التعليق: 4 أمور يجب على المرضى وأحبائهم معرفتها بشأن اضطرابات الأكل
التعليق05 جمادى الأولى 1443 حسب أدلّة MSD الإرشادية

هناك ما يقرب من شخص من بين كل 10 أمريكيين سيُصاب بأحد اضطرابات الأكل في وقت ما من حياته. الأفراد ممن سيعانون من اضطرابات الأكل ممكن أن يكونوا من أي عمر أو أي جنس. على الرغم من هذا الانتشار، هناك وصمات ومعتقدات خاطئة فادحة بشأن اضطرابات الأكل. وبالنسبة لأي شخص يعاني من هذه الاضطرابات، فإن هذه التحديات قد تجعل العثور على مخرج أمرًا عسيرًا. ولكن اضطرابات الأكل حالات قابلة للعلاج، ويمكن أن يؤدي دعم الأسرة والأحباء دورًا أساسيًا في التشخيص والعلاج. يبدأ العلاج والدعم الفعالان بالتعامل مع الوصمات والمعتقدات الخاطئة التي تحول دون حصول العديد من الأفراد على المساعدة التي يحتاجونها ومن دعم أحبائهم لهم أثناء رحلتهم. في ما يلي أربعة أمور يجب أن يفهمها الأفراد وأحبائهم بشأن اضطرابات الأكل.

1. اضطراب الأكل ليس محض اختيار

اضطرابات الأكل هي حالات بيولوجية تنطوي على خلل في الأكل أو السلوك المرتبط بالأكل، وتتضمن عادة تغيرات في طبيعة أو كم ما يأكله الأشخاص و/أو الإجراءات التي يتخذها الأشخاص للحيلولة دون امتصاص الأكل (على سبيل المثال، دفع نفسهم للتقيؤ أو أخذ ملينات). وتلك الحالات ليس محض اختيار يتعلق بنمط الحياة، بل تحتاج لعلاج للتعامل معها.

الخطوة الأولى في العلاج هي تحديد المشكلة. تنقسم اضرابات الأكل لأربع فئات عامة:

فقدان الشهية العصبي — يتسم بالسعي الحثيث وراء النحافة، وصورة مشوهة عن شكل الجسم، والخوف الشديد من السمنة، والحد من تناول الطعام، مما يؤدي إلى وزن جسم قليل للغاية. الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي يقللون مما يتناولونه، ولكنهم قد يتناولون الطعام بشراهة أيضًا، ثم يعوضون ذلك بتناول الملينات. الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب قد يقللون الطعام إلى درجة تضر بصحتهم. على الرغم من أن اسم المرض يشير إلى فقدان الشهية، فأن العديد من الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي لا يفقدون شهيتهم إلى أن يصابوا بالهزال الشديد.

اضطراب تجنب/تقييد الطعام — يتسم بتناول قدر ضئيل للغاية من الطعام و/أو تجنب أطعمة معينة دون القلق على شكل الجسم أو الوزن وهو القلق الذي ينتاب الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي العصبي في المعتاد. عادةً ما يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب انتقائيين للغاية فيما يخص الطعام وألوانه المختلفة. على سبيل المثال، قد يتجنبون مأكولات ذات لون، أو قوام، أو رائحة معينة. هناك بعض الأشخاص يخشون العواقب العكسية المحتملة للأكل مثل الاختناق أو التقيؤ.

اضطراب نهم الطعام — يتسم بتناول كميات كبيرة غير معتادة من الطعام—أكثر بكثير مما قد يأكله أغلب الناس في نفس الوقت تحت نفس الظروف. يشعر الأشخاص بفقدانهم للسيطرة أثناء وبعد تناول الطعام بشراهة، ويشعرون بالاكتئاب نتيجة لهذه النوبات. ولا يعقب تناول الأكل بشراهة استعمال الملينات أو بذل محاولات أخرى للتعويض عن الطعام المفرط الذي تم تناوله.

النهام العصابي — يتسم بنوبات متكررة يتم فيها تناول كميات كبيرة من الطعام سريعًا، ويعقبها محاولات للتعويض عن الطعام المفرط الذي تم تناوله. على سبيل المثال، قد يحاول الأشخاص التقيؤ أو يأخذون الملينات.

2. لا يتسبب أفراد الأسرة في اضطرابات الأكل

هناك مفهوم خاطئ قديم مفاده أن الوالدين والأسر لها دور في إصابة الأطفال باضطرابات الأكل. هذا ليس حقيقيًا. لا تتحمل الأسر اللوم. في حقيقة الأمر، يمكن أن يكون لها دور رئيسي في المساعدة في العلاج. هناك أدلة مهمة تشير إلى أن أفضل طريقة لمساعدة المراهقين المصابين بفقدان الشهية العصبي على التمتع بوزن طبيعي هي طريقة تعتمد على الأسرة.

الحقيقة هي أنه لا يوجد سبب واحد لاضطرابات الأكل. بالنسبة لفقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي، تشير الأبحاث إلى أن الوراثة وعوامل الخطورة البيولوجية تؤدي دورًا. كذلك توجد عوامل بيئية تقف وراء هذا. في الثقافات التي تعلي من قيمة النحافة، قد يكون الأفراد الضعفاء أكثر عرضةً للإصابة بالحالات. توفر المجتمعات التي لا تولي نفس التركيز لشكل الجسم والوزن قدرًا من الحماية.  

3. لا يمكن أن تكتشف أن الشخص مصاب بأحد اضطرابات الأكل بمجرد النظر إليه

اضطرابات الأكل لها العديد من الأشكال المتنوعة، ولا يبدو من الواضح دومًا أن الشخص يعاني بناءً على وزنه ومظهره. فقدان الشهية العصبي هو الاضطراب الوحيد الذي يُصنف حسب وزن الجسم دون مزيد من التعريف. يقترن تناول الطعام بشراهة عادة بزيادة الوزن أو السمنة، ولكن لا توجد صلة مباشرة فيما يتعلق بالتعريف أو التشخيص.

اليوم، هناك نسبة كبيرة من سكان الولايات المتحدة مصابين بالسمنة أو زيادة الوزن. وهذا يعني أن الأفراد الذين يعانون من أحد اضطرابات الأكل قد يفقدون الكثير من أوزانهم ويعانون من أنماط أكل مختلة قبل أن يتأثر مظهرهم بالاضطراب.

4. يمكن ويجب علاج اضطرابات الأكل

يجب أن يفهم الناس أن اضطرابات الأكل هي حالات خطيرة يجب التعامل معها وعلاجها. يقترن فقدان الشهية العصبي بمعدل وفيات مرتفع للغاية. يصاحب الحالة خطر الانتحار وكذلك المضاعفات الطبية الناجمة عن انخفاض وزن الجسم.

بالنسبة للبالغ الذي يعتقد أنه يعاني من أحد اضطرابات الأكل، فأن التحدث مع طبيب رعاية أولية يعد خطوة أولية مهمة. يمكن أن يحدد الطبيب التقييمات اللازمة وينسق فريق رعاية أوسع نطاقًا، يتضمن متخصصين واختصاصيي رعاية عقلية.

وبالنسبة لأفراد الأسرة، فأن أفضل طريقة لطرح الموضوع هي تعريف الشخص بكونك مهتمًا بأمره في الوقت الذي ستدعمه فيه وتساعده على الحصول على أي مساعدة يحتاجها. بالنسبة للوالدين أو أفراد أسرة الأطفال أو المراهقين المعنيين، فأن التحدث مع طبيب الأطفال المتابع للطفل يعد بداية جيدة. عادةً ما يكون لأطباء الأطفال علاقات قوية بالأطفال ويمكنهم المساعدة في معرفة ما يطرأ على الوزن، والحالة الطبية بل وحتى الوظائف الاجتماعية من تغييرات.

أهم شيء يجب أن يعرفه أي شخص يعاني هو أن المساعدة متوفرة، ويجب أن يبذل أفراد الأسرة قصارى جهدهم لتقديم الدعم والقيام بدور في إطار خطة علاج هادفة.

لمزيدٍ من المعلومات عن اضطرابات الأكل، توجَّه إلى صفحة الأدلّة أو إلى صفحة الحقائق السريعة حول الموضوع