التِهابُ الأذن الوسطى (المصلي)

(التهاب الأذن الوسطى الإفرازي؛ التهاب الأذن الوسطى المترافق بانصباب)

حسبRichard T. Miyamoto, MD, MS, Indiana University School of Medicine
تمت مراجعته جمادى الآخرة 1445

التهابُ الأذن الوسطى الإفرازيّ Secretory otitis media هو تراكم للسائل في الأذن الوسطى،

  • وهو يحدث عندما لا يزول التهاب الأذن الوسطى الحاد بشكلٍ كاملٍ أو عندما تُؤدِّي الحساسية إلى انسِداد نفير أوستاش.

  • قد يشعر المرضى بالامتلاءِ وبشيء من ضعف السمع المُؤقَّت في الأذن المصابة.

  • يقوم الأطباءُ بتفحُّص الأذنِ، ويستخدمون قياس طبلة الأذن tympanometry لتشخيص هذا الاضطراب.

  • قد يحتاج الأطباء إلى إحداثِ فتحةٍ في طبلة الأذن لتصريف السائل.

يُمكن أن ينجم التهابُ الأذن الوسطى المصليّ عن التهاب الأذن الوسطى الحاد الذي لم يشفَ بشكلٍ كاملٍ، أو عن انسداد نفير أوستاش، وهُوَ الأنبوب الذي يصِلُ بين الأذن الوسطى والجزء الخلفي للأنف.تُعدُّ الحساسيةُ والغدانيات المُتضخِّمة الأسباب الأكثر شُيوعًا لانسِداد نفير أوستاش.الأورام هي أسباب نادرة للانسِداد.يمكن أن يحدثَ التهابُ الأذن الوسطى المصلي في أي عمر، ولكنه يحدث بشكل شائع بعد التهاب الأذن الوسطى الحاد عند الأطفال (انظر التهاب الأذن الوسطى الإفرازيّ عند الأطفال) وقد يستمر لمدَّةٍ تتراوح بين أسابيع إلى أشهُر.

يحدُث توازُنٌ في الضغط في الأذن الوسطى لثلاث أو أربع مرات في الدقيقة عندما يفتح نفير أوستاش في أثناء البلع عادةً.ولكن، إذا حدث انسِدادٌ في نفير أوستاش، يميل الضغط في الأذن الوسطى إلى الانخفاض، لأنَّه يجري امتصاص الأكسجين إلى داخل مجرى الدَّم من الأذن الوسطى.ومع انخفاض الضغط، قد يتجمع السائلُ في الأذن الوسطى، ممَّا يُقلل من قدرة طبلة الأذن على التحرك.

أعراض التهاب الأذن الوسطى المصلي

يحتوي السائلُ في الأذن الوسطى على بعض البكتيريا عادةً، ولكن، تكون أعراض العدوى النشطة (مثل الاحمرار والألم والقيح) نادرةً.يكون ألم الأذن نادِرًا.يشعرُ المرضى بالامتلاءِ في الأذن المصابة عادةً، وقد يسمعون صوت فرقعة عند البلع.ومن الشائع حدوثُ شيء من ضَعف السَّمع.

تشخيص التهاب الأذن الوسطى المصلي

  • تقييم الطبيب

يتفحَّص الطبيب الأذن لتشخيص الحالة.يستخدم الأطباءُ منظار الأذن (إضاءة محمولة باليد) مع جهاز يستخدم الهواء لتحريك طبلة الأذن.إذا كان هناك سائل في الأذن الوسطى أو انثقاب في طبلة الأذن، فلن تتحرك طبلة الأذن على نحو طبيعي.

يُساعِدُ قياس الطبل على تحديد ما إذا كان السائل موجودًا في الأذن الوسطى.كما يتفحَّص الأطباء الممراتَ الأنفية والحلق العلوي عند البالغين والمراهقين للتحرِّي عن الأورام.

علاج التهاب الأذن الوسطى المصلي

  • الانتظار المتيقظ

  • مُناورات لزيادة الضغط في الأذن

  • تُوضع أنابيب تصريف السائل في الأذن أحيانًا

تتحسَّن حالاتُ معظم حالات المصابين بالتهاب الأذن الوسطى الإفرازيّ من دُون مُعالجة.تكون مضادات الاحتقان والمضادَّات الحيوية غير مفيدةً.

قد يصِف الأطباءُ للمرضى الذين يعانون من الاحتقان الناجم عن الحساسية مضادَّاتَ الهيستامين عن طريق الفم أو رذاذ الأنف الذي يحتوي على ستيرويد قشريّ.

يُمكن زيادة الضغط المنخفض في الأذن الوسطى بشكلٍ مُؤقَّت عن طريق النفخ لدفع الهواء نحو المرور عبر الانسِداد في نفيرِ أوستاش.قد تُستخدم الطرائق التالية:

  • يُوجه الأشخاص إلى محاولة الزفر مع إبقاء الفم وفتحتي الأنف مغلقة (تُسمَّى مُناورة فالسالفا Valsalva maneuver)،

  • يُطلب من الأشخاص الضغط برفق على الأنف والبلع.ويمكن تكرار هذه المناورة عدّة مرَّات خلال اليوم لإدخال الهواء إلى الأذن الوسطى.

  • أو يمكن للطبيب استخدام حقنة خاصة (نافخة الأذن الوسطى) لنفخ الهواء في أحد منخري الشخص، ثم إغلاق المنخر الآخر في أثناء قيام الشخص بالبلع.تُؤدِّي هذه الطريقة (تُسمَّى نفخ الأذن الوسطى politzerization) إلى دفع الهواء إلى داخل نفير أوستاش والأذن الوسطى.

إذا أصبحت الأَعرَاض مزمنةً (أي تستمر لأكثر من شهر واحد إلى ثلاثة أشهر)، قد يقوم الطبيب بإجراء يُسمَّى بضع الطبلة.في هذا الإجراء، يجري عمل فتحة في طبلة الأذن للسماح بتصريف السوائل من الأذن الوسطى.يُمكن إدخال أنبوب تصريف صغير(أنبوب فغر الطبلة - انظر الشكل بضع الطبلة) في الفتحة في طبلة الأذن للمساعدة على تصريف السائل، والسماح بدخول الهواء إلى الأذن الوسطى.كما قد يحتاج الأطفال إلى إزالة الغدانيات (استئصال الغدانيات adenoidectomy).من أجل ضمان النماء الطبيعي للغَّة، قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من نقص السمع لفترات طويلة بسبب التهاب الأذن الوسطى الإفرازي طويل المَدى، إلى مُعالَجةٍ مُناسبةٍ للتأكد من أن مهاراتهم اللغوية تتطور بشكل طبيعي.

بَضع الطبلة: مُعالَجَة التهاب الأذن الوسطى الإفرازيّ

يقوم الأطباءُ في أثناء بضع الطبلة بإحداث فتحةٍ صغيرةٍ في طبلة الأذن لتصريف السائل من الأذن الوسطى،ثم يضعون أنبوبًا صغيرًا أجوفَ من البلاستيك أو المعدن (أنبوب فغر الطبلة أو أنبوب التهوية) في طبلة الأذن عبر الفتحة.تعمل هذه الأنابيبُ على توازن الضغط في البيئة مع الضغط في الأذن الوسطى.يوصي الأطباء باستخدام أنابيب التهوية لبعض الأطفال الذين لديهم عدوى مُتكرِّرة في الأذن أو تجمُّعات متكرِّرة أو مستمرَّة للسائل في الأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى المصلي المزمن).

يُعدُّ تثبيتُ أنابيب التهوية إجراءً جراحيًا شائعًا يمكن القيامُ به في المستشفى أو عيادة الطبيب.وتحتاج هذه الحالاتُ إلى التخدير العام أو التهدئة غالبًا.يستطيع الأطفالُ العودةَ إلى المنزل في غضون ساعاتٍ قليلةٍ من بعد هذا الإجراء عادةً.يصِفُ الأطباءُ أحيانًا قطرات الأذن التي تحتوي على مُضادّ حيويّ ليستخدمها المرضى بعدَ الإجراء ولمدَّة أسبوع تقريبًا.تخرج الأنابيبُ من تلقاء نفسها عادةً من بعد فترةٍ تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً، ولكن تبقى بعض الأنواع في الأذن لفترةٍ أطول.يقوم الطبيبُ بإخراج الأنابيب التي لا تخرج من تلقاء نفسها، ويستخدم أحيانًا التخدير العام أو التهدئة.إذا لم تنغلق الفتحةُ من تلقاء نفسها، قد تحتاج إلى إغلاقها جراحيًا.

قد يستطيع الأطفال الذين لديهم أنابيب التهوية غسل الشعر والسباحة، ولكن ينصحهم بعض الأطباء بألّا يغمروا رؤوسهم في الماء العميق من دون استخدام سدادات الأذن.

يُشيرُ خروجُ السائل من الأذن إلى عدوى، ولذلك ينبغي إخبار الطبيب حول هذا الأمر.

ينبغي على المرضى الذين يُعانون من الحساسيَّة التخلُّص من مُسبِّبات التحسُّس المعروفة في البيئة التي يعيشون فيها.قد يوصي الأطباء بالعلاج المناعي بالمُستأرجات، والذي يحاول تدريب الجهاز المناعي للشخص على عدم الاستجابة لمسببات الحساسية.

ينبغي على المصابين بالتهاب الأذن الوسطى الإفرازي تجنب أو تأجيل الغوص تحت الماء والسفر جوًا، وذلك لأن التغيرات في الضغط البيئي يمكن أن تسبب ألمًا في الأذن وإصابة (الرضح الضغطي).وإذا تعذَّر عليهم تجنب السفر جوًا، فقد يكون مضغ الطعام أو الشرب (من زجاجة مثلاً) مفيدًا عند الأطفال الصغار المصابين بهذا الاضطراب.بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، يُمكن عادةً جعل الضغط في الأذن الوسطى متوازنًا والتخفيف من الانزعاج من خلال مُناورات عديدة.إذا كان الضغطُ الخارجي يتناقص، كما هي الحالُ عند ارتفاع الطائرة، ينبغي على الشخص محاولة التنفُّس مع فتح الفم أو التثاؤُب أو مضغ العلكة أو البلع.أمَّا إذا كان الضغط الخارجي يزداد، كما هي الحالُ عند هبوط الطائرة أو الغوص عميقًا تحت الماء، فيجب على الشخص إغلاق الأنف والفم ومُحاولة النفح للخارج عبر الأنف (تُسمى مناورة فالسالفا).تجبر هذه المناورة الهواء على المرور عبر نفير أوستاش المسدود.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID