الأدوية المستخدمة في علاج الحموضة المعديّة

حسبNimish Vakil, MD, University of Wisconsin School of Medicine and Public Health
تمت مراجعته شعبان 1444

يلعب حمض المعدة دورًا في عدد من اضطرابات المعدة، بما في ذلك القرحة الهضمية والتهاب المعدة وداء الارتجاع المَعدي المريئي.رغم أنَّ كمية الحمض الموجودة في المعدة تكون طبيعية عادةً عند الأشخاص المصابين بهذه الاضطرابات، إلَّا أنَّ تقليل كمية الحمض في المعدة يُعَدُّ ضروريًّا في مُعالَجَة الضَّرر الذي أصاب المعدة والأمعاء وكذلك في تخفيف شدَّة الأَعرَاض.

الجدول
الجدول

مثبّطات مضخَّة البروتون

مضخة البروتون هي اسم العملية الكيميائية التي تقوم بها المعدة لإنتاج الحمض.تُعدُّ مثبطات مضخة البروتون أقوى الأدوية التي تُقلِّل إنتاج الحمض.حيث يُعزِّز استعمال مثبِّطات مضخة البروتون شفاء القرحات بنسبة أكبر عند الأشخاص خلال فترة زمنيَّة أقصر مقارنةً بحاصرات الهستامين 2 (H2) وبالتالي يُفضَّل استعمالها عادةً على حاصرات H2 في علاج القرحة.وهي تُستَعمل في علاج أشكالٍ شديدةٍ من التهاب المعدة (مثلما يحدث عند وجود نزف)، وفي حالات داء الارتجاع المَعدي المريئي الشَّديدة.كما تلعب مثبِّطات مضخة البروتون دورًا مهمًّا في مُعالَجَة الحالات التي تُسبِّب زيادة إنتاج حمض المعدة، مثل مُتلازمة زولينغر إليسون.

يمكن استعمال مثبطات مضخة البروتون عن طريق الفم أو الوريد.تكون هذه الأدوية جيدة التَّحمل عادةً ولكنَّها قد تُسبِّبُ الإسهال والإمساك والصُّداع.قد يؤدي الاستعمال طويل الأمد لمثبطات مضخة البروتون إلى حدوث نقصٍ في امتصاص فيتامين B12 والحديد والمغنيزيوم والكالسيوم.

حاصرات هيستامين 2 (H2)

الهستامين هي مادة يجري إنتاجها بشكل طبيعي في الجسم ولها عدة أدوار.الهستامين هي أحد المواد الرئيسية المسؤولة عن ردَّات الفعل التَّحسُّسية، وهذا يُفسِّر سبب استعمال مضادَّات الهيستامين (حاصرات الهستامين) عند الأشخاص الذين يُعانون من ردَّة فعلٍ تحسُّسيَّة لإحدى المواد.كما يساعد الهستامين على تنبيه الجسم لإنتاج حمض المعدة، ممَّا يُفسِّر سبب استعمال أحد أنواع مضادَّات الهيستامين والذي يُسمَّى حاصِر الهيستامين 2 لإنقاص كميَّة حمض المعدة.وبالتَّالي، تُستَعملُ حاصرات H2 في تدبير كثيرٍ من نفس الاضطرابات التي تُستَعملُ فيها مثبطات مضخة البروتون.

تُستَعمل حاصرات H2 من 1-2 مرَّة يوميًّا، ويمكن استعمالها عن طريق الفم أو الوريد.لا يؤدي استعمال حاصرات H2 إلى ظهور تأثيرات جانبيَّة خطيرة عادةً.إلَّا أنَّ استعمال جميع حاصرات H2 قد يُسبِّبُ الإسهال والطفح الجلدي والحمى وألم العضلات والتَّخليط الذهنِي.وقد يؤدي استعمال حاصر H2 سيميتيدين إلى تضخم الثدي وحدوث خللٍ في الانتصاب عند الرجال.بالإضافة إلى احتمال حدوث تداخلٍ عند استعمال سيميتيدين، وبدرجةٍ أقل، حاصرات H2 الأخرى مع طرح الجسم لأدوية مُعيَّنة مثل الثيوفيلين المُستَعمل في علاج الربو والوارفارين المُستَعمل في معالجة تجلُّط الدَّم المفرط والفينيتوين المُستَعمل في معالجة الاختِلاجَات.

مضادَّات الحموضة

مضادَّات الحموضة هي مواد كيميائية تُعطل حمض المعدة الذي سبق إفرازه ، وبذلك ترفع مستوى درجة حموضة المعدة (تجعله أقل حموضة).يمكن الاقتصار على استعمال مضادَّات الحموضة لمعالجة الأعراض الخفيفة الناجمة عن حمض المعدة.ولكنَّ استعمال مضادَّات الحموضة في حدِّ ذاتها لا يُعدُّ معالجة كافية للاضطرابات الخطيرة المرتبطة بالحمض مثل القرحة والتهاب المعدة الشديد.يستدعي تدبيرهذه الاضطرابات عادةً استعمال مضادَّات الحموضة بالإضافة إلى مثبطات مضخة البروتون أو حاصرات H2 للمساعدة على تخفيف شدَّة الأَعرَاض في المرحلة المبكرة من العلاج.حيث تختلف فعاليتها باختلاف كمية مضاد الحموضة المُستَعمَل وكمية الحمض الذي ينتجه الشخص.يمكن الحصول على جميع مضادَّات الحموضة تقريبًا دون وصفةٍ طبيَّة، وهي متوفِّرة على شكل أقراص، أو حبوب طرية قابلة للمضغ، أو سائل.إلَّا أنَّه يمكن لمضادَّات الحموضة أن تتداخل في امتصاص الكثير من الأدوية المختلفة، لذلك ينبغي استشارة الصيدلاني عن التَّداخلات الدوائيَّة الممكنة قبل استعمال مضادَّات الحموضة.

حيث تُعدُّ بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز) وكربونات الكالسيوم أقوى مضادَّات الحموضة التي يمكن استعمالها في بعض الأحيان للتَّخفيف السَّريع والقصير الأمد لشدَّة الأعراض.ولكن، بما أنَّها تُمتص من مجرى الدَّم، فإن استعمال مضادات الحموضة الدَّائم قد يجعل الدَّم شديد القلويَّة (قُلاء)، ممَّا يؤدي إلى الشُّعور بالغثيان والصُّداع والضَّعف.لذلك، ينبغي عدم استعمال مضادَّات الحموضة هذه بكمياتٍ كبيرة لأكثر من بضعة أيام.كما تحتوي مضادات الحموضة هذه على الكثير من الملح، ويجب ألَّا يستعملها الأشخاص الذين يحتاجون إلى اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم أو المصابون بفشل القلب أو بارتفاع ضغط الدَّم.

ويُعدُّ هيدروكسيد الألومنيوم من مضادَّات الحموضة الآمنة نسبيًّا والشَّائعة الاستعمال.إلَّا أنَّ الألومنيوم قد يرتبط مع الفوسفات في السبيل الهضمي، ممَّا يؤدي إلى استنزاف كالسيوم الجسم وخفض مستويات الفوسفات في الدَّم، ممَّا يؤدي إلى الشعور بالضَّعف والغثيان ونقص الشهيَّة.تزداد خطورة هذه التأثيرات الجانبية عند المصابين باضطراب استعمال الكحول الذين يعانون من نقص التغذية ومن أمراضٍ كلويَّة، بمن فيهم الأشخاص الذين يخضعون لغَسل الكُلى.كما قد يتسبَّبُ هيدروكسيد الألومنيوم في حدوث إمساك.

وتكون الفعاليَّة المضادَّة للحموضة لهيدروكسيد المغنيزيوم أفضل من فعاليَّة هيدروكسيد الألومنيوم.حيث يكون تأثيره المضاد للحموضة سريعًا ويعمل على تعديل الحموضة بشكلٍ فعَّال.إلَّا أنَّ المغنيزيوم يعمل كمُليِّنٍ أيضًا.تستمرُّ عادات التَّبرُّز بشكلٍ منتظم عادةً إذا اقتصر استعماله على بضع ملاعق طعام يوميًّا.قد يؤدي استعمال أكثر من أربع جرعات منه يوميًّا إلى حدوث إسهال.ينبغي أن يقتصر استعمال الأشخاص الذين يُعانون من إصابةٍ كلويَّة لهيدروكسيد المغنيزيوم على جرعاتٍ صغيرة نظرًا لوصول كميَّات صغيرة من هيدروكسيد المغنيزيوم إلى مجرى الدم.تتوفَّر الكثير من مضادَّات الحموضة المحتوية على هيدروكسيد المغنيزيوم وهيدروكسيد الألومنيوم، حيث يمكن استعمالها للحدِّ من حدوث الإسهال.

يجب على الأشخاص المصابين بأمراضٍ قلبيَّة أو بارتفاع ضغط الدَّم أو باضطرابٍ كُلويٍّ استشارة الطبيب قبل اختيار مضاد الحموضة الذي سوف يستعملونه.

أدوية أخرى لعلاج الحموضة المعدية

يمكن أن تعمل سوكرالفات من خلال تشكيل طبقة واقية في قاعدة القرحة لتعزيز الشفاء.يكون تأثير الدَّواء جيِّدًا في معالجة القرحات الهضمية وهو بديلٌ مناسب لمضادَّات الحموضة.يُؤخذ سوكرالفات من 2-4 مرات يوميًّا ولا يَجرِي امتصاصه إلى مجرى الدَّم، لذلك فإنَّ آثاره الجانبيَّة قليلة.ولكنَّه قد يتسبَّبُ في حدوث الإمساك وخفض فعاليَّة الأدوية الأخرى في بعض الحالات.

وقد يُستَعمل ميزوبروستول لتقليل احتمال حدوث قرحاتٍ في المعدة والاثناعشري نتيجة استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة.يمكن أن يعمل ميزوبروستول من خلال خفض إنتاج حمض المعدة ومن خلال جعل بطانة المعدة أكثرَ مقاومةً للحمض.ويكون كبار السن والأشخاص الذين يستعملون الستيروئيدات القشريَّة والأشخاص الذين لديهم تاريخ من المعاناة من القرحات أو من المُضَاعَفات الناجمة عنها؛ معرَّضين لخطر أكبر لحدوث قرحةٍ عند استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة.يستطيع أولئك الأشخاص استعمال ميزوبروستول مع الطَّعام بالتَّزامن مع استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة.إلَّا أنَّ استعمال ميزوبروستول يُسبِّبُ حدوث الإسهال ومشاكل هضميَّة أخرى عند 30٪ من الأشخاص الذين يستعملونه.بالإضافة إلى أنَّ استعمال هذا الدَّواء قد يُسبِّبُ حدوث إجهاضٍ عفوي عند النِّساء الحوامل.تتوفَّر بدائل للميزوبروستول يمكن أن يستعملها الأشخاص الذين يستعملون الأسبرين أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية أو الستيرويدات القشريَّة.تقتصر فعاليَّة هذه البدائل، مثل مثبطات مضخة البروتون، على تقليل احتمال حدوث قرحة والتَّسبُّب في ظهور تأثيرات جانبيَّة أقل.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID