التهاب الكبد B الحاد هو التهاب الكبد النَّاجم عن العدوى بفيروس التهاب الكبد B والذي يستمرّ من بضعة أسابيع إلى 6 أشهر.
ينتشر التهاب الكبد B من خلال ملامسة الدَّم أو غيره من سوائل جسم أشخاصٍ مصابينٍ بالعدوى، كما يحدث عند مشاركة الأشخاص لإبر غير معقَّمة لحقن العقاقير غير المشروعة.
يُسبب التهاب الكبد B أعراضًا نموذجية لالتهاب الكبد الفيروسي (بما في ذلك نقص الشهية والشعور العام بالمرض واليرقان)، وقد يتسبَّبُ في شكلٍ شديدٍ من التهاب الكبد يُسمَّى التهاب الكبد الخاطف.
يضع الطبيب تشخيص التهاب الكبد B بناءً على نتائج اختبارات الدَّم.
يُوصى باستعمال لقاح التهاب الكبد B عند الأطفال والبالغين الذين من المرجَّح أن يتعرَّضوا للعدوى بالفيروس أو لحدوث مضاعفات شديدة ناجمة عن التقاط العدوى.
لا توجد مُعالَجَة نوعية لالتهاب الكبد B الحاد.
يتعافى معظم الأشخاص بشكلٍ كامل، إلَّا أنَّ بعضهم يُصاب بالتهاب الكبد B المزمن.
قد يكون من المفيد استعمال الأدوية المضادَّة للفيروسات وذلك في حال حدوث التهاب كبدي شديد (خاطف)، ولكنَّ ما يوفِّر الأمل في البقاء على قيد الحياة هو زرع الكبد.
(انظر أيضًا لمحة عامة عن التهاب الكبد ولمحة عامة عن التهاب الكبد الفيروسي الحاد والتهاب الكبد B المزمن).
يُعدُّ فيروس التهاب الكبد B ثاني أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الكبد الفيروسي الحاد.تمَّ الإبلاغ في الولايات المتحدة عن أكثر من 3،000 حالة عدوى حادة من التهاب الكبد B في عام 2018 - وهو انخفاضٌ في الحالات السنوية الـمُسجَّلة (25،000 حالة) قبل انتشار استعمال لقاح التهاب الكبد B على نطاق واسع.إلَّا أنَّه لا يجري تمييز الكثير من الحالات أو لا يتمُّ الإبلاغ عنها.ولذلك قد يكون العدد الفعلي لحالات العدوى الجديدة أعلى بكثير.وتشير التقديرات إلى أنَّها كانت حوالى 21,600 في عام 2018.
تحدث الإصابة بعدوى التهاب الكبد D في بعض الأحيان عند الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B الحاد بشكلٍ متزامن.
انتقال التهاب الكبد B
ينتقل التهاب الكبد B بسهولةٍ أقل من انتقال التهاب الكبد A.يحدث انتقال العدوى عادةً عندما يُعادُ استعمال الإبر دون تعقيمها أوَّلاً - كما هي الحال عندما يتشارك الأشخاص في استعمال نفس الإبر لحقن المخدرات أو عند إعادة استعمال الإبر في تشكيل الوشم.
كما قد تنتقل العدوى عند إجراء نقلٍ للدَّم ولكنَّه نادر الحدوث حاليًّا في الولايات المتَّحدة بسبب فحص الدَّم.
كما ينتقل التهاب الكبد B من خلال التَّماس مع اللُّعاب والدُّموع وحليب الثدي والبول والسَّائل المهبلي والسائل المنوي، ولكنَّ مثل هذا الانتقال أقلُّ شيوعًا من انتقاله عن طريق الدَّم إلى الدم.
قد يحدث الانتقال بين شركاء الجنس، سواءً كانوا مختلفي أو متماثلي الجنس.كما يكون الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مغلقة (مثل السجون ومؤسسات الصحة النَّفسيَّة) معرَّضين لخطرٍ متزايدٍ نظرًا لزيادة فرصة ملامسة سوائل جسم شخص آخر.
ويمكن للمرأة الحامل المصابة بالتهاب الكبد B أن تنقل الفيروس إلى طفلها خلال الولادة (انظر عدوى فيروس التهاب الكبد B [HBV] عند الأطفال حديثي الولادة).
يمكن لأيِّ شخصٍ مصابٍ بالتهاب الكبد B أن ينقل الفيروس، حتى الأشخاص الذين لا يُعانون من أعراض.
من غير الواضح ما إذا كانت لسعات الحشرات يُمكن أن تنقل الفيروس.
الكثير من حالات التهاب الكبد B مجهولة المصدر.
التهاب الكبد B المزمن
يحدث عند حَوالى 5٪ إلى 10٪ من الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد B إصابة بالتهاب الكبد B المزمن بشكلٍ عام.
فكلَّما كان الشخص أصغر سنًا عند حدوث التهاب الكبد B الحاد، ازدادت مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد B المزمن:
الرُّضَّع: 90٪
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-5 سنوات: من 25 إلى 50٪
البالغون: حَوالى 5٪
إذا أصبح التهاب الكبد B مزمنًا، فقد يؤدي إلى حدوث تندُّب شديد في الكبد (تشمُّع الكبد) وقد يحدث سرطان الكبد في نهاية المطاف.
أعراض التهاب الكبد الحاد B
تُعدُّ الإصابة بالتهاب الكبد B أشدُّ خطورةً من الإصابة بالتهاب الكبد A بشكلٍ عام، حيث يمكن أن تؤدِّي إلى الوفاة في بعض الأحيان وخصوصًا عند كبار السن.يمكن أن تكون العدوى خفيفةً أو شديدةً جدًّا (تُسمَّى التهاب الكبد الخاطف).يؤدي تزامن إصابة الأشخاص بالتهاب الكبد B مع التهاب الكبد D إلى ظهور أعراض أكثر شِدَّةً.
يعاني معظم المصابين بالتهاب الكبد B من أعراضٍ نموذجيَّة لالتهاب الكبد الفيروسي.وتنطوي هذه الأَعرَاضُ على:
ضعف الشَّهية
شعور عام بالمرض (التَّوعُّك)
الحُمَّى
الغثيان والتقيّؤ
اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين).
يزداد احتمال الشُّعور بآلام المَفاصِل وظهور شرى أحمر مُسبِّب للحِكَّة على الجلد (بثرات) عند الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B مقارنةً بحالات التهاب الكبد الفيروسيَّة الأخرى.
وتستمرُّ الأعراض لمدَّةٍ تتراوح بين بضعة أسابيع إلى 6 أشهر.
يمكن أن يُعاني الأشخاص من المرض بسرعةٍ كبيرة عند الإصابة بالتهاب الكبد الخاطف.تتراكم المواد السامة التي يقوم الكبد باستبعادها في الدَّم عادةً وتصل إلى الدِّماغ، مُسبِّبةً حدوث الاعتلال الدِّماغي الكبدي .قد يدخل المرضى في غيبوبة في غضون أيام أو أسابيع.يمكن أن يؤدي التهاب الكبد الخاطف إلى حدوث الوفاة عندما لا يحدث زرعٌ للكبد، ولاسيَّما عند البالغين.
تشخيص التهاب الكبد الحاد B
اختبارات الدَّم
يشتبه الأطباء في وجود إصابة بالتهاب الكبد استنادًا إلى الأعراض النَّموذجيَّة، مثل اليرقان.
يبدأ الفحص عادةً بإجراء اختباراتٌٍ دمويَّة لتحديد مدى كفاءة عمل الكبد والتَّحرِّي عن إصابته بضرر (اختبارات وظائف الكبد).تنطوي اختبارات وظائف الكبد قياس مستويات إنزيمات الكبد والمواد الأخرى التي ينتجها الكبد.
إذا اكتشفت الاختبارات وجود شذوذات في الكبد، تُُجرى اختباراتٌ دمويَّة أخرى للتَّحرِّي عن عدوى فيروس التهاب الكبد.يمكن لاختبارات الدَّم هذه اكتشاف أجزاءٍ من فيروسات معيَّنة (مُستضدَّات)، وأجسام مضادَّة معيَّنة ينتجها الجسم لمحاربة الفيروس، وأحيانًًا مواد جينيَّة للفيروسات (RNA أو DNA).
إذا جرى تأكيد العدوى بفيروس التهاب الكبد B وكان شديدًا (خاطفًا)، فسوف يتحرَّى الأطباء عن فيروس التهاب الكبد D أيضًا والموجود عند نسبةٍ تصل إلى 50 ٪ من المصابين بالتهاب الكبد B الخاطف.
الوقاية من التهاب الكبد الحاد B
ينبغي تجنب السُّلُوك الشديد الخطورة، مثل مشاركة الإبر لحقن المُخدِّرات ووجود شركاء جنسيين متعددين.
يُفحص جميع المتبرِّعين بالدَّم للتَّحرِّي عن التهاب الكبد B لمنع انتقال فيروس التهاب الكبد B من خلال نقل الدَّم.وكذلك رغم أنَّ فرصة الإصابة بالتهاب الكبد من عمليات نقل الدَّم بعيدة، فإنَّ الأطبَّاء لا يستعملون عمليات نقل الدَّم إلا في حال عدم وجود بديل.وقد خفضت هذه التدابير بشكل كبير من خطر الإصابة بالتهاب الكبد النَّاجم عن نقل الدَّم.
في الولايات المتحدة، يُنصَح باستعمال التطعيم ضد التهاب الكبد B في الحالات التالية:
جميع الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عامًا وأصغر (بدءًا من تاريخ الولادة - انظر الشكل التطعيمات الروتينية للرُضَّع والأطفال والمراهقين)
أيُّ شخصٍ بالغ يرغب في الوقاية من التهاب الكبد B
جميع البالغين غير المُلقَّحين الذين يزداد خطر إصابتهم بالتهاب الكبد B، بما في ذلك النِّساء الحوامل
الأشخاص المصابون بأمراض الكبد المزمنة
ينبغي أن يحصل أفراد عوائل والأشخاص المُقرَّبين من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B المزمن على لقاح المرض إن لم يكونوا قد حصلوا عليه سابقًا .
إذا كان مستوى فيروس التهاب الكبد B (الحمل الفيروسي) مرتفعاً عند النساء الحوامل، فإنَّه يجري غالبًا استعمال الأدوية المُضادَّة للفيروسات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.
يجب استعمال الغلوبيولين المناعي المضاد لالتهاب الكبد B (عن طريق الحقن العضلي) واللقاح عند الأشخاص الذين لم يجرِ تطعيمهم والذين تعرضوا لالتهاب الكبد B، بما في ذلك الأطفال المولودين لأمَّهات مصاباتٍ بالتهاب الكبد B.يؤدي استعمال هذه التوليفة إلى توفير الوقاية من التهاب الكبد B المزمن عند 75% من الأشخاص، أو إلى تخفيف شدَّة المرض.يحتوي الغلوبيولين المناعي لالتهاب الكبد B على أجسام مضادة يتمُّ الحصول عليها من دم الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من الأجسام المضادَّة لالتهاب الكبد.إذا كانت لدى المرأة الحامل مستويات عالية من الفيروس، فقد ينخفض خطر انتقال العدوى إلى الطفل عن طريق علاج المرأة في الثلث الثالث من الحمل باستخدام تينوفوفير، وهو دواء مضاد للفيروسات.
يجب حقن الأشخاص الذين اتَّصلوا بدم شخصٍ مصابٍ بالتهاب الكبد B بالغلوبولين المناعي لالتهاب الكبد B.وإذا لم يجرِ تطعيمهم ضد التهاب الكبد B، فينبغي تطعيمهم أيضًا.إذا تمَّ تطعيمهم، فإنَّه يتمُّ إجراء اختبارات الدَّم لتحديد ما إذا كانوا لا يزالون محميين.وإذا لم يكونوا قد حصلوا على اللُّقاح، فإنَّه يجري تطعيمهم.
علاج التهاب الكبد الحاد B
التدابير العامة
بالنسبة لالتهاب الكبد الشديد (الخاطف)، تُستَعمل الأدوية المضادة للفيروسات وزرع الكبد.
لا توجد مُعالَجَة نوعية لالتهاب الكبد B الحاد.
يجب على الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B عدم شرب الكحول لأنَّه قد يؤدِّي إلى إلحاق المزيد من الضَّرر بالكبد.لا توجد ضرورة إلى تجنُّب أطعمة مُعيَّنة أو الحدّ من النشاط.
يمكن لمعظم الأشخاص العودة إلى العمل بأمانٍ بعد التَّعافي من اليرقان.
قد يؤدي استعمال الكوليسترامين عن طريق الفم إلى تخفيف شدَّة الحِكَّة عند حدوثها.
يَجرِي استعمال دواء مُضادّ للفيروسات، مثل إنتيكافير entecavir أو تينوفوفير tenofovir عادةً إذا حدثت إصابة بالتهاب الكبد الخاطف.يتمُّ استعمال هذه الأدوية عن طريق الفم.وهي تزيد من فرصة البقاء على قيد الحياة.
ويُعدُّ زرع الكبد العلاج الأكثر فعاليَّة لالتهاب الكبد B الخاطف والأمل الأفضل للبقاء على قيد الحياة، لاسيَّما عند البالغين.
للمزيد من المعلومات
نورد فيما يلي مصدرًا باللغة الإنجليزية قد يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.
مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: يوفر هذا الموقع روابط إلى لمحة عامة عن التهاب الكبد B (بما في ذلك التعريفات والإحصائيات وانتقال العدوى والفحص) ومعلومات حول لقاح التهاب الكبد B والأعراض والتشخيص والعلاج ، بالإضافة إلى روابط إلى معلومات لممارسي الرعاية الصحية.تاريخ الوصول 19 مايو، 2022.