الورمُ الغاسترينيّ gastrinoma هو ورم يحدُث في البنكرياس أو الاثناعشريّ (الجزء الأول من المعى الدَّقيق) عادةً، ويُنتِجُ مستويات مرتفعة من هرمون الغاسترين الذي يُحرِّضُ المعدة على إفراز الحمض والإنزيمات، ممَّا يُسبِّبُ القرحات المِعديَّة.
وتنشأ هذه الأورامُ عن خلايا البنكرياس التي تُفرِزُ الغاسترين.
تُشبِهُ الأعراض تلك التي تنجُم عن القرحات المعديَّة، بما في ذلك الألم والنَّزف.
وينطوي التشخيصُ على اختبارات الدَّم وفُحوصات التصوير.
تنطوي المُعالجة على استخدام أدويةٍ للتقليل من الحمضِ في المعدة، والجراحة والمُعالجة الكيميائيَّة أحيانًا.
يكون مُعدَّل النجاة مُرتفعًا إذا جرى استئصال الورم بشكلٍ كاملٍ.
الأورام الغاسترينيَّة هي نوع من الورم الصمَّاوي في البنكرياس.ويكون نصف الأورام سرطانيًا.تكون الأورام الغاسترينية صغيرةً وتنمو ببطءٍ عادةً.
ويحدث الورم الغاستريني أحيَانًا كجزء من مُتلازمة الأورام الغدِّية الصمَّاوية، وهي اضطراب وراثيّ تنشأ فيه الأورام من خلايا الغدد الصماوية المختلفة، مثل الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
أعراض الورم الغاستريني
يُؤدِّي فرط كمية الغاسترين التي يُفرزها الورم الغاستريني إلى أن تُنتِج المعدة كمية كبيرة جدًا من الحمض،يمكن أن يؤدي فرط إنتاج الحمض إلى حدوث متلازمة زولينجر إليسون.
بالنسبة إلى مُتلازِمة زولينجر إليسُون، يكون لدى الشخص أعراضُ قرحات مِعوية شديدة (مثل الألم أو النَّزف) في المعدة والاثناعشري وفي مكان آخر في المِعَى.ولكن نسبة تصل إلى 25% من المصابين بمُتلازمة زولينجر إليسون لا تكون لديهم قرحة عندما يُوضَع التشخيص.يُمكن أن يحدُث تمزق ونزف وانسداد في المعى، كما يُمكن أن يُشكِّل هذا تهديدًا لحياة المريض.بالنسبة إلى أكثر من نصف المصابين بالورم الغاسترينيّ، لا تكون الأَعرَاض أسوأ من تلك التي يعاني منها المصابين بالقرحة المِعدية العاديَّة.ويُعدُّ الإسهال الناجم عن فرط إنتاج الحمض العرضَ الأوَّل عند نسبةٍ تتراوح بين 25 إلى 40% من الأشخاص.
تشخيص الورم الغاستريني
الاختبارات الدموية
فُحوصات التصوير
يشتبِهُ الطبيبُ بالورم الغاسترينيّ إذا كان الشخص يُعاني من قرحاتٍ معديَّة مُتكرِّرة، أو لديه العديد من القرحات المعديَّة التي لا تستجيب للمُعالجَات الاعتيادية للقرحة.تُعدُّ اختبارات الدَّم، للتحرِّي عن المستويات المرتفعة بشكلٍ غير طبيعيّ للغاسترين، أفضل اختباراتٍ تشخيصية يُمكن الاعتماد عليها.
عندما يجري تشخيصُ الإصابة بورم غاسترينيّ عن طريق اختبارات للدم، يُحاول الأطبَّاء تحديد موضع الورم باستخدام عددٍ من طرائق التصوير، مثل التصوير المقطعيّ المُحوسَب للبطن والتصوير الوَمضانيّ scintigraphy (نوع من أنواع التصوير بالنوكليدات المُشعَّة)، وتخطيط الصدى بالتنظير الداخليّ والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، وتصوير الشرايين (صورة أشعَّة يجري أخذها بعد حقن صبغة ظليلة للأشعة في داخل شريان).ولكن، قد يكون من الصعب اكتشاف هذه الأورام لأنها صغيرة عادةً.
علاج الورم الغاستريني
طرائق لتقليل مستويات حمض المعِدة
الاستئصال الجراحيّ أحيانًا
المُعالجة الكِيميائيَّة أحيانًا
قد تكون الجرعات العالية من مثبطات مضخَّة البروتون، وهي أدوية تُقلِّلُ من الحمض (انظر الجدول الأدوية المُستَعملة في علاج الحموضة المعدية)، فعَّالة في التقليلِ من مُستويات الحمض والتخفيف من الأعراض مُؤقَّتًا.ولكن، إذا لم تكن هذه الأدوية فعالةً بشكلٍ كافٍ، قد تساعد حقن دواء يُسمى أوكتريوتيد.
إذا كان هناك ورم واحد فقط، ولا يُعاني الشخص من مُتلازمة الأورام الغدية الصماوية المتعدّدة، يستخدم الأطباءُ الجراحةَ لاستئصال الورم الغاسترينيّ عادةً.وفي مثل هذه الحالات، يُؤدِّي الاستئصال الجراحيّ إلى شفاء حوالى 20% من الأشخاص.
إذا انتقلت الأورام السرطانية إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، قد تُساعد المُعالجة الكِيميائيَّة على التقليل من عدد خلايا الورم ومستويات الغاسترين في الدم.ولكن، لا يُساعد مثل هذا العلاج على الشفاءِ من السرطان الذي يُهدِّدُ حياة المريض في نهاية المطاف.
مآل الورم الغاستريني
إذا جرى استئصال الورم بشكلٍ كامل عن طريق الجراحة، تصل فرص النجاة عند الأشخاص إلى أكثر من 90% لفترةٍ تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات؛ولكن، إذا لم يجرِ استئصال الورم بشكلٍ كاملٍ، تكُون فرص النجاة لخمس سنوات عند الأشخاص بنسبة 43%، وبنسبة 25% للنجاة لعشر سنوات.