الحواجزُ على الخارج والداخِل

حسبAlexandra Villa-Forte, MD, MPH, Cleveland Clinic
تمت مراجعته شعبان 1443

    قد يبدو غريبًا تحديدُ ما هو خارج وما هو داخل الجسم، فليس من السهل تعريف ذلك دائمًا، لأنَّ الجسمَ لديه العديد من السطوح؛فالجلدُ، وهو في الواقِع جهازٌ عضويّ، يقع خارج الجسم بشكلٍ واضِح؛ويشكِّل حاجزًا يمنع العديدَ من المواد الضارَّة من دخول الجسم.أمَّا الجهازُ الهضمي فهو أنبوبٌ طويل يبدأ في الفم، ويسير خلال الجسم، ويخرج عندَ فتحة الشرج؛فهل الطعامُ، الذي يمرُّ عبرَ هذا الأنبوب، يكون داخل أم خارج الجسم؟إنَّ المغذِّيات والسوائل لا تكون داخلَ الجسم فعلاً إلاَّ بعدَ امتصاصها إلى مجرَى الدم.

    كما يمرُّ الهَواء من خلال الأنف والحلق نحو الرُّغامَى، ثم إلى المَسالِك الهَوائيَّة أو التنفُّسية الكثيرة والمتفرِّعة في الرئتين (القصبات الهوائيَّة).ولذلك، في أيِّ نقطة هذا الممرِّ يكون داخلَ الجسم؟لا يكون الأكسجين في الرئتين ( انظر لمحةٌ عن الجهاز التنفُّسي) مفيدًا للجسم حتَّى يدخل مجرى الدم،ولكي يدخلَ مجرَى الدم، يجب أن يعبرَ من خلال طبقةٍ رقيقة من الخلايا المبطِّنة للرِّئتين.وهذه الطبقة هي بمنزلة حاجز أو حائل أمامَ الفيروسات والبكتيريا، مثل تلك التي تسبِّب السل، والتي يمكن أن تُنقلَ إلى الرئتين مع الهواء.وما لم تخترق هذه الكائناتُ الخَلايا أو تدخل مجرَى الدم، فإنَّها لا تسبِّب المَرضَ عادة.وبما أنَّ في الرئتين العديد من الآليَّات الوقائية، مثل الأجسام المُضادَّة لمكافحة العدوى والأشعار الدقيقة التي تُسمى الأهداب لإزالة الفضلات المَسالِك الهَوائيَّة أو التنفُّسية، فإنَّ معظمَ الكائنات المُعدية المحمولة بالهواء لا تسبِّب المرض.

    لا تفصل سطوحُ الجسم الخارجَ عن الداخل فحسب، بل تحافظ أيضًا على البنى والمواد في مكانها الصَّحيح حتى تتمكَّنَ من العمل بشكلٍ صحيح؛فعلى سَبيل المثال، لا تطفو الأعضاءُ الداخلية في بركة من الدَّم، لأنَّ الدَّم محصور بالأوعية الدموية عادةً.وإذا تسرَّب الدَّم من الأوعية الدموية إلى أجزاء أخرى من الجسم (النزف)، فإنَّه لا يفشل في جلب الأكسجين والمواد المغذية للنُّسج فقط، ولكن يمكن أن يسبِّب ضررًا شديدًا أيضًا؛فعلى سَبيل المثال، يمكن لكمِّية صغيرة من الدَّم المتسرِّب إلى الدماغ أن تخرِّب النسيجَ الدِّمَاغي، لأنَّه لا يوجد حيِّز للتمدُّد في داخل الجمجمة.ومن ناحيةٍ أخرى، فإنَّ كميةً مماثلة من الدَّم المتسرِّب إلى البطن لا تخرِّب النُّسج، لأنَّ في البطن مَجالاً للتوسُّع أو التمدُّد.

    كما يمكن أن يسبِّبَ اللعاب، وهو مهمٌّ جدًّا في الفم، أضرارًا جسيمة إذا جرى استنشاقُه إلى الرئتين، لأنَّ اللعاب يحمل البكتيريا التي يمكن أن تسبِّب تشكُّلَ خراج في الرئة.وفي حالاتٍ نادرة، يسبِّب حمض الهيدروكلوريك الناتج عن المعدة ضررًا هناك.ولكن، يمكن للحمض أن يحرقَ المريء ويضرَّ به إذا كان يرتدُّ إلى الوراء (يرتجع)، كما يمكن أن يضرَّ الأَعضَاءَ الأخرى إذا تسرَّب من خلال جدار المعدة.وقد يسبِّب البراز، وهو الجزءُ غير المهضوم من الطعام والذي يُطرَح من خلال فتحة الشرج، عدوى مهدِّدة للحياة إذا تسرَّب إلى تجويف البطن، وهذا ما يمكن أن يحدثَ إذا حدث ثقبٌ في جِدار الأمعاء.

    quizzes_lightbulb_red
    Test your KnowledgeTake a Quiz!
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID