون خطر الانصمام الرئوي.يُستخدم بشكل أقلّ شيوعًا في الوقت الحالي، لأن الأشخاص يحتاجون إلى اختبارات دم منتظمة لمراقبة تأثير الوارفارين، كما يتفاعل الوارفارين مع العديد من الأدوية، والأغذية، والمكملات التي قد يأخذها الأشخاص، بينما تعدّ الأدوية الجديدة أكثرَ أمانًا وأكثر فعّالية.

تعمل مضاداتُ التخثّر الفموية المباشرة مثل ريفاروكسابان، وأبيكسابان، وإدوكسابان، ودابيغاتران على تثبيط تكوين المواد التي تعزّز إنتاج الجسم للجلطات.تعدّ هذه الأدوية فعالة في الوقاية، وقد تكون أكثرَ أمانًا من الوارفارين بشكل عام.ومع ذلك، لا يزال الوارفارين يُعدّ الخيار الأفضل لبعض الأشخاص ، مثل أشخاص صمامات القلب المعدنية.

التدابيرُ الفيزيائيَّة

يمكن التقليلُ من خطر تكوين الجلطة عند الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية - خاصة كبار السنّ - من خلال:

  • استخدام أجهزة ضغط الهواء المتقطّع أو ارتداء جوارب مرنة ضاغطة

  • ممارسة تمارين الساقين

  • النهوض من السرير والقيام بنشاط في أقرب وقت ممكن

أجهزة ضغط الهواء المتقطع هي أجهزة قابلة للنفخ توضع فوق الجزء السفلي من الساقين وتُملأ بالهواء ثم تُفرغ منه لتوفر ضغطًا خارجيًا منتظمًا يحافظ على حركة الدَّم في الساقين.ومع ذلك، فهذه الأجهزة غير كافية وحدها لمنع تكوّن الجلطة لدى الأشخاص الذين خضعوا لبعض الجراحات ذات الخطر المرتفع، مثل جراحة الورك أو الركبة.

توفّر جوارب الضغط المرنة ضغطًا ثابتًا على الأوعية الدموية في الساقين للحفاظ على تدفّق الدم.ومن المحتمل أن تكونَ هذه الأدوية أقلّ فعالية من أجهزة الضغط المتقطعة ولكنّها قد تبقى مفيدة في الحدّ من خطر جلطات الدم في الساقين.

كما يساعد إجراء تمارين الساقين والخروج من السرير على الحفاظ على جريان الدَّم في الساقين.

قد يكون بإمكان الأشخاص المُعرَّضين لخطر حدوث صِمَّة رئويَّة ولا يستطيعون استعمالَ مضادات التخثّر بسبب زيادة خطر النزف، استخدام مرشح (يسمّى مرشح الوريد الأجوف السفلي) يُوضَع داخل وريد كبير بين القلب والوريد الأجوف السفلي الذي يُعيد الدَّم إلى القلب من الجزء السفلي من الجسم.ويمكن للمرشّح احتجاز الصِّمَّات ومنعها من الوصول إلى الرئتين.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID