الحُماق (جدري الماء) Chickenpox

(الحُماق Varicella)

حسبKenneth M. Kaye, MD, Harvard Medical School
تمت مراجعته جمادى الأولى 1445

جدري الماء (الحُماق chickenpox) هو عدوى شديدة السراية بالفَيروس النُّطَاقِيّ الحُماقِيّ، يسبب طفحًا مميزًا يُسبّب الحكة، ويتألف من بقع صغيرة، بارزة ، مُتنفِّطة أو متقشِّرة.

  • يُصيبُ جدري الماء الأطفال غالبًا، لكنَّ استعمال اللقاح يَحُدُّ بشكلٍ كبير من عدد الإصابات.

  • يُعاني الأطفال قبل ظهور الطفح الجلدي من صداع خفيف وحمى خفيفة ونقص في الشهية وشعور عام بالمرض.

  • ويعتمد التَّشخيصُ على الأَعرَاض، ولاسيَّما على الطفح الجلدي.

  • يتعافى معظمُ الأطفال بشكلٍ كامل، رغم أنَّ بعضهم يصابون بمرض شديد وقد يتوفُّون.

  • لا تحتاج سوى الأعراض إلى معالجة عادةً.

  • يمكن للتطعيم الروتيني توفير الوقاية من الإصابة بجدري الماء.

جدري الماء (الحُماق) هو عدوى تصيب الأطفال في الغالب.ينجم الحماق (جدري الماء) عن العدوى بالفَيروس النُّطَاقِي الحُماقِي، هو نوع آخر من فيروس الهربس (النوع الثالث من فيروسات الهربس).

قبل تطوير لقاح الحماق والبدء باستعماله، كانت جائحات جدري الماء تحدث في الشتاء وبدايات الربيع كل 3 إلى 4 سنوات.

يكون الشخصُ المصاب بالحماق ناقلاً للعدوى بعد بدء الأعراض مباشرةً، لكنه يبقى مُعديًا حتى تتقشَّر البثور الأخيرة.

هل تعلم...

  • يكون الشخصُ المصاب بالحماق ناقلاً للعدوى بعد بدء الأعراض مباشرةً، لكنه يبقى مُعديًا حتى تتقشَّر البثور الأخيرة.

من النادر أن تكون الإصابة بجدري الماء شديدةً عند الأطفال الذين لديهم جهاز مناعة طبيعي.تظهر عندَ معظم الأشخاص المصابين بجدري الماء قرحاتٌ على الجلد وفي الفم؛إلَّا أنَّ الفيروسَ يُصيبُ في بعض الأحيان الرئتين أو الدِّماغ أو القلب أو الكبد.تكون حالاتُ العدوى الشديدة هذه أكثر شيوعًا بين حديثي الولادة والبالغين والأشخاص الذين يعانون من ضُعفٍ في جهاز المناعة (كالأشخاص المُصابين بـعدوى فيروس العوز المناعي البشري، أو الذين يستعملون أدوية تُثبِّطُ جهاز المناعة، أو الذين يستعملون جرعات مرتفعة من الستيرويدات القشرية).

يحصل الشخص الذي أُصيبَ بجدري الماء على المناعة، ولا يمكن أن يُصابَ به مرة أخرى.ولكن، يبقى الفيروسُ الحماقي النطاقي غير نشط (كامن) هاجعًا في الجسم بعد الإصابة الأوَّلية بعدوى فيروس جدري الماء، وتجري إعادة تنشيطه في وقتٍ لاحقٍ من الحياة في بعض الأحيان، مما يُسبب الإصابة بالهِربِس النُّطاقِيّ.يتوفَّر لقاح الهربس النطاقي لكبار السنّ.يُقلل هذا اللقاح من خطر الإصابة بالهربس النطاقي في وقت لاحق من الحياة.

انتقالُ عدوى الحُماق

يمكن أن يحدثَ الحُماق بالطرائق التالية:

  • من خلال قطرات الرطوبة المحمولة في الهواء والمحتوية على الفَيروسُ النُّطَاقِيُّ الحُماقِيّ.

  • من خلال الاحتكاك بالطفح الجلدي النَّاجم عن الحماق أو الجدري

  • من النساء الحوامل إلى الجنين أو حديث الولادة

أعراض جدري الماء

تبدأ الأعراضُ خلال 7-21 يومًا من التقاط العدوى.وهي تشتمل على

  • الصداع الخفيف

  • الحمى المتوسِّطة

  • نَقص الشَّهية

  • الشعور العام بالمرض (الشعور بالتوعُّك)

لا يعاني الأطفالُ الأصغر سنًا من هذه الأعراض غالبًا، ولكنَّ الأعراض تكون شديدةً عند البالغين غالبًا.

وبعدَ مرور حوالى 24-36 ساعة من بداية ظهور الأعراض الأولى، يظهر طفحٌ جلديٌّ مُسطَّحٌ صغيرٌ ذو بُقعٍ حمراء.يبدأ ظهورُ البقع على الجذع والوجه عادةً، ثم تظهر على الذراعين والساقين لاحقًا.ويظهر عندَ بعض الأشخاص عدد قليل من البقع.بينما تظهر البقع عند البعض الآخر في كلِّ مكانٍ تقريبًا، بما في ذلك فروة الرأس وداخل الفم.

وفي غضون 6 إلى 8 ساعات، تصبح كل بقعة بارزة.وتصبح كل بقعة بارزة لتُشكِّلَ نفطة حاكَّة مستديرة مملوءة بسائل على خلفية حمراء، وأخيرًا تظهر القشور.يستمرُّ ظهور البقع، وتتقشَّر على عدَّة أيام.ومن السمات المميّزة لجدري الماء (الحُماق) أن الطفح الجلدي يظهر بشكل متتابع بحيث تكون البقع بأشكال مختلفة من النمو في أي منطقة مصابة.وفي حالاتٍ نادرةٍ جدًّا، تُصبِحُ البقعُ مصحوبة بعدوى البكتيريا، التي يمكن أن تسبِّب عدوى جلدية شديدة (التهاب النسيج الخلوي أو التهاب اللفافة الناخر).

تتوقف البقعُ الجديدة عن الظهور بحلول اليوم الخامس عادةً، وتتكوَّن قشور فوق أغلب البقع في اليوم السادس، ويزول معظمها خلال أقل من 20 يومًا.

يُصابُ الأطفال الذين جرى تطعيمهم في بعض الأحيان بجدري الماء؛إلَّا أنَّ الطَّفح يكون خفيفًا عادةً عند هؤلاء الأطفال، وكذلك يكون حدوث الحمى أقل شيوعًا وفترة المرض أقصر؛لكنَّ لمس القرحات قد يُسبِّبُ انتقال العدوى.

تتمزّق البقعُ الموجودة في الفم بسرعة لتُشكِّل قرحاتٍ مكشوفة، تجعل البلع مؤلمًا على الأغلب.كما قد تظهر القرحاتُ المكشوفة على الأجفان وفي المَسالِك الهَوائيَّة العليا والمستقيم والمهبل.يستمرُّ الجزء الأسوأ من المرض عادةً ما بين 4-7 أيَّام.

المُضَاعَفات

يزداد خطرُ حدوث مضاعفاتٍ عند المواليد الجدد والبالغين والأشخاص الذين يُعانون من ضُعفٍ في جهاز المناعة أو اضطرابات محددة.

يمكن لعدوى الرئة (الالتهاب الرئوي) أن تؤدي إلى السعال وصعوبة التنفس مما قد يُعقد جدري الماء الشديد عند البالغين، والرضع، والأشخاص من جميع الأعمار الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي.يمكن للالتهاب الرئوي أن يحدث بشكل نادر عند الأطفال الصغار الذين لديهم جهاز مناعي طبيعي.

تُعدُّ عدوى الدماغ (التهاب الدماغ) أقل شيوعًا، وتُسبِّبُ عدم الثبات في المشي والصداع والدَّوخة والتخليط الذهني والاختلاجات.ويمكن أن يكونَ التهاب الدماغ عند البالغين خطرًا على الحياة.

كما قد يحدث التهابُ الكبد ومشاكل في النزف أيضًا.

يمكن أن تبدأ متلازمة راي Reye syndrome، وهي من المضاعفات النادرة ولكنها شديدة الخطورة، ويقتصر حدوثها على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.ولذلك، ينبغي تجنُّبُ إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين بجدري الماء.قد تبدأ مُتلازمة راي خلال 3 إلى 8 أيّام من بدء الطفح.

تكون النساء اللواتي يُصبنَ بالحماق في أثناء الحمل معرضاتٍ لخطر حدوث مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي، وقد يتوفَّين نتيجةً لذلك.كما يمكن أن ينتقلَ جدري الماء إلى الجنين، خُصوصًا إذا حدث جدري الماء خلال الثلث الأول أو أوائل الثلث الثاني من الحمل، أو ينتقل لحديث الولادة في أثناء الولادة أو بعدها.ويمكن أن تؤدي مثل هذه العدوى إلى حدوث تندُّباتٍ في الجلد، أو عيوب خِلقيَّة، أو انخفاض الوزن عند الولادة، أو المرض عند حديث الولادة.

تشخيص جدري الماء

  • تقييم الطبيب

  • وفي حالاتٍ نادرة، تُجرى اختبارات دمويَّة وفحصٌ لعَيِّنَةٍ مأخوذةٍ من قرحة

ويكون الطبيبُ متأكدًا من تشخيص مرض جدري الماء عادةً، لأن الطفح الجلدي والأعراض الأخرى تكون شديدة الوضوح.

ونادرًا ما توجد ضرورة لإجراء اختباراتٍ دمويَّة لقياس مستويات الأضداد في الدَّم، واختبارات معملية لتحديد الفيروس (باستخدام عينة مكشوطة من القروح عادةً).(الأجسام المُضادَّة هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي للمساعدة في الدفاع عن الجسم ضدَّ عامل معيّن، مثل فيروس الحماق)؛

علاج جدري الماء

  • بالنسبة للأشخاص المصابين بحالاتٍ خفيفة، اتخاذ تدابير لتخفيف شدَّة الأعراض

  • وبالنسبة للأشخاص المُعرَّضين لخطر حدوث أعراض متوسطة إلى شديدة، استعمال الأدوية المضادَّة للفيروسات

لا تحتاج الحالاتُ الخفيفة من جدري الماء عند الأطفال إلَّا إلى مُعالجة الأعراض.يُساعد تطبيقُ الكمَّادات الرطبة على الجلد على تهدئة الحِكَّة التي قد تكون شديدة، ويمنع التَّخريش الذي قد ينشر العدوى ويُسبِّبَ ندبات.ونتيجةً لوجود خطر في حدوث عدوى جرثوميَّة، يتمُّ غسل الجلد مرارًا بالماء والصابون، والمحافظة على نظافة اليدين، ويجري قصُّ الأظافر لتقليل التَّخريش، والمحافظة على جفاف ونظافة الملابس.وإذا كانت الحكة شديدة يمكن إعطاء الأدوية التي تخفف الحكة، مثل مضادات الهيستامين، عن طريق الفم.كما قد يفيد الاستحمام بدقيق الشوفان الغرواني.

عند عدوى جرثوميَّة، قد تكون هناك حاجة للمضادَّات للحيويَّة.

يصف الأطباء عادةً الأدوية المُضادَّة للفيروسات، مثل أسيكلوفير وفالاسيكلوفير وفاميسيكلوفير (انظر جدول بعض الأدوية المُضادَّة للفيروسات لعلاج حالات عدوى فيروس الهربس)، عن طريق الفم لبعض الأشخاص الأصحاء المعرّضين لخطر الإصابة بمرض متوسّط إلى شديد، بما في ذلك الأشخاص الذين:

  • بعمر 12 عامًا أو أكثر الذين لم يحصلوا على اللقاح (18 عامًا أو أكثر بالنسبة لدواء فامسيكلوفير)

  • لديهم اضطرابات جلدية، مثل الإكزيمة

  • لديهم داء رئوي مزمن

  • استعمال الساليسيلات لفترة طويلة (نوع من الأدوية، مثل الأسبرين)

  • يستعملون الستيرويدات القشريَّة

  • الأشخاص الذين التقطوا عدوى الجدري من شخصٍ يعيشون معه، لأنَّ هذه الحالات تكون أكثر شدَّة عادةً من الحالات الأولية

بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على سنة واحدة، والذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، قد يصف الأطباء الأسيكلوفير عن طريق الوريد.

يمكن للأدوية أن تَحُدَّ من شدة ومدة الأعراض، ولكن ينبغي استعمالها خلال 24 ساعة من بداية المرض للحصول على فائدتها إن أمكن.

ونظرًا إلى أنَّ النساء الحوامل معرَّضات بشكلٍ كبيرٍ للإصابة بالمضاعفات الشديدة من الحُماق، يوصي بعض الخبراء بمُعالَجة النساء الحوامل اللواتي يُعانين من الحُماق بالأسيكلوفير أو فالاسيكلوفير.

مآل جدري الماء

يتعافى الأطفالُ الأصحاء من مرض جدري الماء من دون مشاكل دائمًا.وكان يُصاب حوالى 4 ملايين شخص بجدري الماء (الحُماق) سنويًا في الولايات المتحدة قبلَ التمنيع الروتيني، ويموت حوالى 100 إلى 150 منهم بسبب مضاعفاته.

في البالغين، يكون جدري الماء أكثر شدة، ويزداد خطر الوفاة.

يكون جدري الماء شديدًابشكل خاص عندَ الأشخاص الذين يعانون من ضُعفٍ في جهاز المناعة.

عندما يصاب الأشخاص الذين جرى تلقيحهم ضدَّ الجدري، يكون المرض أقل شدّة، ويتوفَّى عددٌ أقل من هؤلاء الأشخاص.

الوقايَة من جدري الماء

  • التطعيم

  • الغلُوبُولين المناعي في بعض الأحيان

التطعيم

يحتوي لقاح الحماق على فيروس الحماق الحي الضَّعيف.هناك اثنان من مستحضرات اللقاح المتوفّرة في الولايات المتحدة:

  • لقاح الحماق بجرعتين معياريتين

  • توليفة من لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف والحصبة الألمانية

يجري تلقيحُ الأطفال بشكل روتيني ضد السّعال الديكي.وتُعطى جرعتان: واحدة في عمر 12-15 شهرًا ، بينما تعطى الثانية بجرعات بعمر 4 إلى 6 سنوات (انظر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: جداول التطعيم).

كما يمكن تطعيم الأطفال الأكبر سنًا والبالغين الذين لم يحصلوا على اللقاح (ولاسيَّما النساء في سن الإنجاب والبالغين الذين يعانون من اضطراباتٍ مزمنة)؛حيث ينبغي استعمال جرعتين - يفصل بينهما 4-8 أسابيع.

ولكن، يجب تجنُّب تطعيم بعض الأشخاص:

  • الأشخاص الذين ظهرت لديهم ردة فعل تحسسية شديدة (مثل التأق) بعد استعمال جرعة سابقة من اللقاح أو أحد مكونات اللقاح

  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بما في ذلك الذين يستعملون جرعاتٍ مرتفعة من الستيرويدات القشريَّة

  • الأطفال الذين يستعملون الأسبرين بانتظام

  • النساء الحوامل أو اللواتي يُخطِّطن للحمل في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر من حصولهن على اللقاح

  • الأشخاصُ المُصابين بمرضٍ غير خفيفٍ في وقت التطعيم

الوقايَة من انتشار جدري الماء (الحُماق)

يساعد عزلُ الشخص المصاب بالعدوى على منع انتشارها للأشخاص الذين لم يصابوا بجدري الماء.ولذلك، يجب ألا يعود الأطفال إلى المدرسة، ويجب على الكبار ألا يعودوا إلى العمل، حتى تتقشَّر البثور الأخيرة.

بعدَ التعرّض لجدري الماء (الحماق)

يمكن إعطاءُ الأشخاص المُعرَّضين لخطرٍ كبيرٍ لحدوث مضاعفات، والذين اختلطوا بشخصٍ مُصابٍ بالجدري، أضدادًا لفيروس الحُماق (الغلوبولين المَناعِيّ النُّطَاقِيّ الحُماقِيّ).وهؤلاء الأشخاص يضمون

  • الأشخاص الذين يعانون من ابيِضَاض الدَّم أو ضعف الجهاز المناعي بدون دليل على المناعة

  • النساء الحوامل اللواتي لم يُصبن بجدري الماء أو لم يتلقّين اللقاح

  • حديثي الولادة الذين أُصيبَت أمّهاتم بجدري الماء قبلَ 5 أيام من الولادة أو بعدها بيومين

قد تؤدِّي المُعالجَة باستخدام الغلوبولين المَناعِيّ للفيروس النُّطَاقِيّ الحُماقِيّ إلى الوقاية من حدوث العدو، أو تَحُدّ من شدتها.

إذا كان الأشخاصُ الأصحاء قد تعرَّضوا لجدري الماء ولم يجرِ تطعيمهم، يمكن أن يساعد التطعيم في غضون 3-5 أيام من التعرّض على الوقاية من الإصابة بجدري الماء أو الحدّ من شدَّته.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID