زراعة الكلى

حسبMartin Hertl, MD, PhD, Rush University Medical Center
تمت مراجعته محرّم 1444

زرع الكلية هو عملية تتضمن إزالة كلية سليمة من شخص حي أو متوفى مؤخرًا، ومن ثم نقلها إلى شخص مصاب بالمراحل النهائية من الفشل الكلوي.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن الزرع.)

بالنسبة لجميع الأشخاص من جميع الأعمار الذين يعانون من فشل كلوي غير قابل للشفاء، فإن زرع الكلى هو العلاج الوحيد المُنقذ للحياة والبديل عن غَسل الكُلى.تُعد زراعة الكلية النوع الأكثر شُيُوعًا من عمليات زرع الأعضاء.

يُستطب زرع الكلى في الحالات التالية:

  • الفشل الكلوي المتقدم غير القابل للشفاء

قد يُستطب زرع الكلى عند المرضى المسنّين في السبعينات أو الثمانينات من العمر إذا تحققت لديهم الشروط التالية:

  • يتمتعون بصحة جيدة بخلاف المرض الكلوي، ويمكنهم العيش بشكل مستقل، ويحظون بدعم اجتماعي جيد من الوسط المحيط بهم.

  • من المتوقع أن يعيشون عمرًا طويلًا نسبيًا.

  • من المرجح أن تُحسن زراعة الكلية إلى حد كبير من قدرة المريض على القيام بمهامه ونوعية حياته، وليس مجرد تخليصه من كابوس غسل الكلى المستمر.

قد يكون المرضى المصابين بداء السكّري من النمط الأول مرشحين لإجراء زرع الكلية والبنكرياس في وقتٍ واحد، أو زرع البنكرياس بعد زرع الكلية.

يخضع كل من المتبرعين والمتلقين لتحري ما قبل الزرع.يُجرى هذا الفحص للتأكد من أن العضو سليم بما فيه الكفاية لإجراء عملية الزرع، وأن المتلقي لا يعاني من أية حالات طبية تمنع إجراء عملية الزرع.

لا يُستطب زرع الكلى إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات معينة، مثل المرض القلبي الشديد أو السرطان.كانت بعض الأمراض تُعد فيما مضى مضاد استطباب حتمي للزرع، وأصبحت اليوم تُعد مضاد استطباب نسبي للزرع (ما يعني بأنه قد يكون من الممكن إجراء عملية الزرع بعد اتخاذ إجراءات حيطة خاصة) وذلك بسبب توفر أدوية يمكنها السيطرة على تلك المضاعفات.على سبيل المثال، من الضروري اتخاذ احتياطات خاصة عندما يعاني الشخص من داء السكري غير المُعالج بشكل جيد (وهو ما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي)، أو عدوى فيروسية معينة (مثل التهاب الكبد سي المتقدم)، وهما حالتان قد تزدادا سوءًا عند أخذ الأدوية المطلوبة لمنع الرفض بعد الزرع.حيث تقوم هذه الأدوية بكبت الجهاز المناعي، وتجعله أقل قدرة على الدفاع عن الجسم ضد العدوى.

تشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 95٪ من مرضى زرع الكلى يبقون على قيد الحياة بعد عام من إجراء العملية.أما نسبة الكلى المزروعة التي تحافظ على وظيفتها فهي:

  • حوالى 95٪ بالنسبة للكلى التي جرى أخذها من متبرعين أحياء

  • حوالى 90٪ بالنسبة للكلى التي جرى أخذها من متبرعين متوفين

بعد كل عام بعد ذلك، تتوقف ما نسبته 3-5٪ من الكلى المأخوذة من متبرعين أحياء، وحوالي 5-8٪ من الكلى المأخوذة من متبرعين متوفين عن العمل.تعمل الكلى المزروعة في بعض الأحيان لأكثر من 30 عامًا.

يمكن للمرضى الذين أجريت لهم عمليات زراعة كلى ناجحة أن يعيشوا حياةً طبيعية، ويمارسوا نشاطاتهم بشكل معتاد.

المتبرِّعين

تؤخذ أكثر من نصف الكلى المزروعة من متبرعين متوفين، كانوا يتمتعون بصحة جيدة قبل الوفاة.يكون حوالى ثلث الكلى المُتبرع بها متضررًا، ولكنها تُستخدم بأي حال لأن الطلب عليها يكون كبيرًا جدًّا.تأتي بقية الكلى المزروعة من متبرعين أحياء.يمكن أن يتم التبرع من متبرع حي لأن المتبرِّع يمكنه العيش بكلية سليمة واحدة.

إجراء زراعة الكُلى

تُستأصل الكلية من الشخص المُتبرع باستخدام أداة رفيعة وكاميرا فيديو صغيرة يجري إدخالها من خلال شق جراحي صغير (جراحة تنظيرية laparoscopic surgery).في بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر إجراء شق جراحي أكبر (جراحة مفتوحة).بعد استئصال الكلية من المتبرع، يجري تبريدها، ونقلها بسرعة إلى المركز الطبي الذي ستتم فيه زراعتها عند الشخص المتلقي الذي يحمل زمرة دموية ونسيجية موافقة، ولا يمتلك أجسام مضادة لنسج المُتبرع.

يُعد زرع الكلى من العمليات الجراحية الكبرى.عادةً ما يكون الشخص الذي يستقبل الكلية قد خضع لعمليات غَسل الكُلى طيلة أشهر أو سنوات قبل إجراء عملية الزرع.يجري وضع الكلى المتبرع بها في موضعها في جسم المُتلقي من خلال شق جراحي، ويجري ربطها بالأوعية الدموية والمثانة.عادة، يَجرِي ترك الكلى المتعطلة في مكانها دون أن تُستأصل.وقد يجري استئصالها أحيانًا بسبب حدوث عدوى وعدم التعافي منه.

زراعة الكلى
إخفاء التفاصيل
تُوضع الكلية المُتبرع بها في حوض المريض من خلال شق جراحي، ويجري وصلها بالأوعية الدموية ومثانة المريض.عادةً ما تُترك الكلية المتعطلة في مكانها.

يبدأ إعطاء المريض الأدوية التي تُثبط الجهاز المناعي (كابتات المناعة) بما في ذلك الستيرويدات القشرية، في نفس يوم إجراء الزراعة.يمكن لهذه الأدوية أن تساعد في تقليل خطر رفض الكلى المزروعة في جسم المُتلقي.

مُضَاعَفات زراعة الكلى

يمكن لعملية الزراعة أن تُسبب مُضَاعَفات مختلفة.

الرفض

حتى إذا كانت الزمرة النسيجية للأعضاء المزروعة متطابقة بشكل وثيق مع الزمرة النسيجية للمريض، فإن جسم المُتلقي يرفض الأعضاء المزروعة عادة ما لم تتخذ تدابير لمنع هذا الرفض، على العكس من عملية نقل الدم.ينجم الرفض عن هجوم الجهاز المناعي للشخص المُتلقي على العضو المزروع، والذي يتعرف عليه الجهاز المناعي على أنه مادة أجنبية.يمكن أن يكون الرفض خفيفًا وسهل التحكم به، أو شديدًا، ممَّا يؤدِّي إلى تخريب العضو المزروع.

على الرغم من استخدام كابتات المناعة، فقد تحدث نوبة واحدة أو أكثر من نوبات الرفض rejection episode.

يمكن أن يحدث الرفض الحاد في غضون 3 إلى 4 أشهر من زرع الكلى.قد يترافق الرفض الحاد بحمى، وانخفاض إنتاج البول، وزيادة الوزن، وألم وتورم في الكلى، وارتفاع ضغط الدم.تظهر اختبارات الدَّم تدهور وظيفة الكلى.وبما أن هذه الأَعرَاض قد تنجم أيضًا عن العدوى أو استخدام أحد الأدوية، فقد يحتاج تشخيص الرفض في بعض الأحيان إلى أخذ خزعة من الكلية المزروعة بواسطة إبرة، ومن ثم فحصها.

من الشائع نسبيًا حدوث رفض مزمن للكلية المزروعة، والذي يتطور على مدى أشهر أو سنوات طويلة، ويؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الكلية.

يمكن عادة مُعالَجَة الرفض بشكل فعال باستخدام جرعات عالية من الستيرويدات القشرية أو الغلُوبُولين المضاد للّمفاويات.إذا كانت هذه الأدوية غير فعالة، فيَجرِي إيقافها تدريجيًا، ويجب أن يعود المريض إلى غَسل الكُلى مَرَّةً أخرى.يستمر غَسل الكُلى إلى أن تتوفر كلية أخرى.

قد تترك الكلى المرفوضة في موضعها، ما لم تستمر الحُمَّى والألم وظهور الدم في البول.يمكن لعملية الزرع الثانية أن تنجح بنفس نسبة نجاح عملية الزرع الأولى.

السرطان

يزداد خطر الإصابة بالسرطان عند مرضى زراعة الكلى بنسبة تتراوح بين 10-15 مرة بالمقارنة مع تعداد السكان العام، وذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي المسؤول عن الدفاع عن الجسم ضد السرطان وأنواع العدوى المختلفة.يزداد خطر الإصابة بسرطان الجِهَاز اللِّمفِي (الورم اللمفي lymphoma) بمعدل 30 مرة عند مرضى زراعة الكلى بالمقارنة مع عامة السكان، ولكن من الضروري الإشارة إلى أن الورم اللمفي هو حالة غير شائعة أساسًا.كما إن سرطان الجلد يُعد أمرًا شائعًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID