عمل أو تأثير الأدوية

حسبAbimbola Farinde, PhD, PharmD, Columbia Southern University, Orange Beach, AL
تمت مراجعته ربيع الثاني 1445

تؤثر الأدوية في المعدَّل الذي تمضي به الوظائفُ البَيُولوجية القائمة فقط.(انظر أيضًا تعريف ديناميكيات الأدوية).وهي لا تغيِّر الطبيعةَ الأساسية لهذه الوظائف أو تخلق وظائفَ جديدة؛فعلى سَبيل المثال، يمكن للأدوية تسريع أو إبطاء التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تسبِّب تقلُّص العضلات، وتنظيم خَلايا الكلى لحجم الماء والأملاح المُحتَفظ بها أو المطروحة من قِبل الجسم، وإفراز الغدد للمَواد (مثل المُخاط، أو حمض المعدة، أو الأنسولين)، ونقل الأعصاب للرَّسائل.

لا يمكن للأَدوِيَة استعادة البنى أو الوظائف التي تضرَّرت بالفعل، بحيث يتعذَّر إصلاحُها من قِبل الجسم.وتقف هذه المَحدوديَّة الأساسيَّة لعمل الأدوية وراء الكثيرَ من الإحباط الحالي في محاولة علاج الأمراض التي تخرِّب النسج أو الأمراض التنكّسية، مثل قصور القلب والتهاب المفاصل والضمور العضلي والتصلّب المتعدِّد وداء باركنسون وداء ألزهايمر.ولكن، يمكن أن تساعدَ بعضُ الأدوية على إصلاح الجسم نفسه؛فعلى سَبيل المثال، عن طريق وقف العدوى، يمكن أن تسمح المضادَّاتُ الحيوية للجسم بإصلاح الأضرار الناجمَة عن العدوى.

وبعضُ الأدوية هي هرمونات، مثل الأنسولين أو هرمونات الغدة الدرقية أو هرمون الإستروجين أو الكورتيزول.ويمكن استخدامُها لتحل محلَّ الهرمونات الطبيعية المفقودة من الجسم.

عكوسية التأثير الدوائي

تعدُّ معظمُ التفاعلات بين دواء ومستقبلة أو بين دواء وإنزيم قابلةً للعكس: فبعدَ فترة من الوقت، يُفكّ الارتباط بالأدوية، وتستأنف المستقبلة أو الإنزيم وظيفتهما الطبيعيَّة.وفي بعض الأحيان، يكون التفاعل لا رجعة فيه إلى حدٍّ كبير، ويظل تأثيرُ الدواء قائمًا حتى يقوم الجسمُ بتصنيع المزيد من الإنزيمات؛فعلى سَبيل المثال، يمنع أوميبرازول omeprazole، وهو دواء يستخدم في معالجة الارتجاع المعدي المريئي والقرحة، وبشكل لا رجعة فيه إنزيمًا يشارك في إفراز حمض المعدة.

الأُلفَة والنشاط الداخلي للعقاقير

يتأثر عملُ الدواء بكمية الدواء الذي تصل إلى المستقبلة ودرجة الجذب (الألفة) بينه وبين مستقبلته على سطح الخلية.وبمجرَّد ارتباطها بمستقبلاتها، تختلف العقاقير في قدرتها على إحداث تأثير (نشاط داخلي).ويتم تحديد ألفة الأدوية والنشاط الداخلي من خِلال التركيب الكيميائي.

يجب أن تكونَ العقاقيرُ التي تنشِّط المستقبلات (الناهضات) ذات ألفة كبيرة ونشاط داخلي: يجب أن ترتبط بشكلٍ فعال بمستقبلاتها، كما يجب أن يكون الدواء المرتبط بمستقبلاته (معقدَّ المستقبلة والدواء) قادرًا على إحداث تأثير في المنطقة المستهدَفة.وفي المقابل، يجب أن ترتبط الأدوية التي تحصر المستقبلات (المناهضات) بشكل فعال، ولكن لديها نشاط داخلي قليل أو مَعدوم، لأنَّ وظيفتها هي منع الناهض من التفاعل مع مستقبلاته.

قدرة، وفعَّالية، وكفاءة العقاقير

يمكن تقييمُ تأثيرات الأدوية من حيث الفعَّالية أو القدرة أو الكفاءَة.

تشير القدرة (أو القوة) إلى كمِّية الدواء (المعبَّر عنها بالميليغرام عادة) اللازمة لإنتاج تأثير، مثل تخفيف الألم أو خفض ضغط الدم؛فعلى سَبيل المثال، إذا كانت 5 ميليغرامات من الدواء A تخفِّف الألم على نحو فعِّال مثل 10 ميليغرامات من الدواء B، فالدواء A هو بضعفي قوَّة الدواء B.

أمَّا الفعَّالية أو النجاعة فهي قدرةُ الدواء على إحداث تأثير (مثل خفض ضغط الدم)؛فعلى سَبيل المثال، يُزيل فوروسميد furosemide المدرّ للبول الكثير من الملح والماء من خلال البول، أكثر من الهيدروكلوروثيازيد المدرّ للبول.وهكذا، فالفوروسيميد له فعَّالية أكبر من هيدروكلوروثيازيد.

وتختلف الكفاءة أو الفعّالية عن الفعَّالية في أنها تأخذ بعين الاعتبار مدى جودة عمل الدواء في استخدامه بالعالم الحقيقي؛ففي كثير من الأحيان، لا يكون الدواء الفعَّال في التجارب السريرية فعالاً جدًّا في الاستخدام الفعلي.وعلى سبيل المثال، قد يكون للعقاقير فعَّالية عالية في خفض ضغط الدَّم، ولكن قد يكون لها كفاءَة منخفضة، لأنها تسبِّب الكثير من التأثيرات الجانبية بحيث يقلِّل الأشخاص من تناولها كما ينبغي أو يتوقَّفون عن أخذها تمامًا.وبذلك، فإنَّ الكفاءَة تميل إلى أن َتكون أقلّ من الفعَّالية؛

فالفعَّالية الأكبر، أو القوَّة، أو الكفاءَة لا تعني بالضرورة أنَّ دواء ما هو أفضل من آخر.ولذلك، عند النظر في المزايا النسبية للأدوية لدى شخص ما، ينظر الأطباء في العديد من العوامل، مثل التأثيرات الجانبية والسمِّية المحتملة ومدَّة التأثير (التي تحدِّد عدد الجرعات اللازمة كلَّ يوم) والتكلفة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID