خُثارُ الوريد العميق Deep Vein Thrombosis (DVT)

(الخُثار الوريديّ العميق)

حسبJames D. Douketis, MD, McMaster University
تمت مراجعته جمادى الأولى 1445

الخُثارُ الوريديّ العميق deep vein thrombosis هو تكوين جلطات دمويَّة (خَثَرات) في الأوردة العميقة للساقين عادةً.

  • يمكن أن تتكوَّنَ جلطات دمويَّة في الأوردة إذا أُصيب الوريدُ أو عند حدوث اضطرابٍ يُسبِّب تجلُّط الدَّم، أو عند وجود عاملٍ أدَّى إلى إبطاء عودة الدَّم إلى القلب.

  • قد تتسبَّب جلطات الدَّم في تَورُّم الساق أو الذراع.

  • يمكن أن تتكسَّر خثرة الدَّم وتنتقل إلى الرئتين، حيث تُسمَّى الحالة بالانصمام الرئوي pulmonary embolism.

  • يُلجأ إلى تَخطيط الصَّدَى الدوبلري والاختبارات الدَّمويَّة للتَّحرِّي عن وجود خُثار الأوردة العميقة.

  • تُستَعملُ مُضادَّاتُ التَّخَثُر لمنع تَضَخّم الجلطات والوقاية من حدوث الانصِمام الرِئَوِيّ.

وهناك نوعان رئيسيان للأوردة، السطحية والعميقة.تتوضع الأوردة السطحية في الطبقة الدهنية تحت الجلد.تتوضع الأوردة العميقة في العضلات وعلى طول العظام.(انظر أيضًا لمحة عامة عن الجملة الوريدية.)

يمكن أن تحدثَ جلطاتٌ دمويَّة (خَثَرات) في الأوردة العميقة تُسمَّى خُثارالأوردة العميقة، أو في الأوردة السطحية وتُسمَّى خُثارالأوردة السطحية.كما تكونَ الأوردة السطحية ملتهبةً عادةً، ولكن من دون تجلُّط (خُثار)، ويُشار إلى هذه التَّوليفة من التجلُّط والالتهاب بالتِهاب الوَريدِ الخُثارِي السطحي superficial thrombophlebitis .

يشير الانصمامُ الخثاري الوريدي (VTE) إلى جلطة دموية تبدأ في الوريد ثم تتحرر في المجرى الدموي، وتنتقل عادة إلى الرئتين (صمة رئوية).ونظرًا إلى أنَّ كلّ خثرة تقريبًا (خثرة) يمكن أن تتفكَّك وتصبح انصِمامًا ، يشير الأطباء في بعض الأحيان إلى الخثار الوريدي العميق باسم داء الانصمام الخثاري.

يحدث الخُثار الوريدي العميق غالبًا في الساقين أو الحوض، ولكنَّه قد يحدث في الذراعين أيضًا.

أسباب الخُثار الوريدي العميق

توجد ثلاثةُ عوامل رئيسية يمكن أن تُسهِمَ في حدوث خُثار الوريد العميق:

  • إصَابة بطانة الوريد

  • زيادة ميل الدَّم إلى التَّجلُّط

  • تباطؤ جريان الدَّم

إصَابة الوريد

يمكن أن تتضرَّر الأوردة في أثناء الجراحة أو عند التَّعرُّض لإصابة في الذراع أو الساق أو من خلال حقن موادٍ مُهيِّجة أو عند الإصابة بالتهاب أو باضطراباتٍ مُعيَّنة، مثل الالتِهاب الوعائي الخثاري الانسدادي thromboangiitis obliterans.كما قد تُصاب بجلطةٍ، ممَّا يزيد من فرصة تشكُّل جلطة ثانية.

زيادةُ ميل الدَّم إلى التَّجلُّط

تتسبَّب بعضُ الاضطرابات مثل السرطان وبعض الاضطرابات الوراثيَّة لتجلُّط الدَّم، في تجلُّطه عندما ينبغي ألَّا يتجلَّط.كما يمكن أن تُسبِّبَ بعض الأدوية، بما في ذلك موانع الحمل الفمويَّة أو العلاج بالإِسترُوجين أو الأدوية التي يكون تأثيرها مشابهًا لتأثير الإِسترُوجين (مثل تاموكسيفين ورالوكسيفين)، تجلُّط الدَّم بسهولةٍ أكبر.ويُعدُّ التدخينُ من عوامل الخطر أيضًا.وتتشكَّل جلطاتٌ دمويَّةٌ بسهولةٍ أكبر بعد الولادة أو الجراحة في بعض الأحيان.ومن الشائع أن يتسبَّبَ التَّجفافُ عند البالغين في تجلط الدَّم بسهولة أكبر عادةً، وبذلك يمكنه الإسهام في الإصابة بخُثار الأوردة العميقة.

تباطؤُ جريان الدَّم

يتباطأ جريانُ الدَّم خلال فترة الراحة الطويلة في الفراش وفي مناسبات أخرى عندما لا تتحرك الساقان بشكلٍ طبيعي، لأنَّ الشخص يستلقي وعضلات الرَّبلة لا تتقلص ولا تدفع الدَّم باتجاه القلب.فمثلًا، يمكن أن يحدثَ خثارُ الوريد العميق عند الأشخاص الذين أُصيبوا بنوبةٍ قلبيَّة أو باضطرابٍ خطيرٍ آخر (مثل فشل القلب أو داء الانسداد الرئوي المزمن [COPD] أو السكتة الدماغية)، ويستلقون في سرير المستشفى لعدة أيام دون تحريك سيقانهم بشكلٍ كافٍ أو عند الأشخاص المصابين بشللٍ نصفي سفلي.قد يحدث خثارُ الأوردة العميقة بعد جراحة كبرى، وخصوصًا جراحة الحوض أو الورك أو الركبة.يمكن أن يحدثَ الخُثار حتى عند الأشخاص الأصِحَّاء الذين يجلسون لفترات طويلة، كما هي الحالُ في أثناء حالات القيادة الطويلة أو رحلات الطائرات، ولكن من غير الشائع أن يحدث الخُثار في هذا الظرف ويحدث عادةً عند الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر أخرى.

هل تعلم...

  • رغم أنَّه ليس شائعًا، لكنَّ الخُثار قد يحدث عند الأشخاص الأصِحَّاء الذين يجلسون لفتراتٍ طويلة، كما هي الحال في أثناء حالات القيادة الطويلة أو الرحلات الجوية.

مضاعفات الخُثار الوريد العميق

رغم الإزعاج الذي يُسبِّبُه تجلُّط الأوردة العميقة، إلَّا أنَّ الشاغل الرئيسي يكمن في المُضَاعَفات التي تنطوي على:

الانصِمامُ الرِئَوِي Pulmonary embolism

يمكن أن تتفككَ جلطة دمويَّة من الوريد المصاب في الساق عند المصابين بالخثار الوريدي العميق.وتسمَّى الجلطة التي تتحرَّر بالصِمَّة embolus.ويمكن للصِّمَّة أن تنتقلَ عبر مجرى الدَّم مرورًا بالقلب إلى الرئتين، حيث تتوضَّع في وعاءٍ دمويٍّ لتمنع جريان الدَّم إلى جزءٍ منها.يُسمَّى هذا الانسدادُ الانصِمام الرِئَوِيّ، وقد يؤدي إلى الوفاة حسب حجم الصمة وحمد الشريان الرئوي المسدود.لا تصبح جلطاتُ الدَّم الصغيرة التي تنجم عن الخُثار الوريدي السطحي صِمَّة عادةً.وبذلك، يُحتمل بشكل عام أن يقتصرَ الخطرُ على الخثرات التي تتشكَّل في الأوردة العميقة.

ومن المرجّح أن تصبحَ الجلطاتُ الدَّمويَّة في الساقين أو الحوض صِمَّات أكثر من جلطات الدَّم في الذراعين، وقد يعود ذلك إلى أنَّ الفعل الضَّاغط لعضلات الرَّبلة يمكنه تحرير جلطة دمويَّة في الوريد العميق.

تختلف عواقبُ الانصِمام الرِئَوِيّ باختلاف حجم الصِّمَّات وعددها:

  • يمكن لصِمامٍ صغيرٍ إغلاق شريانٍ صغيرٍ في الرئتين، ممَّا يَتسبَّب في موت جزءٍ صغيرٍ من أنسجة الرئة (تُسمَّى الحالة احتشاء الرِّئة pulmonary infarction).

  • كما يمكن لصِمَّةٍ رئويةٍ كبيرة أن تمنع مرور الدَّم أو معظمه تقريبًا من الجانب الأيمن من القلب إلى الرئتين، ممَّا يؤدِّي إلى انخفاض ضغط الدَّم وانخفاض مستويات الأكسجين والتَّسبُّب بسرعة في الوفاة.

ليس من الشائع تشكُّل صِمَّاتٍ ضخمة، إلَّا أنَّه لا يمكن التَّنبُّؤ بحالة الخثار الوريدي العميق التي سوف تؤدي إلى حدوث صمَّة ضخمة عند إهمال علاجها.

يمكن أن تتشكَّل صِمَّاتٌ متعددة.تتَّجه الصِمَّاتُ المتعددة إلى أجزاءٍ مختلفة من الرئتين عادةً.

يكون لدى الأشخاص في بعض الأحيان فتحة غير طبيعية تسمى بالثُّقبَةِ البَيضويَّة السَّالكة، بين الحجرتين العلويتين اليمنى واليسرى من القلب (الأذينان)؛فإذا كانت هذه الفتحةُ موجودةً، يمكن أن تمرَّ صمَّةً في الدورة الدَّمويَّة الشريانية وتغلق شريانًا في جزء آخر من الجسم، مثل الدماغ حيث إنَّها سوف تَتَسبَّبُ في حدوث سكتة دماغيَّة.

القُصورُ الوَريدِي المزمن Chronic venous insufficiency

تجري معالجة بعض جلطات الدَّم بتحويلها إلى نسيجٍ مُتندِّب قد يُلحِق الضَّرر بالصِّمامات في الأوردة.تمنع الصِّماماتُ المُتضرِّرة قيام الأوردة بعملها بشكلٍ طبيعي، وهو اضطراب يُسمَّى القصور الوريدي المزمن.وفي هذا الاضطراب، يتجمُّع سائلٌ (حالة تسمى الوذمة) ويتورَّم الكاحل وأحيانًا الجزء السفلي من الساق.ويمكن أن يصبحَ الجلد متقشِّرًا وحاكًّا وبنيًّا مُحمرًّا على البشرة الفاتحة أو أرجوانيًا و/أو بنيًا على البشرة الداكنة.

الإقفار Ischemia (نقص التروية الدموية)

في حالاتٍ نادرة، يؤدي وجود جلطة دمويَّة ضخمة في الساق إلى حدوث تورُّم كبير يمنع جريان الدَّم عبر الساق.وتصبح الساق شاحبة أو زرقاء ومؤلمة بشدَّة.ويمكن أن تَحدُثَ الغَنغرينة (النسيج المتموّت) إذا لم يُستعاد جريان الدَّم.

أعراض الخثار الوريدي العميق

لا تظهر أيَّة لأعراض عندَ حَوالى نصف الأشخاص المُصابين بالخُثارِ الوَريدي العَميق.وقد يكون ألم الصدر عند هؤلاء الأشخاص أو ضيق النَّفُّس الناجمان عن الانصمام الرئوي أوَّل مؤشِّرٍ على وجودِ جلطة دموية.وإذا اشتملت الحالةُ على أحد الأوردة العميقة في الساق عند الأشخاص الآخرين، قد تتورَّم الرَّبلَة، ويمكن أن تكون مؤلمة ومؤلمة عند اللَّمس ودافئة.كما قد يتورَّم الكاحلُ أو القدم أو الفخذ وفقًا للأوردة التي اشتملتها الحالة.وبشكلٍ مشابه، إذا اشتملت الحالة على أحد أوردة الذراع فقد يتورَّم الذراع.

تشخيص الخثار الوريدي العميق

  • تخطيط الصَّدى الدوبلري Doppler ultrasonography

  • اختبارات دمويَّة لقياس مستوى المثنوي-دي

قد يكون من الصَّعب على الأطباء اكتشافُ الخُثار الوريدي العميق، لاسيَّما عندما يكون الألم والتَّورُّم غائبين أو خفيفين.غالبًا ما يُستخدم تخطيط الصَّدى الدوبلري لتأكيد التَّشخيص عند الاشتباه بوجود هذا الاضطراب.

يقوم الأطباءُ في بعض الأحيان بإجراء اختبارٍ دموي لقياس مادَّةٍ تُسمَّى المثنوي-دي، والمُتحرِّر من جلطات الدم؛فإذا لم توجد زيادة في مستوى المثنوي-دي في الدَّم، فمن المحتمل ألَّا يكون الشخص مصابًا بخُثار وريدي عميق.

اختبار مختبري

أمّا إذا ظهرت عند الشخص أعراض الانصِمام الرِئَوِيّ، فإنَّه يُجرى التصوير المقطعي المحوسب (CT) الوعائي، أو نادرًا تصوير الرئة النووي مع استعمال وَاسمة مُشِعّة للتَّحرِّي عن الانصِمام الرِئَوِي.يُجرى تخطيط الصَّدى الدوبلري للتَّحرِّي عن وجود جلطات في الساقين.لا تتمُّ هذه الإجراءات إلا عندما يَُصاب الشخص بالوهط نتيجة حدوث انخفاض شديد في ضغط الدَّم أو في مستويات الأكسجين.ويشير الوَهط Collapse إلى وجود انصمام رئوي جَسِيم يحتاج إلى معالجة فوريَّة.

علاج الخثار الوريدي العميق

  • الأدوية المُضادَّة للتخثُّر (تُسمَّى مُميِّعات الدَّم blood thinners أحيانًا)

  • في بعض الأحيان الأدوية الحالَّة للجلطة

بالنسبة للخُثار الوريدي العميق، يكون الهدفُ الرئيسي للطبيب هو منع حدوث الانصمام الرئوي.قد يكون دخولُ المستشفى ضروريًا في البداية، ولكن يمكن علاجُ معظم الأشخاص المصابين بالخُثار الوريدي العميق في المنزل.ليس من الضروري أن يرتاحَ المريضُ في السرير إلا للمساعدة على تخفيف شدَّة الأَعرَاض.ويمكن أن يتابع المرضى ممارسة نشاطاتهم بشكلٍ طبيعي.لا يؤدي النشاط الجسدي إلى زيادة خطر تحرُّر جلطة دمويَّة والتَّسبُّب في حدوث انصمام رئوي.

تتكوَّن المعالجة عادةً من:

  • الأدوية المضادة للتَّخَثُّرِ(الأكثر شيوعًا)

  • أدوية إذابة الجلطة

  • في حالاتٍ نادرة، مُرَشِّح محصر للجلطة (مِظَلِّة)

هل تعلم...

  • يمكن أن يستمرَّ المرضى المصابون بالخثار الوريدي العميق في أداء نشاطاتهم بشكلٍ طبيعي.لا يؤدي النشاطُ الجسدي إلى زيادة في خطر إطلاق جلطة دمويَّة، والتَّسبُّب في حدوث انصمام رئوي.

الأدويَةُ المُضادَّة للتَّخَثُّرِ

يُطلق على الأدوية المُضادَّة للتخثُّر أحيانًا اسم مُميِّعات الدموهي تُقلِّلُ من قدرة الدَّم على التجلُّط (التخثر)، لذلك يمكنها منع تشكُّل جلطات جديدة، ويمكن أن تمنع زيادة حجم الجلطات الموجودة.ولكنها لا تفكِّك أو تحل الجلطات التي تكونت من قبل.تُستعمل مضادات التخثر عند جميع الأشخاص المصابين بخثار الوريد العميق.

عادةً ما يستخدم الأطباء الهيبارين القابل للحقن (غير المُجزَّأ أو ذو الوزن الجزيئي المنخفض) أو فوندابارينوكس، والذي يُعطى أيضًا عن طريق الحقن تحت الجلد، يتبعه علاج طويل الأمد بدواء مضاد للتخثر يمكن أخذه عن طريق الفم.يعمل الدواء القابل للحقن على الفور، ولكن إذا كان الأشخاص سيستخدمون الوارفارين، فسوف يستغرق الأمر عدة أيام حتى يكون فعالًا تمامًا، ويجب على الشخص البدء باستعماله مع الاستمرار في الحصول على مضاد التخثر القابل للحقن.وبمجرَّد بَدء فعاليَّة الوارفارين في الظهور، يتوقّف الأشخاص عن استعمال الدواء القابل للحقن.تُعد مضادَّات التخثر التي تؤخذ عن طريق الفم مباشرة بديلًا عن الوارفارين.يُعد كل من ريفاروكسابان، وأبيكسابان، وإدوكسابان، ودابيغاتران من مضادات التخثر الفموية المباشرةولهذه الأدوية تأثيرٌ مضاد للتخثر أسرع من الوارفارين وفعاليَّتها مماثلة لفعاليَّة الوارفارين في معالجة جلطات الدَّم.ولكن، من الضروري العلاج بالأدوية القابلة للحقن لعدة أيام قبل البدء باستعمال مضادات التخثر الفموية المباشرة (DOACs).

بالنسبة للأشخاص الذين يُعتقد أن جلطاتهم مرتبطة بالسرطان، فإن العديد من الأطباء يفضلون استخدام الأدوية القابلة للحقن أو مضاد تخثر يؤخذ مباشرة عن طريق الفم بدلا من الوارفارين.ولكن، يُعد الوارفارين بديلًا معقولًا لمثل هذه الحالات.

تختلف فترةُ استعمال الأشخاص لمضادات التخثر (بالوارفارين أو بالدواء القابل للحقن) باختلاف مستوى الخطر.يستمرُّ المرضى المصابون بالخُثار الوريدي العميق النَّاجم عن سببٍ مؤقت ومحدَّد (مثل الجراحة أو دواء توقَّفوا عن استعماله) في استعمال مضادات التخثر لفترة تتراوح بين 3-6 أشهر عادةً.وعند تعذًّر الغثور على سببٍ مُعيَّن، فعادةً ما يستعمل الأشخاص مضادات التخثر لمدَّة ستة أشهر على الأقل.ينبغي الاستمرارُ في استعمال مضادات التخثر لمدّةٍ غير محددة إذا كان السبب غيرَ مؤقت (مثل أحد اضطرابات تَجلُّط الدَّم)، أو إذا كان الأشخاص قد تعرَّضوا لعارضتين أو أكثر من الخثار الوريدي العميق.

يزيد استخدامُ مضادات التخثر من خطر حدوث نزفٍ داخلي وخارجي.ولتقليل الخطر، يجب على الأشخاص الذين يستعملون الوارفارين إجراء فحوص دمٍ دورية لمعرفة محتوى الدَّم من مضاد التَّخثُّر؛ثم يستخدم الأطباءُ نتيجة اختبار الدَّم لضبط جُرعة الوارفارين.تُجرى اختبارات الدَّم مرة أو مرتين في الأسبوع عادةً لمدة شهر أو شهرين، ثم كل 4 إلى 6 أسابيع بعد ذلك.

تُغيِّر الكثير من الأدوية والأطعمة المختلفة طريقة تفكيك الجسم للوارفارين (انظر أيضًا التفاعلات الدوائية).حيث تزيد بعض الأدوية والأغذية تفكُّكه، ممَّا يُنقص فعاليَّة جرعة الوارفارين ويزيد من خطر حدوث جلطة دمويَّة أخرى؛بينما تعمل أدوية وأغذية أخرى على إبطاء تفكُّك الوارفارين، ممَّا يزيد من فعاليَّة الجرعة، ولكنها تزيد أيضًا من احتمال حدوث نزف.كما يكون بعضُ الأشخاص أكثر حساسية للوارفارين أيضًا، وقد يحتاجون إلى اختبارات حساسية الوارفارين لمساعدة الأطباء على تعديل مستوياتهم.

يمكن التنبؤ بتأثير مضادات التخثر الفموية المباشرة على دم الأشخاص أكثر من تأثير الوارفارين.ولذلك، وعلى العكس من الأشخاص الذين يتناولون الوارفارين، لا يحتاج الأشخاص الذين يستعملون مضادات التخثر الفموية المباشرة إلى إجراء اختبارات دم متكررة لضبط الجرعة.بالإضافة إلى ذلك، تميل مضادات التخثر الفموية المباشرة إلى أن تُسبب عددًا أقل من نوبات النزف الخطيرة مقارنةً مع الوارفارين.ولكن، قد يكون من الصعب إيقاف النَّزف الناجم عن استعمال مضادات التخثر الفموية المباشرة لأنَّ ترياق هذه الأدوية لا يتوفَّر على نطاق واسع كما هي الحابل بالنسبة لترياق الوارفارين.

يُعدُّ النَّزف المُفرِط، الذي قد يكون مُهدِّدًا للحياة، أكثرَ المُضَاعَفات شيوعًا لمضادات التخثر.تنطوي عواملُ خطر النَزف الشَدِيد على أن يكون الشخص بعمر 65 عامًا أو أكثر أو ينطبق عليه ما يلي

يمكن أن يُوصي الأطبَّاءُ باستعمال فيتامين K بالتزامن مع استعمال الوارفارين أو القيام بنقلٍ للبلازما (المحتوية على عوامل التَّخثُّر) أو استعمال مُعقَّد البروثرومبين المُركَّز لعكس تأثيرات الوارفارين وإيقاف النزف.بالنسبة للأشخاص الذين يستعملون الهيبارين، يمكن أن ينصحَ الأطبَّاء باستعمال البروتامين لعكس التأثيرات جزئيًّا.

بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون بعضًا من مضادات التخثر الفموية المباشرة، يمكن للأطباء إعطاء دواء أناديكسانت ألفا أو مُركز مُعقَّد البروثرومبين لعكس تأثيرات مضادات التخثر الفموية المباشرة وإيقاف النَّزف.

المُرَشِّح الحاصر للجلطة

في حالات نادرة جدًّا، وكبديل عن مضادات التخثر، يقوم الأطباء بوضع مُرشِّح (كان يُسمَّى مُظلة سابقًا) داخل أحد الأوردة الكبيرة بين القلب والمنطقة المصابة بالخُثار الوريدي العميق، مثل الوريد الأجوف السفلي.الوَريد الأَجوَف السُّفلِيّ هو الوريد الضخم الذي يعيد الدَّم إلى القلب من الجزء السفلي من الجسم.ويمكن للمرشَح احتجاز الصِّمَّات ومنعها من الوصول إلى الرئتين.

إلا أنَّه وخلافًا لمضادات التخثر، فإنَّ المُرَشِّحٌات لا توفِّر وقايةً من تكوين جلطاتٍ جديدة.تُستَعمل المُرشِّحاتُ عندَ الأشخاص الذين يتعذَّر استعمال العلاج بمضادَّات التَّخثُّر عندهم عادةً، أو عند فشل استعمالها.

مُرشِّحاتُ الوَريدِ الأَجوَفِ السُّفلِيّ: طريقة للوِقاية من الانصِمام الرِّئويّ

يمكن أن تتفككَ جلطة دمويَّة من الوريد المصاب في الساق، وتتنقل عبر مجرى الدَّم عند الأشخاص المصابين بالخثار الوريدي العميق.وتسمَّى الجلطة التي تتحرَّر بالصِمَّة embolus.

تنتقل الصِمَّةُ باتِّجاه القلب وتمرُّ عبر الأذين والبطين الأيمنين إلى أحد الشرايين الرِّئويَّة التي تحمل الدَّم إلى الرئتين.قد تنحشر الجلطة في أحد الشرايين في الرئة، وتسد جريان الدم، ممَّا يؤدِّي إلى انصمام رئوي.قد يكون الانصمامُ الرئوي مهددًا للحياة، وذلك بحسب حجم الصمة وحجم الشريان المسدود.

يستخدم الأطباء عادة الأدويةَ التي تَحدُّ من تخثر الدَّم للوقاية من الانصمام الرئوي (مضادات التخثر، أو مميعات الدم).ولكن، قد يوصي الأطباءُ أن يُوضع مرشح لبعض الأشخاص (يسمى في السابق المظلة) بشكلٍ مؤقت أو دائم في الوريد الأجوف السفليالوَريد الأَجوَف السُّفلِيّ هو الوريد الضخم الذي يعيد الدَّم إلى القلب من الجزء السفلي من الجسم.

عادةً ما يوصى باستخدام المرشح عندما لا يمكن استخدام مضادات التخثر، على سبيل المثال، عندما يعاني الشخص من نزف أيضًا.ويمكن أن يحتجز المرشحُ الصمات قبل أن تصلَ إلى القلب، ولكن يسمح بتدفق الدم بحرية.الصمات التي يجري احتجازها تذوب من تلقاء نفسها أحيانًا.

ولكن، لا تقضي المرشحاتُ تمامًا على خطر الصمات.في بعض الأحيان تتضخم عروقٌ أخرى من الساقين، مما يسمح للدَّم والصمة بتجاوز المرشح.كما يمكن أن تتخلخلَ المرشحاتُ أو تصبح مسدودة بسبب إحدى الجلطات أيضًا.تكون فعاليَّة المُرشِّحات أقل بكثير في الوقاية من حدوث الانصمام الرئوي مقارنةً بالمعالجة بمضادَّات التَّخثُّر.

الأدويةُ الحالَّة للجلطة

يستخدم الأطباء الأدوية الوريديَّة في حالات قليلة فقط، مثل ألتيبلاز، لحل جلطات الدَّم الوريدية.قد تُعطى هذه الأدوية (تسمى أيضًا الأدوية الحالَّة للخثرة، أو الأدوية الحالَّة للفيبرين، أو الأدوية الحالَّة للجلطة) لشخص لديه خثرات دموية كثيرة إذا كانت الجلطة الدَّمويَّة موجودة منذ مدَّة تقلُّ عن 48 ساعة ولا توجد لدى الشخص عوامل خطر للإصابة بنزف شديد.حيث يبدأ النسيجُ المُتندِّب بالتَّشكُّل في الجلطة الدَّمويَّة بعد مرور 48 ساعة، ممَّا يجعله أقلَّ عُرضةً للإذابة.يترافق استخدام الأدوية الحالّة للجلطات مع خطر أعلى في المضاعفات النزفية.

يستعمل الأطبَّاءُ في بعض الأحيان الأدوية الحالَّة للجلطة بشكل مشترك مع طرق الترشيح الميكانيكية عند الأشخاص الذين لديهم جلطات كبيرة في الجزء العُلوي من الطرف السفلي (الفخذ).وفي مثل هذه الحالات، قد يضع الأطباءُ أنبوبًا صغيرًا ومرنًا (قثطَارًا) في الوريد المسدود، ويقومون بإزالة أكبرَ قدرٍ ممكنٍ من الجلطة باستخدام أداة، و يُمرِّرون الدواء الحالِّ للجلطة من خلال القثطار.

معالجةُ المُضَاعَفات

تنطوي معالجةُ الانصمام الرئوي عند حدوثه عادةً على استعمال الأكسجين (يُستَعملُ عادةً بواسطة قناع الوجه أو القنية الأنفية) والمسكنات لتخفيف شدَّة الألم، وومضادات التخثر.إذا كان الانصمامُ الرئوي مُهدِّدًا للحياة، فإنَّه يجري استعمال دواءٍ حالٍّ للجلطة أو تُجرى جراحة لاستئصال الصِّمَّة.

في بعض الحالات لا تتعافى الأوردةُ بشكلٍ كاملٍ بعد الإصابة بالخُثار الوريدي العميق.وقد يكون مفيدًا استعمالُ الجوارب الضاغطة المرنة أسفلَ الركبة إذا حدث القصور الوريدي المزمن.

قد يساعد الاستعمالُ الصحيح للضمادات الضاغطة على تدبير قرحات الجلد المؤلمة (قرحات رُكودٍ وَريدِيّ) عندَ ظهورها.عندما يجري وضعُ هذه الضمادات بعناية مرة أو مرتين في الأسبوع، فإنَّ القرحة سوف تشفى بشكلٍ نهائيٍّ تقريبًا نتيجة تحسُّن جريان الدَّم في الأوردة.يمكن أن تصابَ القرحاتُ بالعدوى، ويظهر القيح ومفرزاتٍ كريهة الرائحة على الضماد عندَ كلِّ تغيير.يمكن شطفُ القَيح والمُفرزات عن الجلد بالصابون والماء.وتكون فعاليَّة تطبيق الكريمات الجلديَّة والمسكنات والأدوية الجلديَّة من أيِّ نوعٍ بسيطة.

تشفى القرحة من تلقاء نفسها بمجرَّد تحسُّن جريان الدَّم في الأوردة.وقد يؤدي الاستعمال اليومي للجوارب المرنة بعد شفاء القرحة إلى منع عودتها.ولكن، يجب استبدالُ الجوارب بمجرَّد أن تصبحَ شديدة الرَّخاوة.إذا كان ذلك ممكنًا، يجب على الشخص شراء 7 جوارب أو أزواج من الجوارب (عند إصابة الساقين) - كي يستعمل جوربًا لكلِّ يومٍ من أيام الأسبوع بحيث تستمرُّ فعاليَّة الجوارب إلى حدٍّ كبيرٍ ولفترةٍ أطول.

وفي حالاتٍ نادرة، تحتاج القرحاتُ التي لا تشفى إلى تطعيم.وبعد التَّطعيم، ينبغي استعمال جوارب مرنة لمنع تكرار حدوث القرحات.

الوقاية من الخثار الوريدي العميق

رغم تعذُّر إزالة خطر الخثار الوريدي العميق بشكلٍ كامل، إلا أنَّه يمكن تقليله بعدة طرائق:

  • الابتعاد عن قلة الحركة

  • استعمال الأدوية المُضادَّة للتَّخَثُّرِ

  • الاستعمال المُتقطِّع لأجهزة الضغط الهوائي

يجري اختيارُ التدابير الوقائية اعتمادًا على عوامل الخطر عند الشخص وملامحه الفرديَّة.

يمكن للأشخاص المُعرَّضين لخطر بسيطٍ للإصابة بالخثار الوريدي العميق اتخاذ تدابير بسيطة، مثل أولئك الذين يجب أن يكونوا غير نشطين مؤقتًا لفترات طويلة كما هي الحال في أثناء رحلة بالطائرة، وأولئك الذين يخضعون لعملية جراحية بسيطة، ولكن ليست لديهم عوامل خطر أخرى للخُثار الوريدي العميق.يجب على مثل هؤلاء الأشخاص أن يرفعوا الساقين وأن يثنوا ويمدُّوا الكاحلين حوالى 10 مرات كل 30 دقيقة، وأن يمشوا ويتمطَّطوا كل ساعتين في أثناء استيقاظهم خلال الرحلات الطويلة.

ولكن، يحتاج المرضى المُعرَّضون لخطر أكبر للإصابة بالخُثار الوريدي العميق إلى معالجة وقائيَّة إضافيَّة.يشتمل هؤلاء الأشخاص على:

  • الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية بسيطة ولديهم عوامل خطر محددة للإصابة بالخُثار الوريدي العميق (مثل السرطان أو تخثر الدَّم الشديد)

  • الأشخاص الذين يخضعون لعملية جِراحيَّة كُبرَى (خصوصًا جراحة تقويم العظام)، ولكن ليست لديهم عوامل خطر

  • الأشخاص الذين يُدخُلون المُستَشفَى بسبب إصابتهم بمرضٍ خطير (مثل نوبة قلبية أو إصابة خطيرة)

يجب أن يحافظَ هؤلاء الأشخاصُ ذوو المخاطر المرتفعة على رفع الساق والبدء في التَّجوال والمشي في أسرع وقت ممكن.بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامُ مضادات التخثر، مثل الهيبارين، أو الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي، أو مضاد تخثُّر فموي مباشر.تساعد هذه الأدويةُ على منع حدوث الخُثارالوريدي العميق من خلال الحدِّ من قدرة الدَّم على التَّجلُّط، ولكن لهذه الأدوية مخاطر طفيفة تسبب حدوث نزف شديد.

يستعمل الضغطُ الهَوائِي المُتَقَطِّع (IPC) مضخة لتكرار نفخ وتفريغ الجوارب البلاستيكيَّة الجوفاء.حيث تضغط الجوارب على الربلتين بشكل متكرر لتفريغ الأوردة ومنع حدوث الجلطات.ويمكن استخدام الجوارب مع مضادات التخثر أو عوضًا عن استعمال مضادات التخثر عند الأشخاص الذين يُواجهون زيادةً في خطر النزف، مثل أولئك الذين تعرضوا لإصابةٍ خطيرة.عند الأشخاص الذين يخضعون لجراحة تترافق مع خطر مرتفع للنزف، تُوضَع جواربُ الساق قبل الجراحة مع إبقائها في أثناء وبعد الجراحة حتى يتمكن الشخص من المشي مَرَّةً أخرى.

يؤدي الاستعمالُ المستمر لجوارب مرنة مرتفعة الضغط (جورب طويل داعم) إلى جعل الأوردة ضيقة قليلًا، ويجري الدَّم بسرعةٍ أكبر.ونتيجة لذلك، قد تنخفض فرصةُ حدوث تجلُّط.ومع ذلك، لا توفِّر الجوارب المرنة وحدها وقاية كافية من الإصابة بالخُثار الوريدي العميق.كما قد تعطي إحساسًا زائفًا بالأمن، وتثبِّط طرائق الوقاية الأكثر فعاليَّة.يمكن أن يؤدّي استعمالها بطريقة غير صحيحة إلى تجمُّعها وتفاقم المشكلة من خلال منع جريان الدَّم في الساقين.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. Vascular Cures: Deep vein thrombosisعلاجات وعائية: الخثار الوريدي العميق: معلومات شاملة عن عوامل خطر، وتشخيص، وعلاج الخثار الوريدي العميق

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID