المُذيبات الطيَّارة

يثمل مستعملو المذيبات الطيارة بسرعة.وقد تحدث لهم دوخة ونُعاس وتخليط ذهنيّ،وقد يُصبح الكلام متلعثماً،وقد يجدون صعوبة في الوقوف والمشي، ممَّا يؤدِّي إلى مشية غير مستقرة.كما قد يشعرُ المستخدمون بالإثارة والاندفاع والهيجان،

ولاحقاً، قَد يحدث تشوُّه في التصورات والإحساس بالواقع ممَّا يُؤدِّي إلى الأوهام والهلاوِس والتوهُّمَات.قد يشعر المستخدمون بالشمقِ ويدخلون في حالةٍ مناميَّة عالية ويُصبح هذا الشعور في ذروته في فترة قصيرة من النوم،وقد يتعرضون إلى الهذيان والتخليط الذهنيّ مع تقلُّبات في المزاج،وقَد يحدث ضعف في التفكير والتنسيق.يمكن أن يستمر التسمم لفترةٍ تتراوح بين بضعة دقائق إلى أكثر من ساعة.

يجري استقلاب بعض المذيبات الطيارة لتصبِح مواد سميَّة،فعلى سبيل المثال، يَجرِي تحويل كلوريد الميثيلين (ديكلورميثان dichlormethane، وهو مكون في بعض مزيلات الطلاء) إلى أحادي أكسيد الكربون في الجسم، ويمكن أن يؤدي استنشاقه إلى التسمم بأحادي أكسيد الكربون.يؤدي استنشاق الميثانول (كحول الخشب) إلى مُنتَجاتٍ ثانويَّة سُمِّية تسبب احمِضاض الدَّم acidification ومشاكل في العين.

يُمكن أن تحدُث الوفاة فجأةً، حتى عندما يجري استنشاق واحدة من هذه المنتجات مباشرةً لأوَّل مرَّة، وذلك لأنَّ التنفُّس يُصبِحُ بطيئاً جدًا وسطحياً أو بسبب عرقلة نظم القلب (اضطراب نظم القلب).

يُمكن أن يُؤدِّي الاستخدام المزمن للمُذيبات (بما في ذلك التعرُّض إليها في مكان العمل) إلى ضرر شديدٍ في الدماغ والأعصاب المحيطية والقلب والكُلَى والكبد والرئتين؛وبالإضافة إلى ذلك، قد يحدث ضرر في نقِي العِظام ممَّا يُضعِف إنتاج كريات الدم الحمراء ويُسبب فقر الدَّم أو قد يحدث ابيضاض الدَّم.يُمكن أن يحدث تهيُّج في الجلد حول الفم والأنف (إكزيمة النافخين huffer's eczema).يُمكن أن يُؤدِّي الاستخدام في الحمل إلى ولادة الخُدَّج ومُتلازمة المذيبات الجنينية، ممَّا يُسبِّبُ أعراضًا تُشبه أعرَاض مُتلازمة الكحول الجنينية.

مع الاستخدام المزمن، يُصبِح لدى الأشخاص تحمُّل بعض الشيء لتأثيرات المُذيبات،وقد يُصبِحون معتمدين نفسياً على المذيبات مع توقٍ شديد للاستمرار في تعاطي المذيبات،ولكن لا يحدث اعتماد بدنيّ،أي أنَّ التوقف عن التعاطي لا يُسبب أعراض السحب.