استمرارية الرعاية

حسبDebra Bakerjian, PhD, APRN, University of California Davis
تمت مراجعته ربيع الأول 1444

قد يكون توفير الرعاية الطبية لكبار السن أمرًا معقدًا.كثيرًا ما يكون لدى المرضى العديد من مزودي الرعاية الصحية الذين يشرفون على رعايتهم في أكثر من مكان.قد يُصبح التنقل والسفر أمرًا صعبًا على كبار السن.تتباين الأدوية التي يمكن صرفها وفق نظام ميديكير Medicare بين شركات التأمين المختلفة، وقد تتبدل قوائمها بشكل متكرر.يُعد تقديم الرعاية الصحية من خلال فريق علاجي متكامل بقيادة طبيب رعاية أولية أو طبيب متخصص في رعاية كبار السن (اختصاصي أمراض الشيخوخة)، الطريقة الأمثل للتعامل مع تعقيدات الرعاية الصحية للمُسنين.

تُعرَّف استمرارية الرعاية الصحية بأنها الحالة المثالية التي يجري فيها تقديم الرعاية الصحية بشكل مستمر ومنسق بدون انقطاع على الرغم من من جميع تعقيدات نظام الرعاية الصحية واشتراك عدة ممارسين من عدة مرافق صحية بتقديم هذه الرعاية.ويتواصل جميع المعنيين بتقديم هذه الرعاية، بما فيهم الشخص نفسه، بشكل فعال، ويعملون بشكل منسق ومنظم، بهدف بلوغ أهداف الرعاية الصحية.

ولكن، ليس من السهل دائمًا تحقيق استمرارية الرعاية الصحية، وخاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتصف نظامها الصحي بتعقيده وتجزّئه.في حال عدم توفر استمرارية الرعاية الصحية، فقد لا يفهم الأشخاص طبيعة أمراضهم بشكل صحيح، ولا يعلمون إلى أي من ممارسي الرعاية الصحية ينبغي عليهم بالتوجه بالأسئلة عند الرغبة بالاستفسار عن مشكلة أو حالة.

التّحديات التي تواجه استمرارية الرعاية

تُعد استمرارية الرعاية الصحية شأنًا مُقلقًا بالنسبة لكبار السن.كثيرًا ما يكون لدى المُسن أكثر من طبيب يُشرف على رعايته الصحية (يكون كل منهم مختصًا في علاج جهاز معين في الجسم)، وبالتالي يتنقل من طبيب لآخر (وهو ما يُسمى تنقل الرعاية transition of care)قد يتلقى المُسن الرعاية في أكثر من عيادة خاصة، أو في المستشفى، أو في مراكز إعادة التأهيل، أو في دور الرعاية طويلة الأمد.

تعدد مزودي الرعاية الصحية

إن وجود أكثر من ممارس للرعاية الصحية يُشرف على صحة الشخص قد يؤدي إلى انقطاع استمرارية الرعاية الصحية.على سبيل المثال، قد لا يكون لدى أحد ممارسي الرعاية الصحية معلومات محدثة ودقيقة عن الرعاية المقدمة أو الموصى بها من قبل الممارسين الآخرين.قد لا يعرف هذا الممارس أسماء الممارسين الآخرين المعنيين، أو لا يفكر في الاتصال بهم.قد تكون المعلومات المتعلقة بالرعاية غير صحيحة أو يساء فهمها، خاصة عندما يكون لدى المُسن اضطرابات تؤثِّر في الكلام، أو الرؤية، أو الوظائف الذهنية (الإدراك)، مما يُصعب عليه التواصل بفعالية مع الآخرين.قد يذكر المُسن بعض التفاصيل المهمة لأحد مزودي الرعاية الصحية، وينسى ذكرها للآخرين.

لضمان استمرارية الرعاية على النحو الأمثل، ينبغي أن تكون لدى كل مزود للرعاية الصحية معلومات كاملة وحديثة ودقيقة حول ما فعله الممارسون الآخرون، وخاصةً فيما يخص الاختبارات التي أجريت والأدوية الموصوفة.إذا كانت هذه المعلومات منقوصة أو مغلوطة، فقد يؤدي ذلك إلى ما يلي:

  • تكرار إجراء الاختبارات التَّشخيصية دون حاجة لذلك.

  • وصف أدوية أو معالجات أخرى غير مناسبة.

  • عدم اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، لأن كل ممارس قد يفترض قيام الممارس الآخر بتقديمها للمريض.

قد تتباين آراء الممارسين المختلفين حول الرعاية الصحية للمُسن.على سبيل المثال، قد يختلف الممارسون الصحيون في المستشفى مع ممارس الرعاية الأولية حول ما إذا كانت الجراحة مطلوبة للمُسن أم لا، وما إذا كان من الضروري أن يذهب المُسن إلى دار لرعاية المسنين بعد خروجه من المستشفى أم لا.قد يتشوش المُسن أو أفراد عائلته ويرتبكون نتيجة تضارب الآراء بين الممارسين الصحيين.

كما إن المُسنين الذين يتناولون العديد من الأدوية، وهو أمر شائع لدى كبار السن، قد يضطرون للذهاب لأكثر من صيدلية بهدف جمع الأدوية المطلوبة.وعندما يقصد المُسن أكثر من صيدلية للحصول على أدويته، فقد لا يعلم الصيدلي عن جميع الأدوية الأخرى التي يتناولها المُسن، وبالتالي قد لا يدرك ما إذا كان الدواء الموصوف حديثًا يتعارض مع أدوية موصوفة سابقًا.

تعدد مراكز الرعاية الصحية

من شأن الانتقال من أحد مراكز الرعاية الصحية إلى مركز آخر أن يزيد من فرصة حدوث أخطاء في تقديم الرعاية الصحية.قد يجري وصف أدوية جديدة في المستشفى، أو قد يتكرر وصف دواء معين، أو قد يتفاعل الدواء الجديد بشكل سلبي مع أدوية الشخص الأخرى.قد يجري في بعض الأحيان عن غير قصد حذف الأدوية الموصوفة مُسبقًا والتي لا تزال ضرورية.وحتى إذا كانت التغيرات في أدوية الأشخاص مناسبة، فقد لا يجري إبلاغ جميع ممارسي الرعاية الصحية المعنيين بتلك التغيرات، مثل ممارسي الرعاية الصحية الأولية.

ولتجنب مثل هذه المشاكل، تنص اللوائح الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة إجراء مطابقة دوائية drug reconciliation في كل مرة يُبدل فيها المريض مركز الرعاية الصحية، وفي كل مرة توصف فيها أدوية جديدة، أو تعاد كتابة الوصفات الحالية.تشتمل عملية المطابقة الدوائية على مقارنة وصفات الأدوية الخاصة بالشخص بجميع الأدوية التي تناولها في السابق، والتأكد من عدم تكرار وصف أو حذف أي دواء.عند تبديل مركز الرعاية الصحية، ينبغي على المُسن أو مزود الرعاية الجديد أن يسأل الممارسين السابقين ما إذا كان قد أجريت مطابقة دوائية أم لا.

وإذا لم يُعالج الشخص في مركز رعاية صحية، فينبغي عليه أو على مزودي الرعاية إجراء المطابقة الدوائية.ينبغي على المريض الاحتفاظ بقائمة من الأدوية الحالية، بالإضافة إلى قائمة الأدوية التي تناولها مسبقًا (ولماذا تم إيقافها).وبعد أن يراجع الشخص طبيبًا جديدًا، أو يقصد مركز رعايةٍ جديد، ينبغي عليه التحقق ما إذا كانت أي من الأدوية الموصوفة حديثًا موجودة في هذه القوائم.ينبغي على الشخص مراجعة الطبيب فورًا في حال ملاحظة أي مما يلي:

  • وصفة مكررة لدواء سبق تناوله

  • وصفة لدواء طُلب من المريض التوقف عن تناوله سابقًا

  • إغفال دواء مهم - وهو الدواء الذي كان المريض يتناوله سابقًأ، ولكنه غير موجود في قائمة الأدوية الجديدة

من المفيد دومًا أخذ موعد مع ممارس الرعاية الصحية الأولية مباشرةً بعد التخريج من المستشفى أو مركز الرعاية الصحية (مثل مركز إعادة التأهيل أو مركز الرعاية التمريضية المتقدمة).يجب على المرضى دائمًا إحضار قائمة بأدويتهم الحالية بالإضافة إلى العبوات الأصلية التي تأتي فيها.في هذه الحالة، يمكن لممارس الرعاية الصحية الأولية مراجعة جميع الأدوية والتعليمات الموصى بها عند التخريج من المستشفى.

تعدد اللوائح والقواعد التنظيمية

يتضمن نظام الرعاية الصحية العديد من القواعد التي تؤثِّر في استمرارية الرعاية.قد تُفرض هذه القواعد من قبل الحكومة أو شركات التأمين أو المنظمات المهنية لممارسي الرعاية الصحية.على سبيل المثال، تحدد بعض شركات التأمين المشافي التي يمكن للشخص المؤمن عليه الذهاب إليها.وفي هذه الحالة، قد لا يتمكن الشخص من زيارة طبيبه الخاص إن لم يكن ضمن كادر أحد المستشفيات المُحددة من قبل شركة التأمين.ومن جهة أخرى، فإن العديد من مزودي الرعاية الصحية يعملون ضمن عيادات خاصة وليس ضمن مشافي أو مراكز إعادة تأهيل.ونتيجةً لذلك، قد تُقدم الرعاية الصحية للمُسن من قبل ممارسين جدد ليسوا على دراية كافية بتاريخه الطبي.من المهم بالنسبة للمُسن أو مزود رعايته الصحية التأكد من أن جميع المعلومات ذات الصلة تقدم إلى مزود الرعاية الصحية الجديد.

عدم الحُصول على الرعاية

قد تتعطل استمرارية الرعاية عندما لا يستطيع الشخص الحصول على الرعاية الصحية في الوقت المناسب.على سبيل المثال، قد يتغيّب المُسن عن موعد مراجعة الطبيب بسبب عدم توفر آلية نقل إلى عيادة الطبيب.وقد لا يستشير المُسن الطبيب بسبب عدم وجود تأمين صحي، أو عجزه عن دفع تكاليف الرعاية الصحية.

مَشاكل أخرى

قد ينسى المُسن موعد الطبيب أو لا يدرك أن لديه موعدًا معه.

لا يُشارك جميع الممارسين في جميع خطط الرعاية المُقدمة من ميديكر Medicare Managed Care.قبل اعتماد ممارس رعاية جديد، يجب على الأشخاص الذين يحصلون على رعايتهم الصحية عن طريق ميديكير التحقق من مشاركة الممارس في خطتهم بحيث لا يواجهون تكاليف غير متوقعة.

استراتيجيات لتحسين استمرارية الرعاية

يتطلب تحسين استمرارية الرعاية الصحية بذل جهود من جانب نظام الرعاية الصحية، ومن قبل الأشخاص الذين يتلقون الرعاية، ومن أفراد أسرهم.

نظام الرعاية الصحية

تقوم بعض منظمات الرعاية الصحية الكبرى وبعض برامج الرعاية الصحية الحكومية بتقديم وتنسيق جميع خدمات الرعاية الصحية في المجتمع، وبالتالي تساهم في استمرارية الرعاية الصحية.ومن جهةٍ أخرى، فقد قامت نظم الرعاية الصحية بتطوير استراتيجيات عديدة لتحسين استمرارية الرعاية.ومن الأمثلة على ذلك:

  • الرعاية الصحية متعددة التخصصات

  • مسؤولو رعاية المُسنين

  • السجلات الطبية الإلكترونية

الرعاية الصحية متعددة التخصصات

الرعاية الصحية متعددة التخصصات هي الرعاية المنسقة المُقدمة من أكثر من ممارس صحي، بمن فيهم الأطباء، والممرضات، والصيادلة، واختصاصيو التغذية، والمعالجون الفيزيائيون، والمعالجون المهنيون، وموظفو الرعاية الاجتماعية.يبذل هؤلاء الممارسون جهودًا واعية ومنظمة للتواصل والتنسيق فيما بينهم، والوصول إلى اتفاق فيما بينهم بشأن الرعاية الطبية للشخص.تهدف الرعاية متعددة التخصصات إلى ضمان انتقال الشخص بأمان وسهولة من مركز رعاية صحية إلى آخر، ومن ممارس رعاية صحية إلى آخر.كما تهدف إلى ضمان تقديم الرعاية الصحية من قبل الاختصاصي الأكثر كفاءة وتأهيلاً، وضمان عدم تكرار الحصول على الرعاية نفسها.الرعاية مُتَعَدِّدُة الاختصاصات غير متوفرة في كل مكان.

تكتسب الرعاية متعددة التخصصات أهمية خاصة عندما يكون العلاج معقدًا، أو عندما ينطوي على التنقل من مركز رعاية صحية إلى آخر.ومن بين المرضى الذين يُرجح أن يستفيدوا منها أولئك الذين يعانون من ضعف شديد، والذين يعانون من اضطرابات كثيرة، وأولئك الذين يحتاجون إلى استشارة عدة ممارسي رعاية صحية من اختصاصات مختلفة، وأولئك الذين يعانون من تأثيرات جانبية للأدوية.

يُطلق على مجموعة الممارسين الصحيين الذين توكل إليهم مهمة رعاية شخص محدد اسم الفريق متعدد التخصصات.توكل إلى أحد الممارسين، والذي غالبًا ما يكون ممارس الرعاية الصحية الأوَّلية للشخص أو موظف رعاية اجتماعية أو المسؤول عن رعاية الشخص، مهمة تنسيق الرعاية الصحية بين مختلف الممارسين.

في بعض الأحيان، يعمل أعضاء الفريق متعدد التخصصات معًا عند الطلب أو الحاجة، وليس بشكل مستمر.فيجتمع أعضاء الفريق لتلبية حاجات معينة للشخص.وفي حالات أخرى، يكون هناك فريق قائم يضمن أعضاء دائمين يعملون بشكل مستمر فيما بينهم بهدف تقديم الرعاية للعديد من الأشخاص.يمكن لدور التمريض، والمستشفيات، ودور رعاية المسنين أن تُنشئ فرقًا متخصصة من أجل ذلك.

يناقش أعضاء الفريق الخطط العلاجية، ويُطلعون بعضهم البعض على أي تغييرات في صحة الشخص، وأية تعديلات على العلاج، بالإضافة إلى نتائج الفحوص والاختبارات.ويتأكدون من أن سجلات الشخص الطبية محدثة بشكل مستمر، وأنها تصاحب الشخص في جميع مراحل العلاج ضمن نظام الرعاية الصحية.تساعد هذه الجهود على تغيير مراكز الرعاية الصحية، أو ممارسي الرعاية الصحية، عند الحاجة لذلك، بسهولة وبدون مشاكل.كما إنها تقلل من احتمال تكرار الاختبارات دون مبرر، وتقلل من احتمال الإهمال والأخطاء الطبية.

يشمل الفريق متعدد التخصصات أيضًا الشخص المُسن نفسه، وأفراد من عائلته أو غيرهم من مقدمي الرعاية للشخص.ولضمان الحصول على الفعالية القصوى من الرعاية متعددة التخصصات، يجب على الأشخاص المساهمة بنشاط في الرعاية، والتواصل المستمر مع أعضاء الفريق.

مسؤولو رعاية المُسنين

مسؤولو رعاية المسنين هم الاختصاصيون المسؤولون عن التأكد بأن المُسن يتلقى كل الرعاية والمساعدة المطلوبة.يكون معظم مسؤولو رعايَة المُسنين من الاختصاصيين الاجتماعيين أو الممرضات.وقد يكونون أعضاء في الفرق متعددة التخصصات.يمكن لمسؤولي رعاية المسنين اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لخدمات الرعاية المطلوبة والإشراف على ذلك كله.على سبيل المثال، قد يُنظم مسؤول رعاية المسن التدابير لزيارة ممرضة إلى المنزل ومساعدة المُسن في تنظيف المنزل أو تحضير الوجبات.كما يمكنه تحديد موقع الصيدلية التي توفر الأدوية للمُسن، أو ترتيب تنقلات المُسن من وإلى عيادة الطبيب.قد يكون مديرو رعاية الشيخوخة أعضاءً في فريق مؤسسة رعاية صحية مثل عيادة طبية.وبدلاً من ذلك، قد يتمكن المرضى والعائلات من توظيفهم بمقابل أجر بالساعة، وهو ما لا يُعوضه برنامج ميديكير.

السجلات الطبية الإلكترونية (الصحية) (EMRs)

تحتوي السجلات الطبية الإلكترونية EMRs على معلومات حول صحة الشخص، وتُحفظ بشكل رقمي.إن الهدف من هذه السجلات هو تمكين جميع ممارسي الرعاية الصحية المسؤولين عن رعاية الشخص من الاطلاع على معلومات دقيقة، ومحدثة، ومقروءة، وكاملة، عن الشخص كلما احتاجوا لذلك.

عادةً ما تحتوي السجلات الطبية الإلكترونية على معلومات دِيموغرافِيّة وشخصية (مثل العمر والوزن)، والتاريخ الطبي للشخص (بما في ذلك العلامات الحيوية، والأدوية التي يتناولها الشخص حاليًا، والحساسية، وحالة المناعة)، ونتائج الفحوص والاختبارات (سواءً السريرية أو المخبرية أو الشعاعية)، ومعلومات الفواتير والشؤون المالية.

يمكن للسجلات الطبية الإلكترونية أن تُحسن من الرعاية الصحية عن طريق:

  • تمكين الممارسين المسؤولين عن رعاية الشخص من التواصل فيما بينهم بسهولة وبسرعة أكبر

  • الحدّ من الأخطاء الناجمة عن نقض المعلومات المطلوبة

  • الحدّ من تكرار الاختبارات بدون سبب

  • الحدّ من تأخر تقديم المعالجة

  • تمكين الأشخاص من الوصول إلى سجلاتهم الطبية، وتعزيز مشاركتهم في الرعاية الصحية الخاصة بهم بشكل كامل

ولكن، هناك العديد من أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية.وغالبًا ما لا يستطيع الممارسون العاملون في مستشفى محدد من الاطلاع على السجلات التي اُنشأت من قبل ممارسين في مستشفيات أخرى تستخدم نظامًا مختلفًا.علاوة على ذلك، فإن دقة معلومات السجلات الطبية الإلكترونية لا تختلف عن دقة المعلومات المُسجلة يدويًا، كما إن إدخال البيانات هو عملية غالبًا ما تكون مستهلكة جدًا للوقت.وبالتالي، يجب على الأشخاص التحقق من المعلومات الواردة في السجلات الطبية الإلكترونية الخاصة بهم، إن كان ذلك ممكنًا.

المُسنّون الذين يتلقون الرعاية

لتحسين استمرارية الرعاية، يمكن للمُسنين الذين يتلقونها والأشخاص الذين يتولون رعايتهم (سواءً كانوا من أفراد العائلة، أو أشخاص من خارج العائلة، أو كلاهما) المساهمة بفعالية في تقديم هذه الرعاية.على سبيل المثال، يمكنهم تعلم المزيد حول ما يمكن أن يؤثر في استمرارية الرعاية، وآلية عمل نظام الرعاية الصحية، وما هي المصادر المتاحة لتحسين استمرارية الرعاية (مثل وجود مسؤول للرعاية الصحية أو موظف خدمات اجتماعية).كما إنه من المفيد معرفة المزيد من المعلومات حول الأمراض، ومعلومات التأمين الصحي.

تبدأ المشاركة الفعالة في الرعاية الصحية بالتواصل الجيد، سواءً بتقديم المعلومات أو الحصول عليها.عندما يكون لدى المسن احتياجات خاصة أو أسئلة معينة، فينبغي عليه أو على أفراد أسرته الاستفسار عنها من ممارسي الرعاية الصحية.على سبيل المثال، غالبًا ما يحتاج المسنّون إلى المساعدة في تحديد الأدوية التي يُغطيها برنامج ميديكير الدوائي.

ينبغي على المُسنين الذين يتلقون الرعاية الصحية أو أفراد عائلاتهم أن يتحلوا بروح المبادرة فيما يخص الرعاية الصحية.على سبيل المثال، يحتاج كبار السن، أو الأشخاص الموكلة إليهم رعايتهم، إلى التواصل المستمر مع واحدٍ من ممارسي الرعاية الصحية على الأقل، وعادة ما يكون ممارس الرعاية الصحية الأولية، وذلك بهدف الحدّ من المشاكل الناجمة عن وجود العديد من ممارسي الرعاية الصحية.ينبغي على المسن التأكد من أن ممارس الرعاية الصحية الأولية على اطلاع مستمر على التغيرات الطارئة على حالاته أو الأدوية التي يتناولها، وخاصةً إذا قام أحد الاختصاصيين بتعديل الخطة الدوائية أو توصل إلى تشخيص جديد.وقد يكون من الضروري أن يطلب المُسن من ممارس الرعاية الصحية الاتصال بالممارس الآخر، للتأكد من دقة إيصال المعلومات، وأن العلاج ملائم.

كما إن المساهمة الفاعلة تعني طرح الأسئلة حول المرض، والعلاج، وغير ذلك من جوانب الرعاية الصحية.كما تتضمن تعلم كيفية الوقاية من الأمراض، واتخاذ الخطوات الصحيحة للقيام بذلك.

بالنسبة للمُسنين الذين يعانون من اضطراب ما، فإن المساهمة الفعالة غالبًا ما تتضمن اتباع أسلوب حياة صحي.على سبيل المثال، ينبغي على الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم اتباع نظام غذائي صحي للقلب، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.كما يمكن للمُسن مراقبة حالته الصحية بنفسه في المنزل.على سبيل المثال، يمكن للمسن الذين يعاني من ارتفاع ضغط الدَّم قياس ضغط دمه بنفسه، ويمكن للمصاب بداء السكري قياس مستوى السكر لديه.

إن احتفاظ الشخص بنسخة عن سجله الطبي يساعده في المشاركة الفعالة في الرعاية الصحية المقدمة له.يمكن الحصول على تلك النسخة عن طريق طلب ذلك من ممارس الرعاية الصحية الأولية.تُعد نسخة السجل الطبي مفيدة كمرجع للمعلومات حول الاضطرابات الحالية، والأدوية التي يتم تناولها، والعلاجات المتبعة، والأمور المالية التي تخص الرعاية.كما يمكن لهذه المعلومات أن تساعد الشخص على شرح المشكلة لممارسي الرعاية الصحية الآخرين.وقد جرى تصميم صناديق ملفات، ومجلدات، وبرامج حاسوب، وبرامج إنترنت خصيصًا لهذا الغرض.بالإضافة إلى ذلك، توفر العديد من عيادات الأطباء بوابات إلكترونية آمنة يمكن للأشخاص الوصول إليها لرؤية نتائج المختبر، ومعلومات الوصفات الطبية، وملخصات زيارات العيادة.

عندما يشارك أكثر من ممارس رعاية صحية واحد في تقديم الرعاية للمسن، فيمكن للمسن الاحتفاظ بسجلات خاصة بكل ممارس، بما في ذلك نوع وتاريخ الاختبارات المُجراة، وقائمة التشخيصات والإجراءات العلاجية الخاصة بهم.وفي الحدّ الأدنى، ينبغي على الشخص الاحتفاظ بسجل لجميع الأدوية التي يتناولها حاليًا (سواءً كانت بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية)، بالإضافة إلى جرعاتها، وأسباب تناولها.وينبغي عليه إحضار هذا السجل معهم في كل مرة يزور فيها الطبيب.

عندما يذهب الشخص إلى مستشفى جديد أو عيادة جديدة، ينبغي عليه التأكد من استلام سجله الطبي من قبل الشخص المسؤول، وإدخاله في قاعدة البيانات الخاصة به في المستشفى الجديد.

كما إنه من الضروري أيضًا شراء جميع الأدوية (سواءً كانت بوصفة أو بدون وصفة طبية) من صيدلية واحدة، أو عبر خدمة بريدية واحدة، والتعرف على الصيدلي.يمكن للمُسن أن يسأل الصيدلي عن الأدوية التي يتناولها.ويمكنه أيضًا أن يطلب منه حافظات سهلة الفتح، ووضع لصاقات سهلة القراءة على الأدوية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID