الحول والحول: ما يحتاج الآباء إلى معرفته
التعليق15 ربيع الثاني 1445 Leila M. Khazaeni, MD, Loma Linda University School of Medicine

في مرحلة نمو الأطفال، قد يلاحظ بعض الآباء أن عيون أطفالهم تبدأ في الإشارة إلى اتجاهات مختلفة وتصبح منحرفة. تُعرف هذه الحالة بالحَوَل، وهي منتشرة نسبيًا. يعاني 3% من الأطفال تقريبًا من الحَوَل.

تتضمن العلامات المبكرة للحَوَل تَصَالَب أو انحراف العينين. قد يحدث ذلك بشكل عشوائي في أي وقت من اليوم، أو قد يكون أكثر شيوعًا حينما يكون الطفل متعبًا أو شارد الذهن. يعد الخَوَص في عين واحدة في ضوء الشمس الساطع علامة تحذيرية أخرى، وربما يكون هذا هو السبب في إشارة بعض الأشخاص للحالة بالـ ”الخَوَص“. أحد طرق قياس شدة الحَوَل لدى الأطفال الأكبر سنًا هو سؤال أصدقائهم عما إذا كان يلاحظونه. وإذا كانوا يلاحظونه، فإن ذلك يعني أنه يحدث بشكل أكثر تكرارًا وغير خاضع للسيطرة.

يجب ألا يتأخر الآباء في عرض الأطفال ممن تبدو عليهم أعراض الحَوَل على طبيب. فيما يلي بعض الأمور التي يجب أن يعرفها الآباء والمرضى إذا لاحظوا انحرافًا في عيون أطفالهم.

1. هناك العديد من أنواع الحَوَل

الحَوَل هو المصطلح الطبي لانحراف العينين. هناك العديد من الأنواع المختلفة، وأغلب الناس يعرفون الحالة بأسمائها الأقل رسمية مثل العينين الحَوْلاوين أو العينين الزائغتين. تتسم بعض الأنواع بانحناء العين إلى الداخل (الحَوَل الإنسي أو تَصَالَب العينين) وبعضها بانحناء العين إلى الخارج (الحول الوحشي أو الجحوظ). تتسم أنواع أخرى بانحراف العين إلى أعلى (حَوَل فَوقانِيّ) أو لأسفل (حَوَلٌ تَحْتانِيّ).

عادة ما يظهر الحَوَل في مرحلة الطفولة. هناك أسباب مختلفة له، وعادة ما تكون مرتبطة بالعمر، وتتضمن تاريخ إصابة عائلي بالحالة، أو وجود اضطرابات وراثية، أو إصابة رضحية في الوجه أو الرأس. بالنسبة لبعض الأطفال، عادةً ما يكون بعد النظر الشديد وكذلك الأمراض الجهازية مثل مشاكل الغدة الدرقية  سببًا أكثر شيوعًا لدى البالغين.

2. يمكن أن يؤدي الحَوَل إلى كسل العين، أو ما يعرف بالعين الكسولة

عادة ما يكون هناك خلط بين الحَوَل وكسل العين. يمكن أن تؤدي كل أنواع الحَوَل إلى كسل العين، أو ما يعرف أيضًا بالعين الكسولة. كسل العين هو انخفاض في الرؤية يحدث نتيجة تجاهل المخ للصورة التي يتلقاها من العين ويمكن أن يحدث بسبب انحراف العين. إذا تُرك بدون علاج، يفقد ما يقرب من 50% من الأطفال المصابين بالحَوَل بعضًا من قدرتهم على الرؤية بسبب كسل العين.

3. لا يختفي الحَوَل من تلقاء نفسه

إذا بدت علامات انحراف العينين لدى طفل، فقد يرغب الآباء في الانتظار ومعرفة ما إذا كانت الحالة ستختفي من تلقاء نفسها. ولكن الحقيقة تكمن في أن الأشخاص لا يتخلصون من الحَوَل بتقدمهم في العمر. وسيظل يؤثر على قدرة الفرد على الرؤية إلى أن يتم علاجه. أي شخص تبدو عليه علامات الحَوَل يجب عرضه على طبيب في الحال لتحديد خطة العلاج المناسبة وتجنب فقدان الرؤية المحتمل.

4. عادة ما يتم علاج الحَوَل بجراحة

في أغلب الأحوال، يتضمن العلاج جراحة في العيادة الخارجية إما لإضعاف أو تقوية عضلات العين لمحاذاة العينين. في بعض الحالات، يوصى بارتداء النظارات طوال الوقت. بناء على شدة وتطور الحالة، قد يعمل الأطباء أولًا على مساواة الرؤية بين العينين وتصحيح كسل العين الذي حدث. يمكن أن يتم ذلك عن طريق لاصقات العين أو القطرات التي تقوي رؤية العين الأضعف. تلك مجرد علاجات لكسل العين (الانخفاض في الرؤية)، وليس الحَوَل (الانحراف).

يجب علاج كسل العين في مرحلة الطفولة، أي في وقت تطور الجهاز البصري لدى الطفل. يعتقد العديد من الأشخاص أن الحَوَل يجب علاجه أيضًا في مرحلة الطفولة. هذا ليس حقيقيًا. يخضع العديد من المرضى البالغين للجراحة في مرحلة لاحقة من حياتهم ويحصلون على نتائج مُرضية. ولكن حتى مع العلاج، فإن الحَوَل حالة تستمر طوال العمر. يمكن أن تتجاوز معدلات النجاح بالإصلاح الجراحي للحَوَل 80%. يحتاج 20% من الأطفال تقريبًا إلى إجراء جراحي آخر.

5. يجب أن يخضع كل طفل لفحوصات رؤية منتظمة

يجب أن يخضع الأطفال بشكل دوري لقياس الرؤية واكتشاف الحَوَل بداية من شهورهم القليلة الأولى. طرق الفحص التقليدية أو الفحوص الضوئية كلاهما فعال.

يترك الحَوَل أثرًا اجتماعيًا مهمًا. كشفت البحوث أن الحالة لها تأثير على أداء الفرد في مقابلات العمل والمواقف الاجتماعية. وهذا من الأسباب المهمة الأخرى التي من أجلها يجب أن يحرص الآباء على الانتباه لعلامات الحَوَل والتعامل مع أي مخاوف مبكرًا بالإضافة إلى إجراء فحوصات الرؤية المنتظمة ورعاية الأطفال.

لمزيد من المعلومات حول الحَوَل، قم بزيارة صفحة الأدلة التي تتناول هذا الموضوع.