النُّمو في مَرحلة الطُّفولَة

حسبEvan G. Graber, DO, Nemours/Alfred I. duPont Hospital for Children
تمت مراجعته شعبان 1444

تتَّسع قدرات الأطفال البدنية والفكريَّة والعاطفيَّة بشكلٍ كبيرٍ جدًا بين عُمر 1 و13 عامًا،وينتقل الأطفال من المشي المُترنِّح بالكاد إلى الجري والقفز وممارسة رياضات منظمَّة.كما يتقدمون من خلال تعلم القراءة، والكلام، والقيام بمهام معقدة.ولكن معدل النماء الذهني والعاطفي والسُّلُوكي يختلف بشكلٍ ملحوظ من رضيع إلى آخر ومن طفل إلى آخر.يستنِدُ النماءبشكلٍ جزئيٍّ إلى:

  • الوراثة: قد تسري أنماط معينة في العائلات، مثل تأخُّر المشي أو الكلام.

  • التغذية: التغذية السليمة أساسية للنماء.

  • البيئة: مثلاً، يُمكن أن يُبطئ نقص التحفيز الذهني الكافي النماءَ، بينما يمكن للتحفيز المناسب أن يُسرِّع النماءَ.

  • المشاكل البدنية عندَ الطفل: على سبيل المثال، يمكن للصَّمم أن يُبطئ تطور اللغة المحكية.

(انظر أيضًا اضطرابات التعليم والنَّماء).

على الرغم من أن نماء الطفل يكون مستمرًّا عادةً، إلَّا أنَّه قد تحدث فترات توقف مؤقتة في تطوُّر وظيفة معينة، مثل الكلام.يستخدم الأطباء مَعَالِم معمول بها، أي العمر الذي يتقن فيه معظم الأطفال مهارات معينة مثل المشي، لتحديد كيف ينمو الطفل بالمقارنة مع الأطفال الآخرين.يمكن أن تَتكوَّن مهارات مختلفة بمعدلات مختلفة؛فمثلاً، قد يمشي الطفل متأخرًا، ولكنه يتحدث في جُمَلٍ في وقتٍ مُبكِّر.

الجدول
الجدول
الجدول
الجدول

النماء الذهني عند الأطفال

الفِكر Intellect هو قدرة الشخص على الفهم والتفكير والاستدلال،ولكي ينمو الفكر، ينبغي أن يتلقى الأطفال رعايةً مناسبةً في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة؛فعلى سبيل المثال، تُؤدِّي القراءة للأطفال من عمر مُبكر، وتقديم تجارب محفِّزة فكريًا، وتوفير علاقات دافئة وتربوية، إلى تأثير رئيسي في النمو والنماء الفكري.

في العام الثاني من العمر، يُدرك معظم الأطفال مفهوم الزمن بشكل عام،ويعتقد الكثير من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات أنَّ أيَّ شيءٍ حدث في الماضي قد حدث "البارحة"، وأيَّ شيء سيحدث في المستقبل سيحدث "غدًا". يتمتع الطفل في هذا العمر بخيال خصب، ولكنَّه يجد صعوبةً في التفريق بين الخيال والواقع.في العام الرابع من العمر، يكون عند معظم الأطفال فهمٌ أكثر تعقيدًا للزمن؛حيث يدركون أنَّ اليوم يَنقسم إلى الصباح وبعد الظهر والليل،بل يُمكنهم حتَّى إدراك التغيُّر في الفصول.

في العمر من 18 شَهرًا إلى 5 سنوات، تزداد مفردات الطفل بسرعة من حوالى 50 كلمة إلى عدة آلاف،يستطيع الأطفال البدء بتسمية الأشياء والأحداث والاستفسار عنها بفعالية،وفي العام الثاني من العمر، يبدؤون في وضع كلمتين معًا في عبارات قصيرة تتحول إلى جملٍ بسيطة في العام الثالث من العمر.يتحسَّن اللفظ، ويكون الكلام قابلًا للفهم بنسبة 50% من قبل شخص غريب عندما يكون الطفل في عامه الثاني، وقابلًا للفهم بشكل كاملٍ عندما يكون الطفل في عامه الرابع.يستطيع طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام أن يروي قصصًا بسيطة، ويمكنه الدخول في محادثة مع البالغين أو الأطفال الآخرين،

وحتَّى قبل 18 شهرًا من العمر، يستطيع الأطفال الاستماع إلى قصة تُقرأ لهم وفهمها.في عمر 5 أعوام، يكون الأطفال قادرين على قراءة الأبجدية والتعرف إلى كلمات بسيطة مطبوعة.تُعدُّ جميع هذه المهارات أساسيَّة لتعلُّم كيفية قراءة الكلمات والعبارات والجُمَل البسيطة.استنادًا إلى مدى توفُّر الكتب في البيئة المحيطة وإلى القدرات الطبيعيَّة، يبدأ معظم الأطفال بالقراءة بعمر 6 أو 7 سنوات،

وفي عمر 7 سنوات، تصبح القدرات الفكرية عند الأطفال أكثر تعقيدًا؛حيث يصبحون في هذا العمر قادرين بشكل متزايدٍ على التركيز على أكثر من جانب واحد للحدث أو الموقف في نفس الوقت؛فمثلًا، يستطيع الأطفال في عمر المدرسة أن يُدركوا أنَّ حاوية رفيعة طويلة يُمكنها أن تحتوي على نفس كمية الماء في حاوية عريضة وقصيرة.يستطيع الأطفال إدراك أنَّ مذاق الدواء يمكن أن يكون سيِّئًا، لكنَّه قد يجعلهم يشعرون بتحسُّن، أو أن الأم يمكن أن تكون غاضبةً منهم، ولكنَّها ما زالت تُحبُّهم.يُصبح الأطفال قادرين بشكلٍ متزايد على فهم وجهة نظر شخص آخر، وبذلك يتعلمون أساسيات تناوب الأدوار في الألعاب أو المحادثات،وبالإضافة إلى ذلك، يكون للأطفال في سن المدرسة قادرين على اتباع القواعد المتفق عليها للألعاب.كما يكون الأطفال في هذا العمر قادرين بشكل متزايد على تفهُّم استخدام سلطة المراقبة ووجهات النظر المتعددة.

النماء العاطفي والسُّلُوكي عند الأطفال

تستند العاطفة والسلوك إلى المرحلة النمائيَّة والحالة المزاجية عند الطفل،ويكون لكلِّ طفلٍ حالة مزاجيَّة فرديَّة أو مزاج مُعيَّن.قد يكون بعض الأطفال مرحين وقادرين على التَّكيُّف ويتبعون بسهولة روتينًا منتظمًا وسهلًا للنوم والاستيقاظ وتناول الطعام ونشاطات يومية أخرى.ويميل هؤلاء الأطفال للاستجابة بشكلٍ إيجابي للظروف الجديدة.لا يكون أطفالٌ آخرون قابلين للتكيف بشكل كبير، وقد يكون لديهم حالات من عدم الانتظام في حياتهم الروتينية،ويميل هؤلاء الأطفال للاستجابة بشكل سلبي للحالات الجديدة.ويبقى هناك أطفال آخرون بين طرفي هذا الطيف.

الرُضّع

يعدّ البكاء وسيلة التواصل الأوَّلية للرضيع.يبكي الرضع لأنهم جائعون أو يشعرون بعدم الارتياح أو الضائقة، ولأسباب أخرى كثيرة قد لا تكون واضحة.يكون بكاء الرضع في أعلى درجاته في الأسبوع السادس من العمر، حيث يبكون لثلاث ساعات في اليوم، ويقل البكاء بحيث يصل إلى ساعة في اليوم في عمر 3 أشهر عادةً.عندما يبكي الرضيع، يُعطيه والداه طعامًا ويغيُّرون حفاظه ويبحثون عن سبب للألم أو الانزعاج لديه،وإذا لم يفلح ذلك، فإن الإمساك أو المشي بالرضيع يفيد أحيانًا.وأحيَانًا لا شيء ينفع.ينبغي على الآباء عدم إجبار الرُّضَّع الذين يبكون على تناول الطعام، حيث سيأكلون بسهولة إذا كان الجوع هو سبب انزعاجهم.

في عمر 8 أشهر تقريبًا، يصبح الرضع أكثر قلقًا حول مسألة فصلهم عن الآباء،وقد يكون الانفصال في وقت النوم وفي أماكن مثل مراكز رعاية الأطفال صعبًا ويمكن تمييزه من خلال نوبات الغضب،يمكن لهذا السلوك أن يستمرَّ عدَّة أشهر.بالنسبة للكثير من الأطفال الأكبر سنًا، يمكن لبطانية خاصة أو لدمية محشوة على شكل حيوان أن يُمارسا في هذا الوقت دور شيء انتقالي يعمل مثل رمز للوالد الغائب.

الأطفال

في عمر 2 إلى 3 سنوات، يبدأ الأطفال في اختبار حدودهم والقيام بما كان ممنوعًا عليهم، وذلك ببساطة لمعرفة ما سيحدث.يعكس "الرفض" المتكرِّر الذي يسمعه الأطفال من الآباء محاولات الاستقلاليَّة في هذا العمر،ورغم أنَّ نوبات الغضب تكون مفجعةً للآباء والأطفال، فهي تبقى طبيعية لأنَّها تُساعدُ الأطفال على التعبير عن إحباطهم في أثناء وقت لا يمكنهم فيه وصف مشاعرهم بشكلٍ جيد.يستطيع الآباء المساعدة على التقليل من عدد نوبات الغضب من خلال عدم السماح لأطفالهم بأن يُصبحوا مرهقين أو محبطين بشكل مفرط، وعن طريق معرفة أنماط سلوك أطفالهم وتجنُّب المواقف التي قد تُحرض نوبات غضب.في حالاتٍ نادرة، تحتاج نوبات الغضب إلى تقييمها من قِبَل الطبيب.يواجه بعضُ الأطفال الصغار صعوبة خاصة في ضبط اندفاعاتهم ويحتاجون إلى آبائهم لوضع حدود أكثر صرامة حولها بحيث يُمكن أن توفِّرُ بعض السلامة والانتظام في عالمهم.

في عُمر 18 شهرًا إلى عامين، يبدأ الأطفال في تحديد الهوية الجنسيَّة عادةً،كما يكتسب الأطفالُ أيضًا في أثناء سنوات ما قبل المدرسة فكرةً عن دور الجنس، وعمَّا يفعله الأولاد والبنات عادةً.كما تتأثر الأدوار الجندرية بالثقافات أيضًا.من المتوقع البدء في اكتشاف الأعضاء التناسليَّة في هذا العمر وتظهر إشاراتٌ إلى أنَّ الأطفال قد بدؤوا في الرَّبط بين الجنس وصورة الجسم.

بين العام الثاني والثالث من العُمر، يبدأ الأطفال في اللعب بطريقة أكثر تفاعلية مع الأطفال الآخرين.ورغم أنَّهم قد لا يتخلُّون عن نزعتهم في تملك الدمى، إلَّا أنَّهم قد يبدؤون في المشاركة وحتَّى التناوب في اللعب.يُساعد تأكيد ملكية الألعاب بالقول، "هذا لي!" على تأسيس الشُعور بالذات،ورغم أن الأطفال في هذا العمر يسعون للحصول على الاستقلاليَّة، إلا أنَّهم يبقون بحاجة إلى الآباء بالقرب منهم من أجل الأمن والدَّعم؛فمثلًا، قد يبتعدون عن آبائهم عندما يشعرون بالفُضول فقط ليختبئوا في وقت لاحق خلف آبائهم عندما يكونون خائفين.

في عمر يتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، يُصبح العديد من الأطفال مهتمين بالألعاب الخيالية والأصدقاء الخياليين،ويتيح اللعبُ الخياليُّ للأطفال القيامَ بأدوارٍ مختلفة بشكل آمن، مع وجود مشاعر قوية بطرائق مقبولة.كما يساعد اللعب الخيالي على نموِّ الأطفال اجتماعيًّا أيضًا،ويتعلمون حلَّ النزاعات مع الآباء أو الأطفال الآخرين بطرائقٍ تساعدهم على التنفيس عن الإحباطات والحفاظ على احترام الذات.كما تظهر في هذه الفترة مخاوف الطفولة النموذجية مثل خروج "الوحش الموجود في الخزانة" أيضًا،وتُعدُّ هذه المخاوف طبيعية.

في عمر يتراوح بين 7 إلى 12 عامًا، يتعامل الأطفال مع قضايا عديدة: مفهوم الذات self-concept، الذي يجري وضع أساسه عن طريق الكفاءة في الفصل الدراسي؛ والعلاقات مع الأقران، والتي يجري تحديدها من خلال القدرة على الاندماج في المجتمع والتَّلاؤم بشكلٍ جيد؛ والعلاقات الأُسَريَّة، والتي يجري تحديدها جزئيًّا من خلال الموافقة التي يكتسبها الأطفال من الآباء والأشقاء.وبالرغم من أنَّ العديد من الأطفال يبدون أنَّهم يُعطون أهمية كبيرة لمجموعة الأقران، إلا أنَّهم ينتظرون من آبائهم الدعم والتوجيه في المقام الأوَّل.يمكن للأشقَّاء أن يكونوا قدوة مثاليَّة وداعمين قيمين وناقدين فيما يتعلق بما يمكن وما لا يمكن فعله.تكون هذه الفترة من العمر نشيطةً جدًا عند الأطفال، حيث يُشاركون في الكثير من النشاطات، ويتلهَّفون لاستكشاف نشاطات جديدة.في هذا العُمر، يكون الأطفال مُتلهِّفين للتَّعلُّم وغالبًا ما يستجيبون بشكلٍ جيدٍ للنصائح المُتعلِّقة بالسلامة وأساليب الحياة الصحية، وتجنُّب السُّلُوكيات الشديدة الخطورة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID